ينابيع الصفاء
2012-06-19, 12:33
سوريا...ضريبة حرب لا ناقة لها فيها و لا جمل!.
محمد حميد الصواف.
.........
يجمع المراقبون للشأن السوري على ان مواطني تلك الدولة يتكبدون جسامة حرب لا ناقة لهم فيها و لا جمل، بعد ان تداخلت الاجندات الاقليمية و الدولية المتقاطعة،محيلة سوريا الى أرض معركة محروقة.
حيث تكشف الكثير من التسريبات غير الرسمية ان شراسة القتال الدائر هناك يعكس واقع حال الصراع المستميت على كسب معركة غير شرعية، لم تستثن في اتونها اخضرا كان ام يابس، في انقسام سياسي يعيد الى الذاكرة الحرب الباردة في القرن الماضي، بعد ان نجحت بعض الانظمة العربية في اختطاف مطالب الاصلاح للشعب السوري التي جاءت على في سياق الربيع العربي بحسب المحللين، و لعب على اثرها بعض اللاعبين الصغار في الاقليم كقطر و السعودية دورا خبيثا في تأجيج العنف المسلح.
فيما اسهم قيام تلك الدولة بتأمين تدفق السلاح و المتفجرات على الجماعات المتطرفة، في خروج الصراع القائم خارج السيطرة، مما يثير قلق دول الجوار من انتقال العنف اليها مستقبلا، سيما ان بعض التجارب الشبيهة بالوضع السوري سبق و ان اثبتت صحة ما يذهب اليه المعارضون لدعم الجماعات المسلحة.
فقد وجهت الولايات المتحدة الاتهام لروسيا بأنها تمد سوريا بطائرات هليكوبتر هجومية، وبدأ العنف يخرج عن نطاق السيطرة الأمر الذي يجر القوى العالمية والإقليمية الى مواجهة متصاعدة بالوكالة في البلاد.
وفي حين أن واشنطن و موسكو و بكين علاوة على عواصم في اوروبا و الشرق الأوسط أيدت خطة المبعوث المشترك لجامعة الدول العربية و الأمم المتحدة الى سوريا كوفي عنان فإن محللين يقولون إنه بات واضحا على نحو متزايد أن هذه الدول تنحاز لطرف على حساب الآخر.
و تنتقد ايران أعمال العنف التي تمارسها كافة الأطراف لكنها تدعم بقوة الرئيس السوري بشار الأسد و تتبنى روسيا نفس الموقف.
و من الممكن أن تتعرض مصالح موسكو في سوريا للخطر مثل قاعدتها البحرية في طرطوس و تجارتها المربحة مع دمشق و التي تشمل مبيعات للسلاح.
و في حين أنه لا توجد مؤشرات كثيرة على اي تدخل مباشر فإن الصين تلقي بثقلها الدبلوماسي فيما يبدو وراء موسكو اذ تحرص الدولتان على تفادي تكرار ما حدث في ليبيا.
و تؤكد واشنطن أنها لا توفر دعما عسكريا مباشرا للجيش السوري الحر المعارض لكنها تعهدت بتقديم مساعدات "غير فتاكة".
و يعتقد البعض أنها ربما تساعد في تسهيل توصيل أسلحة توفرها قطر و السعودية و ربما دول أخرى.
و هناك مؤشرات متزايدة على أن متشددين مرتبطين بتنظيم القاعدة ربما ينضمون الى المعركة ضد الأسد الأمر الذي يثير قلق الدول الغربية.
و تحمل المواجهة ملامح غير قليلة من مواجهات حقبة الحرب الباردة التي خاضتها الدول الغربية و الشيوعية و تلاعبت فيها بمجموعة من الصراعات في العالم النامي و أسهمت في إطالة أمدها.
و يقول ديفيد هارتويل المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة (آي.إتش.إس) جينز "اذا نظرت الى ما يحدث على الارض فستجد أن الجانبين يتصرفان و كأن وقف إطلاق النار لم يكن له وجود قط."
و أضاف "تقول القوى العظمى إنها تريد السلام في سوريا و هي محقة حين قول إن الصراع هناك خطر... لكن اذا نظرت الى ما يفعلونه فستجد أنهم يزيدون الأمور سوءا."
و يشك البعض في أن المعارضة السورية التي تعاني انقسامات و تفتقر الى التنظيم الجيد كانت ستتمكن من مواصلة صراعها ضد قوات الأسد لفترة طويلة و الذي بدأ كحركة سلمية دون تشجيع خارجي.
في نهاية المطاف يبدو واضحا أن كلا الجانبين يعتقد أنه اذا تمكن من مواصلة القتال و إقناع داعميه الخارجيين بأن لديه فرصة مضمونة في الفوز او على الاقل البقاء فإنه سيستمر في تلقي دعم خارجي.
و يقول محللون إن المصالح الاستراتيجية ربما تكون أحد المحركات لدعم موسكو للأسد و يشيرون على وجه الخصوص الى الرغبة في الاحتفاظ بحليفها الرئيسي و أحد مشتري أسلحتها في المنطقة علاوة على الاحتفاظ بقاعدة بحرية في شرق البحر المتوسط.
لكن الاغلبية تعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين و غيره يرون أن حجم ما يتعرض للخطر اكبر من هذا بكثير.
و تعتبر سوريا بالنسبة لروسيا و بدرجة اقل بالنسبة للصين ساحة معركة تستطيع فيها وضع خط فاصل لإنهاء سنوات من التدخل الخارجي الغربي من جانب واحد.
و قال الكسندر جولتز و هو محلل مستقل مقيم في موسكو "الأمر لا يتعلق بالعقود او بقاعدتنا. أغلب دعم روسيا لسوريا قائم على الأيديولوجية."
في كوسوفو و العراق و في ليبيا مؤخرا اضطرت موسكو الى الجلوس على الهامش لتتابع الولايات المتحدة و حلفاءها و هم يتحركون ضد حلفاء لها دون اعتراض.
و واجهت روسيا و الصين احتجاجات في الداخل و اتهمتا الغرب بدعم جماعات داعية للديمقراطية لهذا قد تود الدولتان إعادة التأكيد على مبدأ اتفق عليه من قبل عالميا تقريبا و هو ان للدول الحق في سحق المعارضة و استعادة النظام داخل اراضيها باستخدام القوة اللازمة ايا كانت و دون تدخل خارجي.
و يتناقض هذا بشدة مع حديث الغرب عن الحق بل الالتزام بحماية المدنيين حتى من حكوماتهم و هو ما حدث العام الماضي في ليبيا على الرغم من أن هذا المبدأ لم يعمم على الدول الاخرى التي اجتاحتها انتفاضات "الربيع العربي".
و يقول يفجيني مينشنكو مدير المعهد الدولي للتحليل السياسي و مقره موسكو "روسيا لا تقبل خرق نظام القانون الدولي الذي يحدث حاليا... لماذا تسمح روسيا بأن تبيد دول علاقتها بها تنافسية مثل السعودية و قطر و الغرب النظام السوري."
و أضاف أن من شبه المؤكد أن تستمر شحنات الاسلحة الروسية غير أنه اذا تم تدخل عسكري مدعوم من الغرب ضد الأسد فإن من غير المرجح أن تخوض موسكو قتالا و تجازف بحرب عالمية شاملة.
و الآن تنشغل الولايات المتحدة بحملة انتخابات الرئاسة فيما تستولي مخاطر انهيار منطقة اليورو على اهتمام اوروبا لهذا فإن اي تكرار للتحرك الغربي و الخليجي الذي حدث في ليبيا يعد غير مرجح بدرجة كبيرة.
و يفوق مستوى الجيش السوري مستوى جيش الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي كثيرا كما أن القتال في البلاد اكثر تعقيدا.
ليس هذا فحسب و إنما الغرب الآن ايضا في موقف اضعف كثيرا مما كان عليه حتى منذ عام مضى.
و يقول محللون إن إرسال روسيا حاملة طائرات هذا العام الى سوريا بعد أن أرسلت الولايات المتحدة احدى حاملاتها الى المنطقة يبعث برسالة واضحة.
و قال هارتويل من مؤسسة (آي.إتش.إس) جينز "الأمر يتعلق بتقليص نفوذ الولايات المتحدة التي تواجه صعوبات في المنطقة منذ الربيع العربي" مشيرا الى الانتفاضات ضد رؤساء مدعومين من واشنطن مثل الرئيس المصري السابق حسني مبارك و التي وضعت امريكا في حيرة بشأن كيفية التصرف.
و يعتقد البعض أن اجندة مماثلة ربما تكون وراء قدر من الدعم الصيني الروسي المبطن لإيران خصم الولايات المتحدة اذ ينظر الى بكين على وجه الخصوص على انها تقوض العقوبات الغربية باستمرارها في شراء النفط من طهران.
لكن آخرين يرون أن الاتجاه الأخطر تشهده المنطقة نفسها الا و هو الشعور المتزايد بالاستقطاب الطائفي و الصراع بين السنة و الشيعة في العام و نصف العام منذ بدء "الربيع العربي".
و يشير البعض الى أن السعودية و مجلس التعاون الخليجي يخشيان من أن ايران قد تثير اضطرابات بين الشيعة في المنطقة الشرقية بالسعودية و في البحرين و شمال اليمن و هو ما قد يكون وراء دعمهما للمعارضة السورية التي يغلب عليها السنة.
و يشعر البعض بالقلق من أن واشنطن نفسها ربما تنجر الى اجندة طائفية سنية إقليمية من خلال مواجهتها مع طهران بشأن برنامجها النووي و تحالفها مع السعودية.
و تقول حياة الفي استاذة دراسات الشرق الأوسط بكلية الحرب التابعة للبحرية الامريكية في رود ايلاند "هذا هو ما يلهم مجلس التعاون الخليجي ليتحدث بصراحة شديدة ضد الاسد في سوريا. ليس طيبة قلوبهم التي تتسم بالانسانية و إنما فكرة أنه مدعوم من ايران."
.................
الحرب الباردة .
من جانب آخر قال قائد عسكري اسرائيلي كبير ان العالم يمكن ان ينزلق مرة اخرى الى حرب باردة بشأن سوريا و ان هذه الدولة يمكن ان تنقسم الى جزئين أو ثلاثة أجزاء متحاربة مع تداعيات لا يمكن التنبؤ بها في الشرق الاوسط.
و قال مشترطا عدم نشر اسمه "التأييد (للرئيس السوري بشار) الاسد من روسيا و الصين يعيدنا الى الحرب الباردة."
و أضاف "العالم ليس استعراضا يقدمه طرف واحد."
و استطرد قائلا انه تدور بالفعل حرب اقليمية بالوكالة في سوريا بدعم مباشر يومي على الارض للاسد من حلفائه في ايران و حزب الله اللبناني المدجج بالسلاح.
و تابع "يمكن ان تحدث فوضى حقيقية تستمر سنوات".
و قال رئيس عمليات حفظ السلام بالامم المتحدة ان الصراع الذي بدأ منذ 15 شهرا تصاعد الى حرب أهلية شاملة.
و هذه التصريحات المتبادلة تذكر بالحرب الباردة عندما كانت الحروب التي تدور بالوكالة متكررة. و كانت القوى العظمى التي لا يمكنها المخاطرة بمواجهة مباشرة بالاسلحة النووية فيما بينها تتصارع من اجل الهيمنة بالتدخل الى جانب اطراف متحاربة في دول اخرى.
و منذ عام 1945 حتى انهيار الشيوعية السوفيتية عام 1989 دارت حروب بالوكالة في اليونان و كوريا و فيتنام و لبنان و افغانستان و انجولا و موزامبيق و كوبا و السلفادور و نيكاراجوا.
و في عالم ما بعد الحرب الباردة كانت امريكا القوة العظمى الوحيدة لكن مناطق النفوذ كانت موضع مراعاة.
و لم تتحدى موسكو حلف شمال الاطلسي حين قصف التحالف الغربي صربيا حليفتها السابقة في عام 1999 بشأن الحرب الاهلية في كوسوفو او حين غزا الحلفاء الغربيون بقيادة واشنطن العراق عام 2003.
و في جمهورية جورجيا السوفيتية سابقا تمكنت روسيا من دعم حلفائها الانفصاليين عسكريا بنجاح دون التسبب في اندلاع حرب مع الولايات المتحدة.
لكن في ليبيا العام الماضي صدمت موسكو بسبب التدخل العسكري من جانب حلف شمال الاطلسي بموجب تفويض من الامم المتحدة تعتقد روسيا انه تجاوز الحدود التي وافقت عليها.
و ترى اسرائيل ان الحرب الاهلية السورية أصبحت جزءا من صراع من اجل الهيمنة في العالم العربي بين السنة و الشيعة.
و قال القائد العسكري الاسرائيلي "الشيعة يشكلون 20 في المئة فقط من المسلمين في العالم لكنهم أخذوا الزعامة من السنة."
و أضاف "الاسد شاهد موت القذافي في ليبيا و مصير مبارك في مصر و هو يدرك انه ليس لديه خيار. و هو يعلم ان الاقلية العلوية التي ينتمي اليها ستتعرض للذبح."
و أضاف "اننا نعلم جميعا نهاية القصة. نحن فقط لا نعرف فصولها."
و استطرد قائلا ان السؤال يتعلق بمن سينتزع زمام المبادرة في "بلد سايكس بيكو هذا" في اشارة الى انشاء القوتين الاستعماريتين بريطانيا و فرنسا لسوريا بعد الحرب العالمية الاولى عبر ما بدا انه خطوط جغرافية اعتباطية تجاهلت الفروق القبلية و العرقية.
و تابع "من الذي سيحل محل الاسد؟ هل سيكون كل هؤلاء الذين يحملون لقب دكتور في اوروبا (المجلس الوطني السوري في المنفى) ام سيكون تنظيم القاعدة؟"
مضيفا ان السعودية تشعر بقلق بالغ.
و قال "انها ليست دولة تضم أمة مثل ايران و مصر. يمكن ان تصبح دولتين أو ثلاث دول." و اضاف ان مخاطر اندلاع حرب اقليمية واضحة فيما تواجه اسرائيل الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في الشرق الاوسط احتمال ان تصبح ايران عدوها اللدود دولة تمتلك سلاحا نوويا و يبحث الزعماء الاسرائيليون ما اذا كانوا سيحتاجون الى القيام بعمل عسكري في النهاية لمنعها.
و قال انه يتعين على اسرائيل ان تكون مستعدة. و أضاف "كل شيء جاهز لحريق كبير كبير لكن لا نعلم ما الذي سيثير النيران. اننا لا نعلم من الذي سيشعل الثقاب."
...............
الصين ترفض العقوبات.
من جهتها عبرت وزارة الخارجية الصينية عن تحفظات بشأن اقتراح فرنسي لفرض خطة مبعوث الأمم المتحدة للسلام كوفي عنان و قالت إنها تعارض أي أسلوب "يميل إلى العقوبات و الضغط."
و لم يرد ليو وي مين المتحدث باسم الخارجية الصينية مباشرة على سؤال بشأن الاقتراح الفرنسي خلال الافادة الصحفية المعتادة لكنه بدا أنه لا يرفضها كلية لكنه أوضح احجام بكين.
و قال ليو "نعتقد أن تصرفات المجتمع الدولي إزاء سوريا يجب أن تفضي إلى تحسن الأوضاع هناك وتفضي إلى حل سياسي للأزمة السورية.. ترفض الصين أسلوب الميل للعقوبات والضغط."
و أضاف "نعتقد أنه في ظل الظروف الحالية فإن كل الاطراف يجب أن تدعم بهمة جهود المبعوث عنان للوساطة و نحث كل الاطراف في سوريا على تنفيذ قرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة و اقتراح عنان المكون من ست نقاط."
و قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن فرنسا ستقترح منح الامم المتحدة سلطة تنفيذ خطة السلام التي وضعها عنان.
و أضاف أن فرض منطقة حظر جوي أمر قيد البحث في الوضع الذي وصفه بأنه حرب أهلية.
و ردا على سؤال بشأن تصريحات حكومات أخرى من بينها روسيا بأنها قد تقبل تنحي الرئيس السوري بشار الأسد قال ليو "قلنا في مرات كثيرة إن الصين لا تفضل أي طرف بشكل متعمد و يجب أن يحدد الشعب السوري طريق النمو و النظام السياسي في سوريا."
و كانت روسيا و الصين اللتان تتمتعان بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي قد عرقلتا جهود قوى غربية للادانة أو الدعوة للاطاحة بالاسد.
و تقول الامم المتحدة إن القوات السورية قتلت عشرة آلاف شخص على الاقل منذ اندلاع الانتفاضة قبل أكثر من عام.
و هذه التصريحات هي الاشد صرامة حتى الآن من اي من القوى الكبرى ردا على العنف الضاري في سوريا حيث قتل مئات المدنيين و المعارضين المسلحين و القوات الحكومية منذ اعلان وقف اطلاق النار في 12 من ابريل نيسان والذي كان من المفترض ان يتيح المجال لاجراء محادثات سياسية لحل الازمة.
و قال فابيوس انه يأمل ان توافق روسيا - التي تحمي الرئيس السوري بشار الاسد من اي رد فعل دولي بسبب حملته الامنية العنيفة على الانتفاضة المستمرة منذ 15 شهرا - على استخدام الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي قد يجيز استخدام القوة.
و فشلت خطة السلام التي قدمها الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان حتى الان في وقف اراقة الدماء في سوريا حيث قتل اكثر من 10 آلاف شخص منذ مطلع العام الماضي.
و قال فابيوس "نحن في حاجة لزيادة قوة الدفع في مجلس الأمن و وضع خطة عنان تحت الفصل السابع و هو ما يعني ان تكون الزامية تحت وطأة تشديد العقوبات."
و بدا في حكم الاكيد ان روسيا سترفض اقتراح الوزير الفرنسي. و تقول روسيا ان الدول الغربية اساءت استخدام قرار لمجلس الامن العام الماضي لتبرير التدخل العسكري في ليبيا.
و قال فابيوس ان احد الخيارات المطروحة امام مجلس الامن فرض حظر جوي بعد تزايد الانباء عن استخدام القوات السوري للطائرات الهليكوبتر الحربية في اطلاق النار على معاقل المعارضة و مخاوف الولايات المتحدة من امداد روسيا لدمشق بمزيد من الطائرات الهليكوبتر.
و قال فابيوس ان باريس ستقترح زيادة العقوبات على سوريا خلال الاجتماع القادم لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي.
و قال إن المجتمع الدولي سيعد قائمة بالمسؤولين العسكريين من الصف الثاني الذين ينبغي اخضاعهم للملاحقة القضائية الدولية الى جانب الرئيس بشار الاسد وأفراد الدائرة المحيطة به مباشرة.
و حث المواطنين على معارضة الحكومة صراحة قائلا "عليهم أن يدركوا ان المستقبل الوحيد يكمن في مقاومة القمع. حان وقت اتخاذ القرار. عليهم القفز من السفينة."
و تقول الحكومة السورية انها ما زالت ملتزمة بخطة عنان التي تقول انها تسمح لها بحق منع الهجمات على الاهداف العسكرية والحكومية. و تقول انها تقاتل جماعات ارهابية تلقى الدعم من الخارج.
محمد حميد الصواف.
.........
يجمع المراقبون للشأن السوري على ان مواطني تلك الدولة يتكبدون جسامة حرب لا ناقة لهم فيها و لا جمل، بعد ان تداخلت الاجندات الاقليمية و الدولية المتقاطعة،محيلة سوريا الى أرض معركة محروقة.
حيث تكشف الكثير من التسريبات غير الرسمية ان شراسة القتال الدائر هناك يعكس واقع حال الصراع المستميت على كسب معركة غير شرعية، لم تستثن في اتونها اخضرا كان ام يابس، في انقسام سياسي يعيد الى الذاكرة الحرب الباردة في القرن الماضي، بعد ان نجحت بعض الانظمة العربية في اختطاف مطالب الاصلاح للشعب السوري التي جاءت على في سياق الربيع العربي بحسب المحللين، و لعب على اثرها بعض اللاعبين الصغار في الاقليم كقطر و السعودية دورا خبيثا في تأجيج العنف المسلح.
فيما اسهم قيام تلك الدولة بتأمين تدفق السلاح و المتفجرات على الجماعات المتطرفة، في خروج الصراع القائم خارج السيطرة، مما يثير قلق دول الجوار من انتقال العنف اليها مستقبلا، سيما ان بعض التجارب الشبيهة بالوضع السوري سبق و ان اثبتت صحة ما يذهب اليه المعارضون لدعم الجماعات المسلحة.
فقد وجهت الولايات المتحدة الاتهام لروسيا بأنها تمد سوريا بطائرات هليكوبتر هجومية، وبدأ العنف يخرج عن نطاق السيطرة الأمر الذي يجر القوى العالمية والإقليمية الى مواجهة متصاعدة بالوكالة في البلاد.
وفي حين أن واشنطن و موسكو و بكين علاوة على عواصم في اوروبا و الشرق الأوسط أيدت خطة المبعوث المشترك لجامعة الدول العربية و الأمم المتحدة الى سوريا كوفي عنان فإن محللين يقولون إنه بات واضحا على نحو متزايد أن هذه الدول تنحاز لطرف على حساب الآخر.
و تنتقد ايران أعمال العنف التي تمارسها كافة الأطراف لكنها تدعم بقوة الرئيس السوري بشار الأسد و تتبنى روسيا نفس الموقف.
و من الممكن أن تتعرض مصالح موسكو في سوريا للخطر مثل قاعدتها البحرية في طرطوس و تجارتها المربحة مع دمشق و التي تشمل مبيعات للسلاح.
و في حين أنه لا توجد مؤشرات كثيرة على اي تدخل مباشر فإن الصين تلقي بثقلها الدبلوماسي فيما يبدو وراء موسكو اذ تحرص الدولتان على تفادي تكرار ما حدث في ليبيا.
و تؤكد واشنطن أنها لا توفر دعما عسكريا مباشرا للجيش السوري الحر المعارض لكنها تعهدت بتقديم مساعدات "غير فتاكة".
و يعتقد البعض أنها ربما تساعد في تسهيل توصيل أسلحة توفرها قطر و السعودية و ربما دول أخرى.
و هناك مؤشرات متزايدة على أن متشددين مرتبطين بتنظيم القاعدة ربما ينضمون الى المعركة ضد الأسد الأمر الذي يثير قلق الدول الغربية.
و تحمل المواجهة ملامح غير قليلة من مواجهات حقبة الحرب الباردة التي خاضتها الدول الغربية و الشيوعية و تلاعبت فيها بمجموعة من الصراعات في العالم النامي و أسهمت في إطالة أمدها.
و يقول ديفيد هارتويل المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة (آي.إتش.إس) جينز "اذا نظرت الى ما يحدث على الارض فستجد أن الجانبين يتصرفان و كأن وقف إطلاق النار لم يكن له وجود قط."
و أضاف "تقول القوى العظمى إنها تريد السلام في سوريا و هي محقة حين قول إن الصراع هناك خطر... لكن اذا نظرت الى ما يفعلونه فستجد أنهم يزيدون الأمور سوءا."
و يشك البعض في أن المعارضة السورية التي تعاني انقسامات و تفتقر الى التنظيم الجيد كانت ستتمكن من مواصلة صراعها ضد قوات الأسد لفترة طويلة و الذي بدأ كحركة سلمية دون تشجيع خارجي.
في نهاية المطاف يبدو واضحا أن كلا الجانبين يعتقد أنه اذا تمكن من مواصلة القتال و إقناع داعميه الخارجيين بأن لديه فرصة مضمونة في الفوز او على الاقل البقاء فإنه سيستمر في تلقي دعم خارجي.
و يقول محللون إن المصالح الاستراتيجية ربما تكون أحد المحركات لدعم موسكو للأسد و يشيرون على وجه الخصوص الى الرغبة في الاحتفاظ بحليفها الرئيسي و أحد مشتري أسلحتها في المنطقة علاوة على الاحتفاظ بقاعدة بحرية في شرق البحر المتوسط.
لكن الاغلبية تعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين و غيره يرون أن حجم ما يتعرض للخطر اكبر من هذا بكثير.
و تعتبر سوريا بالنسبة لروسيا و بدرجة اقل بالنسبة للصين ساحة معركة تستطيع فيها وضع خط فاصل لإنهاء سنوات من التدخل الخارجي الغربي من جانب واحد.
و قال الكسندر جولتز و هو محلل مستقل مقيم في موسكو "الأمر لا يتعلق بالعقود او بقاعدتنا. أغلب دعم روسيا لسوريا قائم على الأيديولوجية."
في كوسوفو و العراق و في ليبيا مؤخرا اضطرت موسكو الى الجلوس على الهامش لتتابع الولايات المتحدة و حلفاءها و هم يتحركون ضد حلفاء لها دون اعتراض.
و واجهت روسيا و الصين احتجاجات في الداخل و اتهمتا الغرب بدعم جماعات داعية للديمقراطية لهذا قد تود الدولتان إعادة التأكيد على مبدأ اتفق عليه من قبل عالميا تقريبا و هو ان للدول الحق في سحق المعارضة و استعادة النظام داخل اراضيها باستخدام القوة اللازمة ايا كانت و دون تدخل خارجي.
و يتناقض هذا بشدة مع حديث الغرب عن الحق بل الالتزام بحماية المدنيين حتى من حكوماتهم و هو ما حدث العام الماضي في ليبيا على الرغم من أن هذا المبدأ لم يعمم على الدول الاخرى التي اجتاحتها انتفاضات "الربيع العربي".
و يقول يفجيني مينشنكو مدير المعهد الدولي للتحليل السياسي و مقره موسكو "روسيا لا تقبل خرق نظام القانون الدولي الذي يحدث حاليا... لماذا تسمح روسيا بأن تبيد دول علاقتها بها تنافسية مثل السعودية و قطر و الغرب النظام السوري."
و أضاف أن من شبه المؤكد أن تستمر شحنات الاسلحة الروسية غير أنه اذا تم تدخل عسكري مدعوم من الغرب ضد الأسد فإن من غير المرجح أن تخوض موسكو قتالا و تجازف بحرب عالمية شاملة.
و الآن تنشغل الولايات المتحدة بحملة انتخابات الرئاسة فيما تستولي مخاطر انهيار منطقة اليورو على اهتمام اوروبا لهذا فإن اي تكرار للتحرك الغربي و الخليجي الذي حدث في ليبيا يعد غير مرجح بدرجة كبيرة.
و يفوق مستوى الجيش السوري مستوى جيش الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي كثيرا كما أن القتال في البلاد اكثر تعقيدا.
ليس هذا فحسب و إنما الغرب الآن ايضا في موقف اضعف كثيرا مما كان عليه حتى منذ عام مضى.
و يقول محللون إن إرسال روسيا حاملة طائرات هذا العام الى سوريا بعد أن أرسلت الولايات المتحدة احدى حاملاتها الى المنطقة يبعث برسالة واضحة.
و قال هارتويل من مؤسسة (آي.إتش.إس) جينز "الأمر يتعلق بتقليص نفوذ الولايات المتحدة التي تواجه صعوبات في المنطقة منذ الربيع العربي" مشيرا الى الانتفاضات ضد رؤساء مدعومين من واشنطن مثل الرئيس المصري السابق حسني مبارك و التي وضعت امريكا في حيرة بشأن كيفية التصرف.
و يعتقد البعض أن اجندة مماثلة ربما تكون وراء قدر من الدعم الصيني الروسي المبطن لإيران خصم الولايات المتحدة اذ ينظر الى بكين على وجه الخصوص على انها تقوض العقوبات الغربية باستمرارها في شراء النفط من طهران.
لكن آخرين يرون أن الاتجاه الأخطر تشهده المنطقة نفسها الا و هو الشعور المتزايد بالاستقطاب الطائفي و الصراع بين السنة و الشيعة في العام و نصف العام منذ بدء "الربيع العربي".
و يشير البعض الى أن السعودية و مجلس التعاون الخليجي يخشيان من أن ايران قد تثير اضطرابات بين الشيعة في المنطقة الشرقية بالسعودية و في البحرين و شمال اليمن و هو ما قد يكون وراء دعمهما للمعارضة السورية التي يغلب عليها السنة.
و يشعر البعض بالقلق من أن واشنطن نفسها ربما تنجر الى اجندة طائفية سنية إقليمية من خلال مواجهتها مع طهران بشأن برنامجها النووي و تحالفها مع السعودية.
و تقول حياة الفي استاذة دراسات الشرق الأوسط بكلية الحرب التابعة للبحرية الامريكية في رود ايلاند "هذا هو ما يلهم مجلس التعاون الخليجي ليتحدث بصراحة شديدة ضد الاسد في سوريا. ليس طيبة قلوبهم التي تتسم بالانسانية و إنما فكرة أنه مدعوم من ايران."
.................
الحرب الباردة .
من جانب آخر قال قائد عسكري اسرائيلي كبير ان العالم يمكن ان ينزلق مرة اخرى الى حرب باردة بشأن سوريا و ان هذه الدولة يمكن ان تنقسم الى جزئين أو ثلاثة أجزاء متحاربة مع تداعيات لا يمكن التنبؤ بها في الشرق الاوسط.
و قال مشترطا عدم نشر اسمه "التأييد (للرئيس السوري بشار) الاسد من روسيا و الصين يعيدنا الى الحرب الباردة."
و أضاف "العالم ليس استعراضا يقدمه طرف واحد."
و استطرد قائلا انه تدور بالفعل حرب اقليمية بالوكالة في سوريا بدعم مباشر يومي على الارض للاسد من حلفائه في ايران و حزب الله اللبناني المدجج بالسلاح.
و تابع "يمكن ان تحدث فوضى حقيقية تستمر سنوات".
و قال رئيس عمليات حفظ السلام بالامم المتحدة ان الصراع الذي بدأ منذ 15 شهرا تصاعد الى حرب أهلية شاملة.
و هذه التصريحات المتبادلة تذكر بالحرب الباردة عندما كانت الحروب التي تدور بالوكالة متكررة. و كانت القوى العظمى التي لا يمكنها المخاطرة بمواجهة مباشرة بالاسلحة النووية فيما بينها تتصارع من اجل الهيمنة بالتدخل الى جانب اطراف متحاربة في دول اخرى.
و منذ عام 1945 حتى انهيار الشيوعية السوفيتية عام 1989 دارت حروب بالوكالة في اليونان و كوريا و فيتنام و لبنان و افغانستان و انجولا و موزامبيق و كوبا و السلفادور و نيكاراجوا.
و في عالم ما بعد الحرب الباردة كانت امريكا القوة العظمى الوحيدة لكن مناطق النفوذ كانت موضع مراعاة.
و لم تتحدى موسكو حلف شمال الاطلسي حين قصف التحالف الغربي صربيا حليفتها السابقة في عام 1999 بشأن الحرب الاهلية في كوسوفو او حين غزا الحلفاء الغربيون بقيادة واشنطن العراق عام 2003.
و في جمهورية جورجيا السوفيتية سابقا تمكنت روسيا من دعم حلفائها الانفصاليين عسكريا بنجاح دون التسبب في اندلاع حرب مع الولايات المتحدة.
لكن في ليبيا العام الماضي صدمت موسكو بسبب التدخل العسكري من جانب حلف شمال الاطلسي بموجب تفويض من الامم المتحدة تعتقد روسيا انه تجاوز الحدود التي وافقت عليها.
و ترى اسرائيل ان الحرب الاهلية السورية أصبحت جزءا من صراع من اجل الهيمنة في العالم العربي بين السنة و الشيعة.
و قال القائد العسكري الاسرائيلي "الشيعة يشكلون 20 في المئة فقط من المسلمين في العالم لكنهم أخذوا الزعامة من السنة."
و أضاف "الاسد شاهد موت القذافي في ليبيا و مصير مبارك في مصر و هو يدرك انه ليس لديه خيار. و هو يعلم ان الاقلية العلوية التي ينتمي اليها ستتعرض للذبح."
و أضاف "اننا نعلم جميعا نهاية القصة. نحن فقط لا نعرف فصولها."
و استطرد قائلا ان السؤال يتعلق بمن سينتزع زمام المبادرة في "بلد سايكس بيكو هذا" في اشارة الى انشاء القوتين الاستعماريتين بريطانيا و فرنسا لسوريا بعد الحرب العالمية الاولى عبر ما بدا انه خطوط جغرافية اعتباطية تجاهلت الفروق القبلية و العرقية.
و تابع "من الذي سيحل محل الاسد؟ هل سيكون كل هؤلاء الذين يحملون لقب دكتور في اوروبا (المجلس الوطني السوري في المنفى) ام سيكون تنظيم القاعدة؟"
مضيفا ان السعودية تشعر بقلق بالغ.
و قال "انها ليست دولة تضم أمة مثل ايران و مصر. يمكن ان تصبح دولتين أو ثلاث دول." و اضاف ان مخاطر اندلاع حرب اقليمية واضحة فيما تواجه اسرائيل الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في الشرق الاوسط احتمال ان تصبح ايران عدوها اللدود دولة تمتلك سلاحا نوويا و يبحث الزعماء الاسرائيليون ما اذا كانوا سيحتاجون الى القيام بعمل عسكري في النهاية لمنعها.
و قال انه يتعين على اسرائيل ان تكون مستعدة. و أضاف "كل شيء جاهز لحريق كبير كبير لكن لا نعلم ما الذي سيثير النيران. اننا لا نعلم من الذي سيشعل الثقاب."
...............
الصين ترفض العقوبات.
من جهتها عبرت وزارة الخارجية الصينية عن تحفظات بشأن اقتراح فرنسي لفرض خطة مبعوث الأمم المتحدة للسلام كوفي عنان و قالت إنها تعارض أي أسلوب "يميل إلى العقوبات و الضغط."
و لم يرد ليو وي مين المتحدث باسم الخارجية الصينية مباشرة على سؤال بشأن الاقتراح الفرنسي خلال الافادة الصحفية المعتادة لكنه بدا أنه لا يرفضها كلية لكنه أوضح احجام بكين.
و قال ليو "نعتقد أن تصرفات المجتمع الدولي إزاء سوريا يجب أن تفضي إلى تحسن الأوضاع هناك وتفضي إلى حل سياسي للأزمة السورية.. ترفض الصين أسلوب الميل للعقوبات والضغط."
و أضاف "نعتقد أنه في ظل الظروف الحالية فإن كل الاطراف يجب أن تدعم بهمة جهود المبعوث عنان للوساطة و نحث كل الاطراف في سوريا على تنفيذ قرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة و اقتراح عنان المكون من ست نقاط."
و قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن فرنسا ستقترح منح الامم المتحدة سلطة تنفيذ خطة السلام التي وضعها عنان.
و أضاف أن فرض منطقة حظر جوي أمر قيد البحث في الوضع الذي وصفه بأنه حرب أهلية.
و ردا على سؤال بشأن تصريحات حكومات أخرى من بينها روسيا بأنها قد تقبل تنحي الرئيس السوري بشار الأسد قال ليو "قلنا في مرات كثيرة إن الصين لا تفضل أي طرف بشكل متعمد و يجب أن يحدد الشعب السوري طريق النمو و النظام السياسي في سوريا."
و كانت روسيا و الصين اللتان تتمتعان بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي قد عرقلتا جهود قوى غربية للادانة أو الدعوة للاطاحة بالاسد.
و تقول الامم المتحدة إن القوات السورية قتلت عشرة آلاف شخص على الاقل منذ اندلاع الانتفاضة قبل أكثر من عام.
و هذه التصريحات هي الاشد صرامة حتى الآن من اي من القوى الكبرى ردا على العنف الضاري في سوريا حيث قتل مئات المدنيين و المعارضين المسلحين و القوات الحكومية منذ اعلان وقف اطلاق النار في 12 من ابريل نيسان والذي كان من المفترض ان يتيح المجال لاجراء محادثات سياسية لحل الازمة.
و قال فابيوس انه يأمل ان توافق روسيا - التي تحمي الرئيس السوري بشار الاسد من اي رد فعل دولي بسبب حملته الامنية العنيفة على الانتفاضة المستمرة منذ 15 شهرا - على استخدام الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي قد يجيز استخدام القوة.
و فشلت خطة السلام التي قدمها الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان حتى الان في وقف اراقة الدماء في سوريا حيث قتل اكثر من 10 آلاف شخص منذ مطلع العام الماضي.
و قال فابيوس "نحن في حاجة لزيادة قوة الدفع في مجلس الأمن و وضع خطة عنان تحت الفصل السابع و هو ما يعني ان تكون الزامية تحت وطأة تشديد العقوبات."
و بدا في حكم الاكيد ان روسيا سترفض اقتراح الوزير الفرنسي. و تقول روسيا ان الدول الغربية اساءت استخدام قرار لمجلس الامن العام الماضي لتبرير التدخل العسكري في ليبيا.
و قال فابيوس ان احد الخيارات المطروحة امام مجلس الامن فرض حظر جوي بعد تزايد الانباء عن استخدام القوات السوري للطائرات الهليكوبتر الحربية في اطلاق النار على معاقل المعارضة و مخاوف الولايات المتحدة من امداد روسيا لدمشق بمزيد من الطائرات الهليكوبتر.
و قال فابيوس ان باريس ستقترح زيادة العقوبات على سوريا خلال الاجتماع القادم لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي.
و قال إن المجتمع الدولي سيعد قائمة بالمسؤولين العسكريين من الصف الثاني الذين ينبغي اخضاعهم للملاحقة القضائية الدولية الى جانب الرئيس بشار الاسد وأفراد الدائرة المحيطة به مباشرة.
و حث المواطنين على معارضة الحكومة صراحة قائلا "عليهم أن يدركوا ان المستقبل الوحيد يكمن في مقاومة القمع. حان وقت اتخاذ القرار. عليهم القفز من السفينة."
و تقول الحكومة السورية انها ما زالت ملتزمة بخطة عنان التي تقول انها تسمح لها بحق منع الهجمات على الاهداف العسكرية والحكومية. و تقول انها تقاتل جماعات ارهابية تلقى الدعم من الخارج.