المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السعادة الحقيقية


sobhidbili
2012-06-29, 17:20
كلنا لا شك نبحث عن السعادة ولكننا نختلف في مفهومها حيث أن لكل منا زاوية معينة يجسد فيها المعنى الذي يتناسب معه أو بالأحرى مع الزاوية التي نظر من خلالها للسعادة : فمنا من ينظر إليها من زاوية مادية قائلا في قرارة نفسه : (سعادتي أن أحصل على ما أريد في الوقت الذي أريد )
ومنا من ينظر إليها من زاوية معنوية مفادها أن يفرض ذاته على مجتمعه كاتبا فيه اسمه تاركا فيه بصمته قائلا في قرارة نفسه ( سعادتي أن أكون )
ومنا من يرى أن السعادة بالنسبة إليه أن يدخل قلوب من يحيطون به بأي ثمن قائلا في قراره نفسه: ( سعادتي هي سعادة من حولي ) .
إذا أردنا أن ننقد الزوايا الثلاثة للسعادة نقول الأتي :
عن الزاوية الأولى ( المادية ) ما نلاحظه على هدا المعني انه حصر السعادة في اللذة الحسية هذه الأخيرة التي تتميز بكونها مؤقتة ...مما يجعل للسعادة من هذه الزاوية مفهوما زمنيا بسيطا ينتهي بمجرد نهاية اللذة .
أما عن الزاوية الثانية (المعنوية ) ما نلاحظه في هذا المعنى أنه يفرض على صاحبه عزلة رهيبة تجعله لا يفكر إلا في تحقيق أهدافه حتى على حساب من يحيطون به مما يجعله أنانيا ...ولا أظن أن السعادة تكمن في الأنانية .
وفي ما يتعلق بالزاوية الأخيرة (الاجتماعية ) وما نلاحظه هو أن السعادة في هذا المعنى تعني التضحية ’... ولكن السعادة لا تعني بأي حال من الأحوال إقصاء الذات خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أن إرضاء الناس غاية لا تدرك
وما يمكننا الإشارة إليه أيضا بالنسبة لهذه الزاوية كونها مثالية لا يمكن تطبقها إلا في العالم المثالي ... أين يمكن أن يعيش الحمل مع الذئب ’ مما يجعلها زاوية أقرب إلى الفلسفة منها إلى الواقع
وعلى ذلك فإن الطريق الوحيد للوصول إلى المعنى الحقيقي للسعادة هو النظر إليها من زاوية تشمل كل الزوايا التي نظرنا من خلالها للسعادة و لكن نظرتنا لها كانت جزئية .
وتكمن معالم النظرة الشاملة للسعادة في محاولة الدمج بين مختلف الزوايا الأنفة ’ وبذلك فقط يمكننا أن نحصل على زاوية جديدة تتضح لنا من خلالها السعادة في ذاتها وليس فقط معناها .
ولا يتأتى ذلك إلا عن طريق كسر الحواجز بيننا و بين أنفسنا من خلال ثلاث خطوات أساسية هي :
إعلان الحرب على الذات من خلال تسليط الضوء على نقائصها و محاولة التغيير الذاتي لها ’ فإن لم نستطيع ذلك وحدنا علينا أن نبحث عن حافز يبعث فينا الطاقة التي نحتاجها للانتصار الداخلي لاعبا دور الجيش الذي سنخوض به حربا هي الأصعب على الإطلاق كون خصمنا فيها ذواتنا .
وللحافز أشكال عدة : فقد يكون أما أبا أخا أو صديقا (ة) أو حتى ...منافسا ’ و هذا الأخير يثير فيك التحدي ’ فإذا وجد الحافز المناسب يمكن القول أنه وجد الحليف الذي سنتمكن معه من كسب حربنا .
ثم تأتي المرحلة الثانية وهي ذات طبيعة شخصية محضة بحيث لا يمكن لأي شخص التدخل لرسم معالمها إلا الشخص المعني بها ’ و تتلخص في التحفيز الذاتي للطاقة الداخلية إلى حين الوصول بها إلى مرحلة القابلية للتفجير ’ وإحدى الآليات المساعدة في هذه المرحلة الحساسة هو التفكير فيما تحب بما في ذلك الحافز وذلك عن طريق المحاورة الداخلية ’ أو ما يمكن تسميته بنظام التحاكي .
وبعد أن نكسب الملحمة معا ضائقين بذلك طعم النصر الأكبر ننطلق معا نحو الخطوة الثانية التي لا تقل عن نظيرتها أهمية يمكن تسميتها بمرحلة تطويع الذات وذلك من خلال إخضاعها لخطة عملية هي خطة التغيير العملي ’ التي تظهر معلمها في خطوتين أساسيتين هما : 1 تضميد جروح الحرب من خلال أخذ قسط بسيط من الراحة الداخلية و التفكير العقلاني في كل ما هو إيجابي .
2- مصادقة ذات و إعادة بنائها داخليا بمرتكزات جديدة ملؤها الأمل و الإصرار .
وعندها فقط يمكن القول أن النصر قد اكتمل بعد سقوط الذات اليائسة .
كل هذا يجسد مرحلة من مراحل الطريق نحو السعادة الحقيقة أين توجد محطة الإصلاح الذاتي .
أما عن المرحلة الثانية من مراحل الطريق إلى السعادة فتتمثل في رسم هدف واضح جلي يرسخ في الذهن نسعى لتحقيقه ’ ساعين إلى أسبابه ’ أخذين بها ...محققينه ’ شاعرين يحلاوة إنجازه ’ مشاركين من حولنا فرحته ’ رادين به على كل خصومنا ...وفي ذلك نصر جديد بطعم جديد لنا .
وعندئذ نكون قد وصلنا إلى المحطة الثانية في طريقنا إلى السعادة الحقيقية اسمها : محطة تحقيق الذات .
و أخيرا ننطلق نحو المرحلة الأخيرة من مراحل طريقنا بإيجاز هي مرحلة تقييم الذات وفيها نقوم بمقارنة بسيطة بين ما نملكه من إمكانيات و ما حققناه من إنجازات .
فإن كانت إمكانياتنا أكبر من إنجازاتنا رسمنا هدفا أسمى .
و إن كانت إمكانياتنا أصغر من إنجازاتنا كنا محظوظين .
و إن كانت إمكانياتنا مساوية لإنجازاتنا نكون قد نجحنا .

على أن تكون ختامنا شكرا على كل شيء لكل من ساعدنا للوصول ....إلى السعادة .........
إن كتب لنا الوصول معا .
بفلم sobhidbili

prince67dz
2012-06-29, 19:12
مشكوووووووووووووور

الجليس الصلح
2012-06-29, 19:28
شكرا جزيلااا على ما قدمت

jackin
2012-06-30, 00:29
جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض
بآرك الله فيك على الطَرح القيم وَ في ميزآن حسناتك ,,
آسأل الله أنْ يَرزقـك فسيح آلجنات !!
دمتـمّ بـِطآعَة الله

chaima angel
2012-06-30, 15:58
http://up.elbaghdadi.net/upfiles/uej66461.jpg (http://www.elbaghdadi.com)

جيهـــاان~
2012-06-30, 19:26
وتظل السعادة الحقيقية في مرضاة الخالق عزّ وجلّ ...

وكذا القناعة والرضى بما كتبه الله لنا ...

شكرا على الموضوع ...

pîvarol
2012-07-01, 01:00
جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض
بآرك الله فيك على الطَرح القيم وَ في ميزآن حسناتك ,,
آسأل الله أنْ يَرزقـك فسيح آلجنات !!
دمتـمّ بـِطآعَة الله

dzalgerie
2012-07-01, 09:16
شكرا على الموضوع

حـبـيـبو عـبـدو السوفي
2012-07-01, 11:43
سلاااااااااااااااااااااااام

شكراااااااااااااااااااااااا على الموضوع الرائع

ثَرْثَرَة غَ ـيْمَه~
2012-07-01, 12:00
قيّم طرحك يا أخ

ببعض اللمسات يصبح موضوعك فلسفي بإمتياز


ماأعتبه عليك هو أسرافك في بعض النقاط حتى إبتعدت قليلا عن الفكرة التي طرحتها { شرحك لفكرة طريق السعادة لم يكن معمقاً بالقدر الكافي مقارنة بالنقاط الجزئية التي تندرج تحتها كالحافز ... وغيرها ......}


سعيدة بقراءة أفكارك وبمناقشتك إن سنحت الفرصة

إكرام ملاك
2012-07-01, 13:57
شكرا لك موضوع رووعة............ ويستمر البحث عن السعادة

sobhidbili
2015-07-28, 10:17
شكرا لكل الأصدقاء

افتخر بشخصيتي
2015-07-28, 10:26
شكراااااااااااااااااااااااااااااااااا

optimism
2015-07-28, 14:03
السلام عليكم
حياة الدنيا ,,,,,,,,,السعادة لاتدوم ,,,,,,,,ولاحتى الحزن
وما السعادة في الدنيا سوى شبح,,,,,,,,,,,,,,,,يُرجى فإن صارجسما مله
سلام