|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
فتن هذا الزمان وكيفية مقاومتها
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2015-03-02, 21:00 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
فتن هذا الزمان وكيفية مقاومتها
المقدمة إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.أما بعد ([1]): قال تعالى: }الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ{ [العنكبوت: 1-3]. ولقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن وقوع الفتن، وبين أن النجاة منها يكون بالاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فعن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ألا إنها ستكون فتن» فقلت: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: «كتاب الله فيه نبأ من قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم» رواه الإمام أحمد والترمذي. إننا اليوم في معترك فتن عظيمة، فتن كقطع الليل المظلم، فالمال فتنة، والأولاد فتنة، والنساء فتنة، ومخالطة الأشرار من الكفار والمنافقين فتنة، والدعاية إلى الباطل والتنفير من الحق فتنة، وقرناء السوء فتنة، والدعاية إلى اللهو والضلال والباطل فتنة، وغيرها كثير. إن الإنسان عندما يقع في خطر ومصيبة من المصائب فهو يبين أمرين: إما أن يأخذ بأسباب النجاة والخلص منها فينجو، وهذا لا شك هو المطلوب من الإنسان العاقل أن يفعله. وإما أن يستسلم ويترك الأمر فيهلك، وهذا هو السفيه الذي يستسلم ولا يعمل بالأسباب. لقد كثرت الفتن في هذا الزمان وأخذت أمواجه تتلاطم بألوان الشرور؛ فعلى المسلم أن يحذر منها بالاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وليحذر المسلم كل الحذر أن يكون ممن يثير الفتن أو يتعرض لها أو يميل إليها فتنصب عليه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي خير من الساعي، ومن تشرف لها تستشرفه» متفق عليه. وعلينا جميعًا حكام ومحكومين، علماء وغير علماء أن نتعاون على إطفاء نار الفتن بجميع ألوانها بالحكمة والموعظة الحسنة، وإن لم نفعل فإنها ستكون عاقبته خطيرة ونهايته مؤلمة قال تعالى: }وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ{ [الأنفال: 25]. واعلموا أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان }لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا{ [هود: 7] وأن الآخرة هي دار القرار فالسعيد من حفظه الله من الفتن، والشقي من وقع فيها وصار من أهلها نسأل الله السلامة. وفي هذه الرسالة الصغيرة نذكر باختصار بعض الفتن التي انتشرت وكثرت في هذا الزمان، وابتلي بها كثير من المسلمين، فهي فائدة للمستفيد، وعبرة للمعتبر، و الله أعلم وأحكم. * * * معنى الفتنة الفتنة: هي الابتلاء والامتحان.وقد يسمى الشرك والكفر فتنة كما قال تعالى: }وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ{ [البقرة: 193] أي: حتى لا يكون شرك ولا كفر. ويقول تعالى: }وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا{ [الأحزاب: 14]. ولكن أكثر ما تطلق الفتنة على ما يكون فيه بلاء ومحنة، ينحرف وينخدع بها الكثير من الخلق، ولا يستطيعون مقاومتها وينحرفون معها، وتلك هي الفتن المضلة التي خشيتها النبي صلى الله عليه وسلم على أمته، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا يبيع دينه بعرض من الدنيا» رواه أبو داود وابن ماجه. بمعنى أن الرجل إذا جاءته تلك الفتن أو بعضها، انخدع بها وضل وانحرف عن الحق والهدى، وباع دينه بدنياه، باعه بعرض من الدنيا! هذه الفتن تحققت أو أكثرها في زماننا، ولأجل ذلك لا يصبر عليها ولا يصابر إلا من ثبته الله ورزقه علمًا وبصيرة. شياطين الإنس وشياطين الجن لما علم الشيطان أنه هالك، وأنه من أهل النار، وأنه سيدخلها لا محالة حرص على إغواء بني آدم ليدخلوها معه، وأقسم على ذلك قال تعالى: }قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ{ [ص: 82، 83].وأخبر الله تعالى بأن للإنس شياطين قال تعالى: }وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ{ [الأنعام: 112]. فانظر كيف بدأ سبحانه وتعالى بشياطين الإنس قبل شياطين الجن لأن شياطين الإنس هم الذين يدعون إلى ما يدعو إليه شياطين الجن! يدعون إلى الكفر وإلى البدع وإلى المعاصي، كما يدعو الشيطان! وذكر بعض العلماء أن الشيطان يدعو الناس إلى الذنوب إلى أكبرها، ثم إلى ما يليه، ثم إلى ما يليه، قال ابن القيم في كتابه الذي سماه (بدائع الفوائد) في آخر المجلد الثاني. إن الشيطان يدعو الإنسان إلى ستة أشياء إن حصل على الأول وإلا انتقل إلى الثاني؛ يدعوه إلى الكفر والشرك! فإذا أوقعه في الكفر والشرك ظفر واستراح منه, وإن عجز عن إيقاعه في الكفر دعاه إلى البدع! فإذا وقع في البدع حسنها له، ورضي وقنع بها منه. وإذا عجز عن إيقاعه في البدع! أوقعه في الكبائر! وإذا لم يوقعه في الكبائر أوقعه في الصغائر! وإذا لم يقدر على إيقاعه في الصغائر، أوقعه في المباحات حتى تشغله عن الطاعات. فإذا عجز عنه، أوقعه في الأعمال المرجوحة وترك الأعمال الراجحة! وهذه مقاصد. فإذا عجز عن ذلك كله لم تبق لديه إلا حيلة واحدة لم يسلم منها أحد، ولو سلم منها أحد لسلم أنبياء الله ورسله، وهي تسليط جنوده الذين هم شياطين الإنس، الذي هم إخوانه؛ فيسلطهم على أولئك المتمسكين بدين الله! وهكذا فإن من دعاة شياطين الإنس كذلك من يدعون إلى الكفر والشرك ويدعون إلى كبائر الذنوب والإيقاع فيها، وتارة إلى صغائرها وإذا عجزوا أوقعوا الناس في المباحات، وإذا عجزوا صرفوهم عن الأعمال الفاضلة إلى الأعمال المرجوحة، فإن عجزوا لم يجدوا إلا الأذى باللسان، أو باليد، أو بما قدروا عليه من أنواع الأذى! فبذلك يأخذ الإنسان حذره من شياطين الجن وشياطين الإنس. ([1]) أصل هذه الرسالة محاضرة لفضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين ألقيت في أحد المساجد وقد أذن لي فضيلته بنسخها وتصحيحها وطبعها بعد أن راجعها فضيلته وصححها وأضاف عليها فجزى الله فضيلته خير الجزاء ونفع بها كل من قرأها، وجزى خيرًا كل من ساهم في إخراجها إنه سميع مجيب (أبو أنس).
|
||||
2015-03-02, 21:05 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
أنواع الفتن حتى يكون المسلم على بصيرة من دينه، وحتى لا ينخدع بهذه الفتن خاصة من كان مستقبل عمره, أي في سن الشباب, فإنه كثيرًا ما ينخدع إذا لم يوفقه الله بعقل وحلم وفهم وإدراك لهذه الفتن.فينخدع لأدنى داع يدعو إليه, فلأجل هذا لا بد من ذكر أمثلة لبعض الفتن المنتشرة في هذا الزمان ومن المعلوم أن الفتن لا تدعو إلى نفسها، بل لها من يروجها، و من ينشرها ويدعو إليها، وهم الذين يسمون الدعاة. والفتن على نوعين: النوع الأول: الدعاة إلى الشرك والكفر والضلال والمعتقدات السيئة. النوع الثاني: الدعاة إلى الذنوب والمعاصي صغيرها وكبيرها، ونأتي على ذكر كل نوع من هذه الأنواع باختصار للتذكير والبيان، فإن المقام لا يتسع للتفصيل فأقول: النوع الأول: الدعاة إلى الشرك والكفر والضلال والمعتقدات السيئة: إن من الفتن في هذا الزمان الدعوة إلى الشرك والكفر والضلال والمعتقدات السيئة من قريب أو بعيد، ومعروف أن الله تعالى قد فطر الإنسان على معرفته، وعلى الإقرار به ربًا، وإلهًا، ومعبودًا، كما قال تعالى: }فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ{ [الروم: 30] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كل مولود يولد على الفطرة, فأبواه يهودانه أو ينصرانه، أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء» متفق عليه. أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بأن الإنسان عندما يخرج إلى الدنيا يخرج وهو كامل الحواس، مستعد لتقبل الخير، ولو ترك لنفسه لعرف ربه، وعرف ما يؤمر به، ولعرف أنه غير مهمل ولم يترك، ولعرف أيضًا أنه مكلف ولكن هناك من يربيه: فإما تربية حسنة تتغذى بها تلك الفطرة وتلك الجبلة والغريزة. وإما تربية سيئة ينصرف بها عن تلك العقيدة، ويتقلد ما هو ضدها، وهذا المربي إما أن يكون هما الأبوان، وإما المعلم، ونحوهم. فهذا النوع من الفتن يقوم على دعوة بعض الناس للبعض الآخر لضلالهم ومعاصيهم، فبهذه الدعوة وبأساليب خادعة تنتشر وتتمكن هذه المعاصي ويكثر الدعاة إليها، فالدعاة إلى الكفر ما أكثرهم، والدعاة إلى الباطل والضلال هم أيضًا أكثر وأكثر. ولا شك أن كل من ألف عقيدة وأحبها واقتنع بها أحب أن تنتشر تلك العقيدة، ويكثر سالكوها فيسارع في الدعوة إليها وتحبيبها وتحسينها، بغض النظر عما فيها من خطأ وضلال؛ ومن أجل ذلك مثلاً نرى النصارى على ضلال، واليهود على ضلال، والمجوس على ضلال! ومن تأمل وتعقل منهجهم عرف بُعدهم عن الحق، ومع ذلك فهم قد اقتنعوا بأنهم على حق ولأجل ذلك سعوا في نشر دياناتهم عن طريق بث الدعايات، وإرسال الدعاة الذي يسمونهم (مبشرين) وهم في الحقيقة منصرين مضللين، وهؤلاء فتنة من أكبر الفتن حيث إنهم تمكنوا من إضلال خلق كثير، ولم ينجُ إلا من نجاه الله تعالى من أولئك الدعاة والمنصرين!! وهؤلاء ممن فتن الله بهم الخلق الكثير، ولله في ذلك الحكمة البالغة والحجة الدامغة. كذلك من الفتن المنتشرة في هذا الزمان الدعوة إلى المعتقدات السيئة فمن اعتقد عقيدة سيئة, فإنه يدين بها، ويدعو إليها ويجعل لها الدعاة، ويبذل المال في الدعوة إليها، ولو كانت باطلة! ولو كانت بعيدة عن الصواب! لكن سول له الشيطان، وأملى له وزين له أنه على صواب، وأن من خالفه فهو على خطأ! فلا جرم نرى كثيرًا من المبتدعين يدعون إلى بدعتهم، فمثلا الذين يسمون (شيعة) وهم (الرافضة) وقد انتشروا كثيرًا في بلاد المسلمين؛ وهؤلاء إذا تأملت عقيدتهم، وجدتها بعيدة كل البعد عن الصواب ووجدتهم أبعد الناس عن الصواب، وإذا قرأت في كتبها تعجب مما تحويه من قصص، وخرافات وأكاذيب. ومع ذلك تراهم قد اجتهدوا في الدعوة إلى معتقداتهم تلك!! بل صاروا يبذلون من الأموال الكثير مستغلين الجهلة والسذج والسفهاء من الناس حتى يدخلوا في هذه العقيدة التي متى تمكنت منهم, فيصعب عليه التخلص منها، والعياذ بالله. زين لهم الشيطان أنهم على صواب فأخذوا يزينون للناس أنهم أهل الحق والصواب، وأن غيرهم هم أهل الباطل! ولقد انخدع جموع من الجهلة والبوادي بأساليبهم وبما يُظهرونه من حسن ملاطفة ولين جانب، وخدمة، وتواضع؛ قصدوا من ورائه الدعاية إلى معتقدهم الزائغ. فالفتنة بهؤلاء الشيعة الرافضة قد عظمت، وقد كبرت نسأل الله أن يكفي المسلمين شرهم وخطرهم. وكذلك هناك فرق أخرى مخالفة، كالخوارج الذين هم أيضًا فتنة ولا يزالون موجودين في بعض البلاد، وقد كبرت الفتنة بهم. وكذا الصوفية، وكذا المؤوِّلين والمحرفين للصفات، وهؤلاء أيضًا قد عظمت بهم الفتنة، وقد انتشروا في جميع أنحاء العالم، وغير ذلك من الفرق المخالفة الكثيرة. فعلى الإنسان أن يتمسك بالحق ويدين به ويتثبث بأدلته ويبتعد عن هؤلاء الدعاة وهذه الضلالات ولا يصغي إلى دعاياهم ولو كان فطنًا فإنها كالسم في الدسم، ظاهره له بريق ولمعان يجتذب الأنفس إلى الأكل منه وفي باطنه السم الزعاف وحين نذكر أمثلة للدعاة المضلين وبدعهم، فإنما نقصد تحذير المسلم من هؤلاء الدعاة ومن بدعهم التي يدعون إليها، ومن الاتكاء عليهم، والحذر أشد الحذر من أولئك الذين يدعون إلى الكفر والشرك والبدع والضلالات من شياطين الجن وشياطين الإنس. النوع الثاني: الدعاة إلى المعاصي والذنوب صغيرها وكبيرها: إن الدعاة إلى الذنوب والمعاصي صغيرها وكبيرها كثر انتشارهم لا كثرَّهم الله، وقد عظمت الفتنة والمصيبة بهم، وهم يدخلون في كل عقيدة: ففي اليهود دعاة إلى المعاصي، وكذلك الحال في النصارى والمشركين والملحدين، والشيوعيين! بل وفي المسلمين وأهل السنة يوجد هؤلاء الدعاة إلى المعاصي وهكذا في الرافضة والمعتزلة والمبتدعة ونحوهم دعاة إلى المعاصي. فالدعاة إلى المعاصي هم أكثر من غيرهم، وقد عظمت المصيبة بهذه الفئة من الناس. وما سبيل المسلم للنجاة من ذلك إلا أن يعرف أن الله تعالى حرم هذه المعاصي وأن هؤلاء الذين يدعون إليها إنما يدعون إلى أنفسهم. ولا شك أن الله تعالى بَيَّن الحلال والحرام، وقد رتب على الحرام العقاب، وتوعد عليه بأشد الوعيد، وقد حث على الطاعات والتمسك بها وعلى الإتيان بالحسنات، ووعد على ذلك بالثواب الجزيل، ومع ذلك ما يزال الذين يحبون هذه الذنوب وهذه المعاصي يحرصون على انتشارها وتمكنها. وإذا سألت نفسك ماذا يقصدون من وراء نشر هذه المعاصي وتمكنها؟ أليسوا يعترفون بأن الله حرمها؟!! أليسوا يعترفون بأن الله يعاقب عليها؟!! فماذا قصدوا من وراء ذلك؟!! فالجواب: أن نقول: إنها فتنة وابتلاء في هذا الزمان، يبتلي الله بها خلقه، فمن نجا فقد أراد الله به خيرًا، ومن هلك فهو ممن أضله الله، والعياذ بالله. ولبيان فتنة وخطورة الدعاة إلى المعاصي نحب أن نذكر أمثلة لهؤلاء الدعاة المضللين، وإلى ما يدعون إليه، حتى يكون المسلم على بصيرة من هؤلاء ومن الافتتان بهم، ونذكر ما عم وطم وكثر، مشيرين فقط إليه، ولا نفصل في ذلك؛ لأن المقام لا يتسع للتفصيل: |
|||
2015-03-02, 21:10 | رقم المشاركة : 3 | |||
|
|
|||
2015-03-02, 21:15 | رقم المشاركة : 4 | |||
|
سبيل النجاة من الفتن إن سبيل النجاة من هذه الفتن وهذه الشرور التي تعترض حياة المسلم كثيرة، ولا يتسع المقام لذكرها كلها ولكن نذكر واحدة من هذه السبل وهي أهمها؛ بل هي أساس السبل، فإن من أدرك هذا السبيل كان من الناجين بإذن الله تعالى.أما هذا السبيل فهو طلب العلم!! إن العلم هو سبيل النجاة من هذه الفتن، أي العلم الصحيح هو الذي يكون سببًا ووسيلة إلى أن تكون ناجيا من هذه الفتن؛ فإن الإنسان إذا رزقه الله علمًا أصبح في نور مبين يعرف كيف ينجو من أسباب الهلاك. والمقصود بالعلم هو العلم بالله وشرعه وحقوقه وحدوده ووعده ووعيده. فعليك أولا أن تتعلم وتعرف أنك عبد مملوك لله، فأنت لم تخلق سدى، بل عليك أن تعرف أن الله ربك، وهو الذي خلقك، وهو الذي يتصرف فيك، تعرف ذلك مع التفكير في الأدلة، ثم تعرف بعد ذلك أن ربك هو الذي ملكك وهو الذي يتصرف فيك، وهو الذي أنعم عليك، وإنك إن تعد نعم الله لا تحصيها. وتعرف أيضًا أنك مخلوق، وأن لك خالقًا رازقًا، وأنك محتاج إليه في كل حالاتك، وأنك مستوعب لنعمه التي تتوالى عليك. وتعرف أيضًا أنه سبحانه وتعالى قد كلفك أي قد أمرك ونهاك، أمرك بالعبادات وفرضها عليك وحذرك ونهاك عن المحرمات وأمرك بالابتعاد عنها، فهذه الأشياء لا بد أن تعرفها، ثم بعد ذلك تبحث عن تلك الأوامر فتجدها ميسرة؛ فتقرأ القرآن، وتقرأ كتب السنة كالصحيحين ونحوهما، فتجد فيها الشفاء النافع والدواء الناجع لكل مرض وداء، وتجد فيهما أولا أن الله تعالى فرض العبادات، ومن العبادات الصلوات والطهارات، وسائر أركان الإسلام، وأنه تعالى أباح هذه المباحات وهذه المعاملات التي يتمتع بها الإنسان حتى تقوم بها حياته، وأنه حرم المحرمات ونحو ذلك. إذا عرفت ذلك فاعرف شيئًا آخر، وهو الثواب والعقاب؛ وهو أن العبد إذا حافظ على هذه العبادات، والتزم بها فإن الله يثيبه، وكذلك إذا اجتنب المحرمات امتثالا لأمر الله تعالى أثابه وأعظم أجره، واعرف أنه إذا اقترف هذه المحرمات وتهاون بها عاقبه، وإذا ترك الواجبات عاقبه على تركه، ومن العقوبة ما كانت عاجلة ومنها ما هي آجلة، كما أن الثواب يكون عاجلاً ويكون أجلاً. فإذا عرفت ذلك كله فكيف تعصي الله؟ وكيف تنخدع بمعصيته؟! اعرف العقيدة السليمة حتى لا تنخدع بالدعاة والضلال، والمبتدعة والمعتزلة والزينة الظاهرة ونحو ذلك. وبعد أن عرفت أوامر الله تعالى ونواهيه، وعرفت الثواب والعقاب، وسلمت عقيدتك ما دمت قرأت عقيدة أهل السنة وتمسكت بها؛ فعليك ألا تقبل دعوة من يدعوك إلى التكاسل، عن الطاعات والوقوع في المحرمات، وأن تعتبرهم دعاة شر وفتنة يبتلي الله بهم الجهلةَ ونحوهم. فالعلم بهذه الأشياء هو الأساس الذي تحصل به النجاة، وهذا علاج سهل ويسير، وهو بحمد الله في بلادنا متيسر، وأسبابه متوافرة ومن هذه الأسباب: حلقات العلم، فهناك حلقات علم للعلماء يقرؤون فيها في أوقات فراغهم فتتعلم فيها العقيدة والأحكام و المواعظ ونحو ذلك، فلا تعتمد على دراستك النظامية التي تتلقاها في المدارس فقط، فإنها في الغالب لا تعطي الدروس حقها: وكذلك هناك وسيلة أخرى هي البحث والسؤال: فهناك العلماء عليك أن تتصل بهم سواء هاتفيًا أو مباشرة لتحصل على العلم المفيد والصحيح بواسطتهم. وهناك أيضًا كتب أهل العلم التي طبعت وحققت، وتحقق من صحتها وثبوتها إلى مؤلفيها الذين هم علماء بالله، أجلاء تجدر الثقة بأقوالهم، عمدتهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فتحصل على هذه الكتب وتحفظها أو تتأملها، وتستعين على قراءتها بشروحها المأمونة التي لا يدخل فيها شيء من المحدثات ونحوها، وبذلك تسلم عقيدتك، ويسلم علمك ولا يكون في علمك شيء من الدخن. واحذر أن تخلط العلم الصحيح بعلم غير صحيح، لأنه توجد كتب كثيرة للمبتدعة، وكتب للرافضة، وكتب للأشاعرة، وكتب للمعتزلة، وكتب لهؤلاء وهؤلاء، وهي كتب علاماتها واضحة، وما عليك إلا أن تعرف صاحب هذا الكتاب رافضيًا أو معتزليا، أو أشعريًا ونحو ذلك فإنك تحذره ولا تقرأ فيه، وإذا جهلتهم فعليك بسؤال العلماء عن الكتب الصحيحة من الكتب غير الصحيحة، وبذلك تصبح إن شاء الله عالمًا بالله، وبالعلم بالله تحصل النجاة من هذه الفتن وهذه الشرور. |
|||
2015-03-02, 21:18 | رقم المشاركة : 5 | |||
|
وصية وخاتمة إن سبيل النجاة واحد وهو صراط الله المستقيم الذي قال فيه جل وعلا: }وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ{ [الأنعام: 153].وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم خط خطًا مستقيمًا وخط عن يمينه ويساره خطوطًا ملتوية وقال: «هذا سبيل الله- أي سبيل الله الموصل إلى النجاة- وهذه الخطوط التي عن يمينه ويساره سبل الشياطين» ثم قرأ قول الله تعالى: }وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ{ رواه أحمد والدارمي. وقد مثلها بعض العلماء بجريدة النخل التي تتدلى إلى أن تصل إلى الأرض، فلو أن مثلاً حشرة من الحشرات صعدت على هذه الجريدة ، وسارت على أصل الجريدة، وَرَقَتْ إلى أن وصلت إلى أعلى النخلة لتأكل مما تريد, فإنها تكون ناجية، وأما إذا ركبت السعف (الخوص الذي عن اليمين وعن اليسار) فإنها كلما ركبت خوصة، وصعدت عليها قليلا، هوت وسقطت! فهكذا سبيل الله، وهكذا سبل الشيطان، فسبيل الله واضح وهو الصراط المستقيم. ونحن في زمن الغربة الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه: «بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء» رواه مسلم. وذكر في تفسير الغرباء عدة روايات ومن هذه الروايات: «هم الذين يفرون بدينهم من الفتن» فكلما وقعت لهم فتنة في المال أو البدن أو الدين فروا بأنفسهم، ونجوا بدينهم كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: «إنه في آخر الزمان يوشك أن يكون خير مال أحدكم غنم يتتبع بها شعف الجبال، ومواضع القطر، يفر بدينه من الفتن». فالذين يفرون بدينهم من الفتن هؤلاء غرباء، وهم الذين دعا لهم النبي صلى الله عليه وسلم بقول: «فطوبى للغرباء». فالمسلم ينجو بدينه ويقدمه على كل شيء، كما ورد في بعض الأحاديث «إذا أتتك فتنة فقدم مالك، فإن جاوزت المال فقدم نفسك دون دينك». فهذه الوصية نأمل أن يحملها المسلم أحسن محمل، نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ونعوذ به من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن دعاء لا يسمع، و نسأله تعالى أن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، ولا يجعله ملتبسًا فنضل، ونسأله سبحانه أن يمكن لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأن يعيذنا من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، والله تعالى أعلم وأحكم، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم. |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
مقاومتها, الزمان, وكيفية |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc