bmokhtar
2012-07-07, 22:46
http://www.echoroukonline.com/ara/dzstatic/thumbnails/article/2012/33_402873019.jpg
علمت "الشروق" من مصادر مطّلعة، أن الحكومة رصدت مبلغ 600 مليون يورو (حوالي 6000 مليار سنتيم) بعنوان الاحتفالات المخلّدة للذكرى الخمسين لعيد الاستقلال، التي أطلقها الرئيس بوتفليقة، ليلة الرابع إلى الخامس جويلية الجاري.
وسطّرت اللجنة الوطنية لتحضير حفلات إحياء الأيام والأعياد الوطنية، برنامجا ضخما للاحتفال بالذكرى الخمسين لعيد الاستقلال على مدار سنة كاملة، تضمن أزيد من 600 تظاهرة على المستوى العالمي، منها 142 تظاهرة في فرنسا وحدها، فضلا تظاهرات قطاعية (وزارية).
وتوزّعت التظاهرات حسب وثيقة تحصلت "الشروق"، على نسخة منها، على 116 مدينة من كبريات المدن العالمية، على غرار واشنطن ونيويورك وطوكيو وباريس ولندن وبروكسل ونيو دلهي، وأوتاوا ومونريال بكندا، وبريتوريا في جنوب إفريقيا، وموسكو وبرلين ومدريد وأبو ظبي وكوالالمبور بماليزيا والرياض.. أما عدد الدول التي ينتظر أن تصلها شرارة الاحتفالات فتصل إلى أكثر من ثمانين بلدا من بلدان المعمورة.
وتشكل التظاهرات المبرمجة خارج التراب الوطني فقط، البرنامج الذي سطرته وزارة الشؤون الخارجية، عبر سفارات وقنصليات الجزائر المتواجدة في مختلف أنحاء العالم، علما أن كل وزارة من الوزارات الـ32، والمنظمات الجماهيرية، مثل منظمة المجاهدين ومنظمات أبناء الشهداء، وجمعية قدماء وزارة التسليح والاتصالات العامة (المالغ) والجمعية الوطنية للمحكوم عليهم بالإعدام، وجمعية كبار معطوبي حرب التحرير.. لها برنامجها الخاص بها.
وتتمثل التظاهرات المبرمجة في تنظيم محاضرات وملتقيات وعرض أفلام ومسرحيات وتقديم إكراميات في أكبر وأفخم الفنادق، إضافة إلى شراء معالم تاريخية لها علاقة بالثورة التحريرية، على غرار قصر إيفيان، الذي احتضن مفاوضات إيفيان بين وفد الحكومة المؤقتة لجبهة التحرير الوطني والوفد الفرنسي، إضافة إلى تدشين "دار الثورة" بمدينة غاو بشمال مالي، التي شهدت حادثة خطف الدبلوماسيين الجزائريين السبعة بعد سقوط المدينة في أيدي الجماعات الجهادية.
وأمام هذه الأرقام المخيفة، يصبح التساؤل مشروعا بشأن الكلفة التي ستتكبدها الخزينة العمومية للتكفل بهذه التظاهرات، سيما في ظل التوجه التقشّفي الذي أطلقته الحكومة مؤخرا، مدفوعة بتراجع أسعار النفط إلى ما دون عتبة الـ100 دولار للبرميل.
لقد فجرت الاحتفالات الصاخبة التي أطلق شرارتها رئيس الجمهورية، ليلة الرابع إلى الخامس جويلية الفارط بمدينة سيدي فرج، جملة من التساؤلات حول كلفة ذلك الاحتفال، والذي قدّرت جهات غير رسمية تكاليفه بثمانية ملايين دولار (حوالي 56 مليار سنتيم) في ظرف سويعات فقط.. قد يبدو في الأمر مبالغة، لكن عندما يدرك المتابع بأن المصمم الكوريغرافي اللبناني، عبد الحليم كركلا، حصل مثلا على 40 مليار سنتيم مقابل عرض لمدة ساعة واحدة، يقتنع المرء بأن ما تبقى من الاحتفالات الممتدة على مدار سنة كاملة، سيلتهم آلاف الملايير من أموال الجزائريين.
وإذا كانت مصادر موثوق بها تحدث عن 600 مليون يورو (6000 مليار سنتيم)، فإن مصادر إعلامية أخرى تحدثت عن رقم آخر يقدر بـ2 مليار دولار (حوالي 15 ألف مليار سنتيم). هناك من الخبراء الاقتصاديين من اعتبر هذا الرقم مبالغ فيه، على غرار بشير مصيطفى، غير أن صرف 40 مليارا على عرض كوريغرافي بسيط، وحرق ملايين الدورات على ألعاب النارية ليلة الخامس جويلية، ووصول الاحتفاليات إلى زوايا العالم الأربع، من أستراليا شرقا إلى أمريكا غربا ومن جنوب إفريقيا جنوبا، إلى النرويج شمالا، يوحى بأن الرقم معتبر.
وبغض النظر عن المبلغ الحقيقي المرصود بعنوان احتفاليات الخمسينية، فإن الأمر الذي لا يختلف فيه إثنان هو أن ما سيصرف على هذه التظاهرات خلال السنة سيكون مخيفا، والرقم سيكون خياليا، لأن إقامة احتفالات في أكبر الفنادق وفي أغلى العواصم العالمية، سيكون فيه الدفع بالدولار واليورو وليس بالدينار، ولكم أن تتصوروا بعدها الرقم الحقيقي.
وكان يمكن للحكومة ألا تفوّت فرصة الاحتفال بخمسينية الاستقلال، لكن من دون أن تسرف في تبديد المال العام، الذي يجب أن يوجه للقطاعات التي تعاني من أزمات خانقة، مثل السكن والتشغيل ودعم الفئات الاجتماعية الهشة، خاصة وأن شهر رمضان على الأبواب.
علمت "الشروق" من مصادر مطّلعة، أن الحكومة رصدت مبلغ 600 مليون يورو (حوالي 6000 مليار سنتيم) بعنوان الاحتفالات المخلّدة للذكرى الخمسين لعيد الاستقلال، التي أطلقها الرئيس بوتفليقة، ليلة الرابع إلى الخامس جويلية الجاري.
وسطّرت اللجنة الوطنية لتحضير حفلات إحياء الأيام والأعياد الوطنية، برنامجا ضخما للاحتفال بالذكرى الخمسين لعيد الاستقلال على مدار سنة كاملة، تضمن أزيد من 600 تظاهرة على المستوى العالمي، منها 142 تظاهرة في فرنسا وحدها، فضلا تظاهرات قطاعية (وزارية).
وتوزّعت التظاهرات حسب وثيقة تحصلت "الشروق"، على نسخة منها، على 116 مدينة من كبريات المدن العالمية، على غرار واشنطن ونيويورك وطوكيو وباريس ولندن وبروكسل ونيو دلهي، وأوتاوا ومونريال بكندا، وبريتوريا في جنوب إفريقيا، وموسكو وبرلين ومدريد وأبو ظبي وكوالالمبور بماليزيا والرياض.. أما عدد الدول التي ينتظر أن تصلها شرارة الاحتفالات فتصل إلى أكثر من ثمانين بلدا من بلدان المعمورة.
وتشكل التظاهرات المبرمجة خارج التراب الوطني فقط، البرنامج الذي سطرته وزارة الشؤون الخارجية، عبر سفارات وقنصليات الجزائر المتواجدة في مختلف أنحاء العالم، علما أن كل وزارة من الوزارات الـ32، والمنظمات الجماهيرية، مثل منظمة المجاهدين ومنظمات أبناء الشهداء، وجمعية قدماء وزارة التسليح والاتصالات العامة (المالغ) والجمعية الوطنية للمحكوم عليهم بالإعدام، وجمعية كبار معطوبي حرب التحرير.. لها برنامجها الخاص بها.
وتتمثل التظاهرات المبرمجة في تنظيم محاضرات وملتقيات وعرض أفلام ومسرحيات وتقديم إكراميات في أكبر وأفخم الفنادق، إضافة إلى شراء معالم تاريخية لها علاقة بالثورة التحريرية، على غرار قصر إيفيان، الذي احتضن مفاوضات إيفيان بين وفد الحكومة المؤقتة لجبهة التحرير الوطني والوفد الفرنسي، إضافة إلى تدشين "دار الثورة" بمدينة غاو بشمال مالي، التي شهدت حادثة خطف الدبلوماسيين الجزائريين السبعة بعد سقوط المدينة في أيدي الجماعات الجهادية.
وأمام هذه الأرقام المخيفة، يصبح التساؤل مشروعا بشأن الكلفة التي ستتكبدها الخزينة العمومية للتكفل بهذه التظاهرات، سيما في ظل التوجه التقشّفي الذي أطلقته الحكومة مؤخرا، مدفوعة بتراجع أسعار النفط إلى ما دون عتبة الـ100 دولار للبرميل.
لقد فجرت الاحتفالات الصاخبة التي أطلق شرارتها رئيس الجمهورية، ليلة الرابع إلى الخامس جويلية الفارط بمدينة سيدي فرج، جملة من التساؤلات حول كلفة ذلك الاحتفال، والذي قدّرت جهات غير رسمية تكاليفه بثمانية ملايين دولار (حوالي 56 مليار سنتيم) في ظرف سويعات فقط.. قد يبدو في الأمر مبالغة، لكن عندما يدرك المتابع بأن المصمم الكوريغرافي اللبناني، عبد الحليم كركلا، حصل مثلا على 40 مليار سنتيم مقابل عرض لمدة ساعة واحدة، يقتنع المرء بأن ما تبقى من الاحتفالات الممتدة على مدار سنة كاملة، سيلتهم آلاف الملايير من أموال الجزائريين.
وإذا كانت مصادر موثوق بها تحدث عن 600 مليون يورو (6000 مليار سنتيم)، فإن مصادر إعلامية أخرى تحدثت عن رقم آخر يقدر بـ2 مليار دولار (حوالي 15 ألف مليار سنتيم). هناك من الخبراء الاقتصاديين من اعتبر هذا الرقم مبالغ فيه، على غرار بشير مصيطفى، غير أن صرف 40 مليارا على عرض كوريغرافي بسيط، وحرق ملايين الدورات على ألعاب النارية ليلة الخامس جويلية، ووصول الاحتفاليات إلى زوايا العالم الأربع، من أستراليا شرقا إلى أمريكا غربا ومن جنوب إفريقيا جنوبا، إلى النرويج شمالا، يوحى بأن الرقم معتبر.
وبغض النظر عن المبلغ الحقيقي المرصود بعنوان احتفاليات الخمسينية، فإن الأمر الذي لا يختلف فيه إثنان هو أن ما سيصرف على هذه التظاهرات خلال السنة سيكون مخيفا، والرقم سيكون خياليا، لأن إقامة احتفالات في أكبر الفنادق وفي أغلى العواصم العالمية، سيكون فيه الدفع بالدولار واليورو وليس بالدينار، ولكم أن تتصوروا بعدها الرقم الحقيقي.
وكان يمكن للحكومة ألا تفوّت فرصة الاحتفال بخمسينية الاستقلال، لكن من دون أن تسرف في تبديد المال العام، الذي يجب أن يوجه للقطاعات التي تعاني من أزمات خانقة، مثل السكن والتشغيل ودعم الفئات الاجتماعية الهشة، خاصة وأن شهر رمضان على الأبواب.