وتهجرني الكلمات

[رابح خفيف]

وتهجرني الكلمات


طيف هفا غصنه فعزف على أوتار قلب لم يهزه ..
شدا بكلمات لم تلامس العواطف .. فظلت دون نغمات .
لم يعد يتنفس شعرا أو يطربه نغم وإيقاع ..
فهل هاجرت الكلمات وتفرقت الحروف وضاع البيان وتاهت العبارات ؟
أم في الوجدان مشاغل أضحى فيها الفكر مشتتا عجز أن يصنع شعرا ؟
ما نزَف القلم سوى بعثرة كلمات فقدت معانيها ..

عجز الفكر عن لملمتها ..

ظلت غريبة في قاموس الأبجديات ..

تائهة في درب الحروف والعبارات..

لم يعد لها معنى أو دلالات ..

على شاطئ الشعر رست سفينة الحروف ..
أقبل عليها فأحاطت به ..
حاول أن يصوغ منها كلمات ..
ينسج عبارات ..
فإذا الكلمات تفضل الإبحار في الأفق البعيد غير المتناهي
للبحث عن روضة استقرار

حيث النور يلف الفضاء ..

وطيف النسيم يداعب الرياحين ..

وخيوط الشمس تنسج ضوء تتوشح به الكائنات ..

وتفتح دفاتر الصمت لتتدفق منها الكلمات ..

تتنفس النور و الانعتاق ..

وتعزف لحنا عذب النغمات ..
ينساب في الأرجاء ..
تهتز له القلوب وتهفو
فتردده الأطيار بشدوها
والرياحين بأريجها
* * * * *

و.. الكل يغني أغنية الوجود

وينشد أنشودة الحياة .

رابح خفيف