كمال55
2007-07-28, 13:17
أمل دنقل
ولد في عام 1940 بقرية "القلعة", مركز "قفط" على مسافة قريبة من مدينة "قنا" في صعيد مصر.
كان والده عالماً من علماء الأزهر, حصل على "إجازة العالمية" عام 1940, فأطلق اسم "أمل" على مولوده الأول تيمناً بالنجاح الذي أدركه في ذلك العام. وكان يكتب الشعر العمودي, ويملك مكتبة ضخمة تضم كتب الفقه والشريعة والتفسير وذخائر التراث العربي, التي كانت المصدر الأول لثقافة الشاعر.
فقد أمل دنقل والده وهو في العاشرة, فأصبح, وهو في هذا السن, مسؤولاً عن أمه وشقيقيه.
أنهى دراسته الثانوية بمدينة قنا, والتحق بكلية الآداب في القاهرة لكنه انقطع عن متابعة الدراسة منذ العام الأول ليعمل موظفاً بمحكمة "قنا" وجمارك السويس والإسكندرية ثم موظفاً بمنظمة التضامن الأفرو آسيوي, لكنه كان دائم "الفرار" من الوظيفة لينصرف إلى "الشعر". عرف بالتزامه القومي وقصيدته السياسية الرافضة ولكن أهمية شعر دنقل تكمن في خروجها على الميثولوجيا اليونانية والغربية السائدة في شعر الخمسينات, وفي استيحاء رموز التراث العربي تأكيداً لهويته القومية وسعياً إلى تثوير القصيدة وتحديثها.
عرف القارىء العربي شعره من خلال ديوانه الأول "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" (1969) الذي جسد فيه إحساس الإنسان العربي بنكسة 1967 وأكد ارتباطه العميق بوعي القارىء ووجدانه. صدرت له ست مجموعات شعرية هي:
البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" - بيروت 1969,
تعليق على ما حدث" - بيروت 1971,
مقتل القمر" - بيروت 1974,
العهد الآتي" - بيروت 1975,
أقوال جديدة عن حرب البسوس" - القاهرة 1983,
أوراق الغرفة 8" - القاهرة 1983.
لازمه مرض السرطان لأكثر من ثلاث سنوات صارع خلالها الموت دون أن يكفّ عن حديث الشعر, ليجعل هذا الصراع "بين متكافئين: الموت والشعر" كما كتب الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي.
توفي إثر مرض في أيار / مايو عام 1983 في القاهرة
*·~-.¸¸,.-~*إلي صديقة دمشقية*·~-.¸¸,.-~*
إذا ســبـــاكِ قــائـــدُ الـتــتــار
وصــــــــرتِ مــحــظــيـــة..
فـشــد شــعــرا مــنــك ســعــار
وافــــتــــض عــــذريـــــة..
واغرورقـت عيـونـك الــزرق السمـاويـة
بـدمـعــة كـالـصـيـف ، مـاســيــة
وغــبـــت فـــــي الأســـــوار ،
فمن ترى فتح عيـن الليـل بابتسامـة النهـار؟
***
مـازلـتِ رغــم الـصـمـت والـحـصـار
أذكر عينيـك المضيئتيـن مـن خلـف الخمـار
وبـسـمــة الـثـغــر الـطـفـولـيـة..
أذكــــر أمـسـيـاتـنـا الـقــصــار
ورحــلــة الـسـفــح الـصـبـاحـيـة
حـيـن التقـيـنـا نـضــرب الأشـجــار
ونــــقــــذف الأحــــجـــــار
فـــــي مــســـاء فـسـقــيــة !
****
قـلـتِ – ونـحــن نـســدل الأسـتــار
فـــي شـرفــة الـبـيـت الأمـامـيـة:
لاتــبــتــعـــد عـــــنـــــي
انـــظـــرْ إلــــــى عــيــنــي
هـل تستحـق دمعـةً مـن أدمــع الـحـزن؟
ولــم أجـبــكِ، فالمـبـاخـر الشـآمـيـة
والــــحــــب والـــتـــذكـــار
طــغـــت عـــلـــى لــحــنــي
لــم تـبـق مـنـي وهــم ، أغـنـيـة !
وقلـتُ ، والصمـت العميـق تدقـه الأمـطـار
عــلــى الــشــوارع الـجـلـيـديـة:
عـدتُ إليك..بعـد طـول التيـه فـي البحـار
أدفن حزني فـي عبيـر الخصـلات الكستنائيـة
أسيـر فــي جنـاتـك الخـضـر الربيعـيـة
أبـلٌ ريــق الـشـوق مــن غدرانـهـا ،
أغـســل عـــن وجـهــي الـغـبـار!!
نـافـحـتُ عـنــك قــائــد الـتـتــار
رشــقــتُ فــــي جـواده..مــديــة
لكنـنـي خشـيـت أن تَمـسّـكِ الأخـطــار
حيـن استحـالـت فــي الـدجـى الـرؤيـة
لــذا استـطـاع فــي سحـابـة الـغـبـار
ان يخطف العذراء....تاركا علـى يـدي الأزرار
كــالـــوهـــم ، كــالــفــريــه !
.......... ............ .........
(......ما بالنا نستذكر الماضي ، دعي الأظفار...
لا تنبش الموتى ، تعرى حرمـة الأسـرار.....)
****
يــا كــم تمـنـت زمـــرة الأشـــرار
لـو مزقـوا تـنـورة فــي الخصر...بُنـيّـة
لــو علـمـوك الـعـزف فــي القـيـثـار
لتـطـربـيـهـم كـــــل امـســيــة
حـتـى إذا انفـضـت أغنيـاتـك الدمشقـيـة
تناهـبـوك ؛ الـقـادة الأقـزام..والأنـصـار
ثــم رمـــوك للـجـنـود الانكـشـاريـة
يقـضـون مـــن شـبـابـك الأوطـــار
****
الآن...مـهـمـا يــقــرع الإعــصــار
نــوافــذ الـبـيــت الـزجـاجـيــة ،
لن ينطفي في الموقـد المكـدود رقـص النـار
تستدفئ الأيـدى علـى وهـج العنـاق الحـار
كــي تـولـد الشـمـس الـتـي نـخـتـار
فـــي وحـشــة الـلـيـل الشتـائـيـة!
12:35 - 2007/07/28: تم تغيير النص بواسطة mustaphach3
الألماسة
المشاركات: 3158
نقاط التميز: 820
عضوة مساعدة بفريق العمل
شاعر المعلقة الكبرى في منتدى الشعر الفصيح
عدد الأيام منذ الإنضمام: 635
معدل المشاركات في اليوم: 4.97
12:33 - اليوم
ولد في عام 1940 بقرية "القلعة", مركز "قفط" على مسافة قريبة من مدينة "قنا" في صعيد مصر.
كان والده عالماً من علماء الأزهر, حصل على "إجازة العالمية" عام 1940, فأطلق اسم "أمل" على مولوده الأول تيمناً بالنجاح الذي أدركه في ذلك العام. وكان يكتب الشعر العمودي, ويملك مكتبة ضخمة تضم كتب الفقه والشريعة والتفسير وذخائر التراث العربي, التي كانت المصدر الأول لثقافة الشاعر.
فقد أمل دنقل والده وهو في العاشرة, فأصبح, وهو في هذا السن, مسؤولاً عن أمه وشقيقيه.
أنهى دراسته الثانوية بمدينة قنا, والتحق بكلية الآداب في القاهرة لكنه انقطع عن متابعة الدراسة منذ العام الأول ليعمل موظفاً بمحكمة "قنا" وجمارك السويس والإسكندرية ثم موظفاً بمنظمة التضامن الأفرو آسيوي, لكنه كان دائم "الفرار" من الوظيفة لينصرف إلى "الشعر". عرف بالتزامه القومي وقصيدته السياسية الرافضة ولكن أهمية شعر دنقل تكمن في خروجها على الميثولوجيا اليونانية والغربية السائدة في شعر الخمسينات, وفي استيحاء رموز التراث العربي تأكيداً لهويته القومية وسعياً إلى تثوير القصيدة وتحديثها.
عرف القارىء العربي شعره من خلال ديوانه الأول "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" (1969) الذي جسد فيه إحساس الإنسان العربي بنكسة 1967 وأكد ارتباطه العميق بوعي القارىء ووجدانه. صدرت له ست مجموعات شعرية هي:
البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" - بيروت 1969,
تعليق على ما حدث" - بيروت 1971,
مقتل القمر" - بيروت 1974,
العهد الآتي" - بيروت 1975,
أقوال جديدة عن حرب البسوس" - القاهرة 1983,
أوراق الغرفة 8" - القاهرة 1983.
لازمه مرض السرطان لأكثر من ثلاث سنوات صارع خلالها الموت دون أن يكفّ عن حديث الشعر, ليجعل هذا الصراع "بين متكافئين: الموت والشعر" كما كتب الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي.
توفي إثر مرض في أيار / مايو عام 1983 في القاهرة
*·~-.¸¸,.-~*إلي صديقة دمشقية*·~-.¸¸,.-~*
إذا ســبـــاكِ قــائـــدُ الـتــتــار
وصــــــــرتِ مــحــظــيـــة..
فـشــد شــعــرا مــنــك ســعــار
وافــــتــــض عــــذريـــــة..
واغرورقـت عيـونـك الــزرق السمـاويـة
بـدمـعــة كـالـصـيـف ، مـاســيــة
وغــبـــت فـــــي الأســـــوار ،
فمن ترى فتح عيـن الليـل بابتسامـة النهـار؟
***
مـازلـتِ رغــم الـصـمـت والـحـصـار
أذكر عينيـك المضيئتيـن مـن خلـف الخمـار
وبـسـمــة الـثـغــر الـطـفـولـيـة..
أذكــــر أمـسـيـاتـنـا الـقــصــار
ورحــلــة الـسـفــح الـصـبـاحـيـة
حـيـن التقـيـنـا نـضــرب الأشـجــار
ونــــقــــذف الأحــــجـــــار
فـــــي مــســـاء فـسـقــيــة !
****
قـلـتِ – ونـحــن نـســدل الأسـتــار
فـــي شـرفــة الـبـيـت الأمـامـيـة:
لاتــبــتــعـــد عـــــنـــــي
انـــظـــرْ إلــــــى عــيــنــي
هـل تستحـق دمعـةً مـن أدمــع الـحـزن؟
ولــم أجـبــكِ، فالمـبـاخـر الشـآمـيـة
والــــحــــب والـــتـــذكـــار
طــغـــت عـــلـــى لــحــنــي
لــم تـبـق مـنـي وهــم ، أغـنـيـة !
وقلـتُ ، والصمـت العميـق تدقـه الأمـطـار
عــلــى الــشــوارع الـجـلـيـديـة:
عـدتُ إليك..بعـد طـول التيـه فـي البحـار
أدفن حزني فـي عبيـر الخصـلات الكستنائيـة
أسيـر فــي جنـاتـك الخـضـر الربيعـيـة
أبـلٌ ريــق الـشـوق مــن غدرانـهـا ،
أغـســل عـــن وجـهــي الـغـبـار!!
نـافـحـتُ عـنــك قــائــد الـتـتــار
رشــقــتُ فــــي جـواده..مــديــة
لكنـنـي خشـيـت أن تَمـسّـكِ الأخـطــار
حيـن استحـالـت فــي الـدجـى الـرؤيـة
لــذا استـطـاع فــي سحـابـة الـغـبـار
ان يخطف العذراء....تاركا علـى يـدي الأزرار
كــالـــوهـــم ، كــالــفــريــه !
.......... ............ .........
(......ما بالنا نستذكر الماضي ، دعي الأظفار...
لا تنبش الموتى ، تعرى حرمـة الأسـرار.....)
****
يــا كــم تمـنـت زمـــرة الأشـــرار
لـو مزقـوا تـنـورة فــي الخصر...بُنـيّـة
لــو علـمـوك الـعـزف فــي القـيـثـار
لتـطـربـيـهـم كـــــل امـســيــة
حـتـى إذا انفـضـت أغنيـاتـك الدمشقـيـة
تناهـبـوك ؛ الـقـادة الأقـزام..والأنـصـار
ثــم رمـــوك للـجـنـود الانكـشـاريـة
يقـضـون مـــن شـبـابـك الأوطـــار
****
الآن...مـهـمـا يــقــرع الإعــصــار
نــوافــذ الـبـيــت الـزجـاجـيــة ،
لن ينطفي في الموقـد المكـدود رقـص النـار
تستدفئ الأيـدى علـى وهـج العنـاق الحـار
كــي تـولـد الشـمـس الـتـي نـخـتـار
فـــي وحـشــة الـلـيـل الشتـائـيـة!
12:35 - 2007/07/28: تم تغيير النص بواسطة mustaphach3
الألماسة
المشاركات: 3158
نقاط التميز: 820
عضوة مساعدة بفريق العمل
شاعر المعلقة الكبرى في منتدى الشعر الفصيح
عدد الأيام منذ الإنضمام: 635
معدل المشاركات في اليوم: 4.97
12:33 - اليوم