يستخدم القرآن وسائل كثيرة لتوضيح العقيدة السليمة و تصحيح الانحرافات
التي يقع الناس فيها، ولتبيت لعقيدة و تعميق أثرها في النفس الإنسانية استعمل القرآن
عدة وسائل:
1 - إثارة الوجدان: يثير القرآن الكريم نظر الإنسان للتأمل في آيات الله المتنوعة،
و إزالة التبلد و الجمود الذي يقع في حس الإنسان من كثرة تكرار المشاهد.
( بضخامة الهائلة و دقة معجزاته، وظاهرة الحياة والموت،،،) فتجعل الإنسان
يستقبل هذه الأمور كلها كأنه يراها و يلاحظها لأول مرة، فينفعل وجدانه،
ويستيقظ لحقيقة الألوهية.
2- إثارة العقل: بما يجعله يتفكر في خلق الله، ليدرك أن لهذا الكون خالقا،،
ولكن بطريق أخرى غير إثارة الوجدان و الانفعال، وهي طريق الفكر و التدبر
المنطقي، و يلاحظ أن الطريقتين كثيرا ما تقترنان معا في آيات كثيرة من آيات
القرآن الكريم فيخاطب الوجدان و العقل معا.
3- مواجهة الإنسان بالحقيقة ما يدور في داخل نفسه وقت الشدة، عند اللجوء
إلى الله تعالى ،ونسيان الشركاء والأنداد. وهي حقيقة غالبا ما ينساها الإنسان،
فيذكره القرآن الكريم بها، ليصحح علاقته بالله تعالى، ويستقيم على العقيدة السليمة
بما يجعلها يستثمر آثارها في حياته.
4 - مناقشة الانحرافات كلها التي يقع فيها الإنسان نتيجة لجهله، بعدة طرق
كاستعمال الدليل العقلي، أو الدليل الوجداني، ودحض كل الشبهات و الانحرافات
وبيان تفاهتها.
5 -التذكير بأن الله مع الإنسان، معية مطلقة،يراقبه و يراه، ثم يرجع إليه ليحاسبه
يوم القيامة على كل الأعمال من خير أو شر، حيث يستشعر الإنسان علم الله الشامل
فهو لا يخفى عليه شئ من عمل الإنسان.
6- إيراد القصص التي تثبت الإيمان، بذكر الأنبياء و صبرهم على الأذى ونصر
الله لهم في النهاية .
7 - رسم الصور المحببة للمؤمنين وصفاتهم، وما ينالهم من أجر وجزاء والصور
للكافرين وما ما ينالهم من العقاب.
8- التذكير الدائم بقدرة الله، التي لا تحد وعظمته وجلاله حتى يخشع القلب
و يستسلم لله رب العالمين.
-------------------