زينــــب101
2009-02-09, 21:01
ما أعظم التطور الذي حدث في تاريخ العرب على إثر بعثة محمد صلى الله عليه وسلم ونادت به سورة الإسراء وقصة المعرج في لغة صريحة بليغة وفي أسلوب مبين مشرق، وما أعظم النعمة التي أسبغها الله على العرب . نقلهم من جزيرتهم التي يتناحرون فيها إلى العالم الفسيح الذي يقودونه بناصيته ، ومن الحياة القبلية المحدودة التي ضاقوا بها إلى الإنسانية الواسعة التي يشرفون عليها ويوجهونها ، وأصبحوا بفضل هذا التطور العظيم الذي فاجأ العرب وفاجأ العالم يقولون بكل وضوح وشجاعة لإمبراطور المملكة الفارسية العظيمة وأركان دولته : ((الله ابتعثنا لنخرج بنا من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده ،ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام )) .
نعم لقد خرجوا من ضيق الدنيا أولاً إلى سعتها ثم أخرجوا الأمم من ضيق الدنيا إلى سعتها آخراً ، وهل أضيق من الحياة القبلية والجنسية ، وأوسع من الحياة الإنسانية الآفاق ؟ وهل أضيق من الحياة التي لا يفكر فيها إلا في المادة الزائلة والحياة الفانية ولا يجاهد إلا في سبيلها من الحياة الإيمانية الروحانية التي لا نهاية لها ولا تحديد . !؟ .
لقد خرجوا من ضيق جزيرة العرب ، ومن ضيق الحياة فيها ، ومن ضيق التفكير في مسائلها ومصالحها ، ومن ضيق التناحر على سيادتها ، ومن ضيق التكالب على حطامها القليل وملكها الضئيل وعيشها الذليل ، إلى عالم جديد من السيادة الروحية والخلقية والعلمية والسياسية .
لقد قام العالم الكبيرة على أساس العقيدة الواحدة ، والإيمان العميق والصلة الروحية القوية ، وكان أوسع عالم عرفه التاريخ وكانت الشعوب التي تكون هذا العالم أقوى أسرة عرفها التاريخ ، تنصهر فيها الثقافات المختلفة .
لقد كانت – ولا تزال – قيادة هذا العالم بجدارة واستحقاق أشرف قيادة وأعظمها وأقواها في تاريخ الزعامة والقيادة ، وقد أكرم الله بها العرب لما أخلصوا لهذه الدعوة الإسلامية وتفانوا في سبيلها ، فأحبهم الناس في العالم حباً لم يعرف له نظير ، وقلدوهم في كل شيء تقليداً لم يعرف له نظير ، وخضعت للغتهم اللغات ، ولثقافتهم الثقافات ، ولحضارتهم الحضارات ، فكانت لغتهم هي لغة العلم والتأليف في العالم المتمدن من أقصاه إلى قصاه ، وهي اللغة المقدسة الحبيبة التي يؤثرها الناس على لغاتهم التي نشأوا عليها وكانت حضارتهم هي الحضارة المثلي التي يتمجد الناس ويتظرفون بتقليدها .
وبقيت هذه القيادة الشاملة الكاملة مدة طويلة والناس لا يفكرون في ثورة عليها ، وفي التخلص منها ، كما هي عادة المفتوحين والأمم المغلوبة على أمرها في كل عهد ، لأن صلتهم بهذه القيادة ليست صلة المفتوح بالفاتح أو المحكوم بالحاكم وصلة المؤمن بالمؤمن ، فلا محل للثورة ، ولا محل للتذمر ، ولا محل لنكران الجميل ، إنما اللائق أن يعترفون لهم بالفضل ، وتلهج ألسنتهم بالشكر والدعاء ، وأن يقولوا : { رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } .
نعم لقد خرجوا من ضيق الدنيا أولاً إلى سعتها ثم أخرجوا الأمم من ضيق الدنيا إلى سعتها آخراً ، وهل أضيق من الحياة القبلية والجنسية ، وأوسع من الحياة الإنسانية الآفاق ؟ وهل أضيق من الحياة التي لا يفكر فيها إلا في المادة الزائلة والحياة الفانية ولا يجاهد إلا في سبيلها من الحياة الإيمانية الروحانية التي لا نهاية لها ولا تحديد . !؟ .
لقد خرجوا من ضيق جزيرة العرب ، ومن ضيق الحياة فيها ، ومن ضيق التفكير في مسائلها ومصالحها ، ومن ضيق التناحر على سيادتها ، ومن ضيق التكالب على حطامها القليل وملكها الضئيل وعيشها الذليل ، إلى عالم جديد من السيادة الروحية والخلقية والعلمية والسياسية .
لقد قام العالم الكبيرة على أساس العقيدة الواحدة ، والإيمان العميق والصلة الروحية القوية ، وكان أوسع عالم عرفه التاريخ وكانت الشعوب التي تكون هذا العالم أقوى أسرة عرفها التاريخ ، تنصهر فيها الثقافات المختلفة .
لقد كانت – ولا تزال – قيادة هذا العالم بجدارة واستحقاق أشرف قيادة وأعظمها وأقواها في تاريخ الزعامة والقيادة ، وقد أكرم الله بها العرب لما أخلصوا لهذه الدعوة الإسلامية وتفانوا في سبيلها ، فأحبهم الناس في العالم حباً لم يعرف له نظير ، وقلدوهم في كل شيء تقليداً لم يعرف له نظير ، وخضعت للغتهم اللغات ، ولثقافتهم الثقافات ، ولحضارتهم الحضارات ، فكانت لغتهم هي لغة العلم والتأليف في العالم المتمدن من أقصاه إلى قصاه ، وهي اللغة المقدسة الحبيبة التي يؤثرها الناس على لغاتهم التي نشأوا عليها وكانت حضارتهم هي الحضارة المثلي التي يتمجد الناس ويتظرفون بتقليدها .
وبقيت هذه القيادة الشاملة الكاملة مدة طويلة والناس لا يفكرون في ثورة عليها ، وفي التخلص منها ، كما هي عادة المفتوحين والأمم المغلوبة على أمرها في كل عهد ، لأن صلتهم بهذه القيادة ليست صلة المفتوح بالفاتح أو المحكوم بالحاكم وصلة المؤمن بالمؤمن ، فلا محل للثورة ، ولا محل للتذمر ، ولا محل لنكران الجميل ، إنما اللائق أن يعترفون لهم بالفضل ، وتلهج ألسنتهم بالشكر والدعاء ، وأن يقولوا : { رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } .