تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصة الأمس(من تأليفي) الجزء الأول


نورالياسمين
2012-06-22, 19:06
السلام عليكم أنا عضوة جديدة في المنتدى و لدي هواية كتابة الحواطر و القصص و هذا أول جزء من قصة ألفتها أثناء العام الدراسي بطلب من المعلمة و أمنى أن تعجبكم و حبذا لو شجعتموني على مواصلة وضعها إن أعجبتكم و إن لم تعجبكم فأنا أتقبل النقد بايجابية و هذه التوطئة
توطئة:

عالمنا مسرح تعيش فيه شخصيات عديدة، تمثل فيه أدوارا متعددة، منها من يفكر بعقله و لا يعترف بالمشاعر و هو الذي داسه الزمن فقتل قلبه ،و منها من يتبع قلبه مبتعدا عن التفكير و هو الذي آمن بالبراءة رغم ندرتها و أبصر الأمل في الناس رغم إخفائهم إياه، و أفضلها من يسيطر على قلبه و يحس بمن حوله و يكون عقله حاضرا معه في كل لحظة حتى يدله على من يستحق الإحساس.
أيامنا لا نستطيع فهمها أتلعب معنا أم تلعب بنا؟ فمرة تضخك لنا فتريح قلوبنا و مرات تقفل علينا أبواب رغدها فتشغل عقولنا بمصائبها. و زماننا غامض لا نفهمه و لا يفهمنا، نسأله و لا يجيبنا، يتركنا غارقين قي بحور آهاتينا، باحثين عن شط الأفراح و بر الأمان، فضول يقتل الأغنياء فيسألونه: لماذا أعطيتنا المال و نزعت الرحمة من قلوبنا فضعنا لإتباع شهواتنا؟ و مجرد استفسار لدى الفقراء فيواجهونه صامدين: لماذا أعطيتنا الرقة و نزعت منا المال و تركت الأغنياء يحتاجون إلينا رغم قوتهم و ضعفنا، تكبرهم و تواضعنا، تطاولهم و بساطتنا، غناهم و فقرنا؟
ومجتمعنا لا تعليق عليه، نسى أنه مجتمع فاهتم كل فرد بنفسه، و سها الفرد عن كونه ابن آدم فغرق في ذنوبه، و غفل ابن آدم عن دينه فضاع في ظلمات الحياة و قسوة الأيام و عتو الزمان ظانا منه أنه على جزيرة الأحلام و عندما يفوت الأوان و يفيق من الحلم يجد نفسه وسط كابوس يعيشه حقيقة لا وهما، فكم من والد لم يعترف بابنه خوفا من المسؤولية، و كم من أم رمت بإبنها أمام دار الأيتام و هو ليس بيتيم خشية العار، و كم من ولد غفل عن من أنفق عليه في صغره و عن التي ولدت و أشفقت عليه عند حاجته و رخائه من أجل خليل أو حبيب لم و لن يقدم له ما قدم له والداه مهما حصل أو فعل ملقيا إياهما في دار العجزة رغم أنهما ما قصروا يوما في التضحية من أجله. و لو بقينا نحصي و نذكر كل ما يحصل في هذا المجتمع السقيم لما عرفنا للصمت معنى فالحكايات عن الأقراح لا تنتهي و الكلمات عن الأفراح توشك على الإنتهاء .
في زمن تكففت الدموع من المقل، جفت المياه من المزن، فرغت الأقلام من الحبر، خفت الأوزان من الثقل، و شاعت في أوساطه الزلل التي لا يوجد لها بلسم: شعب مريض لا يقاوم شهواته، قلوب سقيمة لا تكافح ملذاتها،عقول ضعيفة لا تقوى على فرض وجودها و قلائل من هم حكماء قادرون على العيش في هذه الغابة المظلمة، من هم قادرون على ترويض هذه الوحوش المفترسة، من مازلت في قلوبهم ذرة رحمة، قطرة عفة توجوه بشمعة الإيمان لأنهم منعوا سيل الدنيا بالجريان في نهر بساطتهم و لطالما سمعنا بوجود أشياء في النهر لا أثر لها في البحر. و هذه القصة تجسيد لكل ما قيل من خواطر مبعثرة عن وحشية الإنسان و أنانية الزمان، عن أسرار الأكوان و جهر الأحزان، عن جروح الأسنان التي تشفى و جروح اللسان التي تسقم و لا تشفى، عن أحلام مستحبة صارت أوهام و عن أوهام مكروهة أصبحت أحلام و بتأييد من الأفراد رفعوا لها الأعلام حتى يفسح لها المجال فأصبحت حقيقة، عن ضياع الشباب عن سراب و ضباب عن أناس كالذباب عن أحباب و أصحاب صاروا بين ليلة و ضحاها ذئاب، قصة تتوقع كل أذن سماعها، وقعت كل الأبصار على مرآها نطقت كل شفة بذكراها و لكن أقلامي ودت ذكراها و اشتاقت أن تعيد على القلوب إحياها لربما تفيق عقولا من سباتها أو عيونا من عماها أو أحيت أنانية لتظهر إيثارها و لا تبقى هذه سوى رجاء من القدر الغامض الذي يعلم حاضرنا الغائب و ماضينا الكاذب و لكنه لا يسعف أمانينا. قصة حدثت و ستحدث مادمنا لا نبذل جهدا لتغيير بواطن وجداننا، دناسة أفكارنا، اسوداد قلوبنا و وحشية تصرفاتنا.

الجليس الصلح
2012-06-23, 11:37
شكرااااااااااااااا على الموضوع

حـبـيـبو عـبـدو السوفي
2012-07-03, 17:23
سلام تحية طيبة شكرااا أختي بجد جميلة ومعبرة جداااا