السلام عليكم
سؤال : متى يكتشف الإنسان أنه كان يعيش في غابة
الجواب : حينما يخرج من الغابة إلى الحضارة
سؤال : إن لم يخرج من الغابة فكيف سينظر لتلك الغابة التي يعيش فيها
الجواب : سيظن أن تلك الغابة هي الجنة
سؤال : متى يكتشف الإنسان بأن تلك الأرض البعيدة هي جنة
الجواب : حينما يزورها
تغرب عن الأوطان في طلب العلا *** وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تـفـرج هـم واكـتـسـاب مـعـيشـة *** وعـلـــم وآداب وصــحـبـــة مـاجـــد
لا يمكن للإنسان أن يتعلم دون أن يسافر
سمعت ، و قالوا لي ، و غير ذلك
لا تعطي المعلومة الواقعية
غالبا ما يقوم عقل الإنسان بتشكيل مجموعة مشاهد نتيجة بعض المعلومات
ممكن أن تكون تلك المعلومات صحيحة و غالبا ما تكون خاطئة أو مبالغ فيها
و غالبا ما يكون ذلك المقطع المرسوم في المخيلة ، خاطئ
و هنا أتحدث عن الأشخاص الذين لم يسبق لهم أن غادروا ولاية إقامتهم و الذي أصنفهم
أنا من بين مساكين المجتمع
و الذين و إن أتيحة لهم فرصة الخروج من تلك الدائرة
سيظنون أنهم مسافرون للمريخ
و ما أكثرهم في المدن الكبرة
فأكيد أن الشخص الذي يكثر من مشاهدة الأفلام الأمريكية التي بها مشاهد العنف و القتل و العنصرية
أكيد أن عقله سيرسم ذلك المشهد ، مشهد و كأنه فيه الولايات المتحدة مثل الغابة
و لو أتيحة له فرصة السفر هناك
فسيظل يفكر طيلة الطريق عن : كيف يستطيع تأمين نفسه من العنف و العنصرية هناك
لكن لو ذهب إلى هناك
فسيصدم بأنه لم يكن ذاهب لغابة ، بل كان ذاهب من غابة
سيجد بأنه في الحقيقة كان يسكن غابة و قد ذهب لمنطقة ربما سيجد
فيها العدل و المساواة و حتى الآمان ، كما لم يكن يتصور
بل و أكثر من ذلك ، سيجد نفسه مضطر أن يقوم بــ mis a jour لعقله
سيجد نفسه محمل ببعض التصرفات و التعاملات التي لا تندرج ضمن مفهوم المسؤولية
سيمحيها و سيقوم بتحميل طرق أكثر قربا من فطرة الإنسان
أتعجب في من يقول : حذاري من الأفاعي ، و كأن الصحراء كلها أفاعي
أنا من الجنوب و لم أشاهد أفعى في حياتي
بقيت لمدة سنة في أرض قاحلة في تيندوف ، في الخدمة الوطنية
و لم أرى أفعى في حياتي
تلك الأفاعي غير موجودة أينما يوجد الإنسان و إن وجدت في أماكن منعزلة فهي قليلة
نعم ، توجد عقارب لكن أيضا لا توجد في المناطق الآهلة بل في مناطق منعزلة و نسبنها
مقارنة مع العقارب الموجودة في البساتين في الولايات الشمالية
نسبتها في الجنوب قليلة جدا
البعض يسأل
لماذا الضحايا الذين يموتون تيجة سم العقارب كبير
الجواب هو ليس في عدد العقارب بل في إنعدام الترياق في المستشفيات
لو كان الترياق متوفر في جميع المصحات في الجنوب لما كانت تلك النسبة كبيرة في بعض المناطق
ثم أن من يزور الصحراء و الذي يحب المغامرة في الأرض البور
يجب أن يكون مجهز بالمعدات مثل سيارة رباعية الدفع و غيرها من الأدوية و الأطعمة
و تلك غير متوفرة لعامة الناس
إذن الإنسان البسيط الجزائري الذي يود الذهاب في سياحة للجنوب ، لن يتمكن من الإبتعاد عن الأماكن التي بها سكان
و لن يشاهد لا عقارب و لا هم يحزنون
و أضيف هنا ، أنا لا أقصد الأشخاص الذين يعملون في الجنوب كالتجار و الموظفين و غيرهم
بل أقصد الذي يذهب للجنوب بصفة : سائح
البعض منهم يغتنمها فرصة للقيام بالمحرمات هناك
و البعض يستغلها في ما لا يرضي الله
و البعض يستغل طيبة سكان الجنوب ليقوم بعمليات النصب و الإحتيال هناك
و الله العظيم أنه يوجد في الجنوب أناس : النية تمشي قداهم
يعني ، نية بزااااف
و العديد من من يستغلون تلك الطيبة للخداع ، العديد منهم يقع في شر أعماله
فدعوة المظلوم مستجابة
و هنا لا أعمم
لهذا أقول لمن يود السياحة :
أقول له ، لا تخاف من العقارب و لا من الأفاعي
بل عليك أن تحذر من نفسك ، فقط
حذاري أن تستمع لنفسك فتجرك لما لا يحمد عقبااااااااه
بارك الله فيكم