المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إشارة تعني الكثير..


هشام منصوري
2012-07-13, 22:28
يحسب الإنسان أنه لكثرة معارفه و غزرة معلوماته و خزين خبراته قد لامس النجوم و بلغ مراتب التمام و الكمال إلا انه يقف مشدوها أمام أبسط التجارب التي قد تقابله في حياته فيدرك أنه ما زال في مرحلة البداية لا يستحوذ من العلم إلا القليل أو يفضي إلى قول الفيلسوف اليوناني سقراط " كل ما أعرف أنني لا أعرف شيئا.."
هذا ما أراد ان يعبر عنه أحد أصدقائي الأفاضل من القادة القدامى بسرد إحدى تجاربه العفوية الجديدة دون أن يقصد استحداث مقاربات حديثة في حقول التربية العامة و الكشفية أو ابتكار مهارات بيداغوجية جديدة قد يطلق عليها نظرية الإشارات و الإيحاءات في التدريب الكشفي.. بكل بساطة هي قصة قصيرة فيها كثير من المدلولات و الفوائد يتعلم منها المعلم و القائد الأسلوب الأمثل في توجيه و تربية أفراده.
و هذه القصة كاملة حسب ما رواها صاحبها فإليكموها:
في احدى المخيمات الكشفية قمت بتفقد الكشافين أثناء التجمع الصباحي في إطار عملية تكوينية بسيطة كلفني بها القائمون على المعسكر بعد أن أمرت رؤساء المجموعات بالقيام "بعملية التتميم" فوقع ناظري على أحد الكشافين أساء ارتداء بزته الرسمية و ترتيب لواحقها فضلا عن عدم جاهزيته للتدريب و الامتثال لأوامر القائد.. فناديت عليه فأتاني متثاقلا يبدي كثيرا من الاستياء و عدم الرضى فأمرته بالوقوف ثم خاطبت زملاءه من الكشافين موضحا بعض نقائص اللباس و غياب شاراته فلاحظت و انا أقوم بشرح بعض التقاليد المهمة أن الكشاف المعني لا يعير اهتماما لما أقول بل بانت على وجهه ملامح الغضب و الاستياء فأمرته بالانصراف و انتهت تلك الفترة بما حملته من أقوال و أفعال و ردودها.
لم أدرك أبدا أن ذلك الكشاف الذي ظهر فيما بعد عريفا أول أنه جاد في موقفه و لم أخال أنه سيكن لي بعض الضغينة لما ارتكبته من مخالفة لتقاليده التي اعتادها مع قادته الأصليين فراح يظهر لي عبوسا مستفزا عند كل التقاء أو لقاء في الساحة أو المطعم..طبعا لا سلام و لا كلام فاعتدت الأمر و تركت الحال على حاله و لم أرغب في التحدث اليه في تلك الآونة مرجئا المعالجة إلى وقت آخر.
بعد تحية العلم و تناول فطور الصباح جاء دور البيت الجميل أين يقوم أفراد الطليعة (المجموعة) بتنظيم خيمهم (غرفهم) بكيفية جميلة جذابة يراعى فيها شروط التهوية و النظافة و بعض أعمال الريادة و غيرها فقدمت رفقة مجموعة من القادة لنعاين و نقيم مختلف المجموعات على تفننهم في القيام بهذا النشاط ..عند وصولي لنفس الطليعة التي ينتمي إليها (العريف الأول) اصطف الجميع و أدوا معا التحية الكشفية فحييتهم و شكرتهم على الاستقبال الرائع و رحت أتفقد أفراد الطليعة إلى أن وصلت عريفهم (الزعلان) فأعجبني اهتمامه هذه المرة بكل تفاصيل الزي الكشفي و لا حظت ان منديله كان موضوعا بطريقة دقيقة ملفتة للإنتباه فعرفت أن الدرس أثمر رغم ما حصل فأشرت باصبع الإبهام دلالة على أسمى درجات الرضى على ما بدر من صاحبنا من تقدم في تلك الأمور التنظيمية فرأيت نصف ابتسامة تخفي الكثير من الغبطة و الارتياح بعدها بدقائق يسيرة فوجئت بالعريف يتودد إلي بكل السبل و يسألني فيما أرغب في المساعدة بالقيام بشيء يفيد مشروع المعرض الداخلي في المخيم.
قد نحاضر أحيانا لمدة زمنية قصيرة او طويلة ..و قد نبذل الجهد الكبير في النصح و الإرشاد .. لكن أحيانا إشارة فقط قد تعني الكثير.

هشام منصوري
2012-07-16, 12:44
عايشت قصة العريف الزعلان...:)

جميل أن نتعلم من الصغير و الكبير....

و في نفس الوقت، صعب ايجاد الطرق المناسبة لارضاء الآخرين
لأن القائد في تصرفه الاول و الثاني كان له نفس الهدف و هو التشجيع على الانضباط

على كل
.
.
.
" كل ما أعرف أنني لا أعرف شيئا.."

شكرا لك



أشكرك جميل الشكر على ما تفضلت به من مداخلة طيبة...أعجبني ما ذهبت إليه من تحصيل منطقي يتجاوب و تصورات المربي الذي يرغب في تكوين أفراده على النظام و الانضباط
أحييك على تواضعك أختي الفاضلة ..وفقك الله إلى ما فيه الخير و الصلاح

jihad2
2012-07-16, 21:03
لقد قرأت القصة وأريد أن أعلق وأقول أنه يمكن للإنسان ومهما كان أن يتعلم ممن هم أصغر سنا منه ويمكن لهم أن يعطو دروسا غفل عنها الكبار ويكفي

soso sirin
2012-07-16, 22:56
مرات ناس تلقاهم يمدو دروس و محاضرات و بلا حتا فايدة بالعكس تولد للشخص ردة فعل عكسية و كاين شي ناس ربي مادلهم وحد الاسلوب يا سبحان الله حتا نقدهم و يكون مليح و مرات باشارة بابتسامة بنظرة برك قادر تفهم الشخص الاخر.و مرات حنا نستعملواسلوب الاستفزاز صاريلها كيما الطفل الصغير كون يغلط و الواحد يروح بابتسامة و يفهم الطفل واش دار و يصلح الحاجة الي فسدها والله راح تكون ليها تاثير على نفسيتو مرات كيما قلت انت اشارات نظرات و ابتسامات قد تفعله مالا يفعله دروس و محاضرات

هشام منصوري
2012-07-17, 13:18
لقد قرأت القصة وأريد أن أعلق وأقول أنه يمكن للإنسان ومهما كان أن يتعلم ممن هم أصغر سنا منه ويمكن لهم أن يعطو دروسا غفل عنها الكبار ويكفي


ما تفضلت بقوله صحيح و صحي ..كم من قادة كشفيين تتلمذوا على أشخاص أقل منهم سنا لكن اكثر منهم خبرة و مهارة

أشكرك

هشام منصوري
2012-07-17, 13:20
مرات ناس تلقاهم يمدو دروس و محاضرات و بلا حتا فايدة بالعكس تولد للشخص ردة فعل عكسية و كاين شي ناس ربي مادلهم وحد الاسلوب يا سبحان الله حتا نقدهم و يكون مليح و مرات باشارة بابتسامة بنظرة برك قادر تفهم الشخص الاخر.و مرات حنا نستعملواسلوب الاستفزاز صاريلها كيما الطفل الصغير كون يغلط و الواحد يروح بابتسامة و يفهم الطفل واش دار و يصلح الحاجة الي فسدها والله راح تكون ليها تاثير على نفسيتو مرات كيما قلت انت اشارات نظرات و ابتسامات قد تفعله مالا يفعله دروس و محاضرات

بلغت الفكرة بكل معانيها ..أسلوب التربية هو الأساس في عملية التكوين و التدريب
أشكرك

سامية الشاوية
2012-07-17, 18:41
السلام عليكم

اللبيب بالاشارة يفهم

لي عودة ان شاء الله

رابح خفيف
2012-07-17, 23:44
سلوكيات يكتسبها الأفراد عن طريق التدريب بأساليب أو ردود أفعال بسيطة قد تغني عن الإرشادات والنصائح

هشام منصوري
2012-07-18, 17:13
السلام عليكم

اللبيب بالاشارة يفهم

لي عودة ان شاء الله


و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
مشكورة على المداخلة القصيرة

هشام منصوري
2012-07-18, 17:14
سلوكيات يكتسبها الأفراد عن طريق التدريب بأساليب أو ردود أفعال بسيطة قد تغني عن الإرشادات والنصائح



عين العقل و الصواب أخي الفاضل رابح خفيف ..بوركت و جزيت خيرا وافرا

سامية الشاوية
2012-07-18, 17:46
السلام عليكم
لغة الاشارة لمن يفهمها ويتقبلها
وانا الان لا اراها تجدي نفعا في هذا الجيل
زمان كانت امي تغمزلي في الجماعة نفهم واش حابة
تشوف فيا شوف ميش عادي نعرف اني اخطات
تعمل حركة بيدها نفهم بلي تقلي متحكيش في موضوع معين وهذا من صغري
كنت في القسم لو الاستاذ يبدي انزعاجه من تلميذ عنده كنا نبكيو ويغيضنا الحال ونزعفو
و ومنرتاحوش حتى يعاود يضحك معنا
اما في وقتنا الحالي بالضرب والهدرة المباشرة ولن تجد اذان صاغية
يعني لم يعد هناك عزة نفس او ملقيتلهاش اسم الصراحة

ام سليمان
2012-07-19, 19:38
من تجربتي الشخصية في التعامل مع الاطفال......انا لا ارى الاطفال صغارا ولكن اراهم جيل المستقبل ويستحقون كل الاهتمام والمعاملة الحسنة...لان ذاكرتهم لا تزال صافية وجديدة ويخبؤون فيها كل شيئ...... واجمل شيئ في هذه الدنيا التعامل مع الاطفال......وافضل اللعب معهم على ان اجلس في مجلس تمنشير تاع النساء

هشام منصوري
2012-07-19, 23:02
السلام عليكم
لغة الاشارة لمن يفهمها ويتقبلها
وانا الان لا اراها تجدي نفعا في هذا الجيل
زمان كانت امي تغمزلي في الجماعة نفهم واش حابة
تشوف فيا شوف ميش عادي نعرف اني اخطات
تعمل حركة بيدها نفهم بلي تقلي متحكيش في موضوع معين وهذا من صغري
كنت في القسم لو الاستاذ يبدي انزعاجه من تلميذ عنده كنا نبكيو ويغيضنا الحال ونزعفو
و ومنرتاحوش حتى يعاود يضحك معنا
اما في وقتنا الحالي بالضرب والهدرة المباشرة ولن تجد اذان صاغية
يعني لم يعد هناك عزة نفس او ملقيتلهاش اسم الصراحة




لك ألف حق اختي الفاضلة سامية ..تغيرت الأمور ..لكن لحظة!! من المسؤول على هذا التغيير ؟؟ طبعا نحن و لا ريب
تبدلت العقليات و السلوكيات و نحن من تواطئنا و سهلنا عملية الانحراف الكلي ..وجبت المراجعة و اعادة النظر

هشام منصوري
2012-07-19, 23:09
من تجربتي الشخصية في التعامل مع الاطفال......انا لا ارى الاطفال صغارا ولكن اراهم جيل المستقبل ويستحقون كل الاهتمام والمعاملة الحسنة...لان ذاكرتهم لا تزال صافية وجديدة ويخبؤون فيها كل شيئ...... واجمل شيئ في هذه الدنيا التعامل مع الاطفال......وافضل اللعب معهم على ان اجلس في مجلس تمنشير تاع النساء
كلامك منطقي صحي و جميل ..لكن يا أختي الفاضلة أم سليمان من يقوم على عملية تربية هذا الجيل الذي تتحدثين عنه ..المدارس تسبح في اتجاه تيار جارف ..الأولياء في عطلة (واجبهم القوت فقط) المعلم المسكين فقد كل الصلاحيات و الاعتبار ..المسجد غائب ..في ظل كل هذه الظروف الشارع يلعب دوره بكل فعالية.
أعجبني كثيرا ما تفضلت بقوله عن حبك لعالم الأطفال و انك تفضلين البقاء مع عالم البراءة دون الجلوس في حلقات اللمز و الهمز و النميمة.
بروكت و جزيت خيرا كثيرا

gothic attitùde
2012-07-21, 03:17
شكرا جزيلا و بالمناسبة الن تباركولي اليوم عيد ميلادي21جويلية اتمنى ان كل من يقرا هذا الموضوع يدعو لي بالخير و ان يناولني ربي اللي في بالي.
و رمضان كريم