تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تحريـــر محلّ النزاع ..... !!


علي الجزائري
2012-06-24, 00:29
السّلام عليكم و رحمة الله ..
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ الحمد لله نحمدُه و نستعينه و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيّئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضلّ له و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك
و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله .

أمّا بعدُ :

فإن تحرير موطن النزاع بين المتنازعَين قبل سَوْقِ الدليل، ودَحض حُجة الخصم من أهم ما عليهما
أن يحرصا عليه ويلتفتا إليه.
وكثيراً ما يكتشف خصمان لدودان -بعد جهلٍ منهما وظلمٍ وعدوان- أنهما لتفريطهما
في تحرير موطن النزاع بينهما كان متخاصمين فيما الخلاف فيه بينهما لفظيٌّ لا حقيقي!
وقد يستهينان بما فيه الخلاف بينهما؛ لأنهما يظنان -أو أحدهما- أن الخلاف بينهما
لفظيٌّ وهو حقيقي!
قال شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى –: "كثيرٌ من نزاع الناسِ سببه ألفاظٌ مجمله ومعانٍ مشتبهة؛
حتى تجد الرجلين يتخاصمان ويتعاديان على إطلاق ألفاظ ونفيها، ولم يَلْزَم أن المخالفَ يكون
مخطئًا بل يكونُ في قوله نوعٌ من الصواب، وقد يكون هذا مصيباً من وجه، وهذا مصيباً
من وجه، وقد يكون الصواب في قول ثالث".اهـ
ومقصود المجادلةِ والمناظرة في حقيقةِ الأمرِ وصدقِ القصدِ هو قطعُ النزاع ورفعه، ولا يتأتى هذا
باستعمال المجمل من الألفاظ والمشتبهِ من المعاني؛ فهذا يزيد النزاعَ نزاعًا، ويطيل الكلام في غير طائل
وربما أدى ذلك إلى انصراف المتناظرَين عن أصل المسألة والحَيدةِ عنه إلى تلك الألفاظ المجملة
والمعاني المشتبهة.
والمجادلة فيما لا يُحررُ فيه موطن النزاع، مجادلةٌ فيما لا يعلم المُحاجُّ وهى مذمومةٌ في كتاب الله
-تعالى-، قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: "وقد ذمَّ الله في القرآنِ ثلاثة أنواعٍ من المجادلة:
المحاجةُ فيما لا يعلم المحاجُ، فقال تعالى: ﴿وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ﴾ [غافر:5].
وقال تعالى -وقد ذمَّ المجادلة في الحق بعد ما تبين-: ﴿يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ﴾ [الأنفال:6].
وكذا ذمَّ اللهُ -تبارك وتعالى- الذي يجادلُ بالباطلِ ليدحضَ الحق كما دلت عليه الآيةُ التي ذكر
رحمه الله تعالى".اهـ
وقبول الحق والانقيادُ له وإيثارهُ من أجَلِ نِعم الله على العبد، قال (أبو محمدٍ) -هو ابن حزم رحمه الله-
في كتابه " مداواةُ النفوس": "أفضل نِعمِ اللهِ على العبدِ أن يطبعه على العدلِ وحبه،
وعلى الحقِ وإيثاره".اهـ
ومدافعةُ الحقِ إذا صار في جهةِ المخالفِ نوعُ كبر، وهى صفةُ مَن لم تتهذب نفسه باتباع الحق.
قال الخطيب البغدادي - رحمه الله – في كتابه "الفقيه والمتفقه": "فينبغي لمن لزمته الحُجة ووضحت له
الدلالة أن ينقاد له ويصير إلى مُوجباتها؛ لأن المقصود من النظر والجدل: طلبُ الحق واتباع تكاليف
الشرع، قال الله -عز وجل: ﴿الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ
وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ﴾ [الزُّمر:18]".اهـ
وقال - رحمه الله تعالى – في موضعٍ آخر: "ينبغي للمجادل أن يقدِّمَ على جداله تقوى الله لقوله
-سبحانه- : ﴿فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن:16]،
ولقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾ [النحل:128].

ويخلص النية في جداله بأن يبتغي به وجه الله -تعالى-، وليكن قصدهِ في نظرهِ إيضاحَ الحق وتثبيته
دونَ المغالبةِ للخصم، قال الشافعي- رحمه الله–: "ما كلمتُ أحدًا قطُّ إلا أحببتُ أن يُوفقَ ويُسددَ
ويُعانَ وتكونَ عليهِ رعايةً من اللهِ وحفظ، وما كلمتُ أحدًا قطُّ إلا ولم أبالي بيّن الله الحق
على لساني أم لسانه".اهـ
وكان الشافعي -رحمه الله- يحلفُ ويقول: "ما ناظرتُ أحدًا إلا على النصيحة".اهـ
وقال أيضًا: "ما ناظرتُ أحدًا، فأحببتُ أن يخطأ".اهـ
وهذا من صدقه -وقد أحله الله -تبارك وتعالى- المحل الذي أحله، وجعله في الإمامةِ من مكانةٍ سامقةٍ
عالية بحيث يعلم ذلك كلُّ مسلم-؛ فصدقُ نيةٍ وصلاحُ طَويةٍ وحرصٌ على الوصول إلى الحق
ومحبةٌ للخلق.
على المجادِل أن يبني أمره على النصيحةِ لدين الله، والنصيحة للذي يجادله؛ لأنه أجمعُ في الدين،
مع أن النصيحة واجبةٌ لجميع المسلمين.
فعن جرير بن عبد الله -رضي الله تبارك وتعالى عنه- فيما أخرجه الشيخان قال: بايعتُ رسول الله
-صلى الله عليه وآله وسلم- على النُّصح لكل مسلم"."مَن غشنا فليس منا".



من خطبة الجمعة بعنوان :
موطن النزاع في التكفير والحاكمية (http://www.rslan.org/mp3//965_01.mp3)
للشيخ رسلان (http://www.rslan.com/)حفظه الله تعالى ..

و فيما يلي نقل مفيد لتفصيل هذه المسألة على نحو ما يلي :

1- معنى تحرير محل النزاع لغة واصطلاحًا.
2- أهمية تحرير محل النزاع.
3- أسباب ظاهرة عدم تحرير محل النزاع.
4- كيفية تحرير محل النزاع.
5- ثمرات تحرير محل النزاع.

علي الجزائري
2012-06-24, 00:45
معنى تحرير محلّ النزاع :

تحرير محل النزاع[1]:

تعريفات العلماء من الإجمال إلى التفصيل:

• "تعيين وجه الخلاف بين الطرفين".

• "هو أن ننظر إلى موضع الاختلاف بالتحديد".

• "الوقوف على الموضع والموطن المختلف فيه".

• "إزالة الاشتراك عن مسألة الخلاف".

• "تحديد الجوانب المتفق عليها في المسألة، والجوانب المختلف فيها،
وبيان سبب الخلاف".

• "تحديد الأمور المتفَق عليها واستبعادها من ساحة النقاش، ثم وضع الإصبع على محل
الخلاف ومناقشته بمفرده".

• "تأصيل طرق الإلزام في المناظرة، وهو أن يقال: قد اتفقنا على كذا وكذا،
فلنحتج على ما عدا ذلك"
["التحرير والتنوير"، تفسير سورة العنكبوت، آية 49.].

• "اعلم أن مقصود الجدليين: معرفة الصحيح والباطل من أوصاف محل النزاع،
وهو يتركب من أمرين: الأول: حصر أوصاف المحل، والثاني: إبطال الباطل منها، وتصحيح الصحيح
مطلقًا، وقد تكون باطلة كلها، فيتحقق بطلان الحكم المستند إليها"
["أضواء البيان"، 3/ 494 (بتصرف).].




والمحصلة أن المعنى الاصطلاحي يشترك مع المعنى اللغوي في الدلالة:

• "وهو تخليص موطن الخلاف المراد بحثُه عن غيره".



فتحرير محل النزاع يُخرج من النزاع - في أية مسألة - ما ليس منها، ويستدعي إدخال
ما ظُنَّ أنه كان خارجًا عنها والواقع أنه داخلٌ فيها.



----------------------------------
(1) - راجع: "الكافية"، للجويني، ص 540، و"قاموس الشريعة"، للسعدي، ج 3، ص 6.

علي الجزائري
2012-06-24, 01:04
أهمية تحرير محل النزاع:

تظهر أهمية أي مسألة في جانبين: الجانب الإيجابي، والجانبي السلبي.
والمقصود بالجانب الإيجابي: أثر تطبيق المسألة في الواقع.
والمقصود بالجانب السلبي: أثر غياب المسألة في الواقع.

وبالنسبة لمسألة تحرير محل النزاع في جانبها الإيجابي، فلا تكاد تخلو مسألةٌ من مسائل الشريعة،
في أي باب من أبواب العلم، من تحرير محل النزاع، يظهر ذلك في الكتب والمؤلفات قديمًا وحديثًا،
وخاصة الأبحاثَ العلمية الأكاديمية، والمناظرات المكتوبة والمسموعة؛ بل تحرير محل النزاع قبل الخوض
في غمار مسألة من المسائل أصبح من علامات البحث العلمي الدقيق في الجانب البحثي، وقوة المناظر
في الجانب الجدلي، والهدف الوصول للمسألة المراد بحثُها من أقرب طريق، بعيدًا عن الاستطراد خارج
محل النزاع، وإلزام الخصم بنقطة النزاع التي تم تحريرُها؛ وصولاً للهدف من المناظرة، وفي كلا الصورتين
- البحثية والجدلية - ستكون النتيجة وضوح الرؤية للسامع والقارئ دون تشويش أو تشتيت.

والجدير بالذكر أن مسألة تحرير محل النزاع لا ترتبط بالعلوم الشرعية فحسب؛ بل تشمل سائر العلوم الدينية
والدنيوية؛ بل أعظم من ذلك؛ فهي ميزان لرجاحة العقل وسلامته في سائر شؤون الحياة: مع زوجتك وأولادك
في البيت، مع جيرانك وأقاربك، مع أصدقائك ورؤسائك في العمل؛ بل لا تعجب إن قلت لك: مع نفسك؛
فأنت تحتاج تحرير محل النزاع معها.
ورغم أن المسألة تبدو من المسائل العقلية التي يشترك في الاهتمام بها كلُّ باحث، سواء كان مسلمًا
أم غير مسلم؛ غيرَ أن من فضل الله على هذه الأمة أنْ هداها لأقوم السُّبل وأعدلِها، فقد جعل لها الله
ميزانًا عظيمًا، وقواعدَ في منتهى الدقة، جعلتها - بحق - خيرَ أمة أُخرجتْ للناس، فكانت الحضارة
الإنسانية في تقدمها مَدِينة للإسلام بوضع أسس البحث العلمي، الذي حجر أساسه تحريرُ محل النزاع.


أما أهمية مسألة تحرير محل النزاع في جانبها السلبي، فيكفيك حضورُ مناظرة لترى وتسمع العجب العجاب،
وكأنه حديث الطرشان - كما يقول بعض أهل العلم - هذا يتكلم في وادٍ، وهذا في وادٍ آخر، وأعجب من ذلك
لو تبيَّن لك أن كلاًّ منهما لا يتكلم في محل النزاع؛ بل يحشد النصوص من هنا وهناك، وكأنه المعيار للترجيح،
بغض النظر عن هذه النصوص هل تصلح في محل النزاع أو لا؟ ووالله لقد سألتُ أحد المناظرين عن تحديد
محل النزاع في المناظرة التي استمرت لمدة ساعتين، فما عرف موضوع المناظرة أصلاً، فضلاً عن تحرير
محل النزاع؛ بسبب كثرة التفريعات والاستطرادات في الحوار؛ انتصارًا للرأي، وتشغيبًا على المخالف!
ولو ضربتُ الأمثلة في هذا الباب لطال المقام مع المقالة، ولكن لا غنى عن بعض الأمثلة:

المثال الأول: مناظرة في مسألة العذر بالجهل:
يستدل القائل بالعذر بقوله - تعالى -: {وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ} [الأعراف: 150].
فلما قلت له: ما وجه الاستدلال بالآية؟
قال: إلقاء الألواح كفر، والله عذَرَ موسى بالجهل (والعياذ بالله).
والرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ليس أحد أحب إليه العذرُ من الله))؛ وهو حديث صحيح.
فقلت للثاني: وما ردُّك على هذا؟
قال: شرع من قبلنا ليس شرعًا لنا، وعندي دليل صريح على عدم العذر بالجهل؛ قال - تعالى -:
{بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} [القيامة: 14، 15].
الإشكال:
عدم البدء بتحرير محل النزاع: ما معنى العذر؟ هل كل عذرٍ معتبر؟ هل الجهل من الأعذار المعتبرة؟
وما معنى الجهل المعتبر؟ وما الدليل على المسألة؟ وما وجه الاستدلال؟ وهل خالف في ذلك أحدٌ؟
وما وجه المخالفة، ومدى اعتبارها؟ وما الردُّ على المخالف؟... وهكذا.


المثال الثاني: في حكم المعازف:
قال أحد المناظرين: المعازف حلال؛ لأن الطيور أصواتُها جميلةٌ ومبهجة للنفس، والمعازفُ كذلك، وبما أنهما
مشتركان في العلة؛ فإن الله لا يفرق بين المجتمِعَينِ، ولا يجمع بين المختلفين؛ كما قال - تعالى -:
{وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82].
فقلت للثاني: ما تقول في ذلك؟
قال: لا أسلم له بهذه القاعدة؛ لأن الله ممكن أن يجمع بين المتفرقات، ويفرق بين المجتمعات؛ لأنه - سبحانه -
لا يُعجِزه شيءٌ؛ قال - تعالى -: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس: 82].
الإشكال:
عدم البدء بتحرير محل النزاع: ما معنى المعازف؟ وما الدليل على تحريمها؟ وما مدى صحة الدليل؟
وما وجه الاستدلال؟ وهل خالف في ذلك أحد؟ وما وجه المخالفة، ومدى اعتبارها؟ وما الرد على المخالف؟
وهل تعلق الحكم بتحريمها على علة؟ وما الفرق بين الحكمة والعلة؟ وهكذا.

المثال الثالث: مسألة كفر تارك الصلاة:
قال أحد المناظرين: ترك الصلاة ليس كفرًا؛ والدليل قول الله - عز وجل -:
{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48].
فقلت له: وما وجه الاستدلال بالآية؟
قال: إن الله يغفر كلَّ شيء إلا الشرك، وتركُ الصلاة ليس شركًا؛ فالله يغفر لتاركها.
فقلت للثاني: وما ردك على ذلك؟
قال: الله يقول: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}، والله لم يشأ أن يغفر لتارك الصلاة؛ لذلك جاءت النصوص
تدلُّ على كفر تارك الصلاة؛ كحديث: ((من تَرَكَ الصلاة، فقد كفر)).
الإشكال:
عدم البدء بتحرير محل النزاع: ما معنى ترك الصلاة؟ هل هو الجحد أو التكاسل؟ وما معنى الجحود؟
هل جحود اعتقاد الوجوب أو جحود العمل؟ وما حد التكاسل؟ وما الدليل على التفريق؟ وما وجه الاستدلال؟
وهل خالف في ذلك أحد؟ وما وجه المخالفة، ومدى اعتبارها؟ وما الرد على المخالف؟ وما معنى الكفر؟
وهل الكفر غير الشرك؟ وهل الكفر يدخل تحت قوله: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}؟... وهكذا.

وهذا - واللهِ - حوارُ طلبة علم - في ظنهم - وليس حوار عامة الناس، والخَطْب ليس في المناظرات فحسب،
ولو كان كذلك، لكان هينًا؛ ولكنه كذلك في الكتب والأبحاث والفتاوى، ونشير إلى مثالين:

المثال الأول: اللحوم المستوردة التي لم يُعلَم تذكيتها:
صاحب كتاب يتكلم عن حكم اللحوم المستوردة، فيحشد النصوص في إثبات أن الأصل في الأشياء الإباحة
ويطيل في ذلك؛ مثل قوله - تعالى -: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ
عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} [لقمان: 20]، وقوله - تعالى -: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ
جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الجاثية: 13]،
{وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا} [النحل: 14]،
{فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [النحل: 114]،
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة: 168].
ويُنهي البحث بعد سرد النصوص بالوصول إلى النتيجة التي لا ينبغي أن يخالفه فيها أحدٌ، وإلا فسيكون
أحد أمرين: إما مكذبًا بالنصوص، أو رادًّا لها، وكلاهما كفر؛ فلا يملك إلا التسليم بكون اللحوم المستوردة
حلال؛ لأن الأصل في الأشياء الإباحة.
وليس المقام في بسط المسألة، ولكن في ضرب مثال بعدم تحرير محل النزاع، فهل الخلاف في الذبائح
المستوردة دائرٌ على نوع المذبوح، فإن جهلْنا نوعَه، نردُّ المسألة للأصل، والأصل في الأشياء الإباحة -
كما قرر الباحث - يقول ابن رجب في "جامع العلوم والحكم": "الأصل في الأشياء الإباحة بأدلة الشرع،
وقد حكى بعضهم الإجماعَ على ذلك"["جامع العلوم والحكم"، الحديث الثلاثون، ص 317،]؟
أو أن الخلاف في طريقة الذبح (التذكية): هل هي شرعية، فتصير حلالاً، أو غير شرعية، فتصير ميتة؟
وهذا بعيدٌ كل البعد عن تقرير الباحث، يقول ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" أيضًا: "ومن هذا أيضًا ما أصله الإباحة؛ كطهارة الماء، والثوب، والأرض، إذا لم يتيقن زوال أصله، فيجوز استعماله، وما أصله الحظر؛
كالأبضاع( أي الفروج )، ولحوم الحيوان، فلا تحل إلا بيقين حله من التذكية والعقد، فإن تردد في شيء
من ذلك؛ لظهور سبب آخر، رجع إلى الأصل فيبنى عليه، فيتبين فيما أصله الحرمة على التحريم؛
ولهذا نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أكل الصيد الذي يجد فيه الصائدُ أثرَ سهمٍ غيرِ سهمه،
أو كلب غير كلبه، أو يجده قد وقع في ماء، وعلل بأنه لا يدري هل مات من السبب المبيح له أو من غيره؟"
["جامع العلوم والحكم"، الحديث السادس، ص 78.].
يقول الشيخ ناصر السعدي:
وَالأَصْلُ فِي الأَبْضَاعِ وَاللُّحُوم تَحْرِيمُهَا حَتَّى يَجِيءَ الحِلّ فالذين يقولون بالحرمة من أهل العلم، لا ينازعونه
فيما يقول، من أن الأصل في الأشياء الإباحة؛ ولكن ينازعونه في أن ذلك هو محل النزاع.

والمثال الثاني: مصافحة الرجل الكبير للنساء:
فتوى لشيخ: ما حكم مصافحة الرجل الكبير للنساء؟
فيقول: لا بأس؛ لأمرين: الأول: أن هذا الرجل يُؤمَن عليه الفتنة؛ لكبَرِه، والثاني: القياس على القواعد من النساء.
فجعل العلة (أمن الفتنة)، وهو وصف لا ينضبط، وهذا باطل عند أهل الأصول، وقاس على ما هو داخل في محل
النزاع، وجعله أصلاً في القياس، فسلامُ القواعد من النساء على الأجانب لا يصح القياس عليه؛ لأنه يحتاج
أولاً لصحة الاستدلال عليه.
• • •

ملاحظة : هذه الأمثلة؛ للتمثيل على عدم تحرير محل النزاع، فيتوارد النفي والإثبات على غير محل النزاع،
أو على معنى باطل، ولم تُذكر لتحرير محل النزاع فيها.

علي الجزائري
2012-06-24, 01:09
أسباب ظاهرة عدم تحرير محل النزاع:
تنحصر في سببين:
1- قلة الإخلاص.
2- قلة العلم.


"إن تحقيق وتنقيح وتخريج مناط النزاع هو الخطوة الأولى والأهم لحله، ومن يسعى ليقفز
على هذه الخطوة أو يتناساها، فهو إما مغرضٌ، هدفُه أن تبقى دائرة الخلاف - إن لم نقل:
يريدها أن تتسع - وإما جاهل مقلِّد إمَّعة لكل ناعق... وغالبًا مَا يكونُ السببُ هو بُعدَ الطَّرفينِ
عن محلِّ النزاعِ؛ لجهلٍ بِه، أو تجاهلٍ له، من أحدِ الطرفين، أو منهما جميعًا؛ فالقسمة إذًا رباعية..




ومن العيوب التي يثمرها غيابُ القصد الحسن في المحاورة: ما يتعلَّق بتحرير محل النزاع، فمعلوم أن
أي محاورة ينبغي فيها أن تتعلق بقضية هي بالذات نقطة الخلاف بين المتحاورين، بحيث تنصرف إليها
فعاليتُهم الحجاجية، ويدور حولها جهدُهم العقلي في استخراج الأدلة، وصوغ الاعتراضات، وإذا لم يتم
تعيين محل النزاع، فإن الحوار يترك للظروف والأحوال العابرة والمتقلبة، فتكون النتيجة مناطحة تخبط
ذات اليمين وذات الشمال، فيُكب الطرفان (أو الأطراف) على وجوههم، ليبدأ الحوار بالتلجج،
ثم سرعان ما يعتريه التأجج، فيصير نارًا حارقة لا تبقي ولا تذر.


نموذج لقلة الإخلاص وقلة العلم (جمهور المستشرقين):
يعتمد جمهور المستشرقين في تحرير أبحاثهم عن الشريعة الإسلامية على ميزان غريب بالغ الغرابة
في ميدان البحث العلمي، فمن المعروف أن العالم المخلص يتجرَّد عن كل هوى وميل شخصي فيما يريد
البحث عنه، ويتابع النصوص المراجع الموثوق بها، فما أدَّت إليه بعد المقارنة والتمحيص، كان هو النتيجةَ
الحتمية التي ينبغي له اعتمادُها والأخذ بها.


إلا أن أغلب المستشرقين يضعون في أذهانهم فكرةً معينة يريدون تصيُّد الأدلة لإثباتها، وحين يبحثون
عن هذه الأدلة لا تهمهم صحتُها، بمقدار ما يهمهم الاستفادة منها لدعم آرائهم الشخصية، وكثيرًا ما
يستنبطون الأمرَ الكلي من حادثة جزئية، ومن هنا يقعون في مفارقات عجيبة، لولا الهوى والغرض
المريض، لربَؤوا بأنفسهم عنها"

علي الجزائري
2012-06-24, 01:20
كيفية تحرير محل النزاع:
لما كان سببُ ظاهرة عدم تحرير محل النزاع قلةَ الإخلاص وقلة العلم، كان السبيل لتحرير محل النزاع
هو الإخلاص والعلم:
1- الإخلاص:
كلام السلف الصالح هو أعظم بيان لأثر الإخلاص والتجرد في تحرير محل النزاع، وانشراح الصدر
للمخالف، وسنضرب لذلك مثالين:
لما توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - واستُخلف أبو بكر، وكفَرَ من كفر من العرب، قال عمر: يا أبا بكر،
كيف تقاتل الناس، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا:
لا إله إلا الله، فمن قال: لا إله إلا الله، عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه، وحسابه على الله))؟ قال أبو بكر:
والله لأقاتلنَّ من فرَّق بين الصلاة والزكاة؛ فإن الزكاة حق المال، واللهِ لو منعوني عناقًا كانوا يؤدُّونها
إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقاتلتُهم على منعها، قال عمر: فوالله ما هو إلا أن رأيتُ
أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال، فعرفتُ أنه الحق [رواه البخاري].


وهذا حصين بن عبدالرحمن قال: كنت عند سعيد بن جبير فقال: أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة؟
فقلت: أنا، ثم قلت: أمَا إني لم أكن في صلاة؛ ولكني لُدِغت، قال: فما صنعتَ؟ قلت: ارتقيت،
قال: فما حملك على ذلك؟ قلت: حديث حدثناه الشعبي، قال: وما حدَّثكم؟ قلت: حدثنا عن بريدة
بن الحصيب أنه قال: "لا رقية إلا من عينٍ أو حُمَة"، قال: قد أحسن من انتهى إلى ما سمع، ولكن
حدثنا ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((عُرضتْ عليَّ الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهط،
والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد، إذ رفع لي سواد عظيم، فظننتُ أنهم أمتي،
فقيل لي: هذا موسى وقومُه، فنظرت فإذا سواد عظيم، فقيل لي: هذه أمتك، ومعهم سبعون
ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب...)) الحديث[رواه مسلم].


يدل الحديث على "عمق علم السلف؛ لقوله: "قد أحسن من انتهى إلى ما سمع، ولكن كذا وكذا"؛
فعلم أن الحديث الأول لا يخالف الثاني؛ لأن قوله: "لا رقية إلا من عين أو حمة" لا يخالف الثاني؛
لأن الثاني إنما هو في الاسترقاء، والأول في الرقية" [مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين].


وهكذا كان أدب الصحابة - رضي الله عنهم - والتابعين، وأدب العلماء في التعامل مع الخلاف.
"فإرادة الحق لا تحتاج لكثير كلام، وعمق ذكاء، بقدر ما تحتاج لصفاء نفس، وسلامة صدر".


2- العلم:
وهو سمة من سمات أهل الحق، وهو المقصود بالبصيرة في قوله - تعالى -:
{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ
وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108].يقول البغوي:
"والبصيرة: هي المعرفة التي تميز بها بين الحق والباطل".


والمقصود بالعلم هنا العلم بأمرين:
1- كيفية تحرير محل النزاع عامة.
2- معرفة المسألة التي يراد الاستدلال عليها على وجه الخصوص.


وهذا العلم يقوم على عدة ركائز إجمالاً، وهي:
1- تصنيف المسائل إلى: المتفق عليه، والمختلف فيه، ويمكن تحرير ذلك باستخدام السبر والتقسيم.


2- نقل الاتفاق إن كان في محل البحث من مصادره، أو تسليم المحاور بصحة الاتفاق؛
حتى يخرج عن محل النزاع.


3- تحديد نوع الخلاف: فيُقسم الخلاف لثلاثة أقسام:
القسم الأول: الاختلاف اللفظي: أن يكون معنى اللفظ الذي يقوله هذا، هو معنى اللفظ الذي يقوله هذا،
وإن اختلف اللفظان، فيتنازعان لكون معنى اللفظ في اصطلاح أحدهما غيرَ معنى اللفظ في اصطلاح
الآخر، وهذا كثيرٌ.
القسم الثاني: اختلاف التنوع: أن يكون هؤلاء يثبتون شيئًا لا ينفيه هؤلاء، وهؤلاء ينفون
شيئًا لا يثبته هؤلاء.
القسم الثالث: اختلاف التضاد: أن يكون مقتضى القول الأول هو تخطئة القول الثاني.


4- يستبعد خلاف التنوع والتضاد من محل النزاع اتفاقًا، ويحرر الخلاف اللفظي على الراجح،
وفقًا لمنهج السلف في التعامل مع الألفاظ، "لكن اللفظ المطابق للكتاب والسنة هو الصواب،
فليس لأحد أن يقول بخلاف قول الله ورسوله، لا سيما وقد صار ذلك ذريعةً إلى بدع أهل الكلام
من أهل الإرجاء وغيرهم، وإلى ظهور الفسق، فصار ذلك الخطأُ اليسير في اللفظ سببًا لخطأ عظيم
في العقائد والأعمال"["الإيمان"، لابن تيمية].


5- الاستقراء لما ذكره العلماء من أدلة في المسألة، وطرق في الاستدلال، عن طريق جمع المادة
من مظانها على وجه الاستيعاب المتيسر، ثم تصنيف هذا المجموع، ثم تمحيص مفرادته تمحيصًا دقيقًا،
وذلك بتحليل أجزائها بدقة متناهية، وبمهارة وحذر؛ حتى يتيسر للدارس أن يرى ما هو زيفٌ جليًّا
واضحًا، وما هو صحيح مستبينًا ظاهرًا، بلا غفلة، وبلا هوى، وبلا تسرع (1)
وهو ما يسمى بحسن التصورلمحل النزاع، وضعفُ التصور كما أنه ينشأ من قلة الاطلاع، أو عدم التعمق
في البحث، ينشأ من عدم التتبع والاستقراء.


6- وتحرير الشاهد من كلامهم، والتوثق من ضبطه في مظانه السليمة قبل البناء عليه،
والرجوع إلى مصادره الأولى لمعرفة ما قبله وما بعده؛ فكثيرًا ما يكون الشاهد الأبتر داعيةَ الخطأ
في المعنى والمبنى.


7- لا يجوز إحداث قول ليس له سلف؛ فالخلاف محصور في ما اختلفوا فيه، فإن اختلفوا في الاستحباب
والوجوب، فلا يصح القول بالحرمة بحال، والعكس لو اختلفوا في الحرمة أو الكراهة،
فلا يصح القول بالوجوب.


8- النص على محل النزاع في بداية البحث أو المناظرة.


9- رفع الإشكال عن المصطلحات المتوهمة، أو التي لا يسلم المحاور على معناها؛ "فتحديد المفاهيم
التي يقع فيها النزاع، وبيانُ مدلولها بدقة ووضوح - يرفع عنها الغموض والاشتباه؛ فكثيرًا ما يحتد
النزاع حول معنى أو مفهوم معين، لو حُدِّد بدقة، وشُرح بجلاء، لأمكن للطرفين أن يلتقيا عند حد وسط".


10- الاتفاق على مصادر الاستدلال، والتنبيه عليها في حال المناظرة، وتقريرها إن كان المحاور
منكرًا لها أو لبعضها.


11- إذا كان محل النزاع في مناظرة، يكون مقدمة يستدل عليها كل محاور إثباتًا أو نفيًا،
أما الأبحاث فالأفضل أن يكون محل النزاع نتيجةً يخرج بها الباحث، وليس مقدمة يبرهن عليها.


12- لازمُ الحق حقٌّ، ولازم الباطل باطل، ولا يلزم المحاور بلازم قوله، حتى يسلم بالتزامه؛ لأنه قد يذهل
عن اللازم، وقبل ذلك لازمُ قوله ليس من محل النزاع.


13- إذا تعلَّق محل النزاع بمناط، فلا بد من تحرير المناط؛ حتى ينزل الحكم على محله،
لا على محل متوهم. "يحتاج تحرير محل النزاع إلى النظر في السياق والقرائن، إذا كانت المسألة
من باب ما ورد فيه نص، وإلى تحقيق المناط وتحديد الزمان والمكان والصفات...
إن لم تكن المسألة منصوصة".


14- معرفة الخاص والعام؛ "لأن الأخص في محل النزاع مقدَّمٌ على الأعم"[2]، بشرط أن يستويا في قوة
الدلالة، يقول الشنقيطي: "إن الآية الكريمة وإن كانت أقوى سندًا وأخص في محل النزاع، فإن الحديث
أقوى دلالة على محل النزاع منها، وقوة الدلالة في نصٍّ صالح للاحتجاج على محل النزاع،
أرجح من قوة السند".




ـــــــــــــــــــــــــ
(1) [ المعنى في "أباطيل وأسمار"، الأستاذ محمود شاكر].
(2) "أضواء البيان"، 5/ 134.

علي الجزائري
2012-06-24, 01:26
ثمرات تحرير محل النزاع:



1- "تحرير محل النزاع يفتح الأذهان للنظر في الثمرة المترتبة على النزاع؛ ليعرف ما إذا كان
لهذا النزاع عملٌ يرجى، أو هو خلاف لفظي يهون الأمر فيه؟".

2- "تحرير محل النزاع يُبعد العلماء عن النزاع فيما لا فائدة علمية فيه؛ حتى يصرفوا
جهدهم إلى ما يفيد"[27].

3- تكوين العقلية الإسلامية الناضجة، التي تحسن الحوار مع المخالف على أسس علمية صحيحة.

4- رد شبهات العلمانيين في هدم الدين، بدعوى أن كل خلاف معتبر، وهي دعوة قديمة للزندقة،
وأعظم منها دعوى تجديد الخطاب الديني والقراءة الجديدة للنص؛ فهي لم تجعل للخلاف ضابطًا؛
بل الحكم للأهواء والشهوات وتزيين الشياطين.

• • •




فيا أخا الإسلام، دعِ الخلاف؛ فالخلاف كلُّه شر، وإن كان نقاشًا علميًّا فلتبدأ بنيَّتك فتصلحها،
وتجعل رضا الله هو أعظم مطلوبك، ولا تجعل لحظ نفسك نصيبًا، فوالله لانتصارُكَ على نفسك التي
بين جنبيك خيرٌ وأعظم من انتصارك على مخالفك، وسل نفسك: هل القصد إفحام الخصم أو هدايته؟
فإن كانت الثانية، فأبشرْ بالفوز والسعادة وتأييد الله لك؛ لأنك تَزُودُ عن دينه، وقد قال - سبحانه -:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]،
وإن كانت الأولى - أعاذنا الله وإياك منها - فاعلم أنك مخذول موكول إلى نفسك، ولا تتكلم حتى تتعلم،
ووالله ليس عيبًا أنني لا أعرف اليوم، ولكن العيب أن أظل هكذا، وأعظم بلية أن أتكلم بغير علم، فكيف
بمن يعرض نفسه للمناظرة أو التأليف دون علم ولا بصيرة؟!




الأمر عظيم يحتاج منا لوقفة صادقة مع أنفسنا قبل فوات الأوان.




والله المستعان.

انتهى النقل بحمد الله و بعضه مختصر و بتصرّف يسير !
و الحمد لله ربّ العالمين

أبو عبد الرحمن الجزائري
2012-06-24, 04:55
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سلمت يداك اخي الفاضل
على هذا النقل الطيب النافع وبارك الله فيك
وفي علمائنا الاجلاء .................
يجب أن نتقيد بما يقوله العلماء من ضوابك علمية و شرعية وأدبية لنكون اهلا للحوار والنقاش
وإلا لا ينفع هذا بل يزيد من المواضيع تعنتا وصعوبة نقمة على الدعوة لكن هذا لا يعني أن يسكت عن الحق ولا يظهره ...كما
قال أحمد بن حنبل : ( إذا سكتّ أنت وسكتّ أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم )
قال ابن الباز رحمه الله

إن السنة في نصوصها قولا وفعلا وتقريرا في عامة أبواب التوحيد والشريعة ترى وقائع كثيرة يردّ بها النبي صلى الله عليه وسلم ما ليس حقا ، فرد على من قال له اعدل يا محمد ، وردّ على عثمان بن مضعون رضي الله عنه التبتل ، وردّ على من حرّم بعض المطاعم والمناكح ، وردّ صلى الله عليه وسلم مجموعة كبيرة من الأقوال والأفعال الشركية والبدعية والمنكرة سواء كانت بحضرته صلى الله عليه وسلم او انه بلغته

وقد تنوعت المواقف النبوية المشرفة في محاصرة أهل الأهواء ومن مفردات العقوبات : عدم مجالسته ، الابتعاد عن مجاورته ، ترك توقيره ، ترك مكالمته ، ترك السلام عليه ، ترك التسمية له ، عدم بسط الوجه له ، عدم سماع كلامه وقراءته ، عدم مشاورته . والسنة شاهدة من وجه آخر إلى مدح القائمين بهذا الواجب وأنهم هم العدول المصلحون الغرباء وان عملهم من الجهاد وواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

ibra34
2012-06-24, 13:12
بارك الله فيك فإذا لم يتفق المتحاورون حول محل النزاع فنقاشهم كله باطل.

علي الجزائري
2012-06-24, 13:53
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سلمت يداك اخي الفاضل
على هذا النقل الطيب النافع وبارك الله فيك
وفي علمائنا الاجلاء .................
يجب أن نتقيد بما يقوله العلماء من ضوابك علمية و شرعية وأدبية لنكون اهلا للحوار والنقاش
وإلا لا ينفع هذا بل يزيد من المواضيع تعنتا وصعوبة نقمة على الدعوة لكن هذا لا يعني أن يسكت عن الحق ولا يظهره ...كما
قال أحمد بن حنبل : ( إذا سكتّ أنت وسكتّ أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم )
قال ابن الباز رحمه الله

إن السنة في نصوصها قولا وفعلا وتقريرا في عامة أبواب التوحيد والشريعة ترى وقائع كثيرة يردّ بها النبي صلى الله عليه وسلم ما ليس حقا ، فرد على من قال له اعدل يا محمد ، وردّ على عثمان بن مضعون رضي الله عنه التبتل ، وردّ على من حرّم بعض المطاعم والمناكح ، وردّ صلى الله عليه وسلم مجموعة كبيرة من الأقوال والأفعال الشركية والبدعية والمنكرة سواء كانت بحضرته صلى الله عليه وسلم او انه بلغته

وقد تنوعت المواقف النبوية المشرفة في محاصرة أهل الأهواء ومن مفردات العقوبات : عدم مجالسته ، الابتعاد عن مجاورته ، ترك توقيره ، ترك مكالمته ، ترك السلام عليه ، ترك التسمية له ، عدم بسط الوجه له ، عدم سماع كلامه وقراءته ، عدم مشاورته . والسنة شاهدة من وجه آخر إلى مدح القائمين بهذا الواجب وأنهم هم العدول المصلحون الغرباء وان عملهم من الجهاد وواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

و فيك بارك الله أخي

و شكرا على النقل المفيد بإذن الله و رحم العلامة ابن باز رحمة واسعة ..

العنبلي الأصيل
2012-06-24, 17:08
جزاك اللّه خيرا يا عليّ . .
اللّهم علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علّمتنا.

جرح أليم
2012-06-24, 17:43
بارك الله فيكم أخ علي سدد وقارب

مهاجر إلى الله
2012-06-25, 18:46
ما اتسع الخلاف بين الناس وبين الاخوة فيما بينهم وبين المختلفين والمتخالفين الا بسبب جهلنا بهذا الامر المهم والضابط المحكم : تحرير مواطن النزاع
وقليل من يحقق هذا الضابط ويعمل به عند الخلاف

بارك الله فيك اخي علي وسلمت يداك
وحفظ الله الشيخ رسلان ومتعنا به

ابو الحارث مهدي
2012-07-01, 06:56
نقل الإمام ابن عبد البَّر -رحمه الله- عن بعض السلف- في كتابه


"جامع بيان العلم وفضله" :



" «لاتَرُدَّ عَلَى أَحَدٍ جَوَابًا حَتَّى تَفْهَمَ كَلامَهُ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يَصْرِفُكَ عَنْ جَوَابِ كَلامِهِ إِلَى غَيْرِهِ! وَيُؤَكِّدُ الْجَهْلَ عَلَيْكَ!!


وَلَكِنِ : افْهَمْ عَنْهُ؛ فَإِذَا فَهِمْتَهُ فَأَجِبْهُ.


وَلا تَتَعْجَلْ بِالْجَوَابِ قَبْلَ الِاسْتِفْهَامِ.


وَلَاتَسْتَحِ أَنْ تَسْتَفْهِمَ إِذَا لَمْ تَفْهَمْ ؛ فَإِنَّ الْجَوَّابَ قَبْلَ الْفَهْمِ حُمْقٌ، وَإِذَا جَهِلْتَ -قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَ- فَاسْأَلْ، فَيَبْدُو لَكَ.


وَاسْتِفْهَامُكَ أَحْمَدُ بِكَ، وَخَيْرٌ لَكَ مِنَ السُّكُوتِ عَلَى الْعِيِّ ...»

علي الجزائري
2012-07-01, 11:44
بارك الله فيك فإذا لم يتفق المتحاورون حول محل النزاع فنقاشهم كله باطل.

و فيك بارك الله ...

الوادعي
2012-07-11, 10:18
لقد حررت موطن النزاع أخي بموضوعك هذا
بارك الله فيك .

علي عيش
2012-07-15, 17:56
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، إليكم إخواني هذا الأثر لابن عباس ـ رضي الله عنه ـ حيث ترى فيه تطبيقا عمليا لتحرير محل النزاع و الفائدة الكبيرة منه
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما خرجت الحرورية اجتمعوا في دار - على حدتهم - وهم ستة آلاف وأجمعوا أن يخرجوا على علي بن أبي طالب وأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- معه، قال: جعل يأتيه الرجـل فيقول: يا أمير المؤمنين إن القوم خارجون عليك، قال: دعهم حتى يخرجوا فإني لا أقاتلهم حتى يقاتلوني وسوف يفـعلون. فلما كان ذات يوم قلت لعلي: يا أمير المؤمنين: أبرد عن الصلاة فلا تفـتـني حتى آتي القوم فأكلمهم، قال: إني أتخوفهم عليك. قلت: كلا إن شاء الله تعالى وكنت حسن الخلق لا أوذي أحدًا. قال: فلبست أحسن ما أقدر عليه من هذه اليمانية، قال أبو زميل: كان ابن عباس جميلاً جهيرًا. قال: ثم دخلت عليهم وهم قائلون في نحر الظهيرة. قال: فدخلت على قوم لم أر قط أشد اجتهادًا منهم، أيديهم كأنها ثفن (*) الإبل، وجوههم معلمة من آثار السجود، عليهم قمص مرحضة، وجوههم مسهمة من السهر. قال: فدخلت. فقالوا: مرحبًا بك يا ابن عباس! ما جاء بك؟ وما هذه الحلة، قال: قلت ما تعيبون علي؟ لقد رأيت على رسول الله أحسن ما يكون من هذه الحلل، ونزلت ((قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْق)) قالوا: فما جاء بك؟ قال: جئت أحدثكم عن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن عند صهر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليهم نزل الوحي، وهم أعلم بتأويله، وليس فيكم منهم أحد، فقال بعضهم: لا تخاصموا قريشاً فإن الله تعالى يقول: ((بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ))، وقال رجلان أو ثلاثة لو كلمتهم.
قال: قلت أخبروني ما تنقمون على ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وختنِه، وأول من آمن به، وأصحاب رسول الله معه؟
قالوا: ننقم عليه ثلاثاً.
قال: وما هنّ؟
قالوا: أولهن أنه حكّم الرجال في دين الله، وقد قال الله: ((إِنِ الحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ))، فما شأن الرجال والحكم بعد قول الله عز وجل.
قال: قلت وماذا؟
قالوا: وقاتل ولم يَسْبِ ولم يغنم، لئن كانوا كفارًا لقد حلت له أموالهم ولئن كانوا مؤمنين لقد حرمت عليه دماؤهم.
قال: قلت وماذا؟
قالوا: محا نفسه من أمير المؤمنين. فإن لم يكن أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين.
قال: قلت أعندكم سوى هذا؟ قالوا: حسبنا هذا.
قال: أرأيتم إن قرأت عليكم من كتاب الله المحكم، وحدثتكم من سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ما لا تنكرون [ ينقض قولكم ] أترجعون؟
قالوا: نعم.
قال: قلت أما قولكم: حكّم الرجال في دين الله، فإن الله تعالى يقول: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ))، إلى قوله: ((يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ)). وقال في المرأة وزوجها: ((وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا)). أنشدكم الله أحكم الرجال في حقن دمائهم وأنفسهم، وإصلاح ذات بينهم أحق أم في أرنب ثمنها ربع درهم، وفي بضع امرأة. وأن تعلموا أن الله لو شاء لحكم ولم يصير ذلك إلى الرجال.
قالوا: اللهم في حقن دمائهم، وإصلاح ذات بينهم.
قال: أخرجت من هذه؟
قالوا: اللهم نعم.
قال: وأما قولكم قاتل ولم يسب ولم يغنم، أتسبون أمكم عائشة، أم تستحلون منها ما تستحلون من غيرها، فقد كفرتم، وإن زعمتم أنها ليست أم المؤمنين فقد كفرتم، وخرجتم من الإسلام، إن الله يقول: ((النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ))، فأنتم مترددون بين ضلالتين، فاختاروا أيهما شئتم، أخرجت من هذه؛ فنظر بعضهم إلى بعض.
قالوا: اللهم نعم.
قال: وأما قولكم محا نفسه من أمير المؤمنين، فأنا آتيكم بما ترضون، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دعا قريشًا يوم الحديبية أن يكتب بينه وبينهم كتابًا فكاتب سهيل بن عمرو وأبا سفيان. فقال: اكتب يا علي هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله، فقالوا: والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت، ولا قاتلناك، ولكن اكتب محمد بن عبد الله. فقال: والله إني لرسول الله حقًا وإن كذبتموني، اكتب يا على: محمد بن عبد الله ، فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان أفضل من علي -رضي الله عنه- وما أخرجه من النبوة حين محا نفسه. أخرجت من هذه؛ قالوا: اللهم نعم. فرجع منهم ألفان، وبقي منهم أربعة آلاف فقتلوا على ضلالة.

هذا الأثر أخرجه عبد الرزاق الصنعاني في (المصنف ، باب ذكر رفع السلام 10/157 رقم 18678) ومن طريقه - بنفس اللفظ تقريبًا -أخرجه أبو نعيم في (الحلية 1/318)، وأخرجه البيهقي في(السنن الكبرى 8/179)، وابن عبد البر القرطبي في (جامع بيان العلم وفضله 2 / 103 طبعة المنيرية)، ويعقوب بن سفيان البسوي في (المعرفة والتاريخ 1/522)، والحاكم في (المستدرك 2/150-152)، وأخرج بعضه الإمام أحمد في(المسند 1/342،5/67 رقم 3187، طبعة شاكر) كلهم أخرجوه من طريق عكرمة بن عمار ثنا أبو زميل الحنفي ثنا ابن عباس به، ولكل منهم لفظ مختلف وزيادات أثبتنا منها ما كان فيه زيادة معنى.
وهذا الأثر نسبه الهيثمي في (مجمع الزوائد) إلى الطبراني وأحمد في المسند، وقال: رجالهما رجال الصحيح، وأشار إليه الحافظ ابن كثير في (البداية والنهاية 7 / 282)، وابن الأثير في (الكامل) وابن العماد الحنبلي في (الشذرات)، وذكر غيرهم سياقات أخر لهذه القصة ولكنها عن غير ابن عباس من غير هذا الطريق، وإنما مقصودنا رواية ابن عباس فقط..
وقال أحمد شاكر في تعليقه على (المسند 5 / 7 6 رقم 3187): إسناده صحيح. اهـ

مــنــقــول

متبع السلف
2012-07-16, 11:19
ليت إخواننا السلفيين يلتزمون بهذا في نقاشاتهم ولا يوسعون دائرة النقاش بنقولات ليس من محل النزاع فلا تفيد المخالف شيئا بل تزيده عناا ،وهذا ما لا حظته هنا كثيرا من بعض الإخوة اصلحهم الله ، فبينما النقاش في مسألة الخروج يذهب ينقل أشياء لا تجيب المخالف عن شبهاته بل تظهر ضعفه العلمي وقلة فهمه لكلام المخالف فيقع في الخطأ وتطعن السلفية بسببه فلينتبه لهذا إخواننا ، ومن جهل المسألة فليسعه السكوت لأن النقاش ليس حربا أو إظهارا لقوة الشخص بين الناس ،بل نشر للحق بالتي هي أحسن للتي هي أقوم ، وفق الله الجميع لمرضاته.

محب التوحيد
2012-07-18, 08:05
رفع الله قدرك

digirakan
2012-07-18, 09:55
مشكوررررررررررررررررررررررر

عبلة السلفية
2012-07-18, 10:23
، قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: "وقد ذمَّ الله في القرآنِ ثلاثة أنواعٍ من المجادلة:
المحاجةُ فيما لا يعلم المحاجُ، فقال تعالى: ﴿وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ﴾ [غافر:5].
وقال تعالى -وقد ذمَّ المجادلة في الحق بعد ما تبين-: ﴿يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ﴾ [الأنفال:6].
وكذا ذمَّ اللهُ -تبارك وتعالى- الذي يجادلُ بالباطلِ ليدحضَ الحق كما دلت عليه الآيةُ التي ذكر
رحمه الله تعالى".اهـ

جزاك الله خيرا

مهدي الباتني
2012-07-18, 11:34
السلام عليكم
بارك الله فيك
فهذا أثر عظيم ، يجب على كل سلفي أن يجعل منه منطلقا للرد على لك مخالف.
للتذكير هناك شريط لفضيلة الشيخ عبد الرحيم البخاري شرح فيه هذا الأثر العظيم ارجعوا له ففيه الفوائد الجمة
وهذا الشريط موجود في موقع سحاب ..
اللقاءات السلفية القطرية
نصيحة ابن عباس للخوارج

طارق المتيجي
2012-07-18, 21:06
كل يوم تطلعون علينا باشياء جديدة
وكأن امتنا الأن بالف الف خير
هي رائدة الأمم
سننتهي ولاينتهي الجديد
ام ستزول هذه الفهوم يوما
ونعود لنهج سلفنا
الذين كان الدين عندهم واضحا وسهلا
فولجوه وغيروا مجرى تاريخ الأمم

digirakan
2012-07-18, 22:08
شكراااااااااااا

AyOuB0587
2012-08-05, 11:15
أحسنت أخي الكريم
مهم جد توضيح هذه المسألة
وغالبا يكون المتخاصمين متفقين في الحكم والفهم.

ابو الحارث مهدي
2012-09-14, 18:49
قال الهادي بن إبراهيم بن الوزير -مدافعا عن أخيه محمد بن إبراهيم-
عندما تحامل عليه شيخه علي بن محمد بن أبي القاسم، فقال:

(وجدته - أيده الله - قد نسب إلى محمد في بعض ما ذكره ما لم يقله، وفهم من أبياته ما لم يقصده ....
فإن من حق الناقض لكلام غيره أن يفهمه أولاً،
ويعرف ما قصد به ثانياً،ويتحقق معنى مقالته، ويتبيِّن فحوى عبارته،
فأما لو جَمَع لخصمه بين عدم الفهم لقصده، والمؤاخذة له بظاهر قوله؛ كان كمن رمى فأشوى، وخَبط خبْط عشوا،
ثم إن نسب إليه قولاً لم يعرفه ، وحمله ذنباً لم يقترفه؛ كان ذلك زيادة في الإقصا، وخلافاً لما به الله تعالى وصّى،
قال تعالى:( وإذا قلتم فاعدلوا ) وقال تعالى: ( قل أمر ربي بالقسط )
وقال تعالى: (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) إلى أمثالها من الآيات ....
إلى أن قال: فأما مجرد البهت الصراح؛ فلا يليق بذوي الصلاح )



من مقدمة المحقق للعواصم"(1/ 36)

أبوطه الجزائري
2012-09-22, 18:13
بارك الله فيك ...

مبحث نفيس ...... موفق

طالب الحق يكفيه دليل ، و صاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل .

الجاهل يُعلّم و صاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل .

fatimazahra2011
2012-11-22, 16:21
http://i608.photobucket.com/albums/tt164/djouvani/chokran.gif http://www.ahlalsunna.com/f/uploads/images/sunna.362ffac404.gif







█║▌│▌║║█│║▌║║▌│▌

عبد الله10
2012-12-08, 18:14
اللّهمَّ صلّ وبارك على سيِّدِنا محمّدٍ وعلى آلِه وصحبِهِ وسلّم

عبد الله10
2012-12-08, 18:15
السلام عليكم

djlaz17
2012-12-09, 15:12
مشكور على الموضوع الرائع
ونرجوا تقديم الافضل

abdelghanii
2013-03-20, 21:59
شكرا لكم علي هذا الموضوع

سبحان الله و بحمده ّّّ سيحان الله العظيم

محب الاستخاره
2013-06-16, 12:49
موضوع مهم جدا ،وخصوصا أن الإنسان بطبعه مجادل ويحتاج إليه في معظم الأوقات ، فكيف في الأمور العلمية ، ومن خلال تجربتي ، أيقنت أنه قبل أي نقاش أو حوار لابد من تحرير موضع النزاع ، فكثيرا ما يقع لبس ويتضح أن النزاع بين المتحاورين كان لفظيا .

أم عُبيد
2013-11-16, 09:51
نفع الله بهذا المنقول العلمي .

أبومحمد17
2014-03-25, 14:37
بارك الله فيك

zakaria12345
2014-03-25, 15:38
بارك الله فيك

قاهر الغلاة
2014-04-02, 22:10
قال العلامة ابن الوزير في العواصم والقواصم (9/66)

"خاتمة :
وهي من وصايا حُذَّاق العلماء المجرِّبين لجدال المبطلين، وذلك أنهم كثيراً ما يمنعون من أدلة المحقين، ويشوِّشُون فيها وإن تجلت، فيعسر علاجهم في هذا المقام مع اعتمادهم على ما هو دونها فيما يحتاجون إلى إثباته، فليعتمد المجادل لهم المُحِقُّ على معارضتهم بذلك، وسبقهم إليه، فلا يسند على المعاند منهم، ويمتنع من تسليم صحة الشُّبه التي يحتج بها، فيكون بذلك أولى منهم وهذا حين اليأس من التناصف وظهور قرائن التعسُّف وإن ظن الإنصاف استدل فأفاد واستفاد، ورَجَعَ ورُجِعَ إليه... ".

ابو الحارث مهدي
2014-05-23, 00:30
رحم الله العلامة ابن الوزير اليماني فإنه قال:

(القَاصِدُ لِوَجهِ اللّه لَا يَخَافُ أَن يُنقَدَ عَلَيهِ خَلَلُ فِي كَلَامِهِ، وَلَا يَهَابُ أَن يَدُلَّ عَلَى بُطلَانِ قَولِهِ،
َبل يُحِبُّ الحَقَّ مِن حَيثُ أَتَاه، وَيَقبَلُ الهُدَى مِمَّن أَهدَاه،
بَل المُخَاشَنَةُ بالحقّ والنصيحة أحب إليه من المداهنة على الأقوال القبيحة،
وَصَدِيقُكَ مَنْ أَصْدَقَكَ لَا مَنْ صَدَّقَك ).

"العواصم والقواصم" (224/1)

https://fbcdn-sphotos-b-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/1450210_174661186063892_1057173651_n.jpg

ابو الحارث مهدي
2014-05-23, 00:40
قال الإمام الحافظ أبو عبد الله ابن قيم الجوزية - رَحِمَهُ ربُّ البَرِيَة -:

(إذا ظفرت برجل واحد من أولي العلم ، طالب للدليل ، محكم له ، متبع للحق حيث كان ، وأين كان ، ومع من كان ،
زالت الوحشة وحصلت الألفة وإن خالفك ؛ فإنه يخالفك ويعذرك .
والجاهل الظالم يخالفك بلا حجة ويكفرك أو يبدعك بلا حجة ، وذنبك :
رغبتك عن طريقته الوخيمة وسيرته الذميمة ، فلا تغتر بكثرة هذا الضرب ، فإن الآلاف المؤلفة منهم ؛ لا يعدلون بشخص واحد من أهل العلم، والواحد من أهل العلم يعدل ملء الأرض منهم).
"إعلام الموقعين" (308/1)


http://www.arabicbookshop.net/BookCovers/142-237.jpg

Samed Dziri
2014-05-30, 01:25
جزاك الله خيرا

عبدالنور.ب
2014-08-21, 10:30
جزاك الله خيرا

Business.pro2100
2014-12-31, 23:50
إبداع في إبداع تستحق كل الشكر والتقدير .

sarya
2015-02-15, 15:58
منتدى روعة

little dreamer
2015-04-11, 18:54
Oui et oui et oui merciiiiiiii

hamidook
2015-04-20, 16:45
شكرا على المعلومة

ابو الحارث مهدي
2015-05-10, 15:00
رحم الله العلامة ابن الوزير اليماني فإنه قال:

(القَاصِدُ لِوَجهِ اللّه لَا يَخَافُ أَن يُنقَدَ عَلَيهِ خَلَلُ فِي كَلَامِهِ، وَلَا يَهَابُ أَن يَدُلَّ عَلَى بُطلَانِ قَولِهِ،
َبل يُحِبُّ الحَقَّ مِن حَيثُ أَتَاه، وَيَقبَلُ الهُدَى مِمَّن أَهدَاه،
بَل المُخَاشَنَةُ بالحقّ والنصيحة أحب إليه من المداهنة على الأقوال القبيحة،
وَصَدِيقُكَ مَنْ أَصْدَقَكَ لَا مَنْ صَدَّقَك ).

"العواصم والقواصم" (224/1)

https://fbcdn-sphotos-b-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/1450210_174661186063892_1057173651_n.jpg





قال الإمام الحافظ أبو عبد الله ابن قيم الجوزية - رَحِمَهُ ربُّ البَرِيَة -:

(إذا ظفرت برجل واحد من أولي العلم ، طالب للدليل ، محكم له ، متبع للحق حيث كان ، وأين كان ، ومع من كان ،
زالت الوحشة وحصلت الألفة وإن خالفك ؛ فإنه يخالفك ويعذرك .
والجاهل الظالم يخالفك بلا حجة ويكفرك أو يبدعك بلا حجة ، وذنبك :
رغبتك عن طريقته الوخيمة وسيرته الذميمة ، فلا تغتر بكثرة هذا الضرب ، فإن الآلاف المؤلفة منهم ؛ لا يعدلون بشخص واحد من أهل العلم،
والواحد من أهل العلم يعدل ملء الأرض منهم).
"إعلام الموقعين" (308/1)


http://www.arabicbookshop.net/bookcovers/142-237.jpg






جاء في "الذريعة إلى مكارم الشريعة" للراغب الأصبهاني، ص(262) ط/دار الوفاء:

(...واعلم أن سبيل إنكار الحجة، والسعي في إفسادها؛ أسهل من سبيل المعارضة بمثلها، والمقابلة لها،
ولهذا يتحرى الجدل الخصيم أبدًا بالدفاع، لا المعارضة بمثلها، وذلك أن الإفساد هدم، وهو سهل، والإتيان بمثله بناء، وهو صعب،
فإن الإنسان كما يمكنه قتل النفس الزكية، وذبح الحيوانات، وإحراق النبات، ولا يقدر على إيجاد شيء منها؛
يمكنه إفساد حُجة قوية، بضرْب من الشبه المزخرفة، ولا يمكنه الإتيان بمثلها، ولأجل ما قلنا؛
دعا الله سبحانه وتعالى الناس في الحجج إلى الإتيان بمثلها، لا إلى السعي في إفسادها،
فقال تعالى: ﴿فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ﴾، وقال: ﴿قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ﴾،
فرضِىَ أن يأتوا بما فيه مشابهة له، وإن كان ذلك مفترى، وقال إبراهيم عليه السلام:
﴿فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ﴾،
والله الموفق ) اﻫ

ابو الحارث مهدي
2015-05-30, 16:51
قال الهادي بن إبراهيم بن الوزير -مدافعا عن أخيه محمد بن إبراهيم-
عندما تحامل عليه شيخه علي بن محمد بن أبي القاسم، فقال:

(وجدته - أيده الله - قد نسب إلى محمد في بعض ما ذكره ما لم يقله، وفهم من أبياته ما لم يقصده ....
فإن من حق الناقض لكلام غيره أن يفهمه أولاً،
ويعرف ما قصد به ثانياً،ويتحقق معنى مقالته، ويتبيِّن فحوى عبارته،
فأما لو جَمَع لخصمه بين عدم الفهم لقصده، والمؤاخذة له بظاهر قوله؛ كان كمن رمى فأشوى، وخَبط خبْط عشوا،
ثم إن نسب إليه قولاً لم يعرفه ، وحمله ذنباً لم يقترفه؛ كان ذلك زيادة في الإقصا، وخلافاً لما به الله تعالى وصّى،
قال تعالى:( وإذا قلتم فاعدلوا ) وقال تعالى: ( قل أمر ربي بالقسط )
وقال تعالى: (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) إلى أمثالها من الآيات ....
إلى أن قال: فأما مجرد البهت الصراح؛ فلا يليق بذوي الصلاح )



من مقدمة المحقق للعواصم"(1/ 36)


نقل الإمام ابن عبد البَّر -رحمه الله- عن بعض السلف- في كتابه


"جامع بيان العلم وفضله" :



" «لاتَرُدَّ عَلَى أَحَدٍ جَوَابًا حَتَّى تَفْهَمَ كَلامَهُ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يَصْرِفُكَ عَنْ جَوَابِ كَلامِهِ إِلَى غَيْرِهِ! وَيُؤَكِّدُ الْجَهْلَ عَلَيْكَ!!


وَلَكِنِ : افْهَمْ عَنْهُ؛ فَإِذَا فَهِمْتَهُ فَأَجِبْهُ.


وَلا تَتَعْجَلْ بِالْجَوَابِ قَبْلَ الِاسْتِفْهَامِ.


وَلَاتَسْتَحِ أَنْ تَسْتَفْهِمَ إِذَا لَمْ تَفْهَمْ ؛ فَإِنَّ الْجَوَّابَ قَبْلَ الْفَهْمِ حُمْقٌ، وَإِذَا جَهِلْتَ -قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَ- فَاسْأَلْ، فَيَبْدُو لَكَ.


وَاسْتِفْهَامُكَ أَحْمَدُ بِكَ، وَخَيْرٌ لَكَ مِنَ السُّكُوتِ عَلَى الْعِيِّ ...»




قال ابن الشيخ الحزميين - رحمه الله - في " التذكرة والاعتبار " ( 51 - 52 ) :

( وصفة الامتحان بصحة إدراك الشخص وعقله وفهمه :
أن تسألوه عن مسألة سلوكية ، أو علمية ، فإذا أجاب عنها فأوردوا على الجواب إشكالا متوجها بتوجيه صحيح ،
فإن رأيتم الرجل يروح يمينا و شمالا ، ويخرج عن ذلك المعنى إلى معان خارجة ، وحكايات ليست في المعنى حتى ينسى رب المسألة سؤاله ، حيث توهه عنه بكلام لا فائدة فيه
فمثل هذا لا تعتمد على طعنه ، و لا على مدحه ، فإنه ناقص الفطرة ، كثير الخيال ، لا يثبت على تحري المدارك العلمية ) .

مهدي الأثري
2015-06-15, 23:06
يقول الشاعر : وكم من عائب قولا صحيحا ــــــوأفته من الفهم السقيـــــــــــــــــــــــم

شكرا لك على النقل النافع بارك الله فيك

ابوحفص
2015-08-05, 16:55
جازاكم الله خيرا

ابن العيد الأثري
2015-08-06, 20:43
موضوع جميل ..
بارك الله فيك

Nannoush
2016-02-11, 13:06
موضوع كتير حلو يسلمو 👌👌