إلـى متى سَأظلُّ لستُ منكم ..أو (( بَرّانِيْ))

[زيان.]

قد كنتُ أحسُّ من كلامه أنّه يُعاملني على أساس أنّي لستُ منَ المنطقة ، أو أنّي دخيلٌ على مدينته أو بمصطلحٍ مفهوم (( بَرّانِيْ)) ..
هكذا كنتُ أحسّ إلى أن ثبت ذلك من خلال تصريحاته لأحد أبناء بلدته أو (( ولاد بلاده)) كما يفرضُ الشارع بلغته العامّية..
إنّه صاحب متجر المواد الغذائية – سوبيرات- المجاورة للحيّ الذي أقيم فيهو أيضًا النادل في المقهى التي نجتمع فيها من الحين لآخر
عشيّة آخر اليوم لنتجاذب الجديد كما يُقال ..
لا ..بل إنّه حتّى الجار المجاورُ والمُقابلْ .. والنُّعوت كثيرة لمثل هذه العيّنات..
** موضوعنا اليوم سيكون بعنوان : أنتَ أو أنتِ لست منّـــا أو بصيغة أخرى (( أنت برّانـــــــيْ)).
إذن فالسلام عليكم ورحمة الله وبركـــــاته ...أمّا بعد :
تحيّةُ إحترامٍ لكبيركمْ وتوقيرٍ لصغيركمْ أيّها الأحبّة أرسلها لكم عبر هذه الأنفاس التي تُعزّكم و تُحبكم ..
لاأعلم إلى متى ونحن لازلنا نتعامل مع بعضنا البعض على أننا مخلوقات غريبة دخيلةٍ كأنّها من كوكبٍ آخرَ ..
لا أعلم لماذا أتجاهلك أو أخاف منك بمجرّدِ اِنتماءكَ لغير محلّ إقامتي ..
هل مدينة إقامتك هي المرجع في التمدّن والمعاملة مع الناس ؟ هل يجب أن أشطب نفسي من إقامتي تلك
وأنخرط في هذه .. لأكون إجتماعيّ أو ربّما لِأحضى ببعض التواصل معك أو مع غيرك؟
هل ديننا الحنيف الإسلامي أوصى بذلك؟ أم أعرافنا ؟ لا أبدًا واللهِ ..
سألتُ يومًا أحد الأشخاص بعدما طلبت إذنه في ولايةٍ كنت أرتادها من الحين لآخر في زيارةٍ عائلية عن الطريق المؤدّي لكذا وجهة ،
فنظر إليّ بنظرات كأنّها تكلّمت وأوفتْ ما طلبتْ .. ثمّ بعد أن وجّهني قال أكيد أنت لست (( .....)) أي لست من هذه الولاية ..
ثمّ أدبرَ وغادر ... وكأنّه وجّه ربوت أو غير إنسان.
إلى متى ونحن نتربّى ونُربّي أجيالنا بعقلية الإنتماعات الجغرافية ؟
الإتحاد الأوربي ضمّ ثمانٍ وعشرين دولة ونحن لم نستطع أن نتآخى مع بعضنا البعض في بضع ولايات .. أو مدن ..
يكفيك أنّك مسلم عربيّ جزائريّ تملك بطاقة تعريفٍ وطنية مثل التي أملك..
يكفيك أنّك تتكلّم فأفهمك وأتعايش معك ..
إلى متى ستبقى – برّاني - ؟ إلى متى سأظلّ أناديك بـ :
أدرادي،الشلفي،الأغواطي،الأم بواقي،الباتني،البجاوي،البسكري،البشاري،البليدي،البو يري،التامنغاستيّ،التبسّي،التلمساني،التيارتي،
التيزي،الدزيري،الجلفاوي،الجيجلي،السطايفي،السعيدي،ا لسكيكدي،العباسي،العنابي،القالمي،القسنطيني،المداوي، المستغانمي،المسيلي،
المعسكري،الورقلي،الوهراني،البيضي،الإليزي،البرايجي، البومرداسي،الطارفي،التندوفي،التيسمسيلتي،الوادي،الخ نشلي،السوق أهراسي،
التيبازي،الميلي،عين الدفلى،النعامي،التموشنتي،الغرداوي،الغليزاني.
إلى متى ستظلّ تناديني بالشاوي،القبايلي،التارقي،العربي،المزابي..إلى متى؟
أنا جزائريّ وأفتخر ويكفيني نسبْ.. لنرتقي بأفكارنا و ننسلخ من ثوب الإستدمار.