قصة مَثَل.... [ للمشاركة و التفاعل ] - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > منتدى اللّغة العربيّة

منتدى اللّغة العربيّة يتناول النّقاش في قضايا اللّغة العربيّة وعلومها؛ من نحو وصرف وبلاغة، للنُّهوضِ بمكانتها، وتطوير مهارات تعلّمها وتصحيح الأخطاء الشائعة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

قصة مَثَل.... [ للمشاركة و التفاعل ]

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-05-20, 06:46   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد الوليد
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية محمد الوليد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي قصة مَثَل.... [ للمشاركة و التفاعل ]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أصل هذا الموضوع ما كتبه الأخ أبو عبد الرحمن علي المالكي في منتديات الإمام الآجري. و كنت شاركت في موضوعه بنقل بعض الأمثال مع قصصها فها أنا ذا أعيد نقل ما وضعته هناك راجيا من الأعضاء الفاضلين المشاركة بما عندهم.



أبدى الصريح عن الرغوة:

هذا المثل لعبيد الله بن زياد، قاله لهانئ بن مروة المراوي، و كان سليم بن عقيل بن أبي طالب قد استخفى عنده أيام بعثه الحسين بن عليّ، فلما بلغ مكانه عبيد الله أرسل لهانئ فسأله فكتمه، فتوعده و خوفه، فقال هانئ حينئذ: فإنّه عندي. عند ذلك قال عبيد الله: أبدى الصريح عن الرغوة.

أَتْبِعْ الفرس لجامها و الناقة زمامها:

قاد ضرار بن عمرو ضبّة إلى الشام، فأغار على كلب بن وبرة، فأصاب فيهم و غنم و سبى، فكانت في السبي الرائعة و هي قينة كانت لعمرو بن ثعلبة، و بنت لها تدعى سلمى. فسار ضرار بالغنائم و السبي إلى أرض نجد.
و لما قدم عمرو بن ثعلبة على قومه، و لم يكن قد شهد غارة ضرار عليهم، قيل له: إنّ ضرار بن عمرو قد أغار على الحي، فأخذ الأموال و سبى الذراري، فطلب عمرو بن ثعلبة ضرارا و بني ضبة فلحقهم قبل أن يصلوا إلى أرض نجد. فقال عمرو بن ثعلبة لضرار: ردّ عليّ مالي و أهلي، فردّ عليه ماله و أهله، ثمّ قال: ردّ عليّ قيناتي، فردّ عليه قينته الرائعة، و حبس ابنتها سلمى، فقال له عمرو: " يا أبا قبيصة، أتبع الفرس لجامها ".

إذا عزّ أخوك فهن:

أغار رجل يسمى هزيل بن هبيرة التغلبي على قبيلة بني ضبة فغنم، ثمّ أقبل بالغنائم على أصحابه، فقالوا اقسمها بيننا الساعة، فقال: " إنّي أخاف إن تشاغلتم باقتسامها أن يدرككم القوم فلا تستطيعوا الهرب."
رفض أصحابه هذا الاقتراح، و صمموا على اقتسام الغنيمة غير مقدرين نصحه، فوقف الرجل حائرا: أيقسم بينهم الغنيمة فيتعرض للشر إذا لحقهم بنو ضبة، أم يخالف أصحابه فيتعرض لغضبهم؟، ثم فضّل الإبقاء على صداقة إخوانه، فلان أمام شدتهم، و نزل فقسم بينهم الغنائم و هو يقول: " إذا عزّ أخوك فهن."

أساء سمعا فأساء جابة:

كان لسهيل بن عمرو ابن مضعوف، فقال له الأخنش بن شريف يوما: أين أَمُّك؟ - يريد: أين تؤم - فظنّه يقول: أين أُمُّك؟ فقال: ذهبت تشتري دقيقا. فقال سهيل: " أساء سمعا فأساء جابة "

أشرى الشرِّ صغارُه:

قدم صياد قرية و معه وعاء مملوء بالعسل، و كلب صيد، فدخل على صاحب دكان و عرض عليه العسل ليشتريه، فقطر من العسل قطرة، فأقبل زنبار عليها، و كان لصاحب الدكان ابن عرس، فوثب ابن عرس على الزنبار فالتهمه، فوثب كلب الصيد على ابن عرس فقتله، فوثب صاحب الدكان على الكلب فضربه بعصاه فقتله.
رأى الصياد ذلك كله، فوثب على الصياد فقتله، و لمّا علم أهل القرية بما حدث لصاحب الدكان اجتمعوا و هجموا على الصياد صاحب الكلب فقتلوه.
و بلغ أهل قرية الصياد ما حدث له و لكلبه، فاجتمعوا و هاجموا أهل قرية صاحب الدكان، و اقتتلوا حتى أفنى بعضهم بعضا. فكان سبب هذا الشر الكبير ذلك الشر الصغير الذي بدأ بنقطة العسل.

أغيرة و جبنا؟:

أغار بعض العرب على بعض، فهبّ المغار عليهم يدفعون أعداءهم، و كان رجل منهم قد قعد في بيته، و لم ينهض للحرب كما نهض الشجعان.
و دارت المعركة حامية و ذلك الرجل لا يتحرك، فغضبت زوجته من موقفه، و أخذت تنظر إلى المقاتلين ثمّ تنظر إليه، فغاظه ذلك منها، فقام إليها فضربها، فصاحت و هي تبكي و تعنّفه: " أغيرة و جبنا؟ "
أي: أتغار عليّ من الناس و من نظري إليهم، و تجبن عن لقاء الأعداء؟، و الغيرة لا تكون إلا للأبيّ الشجاع؟!.

أكثر من الصديق فإنّك على العدوّ قادر:

كان لأبجر بن جابر ولد رغب في الإسلام، فأتى أباه فقال: يا أبت، إني رأيت قوما دخلوا في هذا الدين، ليس لهم مثل قومي، و لا مثل آبائي، فشرفوا، و أحبّ أن تأذن لي فيه.
قال: " يا بني إذا أزمعت على هذا فلا تعجل حتى أقدم معك على عمر فأوصيه بك، و إن كنت لا بدّ فاعلا، فخذ مني ما أقول لك: إياك أن تكون لك همة دون الغاية القصوى، و إياك و السآمة، فإن سئمت قذفتك الرجال خلف أعقابها، و إذا دخلت بلدا، فأكثر من الصديق، فإنّك على العدو قادر."

ألا من يشتري سهرا بنوم:

كان في ملوك حمير ملك اسمه حسّان، اختلفت عليه رعيته لسوء سيرته فمالوا إلى أخيه و زينوا له قتله. و خالفهم في ذلك رجل اسمه ذو رعين، رأى في القتل غدرا و سوء عاقبة، و ندما من القاتل قد ينفّر النوم من عينيه، فلمّا أدرك أنّ عمرا لا يقبل نصحه، و خشي من العواقب كتب بيتين من الشعر في صحيفة، و أودعها عمرا، و رجاه أن يحفظها وديعة حتى يطلبها منه.
فأخذها عمرو و وضعها في خزانته دون أن يقرأ الشعر، ثمّ قتل أخاه الملك و جلس مكانه، و هنا طار نومه و استحال سهرا دائما. فاستشار الأطباء و المنجمين فأخبروه أنّ هذا شأن قاتل أخيه، لا يذوق طعم النوم، و يبقى ليله ساهرا. فغضب ممن أشار عليه بالقتل أو ساعده فيه، و قتلهم جميعا، فلمّا جاء دور ذي رعين، قال له: " أيّها الملك، إنّ لي عندك براءة مما تريد أن تصنعه بي و هو تلك الصحيفة التي أودعتك إياها". فاستدعى خازنه ليحضرها فإذا فيها هذان البيتان:
ألا من يشتري سهرا بنوم
سعيد من يبيت قرير عين
فإمّا حمير غدرت و خانت
فمعذرة الإله لذي رعين

أمرَ مبكياتك لا أمرَ مضحكاتك:

كان لفتاة من العرب عمات و خالات، و كانت تزورهنّ، فإذا زارت خالاتها عاملنها برقة و أضحكنها، و لم ينبهنها إلى خطأ أو عيب فتسرّ لذلك، و إذا زارت عماتها أدبنها و حاسبنها و نبهنها إلى الأخطاء و العيوب، فكانت تألف خالاتها و تحبهنّ، و تنفر من عماتها.
و لمّا رأى أبوها ميلها إلى خالاتها و انصرافها إليهنّ، و نفورها من عماتها و إعراضها عنهنّ، ناقشها في ذلك، فقالت:" إنّ خالاتي يضحكنني، أمّا عماتي فيبكينني " فقال أبوها: " أمر مبكياتك، لا أمر مضحكاتك " أي: اقبلي أمر مبكياتك فإنّه أنفع لك، أمّا أمر مضحكاتك فإنّه إذا سرّك اليوم فسوف يسوؤك غدا.

إنّ العصا قرعت لذي الحلم:

كان عامر بن الظرب العدواني من حكماء العرب، لا تعدل بفهمه فهما، و لا بحكمه حكما، و أطلقت عليه لقب (ذي الحلم).
فلمّا كبر و طعن في السنّ، أنكر من عقله شيئا، فقال لبنيه: " لقد كبرت سني، و عرض لي سهو، فإذا رأيتموني خرجت من كلامي، و أخذت في غيره، فاقرعوا لي المجنّ (الترس) بالعصا."
فكان أولاده يقرعون له العصا كلما خرج من كلامه أو سها، فينتبه.

[معجم الأمثال العربية لمحمود إسماعيل صيني ص: 149-151 ]









 


رد مع اقتباس
قديم 2015-05-21, 17:57   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمد الوليد
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية محمد الوليد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

إنّ غدا لناظره قريب:

خرج النعمان بن المنذر ملك الحيرة ذات يوم للصيد، فانفرد عن أصحابه، و أمطرته السماء، فلجأ إلى بيت رجل من طيّء، و طلب المأوى، فاستضافه الرجل و زوجته و أكرماه دون أن يعرفاه، و في الصباح أخبرهما أنّه الملك النعمان، و أنّه يحبّ أن يكافئهما على كرمهما و حسن صنيعهما.
و مرت الأيام، و أصابت الطائيّ ضائقة، فذهب إلى النعمان يطلب بعض العون - و كان للنعمان يوم يسمى يوم البؤس، لا يقدم عليه أحد فيه إلا قتله - فقدم الطائي في ذلك اليوم، فساء النعمانَ، إذ كان يودّ أن يحسن إليه، و لكنّه اضطر إلى الأمر بقتله.
و لم يجزع الرجل، و لكنّه استمهل النعمان حتى يرجع إلى أهله فيودعهم ثمّ يعود. تقدّم رجل و كفل الطائي فرضي النعمان، ثمّ أعطى النعمان الطائي بعض المال، و حدّد له وقتا كافيا يعود فيه.
مضى الوقت، و لم يبق على الأجل المضروب إلا يوم، فأرسل النعمان للكفيل ليستعدّ للقتل بدل الطائي الذي لم يعدْ، فاستمهله الرجل قائلا:
فإن يك صدر هذا اليوم ولى
فإنّ غدا لناظره قريب
فلمّا أصبح النعمان ركب خيله، و اصطحب فرسانه و معهم الأسلحة، و ذهب إلى المكان الذي قابله فيه الطائي، و أمر بقتل الرجل، و أوشك السياف أن يقتله، فقال له وزراؤه: " ليس لك أن تقتله حتى يكمل يومه " ، فتركه. و كان النعمان يريد أن يقتل الرجل حتى ينجو الطائي من القتل. فما كادت الشمس تغيب، حتى ظهر شخص من بعيد، فأمر النعمان السياف بقتله، فقيل له: " ليس لك أن تقتله حتى يأتيك الشخص فتعلم من هو ". فانتظر حتى وصل الرجل، فإذا هو الطائي.
فلمّا نظر إليه النعمان شقّ عليه حضوره، فقال له: " ما دفعك إلى الرجوع بعد أن نجوت من القتل؟ " قال: " الوفاء ".
تأثر النعمان بفعل الطائي و قوله، فعفا عنه و عن الرجل، و ترك القتل منذ ذلك اليوم.

إنّما أُكِلتُ يوم أُكلَ الثور الأبيض:

عاشت ثلاثة ثيران في أجمة، و كان واحد منها أبيض، و الثاني أسود، و الثالث أحمر. و كان في هذه الأجمة أسد، لا يقدر أن يفترسها لاجتماعها عليه، و اتحادها.
و ذات يوم قال الأسد للثورين الأحمر و الأسود: " إنّ وجود الثور بيننا خطر علينا، لأنّه يدلّ علينا ببياضه، أمّا نحن الثلاثة فألواننا متماثلة، فلو تركتماني آكله صفت لنا الأجمة " فقالا: " هو أمامك فكله " فأكله.
و مرت الأيام و جاء الأسد إلى الثور الأحمر و قال له: " إنّ لوني مثل لونك، فدعني آكل الثور الأسود، لتصفو لنا الأجمة " فقال له الثور الأحمر: " هو أمامك فكله " فأكله.
و لم يبق في الأجمة إلا الأسد و الثور الأحمر، و رأى الأسد أنّه قد تمكن من هذا الثور بعد فقد صاحبيه، فقال له: " أيّها الثور، سآكلك لا محالة! " فقال الثور: " دعني أنادي ثلاثا." فقال الأسد: " افعل"، فنادى الثور بأعلى صوته: " ألا إني أُكِلْتُ يوم أُكِلَ الثور البيض."

إنّ من البيان لسحرا:

وفد على رسول الله صلى الله عليه و سلم رجال من بني تميم، فيهم عمرو بن الأهتم، و الزبرقان بن بدر، فسأل الرسول عمرو بن الأهتم عن منزلة الزبرقان، فقال عمرو: " إنّه رجل مطاع في قومه، قوي الحجة، سريع البديهة، حام لحماه " فقال الزبرقان غاضبا: " يا رسول الله، إنّه ليعلم مني أكثر من هذا، و لكنه حسدني " فقال عمرو: " أما و الله إنه لقليل المروءة، أحمق الوالد، لئيم الخال "
فعجب الرسول كيف غيّر عمرو رأيه، فقال عمرو: " و الله يا رسول الله ما كذبت في الأولى، و لقد صدقت في الأخرى "، ثمّ فسّر هذا التناقض الظاهر قائلا: " و لكني رضيت فقلت أحسن ما علمت، و سخطت فقلت أقبح ما وجدت "
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " إنّ من البيان لسحرا "

إنّ وراء الأكمة ما وراءها:

واعدت أَمَةٌ صديقها أن تأتيه وراء الأكمة إذا فرغت من مهنةى أهلها و أتمت أعمالها ليلا، فشغلها أهل الدار عن إنجاز وعدها بما يأمرونها من العمل، فقالت حين غلبها الشوق: " حبستموني و إنّ وراء الأكمة ما وراءها "

إياكِ أعني و اسمعي يا جارة:

خرج سهل بن مالك الفزاري يريد النعمان، فمرّ ببعض أحياء طيئ، فسأل عن سيد الحيّ، فقيل له حارثة بن لأم، فذهب إليه و لم يكن حاضرا، فقالت له أخته: " انزل على الرحب و السعة." فنزل فأكرمته و لاطفته، ثمّ خرجت من خبائها، فأعجبه جمالها - و كانت سيدة قومها- و حار كيف يرسل إليها، و لم يدر ما يوافقها، فجلس بفناء الخباء يوما و هي تسمع كلامه، فجعل ينشد و يقول:
يا أخت خير البدو و الحضارة
كيف ترين في فتى فزارة
أصبح يهوى حرة معطارة
إياكِ أعني و اسمعي يا جارة
فلمّا سمعت قوله عرفت أنه يقصدها، فقالت له: " أقم ما أقمت مكرّما، ثمّ ارتحل متى شئت " فارتحل فأتى النعمان فحباه و أكرمه، فلمّا رجع نزل على أخيها، و خطبها و تزوجها و سار بها إلى قومه.

بعض البقاع أيمن من بعض:

تعرّض أعرابي لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في طريق، و سأله العطاء. فغضب معاوية و زجره. فتركه الأعرابي و انتظر، ثمّ عاود سؤاله في مكان آخر، فصاح به معاوية: " ألم تسألني يا أعرابي آنفا؟! "
فقال الأعرابي: " و لكن...بعض البقاع أيمن من بعض "
فأعجب معاوية كلام الأعرابي، و أمر له بِصِلَةٍ.
و قد قصد الأعرابي بكلامه أنّ الظروف يمكن أن تتغير، فما يحدث في مكان قد يحدث غيره في مكان آخر، و من لم ينل طلبه فعليه أن يصبر لفرصة أخرى.

تجوع الحرة و لا تأكل بثدييها:

خطب رجل هرِم من بني أسد ابنة رجل طائي كان حليفا له، و كانت فتاة جميلة. وافق الأب على خطبة ابنته و سأل أمّها: " هل ترضين بزواج ابنتك من رجل كهل؟" قبلت الأم، و غلبت الفتاة على أمرها، فلم تشأ أن تخالف أباها و أمّها.
و بينما كان الأسدي الكهل جالسا بفناء قومه - ذات يوم - و الفتاة بجانبه، إذ أقبل شباب من بني أسد، فلمّا رأتهم تنهّدت تنهيدة ملتهبة، ثمّ بكت.
فقال لها زوجها: " لماذا تبكين؟"
قالت: " ما لي و للشيوخ الذين ينهضون كالفروخ؟ "
فقال لها زوجها: " ثكلتك أمّك! تجوع الحرة و لا تأكل بثدييها "
أي أنّه يفضّل أن يعيش دون هذه المرأة، بعدما بدا من وضاعتها على الرغم مما تتمتع به من جمال و من حاجته إليها.

ترى الفتيان كالنخل، و ما يدريك ما الدخل:

كان لفتاة عربية جميلة أخت عاقلة ذات رأي و حكمة. و ذات يوم جاء بعض شباب العرب ليخطبوا الفتاة الجميلة، و كانوا ذوي مظهر و أبّهة، فاستطلعت الفتاة رأي أختها، فقالت لها الأخت العاقلة: " لا تنخدعي - يا أختي - بالمظهر، فقد يخفي غير ما يُظْهِر، ترى الفتيان كالنخل، و ما يدريك ما الدخل!
و لم تقبل الفتاة نصح أختها العاقلة المجربة، و وافقت على الزواج من أحد هؤلاء الشباب.
و لم تلبث الفتاة عند زوجها إلا قليلا، حتى أغار عليهم فوارس، فأسروها فيمن أسروا من النساء، و لم يقدر زوجها على إنقاذها.
و بينما هي تسير مع آسريها بكت، فسألوها: " ما يبكيكِ؟ أفراق زوجك؟!"
فقالت: " قبّحه الله " قالوا: " لقد كان جميلا ". قالت: " قبّح الله جمالا لا نفع منه، إنّما أبكي على عصيان أختي حين استشرتها في زواجه...ليتني سمعت كلامها...ترى الفتيان كالنخل، و ما يدريك ما الدخل!"

تسمع بالمعيدي خير من أن تراه:

كان المنذر بن ماء السماء يسمع عن رجل من معد، و يعجبه ما يبلغه عنه، فأرسل إليه ليحضر بين يديه فيرى ذلك الرجل العظيم، الذي ملأت صورته قلبه، و استحوذت على إعجابه، فلمّا جاءه لم يجده كما سمع، قال: " تسمع بالمعيدي، خير من أن تراه "

ثكلٌ أرأمها ولدا:

كان في بني فزارة سبعة إخوة، من بينهم واحد أحمق اسمه (بيهس)، و ذات يوم أغارت عليهم جماعة من قبيلة (أشجع)، فقتلت ستة من الإخوة، و بقي بيهس وحده - و كان أصغرهم - فلمّا همّ المغيرون بقتله قال بعضهم لبعض: " و ما تريدون من قتل هذا؟ دعوه و إلا حسب عليكم برجل، و هو مخلوق لا خير فيه " . فتركوه قرب حيّه.
و عاد بيهس إلى أمّه و أخبرها الخبر، فجزعت على إخوته و أحس منها بيهس بعد ذلك عطفا شديدا عليه، و كانت قبل ذلك لا تهتمّ به، و لا تعطف عليه إلا قليلا لحمقه، حتى لاحظ الناس ذلك فقالوا: " لقد أحبت أمّ بيهس بيهسا " ، فلمّا سمع ذلك قال: " ثكلٌ أرأمها ولدا ".

[معجم الأمثال العربية لمحمود إسماعيل صيني ص: 151-154 ]










رد مع اقتباس
قديم 2015-05-22, 09:18   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
محمد الوليد
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية محمد الوليد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جاورينا و اخبُرينا:

أحبّ رجلان امرأة، و كان أحدهما جميلا وسيما، و الآخر قبيحا دميما. فكان الجميل يقول لها: " عاشرينا، و انظري إلينا ". و كان الدميم يقول لها: " جاورينا و اخبُرينا ". فكانت تميل إلى الجميل و تصدّ الدميم.
و رأت المرأة أن تختبر الرجلين لتعرف مقدار شهامتهما، فطلبت من كل منهما أن ينحر جزورا (ما يصلح لأن يذبح من الإبل)، ثمّ جاءتهما متنكرة، و بدأت بالجميل، فوجدته عند القدر، يلحس الدسم، و يأكل الشحم، و يقول: " احتفظوا بكلّ بيضاء لي ". فطلبت منه طعاما، فأمر لها بذيل الجزور.
ثمّ أتت الدميم، فإذا هو يقسم لحم الجزور، و يعطي كلّ من سأله، فسألته، فأمر لها بأطايب الجزور.
و لمّا أصبح الصباح، زارها الرجلان، فكشفت عن قصتها معهما، و رفضت الزواج من الجميل و تزوجت الدميم.

جزاء سنمار:

أراد النعمان ملك الحيرة أن يبني لنفسه قصرا عظيما، فكلّف بناءً ماهرا - يقال له سنمار - بناءه، فاجتهد سنمار في إنزاله على أحسن صورة، و ترقّب عليه أحسن الجزاء و خير المثوبة.
و أعجب النعمان بالقصر إعجاباشديدا، و شكر سنمار على عمله العظيم، ثمّ استدعاه في أحد الأيام، و طلب منه أن يتجول معه في جوانب القصر، و أن يعرفه بغرفه و قاعاته.
و طاف النعمان و سنمار بجميع جوانب القصر، ثمّ صعدا إلى سطحه، فسأله النعمان: " هل هناك قصر مثل هذا؟" فأجابه سنمار: "كلا". ثمّ سأله: "هل هناك بناء غيرك يستطيع أن يبني مثل هذا القصر؟"، أجاب سنمار: "كلا".
فكّر النعمان سريعا....إذا عاش هذا البناء فسيبني قصورا أخرى أجمل من هذا القصر...
فطلب النعمان من جنوده أن يلقوا سنمار من سطح القصر، فانكسرت عنقه و مات، و صار الناس يضربون هذا المثل " جزاء سنمار " لمن يقدّم خيرا للناس فيجزونه شرا.

جوّع كلبك يتبعك:

عُرِفَ أحد ملوك اليمن بالقسوة على أهل مملكته. فقد كان يغصبهم أموالهم و أملاكهم، و كان الكهنة ينصحونه بالتزام العدل، و يحذّرونه من ثورة الشعب عليه، فلا يهتمّ بذلك التحذير.
و كان لهذا الملك زوجة عاقلة طيبة، ترى أخطاءه و ظلمه لرعيته، و تسمع أصوات البائسين و المحرومين و المظلومين، فرجته أن يرحمهم و يتبع العدل، و حذّرته ثورتهم، فسخر منها قائلا: " جوّع كلبك يتبعك ".
و لبث الملك زمانا في ظلمه، لا يسمع نصحا، و لا يكفّ عن ظلمه، حتى ضاق به الشعب، فثاروا عليه و قتلوه، و ألقوا جثته في الطريق، فسخر به رجل و نظر إلى الجثة، ثمّ قال ساخرا: " ربّما أكل الكلب مؤدبه إذا لم ينل شبعه ". و هو يردّ بهذا على قول الملك: " جوّع كلبك يتبعك " الذي شبّه شعبه بالكلاب التي إذا جاعت تبعت أصحابها طلبا للطعام.
الاستعمال: يضرب هذا المثل للرجل اللئيم تحوّجه إليك فيقبل عليك.

حال الجريض دون القريض:

كان للمنذر ملك الحيرة في كلّ عام يوم يسمى يوم البؤس، يركب فيه فلا يلقاه أحد إلا قتله.
و حدث أن ركب الملك في ذلك اليوم فطلع عليه عبيد بن الأبرص الشاعر، فلمّا رآه عبيد و عرف أنه في ذلك اليوم أيقن بالهلاك، إذ كان على يقين أنّ المنذر لن يدعه كما لم يدع أحدا كان يلقاه في ذلك اليوم و لو كان أعزّ عزيز عليه.
و بينما عبيد في خوفه و اضطرابه من أن يقطع السيف رقبته، غصّ بريقه، و إذا بالمنذر يطلب منه أن ينشده شيئا من شعره، و لكنّ عبيدا كان في تلك الحالة العصيبة فقال: " حال الجريض دون القريض "، أي أنّ ريقي الجافّ الذي أغصّ به في همّ و حزن يمنعني أن أقول شيئا من الشعر.

حديث خرافة:

عاش في بني عذرة من القبائل العربية رجل اسمه خرافة. و ذات يوم استهوته جنية فسار معها و انقطعت أخباره عن قومه، و مكث مدة لا يعرفون له مكانا.
و بعد فترة عاد إليهم خرافة ليخبرهم أنّ الجنية أخذته إلى بلادها و أرته عجائبها و غرائبها.
و أخذ الرجل يقصّ ما رأى من صور الجنّ، و حركاتهم، و مآكلهم و مشاربهم، و مساكنهم، و طرق حكمهم، و أعمالهم، بينما قومه يسمعون و يدهشون لتلك القصص العجيبة التي لا يصدّقها العقل.
و أصبحوا كلما سمعوا من أحد حديثا لا يعقل قالوا: " حديث خرافة " تكذيبا له، و استبعادا لحدوث ما يرويه.

الحديث ذو شجون:

كان لضبة - و هو من أولاد مضر - ابنان، الأول اسمه سعد و الثاني اسمه سعيد، و ذات يوم نفرت إبل ضبة، فأرسل ولديه في طلبها، فأخذا يبحثان عنها، و انطلق كلّ منهما في طريق، فوجدها سعد فأعادها، و استمر سعيد في بحثه.
و بينما سعيد يجدّ في طلب الإبل قابله الحارث بن كعب، و كان سعيد يرتدي ثوبين، فطلبهما الحارث فرفض، فقتله و أخذ ثوبيه.
و لمّا طالت غيبة سعيد، قلق أبوه و أخذ يبحث عنه فلم يعثر له على أثر. و ظلّ يبحث عنه حتى حجّ ذات عام، فلمّا كان بسوق عكاظ، لقي الحارث بن كعب، فرأى عليه ثوبي ابنه فعرفهما، فقال له: " هل أنت مخبري ما هذان الثوبان اللذان عليك؟ " فقال: " لقيت غلاما و هما عليه فطلبتهما منه فرفض، فقتلته و أخذتهما."
و عرف ضبة أنّ الحارث هو قاتل ابنه فضبط نفسه، ثمّ نظر إلى الحارث فرأى معه سيفه، فقال له: " سيفك هذا؟ " قال: " نعم " قال: " فأعطنيه، أنظر إليه فإنني أظنه صارما ". فأعطاه الحارث السيف.
أمسك ضبة بالسيف، و تأكّد أنّه جرّد الحارث من دفاعه، فهزّ السيف في يده و هو يقول: " الحديث ذو شجون " أي أنّ حديثه مع الحارث قد تفرّق بهما و جرّ بعضه بعضا، فذكر له حادثة قتل ابنه سعيد دون أن يعرف أنّه ابنه. ثمّ ضرب ضبة الحارث فقتله.

الحرب خدعة:

يحكى أنّ الرسول صلى الله عليه و سلم لمّا خرج في غزوة بدر، بادر المشركين إلى الماء فنزل أدنى ماء من بدر، فقال له الحباب بن المنذر: " يا رسول الله... أهذا منزل أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدّمه أو نتأخر عنه، أم هو الرأي و الحرب و المكيدة؟ " قال: " بل هو الرأي و الحرب و المكيدة " قال: " يا رسول الله فإنّ هذا ليس لك بمنزل، فانهض بالناس حتى تأتي أدنى ماء سواه من القوم فننزله، ثمّ نغور ما وراءه من القلب، ثمّ نبني عليه حوضا و نملأه ماءً، فنشرب و لا يشربوا، ثمّ نقاتلهم ".
ففعل الرسول صلى الله عليه و سلم ما أشار به الحباب.

الحرب سجال:

قال أبو سفيان يوم أحد بعدما وقعت الهزيمة على المسلمين: " اعلُ هبل....اعلُ هبل " فقال عمر: " يا رسول الله ألا أجيبه؟ " قال: " بلى يا عمر ". قال عمر: " الله أعلى و أجلّ " فقال أبو سفيان: " يا ابن الخطاب، إنّه يوم الصمت، يوما بيوم بدر، و إنّ الأيام دول، و إنّ الحرب سجال "، فقال عمر: " و لا سواء، قتلانا في الجنة و قتلاكم في النار " فقال أبو سفيان: " إنّكم لتزعمون ذلك، لقد خبنا إذن و خسرنا ".

حسبك من شرّ سماعه:

أخذ الربيع بن زياد العبسيّ من قيس بن زهير بن جذيمة درعا، و لمّا طلبه قيس منه أبى الربيع أن يردّه له. و ذات يوم فاجأ قيس أمّ الربيع و هي على راحلتها في مسير لها، فأراد أن يذهب بها رهينة حتى يستردّ درعه، فقالت أمّ الربيع: " أين غاب عنك عقلك يا قيس؟ " أترى بني زياد سيصالحونك و يردون عليك درعك، و قد ذهبت بأمهم يمينا و شمالا، و قال الناس ما قالوا و شاؤوا؟ إنّ حسبك من شرّ سماعه."
أي اكتف من الشرّ بسماعه و لا تعاينه، و يجوز أن تريد: يكفيك سماع الشرّ، و إن لم تقدم عليه، و تنسب إليه.

حسبك من غنىً شبع و ريّ:

ثار امرؤ القيس - الشاعر الجاهلي - لمقتل أبيه حجر، و عزم على الثأر له، لكنّه لم يستطع تحقيق ما يريد، و تقلبت به الظروف، و تفرّق عنه أصحابه، و أصبح سيء الحال، و أخذ يقنع نفسه بالواقع و التسليم بما آل إليه الحال. و ممّا قال يذكر معزىً كانت له:
إذا ما لم تكن إبل فمعزىً
كأنّ قرون جلّنها العصي
فتملأ بيتنا أقطا و سمنا
و حسبك من غنىً شبعٌ و ريٌّ

[معجم الأمثال العربية لمحمود إسماعيل صيني ص: 154-157 ]










رد مع اقتباس
قديم 2015-05-23, 07:01   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
محمد الوليد
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية محمد الوليد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الحمّى أضرعتني إليك:

كان رجل من كلب يقال له مرير، و كان له أخوان أكبر منه يقال لهما مرارة و مرّة، و كان مرير لصا مغيرا، و كان يقال له الذئب.
خرج مرارة ذات يوم يتصيد في جبل لهم فاختطفه الجنّ، و بلغ أهله خبره، فانطلق مرة في أثره، فلمّا وصل إلى المكان نفسه اختطف، و كان مرير غائبا، فلمّا قدم بلغه الخبر، فأقسم أن يثأر لأخويه.
و حمل مرير قوسه و أخذ أسهما، ثمّ انطلق إلى ذلك الجبل الذي هلك فيه أخواه، فمكث فيه سبعة أيام لا يرى شيئا، و في اليوم الثامن إذا هو بظبي، فرماه فأصابه، فنهض الظبي حتى وقع في أسفل الجبل، فلمّا غربت الشمس رأى شخصا قائما على صخرة ينادي و يهدد من رمى ذلك الظبي الأسود، فصاح به مرير مهدّدا متوعّدا من قتل أخويه، فتوارى الجنيّ عنه بعضا من الليل.
و أصابت مريرا حمًى فغلبته عيناه و نام، فجاءه الجني فاحتمله، و لمّا استيقظ مرير سأله الجني: " ما أنامك و قد كنت حذرا؟! " فقال في حسرة: " الحمى أضرعتني إليك ".

حنّ قدح ليس منها:

تمثّل عمر رضي الله عنه بهذا المثل، حين قال الوليد بن عقبة ابن أبي معيط: " أُقتل بين قريش؟! " فقال عمر رضي الله عنه: " حنّ قدح ليس منها " أي ليس من القداح، يقصد أنّ الوليد يفتخر بقبيلة هو ليس منها.

خالف تُذكر:

كان الحطيئة مشهورا بهجائه اللاذع، و حدث أن ذهب إلى الكوفة، فقابل رجلا، فقال له: " دلّني على أكثر هذا البلد طائلا " قال: " عليك بعتبة بن النهاس العجلي ". فمضى نحو داره، فصادفه فقال: " أنت عتيبة؟ " قال: "لا" قال: "إنّ اسمك لشبيه بذلك" قال: "أنا عتبة فمن أنت؟" قال: "أنا جرول" قال: "و من جرول؟" قال: "أبو مكيكة" قال: "و الله ما ازددت إلا عمىً" قال: "أنا الحطيئة" قال: "مرحبا بك" قال الحطيئة: "فحدثني عن أشعر الناس من هو؟" قال: "أنت" قال الحطيئة: "خالف تذكر" بل أشعر مني الذي يقول:
و من يجعل المعروف من دون عرضه
يفرّه، و من لا يتق الشتم يشتم
و من يك ذا فضل فيبخل بفضله
على قومه يستغن عنه و يذمم
فعرف الرجل ما يقصده الحطيئة، و أحسن صلته. و خرج الحطيئة من عنده و هو يقول:
سئلت فلم تبخل و لم تعط طائلا
فسيان لا ذمّ عليك و لا حمد

خامري أمّ عامر:

كان للعرب طرق في صيد أمّ عامر (الضبّ).
و من طرقهم في صيدها اعتمادا على ما تتصف به من حمق و غفلة، أنّ الصائد يرقبها حتى تدخل جحرها، ثمّ يسدّ فتحة الجحر ليمنع عنها الضوء فلا تحمل عليه، ثمّ يقول لها: "خامري أمّ عامرٍ (أي اهدئي في جحرك و استقري فيه) و أبشري بصيد سمين"، فتحزن عندما تسمع هذا الكلام، فيقول: "أمّ عامر ليست في جحرها"، فتمدّ يديها و رجليها، و يستمرّ في ندائها، و هي تواصل مدّ يديها و رجليها حتى يتمكن منها، فيربط يديها و رجليها ثمّ يجرّها خارج الجحر.
و هكذا فإنّها بسبب حمقها تنخدع بكلام الصياد فتمكنه من نفسها.

خطب يسير في خطب كبير:

قتل جذيمة الأبرش أبا الزباء ملك الجزيرة، فعزمت على الثأر لأبيها، و أرسلت إلى جذيمة - و كان ملكا على شاطئ الفرات - تعرض عليه الزواج و ضمّ ملكها إلى ملكه، فانخدع بحيلتها، و لم يستمع إلى نصح رجل مجرّب يسمى قصير بن سعد فقد حذّره من خداعها و مكرها.
استعدّ جذيمة للذهاب إلى مملكة الزبّاء، و وضع مكانه من يقوم بأعباء الملك في غيابه.
و انطلق بجنوده و أصحابه حتى اقترب من بلادها، فاستقبلته رسلها بالترحاب و الهدايا، فنظر إلى قصير و قال له: "كيف ترى يا قصير؟" قال: "خطب يسير في خطب كبير" أي أنّ ذلك جزء من المؤامرة المدبّرة له، و مقدمة لما ينتظره من شرّ، ثمّ قال له: "و ستلقاك الجيوش، فإن سارت أمامك فالمرأة صادقة، و إن أخذت جنبيك و أحاطت بك من خلفك فالقوم غادرون فاهرب.
و حدث ما توقّع قصير، فأحاطت جنود الزبّاء بجذيمة، و حاول الفرار فعجز، و سارت به حتى دخل على الزبّاء فقتلته، و تحقّق ما توقّع قصير.

خلا لك الجو فبيضي و اصفري:

هذا المثل شطر لبيت أنشده طرفة بن العبد الشاعر الجاهلي، عندما خرج و هو صبي مع جماعة في سفر، فنزلوا على ماء، و كان مع طرفة فخّ، فنصبه للقنابر، و ظلّ طوال يومها يرقبها فلم يفلح في صيد إحداها، فحمل فخّه و رجع إلى قومه.
و لمّا بدأوا في مغادرة المكان، نظر طرفة فرأى القنابر قد أقبلت لالتقاط ما كان قد نُثِرَ لها من حبّ فقال:
يا لك من قبّرة بمعمر
خلا لك الجو فبيضي و اصفري
و نقّري ما شئت أن تنقّري
قد رحل الصياد عنك فأبشري
و رفع الفخّ ماذا تحذري
لا بدّ من صيدك يوما فاصبري

دون ذا و ينفُقُ الحمار:

أراد رجل أن يبيع حماره، فذهب إلى المشور (الدلال) الذي يعرض الدواب للبيع، و قال له: "امدح حماري و اذكر محاسنه و لك مكافأة مجزية، إذا استطعت بيعه بثمن غالٍ". و ذهب الرجل إلى السوق بحماره، فأقبل نحوه المشور قائلا بصوت مرتفع: "أهذا حمارك الذي كنت تصيد عليه الوحش؟" فشعر الرجل أنّ هذا المدح مبالغ فيه، و ربما يُحْدِثُ عند الناس أثرا عكسيا، فينصرفون عن شرائه، فقال للمشور: "دون ذا و ينفُقُ الحمار". أي اجعل حديثك مناسبا للحمار، فإنّ مبالغتك قد تمنع بيعه.

ذكّرتني الطعن و كنت ناسيا:

هاجر رجل من بلد إلى بلد، و أخذ معه أهله و ماله، و بينما هو في طريقه، خرج عليه بعض قطّاع الطرق، و أرادوا سرقة ما معه من مال بالقوة.
أصابت المفاجأة الرجل، و حار ماذا يفعل، فأمروه بترك ما معه من المال و الأهل و النجاة بنفسه. فقال: "هذا مالي فخذوه و اتركوا الحرم". فصاح أحدهم: "إذا أردت أن نفعل ما تريد فألق رمحك". عندئذ تذكّر الرجل أنّ معه رمحا - و كانت المفاجأة قد أذهلته عن ذلك - فأمسك برحمه، و هجم على اللصوص و قتلهم واحدا واحدا و هو يقول:
ردّوا على أقربها الأقاصيا
إنّ لها بالمشرفي حاديا
ذكّرتني الطعن و كنت ناسيا

ذهب الحمار يطلب قرنين فعاد مصلوم الأذنين:

نظر الحمار إلى تلك الحيوانات ذات القرون، و سرّه سلاحها الذي تدافع به عن نفسها و تفخر به، فأراد أن يكون له مثل ما لها، و خرج يبحث لنفسه عن قرنين، و لكنّه عاد حزينا، و نظر إليه رفقاؤه و أصحابه ليشاهدوا القرنين اللذين أتى بهما، و لكنّهم فوجئوا به عندما وجدوه بلا قرنين، و زادت دهشتهم عندما وجدوه مصلوم الأذنين، فأدركوا كيف تكون الخيبة عندما يطلب المرء ما ليس عنده فيضيع ما كان لديه.

ربّ أكلة تمنع أكلات:

كان عامر العدواني يفخر بقوته و جبروته، و كان يحجّ ذات عام فيدفع الناس في الحجّ، فرآه أحد ملوك غسان، فعزم على إهانته و إذلاله، فلمّا رجع إلى بلده أرسل إليه ليأتي لزيارته، ذاكرا له أنّه يريد أن يستعين به في إدارة ملكه. و لبى عامر دعوة الملك، و أخذ معه بعض قومه، فلمّا قدموا على الملك أكرمهم، لكنّ عامرا بدأ يرتاب في الأمر، و كشف ما يرمي إليه الملك، فجمع أصحابه و سألهم رأيهم في الأمر، فمدحوا الملك و أثنوا عليه، و شكروا له كرم الوفادة، و قالوا إنّهم ينتظرون منه كلّ خير. و أدرك عامر أنّ قومه قد خدعوا بما يصنعه الملك فقال: "لا تعجلوا فإنّ لكل عام طعاما، و ربّ أكلة تمنع أكلات".
يقصد بذلك تحذيرهم من الحرص على أكل ما يقدّم لهم، إذ ربما يكون طعاما مسموما فيمنعهم غيره.

ربّ رمية من غير رامٍ:

كان الحكم بن عبد يغوث أمهر الرماة في إصابة الهدف، و ذات يوم أقسم أن يذبح مهاة (بقرة وحشية) عند "الغبغب" (الصنم الذي يعبدونه) و خرج ليصيد المهاة، و قضى يوما كاملا في مطاردة المها (جمع مهاة) دون أن يظفر بشيء، فعاد حزينا مكروبا.
و أمسى الحكم مهموما، و في الصباح خرج إلى قومه و أخبرهم بفشله و إخفاقه، و عزمه على قتل نفسه لعجزه أن يبر بقسمه، فأشاروا عليه أن يذبح عشرة من الإبل مكان المهاة و يرجع عن قتل نفسه، فأقسم باللات و العزى أنه يظلم دابة ساكنة و يترك دابة نافرة.
و صمّم الحكم على أن يجرّب حظه مرة أخرى، و كان له ابن يدعى المطعم لا يجيد الرمي، فرجا أباه أن يأخذه معه عسى أن يصيب المهاة، فسخر منه أبوه، لكنّ الأب اضطر إلى الرضوخ لإلحاحه فأخذه معه. و بينما هما سائران ظهرت لهما مهاة، فسدّد الحكم إليها رمحا فأخطأها، و أعاد الضربة فأخطأها كذلك. فقال ابنه: "أعطني القوس يا أبت" فأعطاه إياها، فرمى الولد فأصاب المهاة، فصاح أبوه في دهشة: "ربّ رمية من غير رامٍ".

ربّ عجلة تهب ريثا:

رأى سنان بن مالك غيما في ناحية، فظنّه غيما ممطرا، و أراد أن يرحل إلى ذلك المكان بزوجته، و لمّا علم مالك بن عوف -أخو الزوجة- بما عزم عليه نصحه بالعدول عن فكرته، و عدم الذهاب إلى مكان لا يعرفه، فربّما أخلف ذلك الغيب ظنه و لم يكن ممطرا، و حذّره من الهلاك و التعرّض لهجمات بعض العرب من أهل ذلك المكان فلا يحقّق ما يسعى إليه. و لم يسمع سنان النصح، و مضى إلى ما عزم عليه، فعرض له في الطريق بعض اللصوص و سلبوه زوجته، و لم يقدر على مقاومتهم و استردادها منهم، و عاد إلى قومه بدونها. فلمّا سأله أخوها عنها قال: "سلبها مني قطاع الطرق".
فقال مالك: "ربّ عجلة تهب ريثا، و ربّ فروق (جبان) يدعى ليثا، و ربّ غيث (مطر) لم يكن غيثا.

رمتني بدائها و انسلّت:

تزوج رجل امرأة جميلة على ضرائر، فكنّ يغرن من جمالها، و يحاولن النيل منها، و افتراء الأكاذيبن و وصفها بما ليس فيها. و ضاقت المرأة ذرعا بضرائرها و شكت إلى أمّها و قصّت عليها ما يصنعن بها، فعلّمتها أمّها أن تبداهنّ هي بهذه الكلمة إذا ساببنها. فانتظرت حتى اشتبكت إحداهنّ معها، فبدأتها بتلك الكلمة، فقالت ضرّتها: "رمتني بدائها و انسلّت".

زر غبا تزدد حبا:

كان معاذ الخزاعي يكثر من زيارة أخواله من قبيلة أخرى، و كان أخواله يكرمونه إذا نزل فيهم و يحتفون به. و ذات يوم زار معاذ أخواله و استعار منهم فرسا و عاد به إلى قومه، فدعاه رجل من قومه ليسابقه، و من يسبق يأخذ فرس الآخر. فسبقه معاذ و أخذ فرسه، ثمّ أراد أن يغيظه فطعن الفرس فقتله، فشتمه الرجل، فضربه معاذ فقتله، ثمّ ذهب إلى أخواله فأقام فيهم زمنا. و في أحد الأيام خرج مع بني أخواله للصيد فحمل على حمار وحش، فلحقه ابن خاله، و طلب منه أن يترك له الحمار فرفض، فقال له ابن خاله: "أما و الله لو كان فيك خير ما تركت قومك".
فتأثّر معاذ بما قاله ابن خاله، و شعر بأنّ طول إقامته بين أخواله جعلهم يملونه و يجترئون عليه فقال: "زر غبّا تزدد حبا".

[معجم الأمثال العربية لمحمود إسماعيل صيني ص: 157-161 ]










رد مع اقتباس
قديم 2015-05-26, 21:32   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
محمد الوليد
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية محمد الوليد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

سبق السيف العذل:

كان لضبة بن أدّ بن طابخة ابنان، يقال لأحدهما سعد و للآخر سعيد، فنفرت إبل لضبة أثناء الليل، فوجّه ابنيه في طلبها، فتفرقا، فوجدها سعد فردّها، و بينما كان سعيد يبحث عنها لقيه الحارث بن كعب، و كان على سعيد بردان، فسأله الحارث إياهما، فرفض سعيد، فقتله الحارث و أخذ برديه، فكان ضبة إذا أمسى و رأى في الليل سوادا قال: أسعد أم سعيد؟ و ظلّ على هذه الحال مدة من الزمن.
و ذات سنة ذهب ضبة للحج، و وصل إلى عكاظ، فلقي بها الحارث، و رأى عليه برديّ ابنه سعيد، فعرفهما، فقال له: هل أنت مخبري ما هذان البردان اللذان عليك؟ قال: نعم، لقيت غلاما و هما عليه، فسألته إياهما فرفض، فقتلته، و أخذت برديه هذين. قال ضبة: بسيفك هذا؟ . قال: نعم. فقال: أعطنيه أنظر إليه فإني أظنه صارما. فأعطاه الحارث سيفه، فلمّا أخذه من يده هزّه و قال: الحديث ذو شجون. ثمّ ضربه به حتى قتله، فقيل له: يا ضبة أفي الشهر الحرام؟! فقال: سبق السيف العذل.

سُرِقَ السارق فانتحر:

سرق لص بعض المسروقات، و حملها إلى السوق ليبيعها، فغافله لص آخر و سرقها منه، فاغتم لفقد ما سرقه، و كبر عليه أن يسرقه أحد و هو الذي يقوم بسرقة الناس، و اشتد به الحزن و الكمد، فقرّر التخلص من الحياة.

الشاه المذبوحة لا تألم السّلخ:

حاصر الحجاج عبد الله بن الزبير في داخل الحرم، فذهب عبد الله إلى أمه أسماء بنت أبي بكر، و قد ضاق عليه الأمر، و أرسل إليه الحجاج يطلب التسليم، فنصحته أمه بخوض المعركة و لو انتهت به إلى القتل، فلمّا قال إنه يخاف أن يمثِّل الحجاج و جنوده بجثته صاحت به أمه قائلة: و ما يضير الشاة سلخها بعد ذبحها؟

شُغِلَ عن الرامي الكنانةً بالنبل:

كان رجل من بني فزارة و أخر من بني أسد فاتكين متآخيين و كان يجيدان الرمي، و ذات يوم كان مع الفزاري كنانة جديدة، و مع الأسدي كنانة قديمة، فأعجبت الأسدي كنانة الفزاري، فأراد أخذها منه فقال له: أينا أبرع في الرمي، أنا أم أنت؟ قال الفزاري: انا أبرع منك رميا. فقال الأسدي: ليكن الفيصل بيننا العمل لا الكلام: نرمي هدفا و نرى أينا أرمى فانصب لي كنانتك أرمها، و أنصب لك كنانتي فترميها، قال الفزاري: فابدأ أنت و انصب كنانتك.
و بدأ الأسدي فعلّق كنانته على شجرة، و أخذ الفزاري يرميها فلا يطلق سهما إلا أصابها، حتى مزّقها بسهامه، فلما نفدت سهامه قال الأسديّ: انصب لي كنانتك حتى أرميها، فنصبها له على الشجرة، و استعدّ الأسدي للرمي، و سدّد السهم و الفزاري مشغول بذلك السهم ليرى أين يصيب الكنانة، و لكن الأسدي انتهز غفلة الفزاري فضربه بالسهم فسقط ميتا، فأخذ الأسدي قوسه و كنانته، و في ذلك قيل: شغل عن الرامي الكنانة بالسهم. أي شغله السهم عمن يرمي الكنانة، فلم يدرك أنه المقصود بالرمي و القتل.

شِنشِنة أعرفها من أخزم:

كان لرجل ولد عاق اسمه أخزم، و كان ذلك الولد يؤذي أباه و لا يؤدي له حقا، ثمّ مات أخزم و ترك له بعض الأولاد. و في أحد الأيام وثب أولاد أخزم على جدهم و ضربوه حتى أدموه فقال:
إنّ بنيّ ضرّجوني بالدم ***** شنشنة أعرفها من أخزم
أي إن طبيعتهم مثل طبيعة أبيهم و عادتهم مثل عادته.

معجم المثال العربية لمحمود إسماعيل صيني.










رد مع اقتباس
قديم 2015-05-29, 21:59   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
محمد الوليد
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية محمد الوليد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الصيف ضيعت اللبن:

تزوجت امرأة رجلا غنيا، لكنه كان شيخا قد تقدمت به السن، فاختلفا فطلقها، و كان ذلك زمن الشتاء الذي يكثر فيه المرعى و يدر اللبن. و تزوجت المرأة بعد طلاقها شابا جميلا، لكنه كان فقيرا، فلما جاء الصيف احتاجت إلى اللبن، و لم يكن للبن وجود في ذلك الوقت إلا عند زوجها الأول، فبعثت إليه ترجوه بعضا منه فأبى و صاح قائلا: " الصيف ضيعت اللبن ".

عش رجبا تر عجبا:

عندما أسن الحارث بن عباد الفارس الجاهلي، طلّق بعض نسائه، فتزوجها بعده رجل حظي لديها أكثر مما حظي الحارث. و تصادف أن لقي هذا الرجل الحارث فحدّثه بمنزلته عند تلك المرأة و حبها له، فقال الحارث: " عش رجبا تر عجبا "
و قصده من ذلك أنه يريد أن يقول له: لا تتعجل في الحكم على تلك المرأة، و اصبر سنة بعد أخرى لترى تبدلها و تغير حالها.

على أهلها تجني براقش:

كان لقوم كلبة اسمها براقش، و في إحدى الليالي أقبل أعداء أولئك القوم في الظلام يبحثون عن مكانهم فلم يهتدوا إليهم، فيئسوا و هموا بالعودة، و لكن تلك الكلبة أحست بالأعداء، فنبحتهم، فنبهتهم بنباحها إلى مكان قومها، فهاجموهم و قضوا عليهم، فكانت تلك الكلبة سببا في نكبة قومها و مصيبتهم.

عمك خُرجُكَ:

خرج رجل مع عمه إلى سفر و لم يتزود اتكالا على ما في خرج عمه. فلما جاع قال: " يا عم أطعمني "، فقال له عمه:" عمك خرجك "، و يروى: " عم العاجز خرجه ".

عند جهينة الخبر اليقين:

خرج قاطع طريق من بني كلاب يسمى حصين بن عمرو، فالتقى رجلا من بني جهينة يسمى الأخنس، و تعارفا و تعاهدا على العمل معا، و ألا يلقيا أحدا في الطريق إلا سلباه ما معه، و كان كل منهما يشك في زميله و يحذره.
و بينما هما سائران قابلا رجلا فسلباه ما معه، فقال لهما: " هل أدلكما على مغنم، و تردان على ما أخذتما؟ " قالا: " نعم " . فقال: "إن رجلا من لخم قد قدم من عند بعض الملوك بمغنم كثير، و هو خلفي في مكان كذا. فردّا عليه بعض ماله، و انطلقا يبحثان عن اللخمي، فوجداه نازلا في ظل شجرة و أمامه طعام و شراب فحيياه و حياهما، و نزلا فأكلا و شربا معه. و ذهب الأخنس لبعض شأنه، ثم عاد فوجد حصينا قد قتل اللخمي، و رأى في وجهه الغدر فقال له: ويحك ! أفتكت برجل أكلنا طعامه و شرابه؟ فقال له حصين: اقعد يا أخا جهينة ، فما خرجنا إلا لهذا و أمثاله، ثم أخذا يتحدثان بعض الوقت. و غافل الجهني حصينا فقتله و أخذ متاعه و متاع اللخمي و انصرف عائدا إلى قومه.
و في الطريق مرّ الجهني ببعض بني قيس يقال لهم مراح و أنمار فوجد امرأة تسأل عن الحصين، قال: أنا قتلته. قالت: كذبت، ما مثلك يقتل مثله، فانصرف الجهني قائلا:
كصخرة إذ تسائل في مراح
و أنمار و علمهما ظنون
تسائل عن حصين كل ركب
و عند جهينة الخبر اليقين.


معجم الأمثال العربية لمحمود إسماعيل صيني.










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للمشاركة, مَثَل...., التفاعل


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:52

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc