المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأمير عبد القادر و كتابه ‘‘ ذكرى العاقل ‘‘


اكوزيوم
2012-07-06, 10:46
ألف الأمير عبد القادركتابه ‘‘ ذكرى العاقل في تنبيه الغافل ‘‘ بطلب من الجمعية الأسوية ( باريس ) سنة 1854م.
ينقسم الكتاب الى مقدمة و ثلاثة أبواب و خاتمة ، و في كل باب يوجد فصل و تنبيه و خاتمة خاصة. في المقدمة يحث الأمير على وجوب النظر و ذم التقليد ، و في باب الأول يشرح فضل العلم و العلماء ،و في الباب الثاني يتناول العلم الشرعي و ما يتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلّم و النبوة ، و في الباب الثالث يركز على فضل الكتابة . و يشير في الخاتمة الى أهمية التصنيف.
أولا : فضل العلم و النظر.
يبدو أن الأمير قد أطلع على كُتُب الغزالي و ابن رشد و ابن خلدون على وجه العموم ، اذ أهتم أساسا بوجوب النظر و فضل العلم و لهذا يُمكن تصنيفه ضمن رواد النهضة الحديثة التي تبلورت في رحاب مدرسة الأفغاني و محمد عبدو و إقبال و باديس ...و لا ندري بالضبط إذا كان قد وقع اتصال بينه و بين معاصريه من رجال النهضة في المشرق أم لا ، و ليس من الغريب أن يكون قد ألتقى بالبعض منهم فكريا على الأقل ،ومن خلال آرائه يتضح أنه انطلق من مدرسة الغزالي و الأشاعرة و من الفلسفة العربية التي تأثرت بالفكر اليوناني الى حد بعيد اذ يقول ‘‘أن اعقل منبع العلم و أساسه و مطلعه- و العلم يجري من العقل مجرى الثمر من الشجر ، و النور من الشمس ، و الرؤيا من العين ‘‘.
ثم يقسم معاني العقل الى أربعة أقسام :
الأول هو العقل البديهي أو الضروري ، و هو الذي يميز الانسان عن جميع البهائم و به يستفيد من الانسان بقبول العلوم النظرية . و الثاني هو العقل المنطقي أو النظري فيشمل العلوم التي تخرج في ذات الطفل المميز .
و الثالث هو العقل التجريبي أو العلمي الذي يعتمد على ‘‘ التجارب بمجال الأحوال‘‘، ‘‘أما الرابع و الأخير فهو العقل الفلسفي و به يعرف الانسان عواقب الأمورو يقمع الشهوة الداعية الى تناول اللذة المضرة و يقهرها‘‘. هذه المعاني الأربعة من خواص الناس.
ثم يتعرض الأمير الى علاقة العقل بالحواس فيقول : ‘‘ ...و لما كان البدن مركبا للنفس و آلة لتحصيل الأعمال الصالحة ، خلق الله للانسان الحواس الظاهرة و الباطنة ، و أكرمه بالعقل الذي هو أشرف من الكل ‘‘.
و بعد ذلك يُميزالأمير بين الإدراك الحسي و الإدراك العقلي ويتلخص الفرق بينهما في ‘‘ أن الإدراك الحسي غير مُنتج ، و الإدراك العقلي مُنتج ، و الإدراك الحسي لا يتسع للأمور الكثيرة ، أما الإدراك العقلي فيتسع لها. ‘‘
...و يُضيف الأمير أن العين الباصرة هي أنفع الحواس و أبعدها إدراكا ، و لكن العقل أشرف منها .‘‘ لأن البصر لا يُدرك نفسه و يدرك ادراكه، و البصر لا يدرك الكليات و العقل يدركها ‘‘.
ثانيا : موقف الأمير من التراث الديني .
يرى الأمير ‘‘أن أشرف العلوم النافعة عند أهل العقول السليمة هي معرفة الله تعالى و معرفة حكمته في أفعاله ..‘‘، و لذلك دخلت النفس البشريةالعالم الجسماني لتكتسب العلم النافع و العمل الصالح .و يضيف أن معرفة الله لا تُدرك بحاسة من الحواس و إنما تُدرك بالعقل .
ينتقد الأمير في هذا الكتاب العادات المتعلقة بالسحر و الطلسمات و الخرافات سواء عند القدماء أو عند المُعاصرين ، و يرى في هذا الصدد أن العلوم العقلية غير كافية ، لأن العقل البشري محدود و لهذا فهو يفتقرالى العلوم الشرعية ، و يُشبه العلوم العقلية بالأغذية ، و العلوم الشرعية بالأدوية : ‘‘ ان سعادة الإنسان تكمن في الجمع بين هذين النوعين من العلوم و ذلك لأن الشرع لا يخالف العقل ‘‘ هذه العبارات بالذات نجدها في كتاب ‘‘ فصل المقال ‘‘ لإبن رشد .
وبعد ذلك يتعرض الأمير للنبوة و إثباتها ، و بطيعة الحال انه يرى تفوق العلوم الشرعية على العلوم العقلية فتؤكدها و يبدو أن الأمير يرد هُنا على الذين شككوا في النبوة و رسالة الأنبياء .
ذهب الأمير في نفس الموضوع الى إمكانية إقامة الحوار بين المسلمين و النصارى فقال : ‘‘ لو أصغى الي المسلمون و النصارى لا أوقفتُ الخلاف بينهما، و لكن لا يصغون الى ما سبق في علم الله ، إنه لا يجمعهم على رأي واحد و لايرفع الخلاف بينهم الاّ المسيح عند نزوله ‘‘و تطرق الأمير الى مناقشة الإلحاد و الملحدين و حلّل أدلتهم و رأى في النهاية أن اليقين خير من الشك و الدين يقين .‘‘ فيستحسن إختيار اليقين و يلتقي في ذلك بموقف الغزالي و باسكال المسيحي الفرنسي في كتابه الخواطر ‘‘.
و في البالب الأخير من الكتاب توقف الأمير عندأهمية الكتابة و دورها في بناء الحضارات البارزة سواء في الشرق أو الغرب و ركز بصفة خاصة الى الكتابة العربية .


******************* :
المراجع المُعتمدة :
-1- الكتور ممدوح حقي - دار اليقضة العربية بيروت -1966.
-2-. الدكتور أبو عمران الشيخ - قضايا في الثقافة و التاريخ -

اللؤلؤة مريم
2012-07-06, 16:02
http://img.over-blog.com/380x253/4/02/40/64/istockphoto_5506386-merci-beaucoup-sur-verte.jpg

الجليس الصلح
2012-07-07, 10:28
شكرا على ما قدمت بارك الله فيك

اكوزيوم
2012-07-07, 15:50
شكرا على ما قدمت بارك الله فيك



أسعدني مرورك سيد الفضاء

Noureddine Djelfaoui
2012-07-09, 13:36
موضوع قيم و يستاهل التقييم

اكوزيوم
2012-07-11, 19:38
موضوع قيم و يستاهل التقييم



جزاكم الله خيرا...ألف شكر

isyami
2012-07-11, 23:19
السلام عليكم.
شكرا على الموضوع و الطرح الجيد.
هل يمكن إيجاد هذا الكتاب ؟ اي كما الفه الأمير رحمه الله.

moonlight7915
2012-07-15, 13:05
جزاكم الله خيرا...ألف شكر

اكوزيوم
2012-07-16, 21:14
السلام عليكم.
شكرا على الموضوع و الطرح الجيد.
هل يمكن إيجاد هذا الكتاب ؟ اي كما الفه الأمير رحمه الله

.




و عليكم السلام .
أختي الكريمة ...ما قدمتُهُ للقارئ الكريم يدخل ضمن الواجب ، أما بالنسبة للمرجع الأول أعتقد أنه من النادر ايجاد هذا الكتاب
بإستثناء المكتبات التي تشتري الكتب القديمة من القُراء و تُعيد بيعها من جديد.
أما بالنسبة للمرجع الثاني فهو موجود في الأسواق لأنه طُبع مؤخرا.
أشكر أختي الكريمة على هذا الإهتمام الذي شرح صدري و جعلني أصدق فعلا أن الكتاب لا يزال خير جليس للأنام.

اكوزيوم
2012-07-16, 21:16
جزاكم الله خيرا...ألف شكر


سعيدة أنا بمرورك أخي أبو أيمن .