صفحات نيرة من تاريخ دولة المرابطين الأمازيغية العظيمة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأنساب ، القبائل و البطون > منتدى القبائل العربية و البربرية

منتدى القبائل العربية و البربرية دردشة حول أنساب، فروع، و مشجرات قبائل المغرب الأقصى، تونس، ليبيا، مصر، موريتانيا و كذا باقي الدول العربية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

صفحات نيرة من تاريخ دولة المرابطين الأمازيغية العظيمة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-01-23, 13:27   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
معوذ سالم
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي صفحات نيرة من تاريخ دولة المرابطين الأمازيغية العظيمة


فضائل ومزايا دولة المرابطين في البناء الحضاري لمنطقة الغرب الإسلامي
بقلم: محمد يحيى بن محمد بن احريمو


الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه إن دولة المرابطين دولة إسلامية عظيمة صنعت أحداثا وتحولات كبرى في عموم منطقة الغرب الإسلامي من موريتانيا ومالي إلى المغرب والجزائر والأندلس ... فكانت لها مساعي حميدة ومكاسب فريدة أثرت في التاريخ السياسي والثقافي والحضاري لعموم المنطقة.

كانت دولة المرابطين منذ نشأتها دولة إسلامية المرجعية والنظام عربية الثقافة واللغة تتخذ من الجهاد والدعوة والعدل بين الناس غايتها وهدفها .
ومن المعروف أن الفضل في إنشاء هذه الدولة يعود إلى الداعية المجاهد الشيخ عبد الله بن ياسين الجزولي الذي انتدبه شيخاه أبو عمران الفاسي ووجاج اللمطي لتعليم أهل الصحراء بناء على طلب من أمي يحيى بن إبراهيم الجدالي فخرج معهم إلى بلادهم لكنه كان طموحا استطاع بإخلاصه وقوة عزيمة وهمته وحسن تربيته لطلابه وتلامذته أن يجعل من أهل هذه الصحراء الذين كانوا على فترة من العلم والحضارة جيلا إيمانيا صادق مخلصا لدينه وأمته ولما تم له ذلك ونجح في تحقيق العدل والسلم ونشر الدعوة والدين في الصحراء أراد أن يتدارك بلاد المغرب والأندلس ويستخلصها من براذين الفتنة وسلاطين الجور ودويلات الطوائف الواهنة وقد ساعده على ذلك قوة المرابطين وشجاعتهم وما كانوا عليه من البداوة والفطرة التي تساعد على الصحوة وتقبُّلِ الحق وحمل رسالته .

لقد نشأت دولة المرابطين في فترة شهدت فيها منطقة الغرب الإسلامي فتنا واضطرابات سياسية واجتماعية فهبت رياح الفرقة والفشل في الأندلس وسقطت الخلافة الأموية بها وظهر ملوك الطوائف المتخاذلون الضعفاء الذين تركوا الجهاد وفرطوا في ثغور الإسلام وركنوا إلى الترف والبذخ واشتغلوا بالنزاعات والفتن عن سياسة الرعية وإقامة الدين فأضاعوا الأمانة وبددوا قوة المسلمين .

أما بلاد المغرب الأقصى فقد كانت تعاني منذ سقوط دولة الأدارسة تمزقا سياسيا وانحرافا دينيا وفكريا شديدا وكانت موزعة بين ثلاث دويلات طائفية وقبلية هي : "دولة الزناتيين" في وسط المغرب " ودولتي" البرغواطة " و" المغراويين" في الشمال والغرب وهما طائفتان مرتدتان عن الإسلام علاوة على وجود أقليات أخرى من الشيعة والوثنيين والخوارج في إقليم السوس وتارودانت في الجنوب .. هذا بالإضافة إلى شيوع الجهل والانحطاط وغلبة العجمة.... وفي موريتانيا تراجعت الدعوة الإسلامية والالتزام الديني بين القبائل الصنهاجية نتيجة ضعف التعليم الديني والبعد عن مراكز الحضارة مع وجود بعض النحل الخارجة عن السنة مثل الخوارج الإباضية .

كما كان جزء كبيرا من الأراضي الموريتانية خاضعا لمملكة " غانة " التي كانت دولة وثنية إلا أن للمسلمين فيها كامل الاحترام وجميع الامتيازات والحقوق وقد نجح المرابطون في توحيد هذه المناطق كلها تحت دولتهم الإسلامية السنية فأقاموا فيها الحكم بالعدل وأحيوا فريضة الجهاد والحسبة والدعوة إلى الله فعمرت البلاد وازدهرت أسواق العلوم والمعارف ونهضت اللغة العربية وكان لذلك كله آثارا طيبة لا نزال إلى اليوم نعيشها. لا يهمنا هنا الحديث عن نشأة دولة المرابطين ولا عن حروبها ومراحل توسعها وإنما يهمنا الحديث عن بعض الإنجازات والمكاسب الحضارية التي أنجزتها هذه الدولة وما كان لها من فضل في رعاية العلم وإقامة سنن العدل والدين والدفاع عن بلاد المسلمين وعمارة أرضهم . نشأت دولة المرابطين كما هو معروف هنا في موريتانيا وتحديدا في المنطقة الواقعة بين "أطار" ومصب نهر السينغال في البحر المحيط قرب مدينة "روصو". . وقد توسعت هذه الدولة في مراحل معروفة واتجهت شمالا إلى المغرب والأندلس وكان ذلك استجابة لطلب بعض علماء المغرب الذين سمعوا بعدالة المرابطين فاستدعوهم على بلادهم لإنقاذها من نار الفتنة والجور ثم بعد استيلاء المرابطين على المغرب توجهوا إلى الأندلس لجهاد الإسبان وانتصروا عليهم نصرا عظيما في وقعة الزلاقة المعروفة سنة 479هـ وهي الوقعة التي أخرت سقوط الأندلس نحو ثلاثة قرون وبعدها بقليل استولى المرابطون على الأندلس وأزاحوا ملوك الطوائف بناء على فتوى للإمام الغزالي وغيره لعمالتهم وتمالئهم مع الإسبان .

لا شك أن الدولة المرابطية نشأت في بيئة بدوية بعيدة عن مركز العمران والحضارة لكنها مع ذلك ما لبثت أن بسطت نفوذها على مناطق عريقة في الحضارة والعلم في الأندلس والمغرب ونالت فيها شرعية سياسية ودينية جعلت الكثير من أبناء هذه المناطق ينضوون تحت لوائها ويضعون خبرتهم وعلومهم في خدمتها فكانت بذلك في مصاف الدول العريقة في الحضارة والتنظيم . لقد عرف عن ملوك المرابطين الكثير من العدل والورع والاستقامة وتقريب العلماء وأهل الفضل حتى وصفت دولتهم بأنها " دولة الفقهاء" وذلك لما كان لهم فيها من العزة والكرامة ونفوذ الكلمة فاتخذوا منهم مستشارين ووزراء وهذا ما عبر عنه الإمام الغزالي في رسالته إلى يوسف بن تاشفين فقال :" ونحن نرجوا أن يكون الأمير جامع كلمة الإسلام .. .

وقد أتاه الله السلطان ورتبه بالعدل والإحسان واستطار في الآفاق محامد سيره ومحاسن أخلاقه على الإجمال حتى ورد الشيخ أبو محمد بن العربي فأورد من شرح ذلك ما عطر به أنحاء العراق ثم أضاف إلى ما ذكر شاهده من تلك السجية الكريمة في إكرام أهل العلم وتوقيره لهم واتباعه لما يصفون من أحكام الله وحمله عياله على السمع والطاعة لهم ".... ولئن كان بعض المستشرقين وأتباعهم قد عابوا ذلك على المرابطين واتهموهم بالجهل والبداوة فإن جوابهم عن ذلك ما قال الشاعر:

وعيرها الواشون أني أحبها ## وتلك شكاة ظاهر عنك عارها

وزيادة على ذلك فقد اعتنى المرابطون بالمدارس العلمية والإنفاق على طلبة العلم فازدهر الشأن العلمي والثقافي في عصرهم بالمغرب والأندلس سواء في ذلك العلوم الشرعية والأدبية والعلوم الكونية كالطب والهندسة وغيرهما ... فكانت مجالسهم وحضراتهم موئلا للعلماء كما كان معظم القادة والأعيان في الجيل الثاني من المرابطين من أهل العلم والأدب من أمثال : الأميرين إبراهيم ومحمد بني يوسف بن تاشفين الذين كانا شاعرين مجيدين مشاركين في العلم والأدب وكذلك أختهما الأميرة تميمة وبنت عمهما حواء بنت تاشفين بن عمر وغير هؤلاء. وهناك كتب عديدة في مجالات مختلفة صنفت برسم ملوك وأمراء المرابطين مثل " كتاب قلائد العقيان" للفتح بن خاقان وكتاب " الاقتصاد في إصلاح الأجساد" في الطب لابن زهر الأندلسي وغيرها .

ويدخل في هذا السياق أن أحد أمراء المرابطين في الأندلس طلب من الحافظ بن خير أحد كبار علماء الحديث في الأندلس في عصره أن ينسخ له كتاب " الجامع الصحيح " للإمام مسلم بن الحجاج فكتب له نسخة جميلة الخط متقنة مجودة وقابلها على ثلاثة أصول معتمدة مقابلة على نسخة الحافظ الجياني وقد اشتهرت هذه النسخة لدى علماء المغرب واعتبروها أصح نسخ صحيح مسلم وقد تحدث عنها المحدث محمد عبد الحي الكتاني في كتابه " فهرس الفهارس" وأثنى على صحتها وجودتها. وبالمناسبة فقد كانت لدى أحد علماء بلادنا نسخة من صحيح مسلم مصححة على نسخة الشيخ عبد القادر الفاسي المصححة على مخطوطة ابن خير هذه وهو العلامة محمد الحسن بن سيدي إبراهيم بن سيدي المحجوب الجكني المتوفى حوالي سنة 1310هـ وهي موجودة اليوم في إحدى المكتبات العامة بانواكشوط.

وترك لنا المرابطون نماذج حية تعتبر المثل الأعلى والقدوة الحسنة في العناية بالعلماء وإكرامهم وتسخير الوسائل لتمكينهم من أداء رسالتهم العلمية والدعوية نذكر منها هنا نموذجين : _ تفريغ علي بن يوسف للفقيه أبي عبد الله محمد بن رشد الجد من وظائفه القضائية وانتدابه لتأليف كتابه " البيان والتحصيل " الذي يعتبر من أكبر الموسوعات في الفقه المالكي وقد لبث ابن رشد في تأليفه حوالي 12 سنة بسبب مشاغله الجمة وطبيعة الكتاب الاستقصائية التي تجعل من إعداده وتأليفه عملا شاقا يتطلب فائضا من الوقت وتفرغ البال ولما تولى القضاء أيس من إكمال الكتاب لكثرة مشاغله فما كان منه إلا أن طلب من الأمير تفريغه لإنجاز هذا المشروع العلمي الكبير يقول ابن رشد في مقدمة البيان والتحصيل :" ولما كمل كتاب الوضوء على هذه الصفة من استيعاب جميع مسائله على نصوصها، والتكلم على كل مسألة منها صغرت أو كبرت بما تفتقر إليه وتكمل به ...، وعلمت أنه إن كمل شرح جميع الديوان على هذا الترتيب والنظام ، لم يحتج الطالب النبيه فيه إلى شيخ يفتح عليه معنى من معانيه، لأني اعتمدت في كل ما تكلمت عليه ، بيان كل ما تفتقر المسألة إليه، بكلام مبسوط واضح موجز يسبق إلى الفهم بأيسر تأمل وأدنى تدبر ورجوت على ذلك المثوبة من الله عز وجل، فأجهدت نفسي في التمادي على شرح بقيته ، فتماديت لا آوى إلى راحة متى ما تفرغت من ليل أو نهار، ... إلى أن امتحنت بتولي القضاء، وذلك في جمادي الأولى من سنة إحدى عشرة وخمسمائة، فشغلتني أمور المسلمين عما كنت بسبيله من ذلك، ولم أقدر من التفرغ إليه على أكثر من يوم واحد في الجمعة اعتزلت فيه عن الناس ، فما كمل لي على هذا منه في مدة تولية القضاء، وذلك أربعة أعوام غير أيام، إلا نحو أربعة كتب أو خمسة، فأيست من تمامه في بقية عمري، إلا أن يريحني الله عز وجل من ولاية القضاء، وكنت من ذلك تحت إشفاق وكرب عظيم، وذكرت ذلك لأمير المسلمين [وناصر الدين] أبي الحسن علي بن يوسف ابن تاشفين ـ أدام الله تأييده وتوفيقه ـ في جملة الأعذار التي استعفيت بسببها، وغبطته بالأجر على تفريغي لتمامه ، فقبل الرغبة في ذلك لرغبته فيما رغبته فيه من الثواب، وأسعف الطلبة فيه لما رجاه بأن تثقل بذلك موازينه يوم الحساب، والله يدخر له هذه الحسنة ويبؤئه منها منن درجات الجنة أعلى درجة برحمته؛ فواليت من حينئذ في إكمال الكتاب إلى أن كمل بحمد الله تعالى وعونه في مستهل شهر ربيع الآخر من سنة سبع " البيان والتحصيل ج 1 ص 25 . _ والنموذج الثاني إيفاد القاضي أبي بكر محمد بن عبد الله بن العربي ووالده إلى بغداد وغيرها من حواضر العلم في المشرق الإسلامي في رحلة علمية كان هدفها الأول الحصول على تفويض وتولية من الخليفة العباسي للمرابطين على ما بأيديهم من البلاد من أجل الحصول على الشرعية السياسية والدينية وقد كان ابن العربي حينها شابا نجيبا يتوقد ذكاء وفهما فصرف همته للاستزادة من العلم ومفاوضة العلماء في المناطق التي زارها والتي كانت تعج بالنشاط العلمي فلقي الإمام الغزالي والطرطوشي وغيرهم من علماء بغداد مكة وبيت المقدس وبلاد الشام ومصر وأدخل إلى المغرب والأندلس علوما جمة لم تكن بهما فكان بحق عالما مجددا جامعا لمختلف علوم الإسلام وكانت له آراء ومذاهب أثرت الساحة العلمية في عصره وبقيت تآليفه إلى اليوم شاهدة على تميزه وعلو كعبه في العلم وأنه أحد العلماء المجددين وكان ذلك كله نتيجة جهود المرابطين ومساعيهم الحميدة.

هذه نماذج .



وفي مجال تنظيم القضاء الذي هو أساس العدل والقيام بالقسط فد عرف عن المرابطين حرصهم الشديد على رعاية القضاء من خلال تولية أهل العدل والدين ومنحهم الصلاحيات اللازمة وتسخير السلطة التنفيذية لهم وإغداق الأموال عليهم ومنحهم الاستقلالية الكاملة في أداء عملهم وقد قطع المرابطون كما يقول الشيخ الفاضل علي الصلابي أشواطا بعيدة في تنظيم القضاء واعتماد التراتبية الوظيفية في المؤسسة القضائية بدء بالرئيس العام للمؤسسة القضائية الذي يكون غالبا في مراكش ثم رئيس القضاء الإقليمي وهو " قاضي الجماعة " بالمغرب و" قاضي الجماعة " بالأندلس والذي تسند إليه إدارة المحاكم التابعة لإقليمه وممن تولى هذا المنصب في الأندلس أبو القاسم أحمد بن مُحَمَّد بن على بن مُحَمَّد بن عبد العزيز التغلبى الذى وجَّه إليه الأمير يوسف بن تاشفين رسالة بليغة يحثه فيها على العدل ومما جاء فيها : «ولا تُبالِ برغم راغم وتشفق من ملامة لائم، فآس بين النَّاس فى عدلك ومجلسك حتى لا يطمع قوى فى حيفك ولا ييأس ضعيف فى عدلك، ولا يكن عندك أقوى مِن الضعيف حتى تأخذ الحق له، ولا أضعف مِن القوى حتى تأخذ الحق منه. . » وهي تذكر برسالة عمر بن الخطاب المشهورة في القضاء. وكان للقاضى فى دولة المرابطين مجلس شورى من أعيان الفقهاء يستشيرهم في احكامه ويسترشد بآرائهم ومقترحاتهم وخبرتهم .

وقد ذكر صاحب كتاب " مفاخر البربر" ما يفهم منه أن القضاة في دولة المرابطين كانوا يشرفون على صرف الولاة لأموال الدولة خصوصا تلك المرصودة للأوقاف والمصالح العامة فكانوا يطلعون بمهمتي "الآمر بالصرف" و" مفتش الدولة " في النظام الإداري الحديث ولا شك أن هذا يدل على مدى أهمية القضاء في الدولة ومدى ثقتها في القضاة واعتمادها عليهم .

ومن الطريف ما يذكره القاضي أبو بكر بن العربي في كتابه أحكام القرآن عن تكييفه لجرائم السرقة التي يصاحبها عداء واستخدام للسلاح على أنها " جرائم حرابة " حينما كان قاضيا بالأندلس يقول : " و كنت في أيام حكمي بين الناس إذا جاءني أحد بسارق، وقد دخل الدار بسكين يحبسه على قلب صاحب الدار وهو نائم، وأصحابه يأخذون مال الرجل، حكمت فيهم بحكم المحاربين، فافهموا هذا من أصل الدين، وارتفعوا إلى يفاع العلم عن حضيض الجاهلين" وهذا يدل على مدى استقلالية القضاء وحصانة موظفيه وليت قضاتنا اليوم عملوا بهذه النصيحة استمعوا لها .

وقد اتخذ المرابطون من اللغة العربية اللغة الرسمية للإدارة والدولة في جميع المناطق التابعة لهم واعتنوا باستجلاب الكتاب من أهل الأدب والفصاحة من الأندلس إلى المغرب وكان لذلك تأثير لا ينكر في تعريب منطقة المغرب الأقصى التي تأخر تعريبها كثيرا بسبب غلبة العنصر الأمازيغي عليها وطابعها العمراني القروي والفلاحي الذي يكرس العزلة ويعوق التواصل الاجتماعي بين السكان ولم تكن اللغة العربية في المغرب لغة رسمية قبل عصر المرابطين .

إن جهود المرابطين هذه وتوحيدهم للمغرب والأندلس وما نتج عن ذلك من هجرات متبادلة كلها أمور أسرعت بتعريب المغرب وهيأته لأن يصبح مركزا هاما للعلوم والحضارة خلال القرون التي تلت ذلك العصر. لقد اعتنى أمير المسلمين يوسف بن تاشفين بوظيفة " الكتابة " فاستجلب الكتاب من الأندلس واجتمع عليه من الكتاب وأهل الأدب والشعر ما لم يجتمع لغيره من ملوك عصره . وقام ابنه على بتطوير ديوان الرسائل وجلب له كتابًا فى غاية البلاغة ودقة الأسلوب, وجمال التعبير, ومِن أشهر أولئك الكتاب والأدباء والبلغاء.

وقد تركت الدولة المرابطية مع ذلك آثارا عمرانية هامة منها مدينة " مراكش" التي أنشأها الأمير أبو بكر بن عامر سنة 462 هـ واتخذها المرابطون عاصمة لدولتهم ومثل جامع القرويين الذي أشرف المرابطون على توسعته وترميمه سنة 530 هـ إلى غير ذلك من المعالم الحضارية والعمرانية الهامة. وكان من حسنات الدولة المرابطية أنها ألغت الضرائب والمكوس الجائرة واعتمدت البديل الإسلامي في الموارد المالية للدولة القائم على جمع الزكاة والعشور والمغانم فازدهرت التجارة في عصرهم وكثرت الأموال وأمنت الطرق كما قاموا باعتماد عملة خاصة بهم تحمل شعارهم وأسماء أمرائهم وأسماء الخلفاء العباسيين الذين كانوا يدينون بالبيعة لهم .

وبسبب ازدهار التجارة إلى الصحراء في دولة المرابطين وعلاقتهم بموريتانيا التي مهد دولتهم فقد كان لديهم فائض كبير من الذهب المستورد من غانة وانعكس ذلك على نشاط التجارة فكان الدينار المرابطي كامل الوزن من أجود العملات في المنطقة .

وهكذا كانت الدولة المرابطية دولة قريبة من الشعب محبوبة لدى شعوبها من عرب وغيرهم ولا يفوتنا أن نسجل هنا طرفة تتعلق بأحد ولاة المرابطين تدل على قربهم من الشعب وعنايتهم بالمصالح العامة وحسن تفكيرهم وهو المنصور بن محمد ابن الحاج داود بن عمر الصنهاجي اللمتوني ت 547 قال ابن بشكوال:" وكان واليا ببلنسية من مدن الأندلس فأضر الجراد بأهلها في بعض الأعوام وكانوا يعتمدون على الزراعة فكان يخرج بهم لإبادته وربما اشتد في ذلك على الناس حتى قال أبو الحسن المعروف بابن الزقاق :

لنا ملكان جازا كل فخر ## بما ملكاه من رق الأعادي

فيحي للفوارس مستعد ## وأنت أبا علي للجراد"

ولو رأى هذا الشاعر الساخر كيف أصبحت مكافحة الجراد في عصرنا هذا مقصدا لكل الدول ترصد له الأموال ويجند له الموظفون لأنصف أميره وعلم أنه مخلص لشعبه ورعيته . وبعد فإن تاريخ الغرب الإسلامي عموما وتاريخنا معشر الموريتانيين خاصة مدين للمرابطين بكل خير ولا شك أن لهم فضلا عظيما يستحق علينا الدراسة والتنويه نسأل الله تعلى أن يجعلنا ممن يقولون " ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان " وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه من صالح القول العمل .

وصلى الله وسلم على سيدنا ومولانا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه

- البريد الإلكتروني حذف من قبل الإدارة (غير مسموح بكتابة البريد) -









 


رد مع اقتباس
قديم 2018-01-23, 17:38   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
Virgile
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية Virgile
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يا أمازيغ الجزائر قوموا بحضارة عمرانية و فكرية في الزمن الحالي وليس البكاء على الأطلال










رد مع اقتباس
قديم 2018-01-23, 18:12   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
معوذ سالم
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة virgile مشاهدة المشاركة
يا أمازيغ الجزائر قوموا بحضارة عمرانية و فكرية في الزمن الحالي وليس البكاء على الأطلال
أولا لست أمازيغي ولست جزائري ولا تونسي بل مصري من الدقهلية وأحترم كل مسلم عربي وأعجمي
ثانيا ما نقوم به ليس بكاء على الأطلال أبدا , دراسة التاريخ أمر محبذ وضروري للناس ومفيد للجميع
ثالثا لو خرج لك أخ أمازيغي وقال لك يا عرب قوموا بحضارة عمرانية وفكرية , ردا على الحديث المتكرر حول الخلافة العباسية وعصرها الذهبي والأندلس فماذا تقول له ؟؟؟؟؟ الخلاصة :: هذه المخاطبات والنداءات هي نداءات بحتة وصرفة وأوهام فقط









رد مع اقتباس
قديم 2018-01-23, 23:04   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
Dinho
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا

وجزى الله المرابطين عنا خير الجزاء

ولكن السؤال المطروح والذي جوابه يقصم ضهر البربريست زريعة فرنسا

مادام أن المرابطين أمازيغ ... لماذا لم نسمع عن الامازيغية والتيفيناغ في زمنهم ولماذا كانت اللغة العربية هي لغة العلم في الدواوين ودور العلم

هذا يدل على ان قضية الامازيغية هي مجرد هرطقة لبعض المتفرنسين

وقد أوجز شيخنا الفاضل الحاج عيسى الجزائري في كتابه الجدور التاريخية للقضية البربرية

صرنا مقتنعيين ألف بالمئة أن الامازيغية مجرد ضرب للوحدة الوطنية الجزائرية والاسلامية العربية

وستبقى اللغة العربية غصة في قلوبهم










رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:48

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc