مؤلفات العلامة شيخ الاسلام ابن دقيق العيد - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مؤلفات العلامة شيخ الاسلام ابن دقيق العيد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-09-24, 18:15   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي مؤلفات العلامة شيخ الاسلام ابن دقيق العيد

ترجمة عن مجدد القرن السابع الهجري الامام العلامة شيخ الاسلام ابن دقيق العيد (625 - 702 هـ)

عده الامام شمس الدين الذهبي مجدد الاسلام على رأس المئة السابعة للهجرة .
فقال في كتابه سير اعلام النبلاء 14/203 :
وقد كان على رأس الاربع مئة الشيخ أبو حامد الاسفراييني، وعلى رأس الخمس مئة أبو حامد الغزالي، وعلى رأس الست مئة الحافظ عبد الغني، وعلى رأس السبع مئة شيخنا أبو الفتح ابن دقيق العيد.

مولده ونشأته

هو الامام محمد بن علي بن وهب بن مطيع بن أبي الطاعة القشيري القوصي، أبو الفتح تقي الدين، ابن دقيق العيد
ولد يوم السبت 15 شعبان سنة خمس وعشرين وستمائة، في البحر الأحمر عند ساحل ينبع، حيث كان والده مجد الدين القشيري القوصي متوجهاً إلى الحج. قال ابن حجر : ولد بطريق مكة فِي المحرم سنة خمس وعشرين وستمائة، ويقال إن والده طاف بِهِ عَلَى يديه ودعا لَهُ بالعِلم والعمل.[1] قال عنه أبو الفتح بن سيد الناس اليعمري الحافظ: »لم أرَ مثله فيمن رأيت، ولا حملت عن أجلّ منه فيما رأيتُ ورويتُ، وكان للعلوم جامعاً، وفي فنونها بارعاً، مقدماً في معرفة علل الحديث على أقرانه، منفرداً بهذا الفن النفيس في زمانه، بصيراً بذلك شديد النظر في تلك المسالك.. وكان حسن الاستنباط للأحكام والمعاني من السنة والكتاب، مبرزاً في العلوم النقلية والعقلية.[2] نشأ في صمت وانشغال بالعلم. ذكر الأدفوي في الطالع السعيد: ((حكت زوجة أبيه، بنت التيفاشي، قالت: بنى عليّ والده، والشيخ تقي الدين ابن عشر سنين، فرأيته ومعه هاون وهو يغسله مرات زمناً طويلاً، فقلت لأبيه: ماهذا الصغير يفعل؟ فقتل له: يا محمد أي شيء تعمل؟ فقال: أريد أن أركّب حبراً، وأنا أغسل هذا الهاون)).
حفظ القرآن، وسمع الحديث من والده الشيخ مجد الدين القشيري، وأبي الحسن بن هبة الله الشافعي، والحافظ المنذري، وأبي الحسن النعال البغدادي، وأبي العباس بن نعمة المقدسي، وقاضي القضاة أبي الفضل يحيى بن محمد القرشي، وأبي المعالي أحمد بن المطهر، والحافظ أبي الحسين العطار وخلائق غيرهم.
و أخذ مذهبي مالك والشافعي، وأخذ العربية على ابن أبي الفضل المرسي.

تلاميذ ه :

تتلمذ عليه خلق كثير، على رأسهم قاضي القضاة شمس الدين ابن جميل التونسي، وقاضي القضاة شمس الدين بن حيدرة، والعلامة أثير الدين أبو حيان الغرناطي، وعلاء لدين القونوي، وشمس الدين بن عدلان، وفتح الدين اليعمري، شرف الدين الإخميمي وغيرهم الكثير.
درّس بالمدرسة الفاضلية، والمدرسة المجاورة لضريح الشافعي، والمدرسة الكاملية، والصالحية، ودرس بدار الحديث بقوص. بينما كان العالِم الفقيه علي بن وهب المعروف بمجد الدين القشيري يأخذ طريقه لأداء فريضة الحج في يوم السبت الخامس والعشرين من شهر شعبان سنة 625 هـ على ظهر إحدى السفن وبصحبته زوجته كريمة الشيخ الزاهد الورع مفرح الدماميني أحد كبار متعبدة الصعيد في القرن السابع الهجري، وذلك عن طريق البحر الأحمر الذي كانوا يسمونه في العصر الإسلامي ببحر القلزم، وما أن قاربت السفينة ساحل الينبع حتى حمل البشير إليه نبأ أدخل السرور والبشر على قلبه، وهو أن زوجته قد وضعت غلاماً، فرفع العالِم الفقيه مجد الدين القشيري يده إلى السماء شاكراً حامداً نعمة الله عليه سبحانه وتعالى على هذه المنة العظيمة. ولما قدم مكة حمل رضيعه المبارك بين يديه وطاف به البيت وهو يدعو الله سائلاً أن يجعله عالماً، وقد استجاب الله لدعائه، ووصل الفتى بجدّه وذكائه ومثابرته في الدرس وتحصيل العلوم إلى مرتبة قاضي قضاة المسلمين في العصر المملوكي.
وقد كان يدعى محمد بن عبد الله بن وهب، إلا أن اللقب الذي غلب عليه هو ابن دقيق العيد، وهو لقب جده الأعلى الذي كان ذا صيت بعيد، ومكانة مرموقة بين أهل الصعيد، وقد لقب كذلك لأن هذا الجد كان يضع على رأسه يوم العيد طيلساناً أبيضاً شديد البياض، فشبهه العامة من أبناء الصعيد لبياضه الشديد هذا بدقيق العيد

نشأ ابن دقيق العيد في مدينة قوص التي كانت تشتهر في ذلك الوقت بمدارسها العديدة ونهضتها الثقافية الواسعة، تحت رعاية والده مجد الدين القشيري الذي تخرج على يديه الآلاف من أبناء الصعيد، كما يشير إلى ذلك الأدفوي في »طالعه السعيد« في تراجم متفرقة.

وقد عاش شبابه تقياً نقياً ورعاً طاهر الظاهر والباطن، يتحرى الطهارة في كل أمر من أمور دينه ودنياه، فحفظ القرآن الكريم حفظاً تاماً، وتفقه على مذهب الإمام مالك على يد أبيه، ثم رجع وتفقه على مذهب الإمام الشافعي على يد تلميذ أبيه البهاء القفطي، كما درس النحو وعلوم اللغة على يد الشيخ محمد أبي الفضل المرسي، وشمس الدين محمود الأصفهاني، ثم ارتحل إلى القاهرة التي كانت في ذلك الوقت مركز إشعاع فكري وثقافي يفوق كل وصف، تكتظ بالعلماء والفقهاء في كل علم وفن، فانتهز ابن دقيق العيد هذه النهضة العلمية الواسعة التي شهدتها القاهرة في ذلك الوقت، والتف حول العديد من العلماء، وأخذ على أيديهم في كل علم وفن في نهم بالغ، ولازم سلطان العلماء الشيخ عز الدين بن عبد السلام حتى وفاته، وأخذ على يديه الأصول وفقه الإمام الشافعي، وسمع الحافظ عبد العظيم المنذري، وعبد الرحمن البغدادي البقال، ثم سافر بعد ذلك إلى دمشق وسمع بها من الشيخ أحمد عبد الدايم وغيره، ثم اتجه إلى الحجاز ومنه إلى الإسكندرية فحضر مجالس الشيوخ فيهما، وتفقه.. وبلغ غايته في شتى أنواع العلوم والمعرفة الإسلامية، وقد جمع بين فقهي الإمامين مالك والشافعي، ومكث بالقاهرة فترة يسيرة، اتجه على أثرها إلى مسقط رأسه قوص، حيث تقلد منصب التدريس بالمدرسة النجيبية، وهي إحدى المدارس الشهيرة في قوص، وهو لم يتجاوز السابعة والثلاثين من عمره، فالتف حوله المريدون يأخذون على يديه في مختلف الفنون والمعرفة الإسلامية. وقد عرف بغزارة علمه وسعة أفقه، فذاع صيته بين الناس حتى إن والي قوص أسند إليه منصب القضاء على مذهب الإمام مالك. ثم اتجه بعد ذلك إلى القاهرة، وقام فيها بالتدريس بالمدرسة الفاضلية، والكاملية، والصالحية، والناصرية، وكان ثقة في كل ما يقول أو يشرح حتى بلغ في النفوس مكانة سامية مرموقة.
وقد وصفه كثير من المؤرخين وكتّاب التراجم والطبقات كالسبكي وابن فضل الله العمري والأدفوي وغيرهم: بأنه لم يزل حافظاً للسانه، مقبلاً على شأنه.. وقف نفسه على العلوم وقصدها، فأوقاته كلها معمورة بالدرس والمطالعة أو التحصيل والإملاء.

مؤلفاته

من أشهر مؤلفاته :

الإلمام الجامع أحاديث الأحكام، في عشرين مجلداً، وهو من أعظم ما صُنف في مجاله.
شرح كتاب التبريزي في الفقه.
شرح مقدمة المطرزي في أصول الفقه.
الاقتراح في علوم الاصطلاح.
اقتناص السوانح.
شرح مختصر ابن الحاجب.
ديوان شعر.

و قد كان ذا عزيمة عظيمة في التأليف.
ذكر الأدفوي في الطالع: ((أخبرنا قاضي القضاة نجم الدين أحمد القمولي، أنه أعطاه دراهم وأمره أن يشتري بها ورقاً ويجلده أبيض، قال: فاشتريت خمسة وعشرين كراساً، وجلدتها وأحضرتها إليه، وصنف تصنيفاً وقال إنه لا يظهر في حياته)).

قالوا عنه :

قال ابن سيد الناس: ((لم أر مثله في من رأيت، ولا حملت عن أجل منه فيمن رأيت ورويت، وكان للعلوم جامعاً، وفي فنونها بارعا مقدماً في معرفة علل الحديث على أقرانه، منفرداً بهذا الفنن النفيس في زمانه)).
وقال الأدفوي: ((التقي ذاتاً ونعتا، والسالك الطريق التي لا عوج فيها ولا أمتا، والمحرز من صفات الفضل فنوناً مختلفة وأنواعاً شتى، والمتحلي بالحالتين الحسنيين صمتا وسمتا، إن عرضت الشبهات أذهب جوهر ذهنه ما عرض، أو اعترضت المشكلات أصاب شاكلتها بسهم فهمه فأصاب الغرض)).
من عزة نفسه[عدل]
لما عزل نفسه من القضاء، ثم طُلب ليولى، قام له السلطان المنصور لاجين لما أقبل، فأبطأ المشي، فجعلوا يقولون له: السلطان واقف، فيقول: أديني أمشي، وجلس معه على الجوخ حتى لا يجلس دونه، وقبل السلطانُ يده فقال له: تنتفع بهذا.

من نظمه رحمه الله :

قد جرحتنا يد أيامنا.:. وليس غير الله من آسي
فلا تُرجّ الخلق في حاجة.:. ليسوا بأهل لسوى الياس
ولا تزد شكوى إليهم فلا.:. معنى لشكواك إلى قاسي
فإن تخالط منهمُ معشراً.:. هويت في الدين على الراس
يأكل بعضٌ لحم بعض ولا.:. يحسب في الغيبة من باس
لا ورعٌ في الدين يحميهمُ.:. عنها ولا حشمة جلاس
لا يعدم الآتي إلى بابهم.:. من ذلة الكلب سوى الخاسي
فاهرب من الناس إلى ربهم.:. لا خير في الخلطة بالناس
وله:
يهيم قلبي طرباً عندما.:. أستلمح البرق الحجازيا
و يستخف الوجد قلبي وقد.:. أصبح لي حسن الحجى زيا
يا هل أقضّي حاجتى من مِنى.:. وأنحر البزل المهاريا
و أرتوي من زمزمٍ فهو لي.:. ألذ من ريق المها ريا.

وفاته :

توفي يوم الجمعة حادي عشر صفر سنة 702 هـ، ودفن السبت بسفح المقطم شرق القاهرة، وكان يوماً مشهوداً. لقد ترك ابن دقيق العيد الكثير من المؤلفات في الحديث وعلوم الفقه، ما زالت تعتز بها المكتبة العربية حتى يومنا هذا. من هذه المؤلفات: كتاب الإلمام الجامع لأحاديث الأحكام، الإلمام في الأحكام في عشرين مجلداً، وشرح لكتاب التبريزي في الفقه، وفقه التبريزي في أصوله. كما شرح مختصر ابن الحاجب في الفقه، ووضع في علوم الحديث كتاب الاقتراح في معرفة الاصطلاح. وله تصانيف في أصول الدين. كما كان ابن دقيق العيد، بجانب امتيازه في التدريس والفقه والتأليف، خطيباً بارعاً، وله ديوان شعر ونثر لا يخرج عن طريقة أهل عصره الذين عرفوا بالسجع والمحسنات البديعة.








 


آخر تعديل احمد الطيباوي 2014-09-24 في 19:01.
رد مع اقتباس
قديم 2014-09-24, 18:16   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

تَرْجَمَةُ ابْنِ دَقِيقٍ العِيد للإمَامِ للشَّوْكَانِيِّ
من كتاب"البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع"

رقم [489] ص (782-785)
دار ابن كثير للطباعة والنشر
الطبعة الأولى
من هو ابن دقيق العيد؟
قال الشوكاني رحمه الله: (محمد بن على بن وهب بن مطيع بن أبى الطاعة تقى الدين القشيرى المنفلوطى الأصل المصرى القوصى المنشأ المالكى ثم الشافعى نزيل القاهرة المعروف بابن دقيق العيد الإمام الكبير صاحب التصانيف المشهورة ..)
تاريخ ومكان مولده
قال رحمه الله: ( ولد في شعبان سنة 625 خمس وعشرين وستمائة بناحية ينبع في البحر..)

رحلته ومشايخه
(وسمع بمصر من جماعة ورحل إلى دمشق فسمع من أحمد بن عبد الدائم والزين خالد وغيرهما وأخذ أيضا عن الرشيد العطار والزكى والمنذرى وابن عبد السلام وتبحر في جميع العلوم الشرعية وفاق الأقران.

مصنفات ابن دقيق العيد ورأي الشوكاني فيها
قال: (وصنف التصانيف الفائقة فمنها الإلمام في أحاديث الأحكام وشرع في شرحه فخرج منه أحاديث يسيرة في مجلدين أتى فيها كما قال الحافظ بن حجر بالعجائب الدالة على سعة دائرته في العلوم خصوصا في الاستنباط وجمع كتاب الإمام في عشرين مجلدا قال ابن حجر عدم أكثره بعده، وصنف الاقتراح في علوم الحديث ومن مصنفاته شرح العمدة المشهور، وشرح مقدمة المطرزى في أصول الفقه وشرح بعض مختصر ابن الحاجب في الفقه..)

الشوكاني ينقل رأي الذهبي وغيره من النقاد والحفاظ في ابن دقيق العيد ومصنفاته
قال: ( قال الذهبى كان إماما متفننا مدققا أصوليا مدركا أديبا نحويا ذكيا غواصا على المعانى وافر العقل كثير السكينة تام الورع مديم السنن مكبا على المطالعة والجمع سمحا جوادا ذكى النفس نزر الكلام عديم الدعوى له اليد الطولى في الفروع والأصول بصيرا بعلم المنقول والمعقول، وغلب عليه الوسواس في المياه والنجاسة وله في ذلك أخبار قال واشتهر اسمه في حياة مشايخه وشاع ذكره وتخرج به أئمة وكان لا يسلك المراء في بحثه بل يتكلم بكلمات يسيرة ولا يراجع حتى حكى عنه أنه قال لكاتب الشمال سنين لم يكتب على شيئا.
وقال قطب الدين الحلبى كان ممن فاق بالعلم والزهد عارفا بالمذهبين إماما في الأصلين حافظا في الحديث وعلومه يضرب به المثل في ذلك وكان آية في الاتقان والتحرى شديد الخوف دائم الذكر لا ينام من الليل إلا قليلا يقطعه مطالعة وذكرا وتهجدا وكانت أوقاته كلها معمورة وكان شفوقا على المشتغلين وكثير البر لهم قال أتيته بجزء سمعه من ابن رواح والطبقة بخطه فقال حتى أنظر فيه ثم عدت إليه فقال هو خطى لكن ما أحقق سماعه ولا أذكره ولم يحدث به وكذلك لم يحدث عن ابن المنير مع صحة سماعه منه قال الذهبى بلغنى أن السلطان لاجين لما طلع إليه الشيخ قام له وخطا من مرتبته وقال البرزالى مجمع على غزارة علمه وجودة ذهنه وتفننه في العلوم واشتغاله بنفسه وقلة مخالطته مع الدين المتين والعقل الرصين قرأ مذهب مالك ثم مذهب الشافعى ودرس فيهما وهو خبير بصناعة الحديث عالم بالأسماء والمتون واللغات والرجال وله اليد الطولى في الأصلين والعربية والأدب نشأ بقوص وتردد إلى القاهرة وكان شيخ البلاد وعالم العصر في آخر عمره ويذكر أنه من ذرية بهر بن حكيم القشيرى وكان لا يجيز إلا بما يحدث به.


وقال ابن الزملكانى امام الأئمة في فنه وعلامة العلماء في عصره بل ولم يكن من قبله سنين مثله في العلم والدين والزهد والورع تفرد في علوم كثيرة وكان يعرف التفسير والحديث ويحقق المذهبين تحقيقا عظيما ويعرف الأصلين والنحو واللغة وإليه المنتهى في التحقيق والتدقيق والغوص على المعانى أقر له الموافق والمخالف وعظمته الملوك وكان السلطان لاجين ينزل عن سريره ويقبل يده.

قال ابن سيد الناس: لم أر مثله في من رأيت ولا حملت عن أجل منه فيمن رويت وكان للعلوم جامعا وفي فنونها بارعا ولم يزل حافظا للسانه مقبلا على شأنه ولو شاء العاد أن يحصر كلماته لحصرها وله تخلق وبكرامات الصالحين تحقق وعلامات العارفين تعلق وله في الأدب باع وساع وكرم طباع وحسن انطباع حتى لقد كان الشهاب محمود يقول لم تر عينى آدب منه ولو لم يدخل في القضاء لكان ثورى زمانه وأوزعي أوانه انتهى كلام ابن سيد الناس..

توليه للقضاء


قال الشوكاني"قال البرزالى وفي يوم السبت الثامن عشر من جمادى الأولى سنة 695 ولى القضاء بالديار المصرية قال ابن حجر واستمر فيه إلى أن مات في صفر سنة 702 اثنتين وسبعمائة..)

أربعين سنة لا ينام الليل إلا بعد الصبح

(قال الصاحب شمس الدين سمعت الشيخ الإمام شهاب الدين أحمد بن إدريس القرافى المالكى يقول أقام الشيخ تقى الدين أربعين سنة لا ينام الليل الا أنه إذا كان صلى الصبح اضطجع على جنبه إلى حين يضحى النهار قال زكى الدين عبد العظيم بن أبى الأصبغ صاحب البديع ذكرت للشيخ تقى الدين بن دقيق العيد وجوه المبالغة في قوله تعالى ( أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب ) الآية وهى عشرة ولم أذكر له مفصلا وغبت عنه قليلا ثم اجتمعت به فذكر لى أنه استنبط منها أربعة وعشرين وجها من المبالغة فسألته أن يكتبها لى فكتبها بخطه وسمعتها منه بقراءته واعترفت له بالفضل في ذلك انتهى. وقد عاش تقى الدين بعد ابن الأصبغ زيادة على أربعين سنة قال ابن حجر قرأت بخط محمد بن عبد الرحيم العثمانى قاضى صفد أخبرنى الأمير سيف الدين الحسامى قال خرجت يوما إلى الصحراء فوجدت ابن دقيق العيد واقفا في الجبانة يقرأ ويدعو ويبكى فسألته فقال صاحب هذا القبر كان من أصحابى وكان يقرأ على فمات فرأيته البارحة فسألته عن حاله فقال لما وضعتمونى في القبر جاءنى كلب انقط كالسبع وجعل يروعنى فارتعت فجاء شخص لطيف في هيئة حسنة فطرده وجلس عندى يؤنسنى فقلت من أنت فقال أنا ثواب قراءتك الكهف يوم الجمعة انتهى وله اشعار حسنة محكمة قوية المعاني جيدة المبانى قد أورد منها جملة نافعة من ترجمه من الأدباء وغيرهم وبالجملة فقد اعترف له أئمة كل فن بفنهم رحمه الله تعالى.










رد مع اقتباس
قديم 2014-09-24, 18:25   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

كتاب: شرح الأربعين حديثا النووية

المؤلف: ابن دقيق العيد

التحميل المباشر:
https://www.archive.org/download/waq28431/33312.pdf
رابط بديل
https://ia341313.us.archive.org/3/ite...8431/33312.pdf

(نسخة للشاملة غير موافقة للمطبوع)
https://www.shamela.ws/old_site/books/027/2738.rar










رد مع اقتباس
قديم 2014-09-24, 18:29   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي



كتاب شرح الإلمام بأحاديث الأحكام
القسم: المسانيد الأخرى والجوامع
المؤلف: تقي الدين ابن دقيق العيد
المحقق: عبد العزيز بن محمد السعيد
رابط التحميل :
الواجهة
https://www.archive.org/download/waq34546/00_34546.pdf

مجلد 1
https://www.archive.org/download/waq34546/01_34546.pdf

مجلد 2
https://www.archive.org/download/waq34546/02_34547.pdf










رد مع اقتباس
قديم 2014-09-24, 18:35   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي



عنوان الكتاب: إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام (ت الفقي - شاكر)
القسم: الكتب الستة
المؤلف: تقي الدين ابن دقيق العيد
المحقق: محمد حامد الفقي - أحمد محمد شاكر
رابط التحميل :
الواجهة
https://www.archive.org/download/waq17262/00_17262.pdf

المقدمة

https://www.archive.org/download/waq1...7262p.pdf33333
مجلد 1
https://www.archive.org/download/waq17262/01_17262.pdf
مجلد 2
https://www.archive.org/download/waq17262/02_17263.pdf










رد مع اقتباس
قديم 2014-09-24, 18:37   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي


كتاب الاقتراح في بيان الاصطلاح وما اضيف الى ذلك من الاحاديث المعدودة من الصحاح

تأليف الحافظ تقي الدين أبو الفتح محمد بن علي بن وهب بن مطيع القشيري المصري ، المعروف بابن دقيق العيد /ت 702هـ ويليه نظم الاقتراح للحافظ عبد الرحيم العراقي
طبع في دار العلوم للنشر والتوزيع، عَمَّان 1427هـ دراسة وتحقيق الأُستاذ الدكتور قَحطَان عبد الرَّحمن الدُّوْرِيّ, وفي دار المشاريع بيروت 1427 هـ

رابط التحميل :
https://archive.org/download/AlIqtera...ProfKahtan.pdf










رد مع اقتباس
قديم 2014-09-24, 18:51   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي



تحفة اللبيب في شرح التقريب
- ابن دقيق العيد
تحقيق صبري بن سلامة شاهين
رابط التحميل :
https://archive.org/details/alfiqh_Tall










رد مع اقتباس
قديم 2014-09-24, 18:53   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي





عقيدة الإمام
تقي الدين ابن دقيق العيد
المالكي الشافعي
625-702 هـــ

باعتناء
نزار حمادي
رابط التحميل
https://www.4shared.com/get/bIaxyFmT/___.html










رد مع اقتباس
قديم 2014-09-24, 19:29   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ولد حمد الباتني
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

ترجمة وموضوع ما أريد به وجه الله بل لضرب لشيخ الإسلام ابن تيميةرحمه

قال ابن دقيق العيد لما سئل عن لقائه بشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : لما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلا العلوم كلها بين عينيه يأخذ منها ما يريد ويدع ما يريد...









رد مع اقتباس
قديم 2014-09-26, 02:44   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ولد حمد الباتني مشاهدة المشاركة
ترجمة وموضوع ما أريد به وجه الله بل لضرب لشيخ الإسلام ابن تيميةرحمه

قال ابن دقيق العيد لما سئل عن لقائه بشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : لما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلا العلوم كلها بين عينيه يأخذ منها ما يريد ويدع ما يريد...
ما هو مفتعل قطعا من المفتتنين بالشيخ ابن تيمية رحمه الله، إدخال الإمام ابن دقيق العيد في المثنين عليه، وهو باطل من وجهين:

الأول:ابن دقيق العيد توفي سنة ثلاث وسبعمائة، وابن تيمية إنما دخل مصر سنة خمس وسبعمائة.

الثاني:أن الكلام الذي زعم المفتعل مدح ابن دقيق العيد به ابن تيمية، بعضه مؤداه إلى الكفر، وبعضه أقرب إلى ذم ابن تيمية من مدحه، مما يدل على منتهى غباوة المُفتَعِل؛وهاهو

ما كنت أظن أن الله بقي يخلق مثلك"، وركاكة هذا الكلام في المبنى وفساده في المعنى يدركهما كل من لهإلمام بالعلم.

ولا ريب أنه صريح في تعجيز القدرة الإلهية، لأن معناه نفي ظنه خلقالله مثل فلان، ونفي ظنه ذلك تعجيز للقدرة الإلهية، وتعجيز القدرة الإلهية كفر،فيستحيل صدور مثل هذا الكلام من أي عالم فضلا عن الإمام ابن دقيق العيد الذيتَسنَّم فنون العلم.

وزعم المُفتَعِل أيضا أن ابن دقيق العيد سئل بعد انقضاءالمجلس عن ابن تيمية فقال: "هو رجل حفظه"، فقيل له: فهلا تكلمت معه؟ فقال: "هذا رجل يحب الكلام وأنا أحب السكوت"، هذا الكلام أقرب إلى ذم ابن تيمية من مدحه، لأن الحفظة معناها كثير الحفظ، ولا يلزم من كثرة حفظه قوة علمه وفهمه، والذي يحب الكلام يهذر،والمهذار يغلط كثيرا ولا بد، والذي يحب السكوت صوابه أكثر من خطئه في العادةالمستمرة، رحم الله عبداً قال خيرا فغَنم أو سكت فسلم .

وزعم أيضا أن ابن دقيق العيد قال: "لما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلا العلوم كلها بين عينيه يأخذ منها ما يريد ويدع ما يريد"، وهذا باطل مستحيل صدوره من ابن دقيق العيد، فابن تيمية لا يعرف إلا علم الحديث على مجازفته في الطعن في الأحاديث التي لا توافق هواه وسوء فهمه لها، وغيره من العلوم إنما هو متهجم عليه.


قالالتاج السبكي في طبقاته في ترجمة ابن دقيق العيد: " إنه كان لا يزيد في القول لجميع الناس، الكبير والصغير، الأمير والمأمور، على(ياإنسان)ما عدا الباجي وابن الرفعة، فإنه كان يقول للأول(يا إمام)،للثاني(يا فقيه) ".

التاسع:يكذبه - وإن لم يطلع على كتب ابن تيمية - قيام علماء دمشقعليه مرارا وافحامهم له وتضليلهم له وتسجيل ذلك عليه الذي سارت به الركبان واشتهراشتهار الغزالة، فمحال جهله له، فهو تيمي قطعاً.

العاشر:يكذبه أيضا ما سجله وأثبته من مصائب ابن تيمية العلامة تقي الدين الحصني في كتابه «دفع شبه من شبَّه وتمردونسب ذلك إلى السيد الجليل أحمد»
.









آخر تعديل احمد الطيباوي 2014-09-26 في 02:45.
رد مع اقتباس
قديم 2014-09-26, 08:25   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ابو اكرام فتحون
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابو اكرام فتحون
 

 

 
الأوسمة
أحسن مشرف العضو المميز 1 
إحصائية العضو










افتراضي

(( من أعلام المجددين شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمهُ اللهُ - ))

لصاحب الفضيلة شيخنا العلامـة
صالح بن فوزان الفوزان
- حفظه الله ورعاه -

[ فهرس الموضوعات ]

التعريف بشيخ الإسلام ابن تيمية

مشائخ شيخ الإسلام ابن تيمية وتحصيله

اشتغال شيخ الإسلام ابن تيمية بالتدريس

مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية

ثناء العلماء على شيخ الإسلام ابن تيمية

رد الشبهات التي وجهت في حق شيخ الإسلام ابن تيمية

الخاتمة


= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =


أولا : التعريف بشيخ الإسلام ابن تيمية :

هو شيخ الإسلام الحافظ المجتهد تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن الخضر بن محمد ابن تيمية الحراني الحنبلي .

ولد بحران يوم الاثنين عاشر ربيع الأول سنة إحدى وستين وستمائة ، وقدم به والده وبأخويه عند استيلاء التتار على البلاد إلى دمشق سنة 677 هـ .

مشائخه وتحصيله :

أخذ الفقه والأصول عن والده وسمع عن خلق كثير منهم الشيخ شمس الدين والشيخ زين الدين ابن المنجا والمجد بن عساكر ، وقرأ العربية على ابن عبد القوي ، ثم أخذ كتاب سيبويه فتأمله وفهمه ، وعني بالحديث والكتب الستة والمسند مرات ، وأقبل على تفسير القرآن الكريم فبرز فيه ، وأحكم أصول الفقه والفرائض والحساب والجبر والمقابلة وغير ذلك من العلوم ، ونظر في الكلام والفلسفة وبرز في ذلك ورد على أكابر المتكلمين والفلاسفة ، وتأهل للفتوى والتدريس وله دون العشرين من السنين ، وتضلع في علم الحديث وحفظه وكان سريع الحفظ قوي الإدراك آية في الذكاء رأسا في معرفة الكتاب والسنة والاختلاف بحرا في النقليات ، وكان له باع طويل في معرفة مذاهب الصحابة والتابعين .

اشتغاله في التدريس :

كان والده من كبار أئمة الحنابلة فلما مات خلفه في وظائفه وكان عمره سبع عشرة سنة فاشتهر أمره وبعد صيته في العالم ، وأخذ في تفسير القرآن الكريم أيام الجمع من حفظه - قال عنه الحافظ أبو حفص عمر بن علي البزار وكان من معاصريه [ الأعلام العلية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ص 23، 25، 28، 30 .] : لقد كان إذا قرئ في مجلسه آيات من القرآن العظيم شرع في تفسيرها فينقضي المجلس بجملته والدرس بزمنه وهو في تفسير بعض آية منها ، وقد منحه الله تعالى معرفة اختلاف العلماء ونصوصهم وكثرة أقوالهم واجتهادهم في المسائل وما روي عن كل واحد منهم من راجح ومرجوح ومقبول ومردود ، حتى كان إذا سئل عن شيء من ذلك كأن جميع المنقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه والعلماء فيه من الأولين والآخرين متصور مسطور بإزائه وهذا قد اتفق عليه كل من رآه أو وقف على شيء من علمه ممن لم يغلظ عقله الجهل والهوى . . . انتهى .

وقال أيضا : وأما ذكر دروسه فقد كنت في حال إقامتي بدمشق لا أفوتها ، وكان لا يهيئ شيئا من العلم ليلقيه ويورده بل يجلس بعد أن يصلي ركعتين فيحمد الله ويثني عليه ويصلي على رسول صلى الله عليه وسلم على صفة مستحسنة مستعذبة لم أسمعها من غيره ثم يشرع فيفتح الله عليه إيراد علوم وغوامض ولطائف ودقائق وفنون ونقول واستدلالات بآيات وأحاديث وأقوال العلماء ونقد بعضها وتبيين صحته أو تزييف بعضها وبإيضاح حجته واستشهاد بأشعار العرب وربما ذكر ناظمها ، وهو مع ذلك يجري كما يجري السيل ويفيض كما يفيض البحر ، ويصير منذ يتكلم إلى أن يفرغ كالغائب عن الحاضرين مغمضا عينيه من غير تعجرف ولا توقف ولا لحن بل فيض إلهي حتى يبهر كل سامع وناظر فلا يزال كذلك إلى أن يصمت ، وكنت أراه حينئذ كأنه قد صار بحضرة من يشغله عن غيره ، ويقع عليه إذ ذاك من المهابة ما يرعد القلوب ويحير الأبصار والعقول - وكان لا يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قط إلا ويصلي ويسلم عليه ، ولا والله ما رأيت أحدا أشد تعظيما لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحرص علما اتباعه ونصر ما جاء به منه ، حتى إذا كان أورد شيئا من حديثه في مسألة ويرى أنه لم ينسخه شيء غيره من حديثه يعمل به ويقضي ويفتي بمقتضاه ، ولا يلتفت إلى قول غيره من المخلوقين كائنا من كان ، وقال رضي الله عنه: كل قائل إنما يحتج لقوله لا به إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان إذا فرغ من درسه يفتح عينيه ويقبل على الناس بوجه طلق بشيش وخلق دمث كأنه لقيهم حينئذ ، وربما اعتذر إلى بعضهم من التقصير في المقال مع ذلك الحال ، ولقد كان درسه الذي يورده حينئذ قدر عدة كراريس . وهذا الذي ذكرته من أحوال درسه أمر مشهور يوافقني عليه كل حاضريه وهم بحمد الله خلق كثير لم يحصر عددهم علماء ورؤساء وفضلاء من القراء والمحدثين والفقهاء والأدباء وغيرهم من عوام المسلمين . . . انتهى كلام البزار في كتابه الأعلام العلية .









رد مع اقتباس
قديم 2014-09-26, 08:26   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
ابو اكرام فتحون
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابو اكرام فتحون
 

 

 
الأوسمة
أحسن مشرف العضو المميز 1 
إحصائية العضو










افتراضي

مؤلفاته :


لشيخ الإسلام ابن تيمية مؤلفات قيمة ضخمة ورسائل وفتاوى بلغ الموجود منها مجلدات ضخمة وعديدة ، طبع منها الآن حسب علمي خمسة وستون مجلدا وهي:

1 ) مجموع الفتاوى سبعة وثلاثون مجلدا وقد طبع عدة مرات ووزع في كثير من الأقطار الإسلامية وانتفع به المسلمون لما يحتويه من علم غزير في العقائد والفقه والتفسير والحديث والأصول .

2 ) موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول وقد طبع في عشرة مجلدات .

3 ) الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح (رد على شبه النصارى) وقد طبع في أربعة مجلدات .

4 ) منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة والقدرية وقد طبع في أربعة مجلدات محققة .

5 ) الفتاوى المصرية وقد طبعت في خمسة مجلدات .

6 ) الاختيارات الفقهية ، وقد طبعت في مجلد .

7 ) القواعد النورانية الفقهية وقد طبعت في مجلد .

8 ) نقض منهاج التأسيس وقد طبع الموجود منه في مجلدين .

9 ) إقامة الدليل على إبطال التحليل وقد طبع في مجلد .

10 ) شرح العقيدة الأصفهانية ، وقد طبع في مجلد .

11 ) الصفدية وقد طبع المجلد الأول منها ، والبقية في الطريق إن شاء الله .

12 ) الاستقامة وقد طبع في مجلدين .

13 ) كتاب الإيمان وقد طبع في مجلد .

14 ) كتاب نقض المنطق ، وقد طبع في مجلد .

15 ) كتاب النبوات ، وقد طبع في مجلد .

16 ) اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم مجلد .

17 ) الصارم المسلول وقد طبع في مجلد .

18 ) التوسل والوسيلة .

19 ) العقيدة الواسطية .

20 ) العقيدة التدمرية .

21 ) رفع الملام .

22 ) شرح حديث النزول .

23 ) مقدمة في أصول التفسير .

24 ) تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية وقد طبع في مجلدين .

25 ) الرد على المنطقين .

26 ) نظرية العقد .


هذا ولا يزال الكثير من كتبه ورسائله وفتاويه مفقودا ويعثر بين حين وآخر على شيء منه فيبادر من وجده إلى نشره للانتفاع به ، وقد لمعت كتبه في هذا العصر وانتفع بها الخلق الكثير لما تحويه من العلم الغزير والتحقيق والتدقيق والأصالة ، وقد شهد بذلك كل من اطلع عليها ممن لم تأخذه العصبية الجاهلية والتقليد الأعمى .

ثناء العلماء عليه :

قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (14 / 118-119) : وقل أن جمع شيئا إلا حفظه ثم اشتغل بالعلوم وكان ذكيا كثير المحفوظ فصار إماما في التفسير وما يتعلق به عارفا بالفقه ، فيقال إنه كان أعرف بفقه المذاهب من أهلها الذين كانوا في زمانه وغيره ، وكان عالما باختلاف العلماء ، عالما في الأصول والفروع والنحو واللغة وغير ذلك من العلوم النقلية والعقلية ، وما قطع في مجلس ولا تكلم معه فاضل في فن من الفنون إلا ظن أن ذلك الفن فنه ورآه عارفا به متقنا له ، وأما الحديث فكان حامل رايته حافظا له مميزا بين صحيحه وسقيمه عارفا برجاله متضلعا من ذلك ، وله تصانيف كثيرة وتعاليق مفيدة في الأصول والفروع . . . . . انتهى .

وقال الحافظ المزي في الثناء عليه [ حياة شيخ الإسلام ابن تيمية للشيخ محمد بهجت البيطار ص21 .] : ما رأيت مثله ولا أرى هو مثل نفسه وما رأيت أحدا أعلم بكتاب الله وسنة رسوله ولا أتبع لهما منه ، وقال الحافظ ابن دقيق العيد : لما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلا كل العلوم بين عينيه يأخذ ما يريد ويدع ما يريد ، وقال الشيخ إبراهيم الرقي : إن ابن تيمية يؤخذ عنه ويقلد في العلوم فإن طال عمره ملأ الأرض علما وهو على الحق ولا بد من أن يعاديه الناس لأنه وارث علم النبوة ، وقال قاضي قضاة مصر ابن الحريري : إن لم يكن ابن تيمية شيخ الإسلام فمن هو؟ .

نقل هذه الأقوال عن هؤلاء الأئمة في الثناء على شيخ الإسلام ابن تيمية الشيخ مرعي يوسف الحنبلي في كتابه: الكواكب الدرية .









رد مع اقتباس
قديم 2014-09-26, 08:27   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
ابو اكرام فتحون
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابو اكرام فتحون
 

 

 
الأوسمة
أحسن مشرف العضو المميز 1 
إحصائية العضو










افتراضي

رد الشبهات التي وجهت في حق الشيخ :

لقد ضاق خصومه قديما وحديثا به ذرعا ووجهوا ضده الاتهامات :

1 ) من ذلك ما افتراه الرحالة ابن بطوطة حيث قال في رحلته ( في حق شيخ الإسلام ابن تيمية : وكنت إذ ذاك بدمشق فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكرهم فكان من جملة كلامه أن قال : إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا ، ونزل درجة من درج المنبر) وقد رد على هذه الفرية الشيخ العلامة محمد بهجة البيطار [ حياة شيخ الإسلام ابن تيمية، ص47-48 ] بما يلي :

1 - أن ابن بطوطة لم يسمع من ابن تيمية ولم يجتمع به إذ كان وصوله إلى دمشق يوم الخميس التاسع عشر من شهر رمضان المبارك عام ستة وعشرين وسبعمائة (726) هـ وكان سجن شيخ الإسلام في قلعة دمشق أوائل شهر شعبان من ذلك العام ولبث فيه إلى أن توفاه الله تعالى ليلة الاثنين لعشرين من ذي القعدة عام ثمانية وعشرين وسبعمائة هجرية فكيف رآه ابن بطوطة يعظ على منبر الجامع وهو إذ ذاك في السجن .

2 - لم يكن شيخ الإسلام ابن تيمية يعظ الناس على منبر الجامع وإنما كان يجلس على كرسي ، قال الحافظ الذهبي عنه: وقد اشتهر أمره وبعد صيته في العالم وأخذ في تفسير الكتاب العزيز أيام الجمع على كرسي من حفظه .

3 - أن هذا الذي ذكره ابن بطوطة يخالف ما ذكره الشيخ في جميع كتبه من أنه يجب إثبات أسماء الله وصفاته إثباتا بلا تشبيه وتنزيهها عن مشابهة صفات المخلوقين تنزيها بلا تعطيل ، وهذا الذي ذكره ابن بطوطة تشبيه ينهى عنه شيخ الإسلام ويحذر منه غاية التحذير .

4 - لشيخ الإسلام ابن تيمية في موضوع النزول كتاب مستقل اسمه شرح حديث النزول وهو مطبوع ومتداول وليس فيه ما ذكره ابن بطوطة ، بل فيه ما يرد عليه ويبطله من أصله والحمد لله رب العالمين .



2 ) قالوا عنه إنه يخالف الإجماع ، وقد أجاب عن هذه الشبهة الشيخ محمد بهجة البيطار بقوله :
اشتهر ابن تيمية بمسائل أثرت عنه وظن كثير من الناس أنه انفرد بها عن غيره بل ظنوا أنه خالف في بعضها الإجماع وهي أمور اجتهادية يقع في مثلها الخلاف بين العلماء ومن المفروغ منه أن ابن تيمية قد بلغ رتبة الاجتهاد في الأحكام الشرعية وأنه كان يفتي الناس بما أدى إليه اجتهاده أي أنه الراجح من الأقوال . وأنه موافق في فتاواه بعض الصحابة أو التابعين أو أحد الأئمة الأربعة أو غيرهم ممن عاصرهم أو جاء قبلهم أو بعدهم وقد قال العلامة برهان الدين ابن الإمام محمد المعروف بابن قيم الجوزية : لا نعرف مسألة خرق فيها الإجماع ، ومن ادعى ذلك فهو إما جاهل وإما كاذب ، ولكن ما نسب إليه الانفراد به ينقسم إلى أربعة أقسام :

الأول : ما يستغرب جدا فينسب إليه أنه خالف فيه الإجماع لندور القائل به وخفائه على الناس لحكاية بعضهم الإجماع على خلافه .

الثاني : ما هو خارج عن مذاهب الأئمة الأربعة وقال بعض الصحابة أو التابعين أو السلف به والخلاف فيه محكي .

الثالث : ما اشتهرت نسبته إليه مما هو خارج عن مذهب الإمام رضي الله عنه لكن قد قال به غيره من الأئمة وأتباعهم .

الرابع : ما أفتى به واختاره مما هو خلاف المشهور في مذهب أحمد وإن كان محكيا عنه وعن بعض أصحابه . انتهى [ حياة شيخ الإسلام ابن تيمية، ص54-55 ] .

قلت وبهذا يعلم أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لم ينفرد بقول لم يقم عليه دليل من الكتاب والسنة ولم يقل به أحد من الأئمة من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ، ومن أراد الحق في هذا فلينظر في مجموع فتاواه الكبير الذي بلغ سبعة وثلاثين مجلدا وطبع عدة مرات ووزع على نطاق واسع في العالم الإسلامي ، ولا يصدق ما أشاعه عنه المغرضون . فإن قول الخصم غير مقبول على خصمه - وإنما يرجع إلى كلام الشخص نفسه ويحكم عليه بموجبه ، واليوم والحمد لله كتب شيخ الإسلام وفتاواه قد انتشرت واشتهرت وهي تدحض ما افتراه عليه خصومه من الأكاذيب ، ومن رجع إلى هذه المؤلفات القيمة أدرك أنه مفترى عليه ووجد في هذه المؤلفات العلم الغزير الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يسع المنصف الخالي من التعصب الأعمى إلا أن يقر له بالعلم والفضل والاستقامة على الحق .

3 ) قالوا إنه أفتى بفتاوى تخالف فتاوى الأئمة أهل السنة والجماعة وهذا من الكذب على شيخ الإسلام ابن تيمية فهو لم ينفرد بقول يخالف به الأئمة جميعا سواء الأئمة الأربعة أو أئمة السلف الذين هم قبل الأربعة كما سبق بيانه فلم يقل قولا إلا وله سلف فيه من الأئمة ، وأهل السنة والجماعة ، اللهم إلا أن يريد هذا القائل بأهل السنة والجماعة جماعة الأشاعرة والماتريدية -فهذا اصطلاح خاطئ لأن المراد بأهل السنة والجماعة حقا من كان على طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم الفرقة الناجية وهذا الوصف لا ينطبق إلا على الصحابة والتابعين ومن سار على نهجهم واتبع طريقهم ، والأشاعرة الماتريدية خالفوا- الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة في كثير من المسائل الاعتقادية وأصول الدين فلم يستحقوا أن يلقبوا بأهل السنة والجماعة . وهؤلاء لم يخالفهم شيخ الإسلام ابن تيمية وحده بل خالفهم عامة الأئمة والعلماء الذين ساروا على نهج السلف . وهذه الفتاوى التي نسبوها كذبا للشيخ
وقالوا إن الشيخ خالف فيها فتاوى الأئمة أهل السنة والجماعة هي قولهم :

1 - إنه يرى جلوس الله على العرش كجلوسه هو وأنه قال ذلك على المنبر في مسجد بني أمية مرارا في دمشق وفي مصر .

ونقول : هذا من الكذب الواضح على شيخ الإسلام ابن تيمية فشيخ الإسلام في هذه المسائل يثبت ما أثبته الله لنفسه من أنه استوى على العرش استواء يليق بجلاله سبحانه بلا تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه - كما قال الإمام مالك وغيره: الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وإليك ما قاله رحمه الله في هذه المسألة من إثبات استواء الله على عرشه مع نفي مشابهة المخلوقين في ذلك حيث قال رحمه الله : ( ولله تعالى استواء على عرشه حقيقة وللعبد استواء على الفلك حقيقة وليس استواء الخالق كاستواء المخلوقين . فإن الله لا يفتقر إلى شيء ولا يحتاج إلى شيء بل هو الغني عن كل شيء ) انظر مجموع فتاوى الشيخ (5 / 199)
فقال رحمه الله : (لله استواء) ولم يقل لله جلوس ، وفرق بين استواء الله واستواء الخلق .

2 - قالوا إنه يقول : (نزول الله إلى سماء الدنيا كل ليلة كنزوله هو من المنبر) وهذا من الكذب على شيخ الإسلام ومما افتراه عليه ابن بطوطة وقد بينا كذبه في ذلك ولله الحمد .

ونحن نسوق عبارة الشيخ في هذه المسألة لما سئل عن حديث النزول - فكان من جوابه :
( لكن من فهم من هذا الحديث وأمثاله ما يجب تنزيه الله عنه كتمثيله بصفات المخلوقين ووصفه بالنقص المنافي لكماله الذي يستحقه فقد أخطأ في ذلك وإن أظهر ذلك منع منه . وإن زعم أن هذا الحديث يدل على ذلك ويقتضيه لقد أخطأ أيضا في ذلك ) [ انظر مجموع الفتاوى ( 5 / 323) ] .

وقال أيضا : ( من قال إنه ينزل فيتحرك وينتقل كما ينزل الإنسان من السطح إلى أسفل الدار كقول من يقول إنه يخلو منه العرش فيكون نزوله تفريغا لمكان وشغلا لآخر فهذا باطل يجب تنزيه الرب عنه ) [ انظر مجموع الفتاوى ( 5 / 578 ) ] .

3 - قالوا إنه يحرم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، ونقول هذا أيضا من الكذب الواضح فإن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لم يحرم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ولا زيارة غيره من القبور إذا وقعت هذه الزيارة وفق الأدلة الشرعية بأن يكون الزائر رجلا والقصد من هذه الزيارة التذكر والاعتبار والدعاء للموتى من المسلمين بالرحمة والمغفرة وكانت هذه الزيارة بدون سفر ، فإن كانت زيارة القبور بقصد التبرك بها وطلب المدد وقضاء الحوائج وتفريج الكربات من الموتى أو كانت هذه الزيارة تحتاج إلى سفر ، أو الزائر من النساء ، فشيخ الإسلام ليس وحده الذي يمنع من هذه الزيارة ، بل يمنع منها كل المحققين من علماء السلف والخلف ، لأنها زيارة شركية أو بدعية ، قد جاءت الأدلة من الكتاب والسنة بمنعها وإليك ما قاله في هذه المسألةر قال - رحمه الله - :
( فإن زيارة القبور على وجهين) : وجه شرعي ووجه بدعي ، فالزيارة الشرعية مقصودها السلام على الميت والدعاء له سواء كان نبيا أو غير نبي ، ولهذا كان الصحابة إذا زاروا النبي صلى الله عليه وسلم يسلمون عليه ويدعون له ثم ينصرفون ولم يكن أحد منهم يقف عند قبره ليدعو لنفسه ، ولهذا كره مالك وغيره ذلك وقالوا إنه من البدع المحدثة ، ولهذا قال الفقهاء: إذا سلم المسلم عليه وأراد الدعاء لنفسه لا يستقبل القبر بل يستقبل القبلة وتنازعوا وقت السلام عليه هل يستقبل القبلة أو يستقبل القبر . فقال أبو حنيفة يستقبل القبلة ، وقال مالك والشافعي يستقبل القبر - وهذا لقوله صلى الله عليه وسلم : (( اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد )) وقوله صلى الله عليه وسلم : (( لا تجعلوا قبري عيدا )) وقوله صلى الله عليه وسلم : (( لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر مثل ما صنعوا )) وقوله صلى الله عليه وسلم : (( إن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد إني أنهاكم عن ذلك )) ولهذا اتفق السلف على أنه لا يستلم قبرا من قبور الأنبياء وغيرهم ولا يتمسح به ولا يستحب الصلاة عنده ولا قصده للدعاء عنده أو به ، لأن هذه الأمور كانت من أسباب الشرك وعبادة الأوثان ، كما قال تعالى : ﴿ وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا ﴾ [ سورة نوح الآية 23 ]
قال طائفة من السلف هؤلاء كانوا قوما صالحين من قوم نوح فلما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم فعبدوهم . وهذه الأمور ونحوها هي من الزيارة البدعية .

وهي من جنس دين النصارى والمشركين . وهو أن يكون قصد الزائر أن يستجاب دعاؤه عند القبر أو أن يدعو الميت ويستغيث به ويطلب منه أو يقسم به على الله في طلب حاجاته وتفريج كرباته ، فهذه كلها من البدع ) انتهى من مجموع الفتاوى [ (27 / 31-32) ] .

وبه يتضح رأي الشيخ في زيارة القبور وأنه يتمشى مع الأدلة الشرعية فيجيز ما أجازته ويمنع ما منعته من الزيارة الشركية والبدعية .


4 - قالوا إنه يقول إن التوسل في الدعاء كفر أو شرك ، وهذا أيضا من الكذب الصريح على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فإنه لم يحكم على التوسل بأنه كفر أو شرك وإنما كان يفصل في ذلك بين التوسل المشروع والتوسل الممنوع وإليك عبارته في ذلك يقول - رحمه الله - :
( فلفظ التوسل يراد به ثلاثة معان :

أحدها : التوسل بطاعته (يعني النبي صلى الله عليه وسلم) فهذا فرض لا يتم الإيمان إلا به .

والثاني : التوسل بدعائه وشفاعته - وهذا كان في حياته ويكون يوم القيامة يتوسلون بشفاعته .

والثالث : التوسل به بمعنى الإقسام به على الله بذاته والسؤال بذاته فهذا هو الذي لم تكن الصحابة يفعلونه في الاستسقاء ونحوه لا في حياته ولا بعد مماته ، لا عند قبره ولا غير قبره ، ولا يعرف هذا في شيء من الأدعية المشهورة بينهم ، وإنما ينقل شيء من ذلك في أحاديث ضعيفة مرفوعة وموقوفة أو عن من ليس قوله حجة ، وهذا هو الذي قال أبو حنيفة وأصحابه إنه لا يجوز ونهوا عنه حيث قالوا: ( لا يسأل بمخلوق ولا يقول أحد: أسألك بحق أنبيائك ) انتهى من مجموع الفتاوى [ (1 / 202) ]
فبين الشيخ أن هذا النوع من التوسل لا يجوز وليس هو من فعل الصحابة ولم يقل إنه كفر أو شرك كما قال هذا الكاذب عليه .

5 - قالوا إنه يكفر الناس الذين لا يتبعون آراءه مثل تكفيره الذين يزورون قبر الرسول ، وهذا من جنس ما قبله من الأكاذيب ، فالشيخ تقي الدين لا يكفر إلا من كفره الله ورسوله بارتكابه ناقضا من نواقض الإسلام كدعاء غير الله من الموتى وغيرهم .

ولم يكفر الذين يزورون قبر الرسول صلى الله عليه وسلم الزيارة الشرعية كما سبق بيانه .

6 - قالوا إنه يحرم الطرق الصوفية وجوابا عن هذا الموضوع ننقل لك عبارة الشيخ رحمه الله في هذا : قال رحمه الله :
( الحمد لله أما لفظ الصوفية فإنه لم يكن مشهورا في القرون الثلاثة وإنما اشتهر التكلم به بعد ذلك - إلى أن قال : ولأجل ما وقع من كثير منهم من الاجتهاد والتنازع تنازع الناس في طريقهم ، فطائفة ذمت الصوفية والتصوف ، وقالوا إنهم مبتدعون خارجون عن السنة ، ونقل عن طائفة من الأئمة في ذلك من الكلام ما هو معروف وتبعهم على ذلك طوائف من أهل الفقه والكلام ، وطائفة غلت فيهما وادعوا أنهم أفضل الخلق وأكملهم بعد الأنبياء ، وكلا طرفي هذه الأمور ذميم ، والصواب أنهم مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده ، وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين ، وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطئ ، وفيهم من يذنب فيتوب أو لا يتوب ، ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه عاص لربه ، وقد انتسب إليهم طوائف من أهل البدع والزندقة - ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم كالحلاج مثلا ، انتهى من مجموع الفتاوى [ (11 / 5 ، 17-18) ] .
هذا كلامه رحمه الله في التصوف المعتدل المعروف في وقته وقبله أما التصوف المنحرف في وقته : وبعده فلا أحد يجيزه . فالطرق الصوفية تغيرت ودخلها من البدع والخرافات والشركيات الشيء الكثير ، فيجب تركها والابتعاد عنها وملازمة السنة .

7 - قالوا إنه أفتى بفتاوى تخالف الإجماع وهي كما يلي :

1 - لا يعتبر الحلف بالطلاق طلاقا وإنما يعتبره يمينا مكفرة ، والجواب عن هذا أن نقول : إن دعوى الإجماع في هذه المسألة دعوى كاذبة فإن الشيخ رحمه الله ذكر في هذه المسألة ثلاثة أقوال ، وهذا نص كلامه حيث يقول :
( إذا حلف بالطلاق أو العتاق يمينا تقتضي حصنا أو منعا - كقوله: الطلاق أو العتق يلزمه ليفعلن كذا أو لا يفعل كذا أو قوله : إن فعلت كذا فامرأتي طالق أو فعبدي حر ونحو ذلك فللعلماء فيها ثلاثة أقوال : أحدها : أنه إذا حنث وقع به الطلاق والعتاق ، وهذا قول بعض التابعين وهو المشهور عند أكثر الفقهاء .

الثاني : لا يقع به شيء ولا كفارة عليه - وهذا مأثور عن بعض السلف وهو مذهب داود وابن حزم وغيرهما من المتأخرين ، ولهذا كان سفيان بن عيينة شيخ الشافعي وأحمد لا يفتى بالوقوع .

والقول الثالث : أنه يجزئه كفارة يمين - اهـ من مجموع الفتاوى [ (33 / 195) ] .
فتبين بهذا أنه لم ينفرد بهذا القول وأن المسألة خلافية .


2 - قالوا إنه يعتبر الطلاق الثلاث واحدة إذا قاله الزوج دفعة واحدة والجواب : أن هذا لم يخالف فيه الشيخ رحمه الله إجماعا ولم ينفرد به فقد سبقه إليه كثير من الأئمة . وهو مبني على أدلة استدلوا بها .

قال رحمه الله : " وهذا القول منقول عن طائفة من السلف والخلف من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف ، ويروى عن علي وابن مسعود وابن عباس القولان وهو قول كثير من التابعين ومن بعدهم مثل طاووس وخلاس بن عمرو ومحمد بن إسحاق وهو قول داود وأكثر أصحابه) انظر مجموع الفتاوى [ (33 / 8) ] .
قال القرطبي : وشذ طاووس وبعض أهل الظاهر إلى أن طلاق الثلاث في كلمة واحدة يقع واحدة ويروى هذا عن محمد بن إسحاق والحجاج بن أرطاة ، وقيل عنهما لا يلزم منه شيء وهو قول مقاتل ويحكى عن داود أنه قال : لا يقع ، والمشهور عن الحجاج بن أرطاة وجمهور السلف والأئمة أنه لازم واقع ثلاثا - انتهى من تفسير القرطبي [ (3 /129) ] .

3 - وقالوا إنه لا يصح طلاق الحائض والطلاق في الطهر الذي جامعها فيه ، والجواب أن هذا الطلاق طلاق بدعة وقد اختلف العلماء هل يقع أولا ، فإذا قال الشيخ بعدم وقوعه فإنه لم يخالف بذلك إجماعا كما يدعي هذا المفتري ، فالمسألة خلافية ، وكل له دليله ، ومن تبين له رجحان قول وجب عليه الأخذ به .

قال القرطبي : وقال سعيد بن المسيب في آخرين لا يقع الطلاق في الحيض لأنه خلاف السنة انتهى من تفسير القرطبي [ (7 /151) ] .

4 - قالوا إنه لا يرى قضاء الصلاة المتروكة عمدا ، والجواب أن الموجود من كلام الشيخ في مجموع الفتاوى [ (17/ 103) ] في هذه المسألة ما نصه :
( وأما من كان عالما بوجوبها وتركها بلا تأويل حتى خرج وقتها المؤقت فهذا يجب عليه القضاء عند الأئمة الأربعة ، وذهب طائفة منهم ابن حزم وغيره إلى أن فعلها بعد الوقت لا يصح من هؤلاء ، وكذلك قالوا فيمن ترك الصوم متعمدا - والله سبحانه وتعالى أعلم )انتهى .

وقال الحافظ في فتح الباري [ (1 /71) ] على حديث (( من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك )) قال : وقد تمسك بدليل الخطاب منه القائل إن العامد لا يقضي الصلاة ، لأن انتفاء الشرط يستلزم انتفاء المشروط فيلزم منه أن من لم ينس لا يصلي اهـ .
فالشيخ إنما حكى الخلاف فقط فالمسألة خلافية ليست: محل إجماع والله أعلم . فإذا اختار القول بعدم القضاء لرجحانه عنده بالدليل فلا حرج عليه .

وقال الشيخ أيضا في مجموع الفتاوى : واختلف الناس فيمن ترك الصلاة والصوم عامدا هل يقضيه ؟

فقال الأكثرون يقضيه ، وقال بعضهم لا يقضيه ولا يصح فعله بعد وقته كالحج ... انتهى ، ولم يزد على حكاية الخلاف .

5 - وقالوا عنه إنه قال إن الذي ينكر الإجماع لا يعتبر كافرا أو فاسقا ، وهذا كذب على الشيخ رحمه الله لأنه يحترم الإجماع ويحث على التمسك به وينهى عن مخالفته ، قال في مجموع الفتاوى [ (20 / 10) ] الحمد لله : معنى الإجماع أن تجتمع علماء المسلمين على حكم من الأحكام ، وإذا ثبت إجماع الأمة على حكم من الأحكام لم يكن لأحد أن يخرج عن إجماعهم ، فإن الأمة لا تجتمع على ضلالة . . انتهى .

6 - قالوا إنه يرى أن ذات الله عز وجل مركبة بعضها يحتاج إلى بعض ، وأن الله له جسم وله جهات وينتقل من مكان إلى مكان آخر ، وهذا من الكذب الشنيع على شيخ الإسلام ابن تيمية ، فإنه رحمه الله في كل كتاباته ومؤلفاته يقرر مذهب السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان في أسماء الله وصفاته وهو إثباتها كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل على حد قوله تعالى : ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [ سورة الشورى الآية 11 ] . قال في مطلع الرسالة الحموية الكبرى لما سئل :
( ما قول السادة العلماء أئمة الدين في آيات الصفات وأحاديث الصفات ، فأجاب
: الحمد لله رب العالمين قولنا فيها ما قاله الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ، وما قاله أئمة الهدى بعد هؤلاء الذين أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم ، وهذا هو الواجب على جميع الخلق في هذا الباب وغيره - انتهى من مجموع الفتاوى [ (5 / 5- 6) ] .

وقال أيضا في موضوع الحركة والانتقال في المجموع [ (5/ 578-579) ] والذي يجب القطع به أن الله ليس كمثله شيء في جميع ما يصف به نفسه ، فمن وصفه بمثل صفات المخلوقين في شيء من الأشياء فهو مخطئ قطعا كمن قال ينزل فيتحرك وينتقل كما ينزل الإنسان من السطح إلى أسفل الدار كقول من يقول إنه يخلو منه العرش فيكون نزوله تفريغا لمكان وشغلا لآخر فهذا باطل يجب تنزيه الرب عنه كما تقدم وهذا هو الذي تقوم على نفيه وتنزيه الرب عنه الأدلة الشرعية والعقلية . . . انتهى .

وقال في موضوع الجسم والتركيب في مجموع الفتاوى [ (17 / 317) ] : فمن قال إنه جسم وأراد أنه مركب من الأجزاء فهذا قول باطل ، وكذلك إن أراد أنه يماثل غيره من المخلوقات فقد علم بالشرع والعقل أن الله ليس كمثله شيء في شيء من صفاته ، فمن أثبت لله مثلا في شيء من صفاته فهو مبطل ، ومن قال إنه جسم بهذا المعنى فهو مبطل ، ومن قال إنه ليس بجسم بمعنى أنه لا يرى في الآخرة ولا يتكلم بالقرآن وغيره من الكلام ولا يقوم به العلم والقدرة وغيرهما من الصفات ولا ترفع الأيدي إليه في الدعاء ولا عرج بالرسول صلى الله عليه وسلم إليه ولا يصعد إليه الكلم الطيب ولا تعرج الملائكة والروح إليه فهذا باطل ، وكذلك كل من نفى ما أثبته الله ورسوله وقال إن هذا تجسيم فنفيه باطل وتسمية ذلك تجسيما تلبيس منه .

إلى أن قال : بل لم ينطق كتاب الله ولا سنة ولا أثر من السلف بلفظ الجسم في حق الله تعالى لا نفيا ولا إثباتا فليس لأحد أن يبتدع اسما مجملا يحتمل معاني مختلفة لم ينطق به الشرع ويعلق به دين المسلمين . . . انتهى .

وقال أيضا : وهذه الألفاظ المجملة المحدثة مثل لفظ : (المركب) و (المؤلف) و (المنقسم) ونحو ذلك قد صار كل من أراد نفي شيء مما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات عبر بها عن مقصوده فيتوهم من لا يعرف مراده أن المراد تنزيه الرب الذي ورد به القرآن وهو إثبات أحديته وصمديته ويكون قد أدخل في تلك الألفاظ ما رآه هو منفيا وعبر عنه بتلك العبارة وضعا له واصطلاحا اصطلح عليه هو ومن وافقه على ذلك المذهب وليس ذلك من لغة العرب التي نزل بها القرآن ولا من لغة أحد من الأمم ثم يجعل ذلك المعنى هو مسمى الأحد والصمد والواحد ونحو ذلك من الأسماء الموجودة في الكتاب والسنة . انتهى من مجموع الفتاوى [ (17 \ 351-352)] .
وبهذه النقولات من كلام الشيخ رحمه الله ظهر بطلان ما نسبه إليه أعداؤه الكذابون من هذه الأباطيل . . . والحمد لله .

7 - قالوا إنه يرى أن القرآن حديث ليس بقديم ، والجواب أن نسوق عبارة الشيخ رحمه الله في هذا الموضوع قال في مجموع الفتاوى [ (12 \ 54)] :
إن السلف قالوا : القرآن كلام الله منزل غير مخلوق وقالوا : لم يزل متكلما إذا شاء ، فبينوا أن كلام الله قديم أي جنسه قديم يزل ، ولم يقل أحد منهم إن نفس الكلام المعين قديم ، ولا قال أحد منهم القرآن قديم ، بل قالوا إنه كلام الله منزل غير مخلوق ، وإذا كان الله قد تكلم بالقرآن بمشيئته كان القرآن كلامه وكان منزلا غير مخلوق ولم يكن مع ذلك أزليا قديما بقدم الله وإن كان الله لم يزل متكلما إذا شاء فجنس كلامه قديم ، فمن فهم قول السلف وفرق بين هذه الأقوال زالت عنه الشبهات في هذه المسائل المعضلة التي اضطرب فيها أهل الأرض . . . انتهى .

فتبين بهذا أن نفي القدم عن القرآن ليس رأيه وحده كما يزعم المفترون ، وإنما هو رأي سلف هذه الأمة قاطبة وأن هناك فرقا بين جنس الكلام وأفراد الكلام والله أعلم .

8 - قالوا إنه يقول بقدم العالم ، وهذا من الكذب الصريح على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فإنه لا يقول بقدم العالم ، وإليك عبارته رحمه الله في إبطال هذا القول ورده قال في (( مجموع الفتاوى )) (9 \ 281) :
فإن الرسل مطبقون هذا القول على أن كل ما سوى الله محدث مخلوق كائن بعد أن لم يكن ليس مع الله شيء قديم بقدمه ، وأنه خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام والعقول تعلم أن الحوادث لا بد لها من محدث ، وفي الجزء الثاني من هذا المجموع المبارك صرح بتكفير من قال بقدم العالم .

9 - قالوا إنه يقول إن الأنبياء غير معصومين ، والجواب : أن هذا كذب صريح وبهتان واضح ، فإن شيخ الإسلام رحمه الله يقرر عصمة الأنبياء ويثبتها ، وهذا نص عبارته في هذا الموضوع حيث يقول : إن الأنبياء صلوات الله عليهم معصومون فيما يخبرون به عن الله سبحانه وفي تبليغ رسالاته باتفاق الأمة ولهذا وجب الإيمان بكل ما أوتوه - إلى أن قال : وأما العصمة في غير ما يتعلق بتبليغ
الرسالة فللناس فيها نزاع هل هو ثابت بالعقل أو بالسمع ومتنازعون في العصمة من الكبائر والصغائر أو من بعضها ، أم هل العصمة إنما هي في الإقرار عليها لا في فعلها ، أم لا يجب القول بالعصمة إلا في التبليغ فقط ، وهل تجب العصمة من الكفر والذنوب قبل المبعث أولا .
والكلام في هذا مبسوط في غير هذا الموضع ، والقول الذي عليه جمهور الناس وهو الموافق للآثار المنقولة عن السلف إثبات العصمة من الإقرار على الذنوب مطلقا - انتهى من مجموع الفتاوى .












رد مع اقتباس
قديم 2014-09-26, 08:29   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
ابو اكرام فتحون
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابو اكرام فتحون
 

 

 
الأوسمة
أحسن مشرف العضو المميز 1 
إحصائية العضو










افتراضي

الخاتمة :


وهكذا والحمد لله - وجدنا في كلام الشيخ ردا على كل ما افتراه عليه خصومه ونفيا لما نسبوه إليه ، وهذا يدل على غزارة علمه وإمامته ، ونحن لا ندعي له العصمة فهو كغيره من الأئمة يخطئ ويصيب .
قال الإمام ابن كثير في ترجمته له في البداية والنهاية(14 / 119) :
وأثنى عليه وعلى علومه جماعة من علماء عصره مثل القاضي الخوبي ، وابن دقيق العيد ، وابن النحاس والقاضي الحنفي وقاضى قضاة مصر ابن الحريري وابن الزملكاني وغيرهم ووجدت بخط ابن الزملكاني أنه قال : اجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهتها وإن له اليد الطولي في حسن التصنيف وجودة العبارة والترتيب والتقسيم والتدين ...

إلى أن قال ابن كثير : وبالجملة كان رحمه الله من كبار العلماء وممن يخطئ ويصيب ولكن خطأه بالنسبة إلى صوابه كنقطة في بحر لجي - وخطؤه أيضا مغفور له كما في صحيح البخاري : (( إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر)) فهو مأجور وقال الإمام مالك بن أنس : ( كل يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر) - انتهى .

وكما قلنا قريبا : إن مؤلفات هذا العالم موجودة ومبذولة لكل من أرادها فمن أراد أن يعرف الحقيقة بلا مكابرة فليطالعها ولا يستمع لما يقوله عنه خصومه وحساده والمغرضون المضللون فإن العدل والإنصاف أن تحكم على الشخص من واقع كلامه المذكور في كتبه لا من كلام خصومه . فأعداء الدين دائما في صراع مع دعاة الحق الذين يردون كيدهم . ويبينون زيفهم ويظهرون للناس حقيقتهم .

فقد ظهر شيخ الإسلام في عصر قد اشتدت فيه غربة الإسلام وتفرقت كلمة المسلمين وظهرت الفرق المخالفة لما كان عليه السلف الصالح في العقائد والفروع وخيم الجمود الفكري والتقلب الأعمى فأثر في الجو العلمي ، ظهرت فرق الشيعة والصوفية المنحرفة والقبورية ونفاة الصفات والقدرية وطغى علم الكلام والفلسفة حتى حلا محل الكتاب والسنة لدى الأكثر من المتعلمين في الاستدلال ، هذا كله في داخل المجتمع الإسلامي في ذلك العصر . ومن خارج المجتمع تكالب أعداء الإسلام فغزوا المسلمين في عقر دارهم فجاءت جيوش التتار من الشرق تداهم ديار المسلمين وتفتك بهم وجيوش الصليبين من الغرب ، في هذا الجو المعتم عاش شيخ الإسلام ابن تيمية ضياء لامعا بعلمه الأصيل الغزير يدرس الطلاب ويؤلف الكتب والرسائل ويفتي في النوازل والمسائل . ويناظر المنحرفين . ويرد على المخرفين وينازل الفرق والطوائف . فيرد علما الشيعة والقدرية ويرد على علماء الكلام والفلاسفة ويرد على المعطلة والمؤولة في الصفات من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة ، ويرد على الصوفية المنحرفة وعلى القبوريين والمبتدعة ويحرك أهل الجمود الفقهي والخمول الفكري برد الفقه إلى أصوله الصحيحة ومنابعه الصافية وتصحيح الصحيح وتزييف الزائف حتى أعاد للشريعة نقاءها وإلى العلوم الشرعية صفاءها . يظهر ذلك في مؤلفاته التي خلفها ثروة علمية هائلة ، وإلى جانب مجهوده العلمي العظيم شارك في الجهاد في سبيل الله فحمل السلاح وخاض المعارك ضد التتار عدة مرات مما كان له أطيب الأثر في تقوية معنوية المجاهدين حتى انتصروا على عدوهم وقد تخرج على يد هذا العالم الجليل أئمة من طلابه حملوا الراية من بعده . منهم الإمام ابن القيم والإمام ابن كثير والحافظ الذهبي والحافظ ابن عبد الهادي وغيرهم ممن أخذوا عنه العلم ونشروه في الآفاق بما ألفوه من المؤلفات القيمة التي تزخر بها المكتبات الإسلامية اليوم ،
فجزى الله شيخ الإسلام ابن تيمية عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ونفعنا بعلومه ، ولما قام بهذا الواجب العظيم غاظ خصومه فرمته كل طائفة من الطوائف المنحرفة بلقب سيئ تريد بذلك صد الناس عن دعوته وتشويه عمله ،
فنفاة الصفات قالوا إنه مجسم . لأن إثبات الصفات عندهم تجسيم . ومتعصبة الفقهاء والمبتدعة قالوا إنه خرق الإجماع ، لأن أخذ القول الراجح بالدليل المخالف لما هم عليه ، ورد البدع خرق للإجماع عندهم ، وغلاة الصوفية والقبوريون قالوا إنه يبغض الأولياء ويكفر المسلمين ويحرم زيارة القبور . لأن الدين عندهم هو التقرب إلى الأولياء والصالحين وتعظيم مشايخ الطرق الصوفية واتخاذهم أربابا من دون الله والغلو في تعظيمهم بصرف العبادة إليهم ، هذا موقف هذه الطوائف من دعوة شيخ الإسلام وهو موقف يتكرر مع كل مصلح ومجدد يدعو إلى دين الله الذي جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم ونبذ ما خالفه من دين الآباء والأجداد وعادات الجاهلية ، وليس هذا بغريب فقد قوبلت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم من قبل بأعظم من هذا وقيل عنه إنه ساحر كذاب وإنه شاعر مجنون . إلى غير ذلك من الألقاب السيئة التي يراد بها الصد عن دين الله والبقاء على دين الشرك الذي ورثوه عن آبائهم وأجدادهم ، فلشيخ الإسلام وإخوانه من الدعاة إلى الله أسوة بنبيهم ولهؤلاء المنحرفين سلف من المشركين والمكذبين ، ولكن العاقبة للمتقين .

فهذه كتب شيخ الإسلام تأخذ طريقها إلى أيدي كل من يريدون الحق يتنافسون في الحصول عليها والتنقيب عن المفقود منها لإخراجه للناس ، فعليك أيها المسلم الناصح لنفسه أن لا تلتفت إلى أقوال المرجفين في حق هذا العالم المجدد المجاهد وأن تنظر إلى أقواله هو لا إلى ما يقال عنه لتصل إلى الحقيقة قال تعالى : ﴿ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ ﴾ [سورة الروم الآية 60 ] .

المصدر : (( مجلة البحوث الإسلامية )) العدد : (18) ص239










رد مع اقتباس
قديم 2014-09-26, 12:06   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
الخنساء15
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه :
، فعليك أيها المسلم الناصح لنفسه أن لا تلتفت إلى أقوال المرجفين في حق هذا العالم المجدد المجاهد وأن تنظر إلى أقواله هو لا إلى ما يقال عنه لتصل إلى الحقيقة قال تعالى : ﴿ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ ﴾ [سورة الروم الآية 60 ] .
نصيحة رائعة وجميلة .يا حبذا لو طبقها الأخ وكل الاخوة في المنتدى .
ولا نحاكم الناس بقول فلان وعلان مهما بلغ من مرتبة العلم والفهم .










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مؤلفات, الاسلام, العلامة, العيد, دقيق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:51

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc