فتاوى الشيخ فركوس حفظه الله تعالى - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الفقه و أصوله

قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

فتاوى الشيخ فركوس حفظه الله تعالى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017-12-16, 20:08   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
وافي طيب
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي فتاوى الشيخ فركوس حفظه الله تعالى

في حكم الأناشيد الإسلامية والدعوةِ بها

السؤال:
ما حكمُ الأناشيد الإسلامية؟ وهل يجوز اتِّخاذُها وسيلةً للدعوة؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فتجدرُ الملاحَظةُ ـ أوَّلًا ـ أنَّ تقييدَ الأناشيدِ المتضمِّنةِ للأشعار والأرجاز بكونها «إسلاميةً» أو «دينيةً» غيرُ معروفٍ عند خيرِ الناس مِنَ القرون المفضَّلة ولا مَنْ بعدهم، وإنما كانوا يُفرِّقون بين الحَسَنِ والقبيحِ مِنَ الشِّعر والرَّجَز، أو بين المحمود والمذموم، أو بين ما يُكْرَهُ وما يجوز.
أمَّا الأناشيد إِنْ كانَتْ عبارةً عن أشعارٍ أو أرجازٍ تُرنَّم لإظهار السرور بها أو قَطْعِ المسافات في الأسفار أو ترويحِ النفس، وكانَتْ مُشْتَمِلةً على مَواعِظَ وأمثالٍ وحِكَمٍ، وخاليةً مِنَ المعازف وآلاتِ الطرب باستثناء الدفِّ في العيد والعرس، وكانَتْ سالِمَةً مِنَ الفُحْشِ والخَنَا الذي يُثير الشهوةَ ويدفع إلى الفاحشة أو يَصِفُ محاسنَ المرأةِ والخمرةَ ويشجِّع على شُرْبِها، ولم يتضمَّنِ الشِّعْرُ شركًا بالله تعالى أو كَذِبًا على الله ورسولِه صلَّى الله عليه وسلَّم وأصحابِه رضي الله عنهم؛ فلا مانِعَ منها إذ لا محذورَ فيها، لكنَّ الإكثار مِنَ الترنُّم بها أو الاستماعِ إليها غيرُ ممدوحٍ بل مرغوبٌ عنه؛ إذ ليس كُلُّ مُباحٍ يُباحُ على الإطلاق، وخاصَّةً إذا كانَتْ تصرف سامِعَها عن قراءةِ القرآنِ أو عن طَلَبِ العلمِ النافع أو الدعوةِ إلى الله تعالى، وقد أقرَّ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم على الشِّعر والرَّجَز والحُداء، وبوَّب البخاريُّ ـ رحمه الله ـ: «بابُ ما يجوز مِنَ الشعر والرَّجَز والحُداء وما يُكْرَه منه»(١)، وكان البراءُ بنُ مالكٍ رضي الله عنه يحدو بالرجال، وكان أَنْجَشَةُ يحدو بالنساء ـ وكان حَسَنَ الصوت ـ فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «يَا أَنْجَشَةُ، رُوَيْدَكَ سَوْقًا بِالقَوَارِيرِ»(٢)، والحُداءُ في الغالبِ إنما يكون بالرَّجَزِ وقد يكون بغيره مِنَ الشعر، وهو ضربٌ مِنَ الغناء، وشبيهُه غناءُ الركبانِ وغناءُ النصب، وقد نَقَلَ ابنُ عبدِ البرِّ ـ رحمه الله ـ جوازَ هذه الأوجه جميعًا ـ بلا خلافٍ ـ إِنْ سَلِمَ الشعرُ مِنَ الفحش والخَنَا.
أمَّا الأناشيد المسمَّاةُ إسلاميةً، التي تُقام على وجهٍ يُنْشَد فيه الشعرُ بالألحان والتنغيمِ استجلابًا للتطريب في حِلَقِ الذِّكر وغيرها، وقد يُصاحِبُه بعضُ المعازف وآلاتِ الطرب كالدفِّ والطبل والقضبان وغيرها؛ فهذا أَشْبَهُ بالتغبير الذي ذمَّهُ الشافعيُّ وأحمد وغيرُهما مِنَ الأئمَّة المتقدِّمين، فقَدْ صحَّ عن الشافعيِّ ـ رحمه الله ـ أنه قال: «خلَّفْتُ بالعراق شيئًا يسمَّى: التغبيرَ وضعَتْه الزنادقةُ، يشغلون به الناسَ عن القرآن»(٣)، وصحَّ عن أحمد ـ رحمه الله ـ أنه قال عنه: «بدعةٌ مُحْدَثةٌ»(٤).
ويكفي أنَّ المذاهب الأربعة اتَّفقوا على تحريمِ آلات الطرب تحريمًا كُلِّيًّا إلَّا ما استثناه الدليلُ وهو الدُّفُّ في النكاح والعيد، وقد ورَدَتْ نصوصٌ كثيرةٌ مِنَ الكتاب والسُّنَّةِ تذمُّ آلةَ الطرب وتمنعها(٥)، منها: قولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «صَوْتَانِ مَلْعُونَانِ: صَوْتُ مِزْمَارٍ عِنْدَ نِعْمَةٍ، وَصَوْتُ وَيْلٍ عِنْدَ مُصِيبَةٍ»(٦)، وقولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ وَالحَرِيرَ وَالخَمْرَ وَالمَعَازِفَ»(٧)، وغيرُها مِنَ الأدلَّة الشرعية.
هذا، وأمَّا اتِّخاذُ اللهوِ والغناء وسيلةً للدعوة إلى الله فلا يخفى على عاقلٍ عَدَمُ مشروعيته؛ لأنَّ ممارسةَ العملِ الدعويِّ ومباشَرتَه دون معرفةِ حُكْمِه والاستنادِ إلى دليلِه الشرعيِّ تحكُّمٌ واتِّباعٌ للهوى، وهو مردودٌ على صاحِبِه؛ إذ لا يجوز الخروجُ عن الحكم الشرعيِّ في المناهج والمقاصد والوسائل؛ لقوله تعالى: ﴿ثُمَّ جَعَلۡنَٰكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ فَٱتَّبِعۡهَا وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ ١٨﴾ [الجاثية]، وقولِه صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»(٨)؛ فوسائلُ الدعوة إلى الله ينبغي موافَقتُها للنصوص الشرعية العامَّة أو الخاصَّة وقواعدِ الشرع الكُلِّية، وإذا كانَتْ وسيلةُ الغناءِ تابعةً لمقاصدَ طائفيةٍ أو تخدم أغراضًا حزبيةً أو جهويةً فتُمْنَعُ بحكمِ تبعيَّتِها؛ لأنَّ طُرُقَ المناهي والمكروهاتِ تابعةٌ لها، و«النَّهْيَ عَنِ الشَّيْءِ نَهْيٌ عَمَّا لَا يَتِمُّ اجْتِنَابُهُ إِلَّا بِهِ»، وإذا كانَتْ وسيلةُ الغناءِ تمثِّل شعارًا خاصًّا بجماعةٍ معيَّنةٍ ذاتِ مَنْحًى عقديٍّ تدعو إليه، أو طائفيٍّ أو حزبيٍّ تسير على منهجه؛ فإنَّ الوسيلةَ تُمْنَعُ لِتَعلُّقِ وصفٍ منهيٍّ بها؛ فلذلك سيَّب النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وسيلةَ النفخِ في البوق للدعوة إلى الصلاة لكونه شعارَ اليهود، وتخلَّى عن الضرب بالناقوس لكونه شِعارَ النصارى، وتَرَكَ إيقادَ النارِ لكونه شِعارَ المجوس(٩).
والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.









 


رد مع اقتباس
قديم 2017-12-18, 10:15   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
وافي طيب
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي *: *فتاوى الصلاة*

الفتوى رقم: ٤٨٤

*الصنف*: *فتاوى الصلاة*
*السؤال:*
*ما حكمُ تعليقِ اللوحات التعليمية المُحْتَوِيةِ على صفةِ الصلاة والوضوء، وغيرِها مِن اللوحات التنبيهية والتوجيهية في المسجد؟ وجزاكم الله خيرًا*.
الجواب:
*الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على مَن أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد*:
فتعليق اللوحات الخاصَّةِ بالمفقودات بالمسجد مِن مَفاتيحَ ونحوِها هو ضربٌ شبيهٌ بإنشادِ الضالَّةِ قد يتناوله عمومُ حديثِ النهي عن إنشادِ الضالَّة في المسجد(١).
وكذلك لا يجوز تعليقُ اللوحات المبيِّنة لتاريخِ بناءِ المسجدِ مقرونةً باسْمِ مَن بَنَاه، خاصَّةً إن كان على وجهِ الرِّياء والسُّمعة.
وأمَّا تعليق اللوحات مِن القرآنِ الكريم والسنَّةِ النبوية فإنه يُكْرَه ذلك، خاصَّةً إذا كانَتْ هذه اللوحاتُ مُقابِلةً للمُصَلِّي وعلى جدارِ قِبْلته؛ لأنَّ المسجد مكانُ عبادةٍ وصلاةٍ وليس للنزهة الفنِّيَّة، وكُلُّ ما يَشْغَل ينبغي إبعادُه عن المُصَلِّي لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّ فِي الصَّلَاةِ لَشُغْلًا»(٢)، وإنما القرآنُ والسُّنَّةُ وَحْيٌ نَزَلَ للعملِ والاعتبار والاتِّعاظ، لا للعَرْض والتزيين والزخرفة.
وأمَّا تعليق اللوحات ذاتِ التوجيهات النافعة المُخْتلِفَةِ فلا مانِعَ مِن تعليقها عند بوَّابةِ المسجد لا داخِلَه، بحيث تُوضَع لوحةٌ تفصيليَّةٌ خاصَّةٌ بالتوجيهات والتنبيهاتِ اللازمةِ والضرورية صيانةً للمسجد وتحقيقًا لمصلحة المُصَلِّين.
غيرَ أنه يُشْتَرط أن لا تحتويَ هذه اللوحاتُ على رسوماتٍ متنوِّعةٍ أو ذواتِ الأرواح، أو أشكالٍ مُزَخْرَفةٍ، أو تتضمَّنَ كلامًا مُخِلًّا بالعقيدة أو أحاديثَ لا يصحُّ الاستنادُ إليها يعودُ ضَرَرُها على المسلمين، كما لا يجوز أن تكون لوحاتٍ إعلاميةً أو إشهاريةً أو إخباريةً؛ لأنَّ المساجد لم تُبْنَ لهذا، و«إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالصَّلَاةِ وَقِرَاءَةِ القُرْآنِ»(٣).
*والعلمُ عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا*.

*من تطبيق آثار العلامة محمد علي فركوس **










رد مع اقتباس
قديم 2017-12-18, 12:27   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
وافي طيب
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي *: *فتاوى الصلاة*

الفتوى رقم: ٤٨٤

*الصنف*: *فتاوى الصلاة*
*السؤال:*
*ما حكمُ تعليقِ اللوحات التعليمية المُحْتَوِيةِ على صفةِ الصلاة والوضوء، وغيرِها مِن اللوحات التنبيهية والتوجيهية في المسجد؟ وجزاكم الله خيرًا*.
الجواب:
*الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على مَن أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد*:
فتعليق اللوحات الخاصَّةِ بالمفقودات بالمسجد مِن مَفاتيحَ ونحوِها هو ضربٌ شبيهٌ بإنشادِ الضالَّةِ قد يتناوله عمومُ حديثِ النهي عن إنشادِ الضالَّة في المسجد(١).
وكذلك لا يجوز تعليقُ اللوحات المبيِّنة لتاريخِ بناءِ المسجدِ مقرونةً باسْمِ مَن بَنَاه، خاصَّةً إن كان على وجهِ الرِّياء والسُّمعة.
وأمَّا تعليق اللوحات مِن القرآنِ الكريم والسنَّةِ النبوية فإنه يُكْرَه ذلك، خاصَّةً إذا كانَتْ هذه اللوحاتُ مُقابِلةً للمُصَلِّي وعلى جدارِ قِبْلته؛ لأنَّ المسجد مكانُ عبادةٍ وصلاةٍ وليس للنزهة الفنِّيَّة، وكُلُّ ما يَشْغَل ينبغي إبعادُه عن المُصَلِّي لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّ فِي الصَّلَاةِ لَشُغْلًا»(٢)، وإنما القرآنُ والسُّنَّةُ وَحْيٌ نَزَلَ للعملِ والاعتبار والاتِّعاظ، لا للعَرْض والتزيين والزخرفة.
وأمَّا تعليق اللوحات ذاتِ التوجيهات النافعة المُخْتلِفَةِ فلا مانِعَ مِن تعليقها عند بوَّابةِ المسجد لا داخِلَه، بحيث تُوضَع لوحةٌ تفصيليَّةٌ خاصَّةٌ بالتوجيهات والتنبيهاتِ اللازمةِ والضرورية صيانةً للمسجد وتحقيقًا لمصلحة المُصَلِّين.
غيرَ أنه يُشْتَرط أن لا تحتويَ هذه اللوحاتُ على رسوماتٍ متنوِّعةٍ أو ذواتِ الأرواح، أو أشكالٍ مُزَخْرَفةٍ، أو تتضمَّنَ كلامًا مُخِلًّا بالعقيدة أو أحاديثَ لا يصحُّ الاستنادُ إليها يعودُ ضَرَرُها على المسلمين، كما لا يجوز أن تكون لوحاتٍ إعلاميةً أو إشهاريةً أو إخباريةً؛ لأنَّ المساجد لم تُبْنَ لهذا، و«إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالصَّلَاةِ وَقِرَاءَةِ القُرْآنِ»(٣).
*والعلمُ عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا*.

*من تطبيق آثار العلامة محمد علي فركوس **










رد مع اقتباس
قديم 2017-12-18, 22:28   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
محارب الحمق
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2017-12-19, 08:51   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
وافي طيب
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










New1 فتاوى اللباس

*جديد فتاوى الشيخ علي فركوس*
التبويب الفقهي للفتاوى:*فتاوى اللباس

الفتوى رقم: ١١٩٢

الصنف: فتاوى اللباس

في حكم نزع النقاب للمصلحة

السؤال:

أنا أختٌ مطلَّقةٌ ولي ولدٌ، وأنا عاملةٌ: أستاذةُ مدرسةٍ ابتدائية، وأرتدي النقابَ مِنْ باب الاستحباب وليس الوجوب؛ وعندما أَدْخلُ المدرسةَ أرفعه لأنه ممنوعٌ، ولأنَّنا مُلْزَماتٌ باستقبال أولياء الأمور وحضورِ الندوات مع الرجال؛ لذا أريد أَنْ أنزعه مِنْ هذا الباب، ومِنْ بابٍ آخَرَ: لأنَّ العُرْف ـ*عندنا*ـ أنَّ كُلَّ مُنْتقِبةٍ فهي متزوِّجة؛ فهل أنا آثمةٌ إِنْ نزعتُه؟ بارك الله فيكم.

الجواب:

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:

فبِغَضِّ النظر عن حكمِ عمل المرأة الذي سَبَق بيانُه في فتوَى سابقةٍ(١)، فإنَّ حكم النقاب مبنيٌّ على الأفضلية جمعًا بين الأحاديث الواردة فيه، القاضيةِ بأفضليَّته واستحبابه مِنْ باب كمالِ هيئة المرأة، وهو ـ*عندي*ـ أصحُّ قولَيِ العلماء.

وعليه، فالمرأة إذا تنقَّبَتْ ـ*بهذا الوجه*ـ طاعةً لله فلا تنزعه لغرض الزواج أو نحوِ ذلك؛ عملًا بقوله تعالى: ﴿وَلَا تُبۡطِلُوٓاْ أَعۡمَٰلَكُمۡ ٣٣﴾*[محمَّد]؛ فاللهُ تعالى يجازي عَبْدَه المُحْسِن بالنيَّة المُخْلِصة الصادقة، وييسِّر له أَمْرَه فيما يرغب فيه، أمَّا مع محارمها أو الأولاد الصغار دون البلوغ فلا بأسَ إِنْ وضعَتْ نِقابَها، وأمَّا في الأحوال الأخرى فيبقى الاستحبابُ قائمًا في حقِّها، ولا ينبغي ـ*والحالُ هذه*ـ أَنْ تُبْطِل عملَها إلَّا عند الحاجة أو الاضطرار وإِنْ لم يترتَّبْ عليها إثمٌ؛ فالْتزامُ المواصلة في الخير خيرٌ لها، واللهُ تعالى يعوِّضها خيرًا، واللهُ لا يُضيعُ أجرَ المحسنين المُصْلِحين.

والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.

الجزائر في: ٠٧ مِنَ المحرَّم ١٤٣٩ﻫ
الموافق ﻟ: ٢٧ سـبتـمـبر ٢٠١٧م

*










رد مع اقتباس
قديم 2017-12-19, 21:50   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
وافي طيب
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي ألفاظ في الميزان

الفتوى رقم: ٧٤٧

الصنـف: فتاوى متنوِّعة - ألفاظٌ في الميزان

في حكم التسميات التالية:
«دحمان» «عبد قَّا» «حمُّو» «يسُّو» وغيرها

السـؤال:

هل يُشْرَعُ تسميةُ المولود باسْمِ «دحمان» أو «دحمون» أو «رحمو» أو «حمُّو» أو «يسُّو»؟ أفيدونا جزاكم اللهُ خيرًا.

الجـواب:

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:

• فاسْمُ «دَحْمَان» و«دَحْمُون» مِن الدَّحْم وهو: الدفع الشديد، ومنه سُمِّيَ الرجلُ: دحمان ودُحَيْمًا(١)، ودَحَمَ المرأةَ يَدْحَمُها دَحْمًا، أي: هو «النكاحُ والوطءُ بدفعٍ وإزعاجٍ»(٢)، قال ابن حِبَّان في دُحَيْمٍ القاضي: «دُحَيْمٌ: تصغيرُ دَحْمَان، ودحمان ـ بلُغَتِهم ـ: خبيثٌ»(٣)، قال بكر أبو زيد: «وهذا اللقب مُنْتَشِرٌ ـ عندنا ـ في اليمامة، يُلَقَّبُ به مَن اسْمُه: عبد الرحمن على وجهِ الغضب»(٤).

• أمَّا «رحمو» فهو تحريفٌ فظيعٌ وتبديلٌ شَنِيعٌ لاسْمِ «عبد الرحمن»، وكذلك اسْمُ «عَبْدَ قَّا» اختصَرَتْهُ بعضُ المناطقِ الغَرْبِيَّةِ مِن الجزائر اختصارًا مُنْكَرًا عن اسْمِ «عبد القادر» بما يُبدِّلُ لفظَ الجلالةِ «القادر» ويحرِّفُ معناها، فهذا وغيرُه مِن قبيل اشتقاق أهلِ الجاهليةِ الأسماءَ الباطلةَ مِن اسْمِ الإلهِ الحقِّ، على ما جاء في قوله تعالى:*﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى﴾*[النجم: ١٩-٢٠]؛ فإنَّ «اللاَّت» مُشْتَقَّةٌ مِن*الله*أو مِنَ*الإله، فاشتقَّ أهلُ الجاهلية مِن أسماء اللهِ اسمًا للصَّنَم، وهي لأهل الطَّائف ومَنْ حولَهُمْ مِن العرب، و«العُزَّى» وهو مشتقٌّ من اسم اللهِ «العزيز»، وهو صَنَمٌ يعبُدُه قريشٌ وبنو كِنانة، كان بنخلةَ بين مكَّة والطائف، و«مَنَاةُ» مُشْتَقَّةٌ على أحَدِ الأقوال مِن «المنَّان»، وهو صَنَمٌ بين مكَّةَ والمدينةِ لِخُزَاعَةَ وهُذَيلٍ.

• وأمَّا «حَمُّو» و«يسُّو» فما هي إلاَّ ألقابٌ أو أسماءٌ مُخْتَصَرةٌ مِن اسْمِ «محمَّدٍ» و«يوسف» يُؤتَى بها للتحبُّب ما أَنْزَلَ اللهُ بها مِنْ سلطانٍ، وتكثر في المناطق الجنوبية وعند الإباضية خاصَّةً، فَقَلْبُ الأسماءِ المشروعةِ إلى أسماءٍ باطلةٍ مِن تلاعُبِ الشيطانِ وإزالته لخَيْرِيَّةِ الأسماءِ الأصيلةِ إلى ضِدِّها، وقد أَفْصَحَ عن ذلك ابنُ الحاج المالكيُّ في «المدخل» بقوله: «فلمَّا رأى الشيطانُ هذه البركةَ وعمومَها أراد أَنْ يُزيلَهَا عنهم لعبادته الذميمةِ وشيطنَتِهِ الكمينةِ فلم يُمْكِنْهُ أَنْ يُزيلَهَا إلاَّ بِضدِّها، وهو أَنْ يكون الاسْمُ يعودُ عليهم بالضُّرِّ، ثمَّ إنه لا يأتي لأحَدٍ إلاَّ بالوجه الذي يَعرفُ أنه يَقْبَلُ منه، فلمَّا كان أهلُ المشرق الغالبَ على بعضهم حُبُّ الفخر والرئاسة أبدلَ لهم تلك الأسماءَ المبارَكةَ بما فيه ذلك نحو «عزِّ الدِّين»، و«شمس الدِّين»، إلى غير ذلك ممَّا قد عُلِم، فنَزَّلَ التزكيةَ مَوْضِعَ تلك الأسماءِ المبارَكةِ، ولَمَّا أَنْ كان أهلُ المغربِ الغالبَ عليهم التواضعُ وتركُ الفخر والخُيَلاَءِ أتى لبعضهم مِن الوجه الذي يَعْلَمُ أنهم يَقْبَلُونَهُ منه فأوقَعَهُم في الألقاب المَنْهِيِّ عنها بنصِّ كتاب الله تعالى، فقالوا ﻟ «محمَّد»: حمُّو، وﻟ «أحمد»: حمدوس(٥)، وﻟ «يوسف»: يَسُّو، وﻟ «عبد الرحمن»: رحمو، إلى غير ذلك ممَّا هو معلومٌ معروفٌ عندهم مُتعارَفٌ بينهم، فأعطى لكُلِّ إقليمٍ الشيءَ الذي يعلم أنهم يقبلونه منه، نعوذُ بالله مِن ذلك»(٦).

والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.

الجزائر في: ٢٥ ربيع الأوَّل ١٤٢٨ﻫ
الموافق ﻟ: ١٣ أبريل ٢٠٠٧م

(١)*«لسان العرب» لابن منظور: (٤/ ٣٠٢).

(٢)*«النهاية» لابن الأثير (٢/ ١٠٦).

(٣)*«تهذيب التهذيب» لابن حجر (٦/ ١٣٢).

(٤)*«معجم المناهي اللفظية» لبكر أبو زيد: (٢٥٧).

(٥)*هذا، والعرب سمّت حامدًا وحُمَيدًا وحَميدًا ومحمودًا وحمّادًا وحَمْدًا وأحمد وحمدون وحَمْدين وحَمْدان وحَمْدى وحَمُّودًا ويَحْمد ويُحْمدُ، كما سمّت رجال من العرب أبناءهم من الجاهلية بمحمّد لإخبار الرهبان أنه سيكون نبي يسمّى محمّدًا. [«القاموس المحيط» للفيروزآبادي: (١/ ٣٥٥)، «لسان العرب» لابن منظور: (٣/ ٣١٦)، «تاج العروس» للزبيدي: (١/ ١٩٦٢)].

(٦)*«المدخل» لابن الحاج (١/ ١٢٩).
https://ferkous.com/home/?q=fatwa-747










رد مع اقتباس
قديم 2017-12-19, 22:22   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
mustapha.cnc
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2017-12-20, 00:37   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
طريق الربح
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية طريق الربح
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله كل خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2017-12-20, 14:30   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
وافي طيب
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم










رد مع اقتباس
قديم 2017-12-20, 14:39   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
وافي طيب
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي في حكم الفِرَق الضالَّة مِنْ أهل القِبْلة

في حكم الفِرَق الضالَّة مِنْ أهل القِبْلة

السؤال:
هل الفِرَقُ الضالَّةُ كُلُّها تُخلَّدُ في النارِ أم أنها تُعذَّب ثمَّ تدخل الجنَّةَ؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فالفِرَقُ الضالَّةُ إمَّا أَنْ لا يُخْرِجها ضلالُها مِنْ حظيرةِ الإسلام وتكون مِنْ عمومِ أُمَّة الهداية، فهؤلاء إِنْ ماتوا على فِسْقِهِمْ فَيَرِدُونَ النارَ ولا يخلدون فيها، بل يخرجون منها بشفاعةِ الشافعين وبرحمةِ ربِّ العالَمِين إِنْ كان في قلوبهم ذرَّةٌ مِنْ إيمانٍ كما ورَدَتْ به الأحاديثُ الصحيحة، وقد قال صلَّى الله عليه وسلَّم في حديثِ الفِرَق: «أَلَا إِنَّ مَنْ قَبْلَكُمْ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ افْتَرَقُوا عَلَى ثِنْتَيِنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَإِنَّ هَذِهِ المِلَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ: ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ، وَوَاحِدَةٌ فِي الجَنَّةِ وَهِيَ الجَمَاعَةُ»(١)؛ فَفِرَقُ أهلِ القِبْلةِ الخارجةُ عن أهلِ السُّنَّةِ متوعَّدون بالهَلَاك والنار، وحُكْمُهم حُكْمُ عامَّةِ أهلِ الوعيد إلَّا مَنْ كان منهم كافرًا في الباطن.
أمَّا إذا كان ضلالُهَا أخرجها ـ بعد قيامِ الحُجَّةِ عليها ـ مِنْ دائرةِ الإسلام وارتدَّتْ عنه؛ فهؤلاء تُجْرَى عليهم أحكامُ أهلِ الكفر، وحُكْمُهم حكمُ المرتدِّين، ولا يدخلون تحت المشيئةِ؛ لقوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱفۡتَرَىٰٓ إِثۡمًا عَظِيمًا ٤٨﴾ [النساء]، وغيرِها مِنَ الآيات التي نَزَلَتْ تتوعَّد الكُفَّارَ بالخلود في النار.
والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.
الجزائر في: ٠٨ جمادى الثانية ١٤٢٦ﻫ
الموافق ﻟ: ١٤ جويلية ٢٠٠٥م










رد مع اقتباس
قديم 2017-12-21, 07:10   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
الاخ ياسين السلفي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية الاخ ياسين السلفي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حفظ الله شيخنا فركوس وجعله شوكة في حلقة كل مبتدع وضال










رد مع اقتباس
قديم 2017-12-21, 07:11   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
الاخ ياسين السلفي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية الاخ ياسين السلفي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

في حكم تشييخ الحدث


السـؤال:

قد كَثُرَ في هذا الزمانِ التلقيبُ بالشيخ على كُلِّ مَنْ تَصَدَّرَ للتدريس أو الدعوة ، حتَّى ولو كان مستواه عاديًّا جدًّا ، فأرجو مِن فضيلتكم بيانَ مدلولِ هذه الكلمةِ ومَن يَسْتَحِقُّها ؟ وجزاكم اللهُ خيرًا .

الجـواب :

الحمدُ لله ربِّ العالمين ، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين ، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين ، أمَّا بعد :
فالشيخ هو كُلُّ مَن زادَ على الخمسين، وهو فوق الكهلِ ودون الهَرِمِ الذي فَنِيَتْ قوَّتُه ، وهو يُسَمَّى بالشيخ الفاني (ظ،) .
وفي مَقامِ العلم يُطْلَق هذا اللقبُ على كُلِّ كبيرِ السنِّ المَهيبِ الوَقورِ الذي اكتسب التجربةَ في مُخْتَلَفِ العلوم واستصحب الخبرةَ في مجالاتها ، ويتمتَّع غالبًا بقوَّةٍ في رَدِّ الشبهة وتقريرِ الحُجَّة ، ويظهر ذلك في إنتاجه العلميِّ والتربويِّ والتوجيهيِّ ، بعيدًا عن الهوى واستمالةِ النفس به إلى الطمع بما في أيدي الناس .
وتأسيسًا على هذا المعيار فلا يَليقُ تلقيبُ طالبٍ مبتدئٍ في العلوم أو شابٍّ حديثِ السِّنِّ ï؛‘ « الشيخ » بالمعنى الاصطلاحيِّ ، ولو اكتسب بعضَ العلوم أو تخرَّج مِن جامعةٍ شرعيةٍ أو مركزٍ للعلوم أو زاويةٍ لحفظِ كتاب الله وبعضِ سنن المصطفى صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ، أو وُسِم بشهاداتٍ وإجازاتٍ وتزكياتٍ ، لأنَّ المناهج الدراسية المتَّبعة حاليًّا قصيرةُ المدَّة لا تَفي بالغرض ولا تغطِّي المطلوبَ ، وجوانبُ النقص في الطالب على العموم بارزةٌ بل حتَّى في أستاذه فهو ـ في الجملة ـ يحتاج بدوره إلى إعادة تأهيلٍ . وقد نُقِلَ عن الشافعيِّ ـ رحمه الله ـ قوله : «مَن طَلَبَ الرئاسةَ فرَّتْ منه ، وإذا تَصَدَّرَ الحَدَثُ فاتَهُ علمٌ كثيرٌ» (ظ¢) .
وفي تعليقٍ لابن قتيبة ـ رحمه الله ـ على أثَرِ ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه قولُه : « لا يَزال الناسُ بخيرٍ ما أخذوا العِلْمَ عن أكابرهم وأُمَنائهم وعلمائهم » (ظ£) ، قال رحمه الله ـ شارحًا معنى الأثر ـ : « لأنَّ الشيخ قد زالت عنه متعةُ الشباب وحِدَّتُه وعجلتُه وسَفَهُه ، واستصحب التجربةَ والخبرة ، فلا يدخل عليه في عِلْمِه الشبهةُ ، ولا يَغْلِب عليه الهوى ، ولا يَميل به الطمعُ ، ولا يستزلُّه الشيطانُ استزلالَ الحدث ، فمع السنِّ والوقار والجلالة والهيبة ، والحَدَثُ قد تدخل عليه هذه الأمورُ التي أُمِنَتْ على الشيخ ، فإذا دَخَلَتْ عليه وأفتى هَلَكَ وأهلك » (ظ¤) .
وعليه ، فإنَّ تلقيبَ مَن لا يَليق برتبة المشيخة يندرج تحت « وضعِ الأشياء في غير موضعها الصحيح » مع فتحِ مَداخِلِ الشيطان في نَفْسِ الطالب المتطلِّع وتُورِّثُه هذه التلقيباتُ مِن أنواع أمراض القلوب ما لا يخفى مِن العُجب والغرور والاكتفاء بالنفس والتكبُّر عند الطلب ونحوِ ذلك مِن آفات العلم ، وقد ينعكس الأمرُ سلبًا على سلوكه النفسيِّ والتربويِّ ، فيؤدِّي إلى التشنيع بالأكابر والتنقُّص منهم والنيلِ مِن مَناصِبِهم .
وفي مَقامِ الرئاسة والفضل والمكانة فإنَّ إطلاق لفظِ « الشيخ » يكون غالبًا مُضافًا إلى مكانٍ أو مكانةٍ كشيخ البلد فإنه يُطْلَق على منصبٍ إداريٍّ في القرية وهو دون العمدة ، وشيخِ الفضل والإحسان وما يُقابِلُ ذلك في باب الرذيلة كشيخ الضلالة والغواية والفساد ونحو ذلك .
والعلمُ عند اللهِ تعالى ، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين ، وصلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين ، وسلَّم تسليمًا .
الجزائر في : ظ،ظ¥ جمادى الثانية ظ،ظ¤ظ£ظ*ﻫ
الموافق ï»ں : ظ*ظ¨ جوان ظ¢ظ*ظ*ظ©م
(ظ،) انظر: «التعريفات الفقهية» للبركتي (ظ،ظ¢ظ¥) .
(ظ¢) «صفة الصفوة» لابن الجوزي (ظ¢/ ظ¢ظ¥ظ¢) .
(ظ£) «نصيحة أهل الحديث» للخطيب البغدادي (ظ،/ ظ¢ظ¨) .










رد مع اقتباس
قديم 2017-12-21, 07:13   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
الاخ ياسين السلفي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية الاخ ياسين السلفي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حث النفوس على نيل الدروس بجمع مناقب العلامة محمد علي فركوس حفظه الله.


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:

فإن الله خلق الخلق لعبادته و اصطفى منهم خيارهم لتبليغ دينه وشرعته فأرسل الرسل والأنبياء واجتبى الدعاة والعلماء.

قال تعالى: وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ غ— مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ غڑ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىظ° عَمَّا يُشْرِكُونَ -القصص : 68-

قال العلامة السعدي رحمه الله:

هذه الآيات، فيها عموم خلقه لسائر المخلوقات، ونفوذ مشيئته بجميع البريات، وانفراده باختيار من يختاره ويختصه، من الأشخاص، والأوامر [والأزمان] والأماكن، وأن أحدا ليس له من الأمر والاختيار شيء.
.
قال ابن بطة رحمه الله تعالى في وصف العلماء:

هم صفوة الله من عباده و أهل نوره في بلاده ، اصطفاهم الله لعلمه واختارهم لنفسه وعرفهم حقه ودلهم على نفسه، فأقام بهم حجته و جعلهم قوامين بالقسط ذُبابا عن حُرمه نصحاء له في خلقه فارين إليه بطاعته، فلذلك أمر الله عز وجل بمسألتهم والنزول عند طاعتهم فقال عز وجل: فاسألو أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.

ثم ألصق طاعتهم بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فقالأَطِيعُوا الله وأَطِيعُوا الرسول وأولي الأمر منكم).

قيل: الفقهاء فطاعتهم على جميع الخلق واجبة و معصيتهم محرمة من أطاعهم رشد ونجا ومن خالفهم هلك و غوى، هم سُرج العباد ومنار البلاد وقوام الأمم وينابيع الحكم في كل وقت وزمن، وصفهم الله عز وجل بالخشية والاعتبار والزهد في كل ما رغب في الجهلة الأغمار فقال عز من قائل: إنما يخشى الله من عباده العلماء. إبطال الحيل ص 53-52.

قال الشاعر:

الأَرْضُ تَحْيَا إِذَا مَا عَاشَ عَالِمُهَا::: وَإِنْ يَمُتْ عَالِمٌ مِنْهَا يَمُتْ طَرَفُ
كَالأَرْضِ تَحْيَا إِذَا مَا الْغَيْثُ حَلَّ بِهَا::: وَإِنْ أَبَى حَلَّ فِي أَكْنَافِهَا التَّلَفُ

و إن للعلماء على الناس حقوقا عظيمة منها بيان مكانتهم ومنزلتهم ونشر فضائلهم ومحاسنهم قبل موتهم وذهابهم فإن بذهابهم ذهاب العلم و موته.

قال الشيخ أحمد السبيعي حفظه الله مبينا هذا المعنى العظيم في لقاء بعنوان '' من معين الشيخ ربيع'':

فإن ذكر عالم حي بالفضل فإنه إحالة للناس للانتفاع به والاستفادة منه وذكر فضائل العالم المعين في حياته ليس ببدع من القول فقد ثبت في البخاري عن ابن عمر أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا والنبي صلى الله عليه وسلم حي وهم متوافرون يذكرون فضل أبي بكر ثم فضل عمر ثم فضل عثمان وكذلك كان أصحاب عبد الله بن المبارك وهو حي يرزق يذكرون فضائله حتى بلغوا بذكر فضائله إلى مائة وهكذا كان هدي السلف الصالح وهذا لا يتنافى مع ما جاء من النهي من الإطراء والمدح والفتنة للحي لأنه يذكر ما ثبت من الفضل من أمور وجودية وعلمية دون مبالغة في المديح والإطراء والغلو .

و إن ممن من الله عليه في بلادنا الجزائر وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة الشيخ الكبير والأصولي النحرير سماحة الوالد أبي عبدالمعز محمد علي فركوس حفظه الله ومتع به ، فكم حباه الله من الخصال الحميدة والخلال الفريدة، عرفه المخالف قبل الموافق والقاصي قبل الداني ،انتشر علمه بين العلماء وذاعت تأصيلاته وتقسيماته عند الفقهاء أعيا البلغاء ونقد الخطباء، فنهلوا من معينه وارتشفوا من رحيقه، بهر من حضر له بسمته العالي و متع من رآه بلطفه المتوالي.


قال الأخ الشاعر أبو ميمونة منور عشيش وفقه الله في معرض ثنائه على عالم الجزائر الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله:

فَهَذَا بَعْضُ حَقِّ الشَّيْخِ مِنِّي***وَتَقْصِيرِي أَرَاهُ اليَوْمَ بَادِي
لِـ فَرْكُوسٍ أَبِي عَبْدِ المُعِزِّ***عَظِيمُ الحُبِّ يَحْوِيهِ فُؤَادِي
أَقُولُ الشِّعْرَ مُمْتَدِحًا وَيجْرِي***لِشَيْخٍ مِثْلِ فَرْكُوسٍ مِدَادِي
فَمَنْ كَالشَّيْخِ فِي عِلْمِ الأُصُولِ؟***لَهُ لَبَّى وَأَسْلَمَ فِي انْقِيَادِ
تَآلِيفٌ كَمِثْلِ الشَّمْسِ تَتْرَى***فَإِنَّ الشَّيْخَ أَهْلٌ لاِجْتِهَادِ
وَهَذَا مَوْقعٌ بالعِلْمِ يَزْهُو***كَمِثْلِ النَّبْعِ يَرْوِي كُلَّ صَادِي
وَبِـالإحْيَاءِ قَدْ أَحْيَا نُفُوسًا***مَوَاتًا إِذْ هَدَاهَا لِلرَّشَادِ
أَمَامَ البَيْتِ لِلْفَتْوَى لِقَاءٌ***بِنَادٍ طَيِّبٍ خَيْرِ النَّوَادِي
تَرَى نَاسًا عَلَى شَيْخِي وُفُودًا***لِنَيْلِ العِلْمِ حَاضِرِهِمْ وَبَادِي
رَأَيْتُهُ شَامِخًا فِي غَيْرِ كِبْرٍ***كَرِيمَ النَّفْسِ مِنْ أَهْلِ الوِدَادِ


وكانت قد جالت في خاطري فكرة في أن أقيد بعض ما علق في الذهن من مآثر الشيخ حفظه الله تأدية لبعض حقه على أهل الجزائر ممن عايشه وعرفه لمدة من الزمن وإن كان غيري أولى بي بكثير ولكن حسبي أنه ليس لي من ذلك إلا حب المسارعة والمبادرة الى الخيرات خشية الفوات واللحاق بركب الأموات.

قال الشيخ مصطفى مبرم حفظه الله في تغريدة له في حسابه:
لو أنصف أهل الجزائر لعلموا أن بين أظهرهم عالما راسخا لا يحتاجون معه إلى رحلة -الشيخ فركوس- وأخشى أن يصدق عليهم قول الشافعي في أهل مصر والليث بن سعد.

فحق على أهل الجزائر أن يخشوا أن يصدق فيهم قول الشافعي رحمه الله في أهل مصر والليث بن سعد حين قال:

الليث أفقه من مالك إلا أن أصحابه لم يقوموا به. "ت 175 هـ". "تهذيب الكمال" 24/255.

ومن المقرر أن تلاميذ العالم وأصحابه لهم اليد الطولى بعد إخلاصه لله عز وجل في انتشار علمه وذيع صيته من عدمه.

فعن نعيم بن حماد حدثنا جرير عن عاصم قال : تبعت الشعبي فمررنا بإبراهيم فقام له إبراهيم عن مجلسه ، فقال له الشعبي : أما إني أفقه منك حيا ، وأنت أفقه مني ميتا ، وذاك أن لك أصحاب يلزمونك فيحيون علمك. سير أعلام النبلاء 526\4

و قال عبدالأول بن حماد الأنصاري عن والده رحمه الله:
90- وسمعته يقول: (إن الشيخ تقي الدين الهلالي ضَيَّعَه تلامذته).يعني: لم ينشروا علمه ولم يترجموا له. 2/606.

فنهيب بكل إخواننا السلفيين ممن عرف الشيخ أو حضر شيئا من مجالسه أو كان قريبا منه وسمع عنه منقبة أو خصلة أو حكاية أن يسعى في ذكرها شريطة أن يكون ضابطا لمحتواها متقنا لمعناها فلا يهم كثرة النقل عن الشيخ بقدر ما يهم صحة ذلك والشيئ بالشيئ يظهر وينتشر وإنما السيل إجتماع النقط .

و لعل بعض إخواننا يتذكر قبل أشهر تلك الأيام التي مرض فيها الشيخ -عافاه الله و سلمه من كل سوء ومكروه- والمكتبة خاوية على عروشها و المسجد يحن ويشتاق لفراق الشيخ وطلبة العلم في كل صوب واتجاه يسألون عن حاله ويتسفسرون على صحته حالهم كالثكلى الفاقدة لوليدها وتلوح لك في الأفق صورة حزينة تحترق منها الكبد كمدا تتمثل في حال الجزائر بعد وفاة الشيخ وحينذ تكثر الحسرات و تتوالى الزفرات والله المستعان.


قال الشيخ أبو همام الصومعي البيضاني _حفظه الله_ في "الإكليل لأجوبة العلامة ربيع بن هادي المدخلي عن أسئلة المصطلح والجرح والتعديل ص 25 ) :

"(لقد كنت أنا ومجموعة من طلاب شيخنا _حفظه الله_ في مكتبته العامرة، أثناء قراءتنا عليه في "صحيح مسلم" سنة ( 1428 هـ )، فجاء العلامة عبد الله بن عقيل وسلم على شيخنا، وقال له: هات رأسك أُقبله. فقال الشيخ ربيع: أستغفر الله، أستغفر الله، فجلس ابن عقيل _حفظه الله_ وبعدما سأل شيخنا عن صحته، قال: يا طلبة العلم، عليكم بالشيخ ربيع، عليكم بهذا العالم، والله إذا ذهب من بين أيديكم لتعضن أصابع الندم.

فعليكم يا أهل الجزائر بعالمكم قبل أن تعضوا أصابع الندم، فقيدوا مآثره وانشروا مواقفه واعرفوا فضله وقدره.










رد مع اقتباس
قديم 2017-12-21, 09:58   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
وافي طيب
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك أخ ياسين










رد مع اقتباس
قديم 2017-12-21, 13:25   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
الاخ ياسين السلفي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية الاخ ياسين السلفي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وافي طيب مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك أخ ياسين
وفيك بارك الله استاذنا









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:57

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc