خرجات الإخوان الأخيرة : تبدل في المواقف أم مناورة سياسية ???

[الزمزوم]

خرجات الإخوان الأخيرة : تبدل في المواقف أم مناورة سياسية

كان الإخوان يريدون من استغلال قضية الغاز الصخري والحملة الإعلامية التي شنوها على الحكومة و تخويف الناس في عين صالح أن يظهروا للحكومة و للشعب الجزائري أنهم رقم صعب في المعادلة السياسية ولكن عندما طال زمن الاحتجاجات و سيرها السلمي جاء طوق النجاة " حدث الإساءة إلى النبي " فحرصت الحركة على الخروج من مأزقها في الحدث الأول لتركب الحدث الثاني لابراز عضلاتها ونيبانها ومخالبها غير أن يقظة الشعب فوت عليها الفرصة و للتحركات المشبوهة لهذه الحركة وعلاوة على البعد الوطني لشطحات هذه الحركة فقد حاولت أن تصور لمن هو بالداخل ومن هو بالخارج أنها هي من تقود المعارضة ضد الحكومة وأنها هي من تحكم بدفة السفينة كيف لا وهاهي قنواتهاوأقلامها المأجورة التي خدعت الكثيرين من المغرر بهم ونحن لا نتحدث هنا عن الوعاء الشعبي لهذه الحركة لأنه والحق يقال أنها امتلكت شعبية فيما مضى ولكن اليوم فقدت هذه الشعبية والسبب في ذلك فشلها في تحقيق وعودها في أثناء وجودها في السلطة " التحالف الرئاسي "ناهيك عن الفضائح السياسية والمالية ... التي لحقت برموزها وبعض من أعضائها البارزين غير أن نهايتها كان نتيجة الأحداث الدموية والمأساوية التي شهدتها أقطار عربية وإسلامية بسبب سلوكات التنظيم الدولي للإخوان.
لقد حاول الإخوان من خلال نفخهم في نار الفتنة في عين صالح التي أطلت برأسها هناك أن تبعث برسالة بالغة الخطورة للفرنسيين وللسيد الأمريكي الرعاة الحصريين لما اصطلح عليه " الربيع العربي " بأن ما لم يستطع أن يقوم به إخوان مصر وفشلوا فيه - باعتبارهم يمثلون تنظيم الإخوان الأم - يستطيع أن يقوم به الإخوان هنا وهاهي الصورة في العاصمة أو في عين صالح ، غير أن لاشيء مما خططوا له حصل ، وقد " خذلهم " الجزائريون في موقف وطني عظيم وبعد أن بدأت تظهر أثار الجريمة وبدأت تتكشف خيوط اللعبة نجد أنهم غيروا من لهجتهم و خطابهم التحريضي إلى خطاب هادئ في حالة من التلون المقززوهذا كان دائما حالهم ووصل الأمر بهم إلى إعلان انطلاق حوار مع أحزاب المعارضة والسلطة هذه السلطة التي وإلى وقت قريب لم يكونوا يعترفون بشرعيتها وكانوا يدعون إلى انتخابات رئاسية مسبقة في مناورة سياسية لا أكثر ولعل ما يؤكد هذا الأمر
أن تصريحات الحركة الأخيرة لم يصحبها عمل جدي في تصحيح الوضع المتعلق بالغاز الصخري والإعتذار عن تغليط الناس في هذا
و الأمر الثاني برودة المواقف لما يسمى تنسيقية التغيير ازاء ما أقدمت عليه الحركة .
إن كل من يحرص على الحوار الجاد الذي يلبي تطلعات الشعب بالمحافظة على المكاسب التي تحققت طيلة ربع قرن من استقرار وتنمية لا يكون بالمناورات السياسية والهروب إلى الأمام للتغطية على فشله السياسي وفقدان البرنامج الكفيل بحل مشكلات الإنسان البسيط وإنما بالحوار الصادق والبناء وبإخلاص النية لخدمة هذا الشعب العظيم وهذا مفتقد وللأسف عند هؤلاء وما يدلل على ذلك فقدان هذه الحركة لمصداقيتها وشعبيتها يوم بعد يوم .

بقلم: الزمزوم

ملاحظة : في الخمس سنوات التي انقضت أو تكاد تنقضي من عمر ما أصطلح عليه غربيا بالربيع العربي فان العام هو بعامين إن لم يكن أكثر بكثير جدا جدا بالنسبة للوطنيين الغيورين على مصيرالأمة لحجم الدسائس والمؤامرات لذلك المشروع الإمبريالي الرهيب الذي يراد تحقيقه في المنطقة .