تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تابع قصة الأمس الجزء2


نورالياسمين
2012-06-23, 18:08
الفضول الملح:
كنت في الثامنة من عمري عندما التقطت أسماعي صدفة حديثا كان طرفاه والدتي و جدتي و كل منهما تترحم على شخص قالتا أن الدنيا قد رحمته بإخراجه منها و أن التراب الذي سيضمه سيرحمه أكثر من من عرفهم في حياته، فدفعني فضولي للسؤال عن هذا المسكين الذي فهمت من حروفهما أنه كان أحد ضحايا غدر الزمان و خيانة الأيام للأنام، فتوجهت إليهما بالإستخبار عن حكاية هذا المرحوم المظلوم فانصرفت كل واحدة منهما عن هذا الإستفسار بتغييرهما كل الموضوع. انصرفت بعدها عن القصة و نسيتها لمهلة و لكن في غداها مررت بجوار بيت المرحوم وقد علمت ذلك من النعش الموضوع أمام المدخل و لكن ما أثار دهشتي هو غياب المعزين فعاد فضولي ليفرض تساؤله عن الميت فدفعني للدخول إلى البيت، و عند ولوجي اليه قابلني شيخ هرم طغى الشيب على شعره فابيض رأسه، و ظهر عليه شدة البكاء فرسمت الدموع خطين رماديين مكان عينيه، و لكنه سر برؤيتي غبطة المسلمين برؤية هلال العيد فبدت إبتسامة شفتاه من وراء ستار شبح حزنه كأنه ما صدق أن في داره من يواسي نكبته رغم أنه لايعرفني، فكان وقع تلك الكآبة الخرساء على نفسي أشد من وقع عظمة العثمانيين على أوروبا، فرحب بي استقبال الشعوب للملك، ضيفني إكرام حاتم، و بعد أن استراح قلبي لطيبته، و اطمأنت حالي لرأفته، كان لابد لي أن أدرك ما جئت لنيله، فنطق لساني قائلا: يا جدي، إن الطيبة تلون أفعالك و لكن الحزن قد محا بهجتك، فهل لي أن أعلم السبب في كل هذه الكآبة؟
اللقاء الأول:
تأوه الشيخ مرة ساد بعدها صمت هنيهة، لربما الآهات قد أعادت ذكرى من مات ثم فتح فاهه مجيبا عن سؤالي في غموض زال بعد لحظة: إن تعب نفسي قد أزاح عن قلبي صخرة بيضاء كانت تسد باب الأحزان ، حفرت عليها سنوات طوال من الإخلاص و الوفاء عشتها مع إبن لم تنجبه زوجتي وليس بيني و بينه رابطة دم و لا وصال و لكن كان بيننا حديث للأرواح، إن النعش المنصوب أمام بيتي هو لهذا الإبن الشقي في شبابه و الشاقي قي كبره، أعلم ان حديثي غامض و لكني سأحجب عن فكرك الغموض ، سأقص عليك قصة عجز شكسبير عن تأليفها، أكثر تأثيرا من رباعيات الخيام، أشد تعقيدا من فلسفة أفلاطون و ما لم يستطع سقراط أن يجد له تفسير، و سكت بعدها قليلا كأنه ترك لي بعض الوقت للتساؤل عن ثقافته الواسعة التي غفلت عنها رغم تعلمي و صغر سني، ثم عاد بعدها ليواصل حديثه: منذ عشر سنين، و في نفس مكان ذاك النعش خرجت من بيتي، فوجدت شابا في ربيع العمر منتصبا على عتبة الباب ،و رغم أنه قد نأى بدمعه إلا أن اليأس و الحزن أنوأ على قوته فتجسد ضعفه في شحوب طلته و هشاشة بسمته التي ما فكأت ترتسم عند رؤيته لي حين قاطعتها قائلا: صباح الخير يا بني، ما لي أرى الضراء قد أقامت بين ضلوعك؟ دعني أساعدك في النهوض لعل أحلام الكرى تنسيك كوابيس اليقظة. فطأطأ برأسه دلالة على الموافقة على المساعدة و لعل الكلمات في ذاك الحين سينقص من قيمة الذكرى الأليمة فساعدته بصمت كما طلبها في سكوت، فكان ذلك حديث بين روحين من قلب منوح لقلب مجروح، و كانت صدمتي عند وقوفه لما لم ألقي له بال عند رؤيته فأنا لم أهتم قط بالمظاهر الجسدية بل ما يجذبني هو الأحاسيس الظاهرية، و لأول مرة في حياتي أتأثر لحال شخص كحال هذا الشاب.

الجليس الصلح
2012-06-24, 13:56
شكراااااااااا جزيلااااااااا بوركت على ما قدمت

نورالياسمين
2012-06-24, 15:56
شكرا جزيلا أخي رجل الفضاء و أتمنى أن تكون نالت إعجايك حقا و لكن أين بقية الأعضاء إن لم تنل إعجابكم فأرجوكم أخبروني بذلك

doom45
2012-06-25, 13:30
اسلوب ر ااائع وجذاب بوركت اختي وننتظر التتمة والتكملة !!

همسة ◕‿◕ برآءة
2012-07-01, 08:23
رآئع اختي؛؛ يآ له من أسلوب نآضج~

تشوقت لقرآءة المزيد

متآبعة للجزء الموآلي بإذن الله

:19:

حـبـيـبو عـبـدو السوفي
2012-07-01, 17:10
الســلام عليــكم

شكرااا على الموضوع المميز بوركت أيديكم

mohtadi
2012-07-12, 10:19
رررررائعة ..ااااااااااا

mohtadi
2012-07-12, 10:33
دمتم دمتم.....

mohtadi
2012-07-12, 10:36
بارك الله فيك...........

mohtadi
2012-07-12, 10:38
وما فتئ الزمان يدور حتى *** مضى بالمجد قوم آخرون
وأصبح لا يرى بالركب قومي *** وقد كانـــوا أئمته قرونــا
وآلمني وآلم كل حـــر سؤال الدهر * * *أيـــن المسلمـــون؟؟؟

mohtadi
2012-07-12, 10:44
وما فتئ الزمان يدور حتى *** مضى بالمجد قوم آخرون
وأصبح لا يرى بالركب قومي *** وقد كانـــوا أئمته قرونــا
وآلمني وآلم كل حـــر سؤال الدهر * * *أيـــن المسلمـــون؟؟؟