طالعتنا إحدى القنوات بتقرير أرجع ضعف التعليم في الجزائر إلى ضعف الأساتذة والمعلمين ولو افترضنا جدلا أن هذا هو السبب الرئيس فما هي أسباب ضعف الأساتذة والمعلمين في الجزائر؟
من خلال نظرة لا تحتاج إلى تمحيص وتدقيق وكثرة بحث تنجلي الأسباب والمتسبب فيها ولكم الرأي.
فقد خلصت إلى أن هذا الضعف نوعان :
1- ضعف قبلي: وهو توظيف أشخاص تنعدم فيهم الكفاءة والاستعداد اللازمين لخوض معركة النهوض بأمة فهم كجنود ألقي بهم في ساحة الوغى دون سلاح. وهذا راجع لاستخفاف المشرفين عن القطاع بمدى خطورة الموقف وهنا نتسأل هل هم يستخفون من حيث يدرون أم من حيث لا يدرون؟ والخلاصة في الحالتين أمر من العلقم .وهذا الموضوع لا يخفى على أحد فقد تم التوظيف المباشر منذ عقدين من الزمن ومازال مستمرا إلى يومنا هذا على أساس الشهادة أو على أساس الوسادة وبه حولت المدرسة إلى وكالة تشغيل .
2- ضعف بعدي : وهو الضعف الذي ينتاب أصحاب الكفاءات أثناء مسارهم المهني فبالرغم من الاستعدادات والمهارات المكتسبة لديهم وبالرغم من تلقيهم تكوينا يزدهم تمرسا على استثمار ملكاتهم إلا أنهم يتقهقرون ولا تعجب إذا كان السبب ناجما عن نفس الأشخاص فهم تعودوا دوما استبدال الخبيث بالطيب فنواميس الكون كلها تقوم على الترغيب والترهيب بالعدل والقسطاس وإلا صارت مزرعة لليأس والقنوط ولكم أن تتصوروا معلما أو أستاذا مجدا حريصا طموحا يعيش حبيس روتين رتبة واحدة بينما أصحاب الصنف الأول يرتقون رتبا أعلى تنفيذا لسلطة متسلط )صاحب سلطة )أو ثمنا لرشوة وما زاد الطينة بلة عندما تتحالف الوزارة والنقابة لاستصدار قانون العار!.
إن أسباب هذا الضعف هي العوامل نفسها التي تنخر جسد المجتمع الجزائري المريض وعلى كل الأصعدة وعلى كل المستويات
ولتتأكدوا معالي الوزير ادعوا موظفي قطاعكم لامتحانات إثبات مستوى فقط في نزاهة وشفافية وقارنوها بالرتب العليا المستحقة في غضون العشر سنوات الأخيرة فقط فهل ستذهلون لحصول المهمشين المعاقبين من الآيلين للزوال على المراتب الأولى وتقررون إلغاء القرارات غير المستحقة أم سيكون تعليقكم (هذي الدزاير)