saqrarab
2012-06-25, 12:54
لماذا فرح الغزيون بفوز مرسي ؟!
غزة – الرسالة نت
لم ينس الغزيون تصريحات وزير الخارجية المصري السابق أحمد أبو الغيط حينما قال "إنه سيكسر رجل كل من يحاول اجتياز الحدود مع قطاع غزة".
تلك التصريحات لم تكن السبب الوحيد الذي دفع سكان القطاع للخروج ابتهاجا بفوز محمد مرسي رئيسا لمصر وخسارة شفيق.
فسكان القطاع المحاصر يعلقون آمالا عريضة على الرئيس المصري الجديد، ليحل عقدة الحصار المفروض منذ العام 2007، وينهي سنوات الظلم والقهر التي شهدوها إبان النظام السابق على مدى ثلاثين عاما، ولأنهم يعتبرون أيضاً أن فوز أحمد شفيق -الذي يعد امتداداً للنظام السابق- كان سيساهم في استمرار معاناتهم.
في غزة لا نتحدث عن احتفالات عادية كتلك التي أحيتها الشعوب العربية ، فكلمات التهنئة التي تبادلها الفلسطينيون والمعانقة الحارة وأصوات زخات الرصاص تعكس مدى فرحتهم بفوز مرسي، وانتهاء عهد من شارك في حصارهم.
ولأن النظام المصري السابق كان حليفاً قوياً لـ(إسرائيل) والسلطة الفلسطينية، لم يرق له صعود إسلاميين مثل "حماس" إلى سدة الحكم، لذا عمد إلى تضييق الخناق على القطاع بالتزامن مع العزلة الدولية التي فرضتها عليه عدة أطراف أهمها (إسرائيل) والاتحاد الأوروبي وواشنطن.
ولما أضحى معبر رفح البري بين القطاع ومصر نافذة غزة الوحيدة على العالم، بفعل إغلاق المعابر التجارية الأربعة، امتنع النظام المصري عن فتحه بموجب بروتوكول المعابر بين السلطة ومصر والاتحاد الأوروبي، الأمر الذي فاقم معاناة مليون ونصف المليون مواطن كانوا يقبعون تحت الحصار الخانق الذي فرضته (إسرائيل).
وبلغ عدد ضحايا الحصار من المرضى الممنوعين من السفر لتلقي العلاج نحو 350 ضحية، حسب تقديرات وزارة الصحة بغزة.
وتعمد النظام المصري السابق إذلال الغزيين المغادرين عبر معبر رفح، حيث تعامل مع المئات منهم كمسجلين خطر، واقتاد العشرات إلى السجون المصرية، واخضع المئات إلى التحقيق، فيما ابتز المرضى ورفض إدخال عدد منهم إلى أراضيه لتلقي العلاج.
وحسب شهادات عدد من المفرج عنهم من السجون المصرية، فإن الأمن المصري كان يعتقل الفلسطينيين من بينهم قادة عسكريون مطلوبون للاحتلال الصهيوني، دون أن يوجه لهم أية تهمة تذكر.
وزادت حدة التوتر بين حركة حماس التي تدير قطاع غزة منذ حزيران/ يونيو 2007 والنظام المصري السابق، إثر محاربة الأخير "للأنفاق" الواقعة أسفل الحدود المصرية- الفلسطينية، لتأكيد حسن النوايا (للإسرائيليين) والامريكيين، مما تسبب في قتل العشرات من الفلسطينيين.
وتعمقت الفجوة بين الغزيين والنظام المصري الحاكم، بعدما أقدم الأخير في ديسمبر 2009 على إقامة جدار فولاذي على الحدود مع غزة، بزعم حفظ الأمن القومي.
وحالت مصر مرارا دون إدخال قوافل المساعدات المتضامنة مع قطاع غزة المحاصر، خصوصا تلك التي كان يقودها النائب البريطاني السابق "جورج جالاوي"، فضلا عن اعتدائها بالهراوات على عشرات المتضامنين الأجانب الذين اتهموا النظام المصري بمحاصرة غزة.
وبعد تقلد مرسي لكرسي الرئاسة يأمل الغزيون بتبدل أوضاعهم بأن يعفي الرئيس المصري غزة من ضريبة الحصار المفروض عليها، وأن يسهم في انهاء ازمة الوقود ويعين المواطنين على حرية التنقل عبر معبر رفح البري.
ويرى مراقبون على الساحة الفلسطينية أن ملف الحصار يعد من أهم الملفات التي يرتجي الفلسطينيون من الرئيس الجديد إغلاقها إلى غير رجعة، خصوصا أن هذا الملف يمثل تحدياً كبيراً للسياسة الصهيونية التي أرادت فرض عزلة سياسية دولية على القطاع، فضلا عن تجويع مواطنيه.
وأكد المراقبون أن المواطنين الفلسطينيين يتطلعون إلى تجاوز ازمة معبر رفح المشغل بشكل مؤقت كجزء من سياسة الحصار الظالم، على أن تتاح الحرية للمواطنين بالمرور عبر النافذة الوحيدة التي تربطهم بالعالم بشكل سلس، يضمن عدم التعرض للمضايقة أو الترحيل أو المنع.
ويرنو الفلسطينيون إلى أن يصلح الرئيس الجديد ما افسده الانقسام بين قطبي الصراع على الساحة الفلسطينية (حركتي حماس وفتح)، ذلك بعدما أخفقت سلسلة حوارات رعاها جهاز المخابرات المصرية، في إخراج الاتفاقات إلى النور.
وأمام أمنيات الشعب الفلسطيني تسود حالة من القلق والترقب وسط الكيان الصهيوني الذي يتخوف من صعود مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي- القريب من حماس- إلى منصب رئيس الجمهورية، ليخلف "مبارك" الذي تنحى بعد اندلاع ثورة يونيو 2011.
ويتعامل الساسة (الإسرائيليون) بحذر شديد في هذا الموضوع، حيث تجنبوا مهاجمة أي طرف من المرشحين، كما لم تصدر عنهم أية تصريحات بعد إعلان النتائج بفوز مرسي حتى لحظات إعداد هذا التقرير.
غزة – الرسالة نت
لم ينس الغزيون تصريحات وزير الخارجية المصري السابق أحمد أبو الغيط حينما قال "إنه سيكسر رجل كل من يحاول اجتياز الحدود مع قطاع غزة".
تلك التصريحات لم تكن السبب الوحيد الذي دفع سكان القطاع للخروج ابتهاجا بفوز محمد مرسي رئيسا لمصر وخسارة شفيق.
فسكان القطاع المحاصر يعلقون آمالا عريضة على الرئيس المصري الجديد، ليحل عقدة الحصار المفروض منذ العام 2007، وينهي سنوات الظلم والقهر التي شهدوها إبان النظام السابق على مدى ثلاثين عاما، ولأنهم يعتبرون أيضاً أن فوز أحمد شفيق -الذي يعد امتداداً للنظام السابق- كان سيساهم في استمرار معاناتهم.
في غزة لا نتحدث عن احتفالات عادية كتلك التي أحيتها الشعوب العربية ، فكلمات التهنئة التي تبادلها الفلسطينيون والمعانقة الحارة وأصوات زخات الرصاص تعكس مدى فرحتهم بفوز مرسي، وانتهاء عهد من شارك في حصارهم.
ولأن النظام المصري السابق كان حليفاً قوياً لـ(إسرائيل) والسلطة الفلسطينية، لم يرق له صعود إسلاميين مثل "حماس" إلى سدة الحكم، لذا عمد إلى تضييق الخناق على القطاع بالتزامن مع العزلة الدولية التي فرضتها عليه عدة أطراف أهمها (إسرائيل) والاتحاد الأوروبي وواشنطن.
ولما أضحى معبر رفح البري بين القطاع ومصر نافذة غزة الوحيدة على العالم، بفعل إغلاق المعابر التجارية الأربعة، امتنع النظام المصري عن فتحه بموجب بروتوكول المعابر بين السلطة ومصر والاتحاد الأوروبي، الأمر الذي فاقم معاناة مليون ونصف المليون مواطن كانوا يقبعون تحت الحصار الخانق الذي فرضته (إسرائيل).
وبلغ عدد ضحايا الحصار من المرضى الممنوعين من السفر لتلقي العلاج نحو 350 ضحية، حسب تقديرات وزارة الصحة بغزة.
وتعمد النظام المصري السابق إذلال الغزيين المغادرين عبر معبر رفح، حيث تعامل مع المئات منهم كمسجلين خطر، واقتاد العشرات إلى السجون المصرية، واخضع المئات إلى التحقيق، فيما ابتز المرضى ورفض إدخال عدد منهم إلى أراضيه لتلقي العلاج.
وحسب شهادات عدد من المفرج عنهم من السجون المصرية، فإن الأمن المصري كان يعتقل الفلسطينيين من بينهم قادة عسكريون مطلوبون للاحتلال الصهيوني، دون أن يوجه لهم أية تهمة تذكر.
وزادت حدة التوتر بين حركة حماس التي تدير قطاع غزة منذ حزيران/ يونيو 2007 والنظام المصري السابق، إثر محاربة الأخير "للأنفاق" الواقعة أسفل الحدود المصرية- الفلسطينية، لتأكيد حسن النوايا (للإسرائيليين) والامريكيين، مما تسبب في قتل العشرات من الفلسطينيين.
وتعمقت الفجوة بين الغزيين والنظام المصري الحاكم، بعدما أقدم الأخير في ديسمبر 2009 على إقامة جدار فولاذي على الحدود مع غزة، بزعم حفظ الأمن القومي.
وحالت مصر مرارا دون إدخال قوافل المساعدات المتضامنة مع قطاع غزة المحاصر، خصوصا تلك التي كان يقودها النائب البريطاني السابق "جورج جالاوي"، فضلا عن اعتدائها بالهراوات على عشرات المتضامنين الأجانب الذين اتهموا النظام المصري بمحاصرة غزة.
وبعد تقلد مرسي لكرسي الرئاسة يأمل الغزيون بتبدل أوضاعهم بأن يعفي الرئيس المصري غزة من ضريبة الحصار المفروض عليها، وأن يسهم في انهاء ازمة الوقود ويعين المواطنين على حرية التنقل عبر معبر رفح البري.
ويرى مراقبون على الساحة الفلسطينية أن ملف الحصار يعد من أهم الملفات التي يرتجي الفلسطينيون من الرئيس الجديد إغلاقها إلى غير رجعة، خصوصا أن هذا الملف يمثل تحدياً كبيراً للسياسة الصهيونية التي أرادت فرض عزلة سياسية دولية على القطاع، فضلا عن تجويع مواطنيه.
وأكد المراقبون أن المواطنين الفلسطينيين يتطلعون إلى تجاوز ازمة معبر رفح المشغل بشكل مؤقت كجزء من سياسة الحصار الظالم، على أن تتاح الحرية للمواطنين بالمرور عبر النافذة الوحيدة التي تربطهم بالعالم بشكل سلس، يضمن عدم التعرض للمضايقة أو الترحيل أو المنع.
ويرنو الفلسطينيون إلى أن يصلح الرئيس الجديد ما افسده الانقسام بين قطبي الصراع على الساحة الفلسطينية (حركتي حماس وفتح)، ذلك بعدما أخفقت سلسلة حوارات رعاها جهاز المخابرات المصرية، في إخراج الاتفاقات إلى النور.
وأمام أمنيات الشعب الفلسطيني تسود حالة من القلق والترقب وسط الكيان الصهيوني الذي يتخوف من صعود مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي- القريب من حماس- إلى منصب رئيس الجمهورية، ليخلف "مبارك" الذي تنحى بعد اندلاع ثورة يونيو 2011.
ويتعامل الساسة (الإسرائيليون) بحذر شديد في هذا الموضوع، حيث تجنبوا مهاجمة أي طرف من المرشحين، كما لم تصدر عنهم أية تصريحات بعد إعلان النتائج بفوز مرسي حتى لحظات إعداد هذا التقرير.