كمال55
2007-07-28, 13:13
محاورة بين الليل والنهار
أَحْمَدُ اللهَ مَا ادْلَـهَـمَّ الْمَسَاءُ ** وَبَدا الصُّبْحُ فَاسْتَنَارَ الْفَضَـاءُ
وَصَلاَةً بِعَـدِّ مَـا لاَحَ بَـرْقٌ ** فِي دُجَى اللَّيْلِ وَاعْتَلَتْ جَوْزَاءُ
تَغْشَ طَـهَ وَآلَـهُ ثُـمَّ صَحْبًا ** مَـا تَغَنَّتْ وَغَـرَّدَتْ وَرْقَـاءُ
ثَمَّتَ اقْرَأْ مُنَـاظَرَاتٍ أُجِيدَتْ ** بِـقَـرِيـضٍ يُـحِـبُّهُ النُّبَلاَءُ
بَـيْـنَ لَيْـلٍ مُدَرَّعٍ بِسَوَادٍ ** وَنَـهَـارٍ يَــزِيـنُـهُ لأْلآءُ
مُسْتَعِينًا بِمَـالِكِ الْخَلْقِ طُـرًّا ** وَإِلَيْكُمْ مَا يَعْـشَـقُ الأُدَبَـاءُ
اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ
أَشْـرَقَ الْفَجْـرُ يَالَهُ مِنْ ضِيَاءٍ ** بَـاسِمَ الوَجْـهِ يَعْتَرِيـهِ حَيَاءُ
وَأَتَـى اللَّيْلُ فِي لِبَـاسٍ عَجِيْبٍ ** يَتَمَطَّـى كَـأَنَّـهُ الـدَّهْـمَاءُ
ثُـمَّ حَيَّا إِخْوَانَـهُ بِــاحْتِرَامٍ ** وَوَقَـارٍ فَـهَـابَـه الْجُلَسَاءُ
وَتَمَـارَى مَـعَ النَّهَارِ قَـلِيلاً ** فَـاسْتَمَـرَّا وَزَادَتِ الضَّوضَاءُ
الْفَجْر
فَانْبَرَى الْفَجْرُ كَالشِّهَابِ وَنَادَى ** أَيُّـهَـا الغُمْـرُ طَبْعُكَ الخُيَـلاَءُ
كَيْفَ تَسْطِيْعُ أَنْ تُفَاخِـرَ نُورًا ** وَضِيَـاءً وَأُمُّـكَ الـطَّخْيَـاءُ
أَنَا يَا شُـؤْمُ مَعْدِنِـيْ قُرَشِـيٌّ ** وَقُـرَيشٌ جمِيْعَـهُمْ فُـضَـلاءُ
اللَّيْل
فَارْتَمَـى اللَّيْلُ آنَـذَاكَ بِتِيْهٍ ** بَعْدَ صَبْرٍ وَ طَمَّـتِ الظَّلْمَآءُ
ثُمَّ نَـادَى وَقَالَ يَاصُبْحُ أَقْصِرْ ** فَلَعَمْرِى مَا أَنْـتَ إِلاَّ وَبَـاءُ
أَنْتَ يَـافَجْرُ أَحْمَقٌ مُتَـعَالٍ ** لَيْسَ لِلْحُمْقِ فِي الْبَرَايَا دَوَاءُ
أَنَـا عَبْدٌ وَأَنْتَ مِـثْلِيْ عُبَيْدٌ ** أَتَجَاهَلْتَ أَمْ أَتَاكَ الْـغَـبَاءُ
تَدَّعِى الفَخْرَ بِالضِّيَاءِ وَ تَنْسَى ** سُورَةَ اللَّيْلِ هَكَـذَا الْجُهَلاَءُ
تَدَّعِي الْيَوْمَ نِسْبَةً فِي قُرَيْشٍ ** فَتَـفَـطَّنْ مَا قَالَتِ الشُّعَرَاءُ
وَالدَّعَاوَى مَالَمْ تُقِيمُوا عَلَيهَا ** بَيِّـنَـاتٍ أَبْنَـاؤُهَاأَدْعِيَـاءُ
ثُـمَّ لَوصَحَّ مَا هُنَاكَ افْتِخَارٌ ** إِنَّمَا ذَا تَـقُولُهُ السُّفَـهَـاءُ
شَرْعُنَا الْحَقُّ جَاءَنَا بِالتَّسَاوِي ** غَـيْـرَفَضْلٍ يَنَالُهُ الأَتْـقِيَاءُ
فَأَبُو الْجَهْلِ أَصْلُهُ مِنْ قُرَيْشٍ ** أَفْجَـرُ الْخَلْقِ مَا هُنَاكَ خَفَاءُ
وَبِلاَلٌ سَـمَـا بِدِيْنٍ وَفَضْلٍ ** وَبِعِـزٍ وَ مَا بِـهِ كِبْـرِيَـاءُ
أَأَدِيمُ الْبِلاَلِ عَيْبٌ وَنَـقْـصٌ ** أَمْ فِـخَارٌ وَ سُؤْدَدٌ وَعَـلاَءُ
كَانَ فَذًّا وَكَانَ بَـرًّا تَقِـيًّا ** يَـرْزُقُ اللهُ فَضْلَهُ مَنْ يَشَـاءُ
الْفَجْر
بَـزَغَ الْفَجْرُ عِنْدَ ذَاكَ بِشَرٍّ ** وَلَهِيبٍ وَهَاجَتِ الـرَّمْضَاءُ
وَتَلاَ بَعْـضَ سُورَةِ النَّصْرِ فَألاَّ ** وَتَبـازَى كَأَنَّـهُ الْعَنْقَـاءُ
ثُمَّ أَرْسَى وَخَاطَبَ اللَّيْلَ جَهْرًا ** يَا أَخَا اللُّؤْمِ مَـا يُفِيدُ الرِّيَاءُ
نِلْتَ عِرْضِي وَلَقَّنُوكَ مَقَـالاً ** صَحَّ بَعْضٌ وَبَعْضُ ذَاكَ افَتِرَاءُ
أَجَهُوْلاً وَجَـدْتَنِـي وَغَبِيًّـا ** فَتَعَـالَيْتَ أَمْ هِـيَ الْبَغْضَاءُ
أَتَرَانِي مَـعَ الْحَمَاقَـةِ قِرْنـا ** أَيُّهَا اللَّيْلُ أَمْ هِـيَ الشَّحْنَاءُ
أَسَفِيهًـا لَـقَيْتَنِي جَـاهِـلِيًا ** فَتَطَاوَلْتَ أَمْ دَهَـاكَ الْعَمَاءُ
أَيُّهَـا اللَّيْلُ زَادَكَ اللهُ ضُـرًّا ** وَبَـلاَءً وَزَالَـتِ النَّعْـمَاءُ
أَنَـا فَجْرٌ لِكُـلِّ عَيْشٍ هَنِيٍّ ** أَنَـا نُورٌ يُحِبُّنِـي السُّعَدَاءُ
أَنَـاحَقًّـا مُكَلَّلٌ تَـاجَ عِـزٍّ ** وَبِفَضْلِـي تُزَيَّـنُ الأَجْوَاءُ
إِنَّمَـا أَنْتَ ظَـالِـمٌ ذُوشَقَاءٍ ** وَلِـهَـذَا تُحِبُّـكَ الأَشْقِيَاءُ
هَا هُوَ الْغَرْبُ فِي فُجُورٍ وَلَهْوٍ ** وَغُـرُورٍ تَـحُفُّـهُ الأَهْوَاءُ
أَنْتَ فِيهِمْ نَشَرْتَ عِلْمَكَ دَهْرًا ** ثُمَّ جَاءَتْ فِي إثْرِهِ الْفَحْشَاءُ
وَانْظُرِ الشَّرْقَ مُشْرِقًا بِسَنَـاءٍ ** وَصَفَاءٍ وَمَـا بِـذَاكَ مِرَاءُ
فِيهِ عِـزٌّ مُـرَصَّعٌ بِجَـلاَلٍ ** وَقُلُوبٌ تَـقِـيَّـةٌ وَسَنَـاءُ
غَيْرَ بَعْضٍ تَزَنْدَقُوْا ثُمَّ ضَلُّـوا ** وَأَضَلُّـوا فَهُـمْ لَنَا أَعْـدَاءُ
اللَّيْل
صَرَخَ اللَّيْلُ فِي النَّهَارِ بِصَوْتٍ ** أَيِّ صَوْتٍ فَرَنَّتِ الأَصْـدَاءُ
أَيُّهَا الْفَجْرُ مَـا اشْتَفَيْتَ غَلِيلاً ** بِانْتِقَاصِي وَلاَانْتَهَى الإِطْـرَاءُ
أَتَـرَانِي كَمَـا تَظُنُّ جَبَانـًا ** وَتَخَـيَّـلْتَ أَنَّـنِي بَـكَّاءُ
خَابَ وَاللهِ مَـا تَظُنُّ وَلَكِـنْ ** أَنَا لَيْثٌ وَفِي الْحُرُوبِ مَضَاءُ
فَـأَنَا الآنَ وَاقِـفٌ بِحُسَـامٍ ** وَقَـنَـاةٍ يَقِلُّهَـا الْعُظَمَاءُ
قُلْتَ فِي الْغَرْبِ أَنَّ فِيهِ فُجُورًا ** وَغُـرُورًا وَأَنَّ ذَاكَ شَـقَاءُ
ثُمَّ تَنْسَى بِأَنَّ فِي الشَّرْقِ ظُلْمًا ** أَيَّ ظُـلْمٍ وَعَـمَّ فِيهِ الْبَلاَءُ
أَيُّهَا الْفَجْرُ كَمْ رَأَيْنَا زُقَـاقـًا ** يَلْتَقِي فِيهِ بِـالرِّجَالِ النِّسَاءُ
ثُمَّ عَيْنَايَ آنَسَتْ فِيهِ فِسْقـًا ** مِنْ شَبَابٍ غَزَتْهُـمُ الأَدْوَاءُ
إِنَّ هَذَا فِـيْ دِيْنِنَـا لَحَـرَامُ ** أَيْـنَ أَهْلُ الْفَلاَحِ وَالْعُلَمَآءُ
أَنْقِذُوا الدِّيْنَ مِنْ شَبَابِ دَمَارٍ ** وَفَسَادٍ فَـأَنْـتُمُ الصُّلَحَآءُ
أَيُّهَا الْفَجْرُ هَلْ وَعَيْتَ مَقَالِي ** أَحَـقِيْقٌ مُحَقَّقٌ أَمْ هَـبَـاءُ
الْفَجْر
نَطَقَ الْفَجْرُ بَـعْدَ صَمْتٍ طَوِيلٍ ** وَهُدُوءٍ كَـأَنَّـهُ إِغْـمَـاءُ
أَيُّهَـا اللَّيْلُ إِنَّ قَـوْلَكَ هَـذَا ** لَهُوَ الْحَـقُّ وَالطَّرِيـقُ السَّواءُ
أَنَا يَـالَيْلُ فِي جِـهَـادٍ عَظِيمٍ ** وَحَـيَـاتِي جَمِيعُهَا تَـعْسَاءُ
وَإِذَا كُنْتَ أَيُّهَا اللَّيْلُ حَـقًّـا ** تَسْمَعُ النُّصْحَ مَـاهُنَاكَ ازْدِرَاءُ
فَنَجَـاةً أُخَـيَّ مِـنْ شَرِّ وَقْتٍ ** قَلَّ فِيهِ الـدُّعَـاةُ وَالنُّصَحَاءُ
اللَّيْل
أَشْفَـقَ اللَّيْلُ عِنْدَ ذَاكَ وَنَادَى ** أَيُّهَـا الْفَجْرُ مَـا يُفِيدُ الْخَفَاءُ
قُمْ بِنَا الآنَ نَنْشُرُ الْعِلْمَ دَوْمًـا ** بِنَشَاطٍ فَـلاَ يُفِيْـدُ الْجَفَـاءُ
الْفَجْر
ضَحِكَ الْفَجْرُ وَاطْمَأَنَّ بِهَذَا ** وَصَفَى الْوُدُّ بَيْنَهُمْ وَالإِخَـاءُ
وَسَمَاحًا لِمَاجَرَى مِنْ شِقَاقٍ ** وَنِزَاعٍ وَإِنْ بَـدَتْ أَخْطَـاءُ
ثُمَّ صَلُّوا عَلَى الرَّسُولِ وَآلٍ ** وَصِحَابٍ مَا اسْتَوْطَنَ الْغُرَبَاءُ
شعر : د / عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل
***************
أَحْمَدُ اللهَ مَا ادْلَـهَـمَّ الْمَسَاءُ ** وَبَدا الصُّبْحُ فَاسْتَنَارَ الْفَضَـاءُ
وَصَلاَةً بِعَـدِّ مَـا لاَحَ بَـرْقٌ ** فِي دُجَى اللَّيْلِ وَاعْتَلَتْ جَوْزَاءُ
تَغْشَ طَـهَ وَآلَـهُ ثُـمَّ صَحْبًا ** مَـا تَغَنَّتْ وَغَـرَّدَتْ وَرْقَـاءُ
ثَمَّتَ اقْرَأْ مُنَـاظَرَاتٍ أُجِيدَتْ ** بِـقَـرِيـضٍ يُـحِـبُّهُ النُّبَلاَءُ
بَـيْـنَ لَيْـلٍ مُدَرَّعٍ بِسَوَادٍ ** وَنَـهَـارٍ يَــزِيـنُـهُ لأْلآءُ
مُسْتَعِينًا بِمَـالِكِ الْخَلْقِ طُـرًّا ** وَإِلَيْكُمْ مَا يَعْـشَـقُ الأُدَبَـاءُ
اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ
أَشْـرَقَ الْفَجْـرُ يَالَهُ مِنْ ضِيَاءٍ ** بَـاسِمَ الوَجْـهِ يَعْتَرِيـهِ حَيَاءُ
وَأَتَـى اللَّيْلُ فِي لِبَـاسٍ عَجِيْبٍ ** يَتَمَطَّـى كَـأَنَّـهُ الـدَّهْـمَاءُ
ثُـمَّ حَيَّا إِخْوَانَـهُ بِــاحْتِرَامٍ ** وَوَقَـارٍ فَـهَـابَـه الْجُلَسَاءُ
وَتَمَـارَى مَـعَ النَّهَارِ قَـلِيلاً ** فَـاسْتَمَـرَّا وَزَادَتِ الضَّوضَاءُ
الْفَجْر
فَانْبَرَى الْفَجْرُ كَالشِّهَابِ وَنَادَى ** أَيُّـهَـا الغُمْـرُ طَبْعُكَ الخُيَـلاَءُ
كَيْفَ تَسْطِيْعُ أَنْ تُفَاخِـرَ نُورًا ** وَضِيَـاءً وَأُمُّـكَ الـطَّخْيَـاءُ
أَنَا يَا شُـؤْمُ مَعْدِنِـيْ قُرَشِـيٌّ ** وَقُـرَيشٌ جمِيْعَـهُمْ فُـضَـلاءُ
اللَّيْل
فَارْتَمَـى اللَّيْلُ آنَـذَاكَ بِتِيْهٍ ** بَعْدَ صَبْرٍ وَ طَمَّـتِ الظَّلْمَآءُ
ثُمَّ نَـادَى وَقَالَ يَاصُبْحُ أَقْصِرْ ** فَلَعَمْرِى مَا أَنْـتَ إِلاَّ وَبَـاءُ
أَنْتَ يَـافَجْرُ أَحْمَقٌ مُتَـعَالٍ ** لَيْسَ لِلْحُمْقِ فِي الْبَرَايَا دَوَاءُ
أَنَـا عَبْدٌ وَأَنْتَ مِـثْلِيْ عُبَيْدٌ ** أَتَجَاهَلْتَ أَمْ أَتَاكَ الْـغَـبَاءُ
تَدَّعِى الفَخْرَ بِالضِّيَاءِ وَ تَنْسَى ** سُورَةَ اللَّيْلِ هَكَـذَا الْجُهَلاَءُ
تَدَّعِي الْيَوْمَ نِسْبَةً فِي قُرَيْشٍ ** فَتَـفَـطَّنْ مَا قَالَتِ الشُّعَرَاءُ
وَالدَّعَاوَى مَالَمْ تُقِيمُوا عَلَيهَا ** بَيِّـنَـاتٍ أَبْنَـاؤُهَاأَدْعِيَـاءُ
ثُـمَّ لَوصَحَّ مَا هُنَاكَ افْتِخَارٌ ** إِنَّمَا ذَا تَـقُولُهُ السُّفَـهَـاءُ
شَرْعُنَا الْحَقُّ جَاءَنَا بِالتَّسَاوِي ** غَـيْـرَفَضْلٍ يَنَالُهُ الأَتْـقِيَاءُ
فَأَبُو الْجَهْلِ أَصْلُهُ مِنْ قُرَيْشٍ ** أَفْجَـرُ الْخَلْقِ مَا هُنَاكَ خَفَاءُ
وَبِلاَلٌ سَـمَـا بِدِيْنٍ وَفَضْلٍ ** وَبِعِـزٍ وَ مَا بِـهِ كِبْـرِيَـاءُ
أَأَدِيمُ الْبِلاَلِ عَيْبٌ وَنَـقْـصٌ ** أَمْ فِـخَارٌ وَ سُؤْدَدٌ وَعَـلاَءُ
كَانَ فَذًّا وَكَانَ بَـرًّا تَقِـيًّا ** يَـرْزُقُ اللهُ فَضْلَهُ مَنْ يَشَـاءُ
الْفَجْر
بَـزَغَ الْفَجْرُ عِنْدَ ذَاكَ بِشَرٍّ ** وَلَهِيبٍ وَهَاجَتِ الـرَّمْضَاءُ
وَتَلاَ بَعْـضَ سُورَةِ النَّصْرِ فَألاَّ ** وَتَبـازَى كَأَنَّـهُ الْعَنْقَـاءُ
ثُمَّ أَرْسَى وَخَاطَبَ اللَّيْلَ جَهْرًا ** يَا أَخَا اللُّؤْمِ مَـا يُفِيدُ الرِّيَاءُ
نِلْتَ عِرْضِي وَلَقَّنُوكَ مَقَـالاً ** صَحَّ بَعْضٌ وَبَعْضُ ذَاكَ افَتِرَاءُ
أَجَهُوْلاً وَجَـدْتَنِـي وَغَبِيًّـا ** فَتَعَـالَيْتَ أَمْ هِـيَ الْبَغْضَاءُ
أَتَرَانِي مَـعَ الْحَمَاقَـةِ قِرْنـا ** أَيُّهَا اللَّيْلُ أَمْ هِـيَ الشَّحْنَاءُ
أَسَفِيهًـا لَـقَيْتَنِي جَـاهِـلِيًا ** فَتَطَاوَلْتَ أَمْ دَهَـاكَ الْعَمَاءُ
أَيُّهَـا اللَّيْلُ زَادَكَ اللهُ ضُـرًّا ** وَبَـلاَءً وَزَالَـتِ النَّعْـمَاءُ
أَنَـا فَجْرٌ لِكُـلِّ عَيْشٍ هَنِيٍّ ** أَنَـا نُورٌ يُحِبُّنِـي السُّعَدَاءُ
أَنَـاحَقًّـا مُكَلَّلٌ تَـاجَ عِـزٍّ ** وَبِفَضْلِـي تُزَيَّـنُ الأَجْوَاءُ
إِنَّمَـا أَنْتَ ظَـالِـمٌ ذُوشَقَاءٍ ** وَلِـهَـذَا تُحِبُّـكَ الأَشْقِيَاءُ
هَا هُوَ الْغَرْبُ فِي فُجُورٍ وَلَهْوٍ ** وَغُـرُورٍ تَـحُفُّـهُ الأَهْوَاءُ
أَنْتَ فِيهِمْ نَشَرْتَ عِلْمَكَ دَهْرًا ** ثُمَّ جَاءَتْ فِي إثْرِهِ الْفَحْشَاءُ
وَانْظُرِ الشَّرْقَ مُشْرِقًا بِسَنَـاءٍ ** وَصَفَاءٍ وَمَـا بِـذَاكَ مِرَاءُ
فِيهِ عِـزٌّ مُـرَصَّعٌ بِجَـلاَلٍ ** وَقُلُوبٌ تَـقِـيَّـةٌ وَسَنَـاءُ
غَيْرَ بَعْضٍ تَزَنْدَقُوْا ثُمَّ ضَلُّـوا ** وَأَضَلُّـوا فَهُـمْ لَنَا أَعْـدَاءُ
اللَّيْل
صَرَخَ اللَّيْلُ فِي النَّهَارِ بِصَوْتٍ ** أَيِّ صَوْتٍ فَرَنَّتِ الأَصْـدَاءُ
أَيُّهَا الْفَجْرُ مَـا اشْتَفَيْتَ غَلِيلاً ** بِانْتِقَاصِي وَلاَانْتَهَى الإِطْـرَاءُ
أَتَـرَانِي كَمَـا تَظُنُّ جَبَانـًا ** وَتَخَـيَّـلْتَ أَنَّـنِي بَـكَّاءُ
خَابَ وَاللهِ مَـا تَظُنُّ وَلَكِـنْ ** أَنَا لَيْثٌ وَفِي الْحُرُوبِ مَضَاءُ
فَـأَنَا الآنَ وَاقِـفٌ بِحُسَـامٍ ** وَقَـنَـاةٍ يَقِلُّهَـا الْعُظَمَاءُ
قُلْتَ فِي الْغَرْبِ أَنَّ فِيهِ فُجُورًا ** وَغُـرُورًا وَأَنَّ ذَاكَ شَـقَاءُ
ثُمَّ تَنْسَى بِأَنَّ فِي الشَّرْقِ ظُلْمًا ** أَيَّ ظُـلْمٍ وَعَـمَّ فِيهِ الْبَلاَءُ
أَيُّهَا الْفَجْرُ كَمْ رَأَيْنَا زُقَـاقـًا ** يَلْتَقِي فِيهِ بِـالرِّجَالِ النِّسَاءُ
ثُمَّ عَيْنَايَ آنَسَتْ فِيهِ فِسْقـًا ** مِنْ شَبَابٍ غَزَتْهُـمُ الأَدْوَاءُ
إِنَّ هَذَا فِـيْ دِيْنِنَـا لَحَـرَامُ ** أَيْـنَ أَهْلُ الْفَلاَحِ وَالْعُلَمَآءُ
أَنْقِذُوا الدِّيْنَ مِنْ شَبَابِ دَمَارٍ ** وَفَسَادٍ فَـأَنْـتُمُ الصُّلَحَآءُ
أَيُّهَا الْفَجْرُ هَلْ وَعَيْتَ مَقَالِي ** أَحَـقِيْقٌ مُحَقَّقٌ أَمْ هَـبَـاءُ
الْفَجْر
نَطَقَ الْفَجْرُ بَـعْدَ صَمْتٍ طَوِيلٍ ** وَهُدُوءٍ كَـأَنَّـهُ إِغْـمَـاءُ
أَيُّهَـا اللَّيْلُ إِنَّ قَـوْلَكَ هَـذَا ** لَهُوَ الْحَـقُّ وَالطَّرِيـقُ السَّواءُ
أَنَا يَـالَيْلُ فِي جِـهَـادٍ عَظِيمٍ ** وَحَـيَـاتِي جَمِيعُهَا تَـعْسَاءُ
وَإِذَا كُنْتَ أَيُّهَا اللَّيْلُ حَـقًّـا ** تَسْمَعُ النُّصْحَ مَـاهُنَاكَ ازْدِرَاءُ
فَنَجَـاةً أُخَـيَّ مِـنْ شَرِّ وَقْتٍ ** قَلَّ فِيهِ الـدُّعَـاةُ وَالنُّصَحَاءُ
اللَّيْل
أَشْفَـقَ اللَّيْلُ عِنْدَ ذَاكَ وَنَادَى ** أَيُّهَـا الْفَجْرُ مَـا يُفِيدُ الْخَفَاءُ
قُمْ بِنَا الآنَ نَنْشُرُ الْعِلْمَ دَوْمًـا ** بِنَشَاطٍ فَـلاَ يُفِيْـدُ الْجَفَـاءُ
الْفَجْر
ضَحِكَ الْفَجْرُ وَاطْمَأَنَّ بِهَذَا ** وَصَفَى الْوُدُّ بَيْنَهُمْ وَالإِخَـاءُ
وَسَمَاحًا لِمَاجَرَى مِنْ شِقَاقٍ ** وَنِزَاعٍ وَإِنْ بَـدَتْ أَخْطَـاءُ
ثُمَّ صَلُّوا عَلَى الرَّسُولِ وَآلٍ ** وَصِحَابٍ مَا اسْتَوْطَنَ الْغُرَبَاءُ
شعر : د / عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل
***************