تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اليكم محاورة جميلة بين الليل و النهار......


كمال55
2007-07-28, 13:13
محاورة بين الليل والنهار



أَحْمَدُ اللهَ مَا ادْلَـهَـمَّ الْمَسَاءُ ** وَبَدا الصُّبْحُ فَاسْتَنَارَ الْفَضَـاءُ

وَصَلاَةً بِعَـدِّ مَـا لاَحَ بَـرْقٌ ** فِي دُجَى اللَّيْلِ وَاعْتَلَتْ جَوْزَاءُ

تَغْشَ طَـهَ وَآلَـهُ ثُـمَّ صَحْبًا ** مَـا تَغَنَّتْ وَغَـرَّدَتْ وَرْقَـاءُ

ثَمَّتَ اقْرَأْ مُنَـاظَرَاتٍ أُجِيدَتْ ** بِـقَـرِيـضٍ يُـحِـبُّهُ النُّبَلاَءُ

بَـيْـنَ لَيْـلٍ مُدَرَّعٍ بِسَوَادٍ ** وَنَـهَـارٍ يَــزِيـنُـهُ لأْلآءُ

مُسْتَعِينًا بِمَـالِكِ الْخَلْقِ طُـرًّا ** وَإِلَيْكُمْ مَا يَعْـشَـقُ الأُدَبَـاءُ

اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ

أَشْـرَقَ الْفَجْـرُ يَالَهُ مِنْ ضِيَاءٍ ** بَـاسِمَ الوَجْـهِ يَعْتَرِيـهِ حَيَاءُ

وَأَتَـى اللَّيْلُ فِي لِبَـاسٍ عَجِيْبٍ ** يَتَمَطَّـى كَـأَنَّـهُ الـدَّهْـمَاءُ

ثُـمَّ حَيَّا إِخْوَانَـهُ بِــاحْتِرَامٍ ** وَوَقَـارٍ فَـهَـابَـه الْجُلَسَاءُ

وَتَمَـارَى مَـعَ النَّهَارِ قَـلِيلاً ** فَـاسْتَمَـرَّا وَزَادَتِ الضَّوضَاءُ

الْفَجْر

فَانْبَرَى الْفَجْرُ كَالشِّهَابِ وَنَادَى ** أَيُّـهَـا الغُمْـرُ طَبْعُكَ الخُيَـلاَءُ

كَيْفَ تَسْطِيْعُ أَنْ تُفَاخِـرَ نُورًا ** وَضِيَـاءً وَأُمُّـكَ الـطَّخْيَـاءُ

أَنَا يَا شُـؤْمُ مَعْدِنِـيْ قُرَشِـيٌّ ** وَقُـرَيشٌ جمِيْعَـهُمْ فُـضَـلاءُ

اللَّيْل

فَارْتَمَـى اللَّيْلُ آنَـذَاكَ بِتِيْهٍ ** بَعْدَ صَبْرٍ وَ طَمَّـتِ الظَّلْمَآءُ

ثُمَّ نَـادَى وَقَالَ يَاصُبْحُ أَقْصِرْ ** فَلَعَمْرِى مَا أَنْـتَ إِلاَّ وَبَـاءُ

أَنْتَ يَـافَجْرُ أَحْمَقٌ مُتَـعَالٍ ** لَيْسَ لِلْحُمْقِ فِي الْبَرَايَا دَوَاءُ

أَنَـا عَبْدٌ وَأَنْتَ مِـثْلِيْ عُبَيْدٌ ** أَتَجَاهَلْتَ أَمْ أَتَاكَ الْـغَـبَاءُ

تَدَّعِى الفَخْرَ بِالضِّيَاءِ وَ تَنْسَى ** سُورَةَ اللَّيْلِ هَكَـذَا الْجُهَلاَءُ

تَدَّعِي الْيَوْمَ نِسْبَةً فِي قُرَيْشٍ ** فَتَـفَـطَّنْ مَا قَالَتِ الشُّعَرَاءُ

وَالدَّعَاوَى مَالَمْ تُقِيمُوا عَلَيهَا ** بَيِّـنَـاتٍ أَبْنَـاؤُهَاأَدْعِيَـاءُ

ثُـمَّ لَوصَحَّ مَا هُنَاكَ افْتِخَارٌ ** إِنَّمَا ذَا تَـقُولُهُ السُّفَـهَـاءُ

شَرْعُنَا الْحَقُّ جَاءَنَا بِالتَّسَاوِي ** غَـيْـرَفَضْلٍ يَنَالُهُ الأَتْـقِيَاءُ

فَأَبُو الْجَهْلِ أَصْلُهُ مِنْ قُرَيْشٍ ** أَفْجَـرُ الْخَلْقِ مَا هُنَاكَ خَفَاءُ

وَبِلاَلٌ سَـمَـا بِدِيْنٍ وَفَضْلٍ ** وَبِعِـزٍ وَ مَا بِـهِ كِبْـرِيَـاءُ

أَأَدِيمُ الْبِلاَلِ عَيْبٌ وَنَـقْـصٌ ** أَمْ فِـخَارٌ وَ سُؤْدَدٌ وَعَـلاَءُ

كَانَ فَذًّا وَكَانَ بَـرًّا تَقِـيًّا ** يَـرْزُقُ اللهُ فَضْلَهُ مَنْ يَشَـاءُ

الْفَجْر

بَـزَغَ الْفَجْرُ عِنْدَ ذَاكَ بِشَرٍّ ** وَلَهِيبٍ وَهَاجَتِ الـرَّمْضَاءُ

وَتَلاَ بَعْـضَ سُورَةِ النَّصْرِ فَألاَّ ** وَتَبـازَى كَأَنَّـهُ الْعَنْقَـاءُ

ثُمَّ أَرْسَى وَخَاطَبَ اللَّيْلَ جَهْرًا ** يَا أَخَا اللُّؤْمِ مَـا يُفِيدُ الرِّيَاءُ

نِلْتَ عِرْضِي وَلَقَّنُوكَ مَقَـالاً ** صَحَّ بَعْضٌ وَبَعْضُ ذَاكَ افَتِرَاءُ

أَجَهُوْلاً وَجَـدْتَنِـي وَغَبِيًّـا ** فَتَعَـالَيْتَ أَمْ هِـيَ الْبَغْضَاءُ

أَتَرَانِي مَـعَ الْحَمَاقَـةِ قِرْنـا ** أَيُّهَا اللَّيْلُ أَمْ هِـيَ الشَّحْنَاءُ

أَسَفِيهًـا لَـقَيْتَنِي جَـاهِـلِيًا ** فَتَطَاوَلْتَ أَمْ دَهَـاكَ الْعَمَاءُ

أَيُّهَـا اللَّيْلُ زَادَكَ اللهُ ضُـرًّا ** وَبَـلاَءً وَزَالَـتِ النَّعْـمَاءُ

أَنَـا فَجْرٌ لِكُـلِّ عَيْشٍ هَنِيٍّ ** أَنَـا نُورٌ يُحِبُّنِـي السُّعَدَاءُ

أَنَـاحَقًّـا مُكَلَّلٌ تَـاجَ عِـزٍّ ** وَبِفَضْلِـي تُزَيَّـنُ الأَجْوَاءُ

إِنَّمَـا أَنْتَ ظَـالِـمٌ ذُوشَقَاءٍ ** وَلِـهَـذَا تُحِبُّـكَ الأَشْقِيَاءُ

هَا هُوَ الْغَرْبُ فِي فُجُورٍ وَلَهْوٍ ** وَغُـرُورٍ تَـحُفُّـهُ الأَهْوَاءُ

أَنْتَ فِيهِمْ نَشَرْتَ عِلْمَكَ دَهْرًا ** ثُمَّ جَاءَتْ فِي إثْرِهِ الْفَحْشَاءُ

وَانْظُرِ الشَّرْقَ مُشْرِقًا بِسَنَـاءٍ ** وَصَفَاءٍ وَمَـا بِـذَاكَ مِرَاءُ

فِيهِ عِـزٌّ مُـرَصَّعٌ بِجَـلاَلٍ ** وَقُلُوبٌ تَـقِـيَّـةٌ وَسَنَـاءُ

غَيْرَ بَعْضٍ تَزَنْدَقُوْا ثُمَّ ضَلُّـوا ** وَأَضَلُّـوا فَهُـمْ لَنَا أَعْـدَاءُ

اللَّيْل

صَرَخَ اللَّيْلُ فِي النَّهَارِ بِصَوْتٍ ** أَيِّ صَوْتٍ فَرَنَّتِ الأَصْـدَاءُ

أَيُّهَا الْفَجْرُ مَـا اشْتَفَيْتَ غَلِيلاً ** بِانْتِقَاصِي وَلاَانْتَهَى الإِطْـرَاءُ

أَتَـرَانِي كَمَـا تَظُنُّ جَبَانـًا ** وَتَخَـيَّـلْتَ أَنَّـنِي بَـكَّاءُ

خَابَ وَاللهِ مَـا تَظُنُّ وَلَكِـنْ ** أَنَا لَيْثٌ وَفِي الْحُرُوبِ مَضَاءُ

فَـأَنَا الآنَ وَاقِـفٌ بِحُسَـامٍ ** وَقَـنَـاةٍ يَقِلُّهَـا الْعُظَمَاءُ

قُلْتَ فِي الْغَرْبِ أَنَّ فِيهِ فُجُورًا ** وَغُـرُورًا وَأَنَّ ذَاكَ شَـقَاءُ

ثُمَّ تَنْسَى بِأَنَّ فِي الشَّرْقِ ظُلْمًا ** أَيَّ ظُـلْمٍ وَعَـمَّ فِيهِ الْبَلاَءُ

أَيُّهَا الْفَجْرُ كَمْ رَأَيْنَا زُقَـاقـًا ** يَلْتَقِي فِيهِ بِـالرِّجَالِ النِّسَاءُ

ثُمَّ عَيْنَايَ آنَسَتْ فِيهِ فِسْقـًا ** مِنْ شَبَابٍ غَزَتْهُـمُ الأَدْوَاءُ

إِنَّ هَذَا فِـيْ دِيْنِنَـا لَحَـرَامُ ** أَيْـنَ أَهْلُ الْفَلاَحِ وَالْعُلَمَآءُ

أَنْقِذُوا الدِّيْنَ مِنْ شَبَابِ دَمَارٍ ** وَفَسَادٍ فَـأَنْـتُمُ الصُّلَحَآءُ

أَيُّهَا الْفَجْرُ هَلْ وَعَيْتَ مَقَالِي ** أَحَـقِيْقٌ مُحَقَّقٌ أَمْ هَـبَـاءُ

الْفَجْر

نَطَقَ الْفَجْرُ بَـعْدَ صَمْتٍ طَوِيلٍ ** وَهُدُوءٍ كَـأَنَّـهُ إِغْـمَـاءُ

أَيُّهَـا اللَّيْلُ إِنَّ قَـوْلَكَ هَـذَا ** لَهُوَ الْحَـقُّ وَالطَّرِيـقُ السَّواءُ

أَنَا يَـالَيْلُ فِي جِـهَـادٍ عَظِيمٍ ** وَحَـيَـاتِي جَمِيعُهَا تَـعْسَاءُ

وَإِذَا كُنْتَ أَيُّهَا اللَّيْلُ حَـقًّـا ** تَسْمَعُ النُّصْحَ مَـاهُنَاكَ ازْدِرَاءُ

فَنَجَـاةً أُخَـيَّ مِـنْ شَرِّ وَقْتٍ ** قَلَّ فِيهِ الـدُّعَـاةُ وَالنُّصَحَاءُ

اللَّيْل

أَشْفَـقَ اللَّيْلُ عِنْدَ ذَاكَ وَنَادَى ** أَيُّهَـا الْفَجْرُ مَـا يُفِيدُ الْخَفَاءُ

قُمْ بِنَا الآنَ نَنْشُرُ الْعِلْمَ دَوْمًـا ** بِنَشَاطٍ فَـلاَ يُفِيْـدُ الْجَفَـاءُ

الْفَجْر

ضَحِكَ الْفَجْرُ وَاطْمَأَنَّ بِهَذَا ** وَصَفَى الْوُدُّ بَيْنَهُمْ وَالإِخَـاءُ

وَسَمَاحًا لِمَاجَرَى مِنْ شِقَاقٍ ** وَنِزَاعٍ وَإِنْ بَـدَتْ أَخْطَـاءُ

ثُمَّ صَلُّوا عَلَى الرَّسُولِ وَآلٍ ** وَصِحَابٍ مَا اسْتَوْطَنَ الْغُرَبَاءُ


شعر : د / عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل

***************