مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ ابراهيم الرحيلي ..وتفنيد شُبَه غلاة التجريح والتبديع
لزهر الصادق
2012-07-06, 07:08
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
انصح الاخوة بالاستماع لهذا الشرح الماتع - لرسالة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله -
المعروف باداب المعلم و المتعلم للدكتور ابراهيم الرحيلي حفظه الله
و قد تكلم الشيخ على الفتنة و البغي الحاصل اليوم من غلاة التجريح تجاه اخوانهم و فند شبههم و اساليبهم و قواعدهم الباطلة التي يخالفون بها منهج السلف الحق
و يشير الشيخ ان هذا الكلام اليوم تلميحا لا تصريحا و قد يكون في المرة القادمة تصريحا و انه يداري في الكلام و لا يريد البوح بكل شيء و ما يدور في الكواليس
و هذه السلسلة هي نصيحة للغلاة الذين هم السبب في تراجع الدعوة
http://www.al-rehaili.net/rehaili/in...ry&category=78 (http://www.al-rehaili.net/rehaili/index.php?page=lecture&action=category&category=78)
لزهر الصادق
2012-07-07, 07:54
لطالما حَذَّرْنَا مِنْ هذه الفِتْنة! وتَهاجُر المسلمين بل تَهاجُر أهلِ السُنَّة وقُلنا هذا أَمْرٌ خطير! فهذا شيخُ الإسلام المُنْصِف الذي أَنْصَفَ الخُصومَ، والذي عُرِفَ بالعلم والإنصاف يقول أن هذا الفِعْل الذي يَفْعَلُهُ بَعْضُ النّاس ويَمْتَثِلُه بعضُ الناس.. يقولُ: مِنْ فِعْل القَساوِسةِ والرُّهْبان و(الحَزَّابين) مع اليهود وأئمةِ الضَّلاَل! فَهَلْ نَنْتَهِي ونَنْزَجِر ونُصَدِّق أَنَّ هذه فِتْنَة؟! وإلا نُلْحِق شَيْخَ الإسلام بقائمة المميعين؟!! ... هذا كلامُ شيخِ الإسلام.
هذه الفِتْنة - واللهِ - حَذَّرْنا مِنْها مِنْ أَكْثَر مِنْ عِشْرين سنة - ونَحْنُ لا نَتَكَلَّمُ عَنْ هَجْرِ أَهْلِ السُنَّة لأَهْلِ البِدَع! ينبغي أنْ يُفْهَمَ الكلامُ، وإِنَّما نَتَكَلَّم عنْ تَهاجُرِ أهلِ السُنَّة فِيما بَيْنَهم، وعَنْ مَنْ يَدْعُو الليلَ والنَّهار إلى تَهاجُرِ أهلِ السُنَّة!- قُلْنا هذا هَوى، وهذه بِدْعة، وهذا ضَلال! ولَمْ نُبَدِّع عليه! ولَمْ نَهْجُر عليه! ولَمْ نَعْقِد البراء عليه! وإِنَّما حَذَّرْنَا تَحْذِيرا عظيما، ولَمْ نَقُل فِيه ما قال شيخُ الإسلام! فقيل: هذا تَمْييع وتَضْييعٌ، وتضييع للسُنَّة وتضييع للهَجْر!!
والهَجْرُ مازلنا نقول أنه مَنْهجٌ شَرْعِي، يُنزل على منازلِه، ويُهْجَر المخالفُ بحسب الضَّوابطِ الشرْعِية، لكن هجر أهل السنةِ، وتهاجُر أهل السنة، والفِتنة التي كُلُّكُم يعلمُ كم وَصَلَ بأهل السنة من فتنة وتهاجر وتقاطع، ويَدْعو إليها مَنْ يَدْعو إليها إلى الآن، ويُوصَف بأنَّه إمامٌ في السُنَّة ويُوصَفُ مَنْ خالَفَهُ بأنه مُعادٍ للسُنَّة! ما بَقِي بَعْدَ ذلك إلا التَّجَرُّد لِدِين اللهِ - عز وجل -، إمَّا أنْ يُنْصَرَ الدِّين أو أن يُنْصر الناسُ! هذه - والله - نصيحة - والله لا نريد منها إلا ما عند الله عز وجل، لا نريد ثناءا ولا نريد موالاة عليها - ولكنْ نَقول لِكُل إنْسان أنْ يُراقِبِ الله في نفسه، وأن يَدْعو إلى السُنة، وأن يَرْفَع هذه الفتنة عن أهل السنة بحسب ما استطاع، يدعو إلى السنة، ويدعو طلاب العلم من أهل السنة والجماعة إلى أن يتناصحوا فيما بينهم، ويُحَذِّرهم مِن الهجرِ والقطيعة التي يُدْعى إليها بغير مُبَرِّر شرعي! وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية يَصِفُ هذه الفتنة بأنها مِنْ فعل القساوسة! والله لو قُلْنا هذا لرُبَّما كُفِّرنا!! ولكن هذا شيخ الإسلام يَصِفُ لك هذا المنهج وهذا الطريق المنحرِف وهذا الفعل الآن الذي يُسْلَكُ مع أهل السنة، بأنه مِنْ فعل القساوسة ومن فعل (الحزابين) من اليهود -ويبدو أنهم طائفة كان يعقدون الولاء والبراء على الباطل، ويُحَزِّبون الناس- ومِنْ فِعْل دعاة الضلال، وليس من منهج السلف، بل منهج السلف بريء من ذلك! لأنَّ منهجَ السلف يقومُ -كما ذَكرتُ ذلك- على الولاء لله -عز وجل- وفي دين الله، وعلى الحُبِّ في الله والبغض في الله، لا يَنْظُر الرجل لمن وافقه وخالفه، ولهذا -والله- كم ونحن مازلنا نَتَحَفَّظُ على كثير مِنَ الكلام! ولكنْ إذا وصلت الفتنةُ إلى حَدِّها، سَنَذْكُرُ كثيرا وكثيرا مما نُدارِي أنْ لا نَذْكُرَهُ الآن!!
كَم سُومِتُ، واتُّصِل بي في التحذير من هذه الفتنة، وقيل لي: (إن فلانا وفلانا) يثني عليك! و(فلان وفلان) يُوَجِّه الطلاب إلى دراسةِ كُتُبِك! و(فلان وفلان) يقول فيك (كذا وكذا) من الغُلو الذي -والله- لا أعتقدُه في نفسي، يريدون منه ماذا؟! يريدون الثناء عن الصد عن هذا المنهج المنحرف!! فلَمَّا لم نَقبلْ هذه الطريقة، جاؤوا بطريقة الترهيب! وأننا سنُنَفر الطلاب وسنُحَذِّر الطلاب من الدروس، وسنفعل ونفعل! وهذا كما تسمعونه وترونه في كل يوم! ووالله لو انصرفتم -كُلُّكُم- وما بقي واحد في الدرس، فلست متعبدا بأن أُدَرِّس، وإنما أنا مُتعبد بالنُّصح للمسلمين، إنْ قَبِلُوا هذا قَبِلُوه، وإن تَرَكُوه فلأنفسِهِم.
وهذا الذي ينبغي أن يكونَ عليه طُلابُ العلم، ليست العِبرةُ بكثرة الأتباع، واللهِ لو لَمْ يحضر إلا اثنان أو ثلاثة، فالخيرُ فيهم إنْ صَدَقوا مع الله -عز وجل-، وأمّا الناسُ فلا نبالي بهم.
كان المسجد يمتلئ على دروس السُنة -من هذا الدرس ومن غيره-، فأصبح الآن لا يحضر إلا القليل، هذه الدروس: ترون أنها دعوة للبدع؟! دعوة للجهمية والمعتزلة والرافضة؟!، دعوة للشِّرك؟! أم دعوة للسُنَّة؟
يُحَذَّرُ منها الليل والنهار! لماذا؟! لأهواء وأغراض خاصة.
نحن نَقول هذا، ليس هذا مِنْ باب التشَكِّي، ولكن من باب وصفِ الواقع الذي أفضت إليه الأُمَّة، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حيي عن بينة، والحذر مِن أن يُلْصَق بمنهج السلف هذه الأخطاء الشنيعة وهذا الانحراف الخطير، ويقال: الخلاف بين أهل السنة والجماعة! لا -والله-، هذا الخلافُ مِنَ الخلاف الذي هو من جنس خلاف القساوسة والرهبان للمسلمين، وإن قام ببعض المسلمين! وينبغي أن يُفْهمَ الكلام .
أنا لا أُكَفِّر، ولا أَنْسِب لهؤلاء، لكن نقول: هذا الفعلُ ليس هو من جِنْسِ فِعْلِ السلف، وإنَّما هو مِنْ فِعل القساوسة والرهبان -كما يصفه شيخ الاسلام ابن تيمية وهو المُنْصِفُ المُتَجَرِّد للحق-.
نسأل الله التوفيق للجميع...
هذا والله أعلم..
وصلى الله وسلّم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
من الشريط الثالث لشرح آداب المعلم والمتعلم للشيخ إبراهيم الرحيلي -حفظه الله-.
منـــــــــــقول
الجليس الصلح
2012-07-07, 15:56
شكرا على ما قدمت بارك الله فيك
لزهر الصادق
2012-07-08, 12:10
الحمد لله وحده،والصَّلاة و السَّلام على من لا نبيَّ بعده.
أمَّا بعد؛
1 ـ مشكِلة الشَّيخ ربِيع ـ سدَّدهُ الله ـ في هذه القضايا المنهجيَّة العِلميَّة كـــ"الموازنة" ،و"نُصَحِّح ولا نَجرَح"،و"جَرح الثِّقة الَّذي يُسَمِّيه خَطَئًا : خَبَرَ الثِّقة"،و"حَمل المجمل على المفصَّلِ"،و"الجَرح المفَسَّر" الكُلِّيات الَّتي يَقِفُ عندها بجُمُود، فَيَغفل عن الاستثناءات الَّتي مِن خلالها نَفهم مقاصد الأئمَّة .
فَمثلًا عندما يُبدِّع بعضَ أهل العِلم بحُجَّة أنَّهم لا يَقبَلون الجَرحَ المفَسَّر،وهو يَقصد جَرْحَهُ لبعض النَّاس يَذكر قَولَ العلماء : " الجَرحُ المُفَسَّرُ مُقَدَّمٌ على التَّعديل"، و"لا يُقبَلُ الجَرحُ إلاَّ مُفسَّرًا"،فيظنّ أنَّه إِن جَرَحَ أحدَهم بِجَرح مفسَّرٍ فيَلزم على غَيرِهِ مِن أَهل السُّنَّة أَن يَقْبَلُوه(؟!)،فإن لم يقبلوه بدَّعهم (؟!)
يقول الشّيخ ربيع في (أسئلة وأجوبة مهمة في علوم الحديث (الحلقة الأولى)) :
((
السؤال : هل يكفي نقل كلام الأئمة في الجرح المفسر ؟
الجواب : كيف لا يكفي ؟! إذا نقل الأئمة الجرح المفسر لا نقبل !ولو إمام واحد نقل الجرح المفسر يكفينا ,وتقدم لكم أنه لو جرح واحد بجارح معتبر وجاء من يعارضه ويزكي هذا المجروح أنه يسقط ويسقط كلامه .))
فلم يَفْهَم ـ فضيلته ـ كلام الأئمَّة ومقاصِدَهم،أُوَضِّحُ:
1 ـ قد علمنا أنَّ الجَرح المفسَّر هو الجَرح الَّذي بُيِّنَ سَبَبُهُ.
2 ـ وعندما قال العلماء :" الجَرْحُ المُفَسَّرُ مُقَدَّمٌ عَلى التَّعْدِيلِ"،و"لا يُقْبَلُ الجَرْحُ إِلاَّ مُفَسَّرًا" ــ في حال التَّعارُّض مع التَّعديل ــ فإنَّ اشتراطَهم "التَّفسير" هو شَرط تَمْهِيدِيٌّ مُوجِبٌ لِلْنَّظَرِ فقط يتضمَّن شرطين بديهيين مُوجِبَين لِلقَبُولِ، أَذكُرُهم بَعدَ قلِيل.
3 ـ فالمعتبَر لِلنَّظر أن يكون الجَرح مُفَسَّرًا، و المعتبَر لِقُبُولِهِ أن يكون مُفَسَّرًا ِبجارِح حقِيقِيٍّ مُعتَبَر عند العلماء، وهو ما يُسَمِّيه ابنُ دَقِيقٍ العيد "بَأَمْرٍ مَجْزُوْمٍ بِهِ"،فإذًا المعتَبَر في الجَرح ليس التَّفسير المجرَّد المطلَق، ولكنَّ التَّفسير المقنع.
4 ـ وقد علمنا أنَّ المعتَبَر هو ما يَنبَنِي عليه أَثَرُهُ الشَّرْعِيُّ ، لا ما يَقتَنِعُ به صَاحِبُهُ، سواء كان الشَّيخ ربيع أو البُخَارِيُّ ،إذ الاقتِنَاعُ يَخْتَلِفُ مِن شخص لِآخَر.
فالجَرح المفَسَّر قَد يكون معتَبَرًا، وقد لا يكون،بِحَسب علم الشَّخص و اجتِهادِهِ فإنَّ التَّقديرات في الأسباب و الأحكامتختلِف بحسبِها،و المعتَبَر في الحُكم هو ظُهور العلَّة،و العلَّة مِنها مُؤَثِّرَةٌ، ومنها غيرُ مُؤَثِّرَةٍ،و المعتَبَر في العِلَّة تَأثِيرُها لا تَسمِّيتنا لَها بالعلَّة.
5 ـ ومثل هذا المعتَبَر يُسمَّى "اعتِبَاريا"،و الأمر الاعتباريُّ هو ما لا وجُود له إلاَّ في عقل المعتَبِر مادام معتَبَرًا ،فهو الماهيَّة بشرط العراء،وَلا تحقُّق له في نفس الأمر،بخلاف المعتبر شرعًا لأنَّه ليس بنسبِي.
6 ـ فالمعتَبر في الجَرح ليس مراعاة كونه مُفَسَّرًا، أَي اعتبار المعنَى اللُّغويِّ للَّفظ المُجرَّح به، ولكن كون هذا التَّفسير معتَبَرًا شَرعًا مُقنِعًا للعلماء، فإذًا الجَرح المفسَّر منه المعتَبَر، ومنه المُلغَى.
7 ـ فإذا قلنا: الكتابة و القراءة لا تكون إلاَّ مِن الحيِّ، لم يستلزم ذلك أنَّ كلَّ حَيٍّ يكون كاتبًا وقارئًا، فكذلك إذا اشترطنا في الجَرح المعارض بالتَّعديل أن يكون مفسَّرا لتقديمه فهذا لا يستلزم بداهة أن كلَّ جَرح مفسَّر يكون مُعتَبَرًا مقبولاً.
8 ـ فهنا فَرق جوهريٌّ بين أن نقول: يجب أن يكون الجَرح مُفَسَّرًا، وبين أَن نقول: إذا كان الجَرح مُفَسَّرًا يجب قبوله،فالأوَّل شرطٌ مُوجبٌ لِلنَّظر ،و الثَّانِي: شرطٌ موجبٌ للقبول بدون النَّظر ،وهذا عَيْنُ التَّقليد: أن تَقبَل الجرح بدون أَن تنظر فيه ،فهذا المقام: قبول القول بالتَّسليم التَّامِّ دون النَّظر و البحث هو مقام خَاصٌّ بالنُّبوَّة.
ومِن هذا تعرف أنَّ الشيخ ربيعا قد رفع نفسه وكلامه ــ مِن حيث لم يشعر ـــ إلى مقام لا يليق به، وأنَّ تأصيلاته هذه توقِع الشباب في التَّقليد المذموم، وتؤسِّس لديهم قناعةً بصواب كلامه يشبه العصمة.
فهذا مثل قولهم: " لا يُقبل الجَرح إلاَّ باللُّغة العربيَّة" لا يعني أنَّ شرط قَبُول الجَرح أَن يكون بالعربِيَّة،فقد نكتُب بالعربيَّة حقًّا، وقد نكتُب بها باطلاً، وسُكِتَ عن شرط النَّظر فيه لأنَّه بدهيٌّ ـ سبحان الله ـ إلاَّ عند الشَّيخ رَبِيع (؟!)
مثال آخر: إِذَا قِيْلَ لَكَ فِي إِدَارَةٍ مَا : "لَنْ يُنْظَرَ فِي مِلَفِّكَ حَتَّى تَدْفَعَ الرُّسُوْمَ " فهذا لا يعني أَنَّك إن دفعت الرُّسوم قُبِلَ مِلفُّك،بل ذاك شرطٌ تمهيديٌّ ، وليس شرطًا أَصليًّا،أي:الرُّسوم للِإيداع و النَّظر فيه، وليس لِلقَبُول.
وما الفرق بين تفسير أهل السُّنَّة، و بين تفسير الباطنيَّة، و الكلُّ يُسمَّى تفسيرًا(؟!)
هُوَ أَنَّ مِنَ التَّفْسِيْرِ مَا هُوَ مُعْتَبَرٌ، وَمِنْهُ مَا هُوَ بَاطِلٌ، وَقَدْ نَقْبَلُ تَفْسِيْرَ بَعْضِ التَّابِعِيْنَ، وَنَرْفُضُ تَفْسِيْرَ بَعْضِهِم الآخَرِ لِعَدَمِ مُوَافَقَتِهِ الأَدِلَّةِ مَعَ أَنَّهُم كُلَّهُم فُضَلاءٌ عُلَمَاءٌ، فَكَذِلِكُم فِي الجَرْحِ المُفَسَّرِ.
9 ـ لمَّا كان التَّعديل لا يحتاج إلى بيان السَّبب،أي: لا يحتاج إلى شيء معيَّن بخلاف الجَرح، قالوا: "لا يقبل الجَرح إلاَّ مفسَّرًا ، فهنا سببان:
أ ـ سبب الجَرح ينضبط، فيحتاج إلى تعيين.
ب ـ قد يظنُّ ما ليس بجارح جارحا،وحال الإنسان يُعلَم بالاستفاضة.
والخلاصة:
يُقبل الجَرح عند تَعارضه مع التَّعديل بثلاثة شروط:
أ ـ أن يكون مفسَّرًا (هذا شرط موجب لِلنَّظر).
ب ـ أن يكون مفسَّرًا بِجارح حقيقيٍّ مُعتَبَر عند أهل العِلم، فلا يُقبل مثل : " رأيتُه يَركب برذونا يجري به في السُّوق"،" سمعتُ في بيته صوت طنبور".(شرط موجب لِلقَبُول).
ج ـ ألاَّ يُعارِضه مُوَثِّقٌ بزيادة عِلْم تُبطل الجَرح أو تضعِفُه ، مثلا: قال ابنُ أَبِي خَيْثَمَةَ : قلتُ لِمُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيِّ: إنَّ ابنَ مَعِين يقول في ابنِ كَاسِب :حديثُه لا يجوز لأَنَّه محدود (؟)
قال: بئس ما قال،إنَّما حَدَّهُ الطَّالِبيُّون في التَّحَامُل وليس حُدُود الطَّالِبيِّين عندنا بِشيء لِجُورِهم،واِبن كَاسِب ثِقَةٌ مَأمُونٌ صاحِب حديث.
فمع أنَّ هذا الجَرح اِسْتَوفى شرطَين : (التَّفسير، و التَّفسير بِجَارح مُعتَبَر) لَم يُقبَل،لأَنَّهُ عَارَضَهُ تَوثِيقٌ يَنفِي الجَرح، وساق دليلَ نَفْيِهِ،ولهذا ذكر العلماءُ في باب التَّرجيح في الجرح و التَّعديل أن يكون الجرح صادرا مبيَّنا مِن عارف بأسبابِه.
فعندما يجرح الشَّيخ ربيع ـ بصًّره الله بالصواب ـ فضيلة الشَّيخ الحلبي بأنَّه (يدافع وثني على مَن يقول بوحدة الأديان)،لا يُقبل جرحه لأنَّه غير مبيَّن السَّبب، ولا الشَّيخ ربيع ممَّن يميِّز تمييزا علميًّا صحيحا بين وحدة الأديان وحوار الأديان ،كما تمَّ إثباته بعشرات المقالات.
وعندما يقول الشيخ ربيع : ((لو جرح واحد بجارح معتبر وجاء من يعارضه ويزكي هذا المجروح أنه يسقط ويسقط كلامه))
نقول له: فضيلة الشَّيخ قد ضربَ لك الشَّيخ الحلبي مثالا صريحا بعكرمة ،وضربنا لك أمثلة كثيرة ،كما لا يخفى عنك أن أكثر السَّلف و الأئمَّة الَّذين جُرحوا إنَّما جرحوا جرحا مفسَّرا ،فرُمي الحسن البصري، وابن أبي ذئب بالقدر،وجرح مالك محمَّد بن إسحاق بالكذب و الدجل ،بل منهم مَن رُمي بسرقة الحديث كابن بطة ـ رحمه الله ـ ورمي الخطيب بشرب الخمر،ورمي آخر بفتنة المردان و الأمثلة على ذلك كثيرة جدا.
كما نقول للشَّيخ : قد عارض تجريحاتك كثرة مِن أهل العلم خاصَّة في المملكة ولم تسقطهم (؟!)
أرزيو/ الجزائر، في12 شعبان1433ه
مختار الأخضر طيباوي
لزهر الصادق
2012-07-18, 08:04
سؤال وجواب نشرتهما جريدة المدينة السعودية قبل أعوام :
سؤال : العاملون في مجال الدعوة السلفية في هذه الايام يعيشون في اختلاف وشقاق في سائر انحاء العالم فمنهم من غلا في فهم هذه الدعوة المباركة فصار همه تتبع الزلات والعثرات للعاملين في مجال الدعوة والسلفية فوقعوا في التبديع والتفسيق ثم التكفير ومنهم من تساهل فوقع في مخالفات كثيرة فنرجو منكم توضيح السبيل الاقوم لجمع كلمة العاملين في هذه الدعوة المباركة وكذلك توضيح معنى الوسطية في هذه الدعوة.
الجواب (الشيخ صالح الفوزان):
" السلفية والحمد لله ليست دعوة تفرق واختلاف وانما دعوة ائتلاف واجتماع وتناصح
وما يحصل من بعض المنتسبين اليها ليس حجة عليها وانما هو من تصرفهم هم
فعلى من يريد ان ينتسب الى السلف بحق لا بنفاق بل بحق عليه ان يدرس ما هي السلفية
وما هو منهج السلف
وما هي سيرة السلف في دعوتهم وفي جهادهم وفي مواقفهم
لا بد ان يدرس منهجهم لاجل ان يسلك سبيلهم ويترسم خطاهم
أما ان ينتمي اليها وهو جاهل ولا يعرف منهجها ولا يعرف حقيقتها فهذا يحصل منه العجائب كما حصل ممن ينتسبون الى الدعوة السلفية من سوء تصرف
ما ذلك الا كما اسلفنا أما لجهل واما لهوى وكلاهما مذموم الجهل والهوى كلاهما مذموم."
لزهر الصادق
2012-07-22, 01:04
هل أصاب الشَّيخ ربيع في مقاله الأخير (حكم امتحان أهل الأهواء)(؟)
الحمد لله وحده، و الصَّلاة و السَّلام على من لا نبيَّ بعده.
أمَّا بعد؛يجد النَّاظر في مقال فضيلة الشَّيخ ربيع الأخير : " ما حكم الإسلام في امتحان أهل الأهواء و غيرهم" أنَّه قد بذل جهدا لتقرير هذا الأصل كأنَّما يخالف في ذلك بعضُ أهل السُّنَّة في هذا العصر(؟!)
فدائما ما يكون الإشكال مع الشَّيخ ربيع مِن هذا الجنس: يُعارض النِّزاع في الفرعيَّات بالكلِّيَّات الَّتي لا ينازعه فيها أحد (؟!)
فالامتحان وإن كان أصلا شرعيَّا جاءت به الشَّريعة، ودلَّ عليه القرآن و السُّنَّة فإنَّ موضوعه مختلف عن تصوُّر الشَّيخ ربيع له،فلا يجب، ولا يجوز أن نخلط بين أنواعه، ومقاصد كلِّ نوع منها.
فكون الله سبحانه و تعالى يمتحن عبادَه ليميِّز بين المؤمنين و المنافقين ،و الطَّيِّب والخبيث. وكون الإنسان يُمتحن على دينه إذا تعلَّق الأمر بعتق، أو كفارة، أو شهادة أمام القاضي، فهذا لا ينازع فيه مسلم يعرف دينه.
فليس الإشكال في أنواع الامتحانات الَّتي ذكرها الشَّيخ ربيع كأنَّما مَن ينازعه في ملابسات هذه القضيَّة وتنزيلاتها لا يعلم ما جاء في امتحان النِّساء، و الولاة، و الأصحاب، و الشُّركاء و الشُّهود(؟!)
وعندما يذكر الشَّيخ ربيع ما جاء في كتاب الله مِن آيات تُخبر عن امتحان الله لعبادِه كقوله تعالى: {الم - أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ - وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ - أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [العنكبوت: 1 - 4] .
فهناك فارق بين امتحان الله لعباده، و هو العليم ببواطنهم، وحقيقة أحوالهم، وبين ما نقله الشَّيخ ربيع عن بعض أئمَّة السُّنَّة مِن اعتبار قرينة الحبِّ و البغض لبعض المشاهير مِن الأئمَّة علامةً على سُنِّيَّة الشَّخص أو بدعيَّته.
ذلك أنَّ هذه العلامة " الحبّ و البغض" ليست على إطلاقها كما ستراه في تعليقي على بعض أمثلته ،فيجب فهم مقاصد الأئمَّة مِن مثل هذه الكلمات حتَّى نحفظ الأصل ،ولا نهدر الاستثناء .
وقد علمنا أنَّ الامتحان و الاختبار المذكور في القرآن هو الفتنة ،كما قال موسى عليه السَّلام : {إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ} [الأعراف: 155] .
أي: امتحانُك و اختبارك تضلُّ به مَن خالف الرُّسل،وتهدي به مَن اتَّبعهم،ولم نؤمر بفتنة النَّاس في دينهم بالعبارات الموهمة، و الأصول الَّتي ما أنزل الله بها مِن سلطان ،ككثير مِن القواعد الخاصَّة بالشَّيخ ربيع ،و الَّتي يمتحن بها أهل العلم ممَّن يستضعفهم.
وعليه، فأكثر ما جاء في هذا المقال تكرار لأنواع الامتحان الَّتي وردت بها الشَّريعة، وهذا لا نزاع فيه ،و لا يوجد مِن المخالفين للشَّيخ ربيع ـ مِن أهل السُّنَّة ـ مَن قال :إن مبدأ الامتحان بدعة(!)
وإنَّما يردُّون أصل الشَّيخ ربيع الَّذي عجز في مقاله هذا عن التَّدليل عليه، وهو امتحان كلِّ شخص بكلِّ شخص يخطِّئه، فهذا لا أصل له عند أهل السُّنَّة ،ولم يورد له دليلا واحدا.
لزهر الصادق
2012-07-22, 01:06
فالنِّزاع مع الشِّيخ ربيع في هذا الأصل في حيثيتين أو مقدِّمتين:
الأولى: مَن يعتبرهم مِن أهل الأهواء لا نُسلِّم له أنَّهم كذلك، ولم يسلِّم له كبار شيوخ السَّلفيَّة الأموات منهم و الأحياء بذلك، فإن اعتبر ـ مثلا ـ الشَّيخ عليًّا مِن أهل الأهواء ثمَّ بنى على هذا الاعتبار امتحان النَّاس به كان مخطئا مِن الأصل،من جهة أنَّه خسر بوضوح النِّقاش العلميَّ حول القضايا المختلف فيها،فكلُّ شبهاتهم تمَّ الرَّدُّ عليها بأدلَّة لحدِّ الآن لم يجيبوا عنها.
كما أنَّ جميع الأمثلة الَّتي قد يجدها عند السَّلف ـ خاصَّة ـ في كتاب (شرح السُّنَّة) للبربهاريِّ، تتناول رؤوس البدعة مِن الجهميَّة و فروعها، وما يوازيها، أو يقترب منها مِن بدع غليظة .
الثاني: ليس كلُّ مَن كان مِن أهل الأهواء بحقٍّ وليس باجتهاد الشَّيخ ربيع يُمتحن به ،بل لا يمتحن إلاَّ بالرُّؤوس،ومَن يجد الامتحان بغير الرُّؤوس فليتحفنا بذلك.
وهناك قضيَّة ثالثة غفل عنها فضيلة الشَّيخ ربيع، وهو أنَّه يُصيِّر الرَّجل مِن أهل الأهواء بأمور و قواعد ليست من قواعد وأصول أهل الأهواء ثمَّ يمتحن به النَّاس، مثل: "الجرح المفسَّر" ،و "الموازنة" ،و"حكم الثِّقة"،و"حمل المجمل على المفصَّل" ،وغيرها .
ومعلوم أنَّ تبديع أهل العلم بهذه الأصول لا أصل له في الشَّريعة،وهو مِن المحدثات الصَّريحة،قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في (الفتاوى الكبرى) (6/346): (( وَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَمْتَحِنَ النَّاسَ بِلَفْظٍ مُجْمَلٍ ابْتَدَعَهُ هُوَ مِنْ غَيْرِ بَيَانٍ لِمَعْنَاهُ.))
فإن كانت هذه المسائل ممَّا خاض فيه أهل السُّنَّةــ أي: تكلَّموا في الجرح المفسَّر،و حمل المجمل ــ، ولم يبدِّع واحد منهم بها، لا يكون التَّبديع بها إلاَّ محدثا.
وكما قال ابن تيميَّة ـ رحمه الله ـ : ((والنَّاسُ الْمَشْهُورُونَ قَدْ يَقُولُ أَحَدُهُمْ مِنْ الْمَسَائِل وَالدَّلَائِلِ مَا هُوَ حَقٌّ أَوْ فِيهِ شُبْهَةُ حَقٍّ. فَإِذَا أَخَذَ الْجُهَّالُ ذَلِكَ فَغَيَّرُوهُ صَارَ فِيهِ مِنْ الضَّلَالِ مَا هُوَ مِنْ أَعْظَمِ الْإِفْكِ وَالْمِحَالِ. )).
لزهر الصادق
2012-07-22, 01:07
فما يقوله الشَّيخ ربيع في بعض القضايا المتنازع فيها فيه حقٌّ، ولكنَّه يزيد فيه ما ليس بحقِّ كما في مسألة الامتحان ، و الموازنة، و حمل المجمل على المفصَّل،ونصحِّح ولا نجرح.
ففي هذه المسألة "الامتحان بأهل الأهواء" جعل العلامة " الحبّ و البغض" مِن الامتحان،وهي ليست كذلك ،بل هي قرينة ،و الحبُّ و البغض قد تكون له أسباب غير دينيَّة، أو يكون لشبهة ، فهو أمر مشترك ،و القرينة في الأمر المشترك لا يمكن الجزم بها ،فقد يحبُّ النَّاس المبتدع ظنًّا منهم أنَّه سنِّيٌّ، وقد يُبغضون السُّنِّيَّ ظنًّا منهم أنَّه مبتدع، بسبب الشُّبهات ،و حملات التَّشهير و التَّشويه ، فكثير مِن النَّاس يُبغضون شيخ الإسلام ابن تيميَّة ومحمَّد عبد الوهاب ليس لأنَّهم مبتدعة ،بل لأنَّهم لم يتلقَّوا إلاَّ هذا البغض، ومقالات الذَّمِّ و الكذب على الشَّيخين ،حتَّى اضطرَّ أمثال ابن أبي العزِّ، و السُّيوطيِّ، و المعلِّميِّ إلى النقل عنه دون العزوِ إليه .
ولهذا مثّل أئمَّة السُّنَّة بالمشاهير، وقيَّدوا بأهل البلد، فقالوا : إذا رأيت العراقيَّ، البصريَّ، الشاميَّ.... الخ ،كما سأبيِّنه في موضعه،ذلك أنَّ الحبَّ و البغض يتبع العلم ،فلا تكليف بدون علم.
أمَّا الامتحان الحقيقيُّ الصَّحيح فيكون بالمقالات ، كما في حديث الجارية الَّذي يستشهد به الشَّيخ ربيع، لم يمتحنها بحبِّ سيِّدها أو بغضه، و لهذا صنَّف أبو الفرج المقدسيُّ كتابه ( فيما يمتحن به السُّنِيُّ مِن البدعيِّ) .
وكذلك كان الإمام أحمد يمتحن بالمقالة، و ليس بالحبِّ و البغض ،كما في "محنة خلق القرآن".
وهذا الفهم الخاطئ لمسألة الامتحان تجده بكل سلبياته عند أتباع الشَّيخ ربيع حتَّى صاروا يمتحنون النَّاس بالتَّسمِّي بالسَّلفيَّة، ويزكون أنفسهم وغيرهم بالتَّسمِّي بها، فانتقل الامتحان مِن الامتحان بالمقالات إلى الامتحان بحبِّ الشَّيخ ربيع و الامتحان بالتَّسمَّي بالسَّلفيَّة.
قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في (مجموع الفتاوى) (3/416): (( بَلْ الْأَسْمَاءُ الَّتِي قَدْ يَسُوغُ التَّسَمِّي بِهَا مِثْلُ انْتِسَابِ النَّاسِ إلَى إمَامٍ كَالْحَنَفِيِّ وَالْمَالِكِيِّ وَالشَّافِعِيِّ وَالْحَنْبَلِيِّ أَوْ إلَى شَيْخٍ كَالْقَادِرِيِّ والعدوي وَنَحْوِهِمْ أَوْ مِثْلُ الِانْتِسَابِ إلَى الْقَبَائِلِ: كَالْقَيْسِيِّ وَالْيَمَانِيِّ وَإِلَى الْأَمْصَارِ كَالشَّامِيِّ وَالْعِرَاقِيِّ وَالْمِصْرِيِّ. فَلَا يَجُوزُ لِأَحَدِ أَنْ يَمْتَحِنَ النَّاسَ بِهَا وَلَا يُوَالِيَ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ وَلَا يُعَادِيَ عَلَيْهَا بَلْ أَكْرَمُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاهُمْ مِنْ أَيِّ طَائِفَةٍ كَانَ)).
ومِن هنا فإن مَن ينازع الشَّيخ ربيعا ينازعه في كون مَن يُمتحن بهم ليسوا مِن أهل الأهواء، و إن كان بعضهم منهم، فليسوا مِن رؤوسهم المتبوعين .
لزهر الصادق
2012-07-22, 01:08
كما أنَّ هناك أصلا أخر لم ينتبه إليه الشَّيخ ربيع، وهو سبب خطئه في هذه المسائل، وهو أنَّ الرَّجل قد يخرج مِن السُّنَّة في قول واحد، أو مسألة واحدة، ولا يخرجه ذلك مِن السُّنَّة ،لأنَّه لا يخرج الرَّجل مِن السُّنَّة إلاَّ بالخروج عن أصولها : الكتاب و السُّنَّة و الإجماع.
فكثير مِن السَّلف ومِن أئمَّة السُّنَّة وقعوا في أخطاء و بدع في أصول الدِّين، ولم يخرجهم ذلك مِن السُّنَّة ،فهذا لم ينتبه إليه الشَّيخ ربيع،أقصد لم ينتبه إلى الخروج الكلِّيِّ والخروج الجزئيِّ مِن السُّنَّة، وإلى السُّنِّيِّ التامِّ و السُّنِّيِّ النَّاقص، وتفاوت النَّاس في ذلك.
جاء في (السُّنَّة للخلال)(2/372): (( أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، أَنَّهُ قَالَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: مَنْ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَسَكَتَ، وَلَمْ يَقُلْ عُثْمَانَ يَكُونُ تَامًّا فِي السُّنَّةِ؟ فَأَقْبَلَ يَتَعَجَّبُ، وَقَالَ: «يَكُونُ تَامًّا فِي السُّنَّةِ. يَعْنِي لَا يَكُونُ تَامًّا فِي السُّنَّةِ)).
فانظر رحمك الله مِن سوء فهم كلام أهل العلم إلى دقَّة أئمَّة السُّنَّة ،و تحرِّيهم، وخوفهم الشَّديد مِن الجرأة على إخراج النَّاس مِن السُّنَّة لتأويل سائغ أو محتمل ،حتَّى قال الإمام أحمد في (السُّنَّة للخلال) (2/428): (( فَمَا تَقُولُ فِيمَنْ لَمْ يُثْبِتْ خِلَافَةَ عَلِيٍّ؟ قَالَ: بِئْسَ الْقَوْلُ هَذَا. زَادَ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ بَكْرٍ عَنْ أَبِيهِ: قُلْتُ: يَكُونُ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ؟ قَالَ: «مَا أَجْتَرِئُ أَنْ أُخْرِجَهُ مِنَ السُّنَّةِ، تَأَوَّلَ فَأَخْطَأَ»)).
رحم الله الإمام أحمد بعامِّ وخاصِّ رحمته، وجزاه عن المسلمين خيرا،لا يجرؤ على إخراج الرَّجل من السُّنَّة ،ولم يثبت خلافة إمام الهدى عليٍّ ـ رضي الله عنه ـ وصرنا نخرج الرَّجل مِن السُّنَّة لأنَّه لا يوافق الشَّيخ ربيعا في بعض اجتهادِه ،ولا حول، ولا قوَّة إلاَّ بالله.
فمَن لا يعتبر أمير المؤمنين عليًّا بن أبي طالب الخليفة الرَّابع لا يخرج مِن السُّنَّة ،ومَن لا يقول: الشَّيخ ربيع لا يخطئ في الجرح و التَّعديل مبتدع (؟!)
هذا الفرق بين ما يؤصِّل له الإمام أحمد اتِّباعا لشريعة الرَّحمن وهدي المصطفى، وما يؤصِّل له الشَّيخ ربيع: الخوف مِن إخراج النَّاس مِن السُّنَّة لخطأ صحيح متحقِّق، وبين جرأة الشَّيخ ربيع على إخراج النَّاس منها لخطأ غير متحقِّق ،ولا صريح؛ حتَّى قال الإمام أحمد كما جاء في(السُّنَّة للخلال) (2/373): (( قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَنْ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ هُوَ عِنْدَكَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ؟ قَالَ: لَا تُوقِفْنِي هَكَذَا، كَيْفَ نَصْنَعُ بِأَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَحَدَّثَنِي عَنْهُ أَبُو السَّرِيِّ عَبْدُوسُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قَالَ: «إِخْرَاجُ النَّاسِ مِنَ السُّنَّةِ شَدِيدٌ»)).
فقوله: " لا توقفني هكذا" أي لا تجعلني بين جوابين في قضيَّة منتشرة غير منحصرة ،تحتمل أكثر مِن جواب، بخلاف صنيع الشَّيخ ربيع ـ غفر الله لنا وله ـ في امتحانه بالنَّاس ،حيث يجعلك بين السُّنَّة و البدعة،السُّنَّة إن وافقته، و البدعة إن خالفته.
وقد يكون الموقف الحقُّ أنَّي لست معه في المسألة ،ولا مع مخالفه، أو أنا معه في كونه بدعة ولست معه في كونه يخرج مِن السُّنَّة،أو أنا معه في الكلِّيَّة ،ولست معه في الجزئيَّة ، أو أنا معه في التَّأصيل و التَّقعيد،و لست معه في التَّنزيل، وهكذا.
وهذا مثال ـ على الخروج الجزئي مِن السُّنَّة ،قال ابن تيميَّة في (الفتاوى الكبرى)(2/44) عندما سئِل عن المؤذِّن يستدير و يلتفت عندما يقول : الصَّلاة خيرٌ من النَّوم" :
فَأَجَابَ: (( لَيْسَ هَذَا سُنَّةً عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ، بَلْ السُّنَّةُ أَنْ يَقُولَهَا وَهُوَ مُسْتَقْبِلٌ الْقِبْلَةَ، كَغَيْرِهَا مِنْ كَلِمَاتِ الْأَذَانِ..... فَمَنْ قَالَ: «الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنْ النَّوْمِ» كِلَاهُمَا إلَى الْمَشْرِقِ أَوْ الْمَغْرِبِ، فَهُوَ مُبْتَدِعٌ خَارِجٌ عَنْ السُّنَّةِ فِي الْأَذَانِ، بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ.))
قلتُ: انظروا إلى الدِّقَّة و العدل ،يقول عنه : " هو مبتدع خارج عن السُّنَّة في الأذان" لم يقل:هذا مبتدع خارج عن السُّنَّة، ويسكت .
لزهر الصادق
2012-07-22, 01:09
قال فضيلة الشَّيخ ربيع:
(( فقد كثر الكلام حول امتحان الأشخاص من أهل الأهواء وغيرهم فرأيت أنه من اللازم بيان حكم الإسلام فيه استناداً على القرآن والسنة ومواقف وأقوال أئمة الإسلام والسنة في هذا الأمر ليكون المسلم على بصيرة وبينة من الأمر.
أما من القرآن :
فقال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ)
قلتُ:
1 ـ في حدِّ علمي لا أعلم سلفيًّا أنكر هذه الآية، و ما تضمنته مِن أحكام،ولا أعلم أنَّ النِّزاع بين الشَّيخ ربيع ،و الشَّيخ الحلبي حول امتحان المهاجرات (؟!)
2 ـ ونفس الشَّيء نقوله عن كلِّ نقوله الَّتي نقلها، فهي خارج موضوع النِّزاع.
قال الشَّيخ ربيع : (( وأما السنة فامتحان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للجارية، قال لها: "أَيْنَ الله؟ قالت: في السَّمَاءِ، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول اللَّهِ، فقال لسيدها معاوية بن الحكم السلمي: أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-:
" فإذا أراد الإنسان أن يصاحب المؤمن، أو أراد المؤمن أن يصاحب أحدا وقد ذكر عنه الفجور وقيل إنه تاب منه، أو كان ذلك مقولا عنه سواء كان ذلك القول صدقا أو كذبا: فإنه يمتحنه بما يظهر به بره أو فجوره وصدقه أو كذبه، وكذلك إذا أراد أن يولي أحدا ولاية امتحنه؛ كما أمر عمر بن عبد العزيز غلامه أن يمتحن ابن أبي موسى لما أعجبه سمته، فقال له: قد علمت مكاني عند أمير المؤمنين فكم تعطيني إذا أشرت عليه بولايتك؟ فبذل له مالا عظيما، فعلم عمر أنه ليس ممن يصلح للولاية، وكذلك في المعاملات، وكذلك الصبيان والمماليك الذين عرفوا أو قيل عنهم الفجور وأراد الرجل أن يشتريه بأنه يمتحنه، فإن المخنث كالبغي، وتوبته كتوبتها. ومعرفة أحوال الناس تارة تكون بشهادات الناس، وتارة تكون بالجرح والتعديل، وتارة تكون بالاختبار والامتحان".))
قلتُ: لقد فات الشَّيخ ربيعا في هذا الكلام الجيِّد المنقول عن شيخ الإسلام أهمُّ ما فيه ،وهو الجملة الأخيرة : (ومعرفة أحوال النَّاس تارة تكون بشهادات النَّاس، وتارة تكون بالجرح والتَّعديل، وتارة تكون بالاختبار والامتحان) فبخلاف الشَّيخ ربيع يُبيِّن ابن تيميَّة ـ رحمه الله ـ أنَّ أحوال النَّاس لا تعرف بالامتحان فقط، ذلك أنَّ أكثر النَّاس تعرف أحوالهم بالاستفاضة الَّتي يحصل بها ما يحصل بالتَّواتر.
ومِن هنا كانت معرفة أحوال النَّاس بشهادات النَّاس هي الأبرز و الأكثر ثمَّ بالجرح و التَّعديل كما هو الحال مع الرُّواة و الشُّهود، و أخيرا بالاختبار و الامتحان.
بينما الشَّيخ ربيع بخلاف واقع حال المسلمين و المشهور عن العلماء حصر معرفة أحوال النَّاس بالاختبار و الامتحان فقط، وهذا مخالف لما عليه على الأقلِّ ابن تيميَّة الَّذي استشهد بكلامه.
ومعلوم أنَّ الحاجة إلى البيان هو موضع ضرورة ،فحبُّ الشَّخص و بغضه قد يكون لشبهة كما هو الحال عند العوامِّ وصغار طلبة العلم، وقد يكون جزئيًّا بحيث يبغض الرَّجل في مسألة معيَّنة ككونه انتقد شيخه أو ذمَّه.
لزهر الصادق
2012-07-22, 01:10
وقد يبغضه ويحبّ مَن هو أعلى مرتبة وأجل في السُّنَّة،كمَن ـ مثلا ـ قد يبغض الشَّيخ ربيعا لتناوله مَن يحبّ مِن أهل السُّنَّة بالجرح و التَّبديع، ويحبّ ابن باز، و الألباني ،فلا يمكن أن نجعل مجرَّد الحبّ و البغض لبعض العلماء علامة على سنِّيَّة الرَّجل أو بدعيَّته لأجل هذا الاحتمال، فهذه القرينة قد تعارضها أمور في الواقع فتكون المصلحة في بيان الحال، لا الوقوف عند مجرَّد قرينة الحبّ و البغض.
فإن كنَّا نعتقد أنَّ الله يمتحن عباده في الدَّنيا بالبلاء و المصائب، ومنهم مَن يُمتحن في قبره ومنهم كالمجانين و الأطفال مَن يمتحن يوم القيامة، فلسنا كالأشاعرة نقول: إنَّ جميع الشَّريعة مِن قسم الامتحان، وأنَّ الأفعال ليست لها صفة، لا قبل الشَّرع، ولا بالشَّرع.
لزهر الصادق
2012-07-22, 01:11
ولسنا كالشَّيخ ربيع نقول: يمتحن كلُّ أهل الأهواء حتَّى مقلِّدتهم و أتباعهم مِن العوامِّ. ولسنا نقول: مَن يخطئ مِن أهل السُّنَّة فهو مِن أهل الأهواء، و بالتَّالي يجب الامتحان به فهذه أصول الشَّيخ ربيع لا رائحة لها، لا في القرآن ،ولا في السُّنَّة ،ولا في منهج أهل السُّنَّة.
قال الشَّيخ ربيع : ((فهذه الامتحانات تسوغ في حق من لم يخاصم أهل الحق ولم يوالِ أهل الباطل، فكيف بأهل الباطل وبمن يخاصم أهل الحق ويوالي أهل الباطل؟
وأما السلف الصالح العاملون بالكتاب والسنة فقد جعلوا الامتحان من مقاييسهم يميزون به بين أهل السنة وأهل البدع والأهواء، وبين الثقات من الرواة وبين الكذابين والمغفلين والضعفاء، فمن الأئمة الذين نقل عنهم الامتحان:
الإمام مُحَمَّد بن سِيرِين، قال- رحمه الله-:
" إِنَّ هذا الْعِلْمَ دِينٌ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ"([3]).
وقال -رحمه الله-: "لم يَكُونُوا يَسْأَلُونَ عن الإسناد فلما وَقَعَتْ الْفِتْنَةُ قالوا سَمُّوا لنا رِجَالَكُمْ فَيُنْظَرُ إلى أَهْلِ السُّنَّةِ فَيُؤْخَذُ حَدِيثُهُمْ وَيُنْظَرُ إلى أَهْلِ الْبِدَعِ فلا يُؤْخَذُ حَدِيثُهُمْ"([4]).
وإن كان أهل الحديث رووا عن أهل البدع بشروط، منها الصدق والحفظ والأمانة، إلا أن قضية الامتحان لا تزال عندهم قائمة، وما ميزوا بين أهل السنة وأهل البدع إلا بالدراسة لأحوال الرجال وامتحانهم بطرقهم المعروفة عند أهل العلم.))
قلتُ: مذهب ابن سيرين ـ رحمه الله ـ صحيح ،ولكن الشَّيخ ربيعا ناقضه بذكر صنيع أهل الحديث بالرِّواية عن أهل البدع.
وأمَّا الشُّروط الَّتي ذكرها :" الصدق و الحفظ و الأمانة" فهي كذلك مطلوبة مِن رواة السُّنَّة وشرط الصَّحيح :،العدالة و الضَّبط سواء كان الرَّاوي سنِّيًّا أو كان مبتدعا.
ممَّا يعني أنَّ الأصل العامَّ الَّذي ذكره ابن سيرين له استثناءات ذكرها غيره مِن الأئمَّة كأحمد ومالك و الشَّافعيِّ.
وهنا مسألة ربَّما توضِّح لفضيلة الشَّيخ حقيقة منهج أهل السُّنَّة، وأنَّه كما يكون الخروج من السُّنَّة جزئيًّا كما بيَّنته تكون الاستفادة مِن المبتدعة جزئيَّة،وهو ما نقله البربهاريُّ في (السُّنَّة)(116) عن عبد الله بن المبارك،من أنَّه قال : (( لا تأخذوا عن أهل الكوفة في الرَّفض [شيئا] ، ولا عن أهل الشَّام في السَّيف [شيئا]، ولا عن أهل البصرة في القدر [شيئا] ، ولا عن أهل خراسان في الإرجاء [شيئا] ، ولا عن أهل مكَّة في الصَّرف، ولا عن أهل المدينة في الغناء، لا تأخذوا عنهم في هذه الأشياء شيئا.)).
فكلُّ ما ذكره ابن المبارك هو مِن البدع،ومع ذلك استثنى في الأخذ عنهم هذه البدع فقط،فخصَّ التَّحذير من كلِّ طائفة بمقالة ولم يعمِّم(؟!)
لزهر الصادق
2012-07-22, 01:12
قال الشَّيخ ربيع : (( الإمام أحمد بن عبد الله بن يونس (ت 227هـ ) -رحمه الله- قال: ( امتحن أهل الموصل بمعافى بن عمران فإن أحبوه فهم أهل السنة وإن أبغضوه فهم أهل بدعة كما يمتحن أهل الكوفة بيحيى (.
قلتُ: وكيف نفعل مع من يبغض مثلا الشَّيخ ربيعا لسبب من الأسباب، ويحبّ الألباني، وابن باز، و العثيمين، و العباد، و الفوزان....الخ ، وقد يتعصَّب لهم ،هل هو مبتدع (؟!)
قال الشَّيخ ربيع : (( ـ قال الإمام نعيم بن حماد (ت228هـ) – رحمه الله -: ( إذا رأيت العراقي يتكلم في أحمد بن حنبل فاتهمه في دينه وإذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق بن راهويه فاتهمه في دينه وإذا رأيت البصري يتكلم في وهب بن جرير فاتهمه في دينه)
قلتُ: فكيف نفعل إن تكلَّم في أحمد المصريُّ،وفي ابن راهوية المغربيُّ،وفي وهب بن جرير اليمنيُّ(؟!).
ألا يدلُّ هذا التَّخصيص بالبلدان على العلَّة(؟)
فلو قال قائل ـ فرضا ـ : أنا أبغض الشَّيخ ربيعا لأنَّه قال في الألباني كذا ، وقال في ابن باز كذا، وقال في ابن تيميَّة كذا ،ولكنِّي أوافقه في كلِّ ما يقوله أهل السُّنَّة ممَّا يقول به ،و أخالفه فيما لم يقله أهل السُّنَّة، أو فيما هو مختلف فيه عندهم ، فما مصيره (؟)
هل نعتبر بغضه للشَّيخ ربيع ونهدر حبَّه لأهل السُّنَّة (؟!)
وقد تكلَّم بعض أهل الحديث من البصرة في الإمام أحمد بسبب مسألة التَّربيع ،ولم يتَّهمهم أحد على دينهم وسنِّيَّتهم،لأنَّهم تكلَّموا للعلم وليس للعدوان، وبغضا لعقيدته و سنِّيَّته.
وعندما يقول أحدهم : (( وإذا رأيت الرجل يحب الحجاج بن المنهال، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن نصر، فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله إذا ذكرهم بخير، وقال بقولهم.))
نقول: ذكر هنا قيدين:
1 ـ أن يذكرهم بخير ،ولا أعلم أنَّ الشَّيخ الحلبي يذكر أحدا مِن أهل السُّنَّة بِشرٍّ، سواء كان مِن المعاصرين أو المتقدِّمين ،ولو قُدر أنَّه طعن في أحد طعن فيه ،فهذا ردٌّ بالمثل ، وهو حقٌّ بشرط أن يكون الطَّعن بحقٍّ.
2 ـ أن يقول بقولهم ،وهنا يجب أن نسأل عن أي قول يتحدَّث (؟) هل يلزمه أن يوافقهم في اختياراتهم أو أخطائهم ، فيقول مثلا بقول أحمد في رواية الجندي أو أصحاب الرَّأي،أو يقول بقوله في جواز الإقسام بالنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ،أم قصد قوله الَّذي هو قول أهل السُّنَّة برمَّتهم، أو غالبيتهم .
وما حكم مَن يخالف الإمام أحمد في أحكامه على بعض الرِّجال ـ كما سبق وبيَّنته ـ ويخالفه في هجر علي بن المديني ويحي بن معين (؟!)
لزهر الصادق
2012-07-22, 01:13
قال الشَّيخ ربيع : ((ـ وقال جعفر بن أبي عثمان الطيالسي: سمعت يحيى بن معين (ت233هـ) – رحمه الله – يقول: (إذا رأيت الرجل يتكلم في حماد بن سلمة وعكرمة مولى ابن عباس فاتهمه على الإسلام((.
قلتُ: قد تكلَّم ابن عمر و سعيد بن المسيِّب في عكرمة، وكذلك تكلَّم فيه مالك ، ومنهم من رماه برأي الصُّفريَّة، فهل خرجوا مِن السُّنَّة، وصاروا مِن أهل الأهواء (؟!)
أم يجب أن نفهم الكلام فنفرِّق بين مَن يتكلَّم فيه لسنِّيَّته وموافقته أهل السُّنَّة وذوده عن الكتاب و السُّنَّة، وبين مَن يتكلَّم فيه لرأي أو ضبط أو خطأ في العلم ، هذا هو العدل و الصَّواب ، وهو حقيقة مذهب أهل السُّنَّة .
وعليه، فمن تكلَّم في الشَّيخ ربيع ـ مثلا ـ أو غيره ـ مبيِّنا خطئا علميًّا فلا شيء عليه، وهذا هو الحقُّ، وخلافه هو الباطل الصَّريح.
قلتُ: مثل هذه النُّقول سبق وبيَّنت حقيقة مقاصدها، وكيف نفهمها في المقال المثبت (تصحيح أخطاء بازمول) فلا أكرِّر ما سبق وبيَّنته .
لكن دعونا نسأل الشَّيخ ربيعا السُّؤال التَّالي:
ما قول الشَّيخ ربيع في كلِّ مَن أحبَّ هؤلاء الَّذين ذكرهم ،فأحبَّ الصَّحابة جميعهم ،و الحسن البصريَّ ،و ابن سيرين ،و سعيد بن المسيِّب،والسختيانيَّ ، و مالكا، و سفيان، والشَّافعيَّ، والأوزاعيَّ، و اللَّيث، واحمد، و البخاريَّ، و الفزاريَّ ،أباحاتم، وأبا زرعة، والحسن بن بشار، و البربهاريَّ، و الصابونيَّ، و الإسماعيليَّ، ، وعبد الله بن عون، ويونس بن عبيد، وسليمان التَّيميَّ، وشريكا، وأبا الأحوص، والفضيل بن عياض ،وسفيان بن عيينة ، وابن المبارك ،و وكيعا ، ويحيى بن سعيد، وعبد الرَّحمن بن مهدي، ويحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهويه، وأحبَّ كلَّ أهل السُّنَّة المتقدِّم و المتأخِّر منهم إلاَّ الشَّيخ ربيعا فهل يكون مبتدعا(؟!)
مع العلم أنَّ القضيَّة مع الشَّيخ ربيع ليست قضيَّة حبٍّ وبغض، بل قضيَّة دليل صحيح ودليل ضعيف، بمعنى هو يخالفه (؟!)
وفي حدود علمي لم أجد الشَّيخ الحلبي يبغض واحدا ممَّن ذكرهم الشَّيخ ربيع ،بل لا يذكرهم إلاَّ بخير، ولا يأخذ إلاَّ عنهم (؟!)
وإذا جعلنا محبَّة يحي بن معين لمنزلته في الجرح و التَّعديل، و دفاعه عن السُّنَّة مِن علامة السُّنِّي، وبغضه مِن علامة المبتدع، فكيف نعمل مع أخطائه مثل جرحه للشَّافعيِّ، هل نسكت عنها أم نبيِّنها (؟!)
وهل كلّ مَن خالف ابن معين في مسائل الجرح و التَّعديل فهو مبغض لأهل السُّنَّة ،فما بال الكتب مملوءة بعشرات المخالفات لأحكامه وحتَّى مِن تلامذته (؟!)
لزهر الصادق
2012-07-22, 01:14
و السُّؤال الَّذي يلزمنا حينئذ هو :
هل مخالفة إمام من أئمَّة السُّنَّة بغض له و للسُّنَّة (؟!)
وتكلَّم يحي بن معين في أبي بدر فدعا عليه، قال أحمد:"فأراه استجيب له"، و المراد بذلك و الله أعلم :عدم التَّثبُّت و الغيبة بغير حقٍّ،فكيف نصنع (؟!)
وهب أنَّ بعضا ممَّن جرحهم الشَّيخ ربيع بغير حقٍّ يدعون عليه في السِّرِّ و العلن،هل يكونون بذلك مبتدعة (؟!)
وعندما يذكر الشَّيخ ربيع الإمام مالكا ـ رحمه الله ـ وكيف يمتحن بحبِّه يجب أن نفهم المسألة جيِّدًا وإلاَّ وقعنا في التَّناقض الشَّديد، قال الخطيب: " ذكر بعضهم: أنَّ مالكا عابه جماعة من أهل العلم في زمانه بإطلاق لسانه في قوم معروفين بالصَّلاح والدِّيانة والثِّقة والأمانة".
قال الذَّهبيُّ: كلا، ما عابهم إلاَّ وهم عنده بخلاف ذلك، وهو مثاب على ذلك، وإن أخطأ اجتهاده، رحمة الله عليه.(سير أعلام النُّبلاء)(7/38)
قلتُ: فهل خرج مالك بذلك عن السُّنَّة أم خرج منها المعترضون على بعض كلامه (؟!)
فاعتبار الحبِّ و البغض علامةً على سنِّيَّة الرَّجل أو بدعيَّته بإطلاق خطأ فادح ،فلو كان ذلك صحيحا لما صحَّت قاعدة " مدح المحبِّ وقدح السَّاخط " وكيف تصحُّ وهذا مدح سببه الحبُّ لا الحقيقة ،وسخط سببه البغض لا الحقيقة (؟!)
ولما صحَّت كذلك قاعدة" جرح الأقران لا يعتدُّ به ".
ومَن له خبرة بكتب الجرح و التَّعديل يجد فيها البغض و الشَّحناء بين العلماء واضحين حتَّى قال الذَّهبيُّ في (سير أعلام النُّبلاء)( 1/102) : "لسنا ندَّعي في أئمَّة الجرح والتَّعديل العصمة مِن الغلط النَّادر، ولا مِن الكلام بنفس حادٍّ فيمن بينهم وبينه شحناء و إحنة ، وقد علم أنَّ كثيرا مِن كلام الأقران بعضهم في بعض مهدر لا عبرة به.))
ولنذكر لفضيلة الشَّيخ كيف تكون الشَّحناء بين أهل العلم، وليس ذلك دليلا على بدعة ولا على سنَّة إنَّما هو أمر يصيب بني آدم ،و السَّعيد مَن وقاه الله الشَّحناء و البغضاء ،ورزقه سلامة الصَّدر، وجعل نفسه عنده أحقر مِن أن يبغض لأجلها مسلم بغير وجه حقٍّ.
فهذا أبو الزِّناد روى في حقّه اللَّيث بن سعدٍ عن ربيعة بن أبي عبد الرَّحمن أنَّه قال: "ليس بثقة ولا رضيٍّ"
فقال الذَّهبيُّ: انعقد الإجماع على أنَّ أبا الزِّناد ثقة رضيٌّ.قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قُلْتُ لِلثَّوْرِيِّ: جَالَستَ أَبَا الزِّنَادِ(? )قَالَ: مَا رَأَيْتُ بِالمَدِيْنَةِ أَمِيْراً غَيْرَه.
بلغت الشَّحناء بينه وبين ربيعة الرَّأي حتَّى قال إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ الحِزَامِيُّ: "هُوَ كَانَ سَبَبَ جَلدِ رَبِيْعَةَ الرَّأْيِ, ثُمَّ وَلِيَ بَعْدَ ذَلِكَ المَدِيْنَةَ فُلاَنٌ التَّيْمِيُّ, فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي الزِّنَادِ, فَطَيَّنَ عَلَيْهِ بَيْتاً, فَشَفَعَ فِيْهِ رَبِيْعَةُ.
وَلَمَّا رَأَى رَبِيْعَةُ أَنَّ أَبَا الزِّنَادِ يَهلِكُ بِسَبَبِه, مَا وَسِعَه السُّكُوْتُ, فَأَخْرَجُوا أَبَا الزِّنَادِ, وَقَدْ عَايَنَ المَوْتَ وَذَبُلَ, وَمَالَتْ عُنُقُه نَسْأَلُ الله السلامة.
قال الذَّهبيُّ : "تَؤُولُ الشَّحنَاءُ بَيْنَ القُرَنَاءِ إِلَى أَعْظَمَ مِنْ هَذَا".(سير أعلام النُّبلاء)(6/163).
لقد حاد الشَّيخ ربيع عن جادة المنهج السَّلفيِّ فحوَّل القضيَّة مِن خلاف علميٍّ، المعتبر فيه التَّرجيح بين الأدلَّة إلى قضيَّة حبٍّ و بغض، كأنَّما يوجد في السَّلفيِّين مَن يبغض أئمَّة السُّنَّة القدماء و المعاصرين ، فردَّ القضيَّة إلى حكم العاطفة ،ولم يميِّز بين حبٍّ شرعيٍّ سببه الصَّلاح و موافقة السُّنَّة، وبين حبٍّ تمليه العاطفة ،هو حبُّ الهوى، سببه التَّقليد و التَّعصُّب، بين بغض لشخص الرَّجل وبغض لدينه .
و الحقيقة تقال : إذا لم يدل الدَّليل ، ولا اجتمع شيوخ السَّلفيَّة على أحكام الشَّيخ ربيع فكيف نجعلها موضوعا لامتحان النَّاس بشخصه، بحبِّه أو تقليده (؟!)
قال الشَّيخ ربيع ـ حفظه الله ـ : (( فهذا منهج شائع وحق معروف ومنتشر بين أهل السنة وسيف مسلول على أهل البدع ومن علامات أهل البدع إنكاره وعيبهم أهل السنة وطعنهم به، فإذا سمعت رجلاً يعيب به أهل السنة فاعلم أنه من أهل الأهواء والبدع إلا أن يكون جاهلاً فعلمه وبين له أن هذا الامتحان لأهل الأهواء أمر مشروع دل عليه الكتاب والسنة وعمل به السلف، ولا يقلق منه ويُعيِّر به إلا أهل البدع؛ لأنه يفضحهم ويكشف ما ينطوون عليه من البدع.))
قلتُ:ليس العيب فيما ذكرتَ فضيلة الشَّيخ في هذا المقال، ولكنَّه في جعلك بعض أهل السُّنَّة مِن أهل الأهواء، ثمَّ امتحانك النَّاس بهم، فهذا هو العيب كلُّ العيب في منهجك.
ولعلَّ الشَّيخ ربيعا بسبب السِّنِّ وظروفه الصِّحِّيَّة لم يمتحن أحوال نفسه فيفرِّق بين عاطفته وعلمه،ولم يمتحن علمه في هذه القصيَّة بمزيد مراجعة لأقوال أهل السُّنَّة، ومقابلتها مع ما يعارضها، لفهمها على وجهها.
فإن كان الشَّيخ ربيع يردُّ علينا و يسألنا مسألة امتحان و اختبار، فإنَّنا نردُّ عليه و نسأله مسألة معرفة وبصيرة، لا غير.
وكما قال إلْكِيَا الْهِرَّاسِيّ: "وَهَفَوَاتُ الْكِبَارِ عَلَى أَقْدَارِهِمْ، وَمَنْ عُدَّ خَطَؤُهُ عَظُمَ قَدْرُهُ"،و الحمد لله على كلِّ حال، و الصَّلاة و السَّلام على رسوله.
أرزيو /الجزائر ، في 28 شعبان1433هـ
أبو هارون مختار الأخضر الطيباوي الجزائري.
الاخ رضا
2012-07-26, 23:40
كلمة الشيخ أبو سعيد بلعيد حفظه الله في حفل الاختتام الاسبوع الدعوي الصيفي الأوّل لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين-شعبة باب الوادي- (http://www.safeshare.tv/w/NzJrwUZLKq)
كلمة الشيخ الدكتور يزيد حمزاوي في حفل الاختتام (http://www.safeshare.tv/w/COygzcSWAJ)
كلمة الشيخ محمد بن عامر في حفل الاختتام (http://www.safeshare.tv/w/xWhuetBNxo)
لزهر الصادق
2012-07-30, 14:29
لا يا أخي لزهر بل كان الاعفاء بطلب مني بارك الله فيك.
ثم أنا يا أخي لا أنقل العلم الا ممن عرفته و أعرفه من أهل السنة
و أهل التوحيد و الذين نفع الله بهم البلاد و العباد.
أحسن الله إليك أخي رضا
ذلك هو الظن بك وبمن تأخذ عنهم ، من أهل السنة والتوحيد الذين نفع الله بهم البلاد والعباد
ولكن ضغط الواقع قد يدفعك إلى أن تكون لك جرأة في ذكر ما لا ترتضي البوح به
إن الفتن التي تعصف بالدعوة السلفية
مرة من الكفار ومرة من المبتدعة على إختلاف أنواعهم وتعدد صنوفهم
والأدهى والأمر أن تُوتى من قِبل المنتسبين إليها
والحر تكفيه الإشارة
ومعذرة إن كنت أساءت الطلب أو السؤال
جرح أليم
2012-07-30, 15:20
من غلاة التجريح تجاه اخوانهم و فند شبههم و اساليبهم و قواعدهم الباطلة التي يخالفون بها منهج السلف الحق
http://www.al-rehaili.net/rehaili/in...ry&category=78 (http://www.al-rehaili.net/rehaili/index.php?page=lecture&action=category&category=78)
السؤال الآتي : ما هو رأي الشيخ في الشيخ ربيع المدخلي والشيخ مقبل الوادعي ؟
الشيخ الحلبي : مثلي لا يُسأل عنهما، هما يُسألان عني !
ثم سُئل بعده ما نصه : ما رأيكم فيمن يقول عن الشيخ ربيع أنه عنده غلو في مسألة الردود ؟
جواب الحلبي : هذا غير مقبول منه هذا القول وإن كُنت أريد أن أقول يُقبل منه هذا القول بالنسبة لغيره ممّن يُخالف الشيخ ربيعا، لأن الذين يُخالفون الشيخ ربيعا في العادة لا ينتقدون عليه أنه عنده غلو في الردود هذا انتقاد مقبول قد يكون له وجهة نظر وإن كانت باطلة ومردودة وغير مقبولة لمن له تلطفٌ في العبارة وانتقادٌ لا يرجع بالطعن على الشيخ ربيع ـ حفظه الله تعالى ـ ومع ذلك فإن الأمر كما قلتُ هذه تهمةٌ باطلة ومردودة بل إنني أقول كما قال شيخنا رحمه الله "والله لقد وفق الله لهذه الأمّة في هذا الزمن بالشيخ ربيع حتى يُبيِّن حقيقة ما عليه كثير من المنحرفين عن الحق، المخالفين لسنّة سيِّد الخلق صلى الله عليه وسلم؛ ولولا ما وفق الله إليه الشيخ ربيعا في مثل هذه الرّدود لكان كثير من الذين ردّ عليهم لا يزالون عند كثير من النّاس قادة وسادة ومفكرين وحركيين ومفسريين وكبراء ووو إلى آخر هذه الأمور.
الشيخ ربيع كما قال شيخنا فيه هو إمام في الجرح والتعديل في هذا العصر، وقال شيخنا ـ رحمه الله ـ فيه " لم أجد عليه غلطاً منهجيا فيما كتب"هذا ليس يعني بمعصوم هو ليس بمعصوم لا هو يقول عن نفسه بأنه معصوم ولسنا نحن نقول عنه أنه معصوم لكن عندما لا يكون من الإنسان غلط منهجي فإن هذا يدل على وضوحه وعلى ظهوره وعلى بيانه وعلى صلاحه وعلى استقامته أما أن يغلط في مسألة جزئية أو فرعية أو في تركيبة لغوية أو شيء من ذلك فهذا أمرٌ طبيعيّ لا ينجو أحد منه ممّن مسك قلما أو الّف كتابا)) [شريط سمعي مسجل بعنوان : (منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله ) تسجيلات مجالس الهدى ـ الجزائرـ ، الوجه : ب ]
جرح أليم
2012-07-30, 15:42
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد
فلا يزال أهل البدع والضلال في التشغيب وإثارة الفتن والتلبيس على عباد الله ومحاربة أهل السنة ومحاولة التشنيع عليهم بكل وسيلة ولو باطلة من بابة الغاية تبرر الوسيلة كما هو شأن وحال المغضوب عليهم من اليهود .
ولعل الناظر في حال أهل الفتن في هذا العصر ابتداء من أبيهم (المصري المأربي أبي الحسن) ووصولاً إلى رضيعهم (الحلبي علي حسن) يجد العجب العجاب من وقوعهم في الباطل وإصرارهم عليه بل ونصرتهم له وجلبهم بخليهم ورجلهم في محاربة أهل السنة السلفيين الصادقين .
والفضل لله أولاً وآخراً ثم لعلمائنا السلفيين – خاصة حامل لواء الجرح والتعديل في هذا العصر وبحق ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله تعالى - في الإعانة على هدم باطلهم ورد شبهاتهم وفتنهم في نحورهم حتى غصوا بها وطاشت عقولهم وسهامهم وأفلست حجتهم.
وقد كشفت فتنة الحلبي عن عدد من المفتونين والمتخاذلين والمتعالمين والمتفلسفين والجهال : ولعل من أظهر من اجتمعت فيه هذه الصفات المدعو مختار طيباوي الذي خدع وزين له سوء عمله فرآه حسناً .
فالمسكين كتب وسوَّد وضيع وقته في مقالات يرد بها على أهل السنة السلفيين دلت على جهله البالغ، وفلسفته المتهافته، وتعالمه الدنيء !
وآخر ما وقفت عليه مقاله الذي سوده تحت عنوان
(( هل أصاب الشَّيخ ربيع في مقاله الأخير (حكم امتحان أهل الأهواء(؟)
وهذا المقال بمفرده من أظهر الأدلة على وصف هذا الرجل بأنه متعالم جاهل متفلسف لما اشتمل عليه من تخبطات وانحرافات ومزالق لا تقع من صغار طلاب العلم فضلاً عن غيرهم !!
وسأذكر لك بعض المواضع الدالة على ما ذكرت من جهله وفلسفته في مقاله الأخير.
قال الفيلسوف المتعالم :
( أمَّا بعد؛يجد النَّاظر)
قلت :
لم يقرن جواب أما بالفاء !
وقد نصوا على وجوب اقتران جواب أما بعد بالفاء الزائدة إلا في ضرورة الشعر ونادر النثر ولا يقاس عليهما .
فالصحيح أن يقال : أما بعد فيجد ...
قال الفيلسوف المتعالم :
(أنَّه قد بذل جهداً لتقرير هذا الأصل كأنَّما يخالف في ذلك بعضُ أهل السُّنَّة في هذا العصر؟!(
قلت :
صدقت – وأنت كذوب – أهل السنة الخلص لا يخالفون في هذا الأصل ولا يشغبون عليه ويُعْمِلُونَه.
وأما أهل الأهواء والبدع والضلال من أمثال الحلبي وأشكالك فيشغبون عليه ويحاربونه.
واستشكالك هذا يدل على جهلك البالغ بأسلوب أهل العلم في تقرير المسائل وحشد الأدلة لبيان الأصل وما تفرع عليه .
ولكن صاحب الهوى أعمى القلب فلا يبصر الحق ولا يريد أن يبصره نسأل الله السلامة والعافية !
قال الفيلسوف المتعالم :
( فدائماً ما يكون الإشكال مع الشَّيخ ربيع مِن هذا الجنس: يُعارض النِّزاع في الفرعيَّات بالكلِّيَّات الَّتي لا ينازعه فيها أحد ؟!)
قلت :
هذا من كذباتك يا طيباوي فالخلاف بين السلفيين وعلى رأسهم حامل راية الجرح والتعديل مع أهل البدع من أمثالك وأمثال الحلبي والمأربي في جهتين :
الأولى : في الأصول والكليات فأنتم تلبسون عليها وتغيرون المفهوم السلفي الصحيح لها .
والثانية : في التطبيق العملي وتنزيل الكليات على الجزئيات الواضحات التي لا إشكال فيها .
وأذكر مثالاً للقارئ الحصيف حتى يدرك حقيقة بهذه المسألة التي يسفسط حولها هذا الفيلسوف الطيباوي المتعالم .
فالحلبي يقول : قال شيخ الإسلام: (امتحان المسلمين بالأشخاص:من البدع المخالفة لأهل السنة والجماعة)
أقول : بلا شك أن هذا كذب على شيخ الإسلام رحمه الله تعالى فلم يقله كما كنت بينته في تعليقي على مقال أخي يوسف المشاقبة الذي بعنوان (( الحلبي غير مقاله الأول وعدل فيه، حتى لا يُفضح عند أتباعه))
http://www.sahab.net...l=&fromsearch=1 (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=130835&hl=&fromsearch=1)
فهنا نلاحظ أن الحلبي يقرر قاعدة وهي أن امتحان المسلمين بالأشخاص من البدع المخالفة لأهل السنة والجماعة .
ثم جاء هو وأتباعه ليطبقوا هذا الأصل فيردون أمتحان الناس بموقفهم من الشيخ العلامة ربيع المدخلي ليستدل بذلك على سلفيته.
وبموقفهم من علي الحلبي المبتدع الضال ليستدل بذلك على انحرافه وضلاله.
وبهذا يظهر أن الطيباوي لبس ودلس وسفسط ليضل الناس عن الحق .
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
........
يتبع بإذن الله تعالى
أخوكم المحب
أحمد بن عمر بن سالم بازمول
الأحد 50: 7 ضحى
10 رمضان 1433هـ
لزهر الصادق
2012-07-30, 16:07
أخي اسامة الفرجيوي أحبك لأنك من أهل الغربة السلفيين
ولكن لا أحب لك الغلو الذي ورثته من أمثال شيخ الفجأة ومن جرى مجراه
وحتى تعرف المنهجية العلمية المتزنة في الرد على المخالف، وبين البرمجة الانتقامية للاسقاط
تأمل معي جيدا في كلام هذا البز....مول القليل الهزيل وما يحمله من روح انتقامية
بعيدة عن العلم بُعْدَ الشمس عن اللمس
إليك المشاركة التالية
لزهر الصادق
2012-07-30, 16:27
فلا يزال أهل البدع والضلال في التشغيب وإثارة الفتن والتلبيس على عباد الله ومحاربة أهل السنة ومحاولة التشنيع عليهم بكل وسيلة ولو باطلة من بابة الغاية تبرر الوسيلة كما هو شأن وحال المغضوب عليهم من اليهود .
ولعل الناظر في حال أهل الفتن في هذا العصر ابتداء من أبيهم (المصري المأربي أبي الحسن) ووصولاً إلى رضيعهم (الحلبي علي حسن) يجد العجب العجاب من وقوعهم في الباطل وإصرارهم عليه بل ونصرتهم له وجلبهم بخليهم ورجلهم في محاربة أهل السنة السلفيين الصادقين .
والفضل لله أولاً وآخراً ثم لعلمائنا السلفيين – خاصة حامل لواء الجرح والتعديل في هذا العصر وبحق ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله تعالى - في الإعانة على هدم باطلهم ورد شبهاتهم وفتنهم في نحورهم حتى غصوا بها وطاشت عقولهم وسهامهم وأفلست حجتهم.
وقد كشفت فتنة الحلبي عن عدد من المفتونين والمتخاذلين والمتعالمين والمتفلسفين والجهال : ولعل من أظهر من اجتمعت فيه هذه الصفات المدعو مختار طيباوي الذي خدع وزين له سوء عمله فرآه حسناً .
فالمسكين كتب وسوَّد وضيع وقته في مقالات يرد بها على أهل السنة السلفيين دلت على جهله البالغ، وفلسفته المتهافته، وتعالمه الدنيء !
وآخر ما وقفت عليه مقاله الذي سوده تحت عنوان
(( هل أصاب الشَّيخ ربيع في مقاله الأخير (حكم امتحان أهل الأهواء(؟)
وهذا المقال بمفرده من أظهر الأدلة على وصف هذا الرجل بأنه متعالم جاهل متفلسف لما اشتمل عليه من تخبطات وانحرافات ومزالق لا تقع من صغار طلاب العلم فضلاً عن غيرهم !!
وسأذكر لك بعض المواضع الدالة على ما ذكرت من جهله وفلسفته في مقاله الأخير.
قال الفيلسوف المتعالم :
( أمَّا بعد؛ يجد النَّاظر)
قلت :
لم يقرن جواب أما بالفاء !
وقد نصوا على وجوب اقتران جواب أما بعد بالفاء الزائدة إلا في ضرورة الشعر ونادر النثر ولا يقاس عليهما .
فالصحيح أن يقال : أما بعد فيجد ...
أخي اسامة الفرجيوي ما هذه المعارك الطاحنة من شيخ الفجأة المتزلف للشيخ ربيع
وددتُ لو أنه تكلم بعلم وحلم (إن كان له علم) خير له من هذه الهجمة الشرسة
العلم ثم العلم أخي أسامة أما الكلام الذي لونته بالاحمر فلا ينطلي إلا على مصاصي الدماء
فليكفرهم ويريح الناس من شراسة النفخ في الرماد التي ينتهجها
وحتى تعرف بأن الرجل يهرف بما لا يعرف إليك هذه الوقفة
قال الفيلسوف المتعالم : ( يعني مختار طيباوي)
( أمَّا بعد؛ يجد النَّاظر)
قلت : (يعني شيخ الفجأة البز مول)
لم يقرن جواب أما بالفاء !
وقد نصوا على وجوب اقتران جواب أما بعد بالفاء الزائدة إلا في ضرورة الشعر ونادر النثر ولا يقاس عليهما .
فالصحيح أن يقال : أما بعد فيجد ...
قد قال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي - أطال الله عمره على السنة - في مقال لفضيلته بعنوان: تحذير من انتشار دين الرّوافض في الجزائر وغيرها من بلدان المسلمين كما في موقعه على الشبكة:
(الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .
أما بعد : إنّ مّما يؤسف له أشدّ الأسف أن المذهب الرافضيّ المدمّر قد أفسح له المجال، بل المجالات لينتشر في ربوع البلاد العربية الإسلامية...) انتهى
http://www.rabee.net/show_book.aspx?pid=3&bid=290&gid (http://www.rabee.net/show_book.aspx?pid=3&bid=290&gid)=
فهل ينسحب كلام البازمول في صدر مقالته: (تخبطات وانحرافات ومزالق لا تقع من صغار طلاب العلم فضلاً عن غيرهم !!) على الشيخ ربيع بن هادي مع التنبيه على أن المأخذ والملحظ هو هو؟!
هذا وفي صحيح البخاري من حديث أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - :.. قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :أما بعد ما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله، ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط، قضاء الله أحق وشرط الله أوثق وإنما الولاء لمن أعتق.
لزهر الصادق
2012-07-30, 16:52
قال الفيلسوف المتعالم :
(أنَّه قد بذل جهداً لتقرير هذا الأصل كأنَّما يخالف في ذلك بعضُ أهل السُّنَّة في هذا العصر؟!(
قلت :
صدقت – وأنت كذوب – أهل السنة الخلص لا يخالفون في هذا الأصل ولا يشغبون عليه ويُعْمِلُونَه.
وأما أهل الأهواء والبدع والضلال من أمثال الحلبي وأشكالك فيشغبون عليه ويحاربونه.
واستشكالك هذا يدل على جهلك البالغ بأسلوب أهل العلم في تقرير المسائل وحشد الأدلة لبيان الأصل وما تفرع عليه .
ولكن صاحب الهوى أعمى القلب فلا يبصر الحق ولا يريد أن يبصره نسأل الله السلامة والعافية !
قال الفيلسوف المتعالم :
( فدائماً ما يكون الإشكال مع الشَّيخ ربيع مِن هذا الجنس: يُعارض النِّزاع في الفرعيَّات بالكلِّيَّات الَّتي لا ينازعه فيها أحد ؟!)
قلت :
هذا من كذباتك يا طيباوي فالخلاف بين السلفيين وعلى رأسهم حامل راية الجرح والتعديل مع أهل البدع من أمثالك وأمثال الحلبي والمأربي في جهتين :
الأولى : في الأصول والكليات فأنتم تلبسون عليها وتغيرون المفهوم السلفي الصحيح لها .
والثانية : في التطبيق العملي وتنزيل الكليات على الجزئيات الواضحات التي لا إشكال فيها .
أخي اسامة الفرجيوي بالله عليك هل هذا علم يُنتفع به أم هو مِشرحة للجزارين بسكاكين الغلاة
أين العقلاء ليقرأوا مقال الشيخ مختار طيباوي العلمي المتزن وبين هراء هذا النكرة المتزلف على حساب الحق
أنظر المشاركات السابقة رقم (06) وما بعدها
هل أصاب الشَّيخ ربيع في مقاله الأخير (حكم امتحان أهل الأهواء)(؟)
وقارن بين التحرر العلمي والتزلف المُخزي
لزهر الصادق
2012-07-30, 17:00
أخي اسامة الفرجيوي بالله عليك هل هذا علم يُنتفع به أم هو مِشرحة للجزارين بسكاكين الغلاة
أين العقلاء ليقرأوا مقال الشيخ مختار طيباوي العلمي المتزن وبين هراء هذا النكرة المتزلف على حساب الحق
أنظر المشاركات السابقة رقم (06) وما بعدها
هل أصاب الشَّيخ ربيع في مقاله الأخير (حكم امتحان أهل الأهواء)(؟)
وقارن بين التحرر العلمي والتزلف المُخزي
هذا اسلوب كل من بلي بهذا الداء العضال داء الغلو والتجريح
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
(إن الرد بمجرد الشتم والتهويل لا يعجز عنه أحد ، والإنسان لو أنه يناظر المشركين وأهل الكتاب : لكان عليه أن يذكر من الحجة ما يبين به الحق الذي معه والباطل الذي معهم ،
فقد قال الله عز وجل لنبيه صلي الله عليه وسلم : (ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)
وقال تعالي : (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)
الفتاوي ج4 ص (186-187)
لزهر الصادق
2012-07-30, 19:26
فالحلبي يقول : قال شيخ الإسلام: (امتحان المسلمين بالأشخاص: من البدع المخالفة لأهل السنة والجماعة)
أقول : بلا شك أن هذا كذب على شيخ الإسلام رحمه الله تعالى
قال الشيخ عبد المحسن العباد البدر حفظه الله
( وهذه نقول عن شيخ الإسلام ابن تيمية في أوَّلها التبديع في الامتحان بأشخاص للجفاء فيهم، وفي آخرها التبديع في الامتحان بأشخاص آخرين لإطرائهم،
قال -رحمه الله- في مجموع الفتاوى (3/413-414)في كلام له عن يزيد بن معاوية-:
(والصواب هو ما عليه الأئمَّة ، من أنَّه لا يُخَصُّ بمحبة ولا يلعن ، ومع هذا فإن كان فاسقاً أو ظالماً فالله يغفر للفاسق والظالم ، لا سيما إذا أتى بحسنات عظيمة، وقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنَّ النَّبيَّ (صلى الله عليه وسلم) قال: [أوَّل جيش يغزو القسطنطينيَّة مغفورٌ له]، وأول جيش غزاها كان أميرهم يزيد بن معاوية ، وكان معه أبو أيوب الأنصاري فالواجب الاقتصاد في ذلك، والإعراض عن ذكر يزيد بن معاوية وامتحان المسلمين به ؛ فإنَّ هذا من البدع المخالفة لأهل السنَّة والجماعة) .
شرحه على سنن أبي داود (ش\517) ورفقا أهل السنة
من هو الكذاب يا أسامة ؟
أليس هو شيخ الفجأة البز ــــــــــــــــــ مول
أصبر سيأتيك التأصيل العلمي السلفي لا كما أخطأ سبيله الشيخ ربيع
ولا كما يهذي به ذلك الطعان الجزار شيخ الفجأة
لزهر الصادق
2012-07-30, 19:34
بين منهجين : ضوابط الامتحان بالأقوال والأعيان .
الامتحان هو الاختبار , كما قال ابن فارس في مجمل اللغة (4\825) : "محن : المحن الاختبار , يقال : محنه وامتحنه" , وبنحوه في المعجم الوسيط (ص\856) : "مَحَنَ فلانا مَحنا : خَبره وجربه , ومُحِن فلان : وقع في محنة فهو ممحون , وامتحن فلانا : اختبره" .
ولقد كثر الكلام بين أوساط السلفيين في السنوات المتأخرة حول مسألة الامتحان بالأقوال والأعيان , وكان خلافهم –غالبا- في الأقوال والأعيان الذين يمتحن بهم , وبما يترتب على ثمرة هذا الامتحان من أقوال وأحكام , وبالتالي مواقف من التقريب والهجر ؛ فأحببت في هذه المقالة أن أسلط الضوء على المشروع والممنوع من الامتحانات التي يترتب عليها تبديع المخالف أو الحكم بسنيته , وإلا فمجالات الامتحان أوسع , كما قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (15\329-330) : "" فإذا أراد الإنسان أن يصاحب المؤمن، أو أراد المؤمن أن يصاحب أحدا وقد ذكر عنه الفجور وقيل إنه تاب منه، أو كان ذلك مقولا عنه سواء كان ذلك القول صدقا أو كذبا: فإنه يمتحنه بما يظهر به بره أو فجوره وصدقه أو كذبه .
وكذلك إذا أراد أن يولي أحدا ولاية امتحنه؛ كما أمر عمر بن عبد العزيز غلامه أن يمتحن ابن أبي موسى لما أعجبه سمته، فقال له: قد علمت مكاني عند أمير المؤمنين فكم تعطيني إذا أشرت عليه بولايتك؟ فبذل له مالا عظيما، فعلم عمر أنه ليس ممن يصلح للولاية .
وكذلك في المعاملات، وكذلك الصبيان والمماليك الذين عرفوا أو قيل عنهم الفجور وأراد الرجل أن يشتريه بأنه يمتحنه، فإن المخنث كالبغي، وتوبته كتوبتها.
ومعرفة أحوال الناس تارة تكون بشهادات الناس، وتارة تكون بالجرح والتعديل، وتارة تكون بالاختبار والامتحان" .
وكلامنا في باب مخصوص من أبواب الامتحان وهو الامتحان الذي يتميز به السني من البدعي ؛
فأقول وبالله التوفيق :
لزهر الصادق
2012-07-30, 19:36
أولا : أصل الامتحان مشروع بدلالة الكتاب والسنة .
أصل الامتحان ثابت في نصوص الشرع , ومن ذلك امتحان النبي (صلى الله عليه وسلم) الجارية بسؤالها [أين الله ؟] , [من أنا؟] ؛ كما في حديث معاوية بن الحكم السلمي حيث قال [كانت لي جارية ترعى غنما لي قبل أحد والجوانية فاطلعت ذات يوم فإذا الذيب قد ذهب بشاة من غنمها , وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون ؛ لكني صككتها صكة ؛ فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظم ذلك علي , قلت يا رسول الله أفلا أعتقها ؟ قال : ائتني بها ؛ فأتيته بها ؛ فقال لها أين الله ؟ قالت : في السماء , قال : من أنا ؟ قالت : أنت رسول الله قال ك أعتقها فإنها مؤمنة] .
فهذا الحديث أفاد مشروعية الامتحان بالأقوال بدلالة قوله (صلى الله عليه وسلم) [أين الله؟] , وكذلك أفاد مشروعية الامتحان بالأعيان والشخوص بدلالة قوله (صلى الله عليه وسلم] [من أنا؟] .
قال عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية (ص\48) : "ومما يحقق قول ابن المبارك قول رسول الله للجارية أين الله يمتحن بذلك إيمانها ".
والعبد –كذلك- يمتحن في قبره فيسأله الملكان [من ربك؟ , من نبيك ؟ , ما دينك؟] ؛ بل ويمتحنون كذلك- في عرصات الموقف , كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (24\373) : "وأما عرصات القيامة فيمتحنون فيها كما يمتحنون فى البرزخ ؛ فيقال لأحدهم [من ربك وما دينك ومن نبيك] , وقال تعالى {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود} ؛ فلا يستطيعون خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون وقد ثبت في الصحيح من غير وجه عن النبي أنه قال [يتجلى الله لعباده في الموقف إذا قيل ليتبع كل قوم ما كانوا يعبدون فيتبع المشركون آلهتهم وتبقى المؤمنون فيتجلى لهم الرب الحق في غير الصورة التي كانوا يعرفون فينكرونه ثم يتجلى لهم في الصورة التي يعرفون فيسجد له المؤمنون وتبقى ظهور المنافقين كقرون البقر فيريدون أن يسجدوا فلا يستطيعون وذلك قوله {يوم يكشف عن ساق} .... الآية] , والكلام على هذه الأمور مبسوط في غير هذا الموضع" .
لزهر الصادق
2012-07-30, 19:38
ثانيا : الامتحان المشروع لا يصار إليه إلا عند الحاجة إليه .
إن الله سبحانه وتعالى أمر نبيه والمؤمنين من بعده بان يمتحنوا من قدم إليهم مهاجرا من نساء المؤمنين فقال [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ المُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الكُفَّارِ] .
وقد كان امتحان النبي (صلى الله عليه وسلم) لهن لمعرفة صدقهم في إسلامهن وهجرتهن وأنهن ما هاجرن كرها لزوج ولا حبا لدنيا , بل رغبة في الله ورسوله , فالامتحان كان لمعرفة أصل الإيمان , لا لمعرفة رأيهن بالصديق ولا بالفاروق , ولا بغيرهما من الصحابة .
وهذه الآية أفادت أنه يصار إلى الامتحان عند الحاجة , ولهذا لم يكن من السنة امتحان الرجال عند قدومهم مهاجرين بل كان يقبل منهم (صلى الله عليه وسلم) ظواهرهم , ويقرهم على إسلامهم من غير اختبار ولا امتحان , لأن الحاجة من الامتحان منتفية , كما قال الشنقيطي –رحمه الله- في أضواء البيان (8\97) : "ومفهومه أن الرجال المهاجرون لا يمتحنون , وفعلا لم يكن النبي (صلى الله عليه وسلم) يمتحن من هاجر إليه , والسبب في امتحانهن دون الرجال هو ما أشارت إليه هذه الآية في قوله تعالى {فإن علمتموهن مؤمنات}كأن الهجرة وحدها لا تكفي في حقهن بخلاف الرجال فقد شهد الله لهم بصدق إيمانهم بالهجرة" .
ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في مجموع الفتاوى (15\328) : "والمؤمن محتاج إلى امتحان من يريد أن يصاحبه ويقارنه بنكاح وغيره قال تعالى : {إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن} الآية" .
وقال بنحوه –أيضا- الشيخ العباد في شرحه على سنن أبي داود (ش\377) جوابا على السؤال التالي : "السؤال: هل يستفاد من سؤال النبي صلى الله عليه وسلم للجارية: (أين الله؟ ومن أنا؟) جواز اختبار بعض الناس لمعرفة عقيدتهم وكذلك لمعرفة منهجهم بسؤالهم بعض الأسئلة؟.
الجواب: السؤال هناك حصل لمعرفة كونها من أهل الإيمان، فإذا كانت هناك حاجة إلى معاملة إنسان أو إلى مداخلة إنسان فيمكن للإنسان أن يحتاط في التعرف عليه بسؤاله عما يحتاج إلى معرفته".
الاخ رضا
2012-07-30, 21:15
يا أخي لزهر بارك الله فيك المسألة ليست مسألة جرأة . و لكنها مسألة حكمة
الذي يهمني هو طلب العلم النافع و افادة اخواني هنا بنشر كل مفيد
هذا الذي ينصح به أهل العلم الاشتغال بالعلم . أما هذه الفتنة فأنا أحاول جاهدا البعد عنها
لأنني خبرتها و عرفتها منذ عشر سنوات و قارنت حال الدعوة .قبل موت العلماء الكبار الثلاثة
و بعد موتهم فاذا بي أرى من الفرقة بين أهل السنة ما يندى له الجبين
و قد كنت أشرت في غيرما مشاركة الى رسالة العلامة عبد المحسن العباد
و ضرورة قراءتها و الاستفادة منها و هو لم يؤلفها و يزد عليها ثانية من فراغ
بل لما رآه من انفلات في التبديع و التجريح و المصيبة أن هذا واقع بين أهل السنة
أنفسهم و الله المستعان.
و هذا دعاء العلامة العباد حفظه الله في ختام رسالته القيمة
((ومرة أخرى: رفقاً أهل السنة بأهل السنة)).
** أسأل الله عز و جل أن يوفق أهل السنة في كل مكان للتمسك بالسنة و التآلف فيما بينهم و التعاون على البر و التقوى
و نبذ كل ما يكون فيه فرقة و خلاف بينهم و أسأل الله تعالى أن يوفق المسلمين جميعا للفه في الدين و الثبات على الحق
و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و صحبه ** 1432
ابو الحارث مهدي
2012-07-30, 23:43
أسأل الله عز و جل أن يوفق أهل السنة في كل مكان للتمسك بالسنة
و التآلف فيما بينهم و التعاون على البر و التقوى
و نبذ كل ما يكون فيه فرقة و خلاف بينهم
و أسأل الله تعالى أن يوفق المسلمين جميعا للفقه في الدين و الثبات على الحق
و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و صحبه
رحمك الله في حياتك وبعد مماتك شيخنا العباد
علي الجزائري
2012-12-07, 22:43
حفظ الله الشيخ العلامة ( حامل لواء الجرح و التعديل ) : ربيع بن هادي المدخلي ..
و حفظ المحدّث العلامة : ( عبد المحسن العباد ) ..
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir