صَبْرُ أَيُّوب !!!
أَيُّوبُ عَلَيْهِ السَّلَامُ آتاه الله سبعة من البنين ، ومثلهم من البنات ،
وآتاه الله المال والأصحاب ،
ثُمَّ أراد أن يبتليه ليكون لِيَجْعَلَهُ اللهُ قدوة لغيره من الناس !!!
فخسر تجارته ، ومات أولاده ، وابتلاه الله بمرض شديد حتى أقعِدَ
وحَتَّى نفر منهُ الناسُ وَرموه خارج مدينتهم خوفا منَ الْعَدْوَى !!!
ولم يبقَ معه إلا زوجته تخدمه ؛ حتى وصل بها الحال أن تعمل عند الناسِ
لتجد ما تسد به حاجتها وحاجة زوجها !!!
استمر في البلاء ثمانية عشر عامَاً وهو صابر لا يشتكي لأحدٍ حتى زوجته !!!
ولما وصل بهمُ الحال الى ما وصل قالت له زوجته يوما : لو دعوت الله ليفرج عنك ؟
فقال : كم لبثنا بالرخاء ؟ قالت : 80 سنة ؛ فقالَ عَلَيْهِ السَّلَام :
إني لأستحي من الله أن أسْألَهُ رَفْعَ الْبَلَاء ؛ حَتَّى نَمْكُثَ فِيهِ كَمَا مَكَثْنَا فِي الْبَلَاء
و بعد أيام : خاف الناس أن تنقل لهم العدوى فلم تعد تجد منْ يَقْبَلُهَا تعمل عِنْدَه
فقصَّتْ ضفيرتها فباعت لكي تأكل هي وزوجها ، وسألها من أين لكِ هذا .. ؟!
فلَم تُجِبْهُ !!
وفِي الْيوم التالِي : باعت ظفيرتها الأخرى وَجَاءَتْهُ بِالطَّعَام ، فتعجب منها زوجها ؛
فألح عليها ؛ فكشفت عن رأسها !!!
فنادى ربه بدُعَاءٍ تئِنُّ له القلوب !!!
استحْيَى من الله أن يطلبَ مِنهُ الشفاء ، لِيرفع اللهُ عنه البلاء ؛
فقال كما جاء في القرآن الكريم :
۩۞۩ أنيِّ مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين ۩۞۩ [الأَنْبِيَاء/83]
فجاء الأمر منْ بيده الأمر :
۩۞۩ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَاب ۩۞۩ [ص/42]
فقام صحيحا ، ورجعت له صحته كما كانت ؛ فجاءت زوجته فلم تعرفه ؛
فقالت : هل رأيت المريض الذي كان هَا هنا .. ؟
فوالله ما رأيت رجلا أشبه به مِنْك عندما كان صحيحا .. ؟
فقال : أما عرفتني ؟! فقالت : من أنت .. ؟ قال : أنا أيوب !!!
يقول ابن عباسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ :
لم يكرمه الله هو فقط ، بل أكرم زوجته أيضا التي صبرت معه فِي هذا الْبَلَاء !!!
فرجعها الله شابَّةً ، وولدت لِإيوب عليه السلام ستة وعشرِين ولدَاً وَبنتَاً ،
يقول سبحانه : ۩۞۩ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ
رَحْمَةً مِن عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِين ۩۞۩ [الأَنْبِيَاء/84]
- كلما فاض حملك تذكر صبر أيوب ، واعلم أن صبرك نقطة من بحر أيوب
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا ضِيقَ صَدْرِنَا ، وَقِلَّةَ صَبْرِنَا يَا رَؤُوفُ يَا رَحْمَن