كشفت دراسة ميدانية أن الآلاف من الأساتذة في الأطوار التعليمية الثلاثة، يفكرون في الاستقالة من مهنة التدريس بلا رجعة والتوجه إلى مهن أخرى، بسبب الضغوطات الكبيرة التي يتعرضون لها داخل أقسامهم ومن قبل الإدارة، في حين أن هناك فئة أخرى منهم ترغب في الذهاب في "تقاعد مسبق" لأنهم لم يعد بإمكانهم تقديم الأفضل لتلاميذتهم.
أوضح الأمين الوطني المكلف بالإعلام والاتصال، بالمجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس الثلاثي الأطوار للتربية، مسعود بوديبة، في تصريح لـ"الشروق"، بأن الدراسة التي أعدتها "الكناباست" تبين أن الآلاف من الأساتذة الذين اشتغلوا 15 سنة فما فوق والتحقوا بالتعليم عن حب، يفكرون بشكل جدي في تقديم استقالتهم والتوجه إلى مهن أخرى، رغم تحسن أمورهم المادية، غير أن عدم توفر الظروف المناسبة صعب عليهم مغادرة القطاع، خاصة في الوقت الذي بلغوا فيه مرحلة لا يمكنهم فيها تقديم الأفضل لتلاميذتهم، بسبب الضغوطات النفسية الكبيرة التي يتعرضون لها، نظرا لعدم وضوح الرؤية لدى تأديتهم لمهامهم، فالمعلم في الطور الابتدائي "متعدد المهام"، فهو مطالب بتقديم الدروس للتلاميذ، حراستهم داخل الساحة ومرافقتهم إلى المراحيض، في ظل انعدام تحفيزات معنوية أكثر منها مادية، إضافة إلى مشكل "الاكتظاظ"، بحيث أصبح الأستاذ ملزما بتقديم الدرس لـ60 تلميذا في الفوج الواحد، وكثافة البرامج والمناهج التربوية التي لا تتلاءم والحجم الساعي الأسبوعي، وكذا التعليمات الفوقية الصادرة عن الإدارة التي تزيد الضغط على الأستاذ وتجعله يعيش في دوامة، لأنه أصبح مكلفا بمهام إدارية كإعداد تقارير يومية، أسبوعية وشهرية التي اعتبرها بمثابة نوع من "الحصار" المفروض عليه، بعدما تم تجريده من "سلطتة البيداغوجية"، فلم تعد مجالس الأقسام والتأديب تحترم، ولم تعد له سلطة على التوجيه وعلى المداولات في امتحان شهادة البكالوريا.
وكشف، محدثنا، أن فئة أخرى من الأساتذة الذين ينتظرون بفارغ الصبر بلوغ سن الـ50، لكي يخرجوا في "تقاعد مسبق"، خصوصا الأجيال القديمة الذين اشتغلوا 20 سنة، لأنه لم تعد لديهم القوة والإرادة لاستكمال مشوارهم المهني.
وأضاف، مسعود بوديبة، أن الجامعة الصيفية الثامنة للكناباست التي افتتحت أشغالها أول أمس وتختتم بتاريخ 24 أوت الجاري، بثانوية غار البارود ببني صاف بولاية عين تيموشنت، ستناقش عدة ملفات بيداغوجية ومهنية نقابية في شكل ورشات عمل، بحيث سيتم التطرق لمهام المدرس بين النصوص القانونية والواقع، السلطة البيداغوجية وأثرها في ترقية المدرسة الجزائرية، وكذا الوسائل المادية والبيداغوجية والتربوية الواجب توفرها لإنجاز مهام المدرس، بدءا بالتكوين، إعادة النظر في طرق التقييم وكذا إعطاء أهمية بالغة لمجالس الأقسام. موضحا بخصوص الشق النقابي، بأنه سيتم التطرق إلى طرق تفعيل آليات وهياكل النقابة وطرق وآليات تجسيد التوسعة ميدانيا إضافة إلى آليات الانتخاب.
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2014-08-20, 07:54
دراسة ميدانية لنقابات التربية تكشف المستور
العرض العادي
