
كنت قد أرسلت خطابا إلى والي ولاية الجلفة، بصفتي كمواطن جلفاوي يهمه أمر نتائج امتحان تلاميذ هذه الولاية، وأرجو أن يكون قد وصله هذا الخطاب.
ما حزّ في نفسي حقا أن نمرّ جميعا على هذه المهزلة ولا يحرك أحدنا ساكنا، وكأن هذه الولاية ليس فيها مسؤولون ولا مجتمع مدني، ولا حتى غيورين عن هذه الولاية.
عادت المأساة بعد أن عشناها فيما سبق، وكأننا كنّا نعدّ أنفسنا لانتظارها بدلا من أن تقام الدنيا لمعرفة الأسباب والمتسببين، والخروج في آخر المطاف بنتائج لتلافي هذا التأخر والتخلف عن بقية الولايات.
أنا كمواطن ليس لي تلاميذ متمدرسون؛ لكنني رأيت من واجبي كأحد أفراد هذه الولاية أن أقول كلمتي في هذا الشأن الذي لا يخصني أنا وحدي؛ ولكن يهزّ مشاعر كل غيور على هذه الولاية، وكل ولي تلميذ أو ولية؛ بل إن الجمعيات والهيئات معنية بما يحدث للمنظومة التربوية في منطقتنا .
إنه لا يمكن أن نشخص مشكل تدنّي النتائج في الامتحانات الآتي من تدنّي المستوى في الأستاذ وحده ولا في الإدارة وحدها؛ ولكن التلميذ مسئول وأولياء التلاميذ هم الآخرون مسئولون، فالمسؤولية مشتركة بين الجميع.
علينا إذن أن نبادر لكي نبحث جميعا على مكامن الضعف والخلل فننتهج معا المنهج الذي يعيد للجلفة مكانتها التي حظيت بها في زمن مضى، عندما كانت الجلفة في عهد من العهود يتبوّأ طلبتها الخط الأوّل في نتائج الامتحانات.
إن الأساتذة والأولياء والهيئات الإدارية معنية بتصحيح الوضع، وقبل الوصول إلى تصحيح الوضع لابدّ من البحث عن الأسباب حتى تعرف النتائج التي صلت إليها امتحانات البكالوريا خلال العام الفارط، إننا إذا لم نتدارك النقائص ونصحح الأخطاء، ونحن في بداية السنة الدراسية 2019 ـ 2020 فستعود ريمة إلى عادتها القديمة.
إن ترتيب الجلفة في آخر قائمة الولايات لا يمكن السكوت عنه، إلاّ إذا كان أمر أبنائنا وأحفادنا لا يهمنا.
لنبحث أين يكمن الخلل حتى نسدّ منافذه ونعمل على تلافيه مستقبلا.
إنّ انشغال أولياء التلاميذ عن أبنائهم بدلا من الاشتغال بهم كان عنصرًا مؤثّرا في تدنّي النتائج، وقد يكون لبعض الأولياء أعذارهم في غيابهم عن متابعة أبنائهم؛ لكن مع ذلك يبقى الأب والأمّ كلاهما يتحملان عبء المسئولية؛ فاقتطاع جزء من وقتهم للاعتناء بهؤلاء الأبناء هو ضرورة ملحة خاصة وإن التلميذ في الشارع تتعاوره جهات خارجة عن المدرسة والبيت، في مقدمة تلك الجهات أصدقاء السوء الذين تخلّى عنهم أهاليهم أو تخلو هم عن أهاليهم فتركوا عرضة لما يحدّده الشارع، ومثل هؤلاء يندرجون ضمن مقولة أحمد شوقي :
ليس اليتيم من انتهى أبواه من همّ الحياة وخلفاه ذليلا
إن اليتيم هو الذي تلقى له أمّـا تخلت أو أبـا مشغــولا
وأحيانا تكون الأم موظفة والأب هو الآخر مرتبط بعمل ما، فلا يلتقيان إلا لماما ممّا يصعّب من المتابعة الجدّية للأبناء المتمدرسين.
صحيح أن المدرسة لها دور مهمّ في التربية والتعليم خاصة وأن الأساتذة ينفقون وقتا مهمّا في تلقين الطلاب المعارف العامة وفي حلّ ما أشكل عليهم من مسائل، وحثهم على أداء الواجبات المنزلية؛ لكن ما يعتور التلميذ من مثبطات كالإدمان على الانترنيت في المفيد وغير المفيد، فيما ينفع وفيما يجلب الضرر على التلاميذ يقوّي فيهم اللامبالاة والتمرّد على المدرسة والبيت معا، قد يقال وهذه الأمور التي ذكرتها شأن عام لا ينطبق على الجلفة وحدها، هذا صحيح؛ ولكن الصحيح أيضا أن هناك ولايات لها تقاليد في الاعتناء بأبنائهم وجعلهم تحت النظر والمرافقة بحيث ما يأخذه الأبناء لدى أوليائهم قد يكون أهمّ مما يعطونه في المدرسة.
إن الأمر أيضا يعود إلى إدارة بعض المؤسسات التي تكتفي ـ فقط ـ بالإشراف على الحضور والغياب وشغلها الشاغل ما ترسله إليها وزارة التربية من تعليمات، أغلبها تتخذ الطابع الشكلي ولا تنفذ إلى الجانب التربوي.
إن الفرق بين مدير يسير إدارة عمومية يغلب عليها الطابع الروتيني المتعارف عليه في التسيير، و بين مدير مؤسسة تربوية أن الأوّل يغلب عليه توجيه العمل والسهر على نجاحه؛ أما الثاني فيغلب عليه توجيه السلوك، ولهذا يتطلب منه أن يكون على صلة مباشرة بالتلميذ يعمل على حل مشاكله وعلى توجيه تصرفاته نحو هدف تربوي سامي؛ فبدلا من أن تكون هذه مهمة مدير مؤسسة تربوية، التي وضع من أجلها على رأس الإدارة تشغله السلطة الأعلى منه بالوثائق والمراسلات التي أغلبها يتعلق بالتسيير الإداري وعلاقة إدارة المؤسسة بالمفتشين وبالوزارة.
وبين هذا الذي ذكرت كلّه نرى بأن المسئولية معقدة وموزعة بين أطراف المنظومة التربوية على نحو تتوزع فيه المسؤوليات .
إنه علينا جميعا أن نتحرك خاصة ونحن لازلنا في الفصل الأول من السنة الدراسية 2019 ـ 2020 ، ولأن تصل متأخرا خير من أن لا تصل أبدا.
ونتمنى التوفيق وسداد الرأي
عدد القراءات : 1887 | عدد قراءات اليوم : 8
- عرض التعليقات تصاعديا
- عرض التعليقات تنازليا
التعليقات :
(4 تعليقات سابقة)
والجلفة انفو دقت ناقوس الخطر اكثر من مرة ولامن يسمع ؟
المشكل في الاعضاء اعضاء لابيويى في الاغواط او في ولاية الوادي هو المختلف هم بعيدة عليهم الشيته والانبطاح ، واغلبيىة لابيوي انتاع الجلفة اعضاء شياتين ومنبطحين خلاهم قنفاف مفلاشيين على هذا ؟
أضف تعليقك كزائر
- إذا كنت تملك عضوية يرجى تسجيل الدخول
- احجز اسمك المستعار لحفظ شخصيتك الإعتبارية، و لمنع الآخرين من انتحاله في التعليقات..
تسجيل عضويةمَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (سورة ق، 18)
سياسة نشر التعليقات في موقع الجلفة إنفو للأخبار
تتيح جريدة "الجلفة إنفو" الإلكترونية للقراء الكرام إمكانية التفاعل مع الأخبار والمقالات المدرجة من خلال التعليق
على المواد المنشورة، و إذ نرحب بتعليقات القراء، نرجو من المشاركين التحلي بالموضوعية وتجنب الاساءات الشخصية
والقبلية، وتحتفظ بحقها في نشر أو عدم نشر أي تعليق لا يستوفي الشروط أدناه، وتشير إلى أن كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من
الأشكال عن آراء فريقها الصحفي وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.
و يرجى بذلك الإلتزام بالقواعد التالية:
1- التعليق يجب أن يكون على المادة المنشورة فقط، ولا ينشر أي تعليق يتعلق بموضوع آخر منشور،
2- يهمل كل تعليق يضم شتائم أو ألفاظ خارجة عن إطار الآداب العامة و الدين الإسلامي الحنيف و أعراف مجتمعنا، أو يطال بالقدح والذم والتشهير شخصيات بعينها أو هيئات رسمية،
3- يهمل كل تعليق يتضمن هجوم شخصي وغير مبرر على أفراد محددين بالاسم لهم أو ليس لهم علاقة بالمواد المنشورة،
4- تهمل جميع التعليقات التي تتعرض للكاتب أو صاحب المساهمة باسمه أو لشخصه،
5- تعتذر إدارة الجريدة عن نشر أية تعليقات تتضمن تفاصيل عن شخصيات وأسماء أو أية معلومات لا تخدم المادة المنشورة،
6- لضمان ظهور التعليقات بشكل أسرع يرجى تفادي الإطالة في التعليقات، ويمكن للمداخلات الطويلة أن ترسل عبر البريد الإلكتروني ليتم نشرها كبريد للقراء،
7- تحتاج التعليقات لموافقة المحرر المشرف قبل ظهورها، وقد تحتاج بعض الوقت للظهور لذلك يرجى عدم ارسال التعليق أكثر من مرة،
لكي لا يُهمل التعليق، يرجى الكتابة بلغة عربية فصيحة
نرجو من السادة متصفحي الجريدة الأعزاء التقيد بالقواعد التي أوردناها، وضبط التعليقات بما يتفق مع شروط النشر، ونأسف مسبقا لعدم نشر أية تعليقات تخالف القواعد المبينة أعلاه.
ملاحظات:
- لإدارة الموقع الحرية الكاملة في اختيار التعليقات ونشرها وحذف كل ما تراه لا يتفق مع الشروط الواردة أعلاه ، ونؤكد على أن إرسال التعليق لا يعني على الإطلاق إلزام إدارة الموقع بنشره،
- *تتمنى إدارة الموقع من المتصفحين الأعزاء ذكر الاسم الحقيقي في التعليق و تجنب الأسماء المستعارة..
- * بالنسبة للردود الرسمية يرجى إرسال نسخة من الرد (مع الوثائق الثبوتية) إلى البريد الالكتروني للإدارة وإلا فلن يأخذ الرد بعين الاعتبار ولن يعترف الموقع على مضمونه،
- * تهمل التعليقات المرسلة كملاحظات إلى إدارة التعليقات، وفي حال وجود شكوى يمكن مراسلة الموقع على البريد الإلكتروني. بريد إدارة الموقع djelfa.info@gmail.com
التعليقات :
(4 تعليقات سابقة)
المشكل في الاعضاء اعضاء لابيويى في الاغواط او في ولاية الوادي هو المختلف هم بعيدة عليهم الشيته والانبطاح ، واغلبيىة لابيوي انتاع الجلفة اعضاء شياتين ومنبطحين خلاهم قنفاف مفلاشيين على هذا ؟
والجلفة انفو دقت ناقوس الخطر اكثر من مرة ولامن يسمع ؟
- 18:54 14/12
- 14:56 12/12
- 20:12 10/12
- 17:28 10/12
- 18:44 03/12
- 23:09 26/11
- 22:51 23/11
- 23:13 22/11
- 16:24 20/11
- 22:46 16/11
- 19:41 16/11
- 17:52 16/11
- 00:03 16/11
- 18:18 15/11