|
قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
الدرر السنية في الأجوبة النجدية وهل الكتاب تكفيري ؟
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2012-07-14, 13:49 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
رفع الغبار على الدرر السنية في الأجوبة النجدية وهل الكتاب تكفيري ؟
|
||||
2012-07-14, 13:54 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
ما رأيكم بكتاب " الدرر السنية " والهجوم الحاصل عليه ؟ |
|||
2012-07-14, 14:41 | رقم المشاركة : 3 | |||
|
بارك الله فيك
|
|||
2012-07-14, 18:24 | رقم المشاركة : 4 | |||
|
وقال قومٌ إنَّهم اكتسبوا التكفير من الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ؛ وأقول وهذا كذبٌ ، وبهتٌ للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، وافتراءٌ عليه ؛ إنَّ الشيـخ محمـد بن عبد الوهاب لايكفر إلاَّ من كفَّره الله ؛ فهو يكفر المشركين شركاً أكبـر ؛ قال الله عز وجـل : ) ومن يدع مع الله إلهاً آخر لابرهان له به فإنَّما حسابه عند ربه إنَّه لايفلح الكافرون ( [ المؤمنون : 117 ] وأيضاً أنَّه لايكفر إلاَّ بعد إقامة الحجة ، وهذه كتبه شاهدةٌ على من ادعى عليه هذا الادعاء بالكذب الصراح . |
|||
2012-07-14, 18:27 | رقم المشاركة : 5 | |||
|
الشيخ اللحيدان : إذا رأيتم أحداً يغمز الدرر السنية فاتهموه في عقيدته
بسم الله الرحمن الرحيم |
|||
2012-07-14, 18:45 | رقم المشاركة : 6 | |||
|
تزكية مجدد القرن إبن باز
ما الكتب المؤلفة في العقيدة فمن أحسنها [كتاب التوحيد] للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وشرحه لحفيديه الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد، والشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد، وهما: [تيسير العزيز الحميد]، و[فتح المجيد]. |
|||
2012-07-14, 19:42 | رقم المشاركة : 7 | |||
|
الانفس البريئة التي قتلت واستشهدت في حجازنا المحتل الى حد الان بسب هذا الدستور الذين جاؤ به من قرن الشيطان |
|||
2012-07-14, 20:02 | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
اقتباس:
بالله عليك إن لم تكن تكفيريا لم تكن إلا رافضيا محتل من طرف من و من يحرره |
||||
2012-07-14, 20:38 | رقم المشاركة : 9 | |||
|
(الحجاز للحجازيين) رغم خديعة إبن سعود مكة الكافرة التي فتحها وأسلمها آل سعود!! محمد قستي الحروب الوهابية على الحجاز في الفترة ما بين 1924 ـ 1926 لم تنطلق من مجرد رؤية سياسية أو عسكرية محض، بل يندسّ فيها البعد العقائدي بدرجة عميقة، إن صدقاً وإن كذبا، وهذا لا تعكسه رسائل العلماء الوهابيين وفتاواهم فحسب، بل تفصح عنه بوضوح شديد رسائل عبد العزيز وبياناته أيضاً، بالرغم من كونه أسبغ طابعاً دينياً على حروبه بعد نحو عقد من انطلاق حروبه في نجد 1902 واحتلاله الإحساء سنة 1912. ولاريب أن المكان ـ الحجاز يستوجب ترتيبات أيديولوجية مختلفة، إضافة إلى التجهيزات العسكرية واللوجستية والبشرية، وهذا ما جعل إبن سعود يعلي من نبرته الدينية مع بدء تجريده الحملات العسكرية الى الحجاز. كان يدرك تماماً حساسية المكان ليس على المستوى المحلي بل والإسلامي العام، فقد بقيت السيادة الدينية على الحجاز مفتوحة لعامة المسلمين، ولذلك كانت محاولات إخضاعه دينياً وسياسياً تتطلب معالجة حاذقة، ترعى حسابات دقيقة لدى المسلمين وردود فعلهم واعتبارات المكان وقدسيته.. من المفارقات اللافتة، أن كل الذين حكموا الحجاز سلماً أو عنوة لم ينطلقوا من رؤية عقدية تكفيرية للمجتمع الحجازي، باستثناء الوهابيين منذ بدء حملاتهم الأولى في القرن الثامن عشر الميلادي، حيث كانوا ينظرون الى مكة والمدينة بوصفهما مدينتين مشركتين وأهلهما مشركون. هكذا تكشف الرسائل والوفود التي بعث بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى علماء الحجاز حيث تبدو اللغة الرسولية بارزة بصورة ملفتة. وحتى بعد احتلال مكة المكرمة، فقد صعد الغازي السعودي ـ الوهابي المنبر في المسجد الحرام وصار يلقي على من حضر أصول الإعتقاد، ويأمرهم بتجديد الدخول في الإسلام بإعلان الشهادتين والإلتزام بأركان الدين والإبتعاد عن الحرام.. لم تكن الرؤية العقدية مقتصرة على الطبقة الدينية الوهابية، بل أصبحت جزءً من الخطاب السياسي السعودي، فقد اعتبر الملك عبد العزيز أهل مكة مشركين. وقد نقل جون فيلبي الحوار الذي دار بينه وبين عبد العزيز في صيف 1918 ـ 1336هـ قال فيه: إذا قدّمت أنت الإنجليزي إبنتك لي كزوجه سأتزوجها ولا أشترط إلا أن يكون أولادي مســــلمين ولكني لا أتزوج إبنة الشريف ولابنات أهل مكه ولاغيرهم من المسلمين الذي نعتبرهم مشركين.. هذه الرؤية صدرت قبل أن يغزو عبد العزيز الحجاز بست سنوات، ثم جرى تسييلها خلال المعارك الوهابية في الطائف والمدينة ومكة وجدة، حيث أخذت شكلاً دموياً، ولم يتورّع جنود عبد العزيز عن اقتراف مجازر وحشية في (تربه) بالطائف، وأخرجوا السكّان الآمنين من ديارهم، وصادروا مملتكاتهم ثم جاءوا بمعاولهم في مكة يهدمون ويخرّبون ما زعموا بأنها أصنام تعبد من دون الله! لم يكن استعمال عبد العزيز لفظة (الفتح) بعد غزو الحجاز مجرد هفوة لغوية، إذ يمكن لمن يقرأ الوثائق هنا أن يجد كلمة الفتح تتكرر في بياناته، بل إن التوصيفات التي وردت فيها، وكذلك في كتب مؤرخي الدولة السعودية الأولى (عثمان إبن بشر وحسين بن غنام) حيث يبدؤون رواياتهم عن الغزوات الوهابية بـ (غزا المسلمون..) وأمثالها. وصف عبد العزيز غزوه للحجاز فتحاً، لما لذلك من دلالات دينية وتاريخية، فما قام به ليس سوى امتثالاً لمملى رسولي يخرج به أهل الحجاز من الظلمات إلى النور، ويعملهم الكتاب والحكمة بعد أن كانوا في ظلال مبين..هكذا هو التصوير الوهابي السعودي لاحتلال الحجاز! ولأنه يدرك تماماً ماذا يعني احتلال الحجاز بالنسبة للمسلمين، عمد إلى قضمه بالتدريج وليس دفعة واحدة، ليس لأن المقاومة كانت شديدة فحسب، بل الأهم من ذلك لأن إحتواء ردود الفعل الإسلامية وتمرير الخدعة تطلب خطوات تمهيدية محسوبة بدقة بالغة. بدأ مخطط القضم بتوجيهه خطاباً الى أهالي جدة مرفقاً مع كتابة إلى القناصل الأجانب، نشرته جريدة (أم القرى) في عددها الأول الصادر في 15 جمادى الأولى 1343هـ/12 ديسمبر 1924م، وجاء في الخطاب (فلا بد أنه بلغكم أن أغلب العالم الإسلامي قد أبدى رغبته وعدم رضاه عن حكم الحجاز بواسطة الحسين وأولاده). أراد عبد العزيز من هذه الرسالة تهيئة أجواء خطواته القادمة، فهو يقدّم نفسه مخلّصاً للحجاز من حكم الأشراف، ما يلمح إلى أنه جاء فاتحاً ومن هذه حاله يستحيل أن يسلّم الحجاز لمن يراه مشركاً أو فاسد العقيدة، وإن دعوى تسليم مقاليد الحجاز للحجازيين سوى بداية الخديعة. في بداية احتلال الحجاز، أوحى عبد العزيز للمسلمين بأنه سيعيد الحجاز لأهلها، وهم يختاروا من يحكمهم بل وشكل الحكم التي يرتضون، على أن تكون السيادة للأمم الإسلامية عامة، ثم تغيّر الحال فأصبح هو مجرد مشرف على شؤون الحجاز فيما يترك لسكانه تقرير نظامه الإداري، ثم أصبح حاكماً عليها على أن يعطى لمجلس الشورى المنتخب في الحجاز ولاية عليه، ولما تمكّن من إحكام قبضته على الحجاز بالكامل وتبدّدت مصادر تهديد سلطانه على الحجاز سحب البساط من مجلس الشورى وبدأ في توهيب الحجاز قضائياً وإدارياً وحتى سياسياً. شعار (الحجاز للحجازيين) صار للنجديين الوثيقة (1) : نشرت جريدة (أم القرى) في العدد 30، السنة الأولى، الصادر في 2 محرم 1344هـ/24 يوليه 1925م ما نصّه: بلاغ عام إلى المسلمين من عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل السعود إلى إخواننا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها الحمد لله الذي لا إله إلا هو. والصلاة والسلام على رسوله محمد الشفيع المشفع يوم المحشر (وبعد): فقد تفاوضت أنا والوفد الهندي الموفد من جمعية الخلافة الهندية وجمعية العلماء في المسائل التي يهم المسلمين الإطلاع عليها والوقوف على حقيقة أفكارنا تجاهها. وكان رائد الجميع الإخلاص في العمل والصراحة في القول والنصح لله ولرسوله وللمسلمين وإني أحمد الله على أن انتهى البحث على اتفاق في جميع المسائل التي دارت المفاوضة فيها. وإني دحضاً لما يفتريه أعداء الحق ونصراء الباطل، ممن يستغلون التفرقة بين المسلمين ويحاولون أن يطفئوا نور الله بسعيهم الباطل للتمويه على قلوب السذّج من المسلمين الذين يجهلون حقيقة ما نحن عليه، أعلن ما يأتي ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيى عن بينة. 1/ أشكر الشعوب التي وقفت تجاهنا موقف المدافع عن الحق، وأشكر الشعب الهندي خصوصاً على موقفه تجاه العرب وقضيتهم في الوقت الذي اشتغل العرب بالمشاحنات والمخاصمات، ونسوا واجبهم نحو دينهم ووطنهم وإني أشكر أهل الهند لأنهم كانوا أول من لبى الدعوة، فجزاهم الله عنا وعن الإسلام خير الجزاء. 2/ إني لا أزال عند قولي فيما دعوت العالم الإسلامي إليه من وجوب عقد مؤتمر عام ينظر في الأمور التي تهم سائر المسلمين في الحجاز من إصلاح الطرق وتأمينها وتوفير وسائل الراحة لكل وافد وتسهيل المواصلات بقدر ما يمكن وبذلك نتحمل نحن وإياهم مسؤولية إدارة الحجاز، وستجدد الدعوة لهذا المؤتمر الإسلامي متى مهّدت وسائل المواصلات. 3/ أننا نحافظ على استقلال الحجاز الإستقلال التام محافظتنا على أرواحنا، وإننا لا نسمح أن يكون لغير المسلمين أي نفوذ فيه محافظة على ديننا وشرفنا. 4/ أن الشريعة الإسلامية هي القانون العام الذي يجري العمل على وفقه في البلاد المقدسة وأن السلف الصالح وأئمة المذاهب الأربعة هم قدوتنا في السير على الطريق القويم، وسيكون العلماء المحققون من جميع الأمصار هم المرجع لكل المسائل التي تحتاج إلى تمحيص ونظر ثاقب. 5/ أني أؤكد لكم القول أن المدينة المنورة لا تزال حرماً آمناً لا يصح أن يحدث فيه حدث من قتل أو سلب أو نهب وصونا لشرفها اكتفيت بحصارها على ما في ذلك من طول وقت وخسائر مالية وأني استطيع بحول الله وقوته أن أفتحها في ساعة واحدة ولكني حريص على سلامة البلاد والعباد. وإني مشدد الأوامر على الجنود ألا يهاجموا حرم المدينة بأي صورة ولا يدخلوها حتى يستسلم العدو، وأن ما فيها من المباني والمآثر يكون العمل فيه على ما تقدم في المادة السابقة. إن أعداءنا يشيعون أننا إذا استولينا على المدينة نهدم روضة الرسول صلى الله عليه وسلم وحاشا أن تحدّث نفس مسلم بذلك أني أفتديها بنفسي وولدي ومالي ورجالي، وإني لا أجد فرقاً بين ما حرم الله ورسوله من حرم مكة والمدينة، فإنه صلى الله عليه وسلم حرم ما بين لابتيها، كما حرم سيدنا إبراهيم عليه السلام حرم مكة، وأسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه. حرر في 28 ذي الحجة سنة 1343هـ في هذه الوثيقة يشير عبد العزيز بطريقة غير مباشرة أن ثمة سخطاً عاماً في العالم الإسلامي يكمن وراء رفض دعوته للاجتماع لمناقشة وضع الحجاز، وهناك من اعتبر الإجتماع مناسبة لإضفاء مشروعية على الاحتلال السعودي الوهابي للحجاز، كما يظهر من دفاعه عن الوهابية ورده على الانتقادات المتصاعدة ضدها في بلدان العالم الإسلامي. من جهة ثانية، دافع عبد العزيز عن الاتهامات التي وجّهت إليه وأنه لم يرد بحروبه على الحجاز سوى احتلالها، وليس تحريرها وحفظ استقلالها، وهذا يلمح أيضاً الى خلفية قرار رفض للمشاركة في المؤتمر. تعكس الوثيقة لغة مرنة ومنفتحة وتسامحية تجاه باقي المسلمين، تبرز منها النزعة الاستيعابية المفتعلة، خصوصاً حين يتحدّث عن إدماج المدارس الفقهية الإسلامية كمرجعية تشريعية في الحجاز. ما تلفت إليه الوثيقة أيضاً، أن تهمة هدم قبر الرسول صلى الله عليه وسلم لاحقت الوهابيين منذ غزوهم للحجاز، وجاءت كتابات الوهابيين اللاحقين مثل (إبراهيم الجبهان، والشيخ ربيع المدخلي وآخرين) لتثبت التهمة، وبالتالي فإن كلام عبد العزيز عن افتدائه القبر بروحه وماله وولده ليس سوى جزء من خديعة كبرى تحدق بالحجاز برمته. وثيقة (2): نشرت جريدة (أم القرى) في العدد 39، الصادر في 7 ربيع الأول 1344هـ/25 سبتمبر 1925، نص خطاب العفو العام، الموجّه من السلطان عبد العزيز آل سعود، إلى أهالي مكة، وجاء الخطاب بعنوان (بلاغ سلطاني..عفو عام)، وفيما يلي نص الوثيقة: إنني منذ دخلت جنودي هذه البلدة المطهرة أمنت أهلها على أرواحهم وأموالهم. ولما وصلت بنفسي إلى حرم الله هذا أكدت ذلك الأمان وأصدرت عفواً عاماً عن جميع ما كان من أي إنسان كان فيما سلف واليوم أعود وأكرر لكافة الناس أن كل إنسان كان في خدمة الحسين أو تحت طاعته فهو في أمان الله ومغفور له جميع ما تقدم من ذنبه متى عاد لهذا البلد الطاهر وأخلد للراحة والسكون فالبلد بلد الله والأمن أمن الله ولكنني لا لأسمح بوجه من الوجوه أن يقوم بأي دعاية للذين أكثروا في هذه البلاد الفساد، وأننا سنوقع أشد أنواع الجزاء على أي إنسان كان ياتي بأي حركة في ذلك السبيل فمن كان يريد السلامة لنفسه فحباً وكرامة ومن كان يريد السوء فلا يلومن إلاّ نفسه. في هذه الوثيقة يوجّه عبد العزيز رسالة الى القيادات السياسية التي كانت مع الشريف حسين، مثل الصبان والخطيب وغيرهم والذين جرى استيعاب بعضهم ضمن الجهاز الإداري الحجازي الخاضع لسلطة ابن سعود. ما يدهش في هذه الوثيقة ً تلك اللهجة الرسولية التي كان يستعملها عبد العزيز، ولم تكن خطاباً مرتجلاً وإنما نص مكتوب ما يعزز القناعة بأن الرجل يتحدث بلغة الفاتح والنبي كقوله (..فهو في أمان الله ومغفور له جميع ما تقدّم من ذنبه..)، فتلك لغة لا تصدر، إن صدرت، الا عن الأنبياء. (الوثيقة 3): ورد في الصفحة الأولى من جريدة (أم القرى) العدد 45 الصادر في 19 ربيع الثاني 1344هـ/6 نوفمبر 1925، كتاب السلطان ابن سعود، إلى ملوك المسلمين والجمعيات والهيئات الإسلامية وجهه يوم 10 ربيع الآخر سنة 1343 ما يلي نصه: بسم الله الرحمن الرحيم من عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل السعود إلى... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد فإني أرجو لكم دوام الصحة والعافية وأني لسعيد أن أمد يدي ليدكم ولكل يد عاملة لخير الإسلام والمسلمين، وأني مملوء ثقة أنه بتعاوننا على الخير سيكون المستقبل السعيد لجميع الشعوب الإسلامية. إني لست من المحبين للحروب وشرورها، وليس لدي شيء أحب من السلم والسكون، والصفاء والهناء، والتفرّغ للإصلاح، ولكن جيراننا الأشراف أجبروني على امتشاق الحسام وخوض غمرات الحرب خمس عشرة سنة لا في سبيل شيء سوى الطمع على ما بأيدينا، فقد صدونا عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعله الله للناس سواء العاكف فيه والباد. ودنّسوا البيت الطاهر بكل أنواع الموبقات مما لا يحتمله مسلم. لقد رفعنا علم الجهاد لتطهير بلاد الله الحرام وسائر بلاد الله المقدّسة من هذه العائلة التي لم تترك سبيلاً لحسن التفاهم وحسن النية بما اقترفت من الشرور. وإني والذي نفسي بيده، لم أرد التسلط على الحجاز، ولا تملّكه، وأن الحجاز وديعة في يدي الى الوقت الذي يختار الحجازيون لبلادهم والياً منهم ليكون خاضعاً للعالم الإسلامي تحت إشراف الأمم الإسلامية والشعوب التي أبدت غيرة تذكر في هذا السبيل كأهل الهند وأمثالهم. إن الخطة التي عاهدنا عليها العالم الإسلامي، والتي لم نزل نحارب من أجلها مجملة فيما يلي: 1/ أن الحجاز للحجازيين من جهة الحكم وللعالم الإسلامي من جهة الحقوق التي لهم في هذه البلاد. 2/ سنجري الاستفتاء التام باختيار حاكم الحجاز تحت إشراف مندوبي العالم الإسلامي ويحدد الوقت اللازم لذلك فيما بعد، وسنسلم الوديعة التي في أيدينا لهذا الحاكم على الأسس الآتية: 1 ـ يجب أن يكون السلطان الأول والمرجع للناس كافة الشريعة الإسلامية المطهرة. 2 ـ حكومة الحجاز يجب أن تكون مستقلة في داخليتها، ولكن لا يصح لها أن تعلن الحرب على أحد، ويجب أن يوضع لها النظام الذي يمكنها من ذلك. 3 ـ لا تعقد حكومة الحجاز اتفاقات سياسية مع أي دولة كانت. 4 ـ لا تعقد حكومة الحجاز اتفاقات اقتصادية مع أي دولة غير إسلامية. 3/ تحديد الحدود الحجازية ووضع النظم المالية والقضائية والإدارية للحجاز موكول للمندوبين المختارية من المم الإسلامية. وسيحدد عددهم باعتبار المركز الذي تشغله كل دولة للعالم (الأصل) الإسلامي والعربي. وسيضم لهؤلاء مندوبين (الأصل) من جمعية الخلافة، وجماعة أهل الحديث، وجمعية العلماء في الهند، ومندوبين (الأصل) من قبل الجمعيات والهيئات الإسلامية، التي تمثل المسلمين في الديار التي ليست فيها حكومة إسلامية. هذا ما نويناه لهذه البلاد، وما سنسير عليه في المستقبل إن شاء الله تعالى. ولي الأمل العظيم، في أن تسرعوا في إرسال مندوبيكم وإخبارنا عن الوقت المناسب لعقد هذا المؤتمر. هذا ما لزم بيانه. ملحوظة: أرسل هذا الكتاب إلى: جلالة ملك مصر، جلالة ملك الأفغان، رئيس الجمهورية التركية، جلالة شاه إيران، جلالة ملك العراق، الأمير عبد الكريم (الخطابي) أمير الريف (في المغرب)، صاحب السيادة الإمام يحيي (حميد الدين إمام اليمن)، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في القدس، رئيس جمعية الخلافة في بومباي، جمعية الحديث في أمرتسر (بالهند)، جمعية العلماء في الهند، صاحب الدولة باي تونس، رئيس حكومة طرابلس الغرب، الشيخ بدر الدين الحسيني، الشيخ بهجت البيطار في دمشق، النظارة الدينية المركزية في بلدة أورفا من بلاد روسيا، القاضي مصطفى شرشلي في بلدة تيزي أوزو بالجزائر، رئيس شركة إسلام في بلدة جو كجاكارتا من بلد جاوه، الشركة المحمدية في جاوه. يبدي عبد العزيز في هذا الخطاب الموجّه الى ملوك ورؤساء الدول الإسلامية مرونة مفتعلة، حين يؤكد على شعار (الحجاز للحجازيين)، بما يمليه من خطوات تؤكد على حق سكان الحجاز على إدارة شؤون بلادهم ـ الحجاز. غير أن عبد العزيز لم يترك ذلك الشعار مفتوحاً، دون أن يربطه بقيود تفضي في نهاية المطاف الى خضوع السلطة والحكم في الحجاز له وحده، حين ثبّت موضوع الاستفتاء لاختيار حاكم في الحجاز. يلزم الإشارة هنا إلى أن عبد العزيز يوجّه خطابه ولمّا يسقط الحجاز بالكامل عسكرياً، ولذلك لم يكن من السهولة بمكان إعلان الحجاز إمارة سعودية وهابية قبل أن يستكمل مخططه الاحتلالي. وسنلحظ أن مرونة ابن سعود تزول تدريجياً كلما نجح في قضم المزيد من الأراضي الحجازية، فيما ينكث بوعوده للحجازيين وللعالم الإسلامي بتسليم الوديعة لحاكم من أهل الحجاز، الذي لم يظهر قط، وإنما عنى بالحاكم نفسه أو من ينوب عنه من أبنائه، وهذا أيضاً مقتضى (الفتح الوهابي) للحجاز. (وثيقة 4): نشرت جريدة (أم القرى) في عددها 52 الصادر في 11 جمادى الثانية 1344هـ/27 ديسمبر 1925م، بلاغاً عاماً، من السلطان عبد العزيز إلى أهل الحجاز، مايلي نصّه: بسم الله الرحمن الرحيم بلاغ عام من عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل السعود إلى إخواننا أهل الحجاز سلمهم الله تعالى. السلام عليكم ورحمة الله، وبعد: فإني احمد الله إليكم وحده الذي صدق وعده، ونصر عبده، وأعزّ جنده، وهزم الأحزاب وحده. وأهنئكم وأهنىء نفسي بما منّ الله علينا وعليكم من هذا الفتح، الذي أزال الله به الشر، وحقن دماء المسلمين، وحفظ اموالكم، وأرجو من الله أن ينصر دينه، ويعلي كلمته، وأن يجعلنا وإياكم من أنصار دينه، ومتبعي هداه. إخواني: تفهمون أني بذلت جهدي وما تحت يدي في تخليص الحجاز لراحة أهله وأمن الوافدين إليه: طاعة لأمر الله، قال جل من قائل: (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهّرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود)، وقال تعالى (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم). |
|||
2012-07-14, 20:39 | رقم المشاركة : 10 | |||
|
ولقد كان من فضل الله علينا وعلى الناس أن ساد السكون والأمن في الحجاز من أقصاه إلى أقصاه، وبعد هذه المدة الطويلة التي ذاق الناس فيها مُر الحياة وأتعابها. ولمّا منّ الله بما منّ، من هذا الفتح السلمي الذي كنا نتنظره ونتوخاه، أعلنت العفو العام عن جميع الجرائم السياسية في البلاد. وأمّا الأخرى فقد أحلت أمرها للقضاء الشرعي لينظر فيها بما تقتضيه المصلحة الشرعية في العفو. وإني أبشّركم ـ بحول الله وقوته ـ أن بلد الله الحرام في إقبال وخير وأمن وراحة، وإنني إن شاء الله تعالى سأبذل جهدي، فيما يؤمن البلاد المقدّسة، ويجلب الراحة والإطمئنان لها. لقد مضى يوم القول، ووصلنا إلى يوم البدء والعمل، فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، واتّباع مرضاته، والحث على طاعته، فإنه من تمسّك بالله كفاه، ومن عاداه ـ والعياذ بالله ـ باء بالخيبة والخسران. إن لكم علينا حقوقاً، ولنا عليكم حقوقاً. فمن حقوقكم علينا النصح لكم في الباطن والظاهر، واحترام دمائكم وأعراضكم وأموالكم إلا بحق الشريعة. وحقنا عليكم المناصحة، والمسلم مرآة أخيه. فمن رأى منكم منكراً في أمر دينه أو دنياه فليناصحه فيه. فإن كان في الدين، فالمرجع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وإن كان في أمر الدنيا، فالعدل مبذول إن شاء الله للجميع على السواء. إن البلاد لا يصلحها غير الأمن والسكون، لذلك أطلب من الجميع أن يخلدوا للراحة والطمأنينة. وإني أحذر الجميع من نزغات الشياطين والاسترسال وراء الأهواء التي ينتج عنها إفساد الأمن في هذه الديار. فإني لا أراعي في هذا الباب صغيراً ولا كبيراً. وليحذر كل إنسان أن تكون العبرة فيه لغيره. هذا ما يتعلق بأمر اليوم الحاضر، وأمّا مستقبل البلد، فلا بد لتقريره من مؤتمر يشترك المسلمون جميعاً فيه مع أهل الحجاز، لينظروا في مستقبل الحجاز ومصالحها. وإني أسأل الله أن يعيننا جميعاً ويوفقنا لما فيه الخير والسداد، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تحريراً بجدة في 8 جمادى الثانية سنة 1344هـ عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل السعود بدأت لغة الفتح تبرز في بيانات عبد العزيز، وتصاعدت معها النبرة الدينية والمهمة الرسولية، فهو اليوم لا يتحدث بلغة الغازي العسكري، وإنما بلغة الفاتح الذي يحمل معه رسالة دينية، ويريد تطهير الحجاز من الأصنام والأوثان، وهاهو يستعمل لغة التهويل الديني وينذر باسم السماء بعقوبات لأهل الأرض من العاصين الذي يخالفون أوامره. الأهم من ذلك، أن عبد العزيز لا يقدّم نفسه كمستودع على الحجاز، بل أصبح يتحدث بلغة الحاكم الذي يريد فرض الأمن والنظام والحقوق المفروضة على سكان الحجاز، ويحذر من الخروج عليه (فإني لا أراعي في هذا الباب صغيراً ولا كبيراً. وليحذر كل إنسان أن تكون العبرة فيه لغيره). ثمة مهمة إبراهيمية يتقمصمّها عبد العزيز في إدارة شؤون الحج، الذي سيكون أحد المصادر الكبرى لمداخيل دولته، ولابد حينئذ من تأمين طرق الحج كشرط لتأمين الشريان الحيوي لاقتصاد دولته. وثيقة (5) نشرت جريدة (أم القرى) في عددها 54 الصادر في 23 جمادى الثانية 1344هـ/8 يناير 1926 بلاغاً عاماً من السلطان عبد العزيز مايلي نصّه: بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونشكره، ونصلى ونسلم على خير أنبيائه وأشرف مخلوقاته سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أمّا بعد فلقد بلغ القاصي والداني ما كان من أمر الحسين وأولاده وأمرنا إلى أن اضطررنا لامتشاق الحسام دفاعاً عن أرواحنا وأوطاننا ودفاعاً عن حرمات الله ومحارمه. ولقد بذلت النفس والنفيس في سبيل تطهير هذه الديار المقدّسة إلى أن يسر الله الكريم بفضله فتح البلاد واستتباب الأمن فيها. ولقد كانت عزيمتي منذ باشرت العمل في هذه الديار أن أنزل على حكم العالم الإسلامي ـ وأهل الحجاز ركن منه ـ في مستقبل هذه الديار المقدّسة. ولقد أذعت الدعوة للمسلمين عامة غير مرة أدعوهم لعقد مؤتمر إسلامي يقرر في مصير الحجاز ما يرى فيه المصلحة، ثم عززت ذلك بدعوة عامة وخاصة، فأرسلت كتاباً للحكومات والشعوب الإسلامية في 10 ربيع الثاني سنة 1344، وقد نشر ذلك الكتاب في سائر صحف العالم، ومضى عليه ما يزيد عن الشهرين لم أتلق على دعوتي جواباً من أحد، ما عدا جمعية الخلافة في الهند فإنها ـ بارك الله فيها ـ عملت وتعمل كل مافي وسعها لراحة الحجاز وهنائه. ولما انتهى الأمر في الحجاز إلى هذه النتيجة التي نحمد الله عليها جاءني أهل الحجاز جماعات ووحداناً يطلبون مني أن أمنحهم حريتهم، التي وعدتهم بها في تقرير مصيرهم فلم يسعني أمام طلباتكم المتكررة إلا أن أمنحهم هذه الحرية، ليقرروا في شأن بلادهم ما يشتهون بعد ما ظهر من العالم الإسلامي هذا الصد والإعراض عن مثل هذه القضية الهامة (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكلت وإليه أنيب). 22 جمادى الثانية 1344 عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل السعود يستعيد عبد العزيز في هذا البلاغ لغة الفاتح، حيث يضع حروبه ضد الشريف حسين في إطار ديني، فيما تتكشف حقيقة ردود الفعل السلبية من دعوته لعقد مؤتمر إسلامي لتقرير مصير الحجاز، فقد كان الموقف الإسلامي سلبياً بعد أن أماط ابن سعود اللثام عن أهدافه الحقيقية من غزو الحجاز. فلم تنطل الخدعة على زعماء الدول الإسلامية، الأمر الذي دفعه لتوظيفها لصالحه بكونه ألقى العذر على من رفض الدعوة. يلحظ أيضاً تشويه متعمد من ابن سعود لموقف أهالي الحجاز، حين زعم بأنه منحهم الحرية في تقرير مصير بلادهم، بل وجد في صدود زعماء البلدان الإسلامية فرصة مناسبة لاستكمال مهمة الاحتلال وإحكام القبضة على مقاليد وشؤون الحجاز. (وثيقة 6): نشرت جريدة (أم القرى) العدد 55، الصادر في 30 جمادى الثانية 1344هـ/ 15 يناير 1926، أول بيان لسلطان نجد، بعد بيعته ملكاً على الحجاز موجه إلى معتمدي الحكومات الأجنبية في جدة بلاغ ملكي إلى الحكومات المتحاربة بفضل الله وبنعمته قد أجمع أهل الحجاز وبايعونا بالملك على الحجاز على كتاب الله وسنة رسوله والخلفاء الراشدين من بعده، وتأسيس حكم شوري يكون شأن الحجاز فيه للحجازيين. وقد استعنا بالله وتوكلنا عليه وقبلنا هذه البيعة، مستمدين التوفيق والمعونة من الله تعالى. وقد أصبح لقبنا (جلالة ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها). وسنقوم بتوطيد الأمن والراحة والرخاء، وجلب السعادة والهناء لسكان هذه الديار، ولجميع الوافدين من الحجاج والقصّاد. وسنعمل كل ما من شأنه أن يحقق رغائب العالم الإسلامي، ويقر أعينهم في إدارة هذه البلاد المقدسة. نسأله تعالى أن يعيننا على حمل أعباء هذا الأمر والله ولي التوفيق ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها عبد العزيز بدا واضحاً في هذه الوثيقة أن عبد العزيز قد استكمل فصول خديعة الإحتلال تحت شعارات نبيلة، فقد تبخّرت وعوده بتطبيق (الحجاز للحجازيين)، وتفويض أمر الحجاز لحاكم منتخب. لم تحصل البيعة له دون حملة تهويل واسعة النطاق، فصارت بيعة قهرية زعم بأنها جاءت إجماعية. وما يلفت أن اللهجة الدينية تخفّفت بدرجة لافتة، فلم نعد نرى تلك اللغة العقدية الصارمة والجازمة، بل إن إسباغ عبد العزيز لقب ملك، وليس خليفة، أو حتى سلطان يشي بنزوع تسلطي شديد. فبينما اختار ابن سعود أن يكون مجرد سلطان في نجد وملحقاتها، قرر أن ينفرد بلقلب ملك على الحجاز، وكأن هذه المنطقة تعني له شيئاً أكبر من مجرد سلطة، بل ملك أبدي، يراد دمجه في شعار (ملك الآباء والأجداد)، وبالتالي فإن ما يعطيه لأهل الحجاز يحسب إحساناً منه وليس واجباً عليه أو حقاً مشروعاً لأهل الحجاز. أراد أيضاً القول بأن تأسيس المملكة يبدأ من الحجاز، وبالتالي فإن نجاح مشروعه السياسي يتوقف على سيطرته على منطقة الحجاز الذي منه يستتب الأمن في عموم المناطق الأخرى. (وثيقة 7): نشرت جريدة (أم القرى) في عددها 71 الصادر في 7 ذي القعدة 1344هـ/14 مايو 1926، أول بلاغ رسمي يصدره عبد العزيز بعد فرض سيطرته على الحجاز وفيما يلي نصّه: بلاغ رسمي الدعوة لانتخاب المجالس الاستشارية امتثالاً لأمر الله تعالى في استشارة أهل الرأي والخبرة، والرجوع إلى آرائهم فيما يهم من الأمور ورعاية لحقوق الأمة وأداء للأمانة التي حملنا إياها، أمرنا بما هو آت: 1/ يؤلف مجلس استشاري في كل من مكة والمدينة وجدة وينبع والطائف للنظر في المسائل العامة المحلية. وتكون هذه المجالس بالانتخاب بدرجة واحدة. 2/ يؤلف مجلس مكة من عشر أعضاء سوى الرئيس الذي تختاره الحكومة، ومجلس المدينة من ستة أنفار سوى الرئيس، ومجلس ينبع من أربعة أعضاء سوى الرئيس، ومجلس الطائف من أربعة أعضاء سوى الرئيس. 3/ يؤلف مجلس عام يدعى (بمجلس الشورى العام) ينتخب أعضاؤه من قبل المجالس الاستشارية المحلية ويؤلف أعضاؤه من ثلاثة عشر عضواً، أربعة من مكة وإثنان من المدينة، وإثنان من جدة، وآخرين من ينبع، وواحد من الطائف، وثلاثة من رؤساء العشائر. 4/ الذين لهم حق الإنتخاب هم طوائف العلماء وأعيان البلاد والتجار ورؤساء الحرف والمهن. الأعضاء المنتخبون يجب أن تتوفر فيهم الشروط الآتية وهي: 1/ إجادة القراءة والكتابة، وحسن السيرة، وعدم صدور أحكام مخلة بالدين والشرف. 2/ مدة عضوية هذه المجالس سنة واحدة. على نائبنا العام القيام بتنفيذ أمرنا هذا ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها عبد العزيز مجلس الشورى في الحجاز ليس سوى النسّخة المزوّرة لوعد إبن سعود بمنح الحجازيين حق تقرير المصير، وكما طار وعد الإستقلال كان مقدّراً ومقرراً للمجلس أن يؤول الى المصير نفسه. ببساطة، لأن عبد العزيز أراد من المجلس شرعنة سلطته، واحتواء حركة الإحتجاج ورموزها ضمن إطار رسمي أريد له أن يكون جزء من مرحلة انتقالية يتم فيه ترسيخ أركان السلطة. وفي كل الأحوال، صار المجلس مجرد الحلقة ما قبل الأخيرة لمصادرة الحجاز واحتلاله التام. (وثيقة 8): نشرت جريدة (أم القرى) في عددها 75 الصادر في 30 ذي القعدة 1344هـ/11 يونيه 1926م، خطابالملك عبد العزيز الإفتتاحي للمؤتمر الإسلامي الأول هذا نصّه: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أما بعد فإني أحييكم وأرحب بكم وأشكر لكم الدعوة إلى هذا المؤتمر. أيها المسلمون الغيورون! لعل اجتماعكم هذا في شكله وفي موضوعه أول اجتماع في تاريخ الإسلام ونسأله تعالى أن يكون سنة حسنة تتكرر في كل عام، عملاً بقوله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) وبإطلاق قوله عز وجل (وأتمروا بينكم بمعروف). إنكم تعلمون أنه لم يكن في العصور الماضية أدنى قيمة لما يسمى في عرف هذا العصر بالرأي العام الإسلامي، ولا بالرأي العام المحلي، بحيث يرجع إليه الحكام للتشاور فيما يجب من الإصلاح في عهد الإسلام. ومشرق نوره الذي عم الأنام وقد تولى أمر الحجاز دول كثيرة كان من خلفائها وسلاطينها من عنوا ضرباً من العناية ببعض شؤونه. ومنهم من أراد أن يحس فأساء بجهله. ومنهم من لم يعدل بامره البتة. فتركوا الأمراء المتولين لإدارته بالفعل يلحدون في الحرم، ويفسدون في الأرض، ويظلمون السكان والحجاج ما شاءت مطامعهم وأهواؤهم. وقد تفاقم البغي والعدوان بعد زوال سيادة الدولة العثماينة عن هذه البلد وخلوص امرها إلى الشريف حسين بن علي آخر اولئك الأمراء، فاضطرب العالم الإسلامي كله من استبداده وظلمه، ومن عجز عن توطيد الأمن في البلاد، ومن جعلها تحت السيطرة الأجنبية غير الإسلامية، كما هو منصوص في مقررات نهضته الرسمية، وفيما نشره في جريدة القبلة. ولدينا مما ترك في أوراقه الخاصة بخطة ما هو أجل مما ذكر على جعل نفسه عاملاً موظفاً لبعض الدول الأجنبية. وقد كنا معشر النجديين جيران الحجاز عرضة لبغيه وإيذائه لنا في ديننا ودنيانا من رمى بالكفر، ومنع من أداء فريضة الحج وإغراء لبعض رعايانا بالخروج علينا، وغير ذلك مما لا يحل لبسطه في هذا الحطاب فلما بلغ السيل الزبى وثبت بالتشاور بين أهل الحل والعقد عندنا أنه يجب علينا شرعاً إنقاذ مهد الإسلام من بغيه وظلمه وعزمنا على ذلك وتوكلنا على الله في تنفيذه، وبذلنا أموالنا وأنفسنا في سبيله، فأيدنا الله بنصره، وطهرنا البلاد المقدّسة من بغيه وبني ولده، كطما عاهدنا الله ووعدنا المسلمين. وقد كنا معشر النجديين جيران الحجاز عرضة لبغيه وإيذائه لنا في ديننا ودنيانا من رمى بالكفر، ومنع من أداء فريضة الحج وإغراء لبعض رعايانا بالخروج علينا، وغير ذلك مما لا يحل لبسطه في هذا الحطاب فلما بلغ السيل الزبى وثبت بالتشاور بين أهل الحل والعقد عندنا أنه يجب علينا شرعاً إنقاذ مهد الإسلام من بغيه وظلمه وعزمنا على ذلك وتوكلنا على الله في تنفيذه، وبذلنا أموالنا وأنفسنا في سبيله، فأيدنا الله بنصره، وطهرنا البلاد المقدّسة من بغيه وبني ولده، كطما عاهدنا الله ووعدنا المسلمين. أيها الإخوان: إنكم تشاهدون بأعينكم وتسمعون بآذانكم ممن سبقكم إلى هذه الديار للحج والزيارة أن الأمن العام في جميع بلاد الحجاز حتى بين الحرمين الشريفين بدرجة الكمال التي لم يعرف مثلها ولا يقرب منها منذ قرون كثيرة، بل لا يوجد ما يفوقها في أرقى ممالك الدنيا نظاماً وقوة ولله الفضل والمنة: ففي بحبوحة هذا الأمن، والحرية التي لا تنفيذ إلا بأحكام الشرع، أدعكم إلى الائتمار والتشاور في كل ما ترون من مصالح الحجاز الدينية والعمرانية والنظم التي يطمئن بها العالم الإسلامي بإقامة شرع الله والتزام أحكامه وآداب دينه في مهد الإسلام ومهبط الوحي، وتطهيره من البدع والخرافات، والفواحش والمنكرات، التي كانت فاشية فيه بدون نكير، وباستقلاله المطلق وسلامته من كل نفوذ أجنبي. أدعوكم إلى تدارك كل ما قصر فيه من قبلنا من المسلمين بتركهم وطن دينهم الذي بزغ منه نور الهدى والعرفان، في ظلمات حالكة من الجهل وفساد الأخلاق والآداب، أدعكم إلى النظر في كل وسيلة لجعل حرم الله وحرم رسوله أرقى معاهدة العلوم علماً وعرفاناً، وخير معاهدة التربية تهذيباً وأدباً، وأكمل بلاد الله صحة ونظافة، وأولى البلاد الإسلامية بإحياء دعوة الإسلام. كل شيء في هذه البلاد يحتاج إلى الإصلاح. وحكومته وأهله في أشد الحاجة إلى مساعدة العالم الإسلامي لهما على هذا الإصلاح، لأن فيه من يعلم ما لا يعلمون، ويقدر على ما لا يقدرون. أيها المؤتمرون الكرام، أنكم أحرار اليوم في مؤتمركم هذا. ولا تقيدكم حكومة البلاد بشيء وراء ما يقيدكم به دينكم من التزام أحكامه، إلا بشيء واحد سلبي وهو عدم الخوض في السياسة الدولية، وما بين بعض الشعوب الإسلامية وحكوماتها من خلاف فإن هذا من المصالح الموضعية الخاصة بتلك الشعوب. إن المسلمين قد أهلكهم التفرّق في المذاهب والمشارب، فأتمروا في التأليف بينهم والتعاون على مصالحهم ومنافعهم العامة المشتركة، وعدم جعل اختلاف المذاهب والأجناس سبباً للعداوة بينهم (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها وكذلك يبين الله لكم ءاياته لعلكم تهتدون (103) ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون (104) ولا تكونوا كالذين تفرّقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم). وأسأل الله عز وجل أن يوفقني وإياكم لإقامة دينه الحق، وخدمة حرمه وحرم رسوله صلوات الله وسلامه عليه، والتأليف بين جماعة المسلمين، والحمد لله رب العالمين 26 ذي القعدة سنة 1344 يبدأ عبد العزيز رسالته برسم صورة القائد الإسلامي الذي جاء بمعجزة نادرة الحدوث في تاريخ المسلمين. وعلى خلفية هذا التصوير، تقرر أن يعقد المؤتمر الإسلامي وقد أغلق عبد العزيز الأبواب على الحجاز، ولم يعد هناك ما يخافه أو التنازل عنه، فالمؤتمر يعقد وقد أصبح ملكاً، فتحت سقف سلطانه يتم التباحث في الشؤون الحجازية. لم يكن سوى مناسبة بروتوكولية عادية، أراد منها عبد العزيز مباركة قادة الدول الإسلامية لحكمه في الحجاز، ولذلك جاء خطابه الافتتاحي تعبيراً عن موقعه كملك على هذه المنطقة، وليس قسيماً أو شريكاً مع بقية قادة المسلمين، دع عنك تخويل الحجازيين أنفسهم بالحديث عن مصير بلادهم. أصبح ابن سعود في هذا المؤتمر يملي جدول أعماله، ويطالب المشاركين بما يجب تداوله وما لا يجوز الاقتراب منه، وهاهو يستعرض منجزاته السياسية والأمنية في الحجاز، كما يستعرض سياسات قادمة ينوي رسمها وتطبيقها فيه. لم يعد يكترث لانتقادات المسلمين ولا تقديم تطمينات لهم بشأن تهديم قبر المصطفى صلى الله عليه وسلم، أو إزالة آثار الرسالة من المدينتين المقدّستين، فذلك بات (شأناً داخلياً) محض لا يجوز للآخرين التعرّض له أو إثارته. وبالتالي فالحجاز لم يعد للحجازيين، بل تحوّل للسعوديين الوهابيين! (وثيقة 9): نشرت جريدة (أم القرى) في العدد 80 الصادر في 25 ذي الحجة 1344هـ/9 يوليه 1926م بياناً من الملك عبد العزيز إلى المؤتمر الإسلامي هذا نصّه: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أيها الإخوان: لا أريد أن أتداخل في أعمالكم ولا أقيد حرية المؤتمر في البحث كما وعدت بذلك في خطاب الإفتتاح، ولكني ألفت نظركم الكريم إلى بعض الأمور بصفتي زعيماً من زعماء الإسلام الذين ألقيت إليهم مقاليد أمور هذه البلاد. إن الدعوة التي وجهتها إلى ملوك المسلمين وأمرائهم وشعوبهم والتي عليها أوفدت الحكومات والشعوب ممثليها تنحصر في إسعاد هذه البلاد وإنهاضها من كبوتها، وجعلها في المستوى اللائق بكرامة المسلمين دينياً وعلمياً واقتصادياً. ولقد كنت انتظر من حضرتكم كما ينتظر إخوانكم المسلمون في كل مكان أن تخطوا خطوات واسعة في هذا السبيل، ولكن يظهر أننا نحاول القيام بكل شيء في أول مؤتمر إسلامي، وأخشى أن حرصنا على القيام بكل شيء، يجعلنا نفقد كل شيء، وأفضل شيء التدرج في السير فرب عجلة وهبت ريثا أيها الإخوان: إني وإن لم أحضر مجلسكم، واقف على مباحثكم بالتفصيل، فإني على اتصال دائم روحي بكم، ويهمني جداً أن تنجحوا حتى تبرهنوا للعالم أن المسلمين أهل للحياة، وأنهم يجب أن يأخذوا قسطهم من الحياة في هذا الوجود، وأن دينهم لا يحول دون رقيهم، وإن اختلفوا في الآراء والأفكار، فهم أمام المصلحة العامة كتلة واحدة لا تنفذ إليهم الأغراض والأهواء. أيها الأخوان: إني لا أريد علواً في الأرض ولا فساداً ولكن أريد الرجوع بالمسلمين إلى عهدهم الأول عهد السعادة والقوة عهد الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان، لا شيء يجمع القلوب ويوحّدها سوى جعل أهوائنا تبعاً لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا بقعة في الأرض تصلح لهذا الغرس سوى هذه البقعة الطاهرة، التي منها بزغ شمس الإسلام، ولذا فإني أرى أن تكون الكلمة العليا، والرأي النافذ لجميع العلماء المحققين، الذين لا تأخذهم في الحق لومة لائم، وإن جميع البلدان الإسلامية مملوءة بالعلماء أولي البصيرة والخبرة، فلترسل كل أمة منهم جماعة ليقوموا بالوعظ والإرشاد وتقرير ما يجب تقريره في هذه البلاد. كلنا يعلم أن هذه البلاد ينقصها شيء عظيم من الإصلاح ديناً ودنيا، فشاركونا في ذلك نشكركم، ويشتد ساعدنا بكم. أما تركنا نسير وحدنا والوقوف موقف الناقد العاذل، فذلك لا يليق بالأخوة الإٌسلامية التي تربطنا جميعاً. أيها الإخوان: إننا لا نكره أحداً على اعتناق مذهب معين، أو السير في طريق معين في الدين، فذلك موكول أمره لعلماء الدين وحملة الشريعة، ولكني لا أقبل بحال من الأحوال التظاهر بالبدع والخرافات، التي لا يعتبرها الشرع وتأباها الفطرة السليمة. لا يسأل أحد عن مذهبه أو عقيدته ولكن لا يصح أن يتظاهر أحد بما يخالف إجماع المسلمين او يثيروا فتنة عمياء بين المسلمين وخير لنا أن ننظر إلى صالح المسلمين ونترك هذه الأمور الجزئية للعلماء فهم أحرص منا على ذلك. أيها الأخوان: أرجو أن لا تضيع الفرصة الباقية قبل أن تستفيد البلاد المقدسة منكم، حتى يجيء الحج القادم وقد شعر المسلمون الوافدون أنكم قمتم بواجبكم نحو هذه البلاد. وبهذه المناسبة أقدّم لكم خطتنا السياسية لهذه البلاد لترشدونا إن أخطأنا وتؤيدونا إن أصبنا: إننا لا نقبل أي تدخل أجنبي في هذه البلاد الطاهرة أياً كان نوعه. إننا لا نقبل امتيازاً لأحد على أحد، بل جميع الوافدين لهذه البلاد يجب أن يخضعوا للشريعة الإسلامية. إن بلاد الحجاز يجب أن يوضع لها نظام حيادي خاص لا تحارب، ولا تُحارب. ويجب أن يضمن بعد الحياد جميع الحكومات الإسلامية المستقلة. النظر في مسائل الصدقات والمبرات التي ترد من سائر الأقطار الإسلامية، ووجوه صرفها، وانتفاع البلاد المقدّسة منها. هذا ما أحببت تقديمه إليكم، والله يتولانا وإياكم برعايته، ويوفقنا جميعاً لما فيه خير الإسلام والمسلمين. في 21 ذي الحجة سنة 1344هـ في خطابه الثاني للمؤتمر، بدت لهجة عبد العزيز أشد صرامة وحزماً، بالرغم من أنه أدرك في مرحلة مبكّرة بأن قادة الدول الإسلامية لن يحضروا المؤتمر، لأن في ذلك إعترافاً غير مباشر بشرعية احتلاله للحجاز. قرر الغياب عن المؤتمر، وكان ذلك دليلاً كافياً على عدم جديّة عبد العزيز بموضوع المؤتمر كما زعم قبل استكمال مراحل احتلال الحجاز. وهنا يمزج عبد العزيز بين بعدين سلطوي ورسولي، بزعم العودة بالمسلمين إلى العصور الأولى للإسلام، بما يشير إلى موقف عقدي من المجتمعات الإسلامية القائمة، كونها منحرفة عن خط الإسلام النقي، ولذلك اعتبر الحجاز، بزعمه، منطلقاً لحركة تديين واسعة النطاق، على طريقة المسلمين الأوائل. لفتت الوثيقة أيضاً الى أن عبد العزيز بدا حاسماً في معارضة تدخل أي دولة أخرى في الشؤون الحجازية، والتي جمعها تحت عنوان (تدخل أجنبي)، بعد ان كان يعرّف الأجنبي من غير المسلمين، ولم يكن القصد به الدول الأوروبية وغيرها في خطابه الثاني، بل كان يشير إلى الدول الإسلامية بدرجة أساسية، كما يفهم من تنظيم الموارد المالية في الحجاز (الصدقات والمبرات التي ترد من سائر الأفطار الإسلامية)، ووجوه صرفها، إذ لم يعد منذاك للدول الإسلامية أن تقرر مصارف الأموال المرسلة الى الحجاز، ولا السيطرة عليها، بل ستكون جزءً من ماليات الدولة السعودية. |
|||
2012-07-14, 20:40 | رقم المشاركة : 11 | |||
|
إحتلال السعوديين للحجاز.. |
|||
2012-07-14, 20:56 | رقم المشاركة : 12 | |||
|
الوهابية والعلاقة مع الغرب فريد أيهم إنشغل عدد من الباحثين في العقود الماضية على اقتفاء جذور الحركات السياسية في بلاد المشرق العربي وشمال أفريقيا وشبه القارة الهندية بالقوى الإستعمارية الغربية. وعكف كثير من الدارسين على اقتفاء الروابط الخفيّة بين الوهابية السعودية والقوى الإستعمارية الغربية منذ المرحلة المبكّرة لنشأة المذهب. تنبّه الغرب الإستعماري، والبريطاني على وجه الخصوص، الى القوة الوهابية الصاعدة وسط الجزيرة العربية، من خلال كتابات الرحّالة أولاً ثم الجواسيس ثانياً، ثم من خلال الإتصال المباشر بهم في مرحلة لاحقة حيث جرى تثمير الوهابية السعودية في المواجهة الكبرى بين القوى الاستعمارية الغربية والدولة العثمانية، ثم في قمع حركة الاستقلال العربي التي تمثّلت في قيادة الشريف حسين والجيش العربي في الحجاز، والذي قضى على الثورة العربية الكبرى وحلم قيام الدولة العربية الموحّدة، حين رجحت كفة إبن سعود لدى الانجليز بعد أن وجدت فيه الحليف القادم في مقابل الشريف حسين أولاً، وفي مقابل مشاريع الاستقلال في المشرق العربي ثانياً. من الملاحظات الهامة التي لم تحظَ بقدر جاد من الإهتمام أن الأدبيات الوهابية تكاد تخلو من أي موقف حيال القضايا العربية والإسلامية منذ ظهور الشيخ محمد بن عبد الوهاب وحتى قيام الدولة السعودية في 1932. فقد جرت أحداث كبرى في المشرق العربي كانت جديرة بأن تحرّك العاطفة الدينية لدى الوهابية، كما حرّكت عواصم دينية في العالم الاسلامية بما فيها الأزهر والزيتونة والآستانة والنجف، فكانت البيانات تصدر تباعاً حول احتلال بعض الدول العربية من قبل قوى استعمارية، وتحرّض الشعوب على الإنضمام الى صفوف المطالبين بخروج المستعمر من بلاد المسلمين. إذا أمكن اعتماد عام 1744، حيث بداية تاريخ التحالف السعودي الوهابي، إنطلاقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في النشاط السياسي العلني، فإنه منذاك وحتى قيام الدولة السعودية سنة 1932 لم يصدر بيان عن الشيخ ابن عبد الوهاب أو من أبنائه وأحفاده، أو بيانات جماعية صادرة عن علماء وهابيين حول قضايا تتعلق بالمسلمين المصيرية، أو ذات صلة بالقوى الاستعمارية. فقد كانت القوى الاستعمارية الهولندية والبرتغالية ثم الانجليزية والفرنسية تعيث فساداً في الشرق الإسلامي، ولم نقرأ بياناً واحداً أو انتقاداً ولو بصورة عابرة لممارسات الاستعمار بصورة عامة في أي من كتابات الشيخ محمد بن عبد الوهاب (ت 1791هـ). في عام 1798 إنطلقت الجيوش الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت باتجاه مصر بهدف تحويلها الى قاعدة استراتيجية للإمبراطورية الفرنسية في الشرق، ولم نقرأ في أي من كتابات أبناء أو أحفاد الشيخ إبن عبد الوهاب من تعرّض بنقد الحملة الفرنسية على مصر، أو دعوة المسلمين لمناصرة الشعب المصري في جهاده ضد المستعمر. وباستعراض عاجل للإستعمار الإنجليزي في المشرق الإسلامي والخليج نجد كيف كان التجاهل غير المفهوم من قبل علماء الوهابية. فقد احتلت بريطانيا إمارات الضفة الغربية من الخليج تحت عنوان معاهدات الحماية، فكانت البحرين وقطر والكويت وصولاً الى الساحل العماني خاضعة للنفوذ البريطاني؛ وفي سنة 1820 كان الجانب الغربي من الخليج بريطانياً، ولم نعثر على بيان احتجاج من أي من علماء الوهابية على ذلك. وحتى حين جرت أول محاولة لاحتلال بريطانيا لمصر عام 1807، لم يصدر ما يفيد باعتراض علماء الوهابية، بل إن الاحتلال الإنجليزي لمصر عقب اندلاع الثورة العرابية سنة 1882 والذي دام حتى سنة 1923 لم نجد موقفاً لعلماء الوهابية من احتلال أرض الكنانة، وكذا الحال بالنسبة للسودان أو الصومال، أو العراق التي يتباكى عليها السلفيون الوهابيون اليوم لأنها أصبحت تحت حكم الأغلبية الشيعية، فلم يصدر بيان واحد ولو عن طريق الخطأ حين دخلت القوات الإنجليزية البصرة سنة 1914، وتوالت عمليات احتلال المدن العراقية الواحدة تلو الأخرى بدءاً من البصرة عام 1914، ومروراً بالكوت سنة 1916، فبغداد 1917، والموصل سنة 1918، وبقيت بريطانيا تحكم العراق تحت الإنتداب. وحين وقعت ثورة العشرين ضد الإنجليز سنة 1920 لم يصدر بيان مناصرة من علماء الوهابية لثورة الشعب العراقي. وبمناسبة الثورة الليبية التي يحاول الوهابيون إظهار أنهم من أشد المناصرين لها والمدافعين عن حقوق الشعب الليبي، نذكّرهم بالإحتلال الإيطالي لليبيا في أكتوبر 1911، حيث صدرت البيانات المندّدة بالغزو الايطالي والمطالبة بالجهاد ضد المستعمر دفاعاً عن بيضة الإسلام، ولم نقرأ بياناً من علماء الوهابية يندّد بالغزو الإيطالي، أو يفتي بحرمة تمكين غير المسلم من بلاد المسلمين. ولنا في قضية فلسطين وقفة مرارة، فقد جرت ويلات على فلسطين الأرض والشعب والمقدّسات ولم يصدر ما ينبىء عن حميّة وهابية على الإسلام أو المسلمين، فقد قامت بريطانيا باحتلال فلسطين ودخلت غزّة عبر مصر بعد قتال مع القوات العثمانية (التي لم يناصرها الوهابيون لا في السلم ولا في الحرب بل اعتبروها جزءً من دولة يعتبرونها كافرة مبتدعة وهي الدولة العثمانية)، ثم احتلوا بئر السبع ويافا وفي عام 1917، دخلوا القدس، وهو العام نفسه الذي أطلق وزير الخارجية البريطانية بلفور وعده بإقامة وطن قومي لليهود، وثم أعلن الانتداب البريطاني رسمياً على فلسطين في مايو 1921، واستمر حتى قيام الدولة اليهودية سنة 1948. وقد جرت أحداث كثيرة خلال تلك الفترة من بينها ثورة 1936 والتي استمرت ثلاث سنوات متتالية، ولم يظهر ما يفيد بأن علماء الوهابية تصدّوا لمثل تلك الأحداث المأساوية الكبرى، بل إن ما قام به الملك سعود (ولي العهد حينها/ اي عام 1933) في زيارته الى فلسطين كان بهدف القضاء على الثورة، حتى خاطبه الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود: يا ذا الأمير أمام عينك شاعرٌ/ ضمّت على الشكوى المريرة أضلُعهْ المسجد الأقصى أجئت تزورهُ؟/ أم جئت من قبل الضياع تودّعه؟ وما جرى على فلسطين من قبل الإنجليز جرى شبيهاً له في شرق الأردن التي كانت من نصيبهم بموجب مؤتمر سان ريمو عام 1920، فأصبحت الأردن تحت الانتداب البريطاني سنة 1923، وكذا يقال عن المغرب التي لا يزال جزء منها ضمن السيادة الأسبانية في سبتة ومليلة. أما الاستعمار الفرنسي الذي تشكّل الجزائر عنوانه الأبرز لبشاعة صوره وبسالة صورة المقاومة ضده، فقد سقطت الجزائر تحت الاحتلال الفرنسي منذ العام 1830 لغاية 1962، ولم يتذكّر الوهابيون علماء أو أمراء هذه المنطقة العزيزة التي تغنّى شعراء العرب ومناضلوهم وعلماؤهم ببطولة الشعب وثورته وتعلّم منها دروساً في الكفاح. وبعد احتلال الجزائر تسهّلت مهمة الإستعمار الفرنسي في تونس التي أجبرت الباي على توقع معاهدة باردو سنة 1881 ومن ثم معاهدة المرسى ولم تنل تونس إستقلالها الا سنة 1956، وهو نفس العام الذي حصلت فيه المغرب ايضاً على استقلالها. دول عربية أخرى مثل جيبوتي وسوريا ولبنان خضعت للنفوذ الفرنسي أو الاحتلال عبر الانتداب، ولكن حين نطالع بيانات علماء الوهابية في نجد وكتبهم لا نجد موقفاً واحداً لافتاً كالذي نجده يفيض حماسة وتحريضاً على الثورة ضد الدول التي تعتبر خصوماً على خلفية طائفية كما في سوريا أو العراق أو لبنان أو البحرين ولكن بصورة مناقضة. من يراجع الأدبيات السياسية الوهابية لا يعثر على مواقف لاهبة كالتي برزت في العقود الثلاثة الأخيرة، كما في قضية أفغانستان، أو الشيشان أو باكستان وكشمير وحتى فلسطين وسوريّة، فهي قضايا طارئة فرضها الصراع الدولي، ولأن السعودية كانت ولا تزال جزءً من لعبة الكبار خلال الحرب الباردة، فإن من الطبيعي أن تشجّع حلفائها في الداخل على الإنخراط في موضوعات الغرب، ولكن ضمن حدود رسمتها لهم. وإلا مالذي دفع علماء الوهابية وعلى نحو عاجل الى تشجيع الشباب على الهجرة والجهاد في أفغانستان، وكفلت لهم الغطاء الديني والمالي والسياسي والأمني، ولماذا لم نجد هذا النفير في موضوعات أشد خطورة وأهمية في فلسطين مثلاً؟!. غابت كل القضايا المصيرية المطروحة إبان الفترة الاستعمارية عن سمع ونظر الوهابيين، وكل ما يقال عن مواقف تاريخية جاءت متأخرة، وأن إمعان النظر في المتأخر منها نجده متخاذلاً في جوهره، كالمواقف المتحوّلة لدى الشيخ بن باز أو من جاء بعده مثل الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، وهي مواقف تنطوي على تبريرات متسامحة في الصلح مع الكيان الاسرائيلي، الأمر الذي يضعها في سياق مبادرة الاستسلام التي قدّمها الملك عبد الله في مارس 2002، فكانت أسوأ من مبادرة الملك فهد في فاس العام 1981، أو تحريم التظاهر من أجل أهالي غزة في العدوان الاسرائيلي في ديسمبر 2008 ـ يناير 2009. بعد هذا الإستعراض المقتضب نقترب من الصورة التي حاول محمد طعيمة أن يرسمها عن الوهابية وتاريخ التبعية للغرب، حيث ينطلق من الرؤية المحقونة بالزهو والتباهي لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل الذي قال بأن (العرب مدينون لبريطانيا، وحدها، بوجودهم كدول. نحن من خلقها). مع أن هذا القول فيه مغالطات كبيرة للغاية كون بريطانيا كانت مسؤولة عن خلق دولتين وجدا من العدم وهما الدولة العبرية والدولة السعودية، إضافة الى الدولة الأردنية. أما بقية الدول فهي عريقة كبلدان ثابتة على خرائط الدول. لكن أشهر رؤساء وزراء الإمبراطورية، التي لم تكن تغرب عنها الشمس، كان محقاً نسبياً في ما يتعلق بعرب الخليج. يقول طعيمة، في ذاكرة تشرشل، ومن سبقوه في رسم (خرائطنا)، لعبة شعبية بريطانية يتقاتل فيها (الأسقف) و(الشيخ/رجل الدين) محمد علي، مؤسس مصر المدنية الحديثة، الذي لم يكن شيخاً بالطبع، لكنّه اللعب بالدين. في كتابه (الإفريقية الآسيوية)، الصادر في 1956، يُثمن المفكر الجزائري الإسلامي مالك بن نبي (تفادي ثورة يوليو المصرية ما أراد الغرب أن يسجن فيه العالم الإسلامي، باستدراجه للتركيز على قضايا جانبية وإدارة الظهر للقضايا الأساسية وللتوجهات الكبرى، ليعطّل أو حتى يوقف تطور المسلمين). كانت دولة عبدالناصر نموذجاً متطوراً نسبياً لتجربة محمد علي. ويلفت طعيمة الى أن نموذج محمد علي بقي (عفريتاً) يخشى الغرب تكراره، عبر بناء دولة مدنية قادرة على حماية ثروات شعوبها، فكان (الإستدراج) هو الوجه الثاني لـ (تديين) صراعه مع الشرق العربي. وهو، وإن حافظ على (صليبية) خطابه المحلي في صراعه مع العرب، حتى في لعب الأطفال، طوّر توظيفه للدين عربياً ليحوّله إلى (سوس داخلي) ينخر أية فرص لتقدم العرب/المسلمين. من أجل ذلك، كما يخلص طعيمة في قراءته لتجربة الاستعمار في لعبة التديين، إستحضر عدواً تاريخياً لمدنية محمد علي، أي تحالف آل سعود والوهابيين، الذين قضى والي مصر على دولتهم الأولى، وأذلّهم إبنه إبراهيم باشا بإجبارهم على سماع الموسيقى! كانت الوهابية هي (السوس) التي رأى (خالق الخرائط) أنّها ستستدرج الشرق العربي إلى نمط فكري ديني، يُلهي شعوبه عن أي تقدم. قبل الربيع العربي، ومنذ عقود، يعايرنا الغرب بـ (واحة الديموقراطية الوحيدة) في المنطقة، إسرائيل. وقبل سنوات، دشّن حملة ابتزاز لنظم حكمنا، شعارها الدمقرطة، بالتزامن مع حربه ضد (الإرهاب الإسلامي). قد يرد بعضنا على الغرب بأنّ إرهاب (القاعدة) صُنع في مطابخ استخباراته تحت شعار الجهاد ضد الشيوعية. وقتها كان المسؤولان عن الملف إقليمياً هما نائب رئيس مصر حسني مبارك، وولي عهد المملكة العربية السعودية عبدالله آل سعود. لكن الرعاية الغربية لـ(سوس) الإسلام أقدم تاريخياً من القاعدة. ويمضي طعيمة في قراءة نقدية للعلاقة المجذومة بين الوهابية والاستعمار الغربي، ويضيء على نقاط التناقض بينهما، ويقول بأن من (أشيك) شعارات الدمقرطة الغربية هي (تمكين المرأة). يقول طعيمة (نحن العرب لدينا إمرأة عربية هي فاطمة الزامل السبهان القويعي، التي كانت «مُمَكنة» فعلاً قبل مائة عام، في قلب البادية، وقبل أن تمنح دول أوروبية عديدة حق التصويت لنسائها. حكمت فاطمة إمارة حائل في 1911، كوصيّة على حفيدها سعود الرشيد، الذي كان طفلاً حين قتل الأمير سعود الحمود الرشيد، تاسع حكام الإمارة في 1908. كان الطفل منفياً لدى أخواله، لكن «نظام» توارث العرش حماه، ليُستدعى ويتولى الحكم تحت وصاية خاله، ثم جده. وبعد وفاتهما بالتوالي، إختار شيوخ الإمارة جدته فاطمة وصية وحاكمة. كانت مثقفة وذات وعي سياسي متطور، ملأت الخزانة ودعمت الأمن الداخلي والعلاقات الخارجية، وتميزت كـ «قائدة للجيش النظامي ومُطورة لخطط تسليحه». أثناء وصايتها الرسمية، لم تخض أي حرب، فآل سعود، العدو الأول لحائل، وقّعوا إتفاقية ترسيم الحدود مع الإمارة في 1907، لكن سياسة فاطمة مهّدت لأكبر إنتصار لحائل على آل سعود، في صراعهما الذي يعود للقرن الثامن عشر. هكذا، بعد سنة واحدة من تسليمها الحكم نظرياً لحفيدها وعمره 15 عاماً، كانت تُلحق بالسعوديين هزيمة افتقدوها منذ 1902، عُرفت بـ (معركة جراب)، لتسترد إمارة الجوف وتوابعها. قالت المندوبة السامية البريطانية غرترود بيل بأنّه (لا أحد يكره الوهابيين والسعوديين كما فاطمة السبهان). حين قُتل الحفيد، بعد وفاة الجدة، ترك ضمن زوجاته الأميرة الفهدة، ليتزوجها في ما بعد عبد العزيز، مؤسس دولة آل سعود الثالثة، وتنجب له عبدالله، الملك الحالي، والأميرتين صيته ونوف. كانت لإمارة حائل عاصمة ولغة وديانة رسمية، ودستور عُرفي يصف نظام حكمها بالملكي وينظم توارثه. بعد إرهاصات إمتدّت لأكثر من قرن، تأسّست رسمياً في 1834، على يد عبدالله وأخيه عبيد العلي الرشيد. وفي عصرها الذهبي 1873 ــ 1897، لم يخف حاكمها محمد العبدالله الرشيد إعجابه بتجربة محمد علي. لا نتحدث عن كيان عابر، بل عن دولة توسعت لتضم بين 1850 و1902، المناطق ما بين جنوب دمشق وشمال نجران قرب اليمن، وما بين حدود الحجاز حتى نجد. إنتهت إمارة حائل في 1920 على مذبح (الإخوان)، الاسم الرسمي لعصابات آل سعود المُقاتلة، التي تزخر الوثائق البريطانية بقصص وحشيتها ضد مُخالفي مشروعها الديني، الوهابية، الذي تتزاحم في خطابه، ظاهرياً، شعارات عداء الغرب وديانته. كانت لندن مموّل (إخوان) آل سعود ومصدر تسليحهم. في 1927، حلّ بن سعود عصابات الإخوان وذبح قادتها. خلال الثلث الأخير من القرن التاسع عشر والثلث الأول من القرن العشرين، تنافست ثلاثة مشاريع على حكم جزيرة العرب العائمة على النفط: آل رشيد/حائل، آل سعود/نجد، الهاشميون/الحجاز. وحدها العائلة السعودية كانت الأوثق ارتباطاً بالغرب، ومن عاصمته المركزية حينئذ، لندن، تأتي عطايا وأسلحة شيوخها. والعائلات كلّها ترد شرعيتها لشعارات دينية، الفارق الوحيد بينها في (مفهوم) الإسلام الذي تريد السيطرة به. إختفت دولة آل الرشيد، وتمّ تعويض الهاشميين بـ(اختلاق) إمارة شرق الأردن كـ(كيان وظيفي)..إنحاز الغرب لبقاء وتوسع المشروع السعودي الوهابي، الأكثر عداوة لثقافته، لكنّه عملياً يستدرج المسلمين نحو مزيد من التخلف. إنحاز، خالق الخرائط، لدولة يُلهينا خطابها الديني بعداء (الغرب الصليبي)، بينما سياستها تصب في خزانة الغرب الناهب. الوهابية وربيع العرب لم يلتزم علماء الوهابية الصمت حيال ما جرى في تونس بل سارعوا لإدانتها وضرورة إطاعة ولي الأمر بن علي، خاصة وأن التظاهرات تسبب الفوضى والفتنة وتخدم الشيطان! ولمّا اندلعت المظاهرات في مصر عارضها علماء الوهابية والمفتي العام واعتبروها مدخلاً للفتنة، والفوضى، وتخريب المصالح وتعطيلها، وحين انتصرت ثورة الشعب المصري بطريقة لم تؤدِ الى ما ذكره العلماء لم يبارك العلماء للشعب المصري خلاصه من طاغوت أو حتى يعزّيه في شهدائه، بل ما لحظنا هو خروج الجماعات السلفية الوهابية من أوكارها في مصر لتنخرط في الثورة بعد نجاحها لجهة حصاد الثمار ومقاسمة الشعب المصري الثائر مكاسب الثورة. فإذا كان علماء الوهابية لا يؤمنون بالثورة ويعتبرونها عملاً غير صالح، لماذا أجازوا لأنصارهم في مصر بركوب موجة الثورة، وصاروا يرفعوا شعاراتها بعد تحريفها مثل (الشعب يريد تحكيم الشريعة) وأمثالها، أليست تلك انتهازية فاضحة؟ في ليبيا، التي حتى وقت قريب كان بعض مشايخ الصحوة مثل الشيخ سلمان العودة والشيخ عايض القرني يزورونها ويقبلون أعتاب حكامها، بدعوة من نظام معمر القذافي وأبنائه، ويدخلون في وساطة بين النظام والجماعة الليبية المقاتلة وهي جماعة سلفية تحمل فكر الوهابية، وبمجرد أن اندلعت الإحتجاجات الشعبية فيها حتى بدأت عملية (لي الألسن)، في محاولة لتصوير أن ما كان يجري في الماضي ليس سوى جزء من (النضال) ضد العقيد القذافي الكافر (بحسب فتوى ناصر العمر)! لا نسمع من علماء الوهابية من يتحدث عن الثورة الشعبية في اليمن أو الثورة الشعبية في البحرين، وهما ثورتان سلميتان وللغالبية الشعبية في البلدين مطالب مشروعة ومحقّة يعبّرون عنها بطريقة سلمية وحضارية. ما يلفت أن الموقف الوهابي متطابق تماماً مع الموقف الأميركي والغربي حيال ثورتي اليمن والبحرين، حيث لا يعتبرهما الأميركيون جزءً من ربيع العرب، ولذلك يسقط المسؤولون الأميركيون ثورتي اليمن والبحرين من أحاديثهم وتصريحاتهم عن ربيع العرب. وما يتطابق في تصريحات الوهابية والغرب هو التأييد المطلق للثورة في سورية، وهي ثورة تستحق التأييد على كل حال، ولكن ليس على سبيل الإبتزاز والإنتهازية، وإنما من أجل عيون الشعب السوري وحده وليس من أجل عيون الغرب أو مصالح فئوية وطائفية، لأن الشعب السوري، شأن الشعوب العربية الأخرى يستحق الحرية والديمقراطية ونظام عادل، ولكن هذا التأييد الوهابي النادر جداً للثورة السورية دون باقي الثورات العربية يثير شبهة كبيرة، فهو الذي يمانع حد التحريم خروج التظاهرات المؤيّدة لسكان قطاع غزّة المظلومة والباسلة إبان العدوان الاسرائيلي في العام 2008 ـ2009، مالذي يدفع به للتحريض على قتل ثلث السكان في سورية من أجل أن ينعم الثلثان، كما قال صالح اللحيدان، رئيس مجلس القضاء الأعلى السعودي السابق. ففي أي دين لله عزّ وجل أحلّ هذا السفك السفيه والمفرط للدماء، فيما شنّت كل حملات التهويل الممكنة في الداخل السعودي من أجل منع التظاهر، حتى تحوّلت الى مثابة (الخروج عن الملّة)، و(خيانة الوطن)، و(الضلال المبين عن دين سيد المرسلين)، فبأي حديث عن الثورات تؤمنون، وأنتم في غيّ الغرب سادرون؟ |
|||
2012-07-14, 22:45 | رقم المشاركة : 13 | ||||
|
اقتباس:
بالله عليك إن لم تكن تكفيريا لم تكن إلا رافضيا محتل من طرف من و من يحرره بالله عليك كم كنية تحمل بالله عليك كم فكر تتقيأ المجالس ثلاثة : الطامة عندما تجلس في مجلس عامة ولكن يرون انفسهم افهم الناس واعلمهم والحقيقة ان عقولهم فارغه ومعلوماتهم غير دقيقة يعتمدون على ثقافات الجرايد وقراءات في بعض المقالات ومعلومات متناثرة من اشرطة قديمة وحديثة ... كلامهم منقطع السند ... ورواياتهم مهزوزة ... وافضل ما يحسنون المراء والجدل والطعن في كلام الاخرين ... منهم من تعمق في الجهل المركب فاصبح يبني على اساسات واهية وينطلق منها ... ومنهم من يشعر انه قد حوى كل العلم فالمعلومة التي لم يسمع بها هي مغلوطة وتحتاج الى بحث ... مثل هؤلاء ليسو علماء لتنهل منهم وتستفيد ... ولا يرضون ان تعلمهم لانهم يعتقدون انهم بلغوا من العلم عتياً ...مجلس مع من هو اعلم منك وهذا المجلس لابد للعاقل ان يستفيد منه وينهل ... ومجلس مع انسان عامي او اقل منك علم فهذا حق عليك تعليمة وافادته .... والمجلس الثالث مع قرين لك او مقارب وهذا المجلس لا تحرص فيه على اظهار حجتك وبلاغتك فانك بذلك تثير اسد الحسد من مربضه بل عليك ان تداري ذلك المجلس حتى تقول كفارة المجلس وتنصرف ... وحاول قدر الامكان ان تجتنب مجالس الاقران واذا جلست فيها فاثبت وكن اقل الحاضرين مشاركة بالكلام لتخرج باقل الخسائر لان الزهو والعجب والحسد غالب على طلبة العلم وصناع القرار ... والمصيبة انهم لايعتبرون انفسهم اقران بل يرون انهم ارفع منك فلايقبلون ما تقول ويطعنون فيه ... فان اجبرت على مجالستهم فاكثر من هز رأسك واعمل جاهداً على مداراتهم وان اردت ايصال معلومة لهم فبطريقة غير مباشرة... ولن تخلو من فائدة ولكن لا تتعب نفسك في المراء والجدال لانك ان وقعت فيه فستخسر ولابد .. جادلت عالما فغلبته وجادلت جاهلا فغلبني |
||||
2012-07-17, 08:07 | رقم المشاركة : 14 | |||
|
ترجمة الشيخ عبد الرحمن بن قاسم
بقلم .. عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن جبرين مصاب على الإسلام بين العوالم *** على العلم والدين القوي الدعائم إلى آخر ما قال والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وسلم.رحيل رجال العلم والمجد والتقى *** أولي الصدق والإخلاص من كل عالم نجوم الهدى والرشد والحق والعلى *** رجوم العدا من كل غاو وآثم بقلم الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن جبرين |
|||
2012-07-17, 08:08 | رقم المشاركة : 15 | |||
|
برنامج الدرر السنية في الأجوبة النجدية الاصدار الثالث
https://www.saaid.net/book/p/dorar_3_setup.exe |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
الأجوبة, الدرر, الزوجة, الوحيدة, الكتاب, تكفيري |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc