|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
ミ ♦ لا عـــزة إلا بالإســلام ♦ [سلسلة: إقرأ و شاركنا الفوائد والعبر لنستفيد منها ] ミ
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2016-02-12, 08:26 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
ミ ♦ لا عـــزة إلا بالإســلام ♦ [سلسلة: إقرأ و شاركنا الفوائد والعبر لنستفيد منها ] ミ
الموضوع رقم : 01 ミ★ミ ♦ لا عـــزة إلا بالإســلام ♦ ミ★ミ من سلسلة : [إقرأ و شاركنا الفوائد والعبر لنستفيد منها ] اخي الفاضل ... لا يَخفَى عليك أهميَّة القِراءَة و استخلاص العبر في تَوسِيع إدراكك ، وتنمِيَة شخصيَّتك وفكرك وتنمِيَة قدراتك ومهاراتك ، وإكسابك ثروةً لفظيَّة ثريَّة ومعارف متنوِّعة فهذا بإذن الله أول موضوع من سلسلة مواضيع تعنى بكل ما يرفع هممنا و يربطنا بالقيم والأخلاق والسلوكات الراقية في ديننا الاسلامي الحنيف في زمننا هذا الذي ابتلي فيه الكثير من شبابنا و حتى بعض كبارنا بإنحلال في الاخلاق وتفسخ إجتماعي وضعف في الوازع الديني وووو و سنحاول معكم المعالجة على منوال - القراءة والمشاركة بالعبر والفوائد المستخلصة - هادفين الى ترسيخها في أذهاننا و المشاركة بما نراه سيفيد غيرنا. و قد تم إختيار مقال يستحق القراءة المتمعنة واستخلاص العبر يتحدث عن شيء غالي ونفيس يكاد يكون مفقود ألا و هو خلق العزة . أخي الفاضل ... حتى لا نكون استهلاكيين فقط ، ولا نقدم شيء يفيد غيرنا نأكد فضلا لا أمرا على >>> [إقرأ و شاركنا الفوائد والعبر المستخلصة ليستفيد منها غيرك ] قراءة ممتعة نرجوها لكم. ♦ لا عـــزة إلا بالإســلام ♦ إنَّ ممَّا لا شكَّ فيه أنَّ كثيرًا من الأخلاق الكريمة والسَّجايا النَّبيلة قد زالت عن واقع المسلمين اليوم، وأصبح وجودُها نادِرًا في تَعامُلِهم إلاَّ بقايا ممَّن أَخلَصَهُمُ اللهُ لهدايته، واصطفاهم بتوفيقه ليتمسَّكوا بها في عصر غربةٍ وجهلٍ وتخاذُلٍ، وذلك بسبب إعراض الكثير ممَّن يُحسَبُون على الإسلام عن صراط ربِّهم وهَدْيِ نبيِّهم ﷺ، ورضوخهم واستسلامهم لتقاليد الكفَّار وعاداتهم وسلوكاتهم مع أنَّ الله جلَّ وعلا يقول: {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون} [الأنعام:153]. ولعلَّ من أجَلِّ هذه الأخلاقِ الَّتي تَخلَّى عنها أكثرُ المسلمين وزهدوا فيها؛ خلقَ العزَّةِ، تلك الكلمة الَّتي تَرمُز إلى معاني القوَّة والشِّدَّة ونفاسة القدر، يقال في كلام العرب: عزَّ فلان، إذا برئ وسلم من الذُّلِّ والهوان، وقد تُعبِّر عن الامتناع والتَّرفُّع والغلبة، فيقال: عَزَّنِي فلان، أي: غلبني، ومنه قوله تعالى: {وَعَزَّنِي فِي الْخِطَاب}[ص:23]، وعليه فالعزَّةُ من خلال هذه المعاني يمكن أن تُعَرَّف بأنها «حالةٌ مانعةٌ للإنسان من أن يُغلَب»(1)، سواءٌ كانت غلبةً حسِّيَّةً أو معنويَّةً. ومن أوصاف الله تعالى العزَّةُ، ومن أسمائه العزيز، أي: الغالبُ القويُّ، وهو سبحانه المُعِزُّ الَّذي له جميعُ معاني العزَّةِ كما قال سبحانه وتعالى: {إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا}[يونس:64]، فله عزَّةُ القوَّة وعزَّةُ الامتناع؛ لأنَّه غَنيٌّ بذاته لا يحتاج إلى أحدٍ، وعزَّةُ القهر والغلبة لجميع الكائنات، وقد تكرَّرَ وصفُ الله بوصف العزَّة ما يُقارِبُ المئة مرَّةٍ. وقد ذكر اللهُ في كتابه أنَّ العزَّةَ خُلُقٌ من أخلاق المؤمنين، كما هي خُلُقٌ لرسوله ﷺ ووصفٌ له عز وجل فقال: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُون}[المنافقون:8] فالعزَّة والإيمان صنوان لا يفترقان، فمتى وقر الإيمان في قلب المسلم واختلط بشغاف قلبه تشَرَّبَ العزَّةَ مباشرةً، وحينها تصدُر عنه الأقوالُ المَرْضيَّةُ والأعمالُ الزَّكيَّةُ الَّتي تُكسِبُه شعورًا بالفخر والاستعلاء؛ لأنَّه صار عبدًا لله، لا فخرًا واستعلاءً على المؤمنين، بل على الكافرين، كما قال الله تعالى في وصف من استبدلهم بمن هو خيرٌ منهم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ}[المائدة:54]. وقال تعالى في شأن المجاهدين في سبيله المقاتلين لأعدائه: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين} [آل عمران:139]، وأصحابُ النَّبيِّ ﷺ ما بلغوا ذلك المجدَ وتلك العلياء الَّتي استَحَقُّوا بها ذلك الثَّناءَ العَطِرَ من مولاهم إلاَّ لمَّا تحلَّوْا بخُلُقِ العزَّةِ مع الكافرين وخلق الرَّحمةِ مع المؤمنين، كما قال اللهُ ـ جلَّ وعلا ـ فيهم: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ}[الفتح:29]، وقال الله تعالى في حثِّ المؤمنين على التَّمسُّكِ بالعزَّة حتَّى لا يَطمَعَ فيهم طامعٌ فيؤولَ أمرُهم وجَمْعُهم إلى ذُلٍّ وهوانٍ {فَلاَ تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُم}[محمد:35]. قال ابنُ القيِّم رحمه الله: «العزَّةُ والعلوُّ إنَّما هو لأهل الإيمان الَّذي بَعَثَ اللهُ به رُسلَه وأَنزَلَ به كُتبَه، وهو علم وعمل وحالٌ، فللعبد من العلوِّ بحسب ما معه من الإيمان، وله من العزَّةِ بحسب ما معه من الإيمان وحقائقِه، فإذا فاته حظٌّ من العلوِّ والعزَّةِ، ففي مقابلة ما فاته من حقائق الإيمان علمًا وعملاً، ظاهرًا وباطنًا»(2). والفردُ أو الأمَّةُ إِنِ ابتُلُوا ببعض الأخلاق السَّيِّئَةِ فيُمكنُ أن تجد لإصلاح حالهم سبيلاً، لكن إذا تسرَّبَ إليهمُ الذُّلُّ والمهانَةُ فهيهات أن تَجِدَ في نفوسِهم انصِيَاعًا وقبولاً، قال ابنِ باديس رحمه الله: «الجاهل يُمكِنُ أن تُعلِّمَه، والجافي يُمكِنُ أن تُهذِّبَه، ولكنَّ الذَّليلَ الَّذي نشَأَ على الذُّلِّ يَعسُرُ أو يَتعذَّرُ أن تَغرِسَ في نَفسِه الذَّليلَةِ المهينةِ عزَّةً وإباءً وشهامةً تُلحِقُه بالرِّجال»(3). لذا يتعيَّنُ على المُسلِم أن يَكُونَ عزيزًا، مُعتَدًّا بنَفسِه في مواقف الذُّلِّ والهوان، لا يَقبَلُ النَّيلَ من دينه ولا نفسِه، ولا أن يُمَسَّ في أهلِه ولا ماله بغيرِ حقٍّ، لا يَرضَى أن يكونَ مُستبَاحًا لكلِّ طامِعٍ أو غَرضًا لكلِّ هاجِمٍ. والأمَّةُ تكون عزيزةَ الجانب، أَبِيَّةَ الخُلُقِ حين تُربِّي أبناءَها على خُلُقِ الشَّجاعةِ وصرامَةِ العزمِ وعُلُوِّ الهِمَّةِ، تكون عزيزةً حين تَلِدُ أبطالاً، وتُعِدُّ أجيالاً، وتَبذُلُ نَفِيسَ المُهَجِ في تَثبِيت معاقِدِ العِزِّ وحفظِ معاقلِ الإباءِ والضَّيم، لا يقعد بها بُخْلٌ ولا يُلهِيها أَمَلٌ، ولكن قد تَذِلُّ وتَفقِدُ كرامتَها حين تُعرِضُ النُّفوسُ عن الغايات النَّبيلةِ، وتَزِلُّ الأقدامُ وتضلُّ الأفهامُ حين يتلاشى التَّديُّن من مظاهر الحياة، فيَحِلُّ محلَّ عزَّةِ المؤمن ورجولَةِ المسلم صُوَرُ الحَسْنَاوَاتِ من النِّساء وعلائم وأعلام الكفَّار من المُغنِّين والرِّياضيِّين والفَنَّانِين وساء أولئكَ رفيقًا، وتختفي علومُ الإسلام ومعارفُ شَرِيعَتِه الغرَّاءِ لتَحُلَّ محلَّهَا الثَّقافَاتُ السَّخيفَةُ والمبادئُ الضَّالَّةُ والمَناهِجُ المُنحَرِفَةُ. ومظاهرُ عزَّةِ المُؤمِن كثيرةٌ، وحسبُه منها أن يُظهِرَها ويعتزَّ ويَفرَحَ بها، لا يَحبِسُهُ الحياءُ ولا يَمنَعُه الخوفُ عن إبدائها والمجاهرةِ بها حالاً وقالاً، دعوةً وتبليغًا، ومن أَهمِّ هذه المظاهِرِ وأَجلِّها أن يَسعَى المُؤمِنُ لتَعظِيمِ شعائر الله والعمل بأحكام الشَّرع، ففي ذلك إعزازٌ لدين الله، ومن أَعَزَّ دينَ الله أَعزَّهُ اللهُ، ومن أذَلَّ دينَه أذلَّهُ اللهُ، قال النَّبيُّ ﷺ:«لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلاَ يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ ولاَ وَبَرٍ إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ ذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللهُ بِهِ الإِسْلاَمَ وذُلاًّ يُذِلُّ بِهِ الكُفْرَ»(4). والمعنى أنَّ من قَبِلَ دينَ الله وعَمِل به وأَظْهَره كان عزًّا له يُعِزُّه به، ومن لمْ يَقْبَلْه وكَرِهَه وأعرَضَ عنه وخشِيَ أن يُعيَّرَ به كان ذُلاًّ له يُذِلُّه اللهُ به، إمَّا بسَبْيٍ أو قَتْلٍ أو دَفْعِ جِزيَةٍ، وكان تميمٌ الدَّاري رضي الله عنه ـ راوي الحديث ـ يقول: «قَدْ عرفتُ ذلك في أهل بيتي، لقد أصاب مَنْ أَسلَمَ منهم الخيرَ والشَّرَفَ والعِزَّ، ولقد أصابَ من كان منهم كافرًا الذُّلَّ والصَّغَارَ والجِزيَةَ»(5)، وقال رجلٌ للحسن: إنِّي أريدُ السِّنْدَ فأوْصِنِي، قال: أَعِزَّ أَمْرَ الله حَيثُمَا كُنْتَ يُعزَّكَ اللهُ، قال: فلقد كنتُ بالسِّنْدِ وما بها أحدٌ أَعزَّ منِّي»(6). ومن مظاهر العزَّةِ الجليَّةِ في دينِنا نَهْيُ المسلم من أن يَتشبَّهَ بالكفَّار على شَتَّى مِلَلِهم وأصنافِهم في عقائدهم أو عباداتِهم أو عاداتِهم أو في أنماط السُّلوكِ الَّتي هي من خصائصِهم، ذلك أنَّ التَّشبُّهَ بهم إنَّما هو تَعبِيرٌ ظَاهِرٌ عن مشاعر باطنةٍ تُخفِي بواعِثَ كامنةً وراء الأشكال الظَّاهرَةِ الأمر الَّذي يُؤدِّي بالمُتشبِّه إلى قبول كلِّ دخيلٍ والتَّنكُّر للأصيل والاستئناس بالأعداء ومَحبَّتِهم وتَبجِيلِهم، بل رُبَّما أدَّاه ذلك إلى ازدراء قَومِه واحْتِقَارِهم في سُلُوكِهم ولِبَاسِهم ومُستَحْسَنِ عاداتِهم، وكُلَّما كانت وجوهُ المُشابَهةِ أَكْثَرَ كان التَّأثُّر في الأخلاق والخلال أعظم، والقضاء على التَّمييز بين المؤمنين المَهديِّين وبين المغضوب عليهم والضَّالِّين أَسْرَعَ وأَنْكَى، ثمَّ إنَّ مُشابهَةَ المُسلِم للكافر في الغالب لا بدَّ أن تَجعَلَه في مقامِ الذَّليلِ الضَّعيف؛ إذ لا يُقلِّدُ إلاَّ المخذولُ الغبِيُّ، قال ابنُ خَلدُون في «مُقدِّمَتِه» (1/242): «ولذلك ترى المَغلُوبَ يَتشبَّهُ أبدًا بالغَالِبِ في مَلبَسِه ومَرْكَبِه وسِلاحِه في اتِّخاذِها وأَشكَالِها بل وفي سائر أحوالِه». لقد تناسى أو تَجاهَلَ كثيرٌ من المسلمين أنَّ عزَّ هذه الأمَّةِ ورفعةَ أهلِ الحقِّ والخيرِ فيها لن يَتِمَّ إلاَّ بالعَضِّ على هذا الدِّينِ والنَّهَلِ منه عقيدةً وشريعةً، صِدقًا وعدلاً، والنُّفرَةِ من مسالك الجاهلين والمُباينَةِ لسَبِيلِ المَارِقِين، والبُغضِ لأخلاق الكافرين، والَّذي يَستَصْغِرُ نَفسَه ويَستَعْظِمُ عدوَّه، لا يُفكِّرُ إلاَّ بعقله ولا يُبصِرُ إلاَّ بعَيْنَيْه يَفقِدُ لا محالةَ طَعْمَ العِزَّةِ، وهو أَضْعَفُ من أن يُحقِّقَ لأمَّتِه مَجْدًا أو يُحرِزَ لها ذِكرًا أو يَحفَظَ لها حقًّا أو يَرفَعَ لها رأسًا، ويكون أبعد ما بين المَشرِقِ والمغرب إذا كان يرى في التَّديُّن واتِّبَاعِ أحكام الشَّرع عَائِقًا ومانِعًا يحول دون لحوقِه برَكْبِ التَّقدُّمِ في العلوم والمعارف والصَّنائِعِ والعَيْشِ الكريم. إنَّ كلَّ ما يَسعَى لأجلِه المَرْءُ من إِحرَازِ المَناقِبِ وابتناء المكاسب لِيَعْلُوَ في دنياه ويرقى في مُنَاه، فهو من عطاء الله وفضلِه، وما عند الله لا يُنَالُ إلاَّ بطَاعَتِه وابْتِغَاءِ رِضَاه، يقولُ اللهُ تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا}[فاطر:10]. ورحم اللهُ عُمَرَ الفاروق ورضي عنه حين قال كلمتَه المأثورةَ الَّتي يَجِبُ على المسلمين المُبتَغِين للعزَّةِ أن يَجْعَلُوها شِعَارَ صلاحِهم وإصلاحِهم، ويَنْحِتُوها في ذَاكِرَةِ مَنْ يُربُّونَهم من الأجيال كنَحْتِ النَّقْشِ على الحَجَرِ، يُذكِّرُون بها أَنفُسَهم ويُرهِبون بها عَدُوَّ الله وعَدُوَّهُم: «إِنَّا كُنَّا أَذَلَّ قَوْمٍ فَأَعَزَّنَا اللهُ بالإِسْلاَمِ، فمَهْمَا نَطْلُبِ العِزَّةَ بغَيْرِ ما أَعَزَّنَا اللهُ بِهِ أذَلَّنَا اللهُ»(7)، فلا اعتزازَ إلاَّ بالإسلام، ولا انْتِمَاءَ إلاَّ للإسلام، ولا شَرَفَ إلاَّ في الإسلام. أبـي الإسـلامُ لا أبـا لـي سـِوَاهُ إذا افْـتَـخَــرُوا بـقَـيْـسٍ أو تَـمِـيـمِ ------------------------------ (1) «تاج العروس» (15 /219). (2) «إغاثة اللَّهفان» (2 /926). (3) «الآثار» (4/64). (4) رواه أحمد في «المسند» (16957). (5) رواه أحمد في «المسند» (16957). (6) حلية الأولياء (2 /152). (7) الحاكم في المستدرك (1 /61) وصححه، ووافقه الذهبي والألباني. الكلمة الشهرية لموقع راية الإصلاح : لا عزة إلا بالإسلام للشيخ عزدين رمضاني -حفظه الله-
آخر تعديل ابو اكرام فتحون 2016-02-12 في 13:52.
|
||||
2016-02-12, 09:17 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
|||
2016-02-12, 12:36 | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
اقتباس:
و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته
جزاك الله خيرا وبارك فيك و هو كذلك اخي الفاضل |
||||
2016-02-12, 13:30 | رقم المشاركة : 4 | |||
|
قال تعالى :ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعا هو السميع العليم |
|||
2016-02-12, 18:14 | رقم المشاركة : 5 | |||
|
|
|||
2016-02-12, 21:34 | رقم المشاركة : 6 | |||
|
جزاك الله خيرا أخي الفاضل على هذه المبادرة الطيبة النافعة بإذن الله سبحانه .
قال ابن القيم في مقدمة زاد المعاد والمقصود أن بحسب متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم تكون العزة والكفاية والنصرة كما أن بحسب متابعته تكون الهداية والفلاح والنجاح فاللهُ سبحانهُ علق سعادة الدارينِ في متابعته وجعل شقاوةِ الدارين في مخالفته فالأتباعه الهدى والأمن والفلاح والعزة والكفاية والنصرة والولاية والتأييد وطيب العيش في الدنيا والآخرة ولمخالفيه الذلة والصغار والخوف والضلال والخذلانُ والشقاء في الدنيا والآخرة . |
|||
2016-02-12, 21:39 | رقم المشاركة : 7 | |||
|
بارك الله فيك موضوع قيم |
|||
2016-02-12, 22:00 | رقم المشاركة : 8 | |||
|
النظرة المتشائمة قد جاء الإسلام يحمل بتوجيهاته المباركة ومقاصده العظيمة وغايته الحميدة الرفعةَ والعزةَ وحُسنَ العاقبة والربحَ في الدنيا والآخرة ، بل لا سبيل إلى نيل شيء من ذلك إلا بالإسلام ؛ فالإسلام هو دين الرفعة والعزة والكمال . والمسلم الذي حباه الله عز وجل بهذا الدين وشرح صدره له ، يحمل في قلبه من هذه العزة بحسب ما يحمله من هذا الدين ؛ فكلما زاد استمساكُه به ومحافظته عليه ورعايته لأحكامه وتوجيهاته زاد حظه من هذه العزة . ومما حاربه الإسلام وحذّر منه أشد التحذير : النظرة المتشائمة تجاه الأمور والوقائع والأحداث ، يقول صلى الله عليه وسلم : ((لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ )) قَالُوا : وَمَا الْفَأْلُ ؟ قَالَ : (( الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ )) [1] . والطيرة : هي التشاؤم بالطيور أو الأسماء أو الألفاظ أو البقاع أو غيرها ، فجاء الشارع بالتحذير منها وذمها وذم المتطيرين ، وكان يحب الفأل ويكره الطيرة ؛ لأن الفأل لا يخل بعقيدة الإنسان ولا بعقله ، وليس فيه تعليق للقلب بغير الله ، بل فيه من المصلحة إدخال النشاط والسرور على القلب ، وتقوية العزائم والهمم ، وشحذ النفوس للسعي في تحقيق المقاصد النافعة والغايات الحميدة ، بخلاف النظرة المتشائمة فإنها نظرة متعثرة تخلخل التفكير وتعوق القلب وتقطع النفس وتثبط الهمم وتجلب لصاحبها التواني والكسل ، فلا غرو أن يأتي الدين الحنيف بذم هذه النظرة القاتمة ومحاربة هذا التفكير المظلم . وتبلغ النظرة المتشائمة أوج فسادها وغاية انحطاطها ونهاية هلكتها عندما تكون متجهة لهذا الدين العظيم نفسه ؛ سواء للدين كله أو لبعض أحكامه وآدابه الكريمة ، ومن يرصد التاريخ ويتتبع أحوال الأمم يرى أن هذه النظرة المتشائمة ملتصقة بأعداء الرسل ، ويعظم حجمها فيهم بعظم عداوتهم للمرسلين ولما جاؤوا به ، وملتصقة كذلك بحق من في دينه رقة وفي إيمانه ضعف ووهن . ومن الأمثلة على هذا ما يلي : 1- ما حكاه الله عن قوم موسى مما كانوا عليه من تطير به وبمن معه ، يقول الله تعالى {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (130) فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الأعراف:130-131] أي أنهم حال الخصب والرخاء والرزق يقولون { لَنَا هَذِهِ } أي نحن مستحقون لها فلم يشكروا الله عليها ، وإذا أصابتهم السيئة وهي القحط والجدب ونقص الرزق تطيروا بموسى ومن معه ، أي يقولون : إنما جاءنا هذا بسبب مجيء موسى والدعوة التي يحملها وأتباعه الذين استمسكوا بدعوته ، فردَّ الله عليهم بقوله : { أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} ؛ أي أن ما يقع عليهم فإنما هو بقضاء الله وقدره وليس كما قالوا ، بل إن ذنوبهم وكفرهم هو السبب في ذلك . 2- ولما دعا صالح عليه السلام قومه إلى عبادة الله وحذّرهم من فعل السيئات ورغّبهم في الاستغفار لينالوا بذلك رحمة الله ؛ نظر إليه فريق منهم تلك النظرة المتشائمة ، يقول الله تعالى : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ (45) قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (46) قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ } [النمل:45-47] ، فزعموا – قبّحهم الله – أنهم لم يروا على وجه صالح عليه السلام خيراً ، وأنه هو ومن معه من المؤمنين صاروا سبباً لمنع مطالبهم الدنيوية ومقاصدهم وغاياتهم في هذه الحياة ، فردَّ عليهم نبي الله صالح هذه النظرة المتشائمة بقوله : { طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ } أي أن ما يصيبكم من مصائب وما يحلُّ بكم من نكبات فهو بقضاء الله وقدره ، وسببه ذنوبكم وإعراضكم عن دينه الحنيف الذي لا يجلب لأهله إلا الخير والمسرَّة في الدنيا والآخرة . 3- وهكذا إجابة قوم ياسين رسلهم بهذه النظرة المتشائمة عندما دعوهم إلى هذا الدين العظيم ، يقول الله تعالى : { وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (15) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (17) قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ } [يس:13-19] فقابلوا نصح هؤلاء المرسلين وحُسن دلالتهم إلى الخير بهذه النظرة المتشائمة فقالوا: { إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ } أي : لم نرَ في قدومكم علينا واتصالكم بنا إلا الشر ؛ وهذا من أعظم القلب للحقائق ، إذ كيف يجعل من قدِم عليهم بأجلِّ النعم وأعظم الخير على هذا الوصف : لم يزد مجيئه حالهم إلا شراً!! بل لم يكتفوا بذلك فأخذوا يتوعَّدون رسلهم بالرجم وإيقاع أشد العقوبات بهم فقالوا : { لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ } ؛ فردَّ عليهم رسلهم عليهم السلام نظرتهم المتشائمة هذه بقولهم : {طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ } أي : أن ما معكم من الشرك والشر هو المقتضي لوقوع تلك المكاره والنقم وزوال المحبوبات والنعم . وقولهم : { أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ } أي : هل بسبب تذكيرنا لكم بما فيه صلاحكم وحظكم وسعادتكم قلتم ما قلتم ؟ { بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ } أي متعدُّون متجاوزون للحد . 4- وهكذا ما أخبر الله عن حال من قابلوا النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته بهذه النظرة المتشائمة ، قال الله تعالى : {وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78) مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا } [النساء:78-79] أي : أن هؤلاء المعرضين عما جاء به حالهم ؛ أنهم إذا جاءتهم حسنة – أي خصب أو كثرة مال أو توفر أولاد وصحة – قالوا : { هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ } ، بينما إذا أصابتهم سيئة – أي جدب أو فقر أو مرض أو موت أولاد أو فقْد أحباب – قالوا : { هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ } أي بسبب ما جئتنا به يا محمد ؛ فتطيَّر هؤلاء برسول الله صلى الله عليه وسلم ونظروا إليه وإلى ما جاء به تلك النظرة المتشائمة كما هو الشأن في أمثالهم من أهل الشرك والضلال ، فلما تشابهت قلوب هؤلاء بالكفر والصدود والإعراض ، تشابهت أقوالهم وأفعالهم وتوافقت عقولهم وآراؤهم . وهكذا يلتقي في التشابه مع هؤلاء كلُّ من نسَب حصول الشر أو زوال الخير لما جاءت به الرسل أو لبعضه ، ويلحق من كان كذلك من الذَّمِّ ما لحق أولئك بحسب ما قام فيه من نظرة متشائمة تجاه المرسلين ، أو تجاه ما دعوا إليه من الإيمان والهدى والخير العظيم . ثم إن هذه النظرة المتشائمة تدل على خفة في العقل ورداءة في التفكير وضحالة في الفهم ، ولهذا ختم الله عز وجل هذا السياق الكريم المبارك بقوله : { فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا } أي : ما لهؤلاء الذين حصلت منهم تلك النظرة المتشائمة والمقالة الآثمة { لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا } أي : لا يفهمون حديثاً بالكلية ولا يقربون من فهمه ، أو لا يفهمون منه إلا فهما ضعيفا ؛ وفي هذا ذم لهم وتوبيخ وتقريع لعدم فهمهم وفقههم عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم ، وفي ضمن هذا مدح للمؤمنين الذين يفقهون عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم ، ويتلقَّون جميع ما جاء في الكتاب والسنة بالرضى والقبول ، دون تخوف أو انتقاد . ومن فقِهَ دينَ الله حقاً علِم أن الخير والشر والحسنات والسيئات كلها بقضاء الله وقدره ، وأن الرسل عليهم السلام لا يأتون بشيء يترتب عليه ضرر أو شر على الناس ، ولا يمكن أن يكون فيما جاءوا به شيء من ذلك ، وحاشا أن يكون ؛ لأنهم قد بُعِثوا بصلاح الدين والدنيا والآخرة ، وفي الحديث : (( إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ ، وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ )) [2] فهم عليهم السلام هداة الخلق ودعاة الحق ومنارات الخير ؛ بل لا خير إلا من طريقهم ، ولا شر إلا بمفارقة ما جاءوا به . هذا وإن من عجيب أمر المتفلتين على الشريعة المنحلِّين عن الدين في كل زمان ومكان ، أنهم لا يمتلكون شيئاً يقاومون به ما لا يروق لهم مما جاءت به الأنبياء إلا مدافعته بهذه النظرة المتشائمة ، فتأتي عبارات هؤلاء المنبثقة من هذه النظرة شاهدة على إفلاس هؤلاء ووهاء حجَّتهم ؛ كمن يقول عن شيء من أوامر الدين : إنها سبب للرجعية أو التخلف ، أو أنها تعيق الإنسان في هذه الحياة ، أو أنها تجلب المشاكل للناس وتكون سبباً لحلول الشرور بهم ، إلى غير ذلك من المقالات الآثمة والكلمات الجائرة التي تنبئ عن عدم دراية هؤلاء بشأن هذا الدين وعظم آثاره الحميدة وعواقبه المباركة على أهله في الدنيا والآخرة ، ومن عوفي فليحمد الله ، وليسأل ربه الثبات على هذا الدين القويم والصراط المستقيم . ******** ________________ [1] رواه البخاري (5776) ، ومسلم (2224) عن أنس بن مالك رضي الله عنه . [2] رواه ومسلم (1844) عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما . موقع الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله |
|||
2016-02-12, 22:14 | رقم المشاركة : 9 | |||
|
لا اعتزاز إلا بالإسلام
قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: نحن أمة أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله. فلا اعتزاز إلا بالإسلام ولا انتماء إلا إلى الإسلام. قال أبو بكرة رضي الله عنه: أبي الإسلام لا أب لي سواه * * * إذا افتخروا بقيس أو تميم فالانتماء والاعتزاز بغير الإسلام من أمور الجاهلية. لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم من يقول: يا للأنصار ومن يقول: يا للمهاجرين قال صلى الله عليه وسلم: "أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم". وقال: "دعوها فإنها منتنة". فالاعتزاز بالقبيلة أو بالقومية أو بالعروبة أو بالإنسانية اعتزاز وانتماء بأمور الجاهلية ولما ظهر قبل فترة قريبة من يدعوا إلى القومية العربية أنكر عليه العلماء أشد الإنكار ورد عليهم الشيخ عبدالعزيز بن باز برد مطول قوي سماه: نقد القومية العربية. وهو مطبوع ومتداول. وذلك لأن الإسلام دين الرحمة (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) ودين البشرية: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً) والإنسانية بدون دين الإسلام لا تغني شيئا فقبل الإسلام كانت الإنسانية في وحشية وخصام وقتال ونهب وسلب وتناحر: (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً) فكل رحمة وكل إحسان إلى الناس فذلك في دين الإسلام: (لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) حتى البهائم عند ذبحها ومن يستحون القتل من بني آدم أمر الإسلام بالإحسان إليهم عن الذبح والقتل قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته"، وغفر الله لبغي سقت كلباً وعذب امرأة حبست هرة حتى ماتت. إن الإنسانية وحدها بدون الإسلام لا تغني شيئا ولا تجلب خيرا ولا تدفع ضرا وما سفكت الدماء ولا استبيحت الأعراض ولا استحلت الأموال إلا من بني الإنسانية ولا حفظت هذه الحرمات إلا بالإسلام وإننا نسمع في هذا الوقت من يعتز بالإنسانية وينسب إليها كل إحسان ومعروف ناسياً أو متناسياً أو قاصداً جحود فضل الإسلام. والله سبحانه قال: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَأً) ولم يقل: وما كان لإنسان إن يقتل إنساناً وما خالف الإسلام فهو من أمور الجاهلية التي أمرنا بتركها والاعتزاز بديننا والانتماء إليه وإظهار فضله والدعوة إليه. وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح والإصلاح للإسلام والمسلمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد. كتبه: صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء |
|||
2016-02-12, 22:22 | رقم المشاركة : 10 | |||
|
[أسئلة لابد لها من جواب !] ✍ «عباد الله ماذا لو تصورنا اليوم حال المسلمين تصورا صحيحا، وحكمنا حكما عدلا مُبيّنا ومبنيا على العقل بعيدا عن تيارات العاطفة لوجدنا في المسلمين اليوم وفي العرب ما هو من أكبر أسباب الخذلان والهزيمة. – أليس في بلاد المسلمين اليوم ومن ينتسب إلى الإسلام من لا يؤمن بالله واليوم الآخر ؟ – أليس ممن يعيش بين المسلمين اليوم من يدعوا إلى الفكر الليبرالي الإلحادي المعادي للأخلاق والعقيدة ؟ – أليس في بلاد المسلمين من يشرك بالله ويعبد القبور ويدعوا الأولياء والمخلوقين ويتقرب إلى السحرة والمشعوذين والسحرة ؟ – أليس في المسلمين اليوم من يمجّد البدع وتعظيم القبور والأولياء ؟ – أليس في المسلمين اليوم من هجر المساجد ولا يقيم للصلاة وزناً ولا يؤتي الزكاة ولا يصوم رمضان ولا يحج بيت الله الحرام ؟ – أليس في المسلمين اليوم ومن يقود المسلمين اليوم من يحكّم الأنظمة الغربية ولا يحكّم سنة الله وسنة رسوله بل يرى أن هذا الزمن لا يصلح له حكم الشريعة الإسلامية ويرى أن الإصلاح في الديمقراطية والحكم المدني ؟ – أليس من أبناء المسلمين اليوم من يدعوا للتبرج وأختلاط النساء بالرجال ؟ – أليس في المسلمين اليوم من يسخّر ماله للفساد ولإنشاء قنوات الفساد والرذيلة ؟ – أليس في المسلمين اليوم من يدعو إلى الحرية المنفلتة من الأخلاق والآداب ؟ – أليس في المسلمين اليوم من يطالب زعموا بحرية المرأة ليخرجوها من العفة والفضيلة إلى الخروج إلى السفور والتمتع بها ؟ – أليس في بلاد المسلمين تباع الخمور في أسواقهم علناً ويسمح لها ويعطى لها التراخيص وتشرب علناً ؟ – أليس في المسلمين اليوم من لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر ويعدّون ذلك تدخلاً في الشؤون الخاصة ؟ وتركوا قول الله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران:110] . – أليس في المسلمين اليوم من لا يقيم حدود الله التي أوجبها الله تعالى في الجرائم والذنوب ؟ إلى غير ذلك كثير وكثير مما لا يحصى ولا يعد من أمراض الشبهات والشهوات…» ✍ «فيا أيها المسلمون ! إن الطمع في النصر بدون وجود أسبابه طمع في غير محله، والنصر للمسلمين جعله الله مقرونا بتوحيده وطاعته وباتباع نبيه (صلى الله عليه وسلم) وبتحقيق الإخلاص لله تعالى، قال ربنا سبحانه وتعالى: {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ} أي: يا أهل المسلمين، يا أهل الإسلام، يا أهل الإيمان، يا أهل التوحيد… {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا} أي: كفروا بالله أو من المسلمين من كفر النعمة وعصى {فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ۞ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد:8-9] . – كم من المسلمين اليوم كرهوا شريعته ؟ – كم من المسلمين اليوم كرهوا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ؟ – كم من المسلمين اليوم كرهوا التوحيد والدعوة إليه وذلك سبّب إحباط أعمالهم وتسلط أعدائهم عليهم.» فوائد منتقاة من خطبة “أسباب تسلط الرافضة و العلويين على أهل السنة…” للشيخ عبد الله الظفيري |
|||
2016-02-12, 23:12 | رقم المشاركة : 11 | |||
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
|||
2016-02-13, 02:42 | رقم المشاركة : 12 | |||
|
بسم الله.الرحمن.الرحيم الحمد لله.رب.العالمين والصلاة والسلام على أشرف.الأنبياء والمرسلين وبعد: السلام.عليكم و رحمة.الله و بركاته جزاك.الله. خيرا.على الموضوع القيم.و بارك .الله. فيك "لا تحصل العزة للمؤمنين والنصر على الأعداء والتمكين في الأرض إلا بطاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، والعمل بالإسلام والإيمان ظاهراً وباطناً ، وقد جاء في القرآن والسنة وعن السلف الصالح من الآثار ما فيه عظة وادِّكار ، قال الله تعالى : (بَشِّرْ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمْ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا) النساء/138، 139 وقال سبحانه : (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) الحج/40 ، 41 ، وقال جل وعلا : (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) النور/55 ، وقال جل جلاله : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) محمد/7 ، إلى غيرها من الآيات الكريمات التي بينت ووضحت : أن تمكين المؤمنين وعزهم في هذه الحياة مشروط بقيامهم بما أوجب الله عليهم ، من توحيده وتعظيمه وإجلاله ، والعمل بكتابه واتباع سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، ومحبة أولياء الله المؤمنين ، وبغض أعدائه من المنافقين والكافرين ، ومجاهدتهم ؛ لتكون كلمة الله هي العليا ، وكلمة الذين كفروا هي السفلى ، وغير ذلك من لوازم الإيمان . وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر أنه قال : ( بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له ، وجعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم ) أخرجه الإمام أحمد وأبو داود ، فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن كل من خالف أمره فله نصيب من الذلة والصغار بحسب مخالفته ومعصيته ، قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى في شرحه لهذا الحديث : "ومن أعظم ما حصل به الذل من مخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم : ترك ما كان عليه من جهاد أعداء الله ، فمن سلك سبيل رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجهاد عَزَّ ، ومن ترك الجهاد مع قدرته عليه ذَلَّ ، وقد سبق حديث : ( إذا تبايعتم بالعينة ، واتبعتم أذناب البقر ، وتركتم الجهاد في سبيل الله ـ سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه من رقابكم حتى تراجعوا دينكم ) . فمن ترك ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الجهاد مع قدرته واشتغل عنه بتحصيل الدنيا من وجوهها المباحة –حصل له الذل ، فكيف إذا اشتغل عن الجهاد بجمع الدنيا من وجوهها المحرمة ؟" انتهى كلامه رحمه الله . ولقد عرف السلف الصالح من الصحابة ، ومن بعدهم هذه الحقيقة ، وهي : أن العزة في التمسك بالإسلام ، واتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، والاجتهاد في طاعة الله ورسوله ، والحذر من معصية الله ورسوله ، فصدرت منهم كلمات ، منها : ما ثبت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة من دونه أذلنا الله) ، وثبت عن أبي الدرداء رضي الله عنه ، أنه لما فتح المسلمون قبرص وبكى أهلها وأظهروا من الحزن والذل ما أظهروا ، جلس أبو الدرداء رضي الله عنه يبكي ، فقال له جبير بن نفير : يا أبا الدرداء ، ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله ؟ فقال رضي الله عنه : (ويحك يا جبير ، ما أهون الخلق على الله عز وجل إذا أضاعوا أمره ، بينما هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى) . والحاصل : أن على كل مسلم مسئولية تحقيق العزة للمؤمنين بحسب قدرته ، واستطاعته فيكون بنفسه قائماً بأمر الله تعالى ، عاملاً بالإسلام والإيمان ، ظاهراً وباطناً ناصحاً لإخوانه المسلمين ، آمراً بالمعروف ، ناهياً عن المنكر ، حتى تصلح أحوال المسلمين ، أو يلقى الله على تلك الحال ، وقد اتقاه حسب وسعه والله المستعان" انتهى . "فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" (26/46) . و السلام.عليكم و رحمة.الله و بركاته |
|||
2016-02-13, 14:55 | رقم المشاركة : 13 | |||
|
|
|||
2016-02-13, 17:48 | رقم المشاركة : 14 | |||
|
ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد |
|||
2016-02-13, 22:12 | رقم المشاركة : 15 | |||
|
^جزاكم الله كل خيراا |
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc