وأخيرا وصل " الربيع العربي " المزعوم إلى تخوم روسيا ، إلى الخاصرة الرخوة لها ، نقطة ضعفها من أجل محاصرتها و الانقضاض عليها ، فهل بعد كل تلك الأحداث المتسارعة على امتداد الوطن العربي يمكن اعتبار ما حصل ربيعا عربيا كما يزعم البعض ؟ ما حدث في أوكرنيا سبق وشهدناه في صربيا وفي تونس ومصر وليبيا واليمن وصولا إلى فنزويلا ، وكل من قامت به المعارضة التي يدعمها الغرب لا يعدو كونه مسلسل مكرر، بعبارة أخرى أتباع أمريكا ورغم ما شكلته الأحداث من غموض في بداية الأمر إلا أن الروس كانوا متفطنيين لكل مادار وجرى ، وغبي من يعتقد أن ما حصل في لبيبا أو مصر أو سواها سواء بقبولها أو رفضها لم يكن للروس دراية به ، كما أنه من الغباء المستحكم من يعتقد أن الروس ضعفاء ، فمن يشاهد القوة الاقتصادية أو العسكرية لأوروبا أو أمريكا يدرك بما لا يدع للشك مكان أن الإمبراطوريتين في قمة الضعف وأنهما تنحدران نحو الهاوية والأفول ، وهذه الأحداث وإن دخلت فيها أمريكا اقتصاديا أو عسكريا " البلاك وتر " القاتلة يدرك أفول هذه الإمبراطورية التي خرج الأمر من يدها وإن سعت في كل مرة أن تستغل الأحداث لقلب الأمور نحو تحقيق مصالحها ، فظهور التنظيمات التكفيرية وعودة القاعدة بقوة في أكثر من مكان ومحاولة أمريكا خلق تنظيمات مناوئة لها لدليل على قرب سقوط هذه الإمبراطورية ، فقد عودنا التاريخ أنه بعد خروج كل إمبراطورية ما من التاريخ أو تشكل نظام دولي جديد يأتي بعد مخاض عسير ونحن اليوم أمام عملية قيصرية لولادة نظام دولي جديد تخط سطوره سوريا الممانعة وحركات المقاومة ضد الكيان الصهيوني وكل الدول التي ترفض الهيمنة الغربية والرأسمالية المتوحشة ، وتقف على أبوابه روسيا والصين ودول البريكس .
لقد أدركت روسيا والدول المعنية بما تخططه الإمبريالية العالمية بالأمر و إلتحقت منذ البداية لتحصين نفسها ، وما حدث في أوكرانيا لا يعدو كونه جولة ، لكن المعركة لم تنتهي ، فمسلسل أوكرانيا تقع فيه الخيانة ، لكن سرعان ما يعود البطل للانتقام لشرفه .
بقلم : الزمزوم