سحلية.
2012-07-15, 03:22
صدق أئمتنا حين وصفوا فدققوا الوصف في حال أهل الإرجاء في عصرهم فقالوا: "وأما المرجئة فهم على دين الملوك"
لقد آل الحال بكثير ممن انتسبوا إلى أهل العلم من مرجئة العصر إلى أن صاروا مثل كثير من العامة، وذلك لأنهم سالموا أمرهم للحكام بل وللطغاة منهم، ولم يحذروا ألاعيبهم ولم يفطنوا لقول الله - عز وجل -: (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ) [المائدة: 49]
فهؤلاء لم يَحْذَروا ولم يُحَذِِّروا، وأحسنوا الظن بأهل السياسة لدرجة بعيدة قد توصف بالسذاجة والسطحية الغير لائقة بالمسلم الواعي فضلا عن أهل العلم والفضل، ومن المعلوم أن الساسة كثيرا ما ينحون مناحي بعيدة عن مقاصد الدين وفقا لأهوائهم حتى يقوم أهل العلم والمحتسبين بردهم وأطرهم على الحق أطرا، وهذا في عصور الصلاح الذي اتخذت من الشريعة الإسلامية منهاجا للحكم فكيف بالساسة في أزمنة قد نحيت فيها الشريعة عن الحكم وفُصِلَ فيها بين الدين ومناحي الحياة ولم يُمَكَّنْ أهلُ الدين من مجرد الإنكار أو حتى تقديم النصح، فعندئذ تكثر الألاعيب وتحاك المؤامرات التي بها يُساس الناس ويُدار العامة في فلك أهواء السلطان، خاصة وهو يملك أداة السحر العصري التي لم يكن يمتلكها فرعون الأول؛ ألا وهي وسائل الإعلام الحديثة التي بها يسحر الحكام شعوبهم وتذهل بها عقولهم، فتنطلي تلك الحيل على أكثر الناس وينخدع بها العامة والدهماء حتى ما يميز أحدهم الحق من الباطل، ولا الصدق من الكذب، فيقعوا في تصديق الكذب ويلوكونه بألسنتهم كما قال الله - عز وجل -: (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ) [الزخرف: 54]
وكانت لوثة الإرجاء هي الأرض الخصبة التي يعمل ولاة الظلم من خلالها دون خوف أو قلق، فالإرجاء يؤمن لهم الأجواء حيث يقوم بعملية بث الخدر في نفوس الشعوب؛ فطاعة السلطان واجبة بدون ذكر تفصيل- والحياة البعيدة عن نور الشرع والهداية هي حياة إسلامية طالما أنهم مؤمنون لم يعتر إيمانهم كدر ولا طريقهم انحراف، فقاموا بتغليب الرجاء لأهل المعاصي والذنوب -مما يهون من شأنها- ولم يقتصر الأمر على ذلك بل أدخلوا فيهم مرتكبي الشرك الأكبر والمتلبسين بالكفر البواح، فبذلوا الجهد لتسمية أقوال وأفعال الشرك والكفر بغير اسمها، وسعوا جاهدين لصف المعاذير والصوارف لدفع الكفر عن أهله المستحقين له الساعين إليه، فكانوا وعلماء السلطان وجهان لعملة واحدة في إسكات الرعية عن محاسبة رعاتها.
وهكذا تجد أهل الإرجاء العصري قد كرسوا جهدهم وعلمهم في تسويغ الباطل وغض الطرف عن جرائمه، بل وإضفاء الشرعية عليه فلم ينتفعوا بالعلم الذي درسوه والكتاب الذي توارثوه كما قال الله - عز وجل -: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث) [الأعراف: 176 -175]
وتعجب لبعض هؤلاء أنهم يبذلون ما يبذلون من أجل حظوة بالية من سلطان فانٍ ربما لا يدركونها ولا يحظون بها، وربما يكتفي بعضهم بنيل شهرة أو منصب دنيوي أو مكسب مادي أو عرض زائل في مقابل ما قدمه من المنافحة عن الباطل وأهله، ويخسر في الوقت نفسه هيبة العلم وثمرته وما أعده الله للعاملين به الصابرين على ما يلاقونه في سبيل ذلك.
نقلته من احدى المواقع............فهمونا شكون هادوا المرجئة في هذا العصر ??..ربي يحفظكم.
لقد آل الحال بكثير ممن انتسبوا إلى أهل العلم من مرجئة العصر إلى أن صاروا مثل كثير من العامة، وذلك لأنهم سالموا أمرهم للحكام بل وللطغاة منهم، ولم يحذروا ألاعيبهم ولم يفطنوا لقول الله - عز وجل -: (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ) [المائدة: 49]
فهؤلاء لم يَحْذَروا ولم يُحَذِِّروا، وأحسنوا الظن بأهل السياسة لدرجة بعيدة قد توصف بالسذاجة والسطحية الغير لائقة بالمسلم الواعي فضلا عن أهل العلم والفضل، ومن المعلوم أن الساسة كثيرا ما ينحون مناحي بعيدة عن مقاصد الدين وفقا لأهوائهم حتى يقوم أهل العلم والمحتسبين بردهم وأطرهم على الحق أطرا، وهذا في عصور الصلاح الذي اتخذت من الشريعة الإسلامية منهاجا للحكم فكيف بالساسة في أزمنة قد نحيت فيها الشريعة عن الحكم وفُصِلَ فيها بين الدين ومناحي الحياة ولم يُمَكَّنْ أهلُ الدين من مجرد الإنكار أو حتى تقديم النصح، فعندئذ تكثر الألاعيب وتحاك المؤامرات التي بها يُساس الناس ويُدار العامة في فلك أهواء السلطان، خاصة وهو يملك أداة السحر العصري التي لم يكن يمتلكها فرعون الأول؛ ألا وهي وسائل الإعلام الحديثة التي بها يسحر الحكام شعوبهم وتذهل بها عقولهم، فتنطلي تلك الحيل على أكثر الناس وينخدع بها العامة والدهماء حتى ما يميز أحدهم الحق من الباطل، ولا الصدق من الكذب، فيقعوا في تصديق الكذب ويلوكونه بألسنتهم كما قال الله - عز وجل -: (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ) [الزخرف: 54]
وكانت لوثة الإرجاء هي الأرض الخصبة التي يعمل ولاة الظلم من خلالها دون خوف أو قلق، فالإرجاء يؤمن لهم الأجواء حيث يقوم بعملية بث الخدر في نفوس الشعوب؛ فطاعة السلطان واجبة بدون ذكر تفصيل- والحياة البعيدة عن نور الشرع والهداية هي حياة إسلامية طالما أنهم مؤمنون لم يعتر إيمانهم كدر ولا طريقهم انحراف، فقاموا بتغليب الرجاء لأهل المعاصي والذنوب -مما يهون من شأنها- ولم يقتصر الأمر على ذلك بل أدخلوا فيهم مرتكبي الشرك الأكبر والمتلبسين بالكفر البواح، فبذلوا الجهد لتسمية أقوال وأفعال الشرك والكفر بغير اسمها، وسعوا جاهدين لصف المعاذير والصوارف لدفع الكفر عن أهله المستحقين له الساعين إليه، فكانوا وعلماء السلطان وجهان لعملة واحدة في إسكات الرعية عن محاسبة رعاتها.
وهكذا تجد أهل الإرجاء العصري قد كرسوا جهدهم وعلمهم في تسويغ الباطل وغض الطرف عن جرائمه، بل وإضفاء الشرعية عليه فلم ينتفعوا بالعلم الذي درسوه والكتاب الذي توارثوه كما قال الله - عز وجل -: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث) [الأعراف: 176 -175]
وتعجب لبعض هؤلاء أنهم يبذلون ما يبذلون من أجل حظوة بالية من سلطان فانٍ ربما لا يدركونها ولا يحظون بها، وربما يكتفي بعضهم بنيل شهرة أو منصب دنيوي أو مكسب مادي أو عرض زائل في مقابل ما قدمه من المنافحة عن الباطل وأهله، ويخسر في الوقت نفسه هيبة العلم وثمرته وما أعده الله للعاملين به الصابرين على ما يلاقونه في سبيل ذلك.
نقلته من احدى المواقع............فهمونا شكون هادوا المرجئة في هذا العصر ??..ربي يحفظكم.