نورالياسمين
2012-06-24, 16:44
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته هذه خاطرة في ذكرى مرور سنة من وفاة خالي العزيز الذي وافته المنية وهو لم يطفئ شمعته الأربعين فادعوا له بالرحمة و الصلاح لوردتيه البريئتين
في ذكرى رحيل ضياء سطع مدة أربعين سنة، شهيد جاهد لخمس عشرة يوما، والد تمتع بالأبوة مدة أربع سنين، مناضل كافح ليعلي راية الحق فمات في سبيلها، إبن بار ، قدوة عالية ، إسم على مسمى، و كأن أمه يوم وضعته أرادت أن تشق له من صفات النبي كما شقت له من إسمه، نعم رسول الأمة بعد نبيها فلابد الذي منحه تلك الصفات التي حملها معه حتى آخر نفس نفضه، كان له من الحكمة ما حملته من معان غموض موته، نعم توفي و دفن سره معه، مات ولكن مازال نوره يسطع في دنياه، فمن خلف أبناء لم يمت، مات ولكن الشهيد يحيا عند ربه مرزوقا لم يمت، مات ولكن نضاله تواصله الأجيال و لا تزال تكتب عنه الأقلام فلم يمت، مات ولكن عمله لم ينقطع فكما أعلى كلمة الحق لنصرة المظلوم، تدعو له الأمة كبارا و صغارا، شيوخا و عجائز، غنيا وفقيرا، بعيدا و قريبا ، فحتى لو ماتت جثته فعمله لم يمت.
يقبل قلمي هاذي الورقة لعله يجف دمعي، تدمع مقلي رثاء على أخ و صديق، روح أو شبح لا أدري من تكون ولكن أصبحت أعشق النوم في غير حينه لعل لقياك في المنام تسكن اضطرابي، أكتب اليوم كما لم أكتب أبدا، فأنا لم أكن قط شاعرا و لا أديبا، ينسج قلمي كلماتي بالدموع، و ينطق فاهي حروفي بصدوع، أنظر لصورتك بقلب أكثر من موجوع، أنتظر لقياك في منامي و أبقى معك فيه دون رجوع، وكل ما قد كتبته للآن لم أدخل بعد في صلب الموضوع، نعم فقد حملت قلمي الليلة ليس لأصف ما أكنه لك من حب و هلوع،فأنا بعد فراقك لنا ما عدت ألتمس غير راحتك في مضجعك، و لأني أعلم ما يريحك فهأنا ذا أخبرك أنني أرغم نفسي على سلواك ، و الصير على فراقك رغم اشتياقي للقاك، و لكني إنما أنسج حروفي خيوطا على هاذي الورقة المتواضعة، طمعا في أني بفتحي لصفحات من كتاب الماضي قد أجد خريطة أو مفتاحا أو حتى شعاعا من ضياءك يوصلني لحقيقة غموضك في آخر لحظات حياتك، و ينير لي دربا من سبل ضياعك قبل فترة قصيرة قبل موتك سألناك ياغالي فلم تجب، ساسرد اليوم حكايتك لعل القدر يجيبني.
أسرد قصة لا بل حقيقة عجز عن تأليفها شكسبير، لم يجد لأحداثها سقراط أي تفسير، لم يلقى أفلاطون لتصرفاتها أي تبرير، كل ما فيها أشد تعقيدا من رباعيات الخيام فكيف لا تستحق التقدير، قصة شخصية لم تعهد كثيرا التغيير، و عندما شهدته راحت ضحيته فودعتنا دون سابق تنذير، كان كالنحلة لا تحط إلا على الزهور و إذا حطت عليها لا تفسدها، كان بسمة خفيفة تعيد لليائس الآمال، فكانت بسمة إسم أول بناته، كان نسمة تفيق النائم على صحوته و تفتح عيناه على جمال هذه الدنيا بعيدا عن مآسيها، فكانت نسمة إسم ثاني إبنة له، كان شخصا هامدا لا شيء يوحي على حياته سوى عمق تفكيره و رزانة خطواته، لطالما كان في لقاه الدواء، فأين هو اليوم و قد أصبح داء، لطالما كانت نظراته الصامتة توحي على حزن عميق في سبات، و عندما نسأله السبب يبتسم لنا و ما كان يبتسم إلا للقدر، و كانه ينتظر أن تعيد له الأيام إبتسامته ضحكات، فكان له ذلك، بأن رزقته إبنة سيدة البنات، لم نعهد لقاء كثيرا من بنات سنها في تلك الفطنة و اليقظة و الجمال، أحبها ففداها بعمره، حفظها الله من عيون الحساد، و جعلها ملاك و نورا على الأرض و هو في السماء، محفوظا مصونا بإدن الله في الجنة العلياء، و مرت أربع سنين ونحن نرى نلك الروح اللطيفة تنير أيامنا بابتسامتها اللطيفة ونسمتها الخفيفة، لم يعرف لكلمة الرفض معنى، فكان صديقه القبول، فيا حسرة على الأرض و الدنيا على خسارة ملك مثلك، و شاءت الأيام أن تضحك له من جديد فرزقته طفلة أخرى، و لكنها لم تكتفي بذلك بل فتحت أبواب الرغد دفعة واحدة من حيث المال و البنون، فكثيرا ما ردد لنا عبارة أن هذه الطفلة فال سعد و ربح عليه، و لكن الدنيا قدمت له هديته الأخيرة كما يقدم المسؤول للخادم منحته الأخير جزاء على آخر الخدمة دفعة واحدة كبيرة، و هذا ما صب ماء باردة في النار الملتهبة في صدور من أحبوه، فالكل مطمئن أنه رحل سعيدا، و قد أتم رسالته إلى أخر قطرة عرق سقطت من فوق جبينه، سواء في بر والديه، أو صلاح إخوته، أو رضا زوجته و ابنته، أو مساندة مظلوم استغاث به، فوداعا يا أخي، ، و توأم روحي، و صديقي قي أفراحي و أقراحي، طبت مقاما، و نعمت مكانة، و أكرمت دارا، فمنزلك الفردوس بإذن الله.
في ذكرى رحيل ضياء سطع مدة أربعين سنة، شهيد جاهد لخمس عشرة يوما، والد تمتع بالأبوة مدة أربع سنين، مناضل كافح ليعلي راية الحق فمات في سبيلها، إبن بار ، قدوة عالية ، إسم على مسمى، و كأن أمه يوم وضعته أرادت أن تشق له من صفات النبي كما شقت له من إسمه، نعم رسول الأمة بعد نبيها فلابد الذي منحه تلك الصفات التي حملها معه حتى آخر نفس نفضه، كان له من الحكمة ما حملته من معان غموض موته، نعم توفي و دفن سره معه، مات ولكن مازال نوره يسطع في دنياه، فمن خلف أبناء لم يمت، مات ولكن الشهيد يحيا عند ربه مرزوقا لم يمت، مات ولكن نضاله تواصله الأجيال و لا تزال تكتب عنه الأقلام فلم يمت، مات ولكن عمله لم ينقطع فكما أعلى كلمة الحق لنصرة المظلوم، تدعو له الأمة كبارا و صغارا، شيوخا و عجائز، غنيا وفقيرا، بعيدا و قريبا ، فحتى لو ماتت جثته فعمله لم يمت.
يقبل قلمي هاذي الورقة لعله يجف دمعي، تدمع مقلي رثاء على أخ و صديق، روح أو شبح لا أدري من تكون ولكن أصبحت أعشق النوم في غير حينه لعل لقياك في المنام تسكن اضطرابي، أكتب اليوم كما لم أكتب أبدا، فأنا لم أكن قط شاعرا و لا أديبا، ينسج قلمي كلماتي بالدموع، و ينطق فاهي حروفي بصدوع، أنظر لصورتك بقلب أكثر من موجوع، أنتظر لقياك في منامي و أبقى معك فيه دون رجوع، وكل ما قد كتبته للآن لم أدخل بعد في صلب الموضوع، نعم فقد حملت قلمي الليلة ليس لأصف ما أكنه لك من حب و هلوع،فأنا بعد فراقك لنا ما عدت ألتمس غير راحتك في مضجعك، و لأني أعلم ما يريحك فهأنا ذا أخبرك أنني أرغم نفسي على سلواك ، و الصير على فراقك رغم اشتياقي للقاك، و لكني إنما أنسج حروفي خيوطا على هاذي الورقة المتواضعة، طمعا في أني بفتحي لصفحات من كتاب الماضي قد أجد خريطة أو مفتاحا أو حتى شعاعا من ضياءك يوصلني لحقيقة غموضك في آخر لحظات حياتك، و ينير لي دربا من سبل ضياعك قبل فترة قصيرة قبل موتك سألناك ياغالي فلم تجب، ساسرد اليوم حكايتك لعل القدر يجيبني.
أسرد قصة لا بل حقيقة عجز عن تأليفها شكسبير، لم يجد لأحداثها سقراط أي تفسير، لم يلقى أفلاطون لتصرفاتها أي تبرير، كل ما فيها أشد تعقيدا من رباعيات الخيام فكيف لا تستحق التقدير، قصة شخصية لم تعهد كثيرا التغيير، و عندما شهدته راحت ضحيته فودعتنا دون سابق تنذير، كان كالنحلة لا تحط إلا على الزهور و إذا حطت عليها لا تفسدها، كان بسمة خفيفة تعيد لليائس الآمال، فكانت بسمة إسم أول بناته، كان نسمة تفيق النائم على صحوته و تفتح عيناه على جمال هذه الدنيا بعيدا عن مآسيها، فكانت نسمة إسم ثاني إبنة له، كان شخصا هامدا لا شيء يوحي على حياته سوى عمق تفكيره و رزانة خطواته، لطالما كان في لقاه الدواء، فأين هو اليوم و قد أصبح داء، لطالما كانت نظراته الصامتة توحي على حزن عميق في سبات، و عندما نسأله السبب يبتسم لنا و ما كان يبتسم إلا للقدر، و كانه ينتظر أن تعيد له الأيام إبتسامته ضحكات، فكان له ذلك، بأن رزقته إبنة سيدة البنات، لم نعهد لقاء كثيرا من بنات سنها في تلك الفطنة و اليقظة و الجمال، أحبها ففداها بعمره، حفظها الله من عيون الحساد، و جعلها ملاك و نورا على الأرض و هو في السماء، محفوظا مصونا بإدن الله في الجنة العلياء، و مرت أربع سنين ونحن نرى نلك الروح اللطيفة تنير أيامنا بابتسامتها اللطيفة ونسمتها الخفيفة، لم يعرف لكلمة الرفض معنى، فكان صديقه القبول، فيا حسرة على الأرض و الدنيا على خسارة ملك مثلك، و شاءت الأيام أن تضحك له من جديد فرزقته طفلة أخرى، و لكنها لم تكتفي بذلك بل فتحت أبواب الرغد دفعة واحدة من حيث المال و البنون، فكثيرا ما ردد لنا عبارة أن هذه الطفلة فال سعد و ربح عليه، و لكن الدنيا قدمت له هديته الأخيرة كما يقدم المسؤول للخادم منحته الأخير جزاء على آخر الخدمة دفعة واحدة كبيرة، و هذا ما صب ماء باردة في النار الملتهبة في صدور من أحبوه، فالكل مطمئن أنه رحل سعيدا، و قد أتم رسالته إلى أخر قطرة عرق سقطت من فوق جبينه، سواء في بر والديه، أو صلاح إخوته، أو رضا زوجته و ابنته، أو مساندة مظلوم استغاث به، فوداعا يا أخي، ، و توأم روحي، و صديقي قي أفراحي و أقراحي، طبت مقاما، و نعمت مكانة، و أكرمت دارا، فمنزلك الفردوس بإذن الله.