إلى كل الحراكتة: أصلهم و فصلهم... - الصفحة 18 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأنساب ، القبائل و البطون > منتدى القبائل العربية و البربرية

منتدى القبائل العربية و البربرية دردشة حول أنساب، فروع، و مشجرات قبائل المغرب الأقصى، تونس، ليبيا، مصر، موريتانيا و كذا باقي الدول العربية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

إلى كل الحراكتة: أصلهم و فصلهم...

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-11-19, 14:09   رقم المشاركة : 256
معلومات العضو
المازني
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Hourse غالبية الشّعب الجزائري يعرف أصوله العربية التي لن يحيد عنها أبدا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة yaghemrassen مشاهدة المشاركة
نحن لسنا ضدّ البعد العربي للثّقافة الجزائريّة، فالثّقافة العربيّة الجزائريّة هي جزء لا يتجزّأ من الثّقافة الجزائريّة الأمازيغيّة.
ابن باديس قال كلمته تلك ردّا على الفرنكوفونيين، فبطبيعة الحال وفي الظّروف الحالكة التي مرّ بها الشعب من جرّاء الإستعمار، فإنّه سيفضل العروبة كإنتماء ثقافي، أمّا الآن وقد تبيّن المفهوم الحقيقي للعروبة وغاياتها العنصريّة، فغالبيّة الشّعب الجزائري يعرف أصوله الأمازيغيّة ويعمل على تطوير ثقافته والحفاظ عليها والتشبّث بها، فلا تستعمل كلمة المرحوم ابن باديس مطيّة لأحلامك، ولا تنصّب نفسك وصيّا وإن أردت العروبة فاذهب إلى المشرق، وبما أنّك مازلت صغيرا أنصحك بالإهتمام بدراستك لأنّك للتّو لم تتخرّج وأمامك مشوار طويل، وسوف تصطدم بالحياة العمليّة وتتغيّر كثير من أفكارك وقناعاتك، وشكرا.


غالبية الشّعب الجزائري يعرف أصوله العربية التي لن يحيد عنها أبدا


يشكل العرب الأغلبية الساحقة من سكان الجزائر وهذا ما ذكره كل المؤرخون. كان عرب الفتح ثم الطلائع الأولى لجيوش الهلاليين يشكلون جزرا بشرية عربية محاطة بأغلبية بربرية، لكن أخبار انتصاراتهم انتشرت في الآفاق فأغرت الكثير من القبائل العربية بالتدفق على شمال إفريقيا لثلاثة قرون متتالية، فقلبوا المعادلةوأصبح البربر هم الأقلية ويتمركزون في الجبال والصحراء وتحيط بهم الأغلبية العربية. وهذا ما أشار إليه ابن خلدون أكثر من مرة فقال مثلا أن البربر لعهده كانوا أذلة بسبب القلة ودثور أجيالهم...

1 ـ قال ابن خلدون : " مع أنّ المذلّة للبربر إنما هي حادثة بالقلّة ودثور أجيالهم بالملك الذي حصل لهم، ونفقوا في سبله وترفه كما تقدّم لك في الكتاب الأوّل من تأليفنا ". {المجلد السابع صفحة 6}

2 ـ وقال أن البربر في عهده كانوا عبيدا للمغارم في كل ناحية‏ بسبب القلة ...

" ومن قبائل هوارة بالمغرب أمم كثيرة في مواطن من أعمال تعرف بهم وظواعن عن شاوية تنتجع لمسرحها في نواحيها وقد صاورا عبيدا للمغارم في كل ناحية‏.‏ وذهب ما كان لهم من الاعتزاز والمنعة أيام الفتوحات بسبب الكثرة وصاروا إلى الافتراق في الأودية بسبب القلة والله مالك الأمور‏ "{المجلد السابع، صفحة 7}

3 ـ وقال أن البربر أصابهم الفناء وأصبحوا خولأ للدول وعبيدأ للجباية :

" ولكنهم لما أصابهم الفناء وتلاشت عصابتهم بما حصل لهم من ترف الملك والدول التي تكررت فيهم، قفت جموعهم وفنيت عصابتهم وعشائرهم وأصبحوا خولأ للدول وعبيدأ للجباية".

4 ـ وقال أن العرب قهروا بربر صنهاجة وزناتة وأصاروهم عبيدا وخدما ....

" ولم يزل هذا دأب العرب وزناتة حتى غلبوا صنهاجة وزناتة على ضواحي أفريقية والزاب، وغلبوا عليها صنهاجة وقهروا من بها من البربر، وأصاروهم عبيداً وخدماً بباجة." {الجزء السادس ، صفحة 22}

5 ـ أما المؤرخ والمفكر الجزائري الكبير وعضو جمعية العلماء المسلمين توفيق المدني فقال أن الأغلبية الساحقة من سكان الجزائر عرب :

"العرب هم الأغلبية الساحقة من سكان القطر الجزائري ، ( 7 من 10 ) وقد استقرت أقدامهم في بلاد المغرب العربي منذ أيام الفتح الإسلامي الأولى ، وتغلغلوا بين السكان الأولين الأمازيغ يعلمونهم الدين ويجمعونهم حول القرآن وسنة محمد صلى الله عليه وسلم." { "هذه هي الجزائر" ص 29}

وقال أيضا : " والعرب يمثلون الآن بأرض الجزائر نحو أربعة أخماس السكان المسلمينن أما الخمس فهو يؤلف من القبائل البربرية التي حافظت على بربريتها في الجبال"

6 ـ وقال الشيخ عبد الرحمن الجيلالي : " وتشكل نسبة السكان من البربر في عموم ارض الجزائر اليوم 30 % " { تاريخ الجزائر العام }

7 ـ وقال العلامة والمؤرخ مبارك بن محمد الهلالي الميلي وهو من الأعضاء المؤسسين لجمعية العلماء المسلمين :

" فكان نفوذ الهلاليين في البربر اجتماعيا لغويا جنسيا ، كما كان نفوذ الفاتحين دينيا سياسيا . ويمتاز نفوذ العرب في غيرهم من الأمم بأنه غير ناشئ عن دعاية سياسية وأنه خالد خلود الراسيات لا يذهب بذهاب سلطانهم ولا توهن من قوته الدسائس الأجنبية. بل لا يكترث بها إلا اكتراث القائل :

يا ناطح الجبل العــالي ليــوهنه ـ ـ ـ أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل "

تاريخ الجزائر في القديم والحديث ـ الجزء الثاني ـ ص 187








 


قديم 2013-11-19, 14:15   رقم المشاركة : 257
معلومات العضو
المازني
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Hourse العروبة وعاء الإسلام

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة numidia4ever مشاهدة المشاركة
العروبة مرض خبيث استورده بعض مرضى النفوس من المشرق لصباغة سكان شمال افريقيا بلون غير اللون الدي خلقه الله تعالى لهم....
فضحتمونا بهده العروبة... فعن أي عروبة تهلوسون علينا في ثامورت نيمازيغن ؟!!!!!!
المصري يحس بالغربة هنا في شمال افريقيا، فما بالك بالخليجيين!!!!
فأين هي هده العروبة الأسطورية ؟!!! لو كانت كما تظن، لما اشتكى اخوانك العرب بالغربة و الاختلاف وسط الشمال افريقيين...
فلتستيقظ من هلوساتك المرضية...

قال الإمام محمد الغزالي : لماذا ننوه بالعروبة ونعلي منارها ؟

العروبة وعاء الإسلام ... ذلك أنه بظهور الإسلام ٬ وباختيار العرب حملة له ٬ واختيار لغتهم لسانا للوحي الأعلى ٬ وانتهاء صلة السماء بالأرض في هذه الرسالة الخاتمة ٬ بهذا كله أصبح للعروبة شأن آخر ٬ شأن ضمن لها الكرامة والخلود. وسواء أكان العرب هم الجنس السامي كله ٬ كما يميل إلى ذلك بعض الباحثين ٬ أم هم قبيل محدود منه. وسواء أكانوا منتشرين أصلا بين المحيط الأطلسي والخليج الفارسي ٬ أم كانت جزيرة العرب هي وطنهم الواسع. فإن الطور الذي دخل فيه العرب باحتضانهم الإسلام قد أنشأهم خلقا آخر ٬ وأدخلهم التاريخ من أبواب شتى ٬ لا من باب واحد. ثم استحكمت الوشائج بين العرب وهذا الإسلام ٬ فأصبح يعرف بهم ويعرفون به ٬ لا يغض من ذلك أن بقية ضئيلة من العرب ظلوا على ديانتهم الأولى هودا أو نصارى. نعم اقترنت العروبة والإسلام من أمد بعيد ٬ في حضارة واحدة وتاريخ مشترك ٬ وشعر العالم كله بهذا الرباط القوي الجامع ٬ فهو إذا تصور الإسلام لا يستطيع أن ينسى العرب الذين آمنوا به وطوفوا أرجاء العالمين برسالته. وهو إذا تصور العروبة لا يستطيع أن ينسى الدين الذي أعلى شأنها ٬ وخلد أدبها ٬ وجمع من شتاتها دولة قدمت للإنسانية أزكى المثل وأرجح القيم. إن الإسلام لا ينفك عن العروبة أبدا ٬ ذلك أن القرآن الكريم قد اختارت الأقدار له لغة معينة ينزل بها ٬ وتكون وعاء لهداياته ٬ وهي العربية . قال الله سبحانه وتعالى: “وإنه لتنزيل رب العالمين ٬ نزل به الروح الأمين ٬ على قلبك لتكون من المنذرين ٬ بلسان عربي مبين. ”
وقال: “إنا جعلناه قرءانا عربيا لعلكم تعقلون ٬ وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم”. وأي قرآن يترجم إلى لسان آخر فهو قرآن على المجاز لا على الحقيقة؛ إذ هو تفسير أجنبي للوحي العربي ٬ أو نقل لما تيسر من معاني القرآن نفسه إلى اللغات الأخرى…
أما القرآن نفسه أصل الإسلام ومعجزة نبيه وسياج دعوته فإن الأسلوب العربي بخصائصه الثابتة جزء لا ينفصم عن جوهره ٬ ولا يمكن التجاوز عنه بتة. ومقتضى هذا ٬ أن العرب أدنى الناس إلى فقه الرسالة وإدراك مراميها ٬ ولعل ذلك معنى الآية : “وكذلك أنزلناه حكما عربيا”. سواء كان الحكم بمعنى الحكمة أو بمعنى السلطة. يقول الأستاذ الزيات: إن المسلمين اعتقدوا بحق أن لغتهم العربية جزء من حقيقة الإسلام لأنها كانت ترجمانا لوحي الله ٬ ولغة لكتابه ٬ ومعجزة لرسوله ٬ ولسانا لدعوته. ثم هذبها النبي الكريم بحديثه ونشرها الدين بانتشاره ٬ وخلدها القرآن بخلوده. فالقرآن لا يسمى قرآنا إلا فيها ٬ والصلاة لا تكون صلاة إلا بها. لذلك سارعوا إلى تعلمها والتكلم بها والتأليف فيها ٬ والتعصب لها ٬ والدفاع عنها ٬ والدعوة إليها ٬ حتى حلت محل الفارسية في العراق ٬ والرومية في الشام ٬ والقبطية في مصر ٬ والبربرية في المغرب. وأصبحت في عصر بني العباس وهو عصرها الذهبي لغة الدين والأدب والعلم والسياسة والإدارة والحضارة في أكثر الدنيا القديمة. وأصبح المسلم على اختلاف جنسه ينتقل من قطر إلى قطر في عالمه الإسلامي ٬ كما ينتقل من بلد إلى بلد في وطنه الأصلي. لا يجد مشقة في التفاهم ٬ ولا صعوبة في التعامل ٬ ولا شدة في المعيشة. ثم شغل المسلمون عربهم وعجمهم بالقرآن وفرغوا له. فكان دعاءهم في المسجد ٬ ونظامهم في البيت ٬ ومنهاجهم في العمل ٬ ودستورهم في الحكومة. فسرى هديه منهم مسرى الروح ٬ وجرى وحيه فيهم مجرى الطبع ٬ وأثر في ألسنتهم وأفئدتهم وأنظمتهم تأثيرا لم يؤثره كتاب سماوي آخر في أهله."

حقيقة القومية العربية / محمد الغزالى / 9 ـ 10









قديم 2013-11-19, 14:24   رقم المشاركة : 258
معلومات العضو
المازني
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Hourse الأمّة العربيّة استطاعت أن تنهض بالعالم كلّه وأن تُظهر دين الله على الدّين كلّه

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ayahia200469 مشاهدة المشاركة
هاأنتم أصبحتم مثل بني إسرائيل ياٱلام ٱلام ٱلام !!!؟؟؟ ولكن بغطاء التملق و النفاق : نحن شعب الله المُختار !!!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟

على رأي أخينا إغمراسن : لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم ..

والحديث قياس

لكن الناس فاقت ياهذا ٱلام ٱلام ٱلام ..

عدد أنبياء بني إسرائيل كالحَصى إن لم تعلم هذا !؟

وفضلهم بالله عزَ و جَلْ بصريح عبارة القرٱن الكريم .

وين تلحق أنت ياٱلام ٱلام ٱلام !!!؟؟؟

ولكن لمّا إغتروا و كفروا بالنعمة ووو..

ألا تعلم يا ٱلام ٱلام ٱلام ماذا كان مصيرهم ؟

الخِزي والعَار ولعنة من الله والعياذ بالله...


اختار الله بني اسرائيل ليُنقذوا أنفسهم من استعباد فرعون وليكونوا مظهرا للنّبوّة والدّين في أوّل أطوارهما وأضيق أدوارهما، فما استطاعوا أن ينهضوا حتّى بأنفسهم وإنّما نهض بهم موسى نهضة قائمة على الخوارق وما نهضوا بأنفسهم إلاّ بعد موسى بزمن مع اتّصال حبل النّبوّة فيهم ومُغاداة الوحي الإلهي ومُراوحته لهم .

أمّا العرب فقد اختارهم الله لوظيفة عالميّة عامّة لما فيهم من شرف مُتأصّل واستعداد كامل وصفات مُهيّأة، فاستطاعوا أن ينهضوا بالعالم كلّه وأن يُظهروا دين الله على الدّين كلّه ...

قال الشيخ عبد الحميد بن باديس :

" وقد تقولون إنّ بني إسرائيل اختارهم الله وفضّلهم على العالمين , والجواب الذي يشهد له الواقع أنّه اختارهم ليُنقذوا أنفسهم من استعباد فرعون وليكونوا مظهرا للنّبوّة والدّين في أوّل أطوارهما وأضيق أدوارهما وهذا هو الواقع فإنّ الأمّة العربيّة استطاعت أن تنهض بالعالم كلّه وأن تُظهر دين الله على الدّين كلّه , وأمّا بنو إسرائيل فإنّهم ما استطاعوا أن ينهضوا حتّى بأنفسهم وإنّما نهض بهم موسى نهضة قائمة على الخوارق وما نهضوا بأنفسهم إلاّ بعد موسى بزمن مع اتّصال حبل النّبوّة فيهم ومُغاداة الوحي الإلهي ومُراوحته لهم .

فالأمّتان العربيّة والإسرائيليّة مُتمايزتان بالأثر ومُتمايزتان بحديث القرآن عنهما وإذا تلمّسنا الحكمة المقصودة من اختيار الله لبني إسرائيل مع أنّهم غير مُستعدّين للقيام بنهضة عالميّة عامّة وجدنا تلك الحكمة في القرآن مجلوّة في أبلغ بيان , في قوله تعالى : (<< ونُريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمّة ونجعلهم الوارثين ــ ــ ونُمكّن لهم في الأرض ونُري فرعون وهامان وجُنودهما منهم ما كانوا يحذرون >>) , فالسّرّ المُتجلّي من هذه الآية هو أنّ الله أراد بما صنع لبني إسرائيل وبما قال لهم أن يُعلّم هذا العالم الإنساني من سُنن الله في كونه ما لم يكن يُعلم وهو إخراج الضّدّ من الضّدّ وإخراج الحيّ من الميّت وإنقاذ الأمّة الضّعيفة التي لا تملك شيئا من وسائل القوّة الرّوحيّة ولا من وسائل القوّة المادّيّة ــ من استعباد الأقوياء المُتألّهين فهو مثلٌ عمليّ ضربه الله لخلاص أضعف الضّعفاء من مخالب أقوى الأقوياء وجعل المُستضعفين أئمّة وارثين وسادة غالبين والتّمكين لهم في الأرض وإراءة الأقوياء المُستعلين في الأرض عاقبة باطلهم لكيلا ييأس المُستضعفون في الأرض من روح الله وقد قال موسى لبني إسرائيل تمكينا لهذا المعنى في نُفوسهم : (<< عسى ربّكم أن يُهلك عدوّكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون >>) .
وإلى هذا المثل العملي تُشير الآية : (<< ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثمّ أحياهم إنّ الله لذو فضل على النّاس ولكنّ أكثر النّاس لا يشكرون >>)

وأمّا العرب فإنّهم اختِيروا لوظيفة عالميّة عامّة لما فيهم شرف مُتأصّل واستعداد كامل وصفات مُهيّأة , ولهذا كان منبع الرّسالة بمكّة وشأنها عند العرب هو شأنها فهم مُجمعون على تقديسها ولأنّها في وسط الجزيرة وصميمها ووسط الجزيرة بعيد كلّ البعد عن المُؤثّرات الخارجيّة في الطّباع والألسنة تلك المؤثّرات التي يجلبها الاحتكاك بالأجانب والاختلاط بهم , وكلّ أطراف الجزيرة لم تخلُ من لوثة في الطّباع وعُجمة في الألسنة جاءت من الاختلاط بالأجنبيّ ولا أضرّ على مُقوّمات الأمم من العروق الدّساسة , فاليمن دخلتها الدّخائل الأجنبيّة من الحبشة والفرس على طباع أهلها وألسنتهم , والشّام ومَشارفه كانت مُشرفة على الاستعجام والعراق والجزيرة لم يسلما من التّأثر بالطّباع الفارسيّة , فكانت هذه الأطراف تنطوي على عُروبة مُزعزعة المقوّمات ولم يُحافظ على الطّبع العربي الصّميم إلاّ صميم الجزيرة ومنه مكّة التي ظهر فيها الإسلام وهذا الوسط وإن كان عريقا في الصّفات التي تسَمّى العصر لأجلها جاهليّا , ولكنّه كان بعيدا عن الذل الذي يقتل العزّة والشّرف من النّفوس والجاهل يُمكن أن تُعلّمه والجافي يُمكن أن تُهذبه , ولكن الذليل الذي نشأ على الذل يعسر أو يتعذر أن تغرس في نفسه الذليلة المهينة عزّة وإباء وشهامة تُلحقه بالرّجال .

هذا توجيه مُوجز مُقرّب لاختيار الله تعالى العرب للنّهوض بالرّسالة العامّة , وشيء آخر يرتبط بهذا وهو أنّ الله كما اختار العرب للنّهوض بالعالم كذلك اختار لسانهم ليكون لسان هذه الرّسالة وتُرجمان هذه النّهضة ولا عجب في هذا فاللّسان الذي اتّسع للوحي الإلهي لا يضيق أبدا بهذه النّهضة العالميّة مهما اتّسعت آفاقها وزخرت عُلومها , وهذا جانب لا أتحدّث عنه فقد كفانا مُؤنته أخونا الأستاذ محمّد البشير الإبراهيمي "









قديم 2013-11-19, 14:42   رقم المشاركة : 259
معلومات العضو
ayahia200469
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المازني مشاهدة المشاركة
اختار الله بني اسرائيل ليُنقذوا أنفسهم من استعباد فرعون وليكونوا مظهرا للنّبوّة والدّين في أوّل أطوارهما وأضيق أدوارهما، فما استطاعوا أن ينهضوا حتّى بأنفسهم وإنّما نهض بهم موسى نهضة قائمة على الخوارق وما نهضوا بأنفسهم إلاّ بعد موسى بزمن مع اتّصال حبل النّبوّة فيهم ومُغاداة الوحي الإلهي ومُراوحته لهم .

أمّا العرب فقد اختارهم الله لوظيفة عالميّة عامّة لما فيهم من شرف مُتأصّل واستعداد كامل وصفات مُهيّأة، فاستطاعوا أن ينهضوا بالعالم كلّه وأن يُظهروا دين الله على الدّين كلّه ...

قال الشيخ عبد الحميد بن باديس :

" وقد تقولون إنّ بني إسرائيل اختارهم الله وفضّلهم على العالمين , والجواب الذي يشهد له الواقع أنّه اختارهم ليُنقذوا أنفسهم من استعباد فرعون وليكونوا مظهرا للنّبوّة والدّين في أوّل أطوارهما وأضيق أدوارهما وهذا هو الواقع فإنّ الأمّة العربيّة استطاعت أن تنهض بالعالم كلّه وأن تُظهر دين الله على الدّين كلّه , وأمّا بنو إسرائيل فإنّهم ما استطاعوا أن ينهضوا حتّى بأنفسهم وإنّما نهض بهم موسى نهضة قائمة على الخوارق وما نهضوا بأنفسهم إلاّ بعد موسى بزمن مع اتّصال حبل النّبوّة فيهم ومُغاداة الوحي الإلهي ومُراوحته لهم .

فالأمّتان العربيّة والإسرائيليّة مُتمايزتان بالأثر ومُتمايزتان بحديث القرآن عنهما وإذا تلمّسنا الحكمة المقصودة من اختيار الله لبني إسرائيل مع أنّهم غير مُستعدّين للقيام بنهضة عالميّة عامّة وجدنا تلك الحكمة في القرآن مجلوّة في أبلغ بيان , في قوله تعالى : (<< ونُريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمّة ونجعلهم الوارثين ــ ــ ونُمكّن لهم في الأرض ونُري فرعون وهامان وجُنودهما منهم ما كانوا يحذرون >>) , فالسّرّ المُتجلّي من هذه الآية هو أنّ الله أراد بما صنع لبني إسرائيل وبما قال لهم أن يُعلّم هذا العالم الإنساني من سُنن الله في كونه ما لم يكن يُعلم وهو إخراج الضّدّ من الضّدّ وإخراج الحيّ من الميّت وإنقاذ الأمّة الضّعيفة التي لا تملك شيئا من وسائل القوّة الرّوحيّة ولا من وسائل القوّة المادّيّة ــ من استعباد الأقوياء المُتألّهين فهو مثلٌ عمليّ ضربه الله لخلاص أضعف الضّعفاء من مخالب أقوى الأقوياء وجعل المُستضعفين أئمّة وارثين وسادة غالبين والتّمكين لهم في الأرض وإراءة الأقوياء المُستعلين في الأرض عاقبة باطلهم لكيلا ييأس المُستضعفون في الأرض من روح الله وقد قال موسى لبني إسرائيل تمكينا لهذا المعنى في نُفوسهم : (<< عسى ربّكم أن يُهلك عدوّكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون >>) .
وإلى هذا المثل العملي تُشير الآية : (<< ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثمّ أحياهم إنّ الله لذو فضل على النّاس ولكنّ أكثر النّاس لا يشكرون >>)

وأمّا العرب فإنّهم اختِيروا لوظيفة عالميّة عامّة لما فيهم شرف مُتأصّل واستعداد كامل وصفات مُهيّأة , ولهذا كان منبع الرّسالة بمكّة وشأنها عند العرب هو شأنها فهم مُجمعون على تقديسها ولأنّها في وسط الجزيرة وصميمها ووسط الجزيرة بعيد كلّ البعد عن المُؤثّرات الخارجيّة في الطّباع والألسنة تلك المؤثّرات التي يجلبها الاحتكاك بالأجانب والاختلاط بهم , وكلّ أطراف الجزيرة لم تخلُ من لوثة في الطّباع وعُجمة في الألسنة جاءت من الاختلاط بالأجنبيّ ولا أضرّ على مُقوّمات الأمم من العروق الدّساسة , فاليمن دخلتها الدّخائل الأجنبيّة من الحبشة والفرس على طباع أهلها وألسنتهم , والشّام ومَشارفه كانت مُشرفة على الاستعجام والعراق والجزيرة لم يسلما من التّأثر بالطّباع الفارسيّة , فكانت هذه الأطراف تنطوي على عُروبة مُزعزعة المقوّمات ولم يُحافظ على الطّبع العربي الصّميم إلاّ صميم الجزيرة ومنه مكّة التي ظهر فيها الإسلام وهذا الوسط وإن كان عريقا في الصّفات التي تسَمّى العصر لأجلها جاهليّا , ولكنّه كان بعيدا عن الذل الذي يقتل العزّة والشّرف من النّفوس والجاهل يُمكن أن تُعلّمه والجافي يُمكن أن تُهذبه , ولكن الذليل الذي نشأ على الذل يعسر أو يتعذر أن تغرس في نفسه الذليلة المهينة عزّة وإباء وشهامة تُلحقه بالرّجال .

هذا توجيه مُوجز مُقرّب لاختيار الله تعالى العرب للنّهوض بالرّسالة العامّة , وشيء آخر يرتبط بهذا وهو أنّ الله كما اختار العرب للنّهوض بالعالم كذلك اختار لسانهم ليكون لسان هذه الرّسالة وتُرجمان هذه النّهضة ولا عجب في هذا فاللّسان الذي اتّسع للوحي الإلهي لا يضيق أبدا بهذه النّهضة العالميّة مهما اتّسعت آفاقها وزخرت عُلومها , وهذا جانب لا أتحدّث عنه فقد كفانا مُؤنته أخونا الأستاذ محمّد البشير الإبراهيمي "



لسنا مُحتاجين منك دروسًا و وعضًا ، تُعلمنا به ديننا الحنيف في القرن الواحد و العشرين يا عَرُوبي !!!؟؟؟؟؟؟

نحن في جناح إسمه أصول القبائل ألا تفهم هذا يا عَرُوبي !!؟؟؟؟

كفاكم إستغلال الِدين لأغراض عَروبية و دُنياوية يا أعراب القرن الواحد و العشرين يا !!؟؟؟

إنكم تُسيئون إلى دين ليس إلا ؟!!

فالدين غير مُحتاج إليكم يا أعراب !!؟؟؟

لأنكم شوهتم صورة الدين بفضل تصُرفكم الجاهلي العُنصري يا أعراب القرن الواحد و العشرين !!!!؟؟

وهاهو الدين في وقتنا الحاضر يُعاني الأمَرَّيْن من تصرفكم العنصري المُشين يا أعراب الواحد و العشرين !!!!؟؟؟؟؟؟
؟









قديم 2013-11-19, 15:01   رقم المشاركة : 260
معلومات العضو
المازني
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Hourse أعرابي بسجيته المستنيرة وطبعه المستقيم أفضل ألف مرة من بربري بليد ومليئ بالعقد والأغاليط

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ayahia200469 مشاهدة المشاركة


لسنا مُحتاجين منك دروسًا و وعضًا ، تُعلمنا به ديننا الحنيف في القرن الواحد و العشرين يا عَرُوبي !!!؟؟؟؟؟؟




نحن في جناح إسمه أصول القبائل ألا تفهم هذا يا عَرُوبي !!؟؟؟؟



كفاكم إستغلال الِدين لأغراض عَروبية و دُنياوية يا أعراب القرن الواحد و العشرين يا !!؟؟؟



إنكم تُسيئون إلى دين ليس إلا ؟!!



فالدين غير مُحتاج إليكم يا أعراب !!؟؟؟



لأنكم شوهتم صورة الدين بفضل تصُرفكم الجاهلي العُنصري يا أعراب القرن الواحد و العشرين !!!!؟؟




وهاهو الدين في وقتنا الحاضر يُعاني الأمَرَّيْن من تصرفكم العنصري المُشين يا أعراب الواحد و العشرين !!!!؟؟؟؟؟؟


؟

ما يميز الطّبيعة العربيّة الخالصة عن غيرها هو أنها سهلة لا تألف النقائض ولا تسيغ الالتواء الفكري، كما أنها لا تخضع للأجنبيّ لا في لُغتها ولا في شيء من مُقوّماتها، ولذلك ترى القرآن يذكُرها بالشّرف ويُحدّثها كثيرا عن أمّة اليهود.

بل حتى الأعرابي الذي أصبح يتطاول عليه اليوم أراذل الناس من الأغبياء والجهلة يتميز بسجيته المستنيرة٬ وطبعه المستقيم وهو بذلك أفضل ألف مرة من بربري بليد ومليئ بالعقد والأغاليط والعجر والبجر...

قال الشيخ عبد الحميد بن باديس :

" فمن الطّبيعة العربيّة الخالصة أنّها لا تخضع للأجنبيّ لا في لُغتها ولا في شيء من مُقوّماتها , ولذلك ترى القرآن يذكُرها بالشّرف ويُحدّثها كثيرا عن أمّة اليهود التي لا يُناديها إلاّ بيا بني إسرائيل تذكيرا لها بجدّها الذي هو مناط فخرها كلّ ذلك لأنّها أمّة تحيا بالشّرف والسّموّ والعلوّ ــ ويذكرها بالذكر ــ وهو في لسانها الشّهرة الطّائرة والثناء المُستفيض يقول تعالى لنبيّه وهو يعني القرآن (<< فاستمسك بالذي أوحي إليك إنّك على صراط مُستقيم وإنّه لذكر لك ولقومك >>) والأنبياء لم يُبعثوا إلاّ في مناسب الشّرف ومنابع القوّة ومنابت العزّة ليُبنى المجد الطّريف من الدّين على المجد التليد من أحساب الأمّة وأنسابها وشرفها وعزّتها , وما كان لها من مناقب تلتئم مع أصول الدّين , فقوله تعالى : (<< وإنّه لذكر لك ولقومك >>) يعني أنّه شرف لكم وقومه هم العرب لا محالة ."

وقال الإمام الغزالي :

" لكن طبيعة العربي السهلة تتجلى فيه. وإلى هذه الطبيعة السهلة ٬ وإلى أنها لا تألف النقائض ٬ ولا تسيغ الالتواء الفكري ٬ ترجح بنجاح الإسلام في حجاجه مع أولئك العرب عندما كانوا مشركين. ذلك أن القرآن جادلهم في شأن آلهتم التي أشركوها مع الله ٬ ألها نصيب في الخلق والرزق والتدبير؟ فكانت الإجابة المسددة: لا. {قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون ٬ فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون }. ولو كان غيرهم من أصحاب الفلسفات الأخرى لكانت إجابته مليئة بالعقد والأغاليط والعجر والبجر".

وقال عن الأعراب :

" وإنك لتجد أعرابيا مؤمنا يُسأل عن الله كيف عرفه؟.. فيقول : البعرة تدل على البعير ٬ والأثر يدل على المسير. فأرض ذات فجاج ٬ وسماء ذات أبراج ٬ أفلا تدل على الخبير البصير؟ وهذا منطق السجية المستنيرة ٬ والطبع المستقيم. وربما كان هذا الكلام أثر ظهور الإسلام ٬ واهتداء البصائر بنهاره الساطع "

محمد الغزالى ـ حقيقة القومية العربية ـ ص. 27









قديم 2013-11-19, 15:35   رقم المشاركة : 261
معلومات العضو
مسلم امازيغي 011
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

الامازيغ هم من نشرو اللغة العربية في افريقيا في الوقت الذي كان بامكانهم فرض لغتهم القومية كما فعل الاتراك والفرس
اللغة العربية منتشرة في افريقيا بفضل الجامعات الكبرى التي اسسها الامازيغ










قديم 2013-11-19, 15:52   رقم المشاركة : 262
معلومات العضو
YAGHEMRASSEN
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المازني مشاهدة المشاركة
اختار الله بني اسرائيل ليُنقذوا أنفسهم من استعباد فرعون وليكونوا مظهرا للنّبوّة والدّين في أوّل أطوارهما وأضيق أدوارهما، فما استطاعوا أن ينهضوا حتّى بأنفسهم وإنّما نهض بهم موسى نهضة قائمة على الخوارق وما نهضوا بأنفسهم إلاّ بعد موسى بزمن مع اتّصال حبل النّبوّة فيهم ومُغاداة الوحي الإلهي ومُراوحته لهم .

أمّا العرب فقد اختارهم الله لوظيفة عالميّة عامّة لما فيهم من شرف مُتأصّل واستعداد كامل وصفات مُهيّأة، فاستطاعوا أن ينهضوا بالعالم كلّه وأن يُظهروا دين الله على الدّين كلّه ...

قال الشيخ عبد الحميد بن باديس :

" وقد تقولون إنّ بني إسرائيل اختارهم الله وفضّلهم على العالمين , والجواب الذي يشهد له الواقع أنّه اختارهم ليُنقذوا أنفسهم من استعباد فرعون وليكونوا مظهرا للنّبوّة والدّين في أوّل أطوارهما وأضيق أدوارهما وهذا هو الواقع فإنّ الأمّة العربيّة استطاعت أن تنهض بالعالم كلّه وأن تُظهر دين الله على الدّين كلّه , وأمّا بنو إسرائيل فإنّهم ما استطاعوا أن ينهضوا حتّى بأنفسهم وإنّما نهض بهم موسى نهضة قائمة على الخوارق وما نهضوا بأنفسهم إلاّ بعد موسى بزمن مع اتّصال حبل النّبوّة فيهم ومُغاداة الوحي الإلهي ومُراوحته لهم .

فالأمّتان العربيّة والإسرائيليّة مُتمايزتان بالأثر ومُتمايزتان بحديث القرآن عنهما وإذا تلمّسنا الحكمة المقصودة من اختيار الله لبني إسرائيل مع أنّهم غير مُستعدّين للقيام بنهضة عالميّة عامّة وجدنا تلك الحكمة في القرآن مجلوّة في أبلغ بيان , في قوله تعالى : (<< ونُريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمّة ونجعلهم الوارثين ــ ــ ونُمكّن لهم في الأرض ونُري فرعون وهامان وجُنودهما منهم ما كانوا يحذرون >>) , فالسّرّ المُتجلّي من هذه الآية هو أنّ الله أراد بما صنع لبني إسرائيل وبما قال لهم أن يُعلّم هذا العالم الإنساني من سُنن الله في كونه ما لم يكن يُعلم وهو إخراج الضّدّ من الضّدّ وإخراج الحيّ من الميّت وإنقاذ الأمّة الضّعيفة التي لا تملك شيئا من وسائل القوّة الرّوحيّة ولا من وسائل القوّة المادّيّة ــ من استعباد الأقوياء المُتألّهين فهو مثلٌ عمليّ ضربه الله لخلاص أضعف الضّعفاء من مخالب أقوى الأقوياء وجعل المُستضعفين أئمّة وارثين وسادة غالبين والتّمكين لهم في الأرض وإراءة الأقوياء المُستعلين في الأرض عاقبة باطلهم لكيلا ييأس المُستضعفون في الأرض من روح الله وقد قال موسى لبني إسرائيل تمكينا لهذا المعنى في نُفوسهم : (<< عسى ربّكم أن يُهلك عدوّكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون >>) .
وإلى هذا المثل العملي تُشير الآية : (<< ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثمّ أحياهم إنّ الله لذو فضل على النّاس ولكنّ أكثر النّاس لا يشكرون >>)

وأمّا العرب فإنّهم اختِيروا لوظيفة عالميّة عامّة لما فيهم شرف مُتأصّل واستعداد كامل وصفات مُهيّأة , ولهذا كان منبع الرّسالة بمكّة وشأنها عند العرب هو شأنها فهم مُجمعون على تقديسها ولأنّها في وسط الجزيرة وصميمها ووسط الجزيرة بعيد كلّ البعد عن المُؤثّرات الخارجيّة في الطّباع والألسنة تلك المؤثّرات التي يجلبها الاحتكاك بالأجانب والاختلاط بهم , وكلّ أطراف الجزيرة لم تخلُ من لوثة في الطّباع وعُجمة في الألسنة جاءت من الاختلاط بالأجنبيّ ولا أضرّ على مُقوّمات الأمم من العروق الدّساسة , فاليمن دخلتها الدّخائل الأجنبيّة من الحبشة والفرس على طباع أهلها وألسنتهم , والشّام ومَشارفه كانت مُشرفة على الاستعجام والعراق والجزيرة لم يسلما من التّأثر بالطّباع الفارسيّة , فكانت هذه الأطراف تنطوي على عُروبة مُزعزعة المقوّمات ولم يُحافظ على الطّبع العربي الصّميم إلاّ صميم الجزيرة ومنه مكّة التي ظهر فيها الإسلام وهذا الوسط وإن كان عريقا في الصّفات التي تسَمّى العصر لأجلها جاهليّا , ولكنّه كان بعيدا عن الذل الذي يقتل العزّة والشّرف من النّفوس والجاهل يُمكن أن تُعلّمه والجافي يُمكن أن تُهذبه , ولكن الذليل الذي نشأ على الذل يعسر أو يتعذر أن تغرس في نفسه الذليلة المهينة عزّة وإباء وشهامة تُلحقه بالرّجال .

هذا توجيه مُوجز مُقرّب لاختيار الله تعالى العرب للنّهوض بالرّسالة العامّة , وشيء آخر يرتبط بهذا وهو أنّ الله كما اختار العرب للنّهوض بالعالم كذلك اختار لسانهم ليكون لسان هذه الرّسالة وتُرجمان هذه النّهضة ولا عجب في هذا فاللّسان الذي اتّسع للوحي الإلهي لا يضيق أبدا بهذه النّهضة العالميّة مهما اتّسعت آفاقها وزخرت عُلومها , وهذا جانب لا أتحدّث عنه فقد كفانا مُؤنته أخونا الأستاذ محمّد البشير الإبراهيمي "
قال سيّدنا عمر رضي اللّه عنه " كنّا قوما أذلّة فأعزّنا اللّه بالإسلام فإن إبتغينا العزّة بغير الإسلام أذلّنا اللّه" وهنا يقصد سيّدنا عمر العرب في الجاهليّة فإذا كان الفرد العربيّ مشبعا بالنّخوة عزيز النّفس والإبا شديد الأنانيّة وحبّ الذّات فخورا معتدّا ببني عمّه وعشيره وقبيله قويّ العاطفة فإنّ حال أمّة العرب كان على العكس تماما وكان ما بين القبائل والعشائر من التّنافس والثّارات والغارات والإحن وعادات إجتماعيّة جاهليّة كوأد البنات وشرب الخمر وإتيان الفواحش وعبادة الأوثان وإكبار الشّريف وإحتقار البسيط وكانوا يتكسّبون من غارات بعضهم على بعض أو من القنص والتّجارة وعادة ما يأكلون العقارب والخنافس فلم يكن يجمعهم ملك إنّما لكل قبيلة رئيس وتجمعهم أحلاف فيما بينهم فكانت الدّول العظمى لا تعيرهم إهتماما كبيرا إلى أن جاء اللّه بالإسلام وأنزل رسالته على أشرف الخلق سيّدنا محمّد صلّوات اللّه وسلامه عليه.









قديم 2013-11-19, 16:02   رقم المشاركة : 263
معلومات العضو
raouf 05
عضو مجتهـد
 
الأوسمة
المواضيع المميزة 2014 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة yaghemrassen مشاهدة المشاركة
قال سيّدنا عمر رضي اللّه عنه " كنّا قوما أذلّة فأعزّنا اللّه بالإسلام فإن إبتغينا العزّة بغير الإسلام أذلّنا اللّه" وهنا يقصد سيّدنا عمر العرب في الجاهليّة فإذا كان الفرد العربيّ مشبعا بالنّخوة عزيز النّفس والإبا شديد الأنانيّة وحبّ الذّات فخورا معتدّا ببني عمّه وعشيره وقبيله قويّ العاطفة فإنّ حال أمّة العرب كان على العكس تماما وكان ما بين القبائل والعشائر من التّنافس والثّارات والغارات والإحن وعادات إجتماعيّة جاهليّة كوأد البنات وشرب الخمر وإتيان الفواحش وعبادة الأوثان وإكبار الشّريف وإحتقار البسيط وكانوا يتكسّبون من غارات بعضهم على بعض أو من القنص والتّجارة وعادة ما يأكلون العقارب والخنافس فلم يكن يجمعهم ملك إنّما لكل قبيلة رئيس وتجمعهم أحلاف فيما بينهم فكانت الدّول العظمى لا تعيرهم إهتماما كبيرا إلى أن جاء اللّه بالإسلام وأنزل رسالته على أشرف الخلق سيّدنا محمّد صلّوات اللّه وسلامه عليه.
كلّ ما قلته أخي يغمراسن لخّصه الصّحابيّ الجليل جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه لملك الحبشة النّجاشيّ حينما وصف له أحوالهم قبل بعثة الرسول صلّى الله عليه وسلّم
أَيُّهَا الْمَلِكُ ، كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ ، نَعْبُدُ الأَصْنَامَ ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ ، وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ ، وَنَقْطَعُ الأَرْحَامَ ، وَنُسِيءُ الْجِوَارَ ، وَيَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ ، وَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْنَا رَسُولا مِنَّا ، نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ ، فَدَعَانَا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ ، وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنَ الْحِجَارَةِ وَالأَوْثَانِ ، وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ ، وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ ، وَالْكَفِّ عَنِ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ ، وَنَهَانَا عَنِ الْفُحْشِ ، وَقَوْلِ الزُّورِ ، وَأَكْلِ مَالِ الْيَتِيمِ ، وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ ، وَأَمَرَنَا أَنَّ نَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَلا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ، وَأَمَرَنَا بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ ، قَالَ : فَعَدَّدَ عَلَيْهِ أُمُورَ الإِسْلامِ فَصَدَّقْنَاهُ وَآمَنَّا بِهِ وَاتَّبَعْنَاهُ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَعَبَدْنَا اللَّهَ وَحْدَهُ فَلَمْ نُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا ، وَحَرَّمْنَا مَا حَرَّمَ عَلَيْنَا وَأَحْلَلْنَا مَا أَحَلَّ لَنَا ، فَعَدَا عَلَيْنَا قَوْمُنَا فَعَذَّبُونَا وَفَتَنُونَا عَنْ دِينِنَا لِيَرُدُّونَا إِلَى عِبَادَةِ الأَوْثَانِ مِنْ عِبَادَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَأَنْ نَسْتَحِلَّ مَا كُنَّا نَسْتَحِلُّ مِنَ الْخَبَائِثِ ، فَلَمَّا قَهَرُونَا وَظَلَمُونَا وَضَيَّقُوا عَلَيْنَا وَحَالُوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ دِينِنَا ، خَرَجْنَا إِلَى بِلادِكَ فَاخْتَرْنَاكَ عَلَى مَنْ سِوَاكَ ، وَرَغِبْنَا فِي جِوَارِكَ ، وَرَجَوْنَا أَنْ لا نُظْلَمَ عِنْدَكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ " ، فَقَالَ لَهُ النَّجَاشِيُّ : هَلْ مَعَكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ عَنِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ؟ فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ : نَعَمْ ، فَقَالَ لَهُ : اقْرَأْ عَلَيَّ ، " فَقَرَأَ عَلَيْهِ صَدْرًا مِنْ كهيعص " ، فَبَكَى النَّجَاشِيُّ وَاللَّهِ حَتَّى أَخْضَلَ لِحْيَتَهُ ، وَبَكَتْ أَسَاقِفَتُهُ حَتَّى أَخْضَلُوا مَصَاحِفَهُمْ حِينَ سَمِعُوا مَا تُلِيَ عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ قَالَ النَّجَاشِيُّ : إِنَّ هَذَا وَالَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى لِيَخْرُجُ مِنْ مِشْكَاةٍ وَاحِدَةٍ ، انْطَلِقَا فَوَاللَّهِ لا أُسْلِمُهُمْ إِلَيْكُمَا ، وَلا أَكَادُ ، ثُمَّ قَالَ : اذْهَبُوا فَأَنْتُمْ سُيُومٌ بِأَرْضِي وَالسُّيُومُ : الآمِنُونَ مَنْ مَسَّكُمْ غَرِمَ ، مَنْ مَسَّكُمْ غَرِمَ ، مَنْ مَسَّكُمْ غَرِمَ ، مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي دَبْرَ ذَهَبٍ وَأَنِّي آذَيْتُ رَجُلا مِنْكُمْ وَالدَّبْرُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ الْجَبَلُ رُدُّوا عَلَيْهِمَا هَدَايَاهُمَا ، فَلا حَاجَةَ لِي بِهَا ، فَوَاللَّهِ مَا أَخَذَ اللَّهُ مِنِّي الرِّشْوَةَ حِينَ رَدَّ عَلَيَّ مُلْكِي فَآخُذُ الرِّشْوَةَ فِيهِ ، وَمَا أَطَاعَ النَّاسَ فَأُطِيعَهُمْ فِيهِ ، فَخَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ مَقْبُوحَيْنِ مَرْدُودًا عَلَيْهِمَا مَا جَاءَا بِهِ ، وَأَقَمْنَا عِنْدَهُ بِخَيْرِ دَارٍ مَعَ خَيْرِ جَارٍ .
هذه هي شهامتكم وشجاعتكم ومروءتكم ومكارم أخلاقكم التّي أرسل الرسول ليتمّمها أيها الأعراب الحفاة العراة العالة ؟؟










قديم 2013-11-19, 16:08   رقم المشاركة : 264
معلومات العضو
raouf 05
عضو مجتهـد
 
الأوسمة
المواضيع المميزة 2014 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المازني مشاهدة المشاركة
ما يميز الطّبيعة العربيّة الخالصة عن غيرها هو أنها سهلة لا تألف النقائض ولا تسيغ الالتواء الفكري، كما أنها لا تخضع للأجنبيّ لا في لُغتها ولا في شيء من مُقوّماتها، ولذلك ترى القرآن يذكُرها بالشّرف ويُحدّثها كثيرا عن أمّة اليهود.

بل حتى الأعرابي الذي أصبح يتطاول عليه اليوم أراذل الناس من الأغبياء والجهلة يتميز بسجيته المستنيرة٬ وطبعه المستقيم وهو بذلك أفضل ألف مرة من بربري بليد ومليئ بالعقد والأغاليط والعجر والبجر...

قال الشيخ عبد الحميد بن باديس :

" فمن الطّبيعة العربيّة الخالصة أنّها لا تخضع للأجنبيّ لا في لُغتها ولا في شيء من مُقوّماتها , ولذلك ترى القرآن يذكُرها بالشّرف ويُحدّثها كثيرا عن أمّة اليهود التي لا يُناديها إلاّ بيا بني إسرائيل تذكيرا لها بجدّها الذي هو مناط فخرها كلّ ذلك لأنّها أمّة تحيا بالشّرف والسّموّ والعلوّ ــ ويذكرها بالذكر ــ وهو في لسانها الشّهرة الطّائرة والثناء المُستفيض يقول تعالى لنبيّه وهو يعني القرآن (<< فاستمسك بالذي أوحي إليك إنّك على صراط مُستقيم وإنّه لذكر لك ولقومك >>) والأنبياء لم يُبعثوا إلاّ في مناسب الشّرف ومنابع القوّة ومنابت العزّة ليُبنى المجد الطّريف من الدّين على المجد التليد من أحساب الأمّة وأنسابها وشرفها وعزّتها , وما كان لها من مناقب تلتئم مع أصول الدّين , فقوله تعالى : (<< وإنّه لذكر لك ولقومك >>) يعني أنّه شرف لكم وقومه هم العرب لا محالة ."

وقال الإمام الغزالي :

" لكن طبيعة العربي السهلة تتجلى فيه. وإلى هذه الطبيعة السهلة ٬ وإلى أنها لا تألف النقائض ٬ ولا تسيغ الالتواء الفكري ٬ ترجح بنجاح الإسلام في حجاجه مع أولئك العرب عندما كانوا مشركين. ذلك أن القرآن جادلهم في شأن آلهتم التي أشركوها مع الله ٬ ألها نصيب في الخلق والرزق والتدبير؟ فكانت الإجابة المسددة: لا. {قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون ٬ فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون }. ولو كان غيرهم من أصحاب الفلسفات الأخرى لكانت إجابته مليئة بالعقد والأغاليط والعجر والبجر".

وقال عن الأعراب :

" وإنك لتجد أعرابيا مؤمنا يُسأل عن الله كيف عرفه؟.. فيقول : البعرة تدل على البعير ٬ والأثر يدل على المسير. فأرض ذات فجاج ٬ وسماء ذات أبراج ٬ أفلا تدل على الخبير البصير؟ وهذا منطق السجية المستنيرة ٬ والطبع المستقيم. وربما كان هذا الكلام أثر ظهور الإسلام ٬ واهتداء البصائر بنهاره الساطع "

محمد الغزالى ـ حقيقة القومية العربية ـ ص. 27
ما يميّز الطبيعة الأعرابيّة الخالصة هوّ أنّ فيها قرآنا يتلى آناء الليل وأطراف النهار أيها الأعرابيّ حيث يقول عزّ من قائل: "الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" {التوبة: 97} صدق الله العظيم
هل فهمت ما يميّز بني عمّك الآن ؟؟؟









موضوع مغلق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:50

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc