تقاطيع نادرة من مخطوطة

[عبد الباسط آل القاضي]

[size="5"]هذه السطور انتخبتها لكم من مخطوطة تعود الى القرن الثامن هجري اي 879 وصاحب المخطوطة هو البروسوي احمد بن يوسف الشريف الحسيني الحنفي المقدسي -بعد 879 ه . اقتطفتها من كلام كثير قبله وبعده ....وهي كتاب ضخم اهداه المؤلف للسلطان ويحض فيه الرعية على الجهاد مع السلطان ويطرح اعذار كل واحد ويجيب عليها باسلوب رائع ورائق..
( ....فإن قلت لا يطيب نفسي بفراق زوجتي وجمالها وأنسي بقربها وسروري بوصالها فهب أن زوجتك أحسن النسوان وأجلّ هذا الزمان ، أليس أولها نطفة [قذرة] وأخرها جيفة قذرة وهي ما بين ذلك تحمل [العذرة] حيضها يمنعك شطر عمرها وعقوقها لك أكثر من برها أن لم تكتحل نعست عينها وان لم يتزين ظهر شينها وان لم تمتشط شعثت شعورها وان لم تدهن طفى نورها وان لم يتطيب تفلت وان لم يتطهر نتنت كثيرة العلل وسريعة الملل ان كبرت آيست وان عجزت هرمت تحسن إليها جهدك فتنكر ذلك عند السخط [كما قال] النبي صلى الله عليه وآله وسلم لوأحسنت إلى احديهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت منك خيرا قط .تروم فيها أقدر مافيها وتخاف هجرها وتخشى تجافيها يحملك حبها على الكد والتعب والشقاء الشديد والنصب .توردك الموارد والمهلكة وترضى في لون هواها بهلاكك ما أوشك تودها لمرادها منك فإن فات اعرضت عنك وهجرتك وطلبت سواك [سواك] وملتكَ وأظهرت قلاك وقالت بلسان حالها ان لم تفصح بمقالها واصلني وانفق او فارقني وطلق وبالجملة لا يمكن أن تستمتع بها الا على عوج ولا تدوم محبتك اياها الا مع ضيق وحرج ....يا لله العجب ليس يقعدك حب هذه عن وصال من خلقت من النور ونشأت في ظلال القصور مع الولدان والحور في دار النغيم والسرور ..)
[/size]