لن أكون مبالغا إذا وصفت بالفيروس الخبيث بدعة " لا رئيس و لا مرؤوس " التي أضحت الشعارالبارز و المقدس لنقابة الكنابست و منتسبيها .. تبنته ذات يوم فقررته ثم أطلقته شرذمة من قيادة هذا التنظيم تمردت على قيم و مبادئ النضال النزيه و عمدا غيبت عقلها مطلقة العنان لأهوائها كي تحكم و تتحكم في عقول أتباع هاته النقابة و منتسبيها متحججة أمامهم بحجج واهية استطاعت أن تقنعهم بها للأسف إلى درجة أن ترسخت في أذهان الكثير فكرة التمرد فأصبح ينظر إلى المدير بأنه العدو الشرير ....وأنه لا يعني شيئا وتفتقت عقول البعض بأن أبدعوا نظرية سخيفة مفادها أن هذا الكائن غريب الأطوار المسمى مدير لا أهمية له في العملية التعليمية التعلمية بل تعدوا ذلك بأن أفتى بعض كهنتهم بأن لا قيمة لهذا المخلوق ووجوده كعدم وجوده مثله كمثل الصفر على يسار العدد ...ولم يكتفوا بهذا بل مضوا قدما في سبيل خلق البلبلة و الفتن من خلال تقديم الحلول و البدائل بأن ضربوا الأمثلة بتجربة بعض البيلدان المتقدمةلا أتذكر اسمها أين لا أثر في منظومتهم التربوية لكائن اسمه المدير ...أقولها بكل قناعة إن كل من تبنى هذة الفكرة أو ركب موجتها فهو إما مكبوت وإما معقد وإما فاشل وإما متهاون ....عليه بمراجعة طبيب نفساني عسى أن يشفيه مما ابتلي به ...
فهل أدرك المتورطون في هاته الجريمة خطورة وجسامة ما ستؤول إليه الأمور من إذكاء للفتن و تأجيج للصراعات بين أخلاء و زملاء فرقتهم أهواء فئة ضالة مضلة بعدما جمعتهم رسالة الأنبياء بين أركان الحرم التربوي الواحد ... يحتدم بينهم الخصام بدل الحب والوئام ...ما أضعف جسد أمة التعليم و أوهن بيتها ...
قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ . فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ .ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (النساء الآية59)
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :"إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم"
حديث صحيح يشير إلى أن ولاية الناس من أعظم واجبات الدين، وأن المسلمين لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض، حتى قال صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لثلاثة نفر يكونون بفلاة من الأرض إلا أمّروا عليهم أحدهم" رواه أحمد في المسند عن عبد الله بن عمرو.
والمقصود من الإمارة في الحديث هو معناها الحقيقي من الأمر والنهي، ووجوب الطاعة ما لم يكن الأمر بمعصية، فإذا كان بمعصية، فلا سمع ولا طاعة، ولا فرق في وجوب الطاعة - بالقيد المذكور - بين الإمارة الكبرى، والإمارة الصغرى، فعن عبادة بن الصامت قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثره علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، قال: "إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان" رواه البخاري ومسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء فيكثرون". قالوا: يا رسول الله، فما تأمرنا قال: "أوفوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم" متفق عليه.
وروى البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن قوله تعالى: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) نزل في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي، إذ بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية. والعلم عند الله تعالى.