zaima
2009-02-10, 18:53
تاريخ علم الميكرو بيولوجيا :
هو علم يهتم بدراسة الكائنات الدقيقة إكتشفها :
Antoni van leven hook : كان تاجر قماش هولندي الاصل (1632-1723 ) و قد كان مهتما بالعدسات ، و إقتناء آخر موديلاتها و ذلك لمعاينة القماش من حيث الجودة .
و في 1668 ذهب هوك إلى انجلترا و وجد هناك عدسات متطورة عن التي في هولندا .فقام باشترائها .و انتقل إستعماله للعدسات من القماش إلى أشياء أخرى فشاهد بها حيوانات دقيقة كالحيوانات المنوية و كريات الدم.
تمكن من إنشاء عدسات تكبير و اكتشف المجهر بقوة تكبير 270 x و من أكتشاف الكريات الدموية و العضلات و الحيوانات الإبتدائية .
أهم اعمال لويس باستور في علم الميكروبيولوجيا :
اعتبرت الأمراض منذ زمن ليس ببعيد أسرار تحير البشر.
كانت فترة لم يسمع فيها الناس شيئا عن الجراثيم، ولم يفهم فيها حتى الأطباء منهم فكرة انتقال الأمراض من شخص إلى آخر.
ساد هذا الحال في أوروبا على مدار القرن التاسع عشر. مع أنهم كانوا يعرفون بأن داء الكلب الواسع الانتشار حينها ينتقل من الحيوانات إلى البشر.
وكان الإنسان الذي يعضه كلب مصاب يتعرض لموت شبه حتمي.
لهذا وقعت حادثة ميؤوس منها في تموز يوليو من عام ألف وثمانمائة وخمسة وثمانون حين جاءت أم بطفلها البالغ تسعة أعوام من العمر إلى مختبر عالم شهير في باريس، بعد تعرضه قبل أيام لعضة كلب مصاب بهذا الداء، وهي تخشى الأسوأ.
سمعت الأم بأن هذا العالم يدرس داء الكلب، وأنه قد يملك علاجا تجريبيا قادرا على إنقاذ الطفل.
فهل سيتمكن هذا العالم بشهرته البارز وعقليته المبدعة في مجال العلوم الطبية من إنقاذ حياة طفل في التاسعة من عمره؟
عند وصول الطفل جوزيف مستير إلى مختبر لويس باستور كان هذا في عامه الثالث الستين وهو يتمتع بالشهرة. كان قد اكتشف وجود أشياء صغيرة جدا، اسمها مكروبات، تحيط بنا على الدوام وأنها تسبب الأمراض.
هذا بديهي جدا.
طبعا، فالجميع يعرف الجراثيم.
قد لا تصدق هذا اليوم، ولكن لا أحد حينها كان يعرف الجراثيم، إذ كان الناس يصدقون ما يمكنهم رؤيته، ومن الطبيعي الآ يرون الجراثيم
بما أن الناس لا يعرفون ما يسبب الأمراض، كانوا يأتون بعدة تفسيرات لها، لكنها خيالية جدا وليست علمية. فاعتقد البعض أن الأمراض، إلى جانب الحشرات الصغيرة كالقمل واليرقات والخنافس، يمكن أن تنشأ عن خفة الهواء.
أما أنا فكنت رجل علوم، فأثبت دون مجال للشك، بأن مخلوقات صغيرة اسمها جراثيم، تسبب بعض الأمراض.
تمكن لويس باستور من خلال المثابرة والعمل الشاق من اكتشاف حلول لمشاكل واقعية. كما توصل إلى طريقة علمية في التفكير، إلى مجال الطب الغير علمي هناك.
ولد لويس باستور عام ألف وثمانمائة واثنين وعشرون في بلدة دول الصغيرة شرق فرنسا.
أدرك أساتذته أنه باستور ليس تلميذ عادي، بل كان دقيق جدا وشامل. يصر على تنفيذ الأشياء بدقة.
يبدو أنه كمالي.
أردت عمل الأشياء الصحيحة، والتأكد من أني على حق.
تمكن باستور عبر جديته ومثابرته من إنهاء الكلية والذهاب إلى باريس سعيا لمزيد من الدراسة.
وقد كرس جل اهتمامه الخاص على أبحاث الزجاج.
كزجاج المرو؟
أو الماس؟
يتخذ عدد من المواد الكيميائية شكل الزجاج. وقد درست زجاج نوعين من الأسيد يعتقد أنها متشابهة. ولكنها لم تتشابه بالتفاعل. هذا ما جعلني اعتقد أنها مختلفة إلى حد ما.
لم يتفق الخبراء حينها مع ما يقوله باستور، مع ذلك أصر على ملاحظاته، فأمعن التأمل بالزجاج دون تعب عبر المجهر.
تأملت جزيئات كلا الزجاجتين، فتبين لي أنها ليست متشابهة، لأن فيها اختلافات بسيطة.
قد يبدو الأمر عاديا، ولكن لم يسبق لأحد أن رأى الفارق بين الزجاجتين من قبل. فتح اكتشاف باستور الباب أمام عالم لم يكن معروفا من قبل، إذ اعترض على الفكرة القائلة بأن العالم يتألف مما يمكن أن يراه أو يلمسه البشر. دفع هذا الاكتشاف باستور للتوصل إلى اكتشافات أخرى غيرت وجهة العلوم.
أخذت أركز اهتمامي على التخمير، وهي عملية صنع الكحول من مختلف أنواع النباتات، كالعنب أو الحبوب.
عرف الناس هذه العملية الطبيعية منذ آلاف السنين، ولكنهم كانوا يعرفون أيضا بأنها أحيانا ما لا تنجح.
سألني رجل أعمال يصنع الكحول من عصير الشمندر عن السبب الذي يفسد بعض الكحول الذي يصنعه.
هذه مشكلة حقيقية، فالكحول الفاسد لا يمكن بيعه. واجه باستور المشكلة علميا باستعمال المجهر كما فعل سابقا مع الزجاج.
توصلت أولا إلى الخميرة، وهي عضويات صغيرة تتواجد باستمرار حيثما تجري عملية تخمير الكحول. ولكن لا أحد يعرف السبب.
من المعروف أن الخميرة تتواجد أثناء التخمر، ولكن غالبية العلماء اعتبروا أن عملية التخمر تنتج الخميرة.
اكتشفت بعد فترة من التأمل والتجارب، أن خلايا الخميرة الصغيرة، هي التي تسبب التخمر.
لولا وجود الخميرة، لما جرت عملية التخمر.
وقد وجدت في العينة الفاسدة، أن الجراثيم قد لوثت عصير الشمندر.
اعتبر هذا اكتشاف هام، لكنه يتعارض مع الاعتقاد السائد حينها بين العلماء. أثبت باستور أن الجراصيم هي المسئولة عن مشاكل شائعة معروفة في العالم.
عام ألف وثمانمائة وسبعة وخمسون، كتب باستور مقالات هامة عن دور الجراثيم في التخمر، لتشكل أعماله ولادة حقل جديد من العلوم، عرف بعلم دراسة الجراثيم.
أي أنه لا يكتشف الأشياء وحدها، بل يخترع علوما بكاملها.
تابع باستورا على مدار السنوات التالية أبحاثه في التخمر، حتى تلقى طلبا من اطور فرنسا، نابليون الثالث.
واو، أعتقد أنه بدأ يصبح شهيرا.
قلق الاطور على صحة صناعة النبيذ في فرنسا، بعد تحول النبيذ الثمين إلى مجرد خل رخيص.
كانت صناعة النبيذ في فرنسا أساسا لقوة الاقتصاد. سمع الاطور بأعمال باستور، وأدرك أنه الشخص المناسب لهذا العمل.
أصبح مستشارا للملك.
اعتمد على الميكروسكوب في نجاحه.
تمكنت من اكتشاف جرثومة محددة لا توجد إلا في النبيذ الفاسد. استخلصت من ذلك تلوث النبيذ بالجرثومة هو السبب في تعرضه للحموضة.
إنها مشكلة شبيهة بعصير الشمندر.
ولكن باستور تقدم الآن خطوة أخرى إذ تمكن من تحديد الجرثومة الملوثة. عليه التفكير الآن بسبل التخلص منها قبل أن يفسد النبيذ.
علم باستور بإجراء تجارب أخرى لحفظ النبيذ، منها إضافة السكر وتجميد النبيذ، حتى صعقه بالكهرباء.
سمعت بأن طهاة فرنسا كانوا في الماضي يحفظون النبيذ إلى ما لا نهاية عبر تسخينه بدرجات عالية نسبيا.
لكن طعم النبيذ يصبح سيئا، فبحثت عن طريقة لقتل الجرثومة في النبيذ دون إفساده أثناء ذلك.
ماذا بعد؟
فشل بعد آخر. تجربة بعد أخرى، مرات متتالية، حتى نجحت أخيرا في التوصل إلى طريقة للتخلص من الجرثومة، دون إفساد النبيذ.
توصل باستور إلى اختراع غيرت وجه العالم، حصل على ترخيص به، فأطلق على اختراعه لقب الباستورية.
طبعا، كالحليب المبستر.
تماما، سرعان من انتقلت معالجة النبيذ إلى أغذية أخرى كالحليب.
دفعت أبحاث باستور إلى اعتراضه الدائم على الاعتقاد الشائع من أن شيئا قد ينشأ من العدم. وأنه في الظروف الملائمة، يمكن لأشكال الحياة أن تنشأ من خفة الهواء.
شككت في ظهور الجرثومة من العدم، لأنها تنتقل من مكان إلى آخر عبر الهواء، أو بالاتصال المباشر. فقمت بتجارب دقيقة للتأكد من هذه النظرية، فتأكد لي في جميع التجارب، أنه عند الوقاية من التلوث، لا تظهر الجراثيم.
أثبت باستور أن على الجراثيم أن تأتي من جراثيم أخرى، ثم قاده العمل بدود الحرير للتساؤل عما إذا كانت الجراثيم تسبب أمراض البشر.
دود القز؟ كيف وصل إليه؟
كانت صناعة الحرير من أهم الأعمال في فرنسا، وكان صانعي الحريري يواجهون المشاكل على غرار صانعي النبيذ. فقد كانت أعداد كبيرة من الديدان تموت لأسباب غامضة. فطلبوا من باستورا مساعدتهم عام ألف وثمانمائة وخمسة وستين.
لم أكن أعرف شيئا عن دون القز، ولكن هذا هو نوع المشاكل التي أحبها، فعالجتها بطريقتي المعتادة. بالتجارب الدقيقة، معتمدا على الميكروسكوب للحصول على أدق التفاصيل.
اكتشفت أن أنثى الفراشات تحمل المرض وتنقله إلى بيضها، وعندما تتحول إلى دود قز، تصاب الدودة بالمرض وتموت. اكتشفت أيضا أن دود القز السليم الذي ينسج عشه على أوراق مرت منها الديدان المصابة قد تعرض للمرض. وتبين لي أن مرض الديدان هذا ناجم عن الجراثيم.
يتبع
هو علم يهتم بدراسة الكائنات الدقيقة إكتشفها :
Antoni van leven hook : كان تاجر قماش هولندي الاصل (1632-1723 ) و قد كان مهتما بالعدسات ، و إقتناء آخر موديلاتها و ذلك لمعاينة القماش من حيث الجودة .
و في 1668 ذهب هوك إلى انجلترا و وجد هناك عدسات متطورة عن التي في هولندا .فقام باشترائها .و انتقل إستعماله للعدسات من القماش إلى أشياء أخرى فشاهد بها حيوانات دقيقة كالحيوانات المنوية و كريات الدم.
تمكن من إنشاء عدسات تكبير و اكتشف المجهر بقوة تكبير 270 x و من أكتشاف الكريات الدموية و العضلات و الحيوانات الإبتدائية .
أهم اعمال لويس باستور في علم الميكروبيولوجيا :
اعتبرت الأمراض منذ زمن ليس ببعيد أسرار تحير البشر.
كانت فترة لم يسمع فيها الناس شيئا عن الجراثيم، ولم يفهم فيها حتى الأطباء منهم فكرة انتقال الأمراض من شخص إلى آخر.
ساد هذا الحال في أوروبا على مدار القرن التاسع عشر. مع أنهم كانوا يعرفون بأن داء الكلب الواسع الانتشار حينها ينتقل من الحيوانات إلى البشر.
وكان الإنسان الذي يعضه كلب مصاب يتعرض لموت شبه حتمي.
لهذا وقعت حادثة ميؤوس منها في تموز يوليو من عام ألف وثمانمائة وخمسة وثمانون حين جاءت أم بطفلها البالغ تسعة أعوام من العمر إلى مختبر عالم شهير في باريس، بعد تعرضه قبل أيام لعضة كلب مصاب بهذا الداء، وهي تخشى الأسوأ.
سمعت الأم بأن هذا العالم يدرس داء الكلب، وأنه قد يملك علاجا تجريبيا قادرا على إنقاذ الطفل.
فهل سيتمكن هذا العالم بشهرته البارز وعقليته المبدعة في مجال العلوم الطبية من إنقاذ حياة طفل في التاسعة من عمره؟
عند وصول الطفل جوزيف مستير إلى مختبر لويس باستور كان هذا في عامه الثالث الستين وهو يتمتع بالشهرة. كان قد اكتشف وجود أشياء صغيرة جدا، اسمها مكروبات، تحيط بنا على الدوام وأنها تسبب الأمراض.
هذا بديهي جدا.
طبعا، فالجميع يعرف الجراثيم.
قد لا تصدق هذا اليوم، ولكن لا أحد حينها كان يعرف الجراثيم، إذ كان الناس يصدقون ما يمكنهم رؤيته، ومن الطبيعي الآ يرون الجراثيم
بما أن الناس لا يعرفون ما يسبب الأمراض، كانوا يأتون بعدة تفسيرات لها، لكنها خيالية جدا وليست علمية. فاعتقد البعض أن الأمراض، إلى جانب الحشرات الصغيرة كالقمل واليرقات والخنافس، يمكن أن تنشأ عن خفة الهواء.
أما أنا فكنت رجل علوم، فأثبت دون مجال للشك، بأن مخلوقات صغيرة اسمها جراثيم، تسبب بعض الأمراض.
تمكن لويس باستور من خلال المثابرة والعمل الشاق من اكتشاف حلول لمشاكل واقعية. كما توصل إلى طريقة علمية في التفكير، إلى مجال الطب الغير علمي هناك.
ولد لويس باستور عام ألف وثمانمائة واثنين وعشرون في بلدة دول الصغيرة شرق فرنسا.
أدرك أساتذته أنه باستور ليس تلميذ عادي، بل كان دقيق جدا وشامل. يصر على تنفيذ الأشياء بدقة.
يبدو أنه كمالي.
أردت عمل الأشياء الصحيحة، والتأكد من أني على حق.
تمكن باستور عبر جديته ومثابرته من إنهاء الكلية والذهاب إلى باريس سعيا لمزيد من الدراسة.
وقد كرس جل اهتمامه الخاص على أبحاث الزجاج.
كزجاج المرو؟
أو الماس؟
يتخذ عدد من المواد الكيميائية شكل الزجاج. وقد درست زجاج نوعين من الأسيد يعتقد أنها متشابهة. ولكنها لم تتشابه بالتفاعل. هذا ما جعلني اعتقد أنها مختلفة إلى حد ما.
لم يتفق الخبراء حينها مع ما يقوله باستور، مع ذلك أصر على ملاحظاته، فأمعن التأمل بالزجاج دون تعب عبر المجهر.
تأملت جزيئات كلا الزجاجتين، فتبين لي أنها ليست متشابهة، لأن فيها اختلافات بسيطة.
قد يبدو الأمر عاديا، ولكن لم يسبق لأحد أن رأى الفارق بين الزجاجتين من قبل. فتح اكتشاف باستور الباب أمام عالم لم يكن معروفا من قبل، إذ اعترض على الفكرة القائلة بأن العالم يتألف مما يمكن أن يراه أو يلمسه البشر. دفع هذا الاكتشاف باستور للتوصل إلى اكتشافات أخرى غيرت وجهة العلوم.
أخذت أركز اهتمامي على التخمير، وهي عملية صنع الكحول من مختلف أنواع النباتات، كالعنب أو الحبوب.
عرف الناس هذه العملية الطبيعية منذ آلاف السنين، ولكنهم كانوا يعرفون أيضا بأنها أحيانا ما لا تنجح.
سألني رجل أعمال يصنع الكحول من عصير الشمندر عن السبب الذي يفسد بعض الكحول الذي يصنعه.
هذه مشكلة حقيقية، فالكحول الفاسد لا يمكن بيعه. واجه باستور المشكلة علميا باستعمال المجهر كما فعل سابقا مع الزجاج.
توصلت أولا إلى الخميرة، وهي عضويات صغيرة تتواجد باستمرار حيثما تجري عملية تخمير الكحول. ولكن لا أحد يعرف السبب.
من المعروف أن الخميرة تتواجد أثناء التخمر، ولكن غالبية العلماء اعتبروا أن عملية التخمر تنتج الخميرة.
اكتشفت بعد فترة من التأمل والتجارب، أن خلايا الخميرة الصغيرة، هي التي تسبب التخمر.
لولا وجود الخميرة، لما جرت عملية التخمر.
وقد وجدت في العينة الفاسدة، أن الجراثيم قد لوثت عصير الشمندر.
اعتبر هذا اكتشاف هام، لكنه يتعارض مع الاعتقاد السائد حينها بين العلماء. أثبت باستور أن الجراصيم هي المسئولة عن مشاكل شائعة معروفة في العالم.
عام ألف وثمانمائة وسبعة وخمسون، كتب باستور مقالات هامة عن دور الجراثيم في التخمر، لتشكل أعماله ولادة حقل جديد من العلوم، عرف بعلم دراسة الجراثيم.
أي أنه لا يكتشف الأشياء وحدها، بل يخترع علوما بكاملها.
تابع باستورا على مدار السنوات التالية أبحاثه في التخمر، حتى تلقى طلبا من اطور فرنسا، نابليون الثالث.
واو، أعتقد أنه بدأ يصبح شهيرا.
قلق الاطور على صحة صناعة النبيذ في فرنسا، بعد تحول النبيذ الثمين إلى مجرد خل رخيص.
كانت صناعة النبيذ في فرنسا أساسا لقوة الاقتصاد. سمع الاطور بأعمال باستور، وأدرك أنه الشخص المناسب لهذا العمل.
أصبح مستشارا للملك.
اعتمد على الميكروسكوب في نجاحه.
تمكنت من اكتشاف جرثومة محددة لا توجد إلا في النبيذ الفاسد. استخلصت من ذلك تلوث النبيذ بالجرثومة هو السبب في تعرضه للحموضة.
إنها مشكلة شبيهة بعصير الشمندر.
ولكن باستور تقدم الآن خطوة أخرى إذ تمكن من تحديد الجرثومة الملوثة. عليه التفكير الآن بسبل التخلص منها قبل أن يفسد النبيذ.
علم باستور بإجراء تجارب أخرى لحفظ النبيذ، منها إضافة السكر وتجميد النبيذ، حتى صعقه بالكهرباء.
سمعت بأن طهاة فرنسا كانوا في الماضي يحفظون النبيذ إلى ما لا نهاية عبر تسخينه بدرجات عالية نسبيا.
لكن طعم النبيذ يصبح سيئا، فبحثت عن طريقة لقتل الجرثومة في النبيذ دون إفساده أثناء ذلك.
ماذا بعد؟
فشل بعد آخر. تجربة بعد أخرى، مرات متتالية، حتى نجحت أخيرا في التوصل إلى طريقة للتخلص من الجرثومة، دون إفساد النبيذ.
توصل باستور إلى اختراع غيرت وجه العالم، حصل على ترخيص به، فأطلق على اختراعه لقب الباستورية.
طبعا، كالحليب المبستر.
تماما، سرعان من انتقلت معالجة النبيذ إلى أغذية أخرى كالحليب.
دفعت أبحاث باستور إلى اعتراضه الدائم على الاعتقاد الشائع من أن شيئا قد ينشأ من العدم. وأنه في الظروف الملائمة، يمكن لأشكال الحياة أن تنشأ من خفة الهواء.
شككت في ظهور الجرثومة من العدم، لأنها تنتقل من مكان إلى آخر عبر الهواء، أو بالاتصال المباشر. فقمت بتجارب دقيقة للتأكد من هذه النظرية، فتأكد لي في جميع التجارب، أنه عند الوقاية من التلوث، لا تظهر الجراثيم.
أثبت باستور أن على الجراثيم أن تأتي من جراثيم أخرى، ثم قاده العمل بدود الحرير للتساؤل عما إذا كانت الجراثيم تسبب أمراض البشر.
دود القز؟ كيف وصل إليه؟
كانت صناعة الحرير من أهم الأعمال في فرنسا، وكان صانعي الحريري يواجهون المشاكل على غرار صانعي النبيذ. فقد كانت أعداد كبيرة من الديدان تموت لأسباب غامضة. فطلبوا من باستورا مساعدتهم عام ألف وثمانمائة وخمسة وستين.
لم أكن أعرف شيئا عن دون القز، ولكن هذا هو نوع المشاكل التي أحبها، فعالجتها بطريقتي المعتادة. بالتجارب الدقيقة، معتمدا على الميكروسكوب للحصول على أدق التفاصيل.
اكتشفت أن أنثى الفراشات تحمل المرض وتنقله إلى بيضها، وعندما تتحول إلى دود قز، تصاب الدودة بالمرض وتموت. اكتشفت أيضا أن دود القز السليم الذي ينسج عشه على أوراق مرت منها الديدان المصابة قد تعرض للمرض. وتبين لي أن مرض الديدان هذا ناجم عن الجراثيم.
يتبع