المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ممكن جواب


عادل22
2009-02-03, 18:44
لماذا الصبي عند الولادة يبكي والعائلة تزغرد -وعند الوفاة ساكتا والعائلة تبكي

س..ع..ي..د
2009-02-03, 19:49
قدرت ربي الله اعلم

عادل22
2009-02-03, 20:19
الى اصحاب الردود المذكوره اعلاه

(الإنسان في كبد) حقيقة قرآنيّة و واقع بشري..إنه الإنسان يعايش الكبد في أطوار حياته كلها، منذ بدأ يخلّق في بطن أمه حتى ينتهي إلى سكرات الموت و مفارقة الحياة..هكذا قدّر الخالق و أخبر ((لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ )) (البلد: 4)
إن الخلية الأولى لا تستقرّ في الرحم حتى تبدأ في الكبد و الكدح و النصب ليتوفر لنفسها –و بإذن ربّها- الظروف الملائمة للحياة و ما تزال كذلك حتّى تنتهي إلى المخرج فتذوق من المخاض حتى إلى جانب الأمّ ما تذوق، و ما يكاد الجنين يرى النور حتى يكون قد ضُغط و دُفع حتى كاد يختنق في مخرجه من الرحم، بل ربما اختنق بعض الأجنّة فانتهت حياته بنصب الولادة و اختناق المولود.
وحين يخرج الجنين للحياة يبدأ الجهد الأشقّ، حيث يتنفس هواءً لا عهد له به، و يفتح رئته لأول مرّة ليشهق ويزفر و يستهل المولود صارخا صرخة النزول الأول في الحياة الجديدة..و تبدأ دورة هضمية و دموية في العمل على غير عادة و يعاني المولود الجديد من كبد إخراج الفضلات حتّى تُرُوِّض أمعاءه على هذا العمل الجديد..و في هذه المرحلة يكثر الصراخ و العويل حتى و إن قلّب الجنين ذات اليمين و ذات الشمال.
وكل خطوة بعد ذلك فيها كبد..فهو يعاني ما يعاني حين يهمّ بالحبو..و أشدّ من ذلك معاناة حين يستعدّ للوقوف و المشي..فهو خائف وجل و هو يقوم و يسقط و يبكي أكثر مما يضحك..و عند بروز الأسنان كبد..هذا فضلا عن كبد الأمراض المعترضة و الآفات المصاحبة للنشأة.
و يستمرّ الجهد و الكفاح و النصب والكبد في مسيرة الإنسان فهو يكابد حين يتعلم و يكابد حين يفكّر..و في كل تجربة جديدة له فيها كبد و نصب.
ثم يكبر و يشتدّ عوده و تبدأ رحلة أخرى من المشاق والكبد، و لئن اختلفت الطرق و تنوّعت المشاق فالكلّ في كبد. هذا يكدح بعضلاته، و هذا يكدح بفكره، والفرق هذا يكدح و يبيع نفسه ليعتقها و آخر ليوبقها. هذا يكدح في سبيل الله و ذاك يكدح في سبيل شهوة و نزوه، و صدق الله ((إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى)) (الليل: 4)
لا يفارق الكبدُ الإنسانَ في أطوار حياته كلها..كبد و كدح في مرحلة الشباب..و كبد من نوع آخر في مرحلة الشيخوخة والهرم..إنه (الكدح) للغنيّ والفقير و الذكر و الأنثى و السيّد و المسود..وكلّ يعايش نوعا من الكبد. فالفقير الذي يكلف في سبيل الحصول على لقمة العيش أو شدة الحوز أو همّ الدين وغلبته و قهر الرجال و مطاردتهم قد لا يظنّ أن غيره في كبد. بينما ترى الغنيّ يكابد في تجارته و يفكّر في مكاسبه و خسائره..و ربما نام الفقير و هو يقظان و أكل الفقير أو نكح أكثر من الغنيّ..
إنه الكبد لا يسلم منه الزعماء والعظماء وإن كانوا في أبراج عاجيه و قصور و خدم و حشم. فا للمسؤوليّة كبدها..و للزعامة و الرئاسة ضريبتها..وللأمانات و المسؤوليّة حمالتها.
و الكبد لا يعفى منه العلماء و إن وصلوا إلى مراتب عليّة في العلم و المعرفة..و هل حصلوا تلك العلوم و حازوا تلك المعارف إلّا على جسور من التعب و الكبد و السهر؟
إن نصب العالم كامن في مسؤولياته..فحمل العلم و أداؤه و إبلاغه كلّ ذلك فيه كبد و نصب..و الميثاق المأخوذ على أهل الكتاب و زكاة العلم و خشية العلماء لربّهم كل ذلك لا يتأتّى دون نصب و كبد و جدّ و مجاهدة.
أين من يسلم من الكبد و إن تفاوت أنواع الكبد؟ لا إله إلا الله قدّر أن يعمّر الكون بالكبد، و شاء أن يقوم سوق الحياة على النصب ((يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ)) (الانشقاق: 6)
عباد الله: لا يكفي أن نعلم كبد الحياة، و شمولها لبني الإنسان، و لكن المهمّ كيف نتعامل مع هذا الكبد؟ و كيف نستفيد من هذا الكبد، و ما نهاية الكبد و ثمرته؟ و كيف نخفّف من مكابد الحياة و مشاقها؟
إن المسلم يختلف عن غيره في نوع الكبد و غايته..فهو مأجور على نصبه و همّه و غمّه ما دام يعبد الله و يخشاه؟ فما يصيبه من نصب و لا وصب ولا همّ و لا غمّ و لا حزن، حتّى الشوكة يشاكها إلّا كفر الله بها من خطاياه.
والمؤمن ينصب ويكدح في هذه الحياة ليستريح بعد الممات، إنه يكدح و هو مستيقن بلقاء ربّه، مطمئنّ أنه سيجازي على جهده و عمله..و من هنا فهو يستحسن من المكابد ما يرفع درجاته، و يتجنب كل كبد ينتهي به إلى الشقاء بعد الشقاء. أما غير المسلم فهو ينصب كغيره في هذه الحياة.و لكن نصبه يستمرّ بعد الممات، فالنهاية مؤلمة و الشقاء مستمرّ و لعذاب الآخرة أشقّ.
المسلم يستعين على النصب بالصبر و الصلاة و حسبك بهما معينا و الله يقول :(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )) (البقرة: 153) ومساكين هم الذين يجزعون ولا يصبرون
((فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ)) (الماعون: 4-5 )
وغير المسلم يتضجر و يقلق، ثم يعود للقلق و النصب إن لم تقتل نفسه أو يقتله النصب و القلق ((وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ )) (الحج: 18)
ولئن تفاوت المسلمون عن غيرهم في الكبد، فالمسلمون أنفسهم متفاوتون في كبدهم، سعيهم شتى و أجورهم وأوزارهم مختلفة، وفرق بين من ينصب ليرتفع درجات و بين من لا يزيده الكبد والنصب إلا خسرانا مبينا.
عباد الله: والاستغفار يخفّف الكبد ويعين على مشاقّ الحياة ويفتح بابا للرزق، وفي الحديث ((من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همّ فرجا و من كلّ ضيق مخرجا و رزق من حيث لا يحتسب))
((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا. يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا. وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا)) ( نوح: 10-12).
و مما يخفف الكبد و القلق أن يتصوّر المسلم مهما بلغ به من كبد الحياة و مشاقها أن فيه من هو أشدّ منه قلقاو ضيقا، ومهما بلغ في حصول المعالي و المجاهدة في سبيل الدرجات العلى فهناك من سبقه و فُضِّل عليه، فهذا يخفّف من آلامه الدنيويّة و هذا يزيد في سعيه للآخرة.
تحتاج الحياة إلى جدّ و حزم و عزم و صدق، و تحتاج مع ذلك إلى أناة و رفق و عدم التعجل و طموحات و آمال و فأل حسن-سيما حين تشتبه الأمور، و تدلهم الخطوب و تنتشر الفتن، و حتّى لا يقع الإنسان ضحية للهوى أو الاستعجال أو العجز و الكسل يحتاج إلى هذه الموازنات كلها..ولا يستغني عن دعاء ربّه و توفيقه له و عونه،
وإذا لم يكن عليه عون من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده
ولابد من العفو و الصفح والمسامحة و التجاوز. فالخطأ وارد و المسامحة خلق فاضل، والصفح والعفو من أخلاق العظماء. ولابد أن يحصل الخطأ منك أو عليك، و ربما نالك من خطأ الأقربين ما يحتاج منك إلى جميل العفو و كريم الصفح و في التنزيل ((وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )) ( التغابن: 14)

دموع الحيــاة
2009-02-03, 23:02
عند الوفاة أيضا فالعائلة تزغرد
Bonne Continuation

نورالدين17
2009-02-04, 10:06
يا ابن ادم ولدتك امك باكيا ........والناس من حولك يضحكون سرورا

فاعمل ليوم تكن فيه ادا بكوا........في موتك ضاحكا مسرورا

أختكم في الله
2009-02-04, 10:35
ولله في خلقه شؤون