المقنين الساحر
2009-01-31, 13:58
السلام عليكم ورحمة الله ، إخواني الكرام استوقفتني البارحة قصة مؤثرة أدمعت مقلتيَّ والله ، ذكرتني بقوله تعالى {لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} إنها أخوة الدين ذلك الحبل المتين الذي افتقدناه في زمن تسمع فيه من يقول عن أهل غزة " يدبروا روسهم ، الله يسهل عليهم ، حماس هي الظالمة ...الخ " ولا حول ولا قوة إلا بالله ، أترككم مع القصة :
يقول الشيخ :
أبو سعيد بلعيد أحمد الجزائري
كنتُ في مكة المكرمة في عام 1398 هـ الموافق لـ 1977 م ، إذ سألني شيخ أسيوي وقور، ذو شيبة مليحة، بعربية غير فصيحة، قائلا: من أين أنت أيها الفتى ؟ فقلتُ له : من الجزائر.
فقال: - والسرور بادٍ على وجهه- ( وسبب سروره أنه لم يكن يرى في ذلك الوقت شبابا جزائريين في مكة، لأنه لم يكن يذهب آنذاك إلا كبار السن ! !) ما شاء الله تبارك الله، الحمد لله الذي أحياني حتى رأيت أمثالك من جيل الاستقلال ! !
تعجبتُ من كلامه فسألته على الفور: وأنت يا شيخ من أين ؟ قال أنا من بنجلاديش. فقلت له : وما أدراك عن الجزائر وأحوالها ؟ فقال لي : يا بُنَيّ، لمّا كان الجزائريون يجاهدون لإخراج فرنسا من الجزائر ، كنتُ شاباّ أجيء إلى الحج، فكان الحُجَّاج يجمعون المال ليبعثوا به إلى المجاهدين في بلادكم، وكنت أنا من الذين يدورون على الحجاج لجمع المال ، وقد فعلتُ ذلك بنشاط وهمة مرات عديدة طالبا الثواب من الله تعالى حيث يقول تعالى { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان }
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من جهّز غازيا في سيبل الله، كان له مثلُ أجره، من غير أن يَنْقُصَ من أجرِ الغازي شيئاً " رواه ابن ماجه (2759) وهو حديث صحيح.
تأثرت بكلام ذلك المسلم البنجلاديشي كثيراً، وأثنيتُ عليه خيراً، وقلتُ في نفسي: كم هو عظيم هذا الدين الإسلامي الذي يجمع بين المسلمين ولو تباعدت ديارهم ! !
وفي عام 1421 هـ الموافق لـ 2000 م ، ذهبتُ إلى دمشق في سورية للإفادة من المكتبة العامّة في بعض بحوثي، وذات يوم توجهتُ لشراء فطور الصباح فقال لي صاحب الدّكان: من أين حَضْرَتك؟ فقلت له: من الجزائر . فقال لي : سبحان الله ، أنت من بلد المليون ونصف المليون شهيد ؟ فأجبته : نعم والحمد لله. فقال لي : يا بُنَيّ ، لقد شاركت في جهادكم ضد فرنسا ، فقلت له متعجّباً : كيف ذلك؟ فقال لي : أنا من مدينة حَمَـاة، والآن أقيم في دمشق، ولما كان الجزائريون يقاتلون المستعمر الفرنسي كنتُ شاباً ، وكانت لنا في بيتنا دجاجة وكُنت أُراقبها فكلّما باضت فرحتُ وأخذتُ البيضة لأبيعها ثم أرسل بثمنها إلى المجاهدين في الجزائر، فقلت له -والدموع في عينيّ- جزاك الله خيرا يا أخي على ما فعلتَ، وإن الله لا يضيع أجر المحسنين، ولكي أشجعه أكثر، وأذكّره بعظمة ديننا الإسلامي قصصتُ عليه قصة البنجلاديشي فتأثر بها ، وَحَمِدَ اللهَ على الأُخُوّةِ بين المسلمين ، وسَأَلَ اللهَ تعالى أن تَتَقَّوى دائما، وخاصة في هذا الزمان الذي نُكبَ المسلمون في كثير من ديارهم.
نسأل الله أن يكثر فينا أمثال هؤلاء...
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين
منقوووووووووووووول
يقول الشيخ :
أبو سعيد بلعيد أحمد الجزائري
كنتُ في مكة المكرمة في عام 1398 هـ الموافق لـ 1977 م ، إذ سألني شيخ أسيوي وقور، ذو شيبة مليحة، بعربية غير فصيحة، قائلا: من أين أنت أيها الفتى ؟ فقلتُ له : من الجزائر.
فقال: - والسرور بادٍ على وجهه- ( وسبب سروره أنه لم يكن يرى في ذلك الوقت شبابا جزائريين في مكة، لأنه لم يكن يذهب آنذاك إلا كبار السن ! !) ما شاء الله تبارك الله، الحمد لله الذي أحياني حتى رأيت أمثالك من جيل الاستقلال ! !
تعجبتُ من كلامه فسألته على الفور: وأنت يا شيخ من أين ؟ قال أنا من بنجلاديش. فقلت له : وما أدراك عن الجزائر وأحوالها ؟ فقال لي : يا بُنَيّ، لمّا كان الجزائريون يجاهدون لإخراج فرنسا من الجزائر ، كنتُ شاباّ أجيء إلى الحج، فكان الحُجَّاج يجمعون المال ليبعثوا به إلى المجاهدين في بلادكم، وكنت أنا من الذين يدورون على الحجاج لجمع المال ، وقد فعلتُ ذلك بنشاط وهمة مرات عديدة طالبا الثواب من الله تعالى حيث يقول تعالى { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان }
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من جهّز غازيا في سيبل الله، كان له مثلُ أجره، من غير أن يَنْقُصَ من أجرِ الغازي شيئاً " رواه ابن ماجه (2759) وهو حديث صحيح.
تأثرت بكلام ذلك المسلم البنجلاديشي كثيراً، وأثنيتُ عليه خيراً، وقلتُ في نفسي: كم هو عظيم هذا الدين الإسلامي الذي يجمع بين المسلمين ولو تباعدت ديارهم ! !
وفي عام 1421 هـ الموافق لـ 2000 م ، ذهبتُ إلى دمشق في سورية للإفادة من المكتبة العامّة في بعض بحوثي، وذات يوم توجهتُ لشراء فطور الصباح فقال لي صاحب الدّكان: من أين حَضْرَتك؟ فقلت له: من الجزائر . فقال لي : سبحان الله ، أنت من بلد المليون ونصف المليون شهيد ؟ فأجبته : نعم والحمد لله. فقال لي : يا بُنَيّ ، لقد شاركت في جهادكم ضد فرنسا ، فقلت له متعجّباً : كيف ذلك؟ فقال لي : أنا من مدينة حَمَـاة، والآن أقيم في دمشق، ولما كان الجزائريون يقاتلون المستعمر الفرنسي كنتُ شاباً ، وكانت لنا في بيتنا دجاجة وكُنت أُراقبها فكلّما باضت فرحتُ وأخذتُ البيضة لأبيعها ثم أرسل بثمنها إلى المجاهدين في الجزائر، فقلت له -والدموع في عينيّ- جزاك الله خيرا يا أخي على ما فعلتَ، وإن الله لا يضيع أجر المحسنين، ولكي أشجعه أكثر، وأذكّره بعظمة ديننا الإسلامي قصصتُ عليه قصة البنجلاديشي فتأثر بها ، وَحَمِدَ اللهَ على الأُخُوّةِ بين المسلمين ، وسَأَلَ اللهَ تعالى أن تَتَقَّوى دائما، وخاصة في هذا الزمان الذي نُكبَ المسلمون في كثير من ديارهم.
نسأل الله أن يكثر فينا أمثال هؤلاء...
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين
منقوووووووووووووول