تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : درس في التكافل في الاسلام


مولودية
2009-02-07, 21:20
السلام عليكم و رحمة اله تعالى و بركاته.
اقدم لكم اخواني و اخواتي هذا الدرس في التكافل في الاسلام لزيادة المعرفة و الاطلاع الطالب و تفقهه في دينه.
النظم الإسلامية
الموضوع : التكافل الاجتماعي في الإسلام
أولا: تعريف التكافل:
1/ لغـــة : هو إعانة الإنسان للأخر و القيام به و ضمه و حضانته و ضمان معيشته.
2/ شرعـا : هو شعور الجميع بمسؤولية بعضهم البعض ليكون المؤمنون متضامنون ومتعاونون.
- و الإسلام يقرر مبدأ التكافل بكل صوره وأشكاله.
- عرفه الشيخ أبو زهرة بقوله:(( التكافل هو أن يكون أحاد الشعب في كفالة جماعتهم وأن يكون كل قادر أوذي سلطان كفيلا في مجتمعه بمده بالخير وأن تكون كل القوي الإنسانية في المجتمع متلاقية في مصلحة الآحاد و دفع الأضرار ثم في المحا فضة على دفع الأضرار عن البناء الاجتماعي و إقامته على أسس سليمة.)).
ثانيا: مجال التكافل : يشمل التكافل الاجتماعي عدة مجالات.
1/ التكافـل الأدبي : وهوان يشعر الفرد نحو الأخر شعور الحب و العاطفة الصادقة وحسن المعاملة .
2/ التكافل السياسي: لكل فرد حقه وعليه واجبه السياسي ومن ذلك النصح و المراقبة لأولياء الأمور وهو واجب المحكومين اتجاه الحاكم ونصحه بالحكمة و الموعظة الحسنة التي من شأنها أن تعيد الحكام إلى رشدهم و صوابهم .
3/ التكافل الاقتصادي : يجب على كل فرد أو جماعة الحفاظ على ثروات البلاد و حماية اقتصاده من الانهيار .
4/ التكافل العلـمي : المراد به تعليم الجهلة من الناس وهو واجب العلماء وواجب المتعلمين من أفراد الأمة .
5/ التكافل الأخلاقي : أي أن المجتمع كله مسؤول عن صيانة أخلاق الأمة من الفساد و الانحلال
6/ التكافل التعبدي : من مظاهره تشريع فروض الكفاية الواجبة على عموم المجتمع بغض النضر على الأفراد .
7/ التكافل المعيشي : وبه يقوم أفراد المجتمع بإعانة المحتاجين و الفقراء و العجزة وغيرهم .
ثالثا: طبيعة التكافل في الإسلام :
1/تزكية النفس : وهو التكافل بين الفرد وذاته, فالإنسان مكلف بان ينتهي نفسه عن شهواته و ان يزكيها و يطهرها وان يسلك بها طريق الصلاح و النجاة وان لا يلقي بها إلى التهلكة لقوله تعالى: ((ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها,قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها.)) الشمس 7/10 ومن هنا يقف الإنسان من نفسه موقف الرقيب يمنحها حقوقها المشروعة و يحاسبها إذا أخطأت ويهديها إذا ضلت .
2/ علاقة الإنسان بأفراد عائلته: الآسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع وهي تقوم على عواطف الرحمة و المودة و الطاعة والتكافل الأسري أساس إذ تعد هذه الأخيرة مسؤولة عن تربية الأبناء و تعليمهم والإنفاق عليهم وهذا يستدعي تعاون كل أفرادها كذلك اوجب الله طاعة الوالدين في قوله عز وجل:((وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه و بالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر احدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما و قل لهما قولا كريما و اخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا...)) الإسراء 23/24.
من تكافل الأسرة أنها وحدة اجتماعية متعاونة في الخير متكافلة في الجهد جيلا بعد جيل ومن مظاهر التكافل الوصية و الإرث.
3/ علاقة الإنسان بالجماعة : كل إنسان مكلف بان يحسن و يتقن عمله و إحسان العمل واجب في حدود البر و المعروف في قوله تعالى :(( وتعاونوا على البر و التقوى ولا تعاونوا على الإثم و العدوان .)) أما الجماعة فهي مكلفة بان تكون قوامة على كل فرد لقوله تعالى و لتكن منكم امة يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر. ) آل عمران فالأمم كالجسد الواحد كذالك يدخل تحت هذه العلاقة الإنسان بجيرانه إذ لابد أن يرتبط الجيران برباط التكافل المادي و المعنوي لقوله صلى الله عليه وسلم :(( مازال جبريل يوصين بالجار حتى ظننت انه سيورثه. ))
متفق عليه، وقوله صلى الله عليه وسلم : (( من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليكرم جاره . )) .
4/ اسس التكافل الاجتماعي :
1- المحبة بين الناس : أساس هذه المحبة هي المودة و الرحمة بين الناس وهي من لوازم الأخوة الإسلامية لقوله صلى الله عليه وسلم : (( ثلاث من كن فيه وجدهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وان يحب المرء لايحبه إلا الله .))
والمراد بمحبته لله هو ان تحب المرء متى كان طائعا لله وان نبغضه متى عاصيا لله وكذلك لانحب الناس لمصلحة شخصية أو سلطة أو جاه كذلك أن نحب لغيرنا مانحب لأنفسنا لقوله صلى الله عليه وسلم : (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه .)) .
2- الإيثار و التعاون و معناه أن يقدم الإنسان غيره ويتأخر رغم حاجته وهي مرتبة رفيعة لاتنال بالادعاء وكثرة الكلام بل تفضيل الأخوة عن الدنيا و القران الكريم يعطي صورة رفيعة للأنصار الذين استقبلوا إخوانهم المهاجرين فشاركوهم في أموالهم وبيوتهم لقوله تعالى :(( و الذين تبوءوا الدار و الإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويوفرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوقي شح نفسه فؤلئك هم المفلحون.)) 9 الحشر .
3- العدل و المساواة : متى عم العدل وظهرت المساواة بين الناس كان ذلك ادعى إلى التكافل الاجتماعي و التعاون بين الناس ومتى عم الظلم و أحس الناس بالفوارق و الامتيازات كان ذلك ادعى إلى الفرقة و التشتت فلا فضل لأعرابي على أعجمي إلا بالتقوى وهو المعيار الوحيد الذي يوزن به الناس لقوله تعالى :( إن أكرمكم عند الله اتقاكم.) و العدل أساس الحكم فمتى ساد اطمئنان الناس على أموالهم و أرواحهم و دمائهم و أعراضهم .
لقوله تعالى:( إن الله يأمركم بالعدل و الإحسان.) النحل 90 ، ومتى كان الحاكم جابر فبالضرورة تقوم ثورة تقلب نظام الحكم فيسود الدمار و الخراب .
5- من وسائل التكافل الاجتماعي :
أ- القيام بالواجب : إن كل إنسان له واجبات ومتى قام بها على أكمل صورة يتحصل أصحاب الحقوق على حقوقهم دون تعب ولا إرهاق وذلك هو التكافل في الخدمات الاجتماعية فلو قامت الأسرة بواجباتها وقام كل فرد فيها بواجباته لعمة الأمانة وساد العدل لقوله تعالى : (( إن الله يأمركم أن تأدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل.)) فمن واجبات أفراد الأسرة الرعاية و الصيانة وحسن التربية فبصلاح الأسرة يصلح المجتمع وإذا حلت الأزمات في المجتمع ما على كل فرد فيه أن يسعى جاهدا لمد العون لقوله تعالى : ( لينفقوا ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما أتاه الله لا يكلف الله نفس إلا ما أتاه .)) .
ب- الصدقات والزكاة:هي وسيلة من وسائل التكافل فالزكاة فريضة للفقراء في أموال الأغنياء تؤخذ من أغنياء المسلمين وتمر على فقراءهم لقوله تعالى: (( و الذين في أموالهم حق معلوم للسائل و المحروم .)) وقوله تعالى للرسول صلى الله عليه وسلم:(( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها .)) وإذا كانت الزكاة فريضة فان الصدق تطوع وهي ثمرة الترابط الإنساني و التصدق يهدف به صاحبه إلى تحقيق فريضة
*- تهذيب نفسه من الشح والبخل .
*- التضامن و التعاون الإنساني.
فالصدقة فرض مضمون الوفاء من الله تعالى : (( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم .)).
ففي المجتمع صنف من المعوزين حاجته أكثر من أن تسدها بعض النفقات أو ترقعها جملة من المساعدات فهم يفتقرون إلى سند يقوون به في سير حياتهم لو استمر عجزهم المادي .
رعاية الأرامل و الأيتام : الأمة مسئولة عن حماية جميع المعوزين و المحتاجين رعاية لمصالحهم وقد بدأ الإسلام بالاعتناء و الرعاية لهذه الفئة من تربية بخلف التعاطف و التضامن فواجب القادرين هو القيام على الضعفاء و تحقيق مصالحهم لقوله صلى الله عليه وسلم : (( الساعي على الأرملة و اليتيم كامجاهد في سبيل الله .)).
- وواجب أغنياء الأمة و المقتدرين أن يعطوا من مال الزكاة فإذا لم تكفيهم فرض على القادرين مقدارها يكفيهم حاجاتهم و الرسول صلى الله عليه وسلم أشار إلى فضل القائمين على الأيتام فقال : (( أنا و كافل اليتيم في الجنة كهاتين.)) .


و اخيرا اللهم اهدينا و اغفر لنا انت التواب الرحيم
وشكرا.

ناصرة الله
2009-02-24, 17:24
السلام عليكم أخي مولودية
أولا بارك الله فيكم على هذا الموضوع ، هل لي معرفة مصدرك في هذا الموضوع لأنني بحاجة إلى مراجع حوله لو سمحتم

ب.علي
2009-11-07, 22:35
بوركت أخي الكريم على الموضوع

•~ندية الجوري~•
2009-11-08, 14:33
الهم إهدنا ووفثنا لكل ما تحبه و ترضاه
بارك الله فيك
وجزاك خير الجزااااء