اليونان تفجر المفاجأة وتبريء القاعدة من دراما الطرود

النيلية · 2010-11-05, 19:27

في إطار ما بات يعرف بحمى الطرود التي أثارت الرعب في دول العالم خلال الأيام الماضية ، أعلن وزير الداخلية الألماني ثوماس دو ميزيير أنه تم العثور مساء الثلاثاء الموافق 2 نوفمبر على طرد مشبوه في مكتب المستشارة انجيلا ميركل كان يحتوي على مواد متفجرة.
وأضاف دو ميزيير أن ميركل لم تكن في المكتب عند العثور على الطرد المشبوه ، مشيرا إلى أن الطرد أرسل من اليونان وأن العبوة الناسفة صنعت بنفس الطريقة التي صنعت بها القنبلة التي انفجرت في السفارة السويسرية في أثينا في وقت سابق الثلاثاء الموافق 2 نوفمبر.

وكانت قضية الطرود تفجرت في 29 أكتوبر الماضي بعد الكشف عن طردين مفخخين أرسلا من اليمن وكانا في طريقهما إلى الولايات المتحدة قبل أن يتم اعتراضهما في بريطانيا ودبي .

وشهدت الساعات الأخيرة اكتشاف عدد من الطرود المتفجرة في اليونان حيث أعلن مصدر بالشرطة اليونانية أن خبراء المفرقعات فجروا طردا مفخخا أرسل إلى السفارة الروسية في أثينا.

وجاء التطور السابق بعد ساعات من إبلاغ السفارة البلغارية الشرطة اليونانية بوجود طرد مشبوه أمام السفارة كما نجح خبراء المفرقعات في تفجير طرد آخر كان مرسلا إلى السفارة الألمانية في أثينا .

وقال مسئول بالشرطة اليونانية :" الطرد كان مرسلا إلى السفارة الألمانية ووصل الطرد إلى مقر السفارة وتم إعادته مجددا لشركة النقل لأن الطرد لم يحمل اسم المرسل".

وبجانب ما سبق ، نجحت الشرطة اليونانية أيضا في 2 نوفمبر في ضبط طردين أرسلا لمقر السفارة التشيلية تم تفجير أحدهما أمام مقر البرلمان بينما لم يحمل الطرد الآخر أي مادة متفجرة.

وقبل يوم من الأحداث السابقة ، أعلنت الشرطة اليونانية في مطلع نوفمبر عن العثور على طرد ملغم موجه للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بعد انفجار طرد أخر في شركة لنقل الطرود في أثينا.

وقال متحدث باسم الشرطة اليونانية :"أحد الطرود الناسفة كان يحمل عنوان رئيس الجمهورية الفرنسية نيكولا ساركوزي والطرود الأخرى كانت تحمل عناوين السفارات البلجيكية والهولندية والمكسيكية".

وأضاف أن الطرد الذي كان موجها للسفارة المكسيكية في أثينا انفجر مما تسبب بإصابة موظفة في شركة نقل الطرود ، فيما فجرت الشرطة بقية الطرود.

تبرئة القاعدة

تأهب أمني في اليونان

وبصفة عامة ، فإن الطرود التي تم العثور عليها أو انفجرت منذ مطلع نوفمبر في اليونان بلغت 11 طردا مفخخا ، هذا فيما نفت السلطات هناك مسئولية تنظيم القاعدة عن إرسال الطرود السابقة واتهمت منظمة يونانية يسارية معارضة تصنف على أنها "إرهابية" بالمسئولية في هذا الصدد .

ولعل ما يرجح فرضية استبعاد القاعدة أيضا ، أن انفجارا وقع الثلاثاء الموافق 2 نوفمبر في السفارة السويسرية بأثينا ، في حين تعرضت دورية للشرطة لإطلاق نار في أحد الضواحي الساحلية الجنوبية.

ووفقا لمصادر الشرطة اليونانية ، فإن شخصا مجهولا ألقى عبوة ناسفة في باحة السفارة السويسرية ، ولكن الانفجار لم يسفر عن وقوع إصابات.

وفي السياق ذاته ، نقلت قناة "الجزيرة" عن مصادر مطلعة في اليونان القول إن منظمة "خلايا مؤامرة النار" اليونانية التي توصف بالإرهابية هي التي تقف وراء إرسال الطرود وعزت استهداف السفارات الأوروبية تحديدا للثأر من سياسات تلك الدول ضد اليونان التي تعاني من أزمة مالية حادة ولا سيما أن الـ110 مليارات دولار التي ستتلقاها أثينا كقروض من تلك الدول سيدفعها الشعب اليوناني أضعافا مضاعفة.

وأخيرا ، فإن هناك أمرا آخر يبريء القاعدة وهو إعلان الشرطة اليونانية أنها أوقفت شخصين يشتبه في انتمائهما إلى أقصى اليسار الذي ربما كان وراء تلك الهجمات ، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنه لا علاقة لتنظيم القاعدة بالطرود المفخخة خاصة وأن اليونان كانت شهدت موجة من الهجمات على يد المسلحين اليساريين منذ تورط عناصر من الشرطة في قتل صبي بأثينا في ديسمبر/كانون الأول 2008 أعقبتها أعمال شغب كانت الأسوأ التي تشهدها البلاد منذ عقود.

والخلاصة أن هناك شكوكا واسعة حول الرواية الأمريكية بشأن الطردين الذين تم العثور عليهما في 29 أكتوبر ويبدو أن الكشف عنهما في هذا التوقيت تحديدا غير بعيد عن انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي ورغبة أوباما في تجنب هزيمة قاسية أمام الجمهوريين .

منقول