حميدو09
2012-06-30, 18:07
لا شك أن كل تطورهو صيرورة تميل نحو الإرتقاء في حركة حلزونية تدفعه جدلية الفكر والمادة .
والمقصود بالفكر هو كل إبداع عقلي يحمل القصد والغاية وكل الوسائل التي تحقق هذه الغاية ،ولما كان العقل يحكمه مبدأ الهوية كان الفكر ميزته الثبات .
أما المقصود بالمادة هو كل تراكم تحكمه قوانين الطبيعة وهي قوانين موضوعية مستقلة عن ارادة الإنسان ترتبط بالواقع وهذا الأخير ميزته التغير.....
ولما كانت الكنابست هي تنظيم إنساني فهو حتما يخضع لنفس معايير التطور.
لكن كيف يمكن لهذا التنظيم أن يفاعل بين الثواب والمتغيرات؟
لقد نشأت الكنابست في ظل ظروف واقعية مهنية إجتماعية تميزت بالأجحاف الذي طال أساتذة التعليم الثانوي بصفة خاصة مقارنة مع القطاعات الأخرى سواء أكان في نظام الترقيات أو نظام الأجور( كان قانونا خاصا أو نظاما تعويضيا.....)وبالتالي كان من الضروري النضال لإعادة الإعتبار لسلم القيم وإحترام القدرات العقلية التي تجسدها الشهادات العلمية وهو ما تقتضيه قوانين الطبيعة ذاتها...
وبالتالي إرتكز هذا التنظيم في نشأته على ثوابت شكلت هويته كشخص معنوي وهي إحترام سلم القيم من خلال إحترام أساتذة التعليم الثانوي بوصفهم حاملي شهادات جامعية .وكان هذا النضال موجه بقصد نحو هذا الإتجاه وإستطاعت الكنابست أن تحقق الى أبعد الحدود ماكانت تصبو إليه من قانون خاص ونظام تعويضي......)
غير أن متغيرات الواقع أصبحت تملي على هذا التنظيم ضرورات ترهن إستمراره وهي ضرورات تتنافى شكليا مع هويته اذا التجارب أثبتت أن تحقيق المطالب لا يكون دائما مجديا دون إقحام الأطوار الأخرى وخاصة تلك التي تتعلق بالمطالب المشتركة ثم إن الواقع بيّن أيضا أن كل حركة إحتجاجية يقوم بها هذا التنظيم تستفيد منها آليا الأطوار الأخرى دون أدنى عناء...ناهيك أن مطالب الكنابست أصبحت بحجم لا يمكن موضوعيا أن تتولاها وهي منفردة....
وهنا تكمن المعضلة...
فهل يمكن توسيع الكنابست الى باقي الأطوار الأخرى إحتراما لضرورة الواقع وقوانين التغير وبالتالي زعزعة هويتها التي كانت سبب وجودها؟....
أم الإحتفاظ بهويتها كتنظيم يخص أساتذة التعليم الثانوي فقط وبالتالي الحكم عليها بالجمود والزوال تدريجيا مادامت لم تستطع مواكبة التطور..؟
لا شك أن التطور يقتضي إحترام الحركة الجدلية بين الفكر الذي تجسده المبادئ وبين الواقع الذي يحكمه التغير وبالتالي نضمن تطور وإستمرار هذه النقابة.
فالمشكلة تبقي فقط في كيفية مفاعلة الثوابت والمتغيرات بحيث تضمن هذه النقابة إستمراها دون فقدان هويتها..ولعل الآلية التي إقترحها المكتب الوطني مناصفة مع لجنة تنظيم المؤتمر الثاني جديرة بالتأمل والنقاش ...
أي علينا أن ندرس هذه الآلية التي تتضمن توسيع النقابة دون أن تفقد هويتها.....
وفي الأخير يجب القول أن الفكر مستقل عن الواقع هو ضرب من الوهم وميتافيزيقا جوفاء ،كما أن الواقع دون فكر يكون أعمى(إقتباسا من فلسفة كانط)...
وعليه فمن يرفض توسيع النقابة يرهن مستقبلها ويهدد وجودها بتهديد إستمرارها ولا يمكن أن نجد له مبررا موضوعي غير تلك الأندفاعات الذاتية التي تحركها المعاندة البدائية أوالبروز من باب خالف تعرف.....كماأن تحكيم الواقع على حساب المبادئ أي توسيع النقابة على حساب مصالح أساتذة التعليم الثانوي يعتبر نظرة تهديمة وفكري رجعي يريد العودة الى المقاييس النقابية البائدة ..وهو الكم الذي يهدف بالخصوص إلى تحقيق مآرب سياسية أكثر منه نقابية.....
وعليه يجب أن يصب جهدنا في كيفية التوفيق بين المبادئ و المتغيرات حتى نواكب التطور دون أن تفقد الكنابست هويتها بعيدا عن المزايدات والمضاربة النقابية..التي لم تعد تجدي نفعا وبعيدا عن ألية العادة الذهنية التي تعيق التطور...
وخاصة ونحن مقبلون على ملفات شائكة كتلك التي تتعلق بالمنهاج التربوي... وطرق تسيير الفعل التربوي ...وهو ما يستدعي تظافر كل جهود ألأساتذة في مختلف الأطوار دون إستثناء.....فإذاكانت أجور الأساتذة متفاوتة فإن المدرسة الجزائرية واحدة......
منقول من سجل الزوار للكنابست - بتصرف -
الأستاذ علي بوطابية - عنابة
والمقصود بالفكر هو كل إبداع عقلي يحمل القصد والغاية وكل الوسائل التي تحقق هذه الغاية ،ولما كان العقل يحكمه مبدأ الهوية كان الفكر ميزته الثبات .
أما المقصود بالمادة هو كل تراكم تحكمه قوانين الطبيعة وهي قوانين موضوعية مستقلة عن ارادة الإنسان ترتبط بالواقع وهذا الأخير ميزته التغير.....
ولما كانت الكنابست هي تنظيم إنساني فهو حتما يخضع لنفس معايير التطور.
لكن كيف يمكن لهذا التنظيم أن يفاعل بين الثواب والمتغيرات؟
لقد نشأت الكنابست في ظل ظروف واقعية مهنية إجتماعية تميزت بالأجحاف الذي طال أساتذة التعليم الثانوي بصفة خاصة مقارنة مع القطاعات الأخرى سواء أكان في نظام الترقيات أو نظام الأجور( كان قانونا خاصا أو نظاما تعويضيا.....)وبالتالي كان من الضروري النضال لإعادة الإعتبار لسلم القيم وإحترام القدرات العقلية التي تجسدها الشهادات العلمية وهو ما تقتضيه قوانين الطبيعة ذاتها...
وبالتالي إرتكز هذا التنظيم في نشأته على ثوابت شكلت هويته كشخص معنوي وهي إحترام سلم القيم من خلال إحترام أساتذة التعليم الثانوي بوصفهم حاملي شهادات جامعية .وكان هذا النضال موجه بقصد نحو هذا الإتجاه وإستطاعت الكنابست أن تحقق الى أبعد الحدود ماكانت تصبو إليه من قانون خاص ونظام تعويضي......)
غير أن متغيرات الواقع أصبحت تملي على هذا التنظيم ضرورات ترهن إستمراره وهي ضرورات تتنافى شكليا مع هويته اذا التجارب أثبتت أن تحقيق المطالب لا يكون دائما مجديا دون إقحام الأطوار الأخرى وخاصة تلك التي تتعلق بالمطالب المشتركة ثم إن الواقع بيّن أيضا أن كل حركة إحتجاجية يقوم بها هذا التنظيم تستفيد منها آليا الأطوار الأخرى دون أدنى عناء...ناهيك أن مطالب الكنابست أصبحت بحجم لا يمكن موضوعيا أن تتولاها وهي منفردة....
وهنا تكمن المعضلة...
فهل يمكن توسيع الكنابست الى باقي الأطوار الأخرى إحتراما لضرورة الواقع وقوانين التغير وبالتالي زعزعة هويتها التي كانت سبب وجودها؟....
أم الإحتفاظ بهويتها كتنظيم يخص أساتذة التعليم الثانوي فقط وبالتالي الحكم عليها بالجمود والزوال تدريجيا مادامت لم تستطع مواكبة التطور..؟
لا شك أن التطور يقتضي إحترام الحركة الجدلية بين الفكر الذي تجسده المبادئ وبين الواقع الذي يحكمه التغير وبالتالي نضمن تطور وإستمرار هذه النقابة.
فالمشكلة تبقي فقط في كيفية مفاعلة الثوابت والمتغيرات بحيث تضمن هذه النقابة إستمراها دون فقدان هويتها..ولعل الآلية التي إقترحها المكتب الوطني مناصفة مع لجنة تنظيم المؤتمر الثاني جديرة بالتأمل والنقاش ...
أي علينا أن ندرس هذه الآلية التي تتضمن توسيع النقابة دون أن تفقد هويتها.....
وفي الأخير يجب القول أن الفكر مستقل عن الواقع هو ضرب من الوهم وميتافيزيقا جوفاء ،كما أن الواقع دون فكر يكون أعمى(إقتباسا من فلسفة كانط)...
وعليه فمن يرفض توسيع النقابة يرهن مستقبلها ويهدد وجودها بتهديد إستمرارها ولا يمكن أن نجد له مبررا موضوعي غير تلك الأندفاعات الذاتية التي تحركها المعاندة البدائية أوالبروز من باب خالف تعرف.....كماأن تحكيم الواقع على حساب المبادئ أي توسيع النقابة على حساب مصالح أساتذة التعليم الثانوي يعتبر نظرة تهديمة وفكري رجعي يريد العودة الى المقاييس النقابية البائدة ..وهو الكم الذي يهدف بالخصوص إلى تحقيق مآرب سياسية أكثر منه نقابية.....
وعليه يجب أن يصب جهدنا في كيفية التوفيق بين المبادئ و المتغيرات حتى نواكب التطور دون أن تفقد الكنابست هويتها بعيدا عن المزايدات والمضاربة النقابية..التي لم تعد تجدي نفعا وبعيدا عن ألية العادة الذهنية التي تعيق التطور...
وخاصة ونحن مقبلون على ملفات شائكة كتلك التي تتعلق بالمنهاج التربوي... وطرق تسيير الفعل التربوي ...وهو ما يستدعي تظافر كل جهود ألأساتذة في مختلف الأطوار دون إستثناء.....فإذاكانت أجور الأساتذة متفاوتة فإن المدرسة الجزائرية واحدة......
منقول من سجل الزوار للكنابست - بتصرف -
الأستاذ علي بوطابية - عنابة