المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الامانة ـــــــــــ و الاميين


sihem30
2012-07-14, 02:27
سار الشاب اليافع عائدا إلى منزله بعد ان امضى سحابة نهاره يعمل في الارض ، التي تركها له والده ليرعاها بعرق جبينه وجهده و قد اشرفت الشمس عل المغيب و بينما وهو في طريقه عائدا لمنزله رأى تفاحة على الارض . فالتقطها و مسحها و عض منها عضة ثم انتبه لنفسه وهو يقول هل هذه التفاحة من حقي أن آكلها و هل هي حلال لي ام حرام ؟ و بينما هو في تساؤله و تشككه و قد غص بهذه العضة التي ابتلعها بصعوبة و لم يثنها فإذا به امام احد المارة وهو يحمل على دابته كيسين من التفاح ، فعلم ان هذه التفاحة التي بيده هي لذلك الرجل صاحب الدابة فتقدم منه و سلم عليه و قال له : يا عمي قد سقطت مننك هذه التفاحة في الطريق و قد عضضت منها عضة فأرجوك ان تسامحني بها ؟ توقف الرجل و نظر في وجه الشاب مليا و تفرس به الخير ثم عزم على أمر فقال له لا أسامحك ، فقال الشاب ارجوك غاية الرجاء ان تسامحني فقال له لا اسامحك ابدا ابدا ابدا فقال له الشاب اذا اعطيك ثمنها كم تريد ؟ فقال الرجل ماذا تقول ؟ و الله لو اعطيتني مال الدنيا اقبل ثمنها ولا اسامحك ابدا و سأسئلك امام الله يوم القيامة عنها ؟
فارتاع الشاب وحزن وذرفت الدموع من عينيه و قال للرجل اذا ماذا تريد حتى تسامحني او تأخذ ثمنها ؟ فقال الرجل طلب واحد فقط لا اتنازل عنه ابدا .
فقال الشاب مستفسرا بالله و لاجله عجل و قل ماهو طلبك ؟ و ماذا تريد فقال الرجل ازوجك ابتنتي ؟
فوجئ الشاب بهذا الطلب الغريب فقال له لي الشرف ان اكون صهرك و لكن امكانياتي لا تساعدني على الزواج الان ؟ فقال الرجل : لا اريد منك شيئا اطلاقا و لكن ابنتي هذه الوحيد ة هي معاقة ... فقال الشاب ماذا تقول ؟ معاقة ... ماهذه الورطة ياربي ارسلتها لي الان فقال الرجل : اذا لم ترغب لن اسامحك وعنواني و منزلي في الحارة الفلانية و المكان المحدد كذا و كذا و انا بانتظارك في منزلي . و ذهب الرجل تاركا اللشاب في هواجسه و افكاره و هو يفكر ماذا يفعل في هذه المصيبة التي نزلت عليه من السماء بسبب تلك العضة . عضة التفاحة ، و ما اشبهها بالتفاحة التي اكلها ابونا ادم و امنا حواء فكانت سبب خروجهما من الجنة الى الارض دار الشقاء و الامتحان .
و بينما هو غارق في تفكيره يقلب الامور وماذا يفعل ؟ عزم على شيئ بعد ان استخار الله عز و جل في قلبه ليهديه سواء السبيل قائلا لنفسه :
يا نفسي ان مصائب الدنيا لا تدوم و تزول و تنتهي و لكن مصائب الاخرة دائمة و مخزية و عذابها اليم شديد . و عليك ان تتحملي الان في الدنيا هذه المصائب رجاء ان تتخلصي منها في الاخرة و يعفوو الله عنك و يبدلك خيرا منها .
انا لله و انا اليه راجعون ولا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم ، اللهم اجرني في مصيبتي و عوضني خيرا منها يا ربي . قالها الشاب المسكين التقي الورع و توجه الى دار الرجل عازما و موطدا نفسه على تحمل هذه المصيبة اللغريبة ، استقبله الرجل في داره احسن استقبال و ما هي الا لحظات حتى وجد نفسه و قد عقد كتابه على كريمة الرجل دون ان يراها ووضعت المائدة للعشاء و قدمت المآكل و ما لذ و ما طاب و كل من حوله يهنئونه و يباركون له هذا الزواج و هو غارق في افكاره و يسبح في هواجسه و ما ذا يقعل مع تلك المسكينة المعاقة و من يخدمها و من يقوم برعايتها انا لله و انا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العل ي العظيم .
ذهب المدعوون الى منازلهم و بقي وحيدا مع عمه الذي نادى الى ابنته و امها ان ادخلا و تعالي يا فاطمة و سلمي على زوجك . دخلت فاطمة و قد البستها امها افخر ثيابها و زينتها بأحسن زينة و هي تمشي على استحياء
و قف حسان مدهوشا مما يرى وفرك عينيه هل ما يرى حقيقة ام حلما وانا نائم ثم يعيد السؤال على نفسه هل انا نائم ام في يقظة ؟ هل هذا معقول و هو يلتفت اليها تارة و الى عمه تارة اخرى و قد الجمته الدهشة و لم يدر ما يقول ثم غض بصره لعل في ذلك سوء تفاهم . فتقدم منه عمه وهو يبتسم و عانقه و هو يقول هذه زوجتك بارك الله لكما و عليكما و اخرج منكما الذرية الصالحة المؤمنة ؟ فقال حسان و لكن يا عمي قلت لي ان ابنتك هي :
و لم يعدها صراحة جلا . فقال عمه : ان ابنتي هي عمياء عن الحرام و خرساء عن الغيبة و النميمة و معاقة عن مجالس اللغو و ضياع الوقت فغذا بها حافظة لكتاب الله عالمة فقيهة و بالاضافة الى ذلك فهي رائعة الجمال و القوام .ثم قال له : يا بني لقد كان خطاب ابنتي كثيرون و كنت خائفا عليها من ان تقع في احضان السوء حتى اتيتني تسألني لأسامحك بعضة تفاحة و ما قيمتها و لكنني تفرست فيك كل الخير تفرست فيك الامانة التي هي اغلى صفة يتصف بها الانسان و انت متمسك بها فما وجدت خيرا منك لأسلمك كريمتي هذه الامانة الغالية و انت اهل لها بارك الله لك فيها و معها هدية مني هذا المبلغ المتواضع من المال لشراء ما يلزمكما خذها معك الى منزلك فانا الان مطمئن على ابنتي بانها بين يدي من هو احسن منيي لها .
يا بني لقد اجتمعت بك بمشيئة الله و توفيقه و من يجتمع بالتقي الصالح الامين فقد ربح الدنيا و الاخرة . و قد ورد عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : تنكح المرأة لأربع ، لمالها و لحسبها و لجمالها و لدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ."

" اذا اتاكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه الا تفعلوا تكن فتنة في الارض و فساد ..."

ضآحكة مستبشرة
2012-07-14, 09:10
http://forum.mn66.com/imgcache2/933863.gif

sihem30
2012-07-14, 18:29
http://forum.mn66.com/imgcache2/933863.gif

شكرا على المرور عس ان يستفيد منها الشباب و الفتيات