تفسير قوله تعالى قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني )وفضل الدعوة إلى الله - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تفسير قوله تعالى قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني )وفضل الدعوة إلى الله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017-12-03, 21:03   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
وافي طيب
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي تفسير قوله تعالى قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني )وفضل الدعوة إلى الله

قوله تعالى
(قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ( 108 ) )
قال ابن كثير _رحمه الله تعالى_
يقول [ الله ] تعالى لعبده ورسوله إلى الثقلين : الإنس والجن ، آمرا له أن يخبر الناس : أن هذه سبيله ، أي طريقه ومسلكه وسنته ، وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، يدعو إلى الله بها على بصيرة من ذلك ، ويقين وبرهان ، هو وكل من اتبعه ، يدعو إلى ما دعا إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بصيرة ويقين وبرهان شرعي وعقلي .

وقوله : ( وسبحان الله ) أي : وأنزه الله وأجله وأعظمه وأقدسه ، عن أن يكون له شريك أو نظير ، أو عديل أو نديد ، أو ولد أو والد أو صاحبة ، أو وزير أو مشير ، تبارك وتعالى وتقدس وتنزه عن ذلك كله علوا كبيرا ، ( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا ) [ الإسراء : 44 ] .
وقال البغوي _رحمه الله تعالى_في تفسيره لهده الاية
( قل ) يا محمد ( هذه ) الدعوة التي أدعو إليها والطريقة التي أنا عليها ( سبيلي ) سنتي ومنهاجي . وقال مقاتل : ديني ، نظيره قوله : ( ادع إلى سبيل ربك ) ( النحل - 125 ) أي : إلى دينه . ( أدعو إلى الله على بصيرة ) على يقين . والبصيرة : هي المعرفة التي تميز بها بين الحق والباطل ( أنا ومن اتبعني ) أي : ومن آمن بي وصدقني أيضا يدعو إلى الله . هذا قول الكلبي ، وابن زيد قالوا : حق على من اتبعه أن يدعو إلى ما دعا إليه ، ويذكر بالقرآن .

وقيل : تم الكلام عند قوله : ( أدعو إلى الله ) ثم استأنف : ( على بصيرة أنا ومن اتبعني ) يقول : إني على بصيرة من ربي ، وكل من اتبعني .

قال ابن عباس : يعني أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا على أحسن طريقة وأقصد هداية ؛ معدن العلم ، وكنز الإيمان ، وجند الرحمن . [ ص: 285 ]

قال عبد الله بن مسعود : من كان مستنا فليستن بمن قد مات [ فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ] أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا خير هذه الأمة ، وأبرها قلوبا ، وأعمقها علما ، وأقلها تكلفا ، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وإقامة دينه ، [ فاعرفوا لهم فضلهم ، واتبعوهم في آثارهم وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم ] ، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم .

قوله تعالى : ( وسبحان الله ) أي : وقل سبحان الله تنزيها له عما أشركوا به . ( وما أنا من المشركين ) .

وقد أفاد وأجاد ابن القيم _رحمه الله_ في تفسيره لهده الاية ودكر عدة فوائد وفرائد فقال
أن قوله أدعوا إلى الله تفسير لسبيله التي هو عليها، فسبيله وسبيل أتباعه: الدعوة إلى الله، فمن لم يدع إلى الله فليس على سبيله؛ وقد بين _رحمه الله_ أنه لا يكون من أتباع الرسل على الحقيقة إلا من دعا إلى الله على بصيرة؛ فأتباع الرسل هم أولوا البصائر .
ودكر في معاني البصيرة في اللغة، معنيين:
1) قول ابن الأعرابي: البصيرة الثبات في الدين
2) البصيرة العبرة، ثم أتى بشاهدين على هذا المعنى:
ـ قولنا: أليس لك في كذا بصيرة، أي: عبرة
ـ قول الشاعر: في الذاهبين الأولين من القرون لنا بصائر
ثم أتى بتحقيق بديع! فقال ـ ـ:
"والتحقيق: العبرة ثمرة البصيرة، فإذا تبصر اعتبر، فمن عدم العبرة فكأنه لا بصيرة له. وأصل اللفظ من الظهور والبيان، فالقرآن بصائر، أي: أدلة وهدىً وبيان يقود إلى الحق ويهدي إلى الرشد، ولهذا يقال للطريقة من الدم التي يستدل بها على الرمية بصيرة " .
ودكر في إعراب ومن اتبعني
قولين وهما:
1) أن ومن اتبعني معطوف على الضمير المرفوع في أدعوا ؛ فيكون التقدير والمعنى: أدعوا إلى الله أنا ومن اتبعني.
وقد قال هنا: "وحسن العطف لأجل الفصل فهو دليل على أن أتباع الرسول هم الذين يدعون إلى الله وإلى رسوله "
2) أن ومن اتبعني معطوف على الضمير المجرور في قوله سبيلي؛ ويكون التقدير والمعنى: أي هذه سبيلي وسبيل من اتبعني فكذلك .
ثم ختم وقال-رحمه الله_" وعلى التقديرين فسبيله وسبيل أتباعه الدعوة إلى الله "
ووالله قد أفاد ابن القيم _رحمه الله_ فليس هناك مرتبة أعلى وأشرف عند الله سبحانه وتعالى من الدعوة إليه سبحانه وتعالى فما أحسن أن يكون المرء سائر طريق الأنبياء والرسل
فعلينا ان نحرص على هدا الفضل العظيم نسأل الله ان نكون من الدعاة إليه سبحانه وتعالى مخلصين ومتبعين والحمد لله رب العالمين









 


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:31

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc