المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنّةِ فَلْيَلْزَمِ الْجَماعَةَ»


المحبُّ لأهل السُّنة
2012-07-15, 18:18
بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله ربّ العالمين
وبه نستعينُ وعليه التّكلانُ..


«مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنّةِ فَلْيَلْزَمِ الْجَماعَةَ»

عَن ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قالَ: خَطَبنَا عُمَرُ بالْجَابِيَةِ فقالَ: يَا أَيَّهَا النَّاسُ!
إِنِّي قُمْتُ فِيكُمْ كَمقَامِ رسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِينَا؛ فَقَالَ:
((أُوصِيكُمْ بِأَصْحَابِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمُ، ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ حَتَّى يَحْلِفَ
الرَّجُلُ وَلاَ يُسْتَحْلَفُ، وَيَشْهَدُ الشَّاهِدُ وَلاَ يُسْتَشْهَدُ، أَلاَ لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ كَانَ
ثَالِثَهُمَا الشّيْطَانُ، عَلَيْكُمْ بِالْجَماعَةِ، وَإِيّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ، فَإِنَّ الشّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ وَهُوَ مِنَ الاثْنَيْنِ أَبْعَدُ،
مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنّةِ فَلْيَلْزَمِ الْجَماعَةَ، مَنْ سَرّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيّئتُهُ فَذَلِكُمْ المُؤْمِنُ)).
قالَ أبُو عيسى: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الْوَجْهِ.
وقد رَوَاهُ ابنُ المُبَارَكِ عن محمدِ بنِ سُوقَةَ.
وقد رُوِيَ هذا الحديثُ من غيرِ وَجْهٍ عن عُمَرَ عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
•الشَّرح:

قالَ الإمامُ مُحمَّد عبد الرَّحمـٰن بن عبد الرَّحيم المباركفوريُّ (ت: 1353هـ) ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىٰ ـ
في «تحفة الأحوذي»:
قَوْله: (خَطَبنَا عُمَرُ بالْجَابِيَةِ) خطبة عمر هذه مشهورة، خطبها بالجابية، وهي قرية بدمشق.
(فَقَالَ) أيْ: رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (أُوصِيكُمْ بِأَصْحَابِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ) أيْ: التَّابعين.
(ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ) أيْ: أتباع للتَّابعين. وقَوْله: (بِأَصْحَابِي) وليسَ مُراده بهِ وُلاة الأُمور.
(ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ) أيْ: يظهر وينتشر بين النَّاس بغير نكير.
(حَتَّى يَحْلِفَ الرَّجُلُ وَلاَ يُسْتَحْلَفُ) أيْ: لا يطلب منه الحلف لجرأته على الله.
(وَيَشْهَدُ الشَّاهِدُ وَلاَ يُسْتَشْهَدُ) قالَ التِّرمذيُّ في أواخر "الشَّهادات": المرادُ به شهادة الزُّور.
(ألَا) بالتَّخفيف، حرف تنبيه. (لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ) أيْ: أجنبيَّة.
(إِلاَّ كَانَ ثَالِثَهُمَا الشّيْطَانُ) برفع الأوَّل ونصب الثَّاني، ويجوز العكس، والاِسْتثناء مفرغ،
والمعنى: يكون الشَّيطان معهما يهيج شهوةَ كلٍّ منهما حتَّى يلقيهما في الزِّنا.
(عَلَيْكُمْ بِالْجَماعَةِ) أيْ: المنتظمة بنصب الإمامة.
(وَإِيّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ) أيْ: اِحْذروا مفارقتها ما أمكن.
وروى مسلم في «صحيحه» عَن أبي هريرة مرفوعًا:
((مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَة، وَفَارَقَ الجَمَاعَة فَمَاتَ، ماتَ مَيْتَةً جَاهِليَّة)) الحديث.
روى الشَّيخان عَنْ حُذَيْفَةَ في أثناء حديث: ((تلزم جماعة المسلمين وإمامهم)).
قلتُ: فإنْ لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قَالَ:
((فاعْتزل تلك الفِرَق كلَّها، ولَو أنْ قبض بأصل شجرة حتَّى يدركك الموت وأنت على ذلك)).
قالَ الحافظُ قَوْله: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم. أيْ: أميرهم.
زاد في رواية أبي الأسود: ((تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك)).
وكذا في رواية خالد بن سبيع عند الطَّبرانيّ:
((فإنْ رأيتَ خليفةً فالزمهُ، وإنْ ضُرِبَ ظهرك، فإنْ لمْ يَكُن خليفةً فالهرب)).
وقالَ الطَّبريُّ: اخْتُلف في هذا الأمر، وفي الجماعة:
• فقالَ قومٌ: هُوَ للوجُوب، والجماعة السَّواد الأعظم، ثمَّ ساقَ مُحمَّد ابن سيرين عَنْ أبي مسعودٍ
أنَّهُ وصَّى مَنْ سأله لمَّا قُتِلَ عُثمان: عليك بالجماعة، فإنَّ الله لم يكن ليجمع أُمَّة مُحمَّدٍ على ضلالة.
• وقالَ قومٌ: المرادُ بالجماعة الصَّحابة دونَ مَنْ بعدهم.
• وقالَ قومٌ: المرادُ بهم أهل العلم، لأنَّ الله جعلهم حجَّة على الخلق، والنَّاس تبعٌ لهم في أمر الدِّين.
قالَ الطَّبريُّ: «والصَّواب أنَّ المراد مِنَ الخبر لزوم الجماعة الَّذين في طاعة مَنْ اِجْتمعوا على تأميره،
فمن نكث بيعته خرج عن الجماعة. قَالَ وفي الحديث: أنَّهُ متى لم يكن للنَّاس إمام فافترق
النَّاس أحزابًا فلا يتبع أحدًا في الفرقة، ويعتزل الجميع إن اِسْتطاع ذلك خشية مِنَ الوقوع في الشَّرّ.
وعلى ذلك يتنزَّل ما جاء في سائر الأحاديث، وبه يجمع بين ما ظاهره الاِختلاف منها». انتهى.
(فَإِنَّ الشّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ) أيْ: الخارج عن طاعة الأمير المفارق للجماعة
(وَهُوَ) أيْ: الشَّيطان (مِنَ الاثْنَيْنِ أَبْعَدُ) أيْ: بعيد.
قالَ الطَّيِّبيُّ: أفعل هُنا لمجرد الزِّيادة، ولو كان مع الثَّلاثة لكان بمعنى التَّفضيل،
إذ البعد مشترك بين الثَّلاثة والاثنين دون الاثنين والفذ، على ما لا يخفى.
(مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنّةِ) بضمِّ الموحَّدتيْن، أيْ: مَنْ أراد أنْ يسكن وسطها وخيارها.
(مَنْ سَرّتْهُ حَسَنَتُهُ) أيْ: إذا وقعت منه. (وَسَاءَتْهُ سَيّئتُهُ) أيْ: أحزنته إذا صدرت عنه.
(فَذَلِكُمْ المُؤْمِنُ) أيْ: الكامل، لأنَّ المُنافق حيث لا يُؤمن بيوم القيامة اِسْتوت عنده الحسنة والسَّيِّئة.
وقَدْ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ﴾.
قَوْله: (هَذَا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ) وأخرجه أحمد والحاكم،
وذكره صاحب المشكاة هذا الحديث في مناقب الصَّحابة ولم يعزه إلى أحدٍ مِنْ أئمَّة الحديث، بل ترك بياضًا.
قالَ القاريُّ: «هُنا بياض في أصل المصنَّف وألحق به النَّسائي، وإسناده صحيح،
ورجاله رجال الصَّحيح، إلاَّ إبراهيم بن الحسن الخثعميّ فإنَّهُ لم يخرج لهُ الشَّيخان،
وهُوَ ثقة ثبت ذكره الجزريّ، فالحديث بكماله إمَّا صحيح، أو حسن». انتهى".اهـ.


([«تحفة الأحوذي شرح "جامع التِّرمذيِّ"» (6 / 383، 385)])

مهاجرة إلى ربي
2012-07-15, 18:32
جزاكم الله خيرا على الموضوع القيِّم
-----------

قال ابن مسعود رضي الله عنه:" الجماعة ماوافق الحقّ ولو كنت وحدك "

والجماعة هي الطائفة المنصورة و هي الفرقة النّاجية كما وصفهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهم الصحابة والتّابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين. والمقصود من هذه التعريفات أن تكون على منهج الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه والتابعين لهم بإحسان ولو كنت وحدك في أي زمان وفي أي مكان ولا تغتر بالكثرة لأنّ الكثرة ليست دليلا على الحق، قال تعالى: {وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله }[ الأنعام :116]، قال تعالى: {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} فأكثر من في الأرض من أهل الضلال والإضلال لقول ربنا تبارك وتعالى :{وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله } ولن يُضلّك حتى يكون ضالا، فإنّ المُضلّ لابدَّ أن يكون ضالا في نفسه ثمّ يترقى به الحال حتى يصير مُضلّاً لغيره ، فكلُّ مُضلٍّ لابدَّ أن يكون ضالاً وأمّا الضالُ فيمكن أن يكون ضالا في نفسه غير مُضلٍّ لغيره، فبيّن الله تبارك وتعالى في هذه الآية العظيمة أن أكثر من في الأرض ضالٌّ مُضلٌّ لقوله تعالى:{وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله }, ومدح الله تبارك وتعالى القلّة فقال سبحانه : {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ},وأمّا أهل السُّنة فإنهم يرون أنّ الاجتماع حقّ وأنّ الفُرقة عذاب، فالاجتماع للأمّة على الحقّ رحمة والفرقة بينها عذاب وهذا من صميم عقيدة أهل السُّنة والجماعة فيجب الاجتماع ويجب نبذ الفُرقة قال تعالى:{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}.
فحبلُ اللهِ القرآن ، وحبلُ اللهِ الإسلام. وقوله تعالى "جميعا" أي اجتمعوا جميعا على الكتاب والسُّنة.
وقوله تعالى " ولا تفرّقوا " لما أمر الله تبارك وتعالى بالاجتماع ونهى عن الفرقة وأخبر أن الاجتماع يكون على حبل الله وهو القرآن وهو الإسلام ، ولا يجوز الاجتماع على غيره من المذاهب والحزبيات لأنّ هذا يُسبب الفُرقة بل ويذهب بالاجتماع و يُبدد وحدة الأمة ، فالاجتماع لا يحصل إلا على كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، قال تعالى: { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}.
فأمر الله جلّ وعلا بالاجتماع ونبذ الفرقة في الآراء وفي القلوب وأمر الله ربُّ العالمين بالائتلاف بين قلوب المسلمين؛ والمسلمون مهما تفرقوا وبعُدت أقطارهم فإنّهُم مجتمعون على الحقّ وقلوبهم إذا كانوا على الكتاب والسنّة مُجتمعة يُحبُّ بعضهم بعضا ، أمّا أهل الباطل فإنهم ولو كانوا في مكان واحد وكان أحدهم إلى جنب الآخر فإنّهم مُجتمعة أبدانهم مُتفرقة قلوبهم ، قال تعالى:{ تحسبُهم جميعا وقلوبهم شتّى} [الحشر:14] ، وقال جلّ وعلا :{ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }[آل عمران؛ 105]، وقال سبحانه: { وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ* مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }[الروم:31/32]، وقال جلّ وعلا :{ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ }[الشورى: 13]، فالواجب على المسلمين أن يكونوا أمة واحدة في عقيدتها وفي عبادتها وفي جماعتها وفي طاعتها وأن يكونوا يدا واحدة وجسداً واحداً وبنياناً واحداً كما شبّههم بذلك نبيهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهذه رحمةٌ للمسلمين ، تحقن دماءهم وتتآلف بها قلوبهم ويأمن بها مجتمعهم فإذا حصل هذا دَرّت عليهم الأرزاق وأرسل الله تبارك وتعالى عليهم الرحمات، أما إذا تناحروا وتقاطعوا وتباغضوا سلّط الله عليهم الأعداء وجعل الله بأسهم بينهم وسفك بعضهم دماء بعض.

شرح السُّنة للبربهاري للشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله.

المحبُّ لأهل السُّنة
2012-07-15, 18:38
جزاكم الله خيرا على الموضوع القيِّم
-----------

قال ابن مسعود رضي الله عنه:" الجماعة ماوافق الحقّ ولو كنت وحدك "

والجماعة هي الطائفة المنصورة و هي الفرقة النّاجية كما وصفهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهم الصحابة والتّابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين. والمقصود من هذه التعريفات أن تكون على منهج الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه والتابعين لهم بإحسان ولو كنت وحدك في أي زمان وفي أي مكان ولا تغتر بالكثرة لأنّ الكثرة ليست دليلا على الحق، قال تعالى: {وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله }[ الأنعام :116]، قال تعالى: {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} فأكثر من في الأرض من أهل الضلال والإضلال لقول ربنا تبارك وتعالى :{وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله } ولن يُضلّك حتى يكون ضالا، فإنّ المُضلّ لابدَّ أن يكون ضالا في نفسه ثمّ يترقى به الحال حتى يصير مُضلّاً لغيره ، فكلُّ مُضلٍّ لابدَّ أن يكون ضالاً وأمّا الضالُ فيمكن أن يكون ضالا في نفسه غير مُضلٍّ لغيره، فبيّن الله تبارك وتعالى في هذه الآية العظيمة أن أكثر من في الأرض ضالٌّ مُضلٌّ لقوله تعالى:{وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله }, ومدح الله تبارك وتعالى القلّة فقال سبحانه : {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ},وأمّا أهل السُّنة فإنهم يرون أنّ الاجتماع حقّ وأنّ الفُرقة عذاب، فالاجتماع للأمّة على الحقّ رحمة والفرقة بينها عذاب وهذا من صميم عقيدة أهل السُّنة والجماعة فيجب الاجتماع ويجب نبذ الفُرقة قال تعالى:{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}.
فحبلُ اللهِ القرآن ، وحبلُ اللهِ الإسلام. وقوله تعالى "جميعا" أي اجتمعوا جميعا على الكتاب والسُّنة.
وقوله تعالى " ولا تفرّقوا " لما أمر الله تبارك وتعالى بالاجتماع ونهى عن الفرقة وأخبر أن الاجتماع يكون على حبل الله وهو القرآن وهو الإسلام ، ولا يجوز الاجتماع على غيره من المذاهب والحزبيات لأنّ هذا يُسبب الفُرقة بل ويذهب بالاجتماع و يُبدد وحدة الأمة ، فالاجتماع لا يحصل إلا على كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، قال تعالى: { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}.
فأمر الله جلّ وعلا بالاجتماع ونبذ الفرقة في الآراء وفي القلوب وأمر الله ربُّ العالمين بالائتلاف بين قلوب المسلمين؛ والمسلمون مهما تفرقوا وبعُدت أقطارهم فإنّهُم مجتمعون على الحقّ وقلوبهم إذا كانوا على الكتاب والسنّة مُجتمعة يُحبُّ بعضهم بعضا ، أمّا أهل الباطل فإنهم ولو كانوا في مكان واحد وكان أحدهم إلى جنب الآخر فإنّهم مُجتمعة أبدانهم مُتفرقة قلوبهم ، قال تعالى:{ تحسبُهم جميعا وقلوبهم شتّى} [الحشر:14] ، وقال جلّ وعلا :{ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }[آل عمران؛ 105]، وقال سبحانه: { وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ* مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }[الروم:31/32]، وقال جلّ وعلا :{ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ }[الشورى: 13]، فالواجب على المسلمين أن يكونوا أمة واحدة في عقيدتها وفي عبادتها وفي جماعتها وفي طاعتها وأن يكونوا يدا واحدة وجسداً واحداً وبنياناً واحداً كما شبّههم بذلك نبيهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهذه رحمةٌ للمسلمين ، تحقن دماءهم وتتآلف بها قلوبهم ويأمن بها مجتمعهم فإذا حصل هذا دَرّت عليهم الأرزاق وأرسل الله تبارك وتعالى عليهم الرحمات، أما إذا تناحروا وتقاطعوا وتباغضوا سلّط الله عليهم الأعداء وجعل الله بأسهم بينهم وسفك بعضهم دماء بعض.

شرح السُّنة للبربهاري للشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله.





وجزاكم الله خيرا على الإضافة الطّيبة
نسأل الله أن يجزي علماء أهل السنّة خيرا على
ما بيّنوا ونشروا من علم وهدى
رحم الله تعالى من مات منهم وأعزّ وأعلى شأن الأحياء منهم آمين..
بارك الله فيكم..

أبو عبد الرحمن الجزائري
2012-07-15, 19:16
جزاكم الله خيرا

المحبُّ لأهل السُّنة
2012-07-16, 19:04
جزاكم الله خيرا
وجزاكم الله بمثله شكرا جزيلا.