ألف حكاية وحكاية مع فارس الجزائري

[فارس الجزائري]

القصة رقم 22

شرطُ نظْمِ الشِّعر

استأذن أبو نواس خلفاً الأحمر(1) في نظم الشعر، فقال له:
لا آذن لك في عمل الشعر إلا أن تحفظ ألف مقطوع للعرب ما بين أرجوزة وقصيدة ومقطوعة.
فغاب عنه مدة وحضر إليه، فقال له:
قد حفظتُها.
فقال له خلف الأحمر: أَنشِدْها.
فأنشده أكثرها في عدة أيام. ثم سأله أن يأذن له في نظم الشعر، فقال له:
لا آذن لك إلا أن تنسى هذه الألف أرجوزة كأنك لم تحفظها.
فقال له:
هذا أمرٌ يصعب عليَّ، فإني قد أتقنت حفظها.
فقال له:
لا آذن لك إلا أن تنساها.
فذهب أبو نواس إلى بعض الأديرة، وخلا بنفسه، وأقام مدّة حتى نسيها. ثم حضر فقال:
قد نسيتها حتى كأن لم أكن حفظتها قط.
فقال له خلف:
الآن انظم الشِّعر!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) خلف الأحمر (توفي عام 796م) راوية وعالم بالأدب وشاعر من أهل البصرة. وهو من أعلم أهل زمانه بالشعر.

[فارس الجزائري]

القصة رقم 23

قميص القاضي وقميص الوزير

كان الوزير علي بن عيسى متزمّتاً متخشِّناً. وكان يحب أن يَبِين فضلُه في هذا على كل أحد.
دخل إليه يوماً أبو عمر القاضي، وعَلَى أبي عمر قميص فاخر. فأراد الوزيرُ أن يُخْجله، فقال له:
يا أبا عمر، بكم اشتريتَ هذا القميص؟
فقال: بمائتي دينار.
فقال الوزير:
ولكني اشْتُرِيَت لي هذه الدّراعة(1) وهذا القميص الذي تحتها بعشرين ديناراً.
فقال له أبو عمر مسرعاً كأنه قد أعدّ له الجواب:
الوزير أعزّه الله يُجَمِّل الثياب، ولا يحتاج إلى المبالغة فيها، والكل يعلم أنه يدع هذا عن قدرة. ونحن نتجملّ بالثياب فنحتاج إلى المبالغة فيها، لأنّا نلابس العوام(2) ومن نحتاج إلى التفخم عليه، وإقامة الهيبة في نفسه بها.
فكأنما ألقَم الوزير حجراً، فسكت عنه.
ـــــــــــــ

(1) الدّراعة: جُبة مشقوقة المُقَدَّم.

(2) نلابس العوام: نخالطهم.

[فارس الجزائري]

القصة رقم24

الخَبيصُ اللَّبيص

كان شجاع بن القاسم – كاتب الأمير أوتامش- أمّياً لا يقرأ ولا يكتب ولا يفهم، وإنما عُلِّم علامات يكتبها في التواقيع(1). وكانت جملة كلامه أغاليط.
فعمل ابن عمّار شعراً لا معنى له، واتفق مع صديق له من الهاشميين على أن ينشده شجاع بن القاسم ويعرِّفه أنه مدح له، وضمن له على ذلك ألف درهم. والشَِّعر:
شُجاعُ لجاعٌ كاتبٌ لاتبٌ معاً***كجلمود صخر حطّه السيلُ من علِ
خبيصٌ لبيص مستمرٌ مقوّم***كثيرٌ أثيرٌ ذو شمال مهذّبُ
بليغٌ لبيغ كلما شئت قلتـه***فإن كنتَ مسكاتاً عن القول فاسكتِ
فطين لطين آمرُ لك زاجر***حصيف لصيف كل ذلك يعلمُ.
فوقف إليه وقال:
أيها الوزير، ليس الشعر من صناعتي، ولكنك أحسنتَ إليّ وإلى أهلي بما أوجب شكرَك، فتكلّفتُ أبياتاً مدحتُك فيها، فتفضّل بسماعها.
ثم أنشد الأبيات. فشكره شجاع عليها، وسُرّ بها سروراً زائداً، ودخل إلى الخليفة المستعين فأخرج لابن عمار صلة عشرة آلاف درهم، وأجرى له ألفَ درهم في كل شهر!

ـــــــــــــــــــــ

(1) التواقيع: ما يعلقه الرئيس على كتاب أو طلب برأيه فيه.

[talia]

أشكرك على فكرة كل يوم حكاية يا أخ فارس

[فارس الجزائري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة talia

أشكرك على فكرة كل يوم حكاية يا أخ فارس

عفوا الأخت
أهلا وسهلا

[فارس الجزائري]

لي عودة إن شاء الله بعد فترة ليست بالقصيرة
لكي نواصل ما بدأناه

[kaloba19]

شكرا على هذه الخكيات

[milta]

بادرة طيبة أضحكتنا أضحك الله سنك أخوك milta

[صالح القسنطيني]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


بارك الله فيك أخي فارس صاحب القلم المميز


و جزاك من خير ما يجازي به عباده المحسنين


و شكر لك جهدك و عملك و نفعك لإخوانك





و حبذا لو أرفقت الموضوع في توقيعك، حتى يطلع عليه الجميع دون المجيء إلى هذا القسم، الذي قد يتعذر فتحه و ظهوره خاصة إذا كان النت تقيلا

[امير الجود]

شكــرا لك اخي الكريـــم بارك الله فيـــك

[sara 1993]

مواضيع رائعة شكرا جزيلا

[amel1991]

الف شكر الك ماشاء الله

[ahlem19]

مشكور أخي الكريم على هذه القصص

[يارا08]

شكرا على القصص

[فارس الجزائري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kaloba19

شكرا على هذه الخكيات

العفو
أهلا وسهلا