توطئة
1/ لمحة عن تاريخ العلاقات العثمانية الفرنسية .
2/ موجز تاريخ العلاقات الجزائرية الفرنسية.
3/ أهم محطات العلاقات الجزائرية الفرنسية خلال القرن 18م.
- الإمتيازات الإقتصادية.
- الثورة الفرنسية1789م.
- الحملة الفرنسية على مصر1798م.
- التجار اليهود.
- الأسرى.
خاتمــــــــة.
قائمة المصادر والمراجع.
توطـئة:
يجدر بنا قبل الحديث عن العلاقات الجزائرية الفرنسية خلال القرن18م، تقديم توطئة تاريخية للعلاقات الأوربية العثمانية خلال التاريخ الحديث، أي منذ تأسس تلك العلاقات في نهاية القرن الخامس عشر وخلال معاهدة"الإمتيازات Capitulations" 1535م، وذلك بهدف تحديد الإطار التاريخي الذي تشكلت فيه هذه العلاقات.
1/ لمحة عن تاريخ العلاقات العثمانية الفرنسية :
تُجمع المصادر التاريخية الفرنسية ، أن أولى بداية العلاقات الرسمية بين العثمانيين والفرنسيين إلى عهد بايزيد الثاني 1447-1512م،وذلك من خلال بعثه عام 1483م برسالة إلى لويس الحادي عشر، بهدف الحصول على الموافقة بالتزام فرسان رودس بسجن الأمير جيم أوزيزيم، غير أن هذه المهمة لم تتم بسبب وفاة لويس الحادي عشر1483م، وقد أعاد السلطان المحاولة خلال عام 1486 م، إذ اقترح على الملك شارل الثامن(ت1490م) تسليم الأمير جيم مقابل كل الذخائر الدينية وبقايا أجساد الفرنسيين التي تم العثور عليها في الإمبراطورية، مقابل عدم قيام الفرنسيين بغزو القدس.
وخلال عام 1525م وصل سفير فرنسي إلى الباب العالي يحمل الرغبة الفرنسية في حلف سياسي وعسكري ضد إسبانيا، والواقع أن هذه الخطوة الفرنسية قد لقيت ترحيباً عثمانياً، إلا أن العلاقات العثمانية الفرنسية شهدت منعطفاً جديداً بتولي الملك فرانسوا الأول(François 1ère)(1515-1547م) الحكم في فرنسا، إذ أحكمت الصلة مع الدولة العثمانية من خلال توقيع معاهدة الإمتيازات عام 1535م، وبدورها الدولة العثمانية التزمت بمد يد المعونة لهم ضد الخطر الاسباني(شارلكان) بحيث نجد أن خير الدين قاد بنفسه قوات النجدة ودفع الخطر عن فرنسا ومنه يمكن اعتبار هذه المعاهدة أنها الأولى من نوعها بين الدولة العثمانية بصفتها دولة مسلمة، وأوربا المسيحية.
2/ موجز تاريخ العلاقات الجزائرية الفرنسية :
ظهرت الدولة الجزائرية الحديثة مع بداية القرن السادس عشر, وخلال القرن السابع عشر بدأت الجزائر تنفصل عن الدولة العثمانية إلى أن استقلت عن الباب العالي نوعا ما"توقف إرسال الولاة من استانبول واقتصر دور الباب العالي على ترسيمهم دون أن يكون له أي نفوذ في اختيارهم" ، وأصبح حاكمها يعين عن طريق الانتخابات وقد استطاعت البحرية الجزائرية أن توصل نفوذها إلى الناحية الغربية من حوض البحر الأبيض المتوسط التي فرضت سيادة الدولة الجزائرية على كل الدول الأوروبية المطلة على البحار خاصة في حوض البحر الأبيض المتوسط حيث فرضت عليهم الضرائب و الرسوم لمجرد عبور سفنهم في البحر المتوسط مما دفع بالعديد منها إلى السعي في عقد معاهدات واتفاقيات مع الجزائر.
وفي عام 1561م، ظهرت العلاقات الجزائرية الفرنسية على هذا الأساس وقد تدعمت أثناء الثورة الفرنسية عام1789م، عندما قامت الأنظمة الأوروبية بمحاصرة حكومة الثورة الفرنسية التي لم تجد أية مساعدة إلا من طرف الدولة الجزائرية التي وافق حاكمها على تقديم مساعدة لها وتمثلت في قروض بدون أرباح وتموينها بالقمح الجزائري.
وقعت فرنسا 58 اتفاقا ومعاهدة بين 1619و1830م، وتولى رعاية مصالحها بالجزائر 60قنصلا ونائب قنصل وتردد على الجزائر 96محافظا ومبعوثا، وكان أول القناصلة هو "بارتول BARTHOLLE" وآخرهم "دوفال DUVAL"، وأول المحافظين والمبعوثين هو "دولافوريست De LAFOREST" وآخرهم "دوبيري DUPERR"، ومن خلال المقارنة بما أبرمته الجزائر مع انكلترا من معاهدات واتفاقات فانها لم ترقى حتى إلى نصفها مع فرنسا أي (27)اتفاقا، وهذا ما يبرز مدى العلاقة بين الجزائر وفرنسا .
3/ أهم محطات العلاقات الجزائرية الفرنسية خلال القرن 18م:
الإمتيازات الإقتصادية:
حصل أهالي "ليون" على إمتيازات جديدة في الجزائر بموجب اتفاق بين الطرفين في01/01/1694م، واستعمل هذا الاتفاق كأساس لجميع المعاملات الفرنسية الجزائرية منذ سنة1754م شرط أن يقتصر الفرنسيين على ممارسة التجارة فقط، دون التدخل في شؤون البلاد السياسية .
وتعتبر الإمتيازات من الأسباب التي عكرت صفو العلاقات الجزائرية الفرنسية، بحيث نجد تخطي المؤسسات الفرنسية للقوانين المتفق عليها، وإقامة التحصينات العسكرية أمام مراكزها، مما يثير حفيظة الجزائريين .
الثورة الفرنسية1789م:
حصل التقارب بين حكومة الثورة الفرنسية والجزائر التي تمسكت بسياستها السلمية التقليدية بسبب إحتياجات فرنسا الملحة إلى منتجات شمال أفريقيا، لتموين الشعب الفرنسي والقوات المسلحة، لذلك حصلت عام 1793م على قرض من الجزائر بمبلغ ربع مليون فرنك، ثم ألحت مرة أخرى على الداى أن يقرضها ثلاثة مليون فرنك لكنه سلمها مليون فرنك فقط .
كما نجد أن الجزائر كانت حريصة على هذا التقارب وذلك من خلال إرسال "محمد سعيد" أغا في مهمة تجديد المصالحة وتنظيم الحدود البحرية .
الحملة الفرنسية على مصر1798م:
تعد الحملة الفرنسية على مصر1798م، نقطة تحول في مدى ابراز التضامن بين الجزائر والباب العالي ضد فرنسا وخاصة في ظل سبب قوي ألا وهو أن الجزائر كانت دائنة لفرنسا بمبالغ ضخمة، بالإضافة إلى مصالح فرنسا الواسعة على السواحل الجزائرية بحيث كانت تعمل على حمايتها، وفي 25ديسمبر خرجت ست (6) سفن من ميناء الجزائر تبحث عن السفن الفرنسية، وذلك بضغط من الباب العالي ، في حين هناك من يرى أنه ليس ضغطا بل هو نابع من الإرادة الدينية وأن أي مساس لوحدة دار الإسلام ينجم عنه إعلان الحرب وبالتالي تعكر صفو العلاقات .
التجار اليهود:
عمل اليهود على تكوين شركات تجارية تقوم بدور الوساطة بين داى الجزائر وفرنسا، على غرار الشركة اليهودية التي أسسها التاجريين"بكري وبوشناق"، التي احتكرت تصدير الحبوب إلى الخارج مقابل اقتسام الأرباح مع حكومة الداى .
بالإضافة إلى احتكارهم تصدير بعض السلع المهمة مثل"ريش النعام" الذي كان يجلب من طرف تجار بني ميزاب، ويصدرونه نحو فرنسا .
الأسرى:
مما لاشك فيه أن قضية الأسرى كانت دائما محل توتر للعلاقات بين داي الجزائر وفرنسا، فبعد حملة الأميرال"دوكين" سنة 1682م، والتي قصف من خلالها مدينة شرشال يوم 25/07/1682، رفض الهدنة وتوقيع أي معاهدة جديدة مع الداى"بابا حسن"، مالم يتم تسليم الأسرى الفرنسيين .
بعد فشل حملة "دوكين" أفريل1684م، تم إبرام معاهدة السلم بين الجزائر وفرنسا بعد مفاوضات دامت (20) يوما، وذلك لمدة مائة عام، ومن بين أهم مانصت مايلي:
- إطلاق سراح أسرى الفرنسيين والجزائريين.
- إطلاق سراح الأسرى الفرنسيين حتى ولو اسروا من طرف قوات أخرى.
- يشترى الأسرى الفرنسيون قبل سنة 1670م بثلاثمائة ليرة للشخص الواحد.
في عهد لويس الرابع عشر(1638-1715م)،أقدمت فرنسا على إطلاق سراح الأسرى الجزائريين بالمقابل طلب من الداى أن يقدم المساعدة الضرورية للضباط والتجار الفرنسيين الذين يترددون على الموانئ الجزائرية، وكحسن للنية أرسل الملك الفرنسي جوهرة من الماس الخالص إلى الداى تعبيرا له عن تقديره .
ونجد ان الأسر لم يستثني أحدا من الطبقات الاجتماعية الأوربية، فقد اسر الكثير من النبلاء والأثرياء، وهذا مايذكره الأسرى بأنفسهم أو تتحدث عنهم المصادر
خاتمــــة:
من خلال ماتم إبرازه بالنسبة للعلاقات الجزائرية- الفرنسية خلال القرن 18م، نستنج:
بأن الجزائر كانت تتعامل الند للند مع فرنسا، ويبرز ذلك في تعين القناصل الذين يقدمون الهدايا
للداى، إلا أن هذه العلاقات كانت تتأرجح بين الودية والعدائية في كثير من الأحيان، وذلك لظروف ذلك العصر الذي يتميز بالصراع حول مناطق النفوذ وخاصة بين انكلترا وفرنسا والدولة العثمانية.
بحيث نجد أن فرنسا تبذل جميع مساعيها للحفاظ على صداقتها والتي تدعمت في عهد "بابا حسن"
بحيث انعكست على جل معاهداتها واتفاقياتها التجارية، وبخاصة أثناء الثورة الفرنسية1789م.
أما الجانب العدائي دائما فكانت تمثله قضايا كل من الأسرى واليهود أصحاب الوكالات التجارية وبخاصة الحملة الفرنسية على مصر1798م،هذه المحطات كانت تعتبر الحلقة الأضعف والمتوترة في تاريخ العلاقات بين البلدين خلال العصر الحديث، ولعل تراجع قوة الجزائرفي نهايات القرن 18م فسح المجال امام التكالب الاستعماري الفرنسي الذي وطد اركانه بواسطة شركاته التجارية، وتقارير اسراه كلها عوامل ساعدت على احتلال الجزائر.
قائمة المصادر المراجع
باللغة العربية:
- الجيلالي عبد الرحمن، تاريخ الجزائر العام، ج3، بيروت، دار الثقافة،1980.
- الغاشي مصطفى، الرحالة الفرنسيون والدولة العثمانية،مجلة التاريخ العربي،العدد45، كلية الآداب بتطوان، المغرب الأقصى.
-الزبيري محمد العربي، مدخل الى تاريخ المغرب العربي الحديث،ب،ط، الجزائر، المؤسسة الجزائرية للطباعة،1975.
- بوعزيز يحى، مع تاريخ الجزائر في الملتقيات الوطنية والدولية، ط،خ ، الجزائر، دار البصائر للنشر والتوزيع، 2009.
- بوعزيز يحى، الموجز في تاريخ الجزائر، ط2، ج2، الجزائر، ديوان المطبوعات الجامعية،2009.
-عباد صالح، الجزائر خلال الحكم التركي، ب،ط، الجزائر، دار هومة للنشر والتوزيع،1980.
-علاقات الجزائرمع العالم الغربي1515-1830،الجزائر، الارشيف الوطني الجزائري2002.
- مبارك الميلي، تاريخ الجزائر في القديم والحديث،ب،ط، ج4، الجزائر،دارالكتاب العربي2011.
شويتام أرزقي، دراسات ووثائق في تاريخ الجزائر العسكري والسياسي 1519-1830،ط1، الجزائر، دار الكتاب العربي،2010.
- حماش ابراهيم، العلاقات بين ايالة الجزائر والباب العالي1798-1830، رسالة ماجستير،الاسكندرية، كلية الاداب،1988.
باللغة الفرنسية:
a.de fontaine de resbecq. Alger et les cotes dafrique.-
Ventur de paradis.alger au 17eme siecle(1788-1790).presentasions- par/a.rebhi.alger.(g.a.l).2006.
مواقع الانترنت:
https://www.attarikh-alarabi.ma/Html/Adad45partie10.htm
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2012-10-12, 14:47
بحث/ العلاقات الجزائرية الفرنسية اواخر العهد العثماني
العرض العادي
