الجليس الصلح
2012-06-28, 23:09
يكاد يجمع ذوو الآراء التقليدية المحافظة على الاعتقاد أن السياسة ليست مما يشغل ذهن النساء، وأن من التكلف ما يبذل من محاولات لإقحام المرأة إلى هذا الميدان الذي لا يناسب فطرتها ولا يتفق مع طبيعتها (الأنثوية).
هذا القول إن وجد ما يدعمه في الماضي، فإنه اليوم حتما لا بقاء له ومن الصعب تصديقه، ليس للتزايد المطرد في أعداد النساء المنشغلات بالسياسة في العالم فحسب، وإنما لما نراه من شواهد حية من خلال ما يجري في مجتمعاتنا العربية هذه الأيام، فالمرأة تظهر لنا معنية تمام الاعتناء بالشأن السياسي، ومن يشاهد ما يعرض في الوسائط الإعلامية من صور الحشود البشرية المتظاهرة لأسباب سياسية، في مصر وليبيا وسورية واليمن وتونس، سواء كانت مؤيدة للنظام أو ضده، يتبين له سعة مشاركة النساء في تلك الحركات السياسية.
هذه المشاركة النسائية الواسعة في النشاط السياسي الفاعل والمغير لمجرى الأحداث في البلدان العربية، ليست صادرة عن نساء يمكن وصفهن (بالاستغراب) والتقليد للمرأة الغربية كما يحلو للبعض أن يقول ذلك كلما رأى تغيرا لا يحبه في سلوك المرأة العربية، ما نراه اليوم هو مشاركة سياسية من نساء يعكسن صورة المرأة العربية المسلمة الحريصة على الحجاب والالتزام الديني. وهي مشاركة تعبر جليا عن التحول الكبير في موقف المرأة تجاه الإسهام في الحياة العامة والمشاركة في إدارة دفتها.
نحن اليوم في مواجهة صورة جديدة للمرأة العربية، صورة مختلفة تماما عن الصورة التقليدية القديمة حين كانت المرأة لا ترى لها دورا في الحياة الاجتماعية سوى الانغلاق وراء جدران البيت والعزوف عن متابعة ما يجري خارجه، مقتنعة أن دينها يفرض عليها صم الآذان وإغماض الأعين والانسحاب إلى حيث لا شيء سوى الانقياد الكامل لكل ما يفرض عليها، نحن اليوم أمام امرأة مختلفة، امرأة تتفاعل بإيجابية مع ما يجري حولها، وترى من واجبها أن تسهم في تغيير مجرى الأحداث وتحويلها نحو ما تراه صوابا، امرأة ذات فكر حر، ورؤية مستقلة، لا امرأة خالية الذهن منقادة.
قد يقول البعض إن المرأة في هذا مستغلة، وأن هناك من الرجال من يحركها للقيام بهذا الدور إلا أنه حتى مع وجود هذا الافتراض تظهر مشاركة المرأة السياسية في جانب منها دليلا واقعيا على بطلان ما يحتج به المحافظون من أن العمل السياسي لا يلائم (طبيعة) المرأة الرقيقة. فهؤلاء النساء لم يصدهن عن الاشتراك ما يتعرضن له من قمع وعنف وسفك للدم وقسوة ظاهرة.
وما يمكننا تأكيده هنا، هو أن المرأة أثبتت وجودها في عالم الحركات السياسية والوطنية، وسواء كانت تقوم بذلك عن إيمان به واقتناع، أو كانت تؤديه طاعة لأوليائها اتقاء سخطهم أو تملقا وتوددا لهم، أيا كان الدافع، هي في كل الحالات تؤكد أن الوجود النسائي في عالم السياسة بات أمرا واقعا وأن قدرة المرأة على النجاح في ذلك لم تعد مجالا للشك أو التساؤل حولها. منقول
هذا القول إن وجد ما يدعمه في الماضي، فإنه اليوم حتما لا بقاء له ومن الصعب تصديقه، ليس للتزايد المطرد في أعداد النساء المنشغلات بالسياسة في العالم فحسب، وإنما لما نراه من شواهد حية من خلال ما يجري في مجتمعاتنا العربية هذه الأيام، فالمرأة تظهر لنا معنية تمام الاعتناء بالشأن السياسي، ومن يشاهد ما يعرض في الوسائط الإعلامية من صور الحشود البشرية المتظاهرة لأسباب سياسية، في مصر وليبيا وسورية واليمن وتونس، سواء كانت مؤيدة للنظام أو ضده، يتبين له سعة مشاركة النساء في تلك الحركات السياسية.
هذه المشاركة النسائية الواسعة في النشاط السياسي الفاعل والمغير لمجرى الأحداث في البلدان العربية، ليست صادرة عن نساء يمكن وصفهن (بالاستغراب) والتقليد للمرأة الغربية كما يحلو للبعض أن يقول ذلك كلما رأى تغيرا لا يحبه في سلوك المرأة العربية، ما نراه اليوم هو مشاركة سياسية من نساء يعكسن صورة المرأة العربية المسلمة الحريصة على الحجاب والالتزام الديني. وهي مشاركة تعبر جليا عن التحول الكبير في موقف المرأة تجاه الإسهام في الحياة العامة والمشاركة في إدارة دفتها.
نحن اليوم في مواجهة صورة جديدة للمرأة العربية، صورة مختلفة تماما عن الصورة التقليدية القديمة حين كانت المرأة لا ترى لها دورا في الحياة الاجتماعية سوى الانغلاق وراء جدران البيت والعزوف عن متابعة ما يجري خارجه، مقتنعة أن دينها يفرض عليها صم الآذان وإغماض الأعين والانسحاب إلى حيث لا شيء سوى الانقياد الكامل لكل ما يفرض عليها، نحن اليوم أمام امرأة مختلفة، امرأة تتفاعل بإيجابية مع ما يجري حولها، وترى من واجبها أن تسهم في تغيير مجرى الأحداث وتحويلها نحو ما تراه صوابا، امرأة ذات فكر حر، ورؤية مستقلة، لا امرأة خالية الذهن منقادة.
قد يقول البعض إن المرأة في هذا مستغلة، وأن هناك من الرجال من يحركها للقيام بهذا الدور إلا أنه حتى مع وجود هذا الافتراض تظهر مشاركة المرأة السياسية في جانب منها دليلا واقعيا على بطلان ما يحتج به المحافظون من أن العمل السياسي لا يلائم (طبيعة) المرأة الرقيقة. فهؤلاء النساء لم يصدهن عن الاشتراك ما يتعرضن له من قمع وعنف وسفك للدم وقسوة ظاهرة.
وما يمكننا تأكيده هنا، هو أن المرأة أثبتت وجودها في عالم الحركات السياسية والوطنية، وسواء كانت تقوم بذلك عن إيمان به واقتناع، أو كانت تؤديه طاعة لأوليائها اتقاء سخطهم أو تملقا وتوددا لهم، أيا كان الدافع، هي في كل الحالات تؤكد أن الوجود النسائي في عالم السياسة بات أمرا واقعا وأن قدرة المرأة على النجاح في ذلك لم تعد مجالا للشك أو التساؤل حولها. منقول