المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصدق ................النفاق المجاملة


عادل22
2009-02-05, 21:32
حيث كان يتحدث عن قصة خياليه
يقابل فيها رجلا مسنا يبيع " الأخلاق " في زجاجات وعلب
وقد حاول ذلك الرجل أن يبيعه مسحوقا للشجاعة أو للتواضع ، أو .. أو ..
إلا أن الكاتب أصر على أن يشتري مسحوق الصدق رغم معارضة البائع ورفضه التام !!!
مما جعله يخطف هذه الزجاجة من البائع المسن
الذي عجز عن منعه من سكب محتويات هذه الزجاجة في النهر .
وعندما دخل الكاتب المدينة ليرى آثار فعلته .. رأى اضطرابا شاملا وفوضى عارمة ،
بعد أن سقطت أقنعة النفاق والرياء والمجاملات الكاذبة ،
وظهرت المشاعر والعواطف على حقيقتها وبدأ كل إنسان يعامل من حوله بصدق وصراحة ،
مما أوقع البلد في دوامة عاصفة ..
وقد جعله ذلك يندم على إلقائه مسحوق الصدق في النهر الذي يشرب منه جميع الناس ..
و يعود إلى البائع معتذرا نادما يلتمس منه الحل لهذه المصيبة الكبرى … مصيبة الصدق .


وكان سبب توقفي عند هذه الأسطر هو سؤال حيرني كثيرا ..
تخرج منه عدة أسئلة لا تقل في حيرتها عن أساسها

هل هذا صحيح ؟
هل نحن لا نستطيع أن نتعايش إلا بأقنعة كثيفة من الأكاذيب والمجاملات والنفاق
تغطي مشاعرنا الحقيقية تجاه هذا أو ذاك من الناس ؟
وما قيمة هكذا حياة نقضيها في خداع بعضنا ؟
وما المانع من مصارحة الآخرين بآرائنا فيهم ؟

أننا نقدم اعذرا واهية وتبريرات ضعيفة لأكاذيبنا وخداعنا ..
نحن لا نريد أن نكسر قلب فلان .. ولا نريد أن نجرح إعلان ..
وكأننا أناس صالحون لا نريد أن نسئ إلى احد ..
وكأن الصدق هو فقط أن نقول للأعمى أنت أعمى وللفقير أنت فقير وللأبله أنت أبله ..
وان كان ذلك في الحقيقة هو الصدق الوحيد الذي نمارسه ولا نخاف من عواقبه
ما دام الشخص الذي نصارحه شخصا مسكينا لا يستطيع إيذائنا أو محاسبتنا .

والحقيقة يا سادة هي غير ذلك مع الأسف ….
الحقيقة هي أن مصالحنا الصغيرة وأنانيتنا الضيقة
هي التي تجعلنا نجامل هذا وننافق ذاك
خوفا من إثارة عدائهم ولفت انتباههم إلى عيوبنا وسلبياتنا ونقائصنا
التي بنينا عليها حياة الأكاذيب التي نعيش عليها ونموت فيها ،
متجاهلين أننا ندفع ثمنا فادحا لا يعوض بكل كنوز الأرض ..
إلا وهو احترامنا لأنفسنا

محمد جديدي التبسي
2012-03-19, 11:18
بارك الله فيك