سعدالله محمد
2009-02-02, 17:43
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اٍخوة الاسلام ..استعرضنا في الجزئين السابقين غايتنا التي نبتغيها من جهادنا ، وذكرنا أنه لاسترجاع الأقصى عندما يهيّء لنا ربنا عز وجل الظروف لذلك ، وعالجت بفضل الله تعالى بعض العوائق النفسية الحائلة دون التحفز للجهاد ( طبعا خصصنا الكلام للذين يؤمنون بالجهاد كحل لاسترجاع أراضينا ) ، ثم عرجنا في الجزء الثاني على ذكر المحفز الجسدي الهام للاستعداد والتأهب للجهاد ، وبقي لنا الآن أن نبسط اٍن شاء الله عدّة أخيرة ، على المجاهد تعزيز نفسه بها ..بل حفظها والتمسك بها جيدا ان كان يبتغي فعلا اٍحدى الحسنيين .
ــ أول ما يلزم للمجاهد أن يعتدّ به هو حفظه لكتاب الله ، لأن الحافظ للقرآن محفوظ من الله تعالى لايمسه سوء ، وقد كان رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم يسأل عن أحفظ الشباب المسلم للقرآن فيجعله أميرا على السرية الغازية .
ــ الأمر الثاني أن لا يكون ممن تغترّنفسه بحمل السلاح ، فيضعف عقله وتستحكم الشياطين بأنامله ، بل لا يحمله الا من خاف منه ، وجعله بابا للنار قبل أن يكون بابا للجنة وخير مثال نذكره هو علي رضي الله عنه ، فعندما همّ بقتل مشرك أثناء المعركة ، تفل عليه هذا الأخير ، فغضب رضي الله عنه وحنق ، الاّ أنه فجأة تراجع عنه وتركه وانصرف يقاتل غيره ، ولمّا سئل بعد المعركة عن سبب ذلك أخبرهم أنه خشي أن يكون قتله له انتصارا لنفسه بعدما كان في سبيل الله .
ــ الأمر الثالث هو تجديد الاخلاص لله في الجهاد ، فقد تخطر ببال المجاهد خواطر من الشيطان تملأ نفسه غضبا على العباد ، فهنا عليه أن يقف وقفة لله يجدد فيها البيعة ، ويجعل جهاده خالصا لله تعالى، وتحضرنا قصة علي رضي الله عنه لما اختاره الله تعالى لفتح خيبر وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الرّاية ، فلما همّ رضي الله عنه بالتقدّم نحو الحصن توقف فجأة .. ثم رجع بخطاه الى الوراء دون أن يلتفت حتى لا يعتبر مدبرا عن الجهاد ، وسأل رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم عن الغاية من قتال اليهود ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (قاتلهم حتى يشهدوا أن لا اٍله الا الله ) .
ــ والأمر الأخير هو لزوم الأمير واٍن جلد ظهرك وأخذ مالك ، فالسكوت عن أخطاء في الجماعة المسلمة ، خير من الخروج عليها وتفريقها وشقّ عصاها .. مهما بلغت الأخطاء ، الا أن يكون كفرا بواحا لهم فيه من الله برهان ، فعندها وجب خلع ذلك الأمير لأنه لم يعد يصلح لامامة المسلمين بل صار ثغرة للأمة ومن دواعي انهزامها .
وهنا نكون بفضل الله قد جئنا على الخطوط العريضة للمسيرة المباركة ، نسأل الله في ختام موضوعنا أن يلهم المسلمين رشدهم ويهيّء لهم أسباب الصلاح ، ويجعل شبابها ذخراللاسلام ، ونسأله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يهلك الظالمين بالظالمين ويهيّء لنا طريق الجهاد الى الأقصى المبارك ،ويختم لنا فيها باٍحدى الحسنيين ، اٍمّا الشهادة واٍما النصر ، وآخر دعوانا
الحمد لله ربّ العالميــــن
اٍخوة الاسلام ..استعرضنا في الجزئين السابقين غايتنا التي نبتغيها من جهادنا ، وذكرنا أنه لاسترجاع الأقصى عندما يهيّء لنا ربنا عز وجل الظروف لذلك ، وعالجت بفضل الله تعالى بعض العوائق النفسية الحائلة دون التحفز للجهاد ( طبعا خصصنا الكلام للذين يؤمنون بالجهاد كحل لاسترجاع أراضينا ) ، ثم عرجنا في الجزء الثاني على ذكر المحفز الجسدي الهام للاستعداد والتأهب للجهاد ، وبقي لنا الآن أن نبسط اٍن شاء الله عدّة أخيرة ، على المجاهد تعزيز نفسه بها ..بل حفظها والتمسك بها جيدا ان كان يبتغي فعلا اٍحدى الحسنيين .
ــ أول ما يلزم للمجاهد أن يعتدّ به هو حفظه لكتاب الله ، لأن الحافظ للقرآن محفوظ من الله تعالى لايمسه سوء ، وقد كان رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم يسأل عن أحفظ الشباب المسلم للقرآن فيجعله أميرا على السرية الغازية .
ــ الأمر الثاني أن لا يكون ممن تغترّنفسه بحمل السلاح ، فيضعف عقله وتستحكم الشياطين بأنامله ، بل لا يحمله الا من خاف منه ، وجعله بابا للنار قبل أن يكون بابا للجنة وخير مثال نذكره هو علي رضي الله عنه ، فعندما همّ بقتل مشرك أثناء المعركة ، تفل عليه هذا الأخير ، فغضب رضي الله عنه وحنق ، الاّ أنه فجأة تراجع عنه وتركه وانصرف يقاتل غيره ، ولمّا سئل بعد المعركة عن سبب ذلك أخبرهم أنه خشي أن يكون قتله له انتصارا لنفسه بعدما كان في سبيل الله .
ــ الأمر الثالث هو تجديد الاخلاص لله في الجهاد ، فقد تخطر ببال المجاهد خواطر من الشيطان تملأ نفسه غضبا على العباد ، فهنا عليه أن يقف وقفة لله يجدد فيها البيعة ، ويجعل جهاده خالصا لله تعالى، وتحضرنا قصة علي رضي الله عنه لما اختاره الله تعالى لفتح خيبر وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الرّاية ، فلما همّ رضي الله عنه بالتقدّم نحو الحصن توقف فجأة .. ثم رجع بخطاه الى الوراء دون أن يلتفت حتى لا يعتبر مدبرا عن الجهاد ، وسأل رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم عن الغاية من قتال اليهود ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (قاتلهم حتى يشهدوا أن لا اٍله الا الله ) .
ــ والأمر الأخير هو لزوم الأمير واٍن جلد ظهرك وأخذ مالك ، فالسكوت عن أخطاء في الجماعة المسلمة ، خير من الخروج عليها وتفريقها وشقّ عصاها .. مهما بلغت الأخطاء ، الا أن يكون كفرا بواحا لهم فيه من الله برهان ، فعندها وجب خلع ذلك الأمير لأنه لم يعد يصلح لامامة المسلمين بل صار ثغرة للأمة ومن دواعي انهزامها .
وهنا نكون بفضل الله قد جئنا على الخطوط العريضة للمسيرة المباركة ، نسأل الله في ختام موضوعنا أن يلهم المسلمين رشدهم ويهيّء لهم أسباب الصلاح ، ويجعل شبابها ذخراللاسلام ، ونسأله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يهلك الظالمين بالظالمين ويهيّء لنا طريق الجهاد الى الأقصى المبارك ،ويختم لنا فيها باٍحدى الحسنيين ، اٍمّا الشهادة واٍما النصر ، وآخر دعوانا
الحمد لله ربّ العالميــــن