تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ابن عثيمين: كلمة حول شهر شعبان


ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-06-25, 14:38
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين المعتدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب العالمين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليماً كثيراً . أما بعد: فهذه كلمات يسيرة في أمور تتعلق بشهر شعبان
الأمر الأول: في فضل صيامه
ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: «ما رأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان» ، وفي البخاري في رواية: «كان يصوم شعبان كله» . وفي مسلم في رواية: «كان يصوم شعبان إلا قليلاً» . وروى الإمام أحمد والنسائي من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: «لم يكن (يعني النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يصوم من الشهر ما يصوم من شعبان» ، فقال له: لم أرك تصوم من الشهر ما تصوم من شعبان قال: «ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين عز وجل فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم» قال في الفروع ص 021 ج 3 ط آل ثاني: والإسناد جيد.

ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-06-25, 14:39
الأمر الثاني: في صيام يوم النصف منه


فقد ذكر ابن رجب – رحمه الله تعالى – في كتاب اللطائف (ص 341 ط دار إحياء الكتب العربية) أن في سنن ابن ماجه بإسناد ضعيف عن علي رضي الله عنه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «إذا كان ليلة نصف شعبان فقوموا ليلها، وصوموا نهارها، فإن الله تعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول: ألا مستغفر فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه، ألا مبتلى فأعافيه، ألا كذا، ألا كذا حتى يطلع الفجر» قلت: وهذا الحديث حكم عليه صاحب المنار بالوضع، حيث قال (ص 226 في المجلد الخامس من مجموع فتاويه) : والصواب أنه موضوع، فإن في إسناده أبا بكر عبد الله بن محمد، المعروف بابن أبي بسرة، قال فيه الإمام أحمد ويحيى بن معين: إنه كان يضع الحديث.

وبناء على ذلك فإن صيام يوم النصف من شعبان بخصوصه ليس بسنة، لأن الأحكام الشرعية لا تثبت بأخبار دائرة بين الضعف والوضع باتفاق علماء الحديث، اللهم إلا أن يكون ضعفها مماينجبر بكثرة الطرق والشواهد حتى يرتقي الخبر بها إلى درجة الحسن لغيره، فيعمل به إن لم يكن متنه منكراً أو شاذًّا.
وإذا لم يكن صومه سنة كان بدعة، لأن الصوم عبادة فإذا لم تثبت مشروعيته كان بدعة، وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كل بدعة ضلالة» .

ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-06-25, 14:40
الأمر الثالث: في فضل ليلة النصف منه

في فضل ليلة النصف منه، وقد وردت فيه أخبار قال عنها ابن رجب في اللطائف بعد ذكر حديث علي السابق: إنه قد اختلف فيها، فضعفها الأكثرون، وصحح ابن حبان بعضها وخرجها في صحيحه. ومن أمثلتها حديث عائشة رضي الله عنها وفيه: أن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب، خرجه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه، وذكر الترمذي أن البخاري ضعفه، ثم ذكر ابن رجب أحاديث بهذا المعنى وقال: وفي الباب أحاديث أخر فيها ضعف. اهـ
وذكر الشوكاني أن في حديث عائشة المذكور ضعفاً وانقطاعاً.
وذكر الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله تعالى أنه ورد في فضلها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها، وقد حاول بعض المتأخرين أن يصححها لكثرة طرقها ولم يحصل على طائل، فإن الأحاديث الضعيفة إذا قدر أن ينجبر بعضها ببعض فإن أعلى مراتبها أن تصل إلى درجة الحسن لغيره، ولا يمكن أن تصل إلى درجة الصحيح كما هو معلوم من قواعد مصطلح الحديث.

لؤلؤة الإمارات
2012-06-25, 14:41
جزاك الله خيرا اختي العزيزة على الموضوع
الرائع

ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-06-25, 14:41
الأمر الرابع: في قيام ليلة النصف من شعبان وله ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى: أن يصلي فيها ما يصليه في غيرها، مثل أن يكون له عادة في قيام الليل فيفعل في ليلة النصف ما يفعله في غيرها من غير أن يخصها بزيادة، معتقداً أن لذلك مزية فيها على غيرها، فهذا أمر لا بأس به، لأنه لم يحدث في دين الله ما ليس منه.
المرتبة الثانية: أن يصلي في هذه الليلة، أعني ليلة النصف من شعبان دون غيرها من الليالي، فهذا بدعة، لأنه لم يرد عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه أمر به، ولا فعله هو ولا أصحابه. وأما حديث علي رضي الله عنه الذي رواه ابن ماجه: «إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها» . فقد سبق عن ابن رجب أنه ضعفه، وأن محمد رشيد رضا قال: إنه موضوع، ومثل هذا لا يجوز إثبات حكم شرعي به، وما رخص فيه بعض أهل العلم من العمل بالخبر الضعيف في الفضائل، فإنه مشروط بشروط لا تتحقق في هذه المسألة، فإن من شروطه أن لا يكون الضعف شديداً، وهذا الخبر ضعفه شديد، فإن فيه من كان يضع الحديث، كما نقلناه عن محمد رشيد رضا رحمه الله تعالى.
الشرط الثاني: أن يكون وارداً فيما ثبت أصله، وذلك أنه إذا ثبت أصله ووردت فيه أحاديث ضعفها غير شديد كان في ذلك تنشيط للنفس على العمل به، رجاء للثواب المذكور دون القطع به، وهو إن ثبت كان كسباً للعامل، وإن لم يثبت لم يكن قد ضره بشيء لثبوت أصل طلب الفعل. ومن المعلوم أن الأمر بالصلاة ليلة النصف من شعبان لا يتحقق فيه هذا الشرط، إذ ليس لها أصل ثابت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما ذكره ابن رجب وغيره. قال ابن رجب في اللطائف ص 541: فكذلك قيام ليلة النصف من شعبان لم يثبت فيها عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا عن أصحابه شيء. وقال الشيخ محمد رشيد رضا (ص 857 في المجلد الخامس) : إن الله تعالى لم يشرع للمؤمنين في كتابه ولا على لسان رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا في سنته عملاً خاصًّا بهذه الليلة اه.
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز: ما ورد في فضل الصلاة في تلك الليله فكله موضوع. اهـ
وغاية ما جاء في هذه الصلاة ما فعله بعض التابعين، كما قال ابن رجب في اللطائف ص 441: وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها، وقد قيل: إنهم بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية، فلما اشتهر ذلك عنهم في البلدان اختلف الناس في ذلك: فمنهم من قبله ووافقهم على تعظيمها، وأنكر ذلك أكثر علماء الحجاز، وقالوا: ذلك كله بدعة. اه
ولا ريب أن ما ذهب إليه علماء الحجاز هو الحق الذي لا ريب فيه، وذلك لأن الله تعالى يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِى مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} ولو كانت الصلاة في تلك الليلة من دين الله تعالى لبينها الله تعالى في كتابه، أو بينها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله أو فعله، فلما لم يكن ذلك علم أنها ليست من دين الله، وما لم يكن منه فهو بدعة، وقد صح عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: «كل بدعة ضلالة» .
المرتبة الثالثة: أن يصلى في تلك الليلة صلوات ذات عدد معلوم، يكرر كل عام، فهذه المرتبة أشد ابتداعاً من المرتبة الثانية وأبعد عن السنة. والأحاديث الواردة فيها أحاديث موضوعة، قال الشوكاني في الفوائد المجموعة (ص 15 ط ورثة الشيخ نصيف) : وقد رويت صلاة هذه الليلة، أعني ليلة النصف من شعبان على أنحاء مختلفة كلها باطلة وموضوعة.

ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-06-25, 14:42
االأمر الخامس:

أنه اشتهر عند كثير من الناس أن ليلة النصف من شعبان يقدر فيها ما يكون في العام وهذا باطل، فإن الليلة التي يقدر فيها ما يكون في العام هي ليلة القدر، كما قال الله تعالى: {حم* وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْراً مِّنْ عِنْدِنَآ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} وهذه الليلة التي أنزل فيها القرآن هي ليلة القدر، كما قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ} وهي في رمضان، لأن الله تعالى أنزل القرآن فيه، قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى” أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} فمن زعم أن ليلة النصف من شعبان يقدر فيها ما يكون في العام، فقد خالف ما دل عليه القرآن في هذه الآيات.
الأمر السادس:


أن بعض الناس يصنعون أطعمة في يوم النصف يوزعونها على الفقراء ويسمونها عشيات الوالدين. وهذا أيضاً لا أصل له عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيكون تخصيص هذا اليوم به من البدع التي حذر منها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال فيها: «كل بدعة ضلالة».
وليعلم أن من ابتدع في دين الله ما ليس منه فإنه يقع في عدة محاذير منها:
المحذور الأول: أن فعله يتضمن تكذيب ما دل عليه قول الله عز وجل: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِى مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} ، لأن هذا الذي أحدثه واعتقده ديناً لم يكن من الدين حين نزول الآية، فيكون الدين لم يكمل على مقتضى بدعته.
المحذور الثاني: أن ابتداعه يتضمن التقدم بين يدي الله ورسوله، حيث أدخل في دين الله تعالى ما ليس منه. والله سبحانه قد شرع الشرائع وحد الحدود وحذَّر من تعديها، ولا ريب أن من أحدث في الشريعة ما ليس منها فقد تقدم بين يدي الله ورسوله، وتعدى حدود الله ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون.
المحذور الثالث: أن ابتداعه يستلزم جعل نفسه شريكاً مع الله تعالى في الحكم بين عباده، كما قال الله تعالى: { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللهُ وَلَوْلاَ كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِىَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} .
المحذور الرابع: إن ابتداعه يستلزم واحداً من أمرين، وهما: إما أن يكون النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جاهلاً بكون هذا العمل من الدين، وإما أن يكون عالماً بذلك ولكن كتمه، وكلاهما قدح في النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أما الأول فقد رماه بالجهل بأحكام الشريعة، وأما الثاني فقد رماه بكتمان ما يعلمه من دين الله تعالى.
المحذور الخامس: أن ابتداعه يؤدي إلى تطاول الناس على شريعة الله تعالى، وإدخالهم فيها ما ليس منها، في العقيدة والقول والعمل، وهذا من أعظم العدوان الذي نهى الله عنه.
المحذور السادس: أن ابتداعه يؤدي إلى تفريق الأمة وتشتيتها واتخاذ كل واحد أو طائفة منهجاً يسلكه ويتهم غيره بالقصور، أو التقصير، فتقع الأمة فيما نهى الله عنه بقوله: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَائِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} وفيما حذر منه بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِى شَىْءٍ إِنَّمَآ أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} .
المحذور السابع: أن ابتداعه يؤدي إلى انشغاله ببدعته عما هو مشروع، فإنه ما ابتدع قوم بدعة إلا هدموا من الشرع ما يقابلها.
وإن فيما جاء في كتاب الله تعالى، أو صح عن رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الشريعة لكفاية لمن هداه الله تعالى إليه واستغنى به عن غيره، قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ مَّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٌ لِّمَا فِى الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} . وقال الله تعالى: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّى هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَاىَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى} .

أسأل الله تعالى أن يهدينا وإخواننا المسلمين صراطه المستقيم، وأن يتولانا في الدنيا والآخرة إنه جواد كريم، والحمد لله رب العالمين.

انتهى بقلم كاتبه الفقير إلى الله محمد الصالح العثيمين في 21/8/1403هـ.


[المصدر: مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين، 20/ 25- 33]

رحم الله العلامة الفقيه إبن عثيمين، وأسكنه الله فسيح جناته.

أبو عبد الرحمن الجزائري
2012-06-26, 02:06
جزاك الله خيرا
وجزى الله ورحم الشيخ العالم الورع الفقيه الجليل صالح ابن العثيمين ..
فالنستغل ما ينفعنا ونترك ما يضرنا ...بارك الله فيكم

محمد 1392
2012-06-26, 04:48
بارك الله فيكم

ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-06-26, 17:30
جزاك الله خيرا اختي العزيزة على الموضوع
الرائع
بارك الله فيكي اخية

ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-06-26, 17:31
جزاك الله خيرا
وجزى الله ورحم الشيخ العالم الورع الفقيه الجليل صالح ابن العثيمين ..
فالنستغل ما ينفعنا ونترك ما يضرنا ...بارك الله فيكم
شكرا اخي الفاضل
بارك الله فيك

ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-06-26, 17:32
بارك الله فيكم
فيك بارك الله

**نعم أطيعك ياربي**
2012-07-03, 19:29
بارك الله فيك

ibra34
2012-07-03, 20:55
بارك الله فيك أخي

ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-07-04, 10:30
وفيك بارك الله بارك الله فيك

بارك الله فيك أخي
وفيك بارك الله

الطيب الصحراوي
2012-07-05, 09:32
السلام عليكم ، أود من الاخت جمانة السلفية أن تبدي رايها فيما يخص رسالة الشيخ عبد المحسن العباد الحث على اتباع السنة إن كات قد اطلعت عليها وكذا رسالة الشيخ العلامة : بكر بن عبد الله أبو زيد : تصنيف الناس بين الظن واليقين ، رسالة : درء الفتنة عن أهل السنة .

ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-07-05, 11:32
السلام عليكم ، أود من الاخت جمانة السلفية أن تبدي رايها فيما يخص رسالة الشيخ عبد المحسن العباد الحث على اتباع السنة إن كات قد اطلعت عليها وكذا رسالة الشيخ العلامة : بكر بن عبد الله أبو زيد : تصنيف الناس بين الظن واليقين ، رسالة : درء الفتنة عن أهل السنة .


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الطيب الكريم
لقد خرجت عن صلب الموضوع وليس هذا هو مكانه وقته شهر رمضان المبارك شهر الصيام والقيام والعبادة والتلاوة والإخلاص لرب العالمين وفي كل بلد المسلمين على الابواب اا البعض مازال الحقد والضغينة شغلت الناس به وأشعلت القلوب والنفوس بنيران الفتن فطار به بعض اخواني أشراً وبطراً.

فسامحك الله أن كان قصدك أن توقع بي بهذه الاسئلة أم كان مجرد إستفسار
فأجيبك أنني بالطبع إطلعت إليها وقرئتها وإن كان قصدك أن أوقع فيهم وأقلل كلامي لشخصهم فأنت مخطئ جدا
(إن منهج الله ثابت، وقيمه وموازينه ثابته، والبشر يبعدون أو يقربون من هذا المنهج، ويخطئون ويصيبون في قواعد التصور وقواعد السلوك. ولكن ليس شئ من أخطائهم محسوبا على المنهج، ولا مغيرا لقيمه وموازينه الثابته.


وحين يخطئ البشر في التصور أو السلوك، فإنه يصفهم بالخطأ وحين ينحرفون عنه فإنه يصفهم بالانحراف ولا يتغاضى عن خطئهم وانحرافهم – مهما تكن منازلهم وأقدارهم – ولا ينحرف هو ليجاري انحرافهم! ونتعلم نحن من هذا، أن تبرئة الأشخاص لا تساوي تشويه المنهج! وأنه من الخير للأمة المسلمة أن تبقى مباديء منهجها سليمة ناصعة قاطعة، وأن يوصف المخطئون والمنحرفون عنها بالوصف الذي يستحقونه – أيا كانوا – وألا تبرر أخطاؤهم وانحرافاتـهم أبدا، بتحريف المنهج، وتبديل قيمه وموازينه. فهذا التحريف والتبديل أخطر على الإسلام من وصف كبار الشخصيات المسلمة بالخطأ أو الانحراف.. فالمنهج أكبر وأبقى من الأشخاص)على أي أساس توجب نشر تلك الكتب، كتب التي شحنت بالبدع والضلالات الكبرى والأباطيل والإنحراف والترهات، ويمدحها ويغض الطرف عن قبائحها ومخازيها.كل ما أقوله في حق العلامة ابو بكر زيد ..رحمه الله ..

اللهم اغفر له و ارحمه و باعد بينه و بين خطاياه كما باعدت بين المشرق و المغرب

اللهم اغسله من الخطايا بالماء و الثلج و البرد اللهم نقه من الخطايا بالماء و الثلج و البرد

اللهم أبدله دارا خيرا من داره و أهلا خيرا من أهله..
واليك,
بيان موقف العلامة محمد بن صالح العثيمين من بدعة الامتحان بالأشخاص , حيث قال -رحمه الله- جوابا على السؤال التالي كما في لقاءات الباب المفتوح (149) :

"السؤال: هل لنا أن نحظى بتوجيهاتكم واقتراحاتكم كما تفضل إخوانكم علماء المملكة إلى قادة وأفراد الجماعات والأحزاب الإسلامية العاملة في الوطن الإسلامي الكبير، وذلك من أجل ولو ببداية خطوة أولى تبدأ بها على الدرب والمسيرة نحو لم الصدع واجتماع الكلمة وتوحيد الجهود فيما بينها أملاً في العمل الجاد المنظم للغاية الواحدة المرجوة وهي: رضوان الله تعالى ونصرة دينه وإعلاء كلمته، وللوقوف صفاً واحداً أمام المتربصين لهذه الأمة -أمة التوحيد- وحتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ؟ .

الجواب: أما السؤال الأول: فهو الجماعات المتفرقة المتحزبة التي طفحت على سطح الماء في هذه الآونة الأخيرة، بينما كان الشباب قبل سنوات اتجاههم سليم لا يعتقد أحدهم أن الآخر مضاد لله، أو أنه في جانب وهو في جانب، لكن بدأت في الآونة الأخيرة ما نزغ الشيطان بين شبابنا من التحزب والتحمس لطائفة معينة أو لشخص معين، حتى صار الولاء والبراء موقوفاً على من يحب هذا الشخص أو لا يحبه، ولا شك أن هذه وصمة عظيمة ومرض فتاك يذيب الأمة ويمزق شملها ويفرق شبابها .

فنصيحتي لأبنائي الشباب وإخواني: أن يدعوا هذا التحزب وأن يدعوا تصنيف الناس وألا يهتموا بالشخص المعين، ويجعلوا الولاء والبراء موقوفاً على الموالاة أو البراءة منه، وأن يأخذوا بالحق أينما كان ويدعوا الباطل أينما كان، ومن أخطأ من العلماء فخطؤه على نفسه، ومن أصاب فإصابته لنفسه ولغيره.

ولا يجوز إطلاقاً أن نعتقد أن أحداً معصوماً من الخطأ في دين الله إلا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فما بالنا نمتحن الناس الآن ونقول: ما تقول في كذا؟ ما تقول في الرجل الفلاني؟ ما تقول في الطائفة الفلانية؟ أكان الرسول (عليه الصلاة والسلام) يمتحن الناس بهذا؟ أم كان الصحابة يمتحنون الناس بهذا؟ إن هذا من شأن الشعب الضالة التي تريد أن تفرق الناس حتى لا يكون جبلاً راسياً أمام التحديات التي نسمعها كل يوم ونشاهدها في الصحف والمجلات ممن يحاربون هذا الدين وأهل الدين.
إذا تفرق الشباب الذي يقول: إنه يعتني بالإسلام ويغار للإسلام، إذا تفرقوا فمن الذي يجادل عن الإسلام ومن الذي يحاج هؤلاء المبطلين؟ أقول: أيها الشباب! ألم تعلموا أن هذا التفرق قرة عين الملحدين من العلمانيين وغيرهم؛ لأنهم يقولون: كفينا بغيرنا، لو أن أحداً من هؤلاء الملحدين، بل لو أن أمة من هؤلاء الملحدين أرادوا أن يفرقوا شباب الإسلام هذا التفريق وهذا التمزيق ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً لو خلصت النية وصلح العمل، أما الآن فالشباب في وضع يؤسف له .

لهذا أنا أناشدهم الله عز وجل أن يكفوا عن هذا التحزب، وأن يكونوا أمة واحدة، قال الله عز وجل: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}[الأنبياء:92] وألا يهتم الإنسان بالتحزب لفلان أو لفلان، أو للطائفة الفلانية أو الطائفة الفلانية فلينظر طريقه وليشق طريقه إلى الله، وهذه التحزبات وهذه المجادلات لا شك أنها تصد الإنسان عن دين الله، لو فتشت عن قلوب هؤلاء الذين يغالون في بعض الأشخاص، ويعتقدون فيهم العصمة، وإذا وقع الخطأ منهم قالوا: لعلهم رجعوا عن هذا الخطأ؛ لأن الأخطاء التي تقع من بعض الناس إن كانت تحتمل التأويل أولوها على المعنى الصحيح، وإن كانت لا تحتمل قالوا: رجع عنه، وهذا غلط، ما عليهم من هذا الرجل الذي أخطأ خطؤه على نفسه، والله هو الذي يحاسبه. على الإنسان أن ينظر طريقه إلى الله عز وجل كيف يعبد الله؟ وكيف يصل إلى دار كرامته؟ وليس له شأن في الناس. هذا باعتبار السؤال الأول. أرى أنه يجب أن يتحد الهدف ويتحد العمل وألا يكون همنا التعصب لحزب أو طائفة أو شخص، ليكن همنا الوصول إلى شريعة الله عز وجل وأن نتحد عليها ونتفق عليها. هذه واحدة" .

هذه فتوى الشيخ صالح الفوزان حول عدم مشروعية الامتحان بالأشخاص سوى النبي (صلى الله عليه وسلم) , كما قال حفظه الله جوابا عن السؤال التالي :

السؤال: فضيلة الشيخ - وفقكم الله - هناك ظاهرة عند بعض الشباب وهي الامتحان بالأشخاص ، فإن وافقته فأنت من أهل السنة وإن خالفته فأنت مبتدع ، فما النصيحة في ذلك؟.
الجواب : النصيحة ان نقول : من وافق الكتاب والسنة فهو من اهل السنة دون النظر على الأشخاص , إلا محمد (صلى الله عليه وسلم) ؛ فنحن لا نتبع إلا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} , وأما غيره فمن اتبعه اقتدينا به , ومن خالفه فإننا نخالفه , فالمقتدى هو الرسول (صلى الله عليه وسلم) ولهذا يقول شيخ الإسلام –رحمه الله- : (من زعم أن شخصا يجب اتباعه غير الرسول (صلى الله عليه وسلم) فإنه يستتاب , فإن تاب وإلا قتل) لأنه أثبت أن هناك من يتبع غير الرسول (صلى الله عليه وسلم) , فلا يتبع إلا من اتبع الرسول (صلى الله عليه وسلم).
ولا نمتحن الناس بالأشخاص , وإنما نمتحنهم بالكتاب والسنة واتباع الرسول (صلى الله عليه وسلم) , إذا أرت أن تمتحن بشخص , امتحنه بالرسول (صلى الله عليه وسلم) لأنه هو الذي يجب اتباعه والاقتداء به" .
وهذه فتوى الشيخ عبد الله العبيلان في مسألة الامتحان بالأشخاص .


السؤال : ما رأيكم في امتحان الناس وإلزام طلبة العلم بقول العلماء في تجريح الأشخاص أو غيرها من القضايا الخلافية بين أهل السنة؟

الجواب :هذا فيه تفصيل :
أما إن كان المتكلم فيه من أئمة البدع والذي لايختلف أهل السنة فيه فيجب على المسلم أن يعتقد فيه مااعتقده أهل السنة وإلا خرج عن سبيلهم إن كان عنده علم .
وأما إن كان المتكلم فيه من أهل السنة ووقع في خطأ في العلم يعتقد بعض أهل العلم أنه مخرج له من السنة فهذا لايلزم من لم يتبين له ذلك أو رأى خلافه أن يقلد فيه غيره .
ومن اعتقد لزوم ذلك لكل مسام فقد شاق الله ورسوله فإن الحق المطلق والولاء المطلق لايكون إلا للرسول الله عليه السلام قيل لابن عباس : (انت على ملة علي او عثمان فقال بل أنا على ملة رسول الله عليه السلام) , وهو سبيل للوقوع فيما وقعت فيه اليهود والنصارى قال تعالى {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }البقرة113 والله اعلم0
فتوى ذات صلة للشيخ فلاح اسماعيل مندكار


السؤال: طالب علم سلفي إمام مسجد ولديه من الدروس السلفية الكثيرة ووافق الحق في مسألة أبي الحسن المأربي ومسألة فالح الحربي وحذر منهما ، وأصيب بحالة سحر وذهب للعلاج ، ولا ينجب بسبب السحر ، والسحر تعدى منه إلى عائلته، والسؤال: نحن ندرس عليه ولم نلاحظ إلا أن أحيانا تؤلمه رأسه وأحيانا بطنه، والله إننا نعجز عن تصديق هذا وخصوصا على ما نعلمه عنه من أخلاق طيبة وتقوى نحسبه كذلك والله حسيبه هل يمكن للجن أن يتلبس به وأن يفعل هذه الأفاعيل؟ وذلك أنه أخبرنا بعض المقربين منه أنه ما كان يرقى ويُقرأ عليه ، وحالته في تحسن مستمر، وهل يستطيع الجن فعل ذلك؟ لأننا أصبحنا في حيرة من أمرنا وهل نأخذ عنه العلم؟

الجواب: بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه وبعد ، لا يضر طالب العلم كونه لا ينجب.
وأبو الحسن ليس ميزانا يوزن به الناس, وكذلك فالح. نحن عندنا أصول عظيمة, أصول السلف, أصول الصحابة رضي الله عنهم, والمنهج عام في جميع الأمور, لا نجعل الرجال موازين ومقاييس, بل الرجال هم الذين يوزنون بميزان الحق.
أما الذي فهمته من الإشكال الذي عندهم أنه هل يصلح أن يكون طالب علم وعلى المنهج والجادة ثم يتلبس به جن؟ نعم, ما يمنع, يكفيك في هذا الصحابية التي كانت تصرع, والنبي صلى الله عليه وسلم خيرها بين أن تصبر على البلاء ولها الجنة, وبين أن يدعو لها بالشفاء, فاختارت بقاء البلاء والجنة. فما يمنع أن يكون الإنسان من الأتقياء والمستقيمين ويصاب بمس أو سحر أو عين أو غيرها وهذا من باب البلاء, نرجو أن يكون هذا من باب البلاء وليس من باب العقوبة (أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل), أيوب عليه السلام مرض نحوا من عشرين عاما , ما يمنع أن يؤخذ عنه العلم ما دام أنه على الجادة, والتزم المنهج الصحيح ، وعليك بالدعاء له وللجميع بالعفو والعافية والشفاء .

قال العلامة محمد البشير الإبراهيمي -رحمه الله-:
( أوصيكم بالابتعاد عن هذه الحزبيات التي نَجَمَ بالشّر ناجمُها، وهجم ـ ليفتك بالخير والعلم ـ هاجمُها، وسَجَم على الوطن بالملح الأُجاج ساجِمُها، إنّ هذه الأحزاب! كالميزاب؛ جمع الماء كَدَراً وفرّقه هَدَراً، فلا الزُّلال جمع، ولا الأرض نفع! )
فهذه إجابات سديدة للشيخ العلامة عبيد الجابري في مسألة الامتحان، أحببت أن أقدمها بين يدي إخواننا السلفيين لعلهم يستفيدون منها -إن شاء الله تعالى-.


س: قَضِيَّة الامْتِحَان فِي الاجتْهَاد بَعْضُ المَشَايِخ لهم اجْتِهَاد فِي تَبْدِيع فُلاَن، وَالآخرُ لاَ يَرَى تَبْدِيعُهُ ثُمَّ يُمْتَحَنُون طُّلاَب العِلْم فِي اجْتِهَاد العَالِم الفُلاَنِي أَوَّ الشَّيْخ الفُلاَنِي فَيْحْصُلُ الشِّقَاق وَالفُرْقَةُ فِي هَذَا؟
الشَّيخ عبيد الجابري -حفظه الله-: هَذَا مَا يَنْبَغِي. هَذَا خَطَأ .
الَّذِي أَعْلَمُهُ مِنْ سِيرَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ فِي هَذَا أَنَّ الامتِحَان لَهُ مُسَوِّغَاتٍ شَرْعِيَّةِ؛ مِنْها: الشَّكُ –مَثَلاً- مَعْرِفَة هَلْ هُوَ مُسْلِم أَمْ لاَ ؟ كَمَا فَعَلَ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم مَعَ الجَارِية وسَيِّدِهَا مُعَاويَة بْن الحَكَم رضي الله عنه قَال: "جِئْنِي بِهَ أَنْظُر أَمُؤْمِنَة أَمْ لاَ ؟" كَذَلِكَ الشَّخْص الَّذِي تَسْتَرِيب مِنْهُ وَلاَ تَطْمِئِنُ إِلَيْهِ وَتَخْشَى أَنَّهُ عِنْدَهُ اُمُورٌ تُخَالِف مَا أنْتَ عَلَيْهِ مِنْ مَنْهَج الحَقّ فَلَكَ أَنْ تَمْتَحِنَهُ ؛ وَالامتِحَان كَيْف؟ الامتِحَانُ يَكُونُ فِي الفُضَلاَء، وَأَنَا ذَكَرتُ هَذَا فِي مُحَاضَرة . قُلْتُ أَنَّهُم يُمْتَحَنون -أَهْلَ الأَقْطَار - فِي عُلَمَائِهِم؛ وَلِهَذَا قَالُوا امْتَحِنُوا أَهْلَ المَدِينِةِ فِي مَالِك، وَأَهْلَ المُوصْل فِي المُعَافَى بْن عِمْرَان، وَأَهْلَ الكُوفَةِ فِي سُفْيَان، وَأَهْلَ الشَّام فِي الأَوْزَاعِي، وَأَهْلَ مِصْر فِي الليث بن سَعد، وَكَانُوا هَكَذا إِذَا رَأوا مِنَ الوَافِدِينَ عَلَيْهِم ثَنَاءً وَمَحَبَّةً لِهُؤُلاَءِ وَأَمْثَالِهِم قَرَّبُوهم، وَإِنْ رَأوا مِنْهُم جَفَاءً وَذَمًّا وَذِكْر سُوء فَإِنَّهُم يُبْعِدُونَهُم .
أَمَّا مَا يَلجأُ إِلَيْهِ بَعضُ النَّاسِ مَاذَا تَقُولُ فِي فُلان مَثلاً الَّذِي تَكَلَّم فِي فُلاَن ؟ لاَ هَذا لَيْسَ بِسَائِغ، هَذا لَيْسَ بِسَائِغ .
وَأَنَا أَقُولُ لَكُم مِثل أَبِي الحَسَن نَحن نَرَاهُ مُنْحَرِفًا؛ بَل -والله- ثَبَتَ عِنْدِي أَنَّهُ قُطْبيٌّ مُحْتَرِق بِشَهَادَةِ بَعْض مَنْ كَانَ مَعَهُ مُقَرَّبًا إِلَيْهِ، شَهِدَ عَلَيْهِ بَاللهِ أَنَّهُ دَرَّسَ "مَعالِم فِي الطَّرِيق" مَرَّتَيْن؛ تَدْرِيسُ تَلْمَذَة وَإِفَادَة، لاَ تَدْرِيسُ نَقَد.
فَنَحْنَ لاَ نَمْتَحِنُ النَّاس فِي أبِي الحَسَن -يَعْنِي- إِذَا جَاءَنَا نَاسٌ مِنَ اليَمَن .
لَذَلَكَ نَقُولُ للنَّاس مَن أَيْنَ قَدِمت للتَّعَرُّف؟ فَإِنْ رَأَيْنَاهُ يُثْنِي عَلَى أَهْلِ السُّنَّةِ خَيْرًا أَحْبَبْنَاهُ، وَإِنْ رَأَيْنَاهُ سَاكِتًا، فَنَحْنُ نَقُولُ هَذَا مَسْتُورٌ عِنْدَنَا لاَ نَحْكُمُ عَلَيْهِ بِشَيء.
لَكِنْ مَن يَطْعَنُ بِعُلَمِائِنَا الَّذِينَ شَهِدَت لَهُمُ الأُمَّة -وَلاَ عِبْرَة بِمَن شَذَّ- شَهِدَت لَهُمَ الأُمَّة بِالرَّسُوخ فِي العِلَم، وَاسْتِقَامَةِ المَنْهَج، وَصِحَّة المُعْتَقَد، وَالفِقَه فِي دِينِ الله، مَن طَعَن فِيهِم لاَ نُحِبُّهُ؛ رَجَل سُوء.


س: نَحْتَاج إِلَى كَلام مُبَارَك حَوْلَ ضَوَابِط مُتَعَلِّقة فِي الامْتِحَان نَفْسَه؟ مَا فِي ضَوَابِط يَا شَيخ بَالمُمْتَحَنِ بِهِ؟
الشَّيخ عبيد الجابري -حفظه الله-: يَكُونُ صَاحِبُ سُنَّة، أَنَا قُلْتُ يمْتَحَن النَّاسُ فِي الفُضَلاء. أَنَا إِلَى الآن لا أَعْلَمُ أَنِّي قُلْتُ لإنْسَانٍ مَا حَدِّد لِي مَوْقِفَكَ مِنْ أَبِي الحَسَن، أَنَا لاَ أَعْلَمُ أَنِّي قُلْتُ هَذَا. لأَنِّي رَدَدّت عَليه وَبَيّنت حَالَهُ حَسبَ مَا ظَهَرَ لِي وَانْتَهِيت، حَتَّى الآن يُقَالُ أَنَّهُ يُصْدِرُ فِينَا أَشْيَاء لَكِن أَنَا لاَ أَعْبَأُ بِهَا، هِي لَيَسْت قَضِيَّة تَشَفِّي وَحَظّ نَفْس، لا؛ بَيَان أَمْر خَالَفَ فِيهِ الرَّجُل وَردَدنَا عَلَيْه بِالدَّلِيل .


س: مَنْ يَتَوَلَّى الامْتِحَان؟ هَل هُمْ صِغَار طَلَبَةِ العِلم أَمْ العُلَمَاء الراسخين أم من يتولى ذلك؟
الشَّيخ عبيد الجابري –حفظه الله-: مَنْ هُوَ أَهْل لِذَلِكَ يَعْنِي صَاحِب عِلم وَفِقه .


س: وَالآن المَوجود فِي السَّاحة الآن أصبح صغار الطَّلَبَة ما هُم كِبارُ أهْلِ العِلْم الفُضَلاء المَشُهورين بالعِلْم والرُّسُوخ بالعِلْم؟.
الشَّيخ عبيد الجابري –حفظه الله-: نحن ما علينا يا ابني، نَحَنُ عِنَدَنا قَوَاعِد شَرْعِيَّة نَنطَلِق مِنهَا.


س: لا بَأس نُحَنُ نُعَالج الوَاقِع؟؟
الشَّيخ عبيد الجابري –حفظه الله-: لا، مَا يَنْبَغِي، هَؤلاَء خَيرٌ لَهُم أنْ يَنْشَغِلُوا بِالعِلْمِ وَتَحْصِيلِهِ، وَطُرُقِ اسْتِنْبَاطِ الأَحْكَامِ مَنَ الأَدَلَّةِ، حَتَّى الرُّدُود سَوَاء مِنّا أَو مِن غَيْرِنَا نَحْنُ لاَ نَنْصَحُ أَنْ يَكُونَ شُغْلَهُ الشَّاغِل، لا ننصح؛ بَلْ رَدَّ -مَثَلاً- أَخٌ لِي فِي السُّنَّةِ عَلَى فُلاَن كَفَى كَانَ فَرْضُ كِفَايَة انتهى الأمر، الشّيخ رَبِيع -حَفِظَهُ اللهُ وَإِيَّاكُم وَإِيَّانَا بِالسُّنَّة- لَمَّا رَدَّ عَلَى سَيّد قُطُب نَحَنُ لَماّ اطَّلَعْنَا عَرَفْنَا أَنَهُ أَصَابَ فِي هَذَا يَكْفِي.
لَوْ جَاءَ شَخْصٌ مِنَ المَوَالِينَ لابْن قُطُب أَنَا مَا أَعْبَاُ بِهِ؛ لأَنَّ هَذَا بَابٌ إِذَا انْفَتَحَ لا يَنْغَلِق فَمَشْغَلَة، أنَا استَقَرَّ عِنْدِي أَنَّ الشِّيخ رَبِيع -حِفَظهُ الله- أَبَانَ عَنْ سَيّد قُطُب وَكَشَفَهُ، وَكَشف بَلاياهُ وَمَخَازِيَهُ وأَنَّهُ لَيْسَ بِشَيءٍ، يجيءُ شَخْص يَرُدُّ عَلَى الشِّيخ رَبِيع أَنَا مَا أَعْبَأُ بِهِ؛ لأَنِّي فَهِمْتُ مَا كَتَبَهُ أَخِي هَذَا فِي سيّد قُطُب كَمَا أَنَّهُ سَبَقَهُ بِشَيءٍ الشِّيخ عَبدالله بْن أحمد الدويش-رَحِمَهُ الله- فَإِنَّهُ أَحْصَى عَلَى الرَّجُلِ فِي التَّفِسير إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِئَة خَطِيئَة؛ الكِتَابٌ مَعْرُوف "المورد العذب الزلال" أَبَانَ فِيهَا مَا تَضَمَّنَهُ أَوْ مَا ضَمَّنَهُ الرَجُلُ فِي هَذَا الكِتاب مِن: وُحدة الوجود، وَالجَبر، وَالتَّعْطِيل، وَالقَوْلُ بِخَلْقِ القُرْآن، وَالتَّكفير الجُزَاف إِلَى غَيْر ذَلِكَ، يكْفِينِي، أَمَّا إِنِّي أُجَارِي كُلُّ وَاحِد، بَابٌ لاَ يَنْغَلِق أَبَدًا؛ فيهِ مَشْغَلَة.

من شريط: الموقف الحق من المخالف.
.قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في الرد على البكري (2\705) : "فغير الرسول صلى الله وعليه وسلم إذا عبر بعبارة موهمة مقرونة بما يزيل الإيهام كان هذا سائغا باتفاق أهل الإسلام .
وأيضا : فالوهم إذا كان لسوء فهم المستمع لا لتفريط المتكلمين لم يكن على المتكلم بذلك بأس ولا يشترط في العلماء إذا تكلموا في العلم أن لا يتوهم متوهم من ألفاظهم خلاف مرادهم , بل ما زال الناس يتوهمون من أقوال الناس خلاف مرادهم ولا يقدح ذلك في المتكلمين بالحق". اختم بكلام الشيخ ربيع السنة

قال الشيخ ربيع بن هادي سدده الله :


(( الحدادية لهم أصل خبيث وهو أنهم إذا ألصقوا بإنسان قولاً هو بريء منه ويعلن براءته منه، فإنهم يصرون على الاستمرار على رمي ذلك المظلوم بما ألصقوه به، فهم بهذا الأصل الخبيث يفوقون الخوارج ))


.